أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 24 يناير 2021

الإشاعة لأشراط الساعة -تأليف الشيخ: محمد بن رسول البرزنجي الحُسيني الشافعي

الإشاعة لأشراط الساعة

تأليف الشيخ: محمد بن رسول البرزنجي الحُسيني الشافعي

(1040 -1103 هـ)

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ لما كانت الدنيا دار فناء، ولم تكن دار إقامة، جعل الصالحون من أيامها: أملاً يحدو بهم إلى صالح الأعمال، وغرساً متجدداً في طريق بلوغ منازل السعادة، فقويت فيهم البواعث، وتضاعفت فيهم الهمم، ولم يلتفتوا إلى صوارف الهوى وخطوات الشيطان، ولم تُثنهم نوازع النفس وجموح الشهوة إلى لذةٍ عاجلة يعقبها ندمٌ طويل..

ويعلم كل عاقلٍ: أن هذه الدنيا قد آذنت بالانصرام، كما يظهر لكل بصيرٍ تغيُّر أحوالها، وذهاب بركتها، وقرب انتهائها؛ لذا كان حقًا على كل عالم أن يُشِيع أشراطها بين العامة والخاصة، ويبثَ أحاديثها وأخبارها الواردة فيها بين الأنام، ويَسرُدها مرةً بعد أخرى؛ قياماً بواجب التذكير، ولعل عاصياً ينتهي عن عصيانه، وظالماً يرعوي عن ظلمه، وحتى يستقيم أمر الناس، وينتبهوا من سِنَة الغفلة.

وهذا الكتاب للإمام محمد بن رسول البرزنجي يعرض فيه أشراط الساعة بتوسُّعٍ كبير، وكان الباعث له على تأليف هذا الكتاب، هو تحقيق رغبة الإمام السيوطي في تأليف كتابٍ في أشراط الساعة، يكون مستوعباً لها، فيكون فاصلاً وسطاً بين كتابي السيوطي "شرح الصدور" المتعلق بأحوال الموتى والقبور، وكتابه "البدور السافرة في أمور الآخرة" المتعلق باليوم الآخر وما فيه من أهوال ونعيم وعذاب.

وجعل البرزنجي-رحمه الله -هذا الكتاب في ثلاثة أبواب، وخاتمة، وجعل في كل بابٍ تذنيبات وتنبيهات، وهو كما يلي:

أما الباب الأول: فذكر فيه "الأمارات البعيدة" التي ظهرت وانقضت، وذكر فيها حوالى (38) علامة من علامات الساعة الصغرى، والتي كان أولها موت النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وآخرها استباحة مكة.

أما الباب الثاني: فذكر فيه "الأمارات المتوسطة" التي ظهرت ولم تنقضِ بعد، وذكر فيها ما يُقارب (81) علامة من العلامات، والتي أولها: يكون أسعد الناس لكع بن لكع، وآخرها: سبُّ آخر هذه الأمة أولها كما يفعل الرافضة.

وأما الباب الثالث: فذكر فيه "الأشراط والأمارات العظام" التي تعقبها الساعة، وذكر فيها عشر آيات عظام، أولها: ظهور المهدي، وآخرها: النار التي تسوق الناس إلى محشرهم. وكلامه فيها على مقامات.

  • المؤاخذات على الكتاب:

التوسل بالجاه، وهو من التوسل البدعي، ونسأل الله سبحانه أن غفر له ذلك. (ص 153، 324).

تصحيح بعض الأحاديث لوقوعها فعلاً، أو تصحيحها بطريق الكشف والرؤيا والإلهام، وهاتين الطريقتين باطلتين في تصحيح الأحاديث، (انظر: ص 60، 191) ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم لا يثبتون شيئاً من الغيبيات بالكشف والإلهام، وإنما يثبتون ما أثبته الدليل الصحيح، ولو أن المصنف نزَّه كتابه عن مثل هذه الترهات لكان أفضل وأولى.

نقل الخرافات والأساطير فيما يتعلق بشكل الدابة وصورتها (انظر: ص 101 -102).

كثرة نقله عن ابن عربي النكرة، صاحب "الفصوص"، الذي قال فيه الشيخ عز الدين بن عبد السلام كما في "سير الذهبي" (16/ 348): "شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم، ولا يُحرم فرجاً".

مغالاته في المهدي سواءً في وصفه، أو حليته، وقد أطال النفس فيه جداً، ونقل أخباره عن الشيعة، ومن لا يُعتد بنقله  (انظر: ص 194 -197).

جزمه بخروج المهدي قبل العام (1200 هـ) ناظر ص (121)، وأن قيام الساعة قبل العام (1500 هـ)، ولا شك أن هذا شطط، والسبب في ذلك نقله عن السيوطي في كتابه "الكشف في مجاوزة هذه الأمة الألف" وهو كتاب باطل، لا أساس له من الصحة.

ما يُحسب للمؤلف رحمه الله:

أولاً: دعوته للكفِّ عن مساوئ بني أمية (ص 61).

ثانياً: ذكره الأحاديث الواردة في فضل الشيعة الذين ينصرون علي، ولا ينقصون قدر الصحابة (ص 76)، والكلام هنا لا يتعلق بصحتها أو ضعفها وإنما موضوعها فقط.


** فائدة نفيسة// في كيفية النجاة من الدجال:

يقول الشيخ محمد البرزنجي (الشافعي) في كتابه "الإشاعة":

وأما كيفية النجاة منه (يعني الدجال):

فيكون بالعلم والعمل.

١- أما العلم:

- فبأن يُعْلَمَ أنه يأكل ويشرب، وأن الله منزه عن ذلك،

- وأنه أعور، وأن الله ليس بأعور،

- وأن أحدًا لا يرى ربه حتى يموت، وهذا يراه الناس أحياء قبل موتهم...

٢- وأما العمل:

- فبأن يلتجيء إلى أحد الحرمين؛ فإنه لا يَدْخُلهما،

- أو إلى المسجد الأقصى، أو إلى مسجد طور سينا، ففي بعض الروايات أنه لا يدخلهما أيضًا،

- وبأن يقرأ عشر آيات من أول سورة الكهف، وقد مرت أحاديثه؛ فلا نعيدها.

-وبأن يهرب منه في الجبال والبراري؛ فإنه أكثر ما يدخل القرى.

- وبأن يتفل في وجهه.

 

•• نكتة لطيفة//

ذكر الشيخ البرزنجي الشافعي في كتابه "الإشاعة": (( أن موت الفجأة يقع للناس في كل حال إلا حالة واحدة: وهي الخطبة، فلم يُنقل أن خطيبا مات فجأة وهو يخطب على منبر.. )) قلت "محمد": وقد وقع ذلك لبعض أهل زماننا، ونسأل الله أن يختم لنا بالخاتمة الحسنة.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق