تصحيح المفاهيم في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة
أنور الجندي
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ إن الفكر الإسلامي له جذوره العميقة، وأصوله العريقة، التي تجعله قادراً على مواكبة الحاضر والمستقبل، دون أن يفقد أصالة الماضي، أو يتأخر عن مواكبة التطور العلمي والحضاري، وإن هذا الدين قد نزل من أجل أن يخلق واقعاً جديداً في عالم الاجتماع الإنساني، ولذا فإنه لم يرضَ لنفسه أن يبقى سجين الأفكار وحبيس العقول، بل جاء ليتحرك في أوساط الناس والمجتمعات، وليحدث تغييراً جوهرياً في منظومة القيم والعقائد والأخلاق، والحديث اليوم يدور حول نظرية التجديد في الخطاب الديني والتجديد في وسائله وأدواته، ويمكن أن يُقال في هذا الصدد: إن التجديد في الدين إن كان ولا بد، فلا بد أن ينطلق من داخل هذا الدين وبأدواته الشرعية، وعن طريق أهله وعلمائه الناصحين، لا بالإغارة عيه، ولا بالافتيات على أهله.
أما الخطر كل الخطر فيتمثل في سهام التبشير والتغريب والعلمنة والإلحاد الغربية الموجهة بقوة إلى العالم الإسلامي، والتي تحاول نقل المجتمع المسلم في سلوكياته وممارساته، وجوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأسرية والعقدية من أصالتها الإسلامية، إلى تبني الممارسات والمسلكيات الغربية في الحياة، وهذه المسلكيات الوافدة بالأصالة مستمدة من خلفيات دينية نصرانية أو يهودية. والهدف هو إخراج المسلمين من دائرة فكرهم وأدبهم ومبادئهم، إلى دائرة أخرى مباينة لمواريثهم ومعتقداتهم ومتناقضة معها بالدرجة الأولى.
وهذا الكتاب هو محاولة قوية لتصحيح المفاهيم الدينية والاجتماعية التي تم اغتيالها من قبل أجهزة الاستخراب ومؤسساته، وقد انطلق المؤلف من قواعد الفكر الإسلامي الذي نشأت في عصر النبوة، والتي تستمد قوتها من كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهي قواعد لم تتغير، ولم يجر عليها إضافات ولا زيادات، وإنما هي ثابتة في قواعدها وأسسها، ومرنة في وسائلها وأساليبها، وبحسب ما يكون من إخلاص لهذا الدين يكون الإنجاز والتقدم في مجال الفكر والثقافة الأخلاق الإسلامية.
وقد تميز الفكر الإسلامي عن الفكر البشري عموماً، بتقديره العقل وربط الفكر بالقلب، والروح بالمادة، والجمع بين الثبات والمرونة، والمصلحة العامة والخاصة، واحترام الشخصية الإنسانية في إطار العدل والحرية والرحمة، والإيمان بالعلم والاعتماد على التجربة، والاعتقاد بالجزاء والبعث وبقاء الروح بعد فناء البدن، والجمع بين مصالح الدنيا والآخرة.
أولاً: تفصيل المصطلحات الواردة في البحث:
ثانياً: تلخيص الكتاب:
1-تستهدف محاولات التغريب أهدافاً متعددة، منها:
أولاً: محاولات إسقاط أسس وقيم وفرائض أساسية كالجهاد مثلاً.
ثانياً: محاولات تحريف النصوص الدينية والتاريخية، كإسقاط رحلة سيدنا إبراهيم إلى الجزيرة العربية.
ثالثاً: محاولة إضافة أشياء ليست أصيلة كالإسرائيليات.
رابعاً: محاولة الفصل بين الأدب والفكر واللغة والتربية والدين والمجتمع.
خامساً: محاولة تمويه القيم بإعلاء الفنون الوضعي على الشريعة الإسلامية.
سادساً: إثارة النعرات الإقليمية والعنصرية بالدعوة إلى التجزئة.
سابعاً: محاولة التمويه بخلط الأخلاق الإسلامية المصدر بالعادات والتقاليد الموروثة.
ثامناً: محاولة تأليه العقل وتقديس النظريات العلمية، والدعوة إلى عبادة البطولة.
2-الحقائق الأساسية التي تميز المنهج الإسلامي ما يلي:
أولاً: الإسلام دين حركي اجتماعي واسع النطاق، فهو يتحرك داخل المجتمع والدولة ومختلف أنظمة الاقتصاد والسياسة، ولا يقتصر على المساجد أو دور العبادة.
ثانياً: القرآن كتاب الله، ومصدر المنهج الإسلامي الأول، ويرسم صورة شاملة للقيم الأساسية وأصول المعرفة، وسنن الحياة والكون وطبيعة الحضارات والمجتمعات.
ثالثاً: الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو النموذج الأسمى، والقدوة الأول، والمثل الكامل لكل إنسان مؤمن، في جميع المجالات وشتى الأعمال، في الجهاد والقيادة والدعوة والسياسة والاقتصاد والإمامة والخطابة والأبوة، وغير ذلك.
2-المفاهيم الخطيرة التي تشتمل عليها دعوة التغريب:
أولاً: الدعوة إلى نبذ الماضي والتاريخ والتراث، ووصفه بكلمة "قديم"، وفي المقابل الدعوة إلى إحياء الماضي الوثني، والجاهلي، السابق للإسلام، والذي تلاشى تماماً.
ثانياً: مواجهة الفصاحة العربية والشعر والخطابة، وإحياء العاميات والغرض هو استهداف البيان القرآني.
3-أهداف الغزو الثقافي للعالم الإسلامي:
أولاً: تشكيك المسلمين والعرب في تراثهم، وخاصة في "الدين" الذي يعده المستعمر أكبر عقبة في سبيل ضمان سيطرتهم على البلاد.
ثانياً: إيهام العرب والمسلمين أن الحضارة الغربية هي حضارة عالمية، وأنها ثمرة تجارب إنسانية، وأنه لا مناص لمن أراد التقدم من أن يتبنى مفاهيمها، ويقتبس نظام مؤسساتها، وأن يرتبط مصيره بمصيرها.
4-أهم مصادر التبشير والاستشراق:
أولاً: اسرائيليات ابن سبأ.
ثانياً: كتابات الزنادقة في الأدب
ثالثاً: مفاهيم دعاة الحلول ووحدة الوجود.
رابعاً: الإقليمية والدعوة إلى عالم عربي وعالم إسلامي.
خامساً: دعوات القاديانية والبهائية إلى إلغاء الجهاد ودين واحد.
سادساً: تحريف النصوص بإلغاء رحلة إبراهيم وإسماعيل إلى الحجاز.
سابعاً: التأويل في التفسير بما يبرر الواقع أو يتخذ من أصل ديني سلاحاً لتأييد مذهب أو أيديولوجية حديثة.
ثامناً: محاولة إسقاط الفرائض بالدعوة إلى الفكر الباطني.
تاسعاً: إشاعة الأسلوب التوراتي واللبناني الغربي.
عاشراً: معاونة الشعر الحر، والدعوة إلى اللغة الوسطى في النثر والعامية والحروف اللاتينية.
حادي عشر: هدم التراث، بإبراز السيء منه، أو إعادة كتابته على نحو خبيث.
ثاني عشر: إعلاء بطولات زائفة، كالحلاج وابن عربي، وبشار وأبو نواس، وتنكيس المتنبي وابن خلدون والغزالي.
ثالث عشر: إذاعة المفاهيم المادية والعلمانية والإباحية.
رابع عشر: التشكيك في العقيدة الإسلامية، ومحاولة الإدعاء بأن الأديان كلها موحدة، وإنكار تمييز الإسلام بالتوحيد الخالص.
5-ماذا قدّم القرآن للبشرية من معطيات ومناهج:
أولاً: قدم نظرية التكامل بين النفس والجسم، والروح والمادة في دراسة الإنسان ودراسة الأدب، ودراسة علوم الإجتماع.
ثانياً: قدم نظرية قانون "سنن الله في الحضارات والأمم" وسنن الله في "الخلق والطبيعة".
ثالثاً: قدم "أصول الفطرة في الزواج والأسرة"، و"الحلال والحرام"، وبين للناس فساد القوانين الوضعية التي وضعوها كالربا في الاقتصاد، والزنا في العلاقات الجنسية، وغيرها.
رابعاً: قرر القرآن قبل ثلاثة عشر قرناً قصور العلم البشري، لا سيما العلوم المبنية على التجربة والمحاولة والخطأ، وذلك لظهور حقائق جديدة تناقض النظرية.
خامساً: ثبات النص القرآني؛ فقد تحدث الباحثون عن التبديل والتغيير الذي حدث في الكتب المنزلة، وأثبت علم التاريخ والأديان في أوروبا وأمريكا هذا التغيير والتبديل، وأما القرآن فإن علماء الغرب أنفسهموكثيرٌ من المستشرقين يقرون بأن القرآن الذي نقرأه اليوم هو القرآن الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
6-المميزات الجوهرية التي تميز الشريعة الإسلامية عن القوانين الوضعية:
أولاً: (الكمال) تمتاز الشريعة بالكمال، وأنها استكملت ما تحتاجه البشرية من قواعد.
ثانياً: (السمو) في قواعدها ومبادئها، التي هي أسمى من مستوى الجماعة والفرد.
ثالثاً: (الدوام) تمتاز الشريعة الإسلامية عن القوانين الوضعية بالدوام، أي بالثبات والاستقرار فنصوصها، لا تقبل التعديل، ولا التبديل مها مرت الأعوام.
رابعاً: (الشورى) وقد سبقت الشريعة الإسلامية القوانين الوضعية في ترير مبدأ الشورى، بأحد عشر قرناً حيث لم تعرف هذه القوانين مبدأ الشورى إلا بعد الثورة الفرنسية.
خامساً: (تقرير قاعدة الحكم): والقائمة على أساس تحقيق العدل والمساواة ورفض الضيم والظلم، بالإضافة إلى المرونة واليسر في المعاملات وتطبيق الأحكام.
7-إسهامات الفقه الإسلامي في مجال الفنون الدولي العام في مجالات متعددة، منها:
أولاً: في مجال السلم والعلاقات الدولية.
ثانياً: إقراره مبدأ حرية البحار وحرية التجارة والملاحة فيها.
ثالثاً: الحرب المشروعة وغير المشروعة.
رابعاً: نظرية إعلان الحرب ومقداماتها.
خامساً: معاملة المدنيين غير المحاربين أثناء الحرب.
سادساً: معاملة أسرى الحرب.
سابعاً: العهود والمواثيق بين الدول.
8-وقد ألف في الفنون الدولي العام عدد من الباحثين المسلمين المعاصرين، منها:
-مقارنات بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي العام: علي علي منصور.
-القانون والعلاقات الدولية في الإسلام صبحي المحص
آثار الحرب في الفقه الإسلامي د. وهبة الزحيلي.
-أحكام الفنون الدولي في الشريعة الإسلامية حامد سلطان.
-العلاقات الدولية في الإسلام، محمد أبو زهرة.
فهرس مصطلحات البحث
فهرست الكتاب:
الباب الأول: مخاطر في وجه الإسلام 17
أولاً: التغريب 19
ثانياً: التبشير 23
ثالثاً: الاستشراق 28
الباب الثاني: أصول الإسلام 44
أولاً: الإسلام المنهج الرباني الجامع 45
1-التوحيد 48
2-الوثنية 52
3-وحدة الدين 53
4-النبوة 54
5-الفطرة 56
6-سنن الله 57
7-الغيب 59
8-الروح 65
ثانيا:ً تجديد الدين 66
الباب الثالث: القرآن الكريم 69
النظرية التي قدمها القرآن للبشرية 72
الترجمات التي قام بها أتباع القاديانية وما فيها من التحريفات 80
القرآن وأهل الكتاب 81
الباب الرابع: الشريعة الإسلامية 83
1-العلاقات الدولية في الإسلام 97
2-الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية 103
3-الفنون الدولي العام 104
الباب الخامس: الفكر السياسي الإسلامي 111
1-الاستعمار 113
2-الرأسمالية 114
3-الديمقراطية 115
4-الطائفية 116
5-الشعوبية 119
6-الحكومة الثيوقراطية 120
7-الفاشية 120
8-القومية 121
9-رأي "تويمبي" في القومية الغربية 123
10-العروبة 124
11-الإقليمية 128
12-السلفية 129
13-السامية 132
14-العلمانية 132
15-الصهيونية 137
16-التقدم 141
17-الثورة 143
الباب السادس: المذاهب الوافدة 145
الأيدلوجيات 147
الداروينية 153
الفريدوية 154
الروحية الحديثة 157
الروتاري 158
البهائية 160
الفرعونية 161
الانثروبولوجيا 162
التطور 162
الاسطورة 163
الوجودية 165
الاجتماع والعلوم الاجتماعية 165
الباب السابع: مفهوم الإسلام في الثقافة والفكر 175
مفهوم الإسلام الجامع في الفكر والثقافة 184
فكرة وحدة الوجود 192
الصورة الفنية والعري 193
الباب الثامن: الاجتماع الإسلامي 195
ما ينبغي على المسلمين فعله لمقاومة التحديات الخارجية 201
أهداف خطط أعداء الإسلام 203
الماضي 206
روح مصر 207
البطولة 207
الانفجار السكاني 209
الباب التاسع: التاريخ الإسلامي 217
مبادئ حول التاريخ الإسلامي 219
أخطر المحاذير التي تواجه دراسة التاريخ الإسلامي 223
نظرة الغرب للفتوحات الإسلامية 230
التاريخ الذي يكتبه الغربيون للعالم الإسلامي 236
الباب العاشر: اللغة العربية 237
تحديات اللغة العربية 239
الباب الحادي عشر: الفلسفات 247
أثر الفلسفات على الأديان 250
الفلسفة من وجهة نظر الإسلام 251
ابن سينا 259
النصير الطوسي 261
أرسطو والفارابي 264
المنطق اليوناني وعلوم المسلمين 269
الباطنية والحلاج 271
القرامطة والحلاج 275
شخصيات قلقة في الإسلام 279
الشعوبية الباطنية 281
انحراف الفكر عند بعض المسلمين 286
التصوف السني 287
التصوف الدخيل على الإسلام 297
ابن تيمية والتصوف 298
الباب الثاني عشر: الأدب العربي 301
أهداف الاستعمار في محاربة الأدب العربي 304
السريالية 316
الفلكلور 323
الشعر الحر 327
القصة 339
الباب الثالث عشر: الحضارة 345
عناصر الحضارة في التصور الإسلامي 349
أزمة الحضارة الغربية 353
انهيار الحضارة الغربية 357
مستقبل الحضارة الإسلامية 365
الباب الرابع عشر: التربية الإسلامية 424
أولاً: فساد نظام الربا 378
ثانياً: علم الاقتصاد السياسي 396
ثالثاً: النظام الاقتصادي الإسلامي 400
رابعاً: المنهج الإسلامي المضاد للربا 406
خامساً: نواة المدرسة الإقتصادية الإسلامية 420
من علمانية التعليم إلى إسلامية التعليم 435
تزييف مناهج التعليم 441
الباب السادس عشر: قضايا عامة 449
1-الترجمة. 451
2-الأخلاق. 453
3-النفس. 457
4-الآثار والعمارة. 460
5-الفن. 463
* أخطاء الفن الغربي 466
6-المسرح. 467
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق