الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف
لجلال الدين السيوطي
تحقيق: جاسم بن محمد مهلهل الياسين
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ إن فكرة البحث عن عمر الحياة على هذه الأرض، مرتبطٌ بشكلٍ أو بآخر بعقيدة الإيمان باليوم الآخر، وقد شغل هذا الموضوع بال الكثيرين من الباحثين والفلاسفة وأتباع الديانات المختلفة، في محاولة لإدراك أبعاد الوجود منذ النشأة إلى أحداث النهاية، حيث يرى الإنسان بوضوح وضعه بين أبعاد هذا الوجود، وموقعه الحالي من هذا الامتداد، وقد حاول كل فريقٍ التعبير عن ذلك بقيمة رقمية محددة، واعتمدوا هذه القيمة كمحدد لتفسير النصوص والأحداث وما يجري في العالم من تغيُّرات وتطور.
وبالطبع فإن هذه التقديرات متفاوتة إلى درجة كبيرة، بحيث لا يمكن أن يصل الإنسان إلى نتيجة محددة أو قيمة تقريبية تدور في فلكها تلك التقديرات، سواءٌ صدرت هذه التقديرات عن معامل البحث والتجريب، أو عن الدراسات البيولوجية والفيزيائية المتعلقة بالقشرة الأرضية وطبقات الصخور، أو كانت صادرة عن الدراسات التاريخية والجغرافيا، أو حتى عن طريق التفسيرات الدينية لبعض العلماء التي تعتمد على الرأي والقياسات العقلية المجردة؛ إذ ليس لدينا خبرة دقيقة بالخلق، أو علماً كافياً حول بدء التكوين ورحلة الوجود، فيكون الاشتغال بهذه المادة تضييعاً للوقت، وهباءةً في بحر لا نهائي من الخرافات والحدس، واستشرافٌ لما حجب عنا علمه، وبالتالي فإن معرفتنا بهذه القضية محدودٌ جداً، لأنه لم يصلنا من الأخبار التي تستوجب الإيمان واليقين سوى المبادئ العامة لقضايا الخلق والتكوين، وذلك في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة.
ولا شك أن الإمام السيوطي من أكثر العلماء تأليفاً وتصنيفاً في شتى العلوم العربية والدينية، وهذا لا يعني بالطبع أن كل ما يكتبه حق أو صواب، بل وقع في بعض كتاباته زغل وشططٌ كبير، لأنه لم يسلك فيها مسلك النُّقاد في جمع المرويات والتحقُّق منها، ومن هذه المؤلفات والتصانيف التي جانب فيها وجه الصواب مؤلفه هذا، الذي وضعه على ما يظهر سنة (898 هـ)، وهو ابن تسع وأربعين سنة.
ويرى السيوطي في كتابه هذا أن مدة الحياة على هذه الأرض في حدود السبعة آلاف سنة، وأن مدة الدنيا تقع ما بين الألف ومائة الأولى ولا تزيد عن الألف وخمسمائة، حتى قدر أحداث النهاية في بعض كلماته بالألف وثلاثمائة سنة. وحاول أن يستدل لذلك بالأحاديث والآثار، ولكنها في معظمها واهية لا تقوم بها الحجة، ولم يُفلح في إثبات ذلك، بل وقع في خطأ عظيم، وتعدٍ بالغ في اقتفاء ما لا علم له به، لأنه وقع في شبه معارضة لاختصاص علم الله سبحانه وتعالى بالساعة ووقت قيامها، كما قال الله عز وجل: {إن الله عنده علم الساعة} (لقمان: 34).
ومما يؤكد بطلان كلام السيوطي أننا تجاوزنا الألف وأربعمئة هجرية، ولم يحدث شيءٌ من أحداث النهاية الكبرى، ولا ظهر المهدي، ولا الدجال، ولم ينزل عيسى بن مريم عليه السلام، وهذا يدل على أن الحسابات الرقمية والقياس في هذا الباب ممنوع، والكلام في هذا الأمر تشبُّعٌ بما لا علم لنا به.
وإذا كنا سنعتمد حسابات السيوطي الخاطئة في هذا الباب، ونؤخر الأحداث إلى مئتي سنة مقبلة؛ فإن نهاية العالم المتوقعة ستكون في عام 1700 هجرية، ولا شكَّ أن هذا التقدير وهم كبير؛ إذ لا يعلم ظهور هذه الأحداث وبداياتها إلا الله سبحانه وتعالى.
موضوع هذا الكتاب
وموضوع هذا الكتاب هو الإجابة عن سؤال ورده بخصوص أن بعض العلماء كان يعتقد أن نهاية العالم ستكون قبل نهاية المائة العاشرة من الهجرة، أي قبل تمام الألف الهجرية، وفيها: سيظهر المهدي، ويخرج الدجال، وينزل عيسى بن مريم، وتظهر سائر أشراط الساعة الكبرى، وأنه تمضي الأربعون سنة التي بين النفختين مع تمام الألف، وبعدها تقوم القيامة، ويُبعث الناس للحساب والجزاء.
وحاول السيوطي تفنيد ادعاءات هذا الرجل، وبيَّن أن دعواه غير ممكنة، ثم وقع السيوطي نفسه في غلط صاحبه، فصحَّح ما جاء في بعض الآثار أن مدة الدنيا (7000) سنة، ورأى أن ذلك جاء من عدة طرق،واستند على أن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في أواخر الألف السادسة، فكأنه فهم أنه بانقضاء هذه المدة سيكون البعث والحساب والجزاء، وتبنى القول بأن القيامة ستكون قبل الألف وخمسمائة هجرية، ولا شكَّ أن هذا كله غلطٌ محض..
وقد أجاب عليه السيوطيُّ على صاحبه، وبين بطلان قوله من جهتين:
الجهة الأولى: من جهة النقل؛ فبيَّن أن هذا الحديث الذي استدل به من "أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لا يمكث في قبره أكثر من ألف سنة" لا يثبت؛ وقال: (هذا الحديث باطلٌ لا أصل له)،
الجهة الثانية من جهة العقل، حيث بيَّن السيوطي أن المدة ما بينه وبين انتهاء الألف العاشرة: مائة سنة وسنيتين، وأن هذه المدة غير كافية لظهور كل هذه العلامات التي ذكرها، حيث أن:
الدجال يخرج على رأس مائة سنة، وينزل عيسى عليه السلام ليقتله قبل ذلك بسنتين، ويمكث عيسى في الأرض (40) سنة، ويمكث الناس بعد طلوع الشمس من مغربها (120) سنة، وما بين النفختين (40) سنة. فهذه مائتي سنة لا بُد منها ما بين نزول عيسى وآخر النفختين، والباقي الآن (يعني من وقت تأليف هذا الكتاب) من الألف مائة سنة وسنتان.. فظهر بذلك أن مدة هذه العلامات أكبر بكثير من المدة التي قدرها ذلك القائل.
كذلك فإن المهدي لم يظهر لوقته، ولا ظهرت العلامات التي تسبق ظهور المهدي، ومعلومٌ أن ظهور المدي يكون قبل الدجال بسبع سنين، وعلى ذلك تزيد المُدَّة إلى مائتي وسبع سنين..
ويزيد الأمر وضوحاً: أنه لو اتفق خروج الدجال على رأس المائة العاشرة (الألف الهجرية)، فإن مدة الدُّنيا بعده ستكون مائتي سنة على أقل تقدير، وإن تأخر الدجال عن رأس الألف إلى مائة أخرى، كانت المدة أكثر، ولا يُمكن في هذه الحال أن تكون المدة ألفاً وخمسمائة سنة أصلاً...
عقيدة أهل السُّنة والجماعة في هذه المسألة
وقد بينا سابقاً بطلان قول السيوطي في تحديد عمر الدنيا وفساد قوله في تقدير أحداث النهاية، إذ لا يعلم وقت قيام السَّاعة إلا الله عز وجل، ولا شك أن قيامها قريبٌ جداً منا، ولكن لا نعلم متى ذلك، ولا يُمكن لبشريٍّ مهما بلغ علمه أن يقدر ذلك تحديداً أو تقريباً، والذي يُهمنا في هذه القضية: أن نؤمن بأن هذه الأرض مخلوقة قبل خلق الإنسان، وأن الله سبحانه جعل للدنيا أجلاً تنتهي إليه، وأنه لا بُدَّ من يومٍ نقف فيه بيد يديه سبحانه للحساب والجزاء، وأنه لا علم لنا بمواقيت أحداث النهاية كخرو ج الدجال، وظهور المهدي، ونزول عيسى عليه السلام، سوى ما جاءت به الأخبار الصحيحة الصريحة، والبحث فيما دون ذلك عبثٌ لا طائل تحته.
القضية الأخرى: وهي الأهم في نظري -أن بحث الإنسان ونظره وهمته يجب أن تتوجه لما هو أنفع، وهو الاشتغال بالإعداد لهذه الأحداث والفتن من الطاعة والعبادة لله عز وجل، حتى إذا ظهرت ونحن أحياء كنا من الناجين بإذن الله، مصداقاً للحديث الشريف عن أبي قتادة الأنصاري، قال: جاء رجُلٌ إلى النَّبيِّ يسأَلُه عنِ السّاعةِ؛ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (وماذا أعدَدْتَ لها؟).
رأي الإمام ابن حزم -رحمه الله- في هذه القضية
يقول الإمام ابن حزم في "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (2/ 84 -85): "وأما اختلاف الناس في التاريخ؛ فإن اليهود يقولون للدنيا أربعة آلاف سنة ونيف، والنصارى يقولون للدنيا خمسة آلاف سنة، وأما نحن فلا نقطع على عدد معروف عندنا، وأما من ادعى في ذلك سبعة آلاف سنة أو أكثر أو أقل فقد كذب وقال ما لم يأت قط عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه لفظة تصح، بل صح عنه عليه السلام خلافه، بل نقطع على أن للدنيا أمراً لا يعلمه إلا الله عز وجل.
قال الله تعالى {ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم} (الكهف: 51). وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنتم في الأمم قبلكم إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في الثور الأبيض)، هذا عنه عليه السلام ثابت.
وهو عليه السلام لا يقول إلا عين الحق، ولا يسامح بشيء من الباطل، وهذه نسبة من تدبرها وعرف مقدار أعداد أهل الإسلام ونسبة ما بأيديهم من معمور الأرض، وأنه الأكثر علم أن للدنيا عدداً لا يحصيه إلا الله الخالق تعالى.
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (بعثت أنا والساعة كهاتين -وضم اصبعيه المقدستين -السبابة والوسطى)، وقد جاء النص بأن: الساعة لا يعلم متى تكون إلا الله عز وجل لا أحد سواه؛ فصح أنه عليه السلام إنما عني شدة القرب لا فضل طول الوسطى على السبابة؛ إذ لو أراد فضل ذلك لأخذت نسبة ما بين الإصبعين، ونسب ذلك من طول الوسطى فكان يعلم بذلك متى تقوم الساعة وهذا باطل. وأيضاً فكان تكون نسبته عليه السلام إيانا إلى من قبلنا بأنه كالشعرة في الثور كذباً ومعاذ الله من ذلك؛ فصح أنه -عليه السلام -إنما أراد شدة القرب.
وله عليه السلام مذ بعث أربعمائة عام ونيف والله أعلم بمقدار ما بقي من عمر الدنيا. وقال ابن حزم: أن محمود بن سبكتكين رأى بالهند مدينة يؤرخونها بأربعمائة ألف سنة.
رأي الإمام ابن القيم-رحمه الله- في هذه القضية
يقول الإمام ابن القيم في "المنار المنيف" (ف 18/ ص 80 -83): ومنها: 13- مخالفة الحديث صريح القرآن كحديث مقدار الدنيا "وأنها سبعة آلاف سنة ونحن في الألف السابعة".
قال: وهذا من أبين الكذب؛ لأنه لو كان صحيحاً، لكان كل أحد عالماً أنه قد بقي للقيامة من وقتنا هذا مئتان وإحدى وخمسون سنة والله تعالى يقول: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله} (الأعراف: 187)، وقال الله تعالى: {إن الله عنده علم الساعة} (لقمان: 34).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله) (رواه البخاري).
وقد جاهر بالكذب بعض من يدعي في زماننا العلم وهو يتشبع بما لم يُعطَ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم متى تقوم الساعة.
قيل له: فقد قال في حديث جبريل: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل) (رواه مسلم وأبو داود والنسائي)؛ فحرفه عن موضعه، وقال معناه: "أنا وأنت نعلمها".
وهذا من أعظم الجهل وأقبح التحريف، والنبي صلى الله عليه وسلم أعلم بالله من أن يقول لمن كان يظنه أعرابياً "أنا وأنت نعلم الساعة"، إلا أن يقول هذا الجاهل إنه كان يعرف أنه جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصادق في قوله: (والذي نفسي بيده ما جاءني في صورة إلا عرفته غير هذه الصورة) (رواه أحمد في مسنده). وفي اللفظ الآخر: (ما شبه علي غير هذه المرة) (رواه ابن خزيمة في صحيحه). وفي اللفظ الآخر: (ردوا على الأعرابي؛ فذهبوا فالتمسوا فلم يجدوا شيئاً).
وإنما علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه جبريل بعد مدة؛ كما قال عمر: (فلبثت ملياً)، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عمر أتدري من السائل)، والمحرف يقول: علم وقت السؤال أنه جبريل ولم يخبر الصحابة بذلك إلا بعد مدة.
ثم قوله في الحديث: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل) يعمُّ كل سائل ومسؤول؛ فكل سائل ومسؤول عن هذه الساعة شأنهما كذلك.
ولكن هؤلاء الغلاة عندهم أن علم رسول الله صلى الله عليه وسلم منطبقٌ على علم الله سواء بسواء؛ فكل ما يعلمه الله يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله تعالى يقول: {وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم} (براءة: 101).
وهذا في (براءة) وهو في أواخر (براءة) وهي من أواخر ما نزل من القرآن هذا والمنافقون جيرانه في المدينة.
ومن هذا حديث: (عقد عائشة رضي الله عنها لما أرسل في طلبه فأثاروا الجمل فوجدوه) (رواه البخاري).
ومن هذا حديث تلقيح النخل وقال: (ما أرى لو تركتموه يضره شيء) فتركوه فجار شيصاً -يعني تمراً رديئاً -فقال: (أنتم أعلم بدنياكم) (رواه مسلم وابن ماجه).
وقد قال الله تعالى {قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب} (الأنعام: 50)، وقال {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير} (الأعراف: 188) .
الأحاديث التي استدلَّ بها
1- ما رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" من طريق ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة مرفوعاً: (أطولهم -يعني أهل الكبائر -مكثاً فيها مثل الدنيا منذ يوم خلقت إلى يوم أفنيت، وذلك سبعة آلاف سنة).
وهذا الحديث ضعيفٌ جداً، فيه ليث بن أبي سليم، وقال العراقي في "تخريج الإحياء" (4/ 31): إسناده ضعيف، وقال الألباني في "الضعيفة" (5381): موضوع.
2-ما رواه ابن عساكر في "تاريخه" من طريق: أبو هاشم الأليلي، عن أنس بن مالك مرفوعاً: (من قضى حاجة المسلم في الله كتب الله له عمر الدنيا سبعة آلاف سنة، صيام نهاره وقيام ليله).
وهذا الحديث موضوع، فيه: أبو علي الحسين بن داود، قال الذهبي في "الميزان" (1/ 534): ليس بثقة حديثه موضوع، وأبو هاشم الأيلي: كثير بن عبد الله الوشاء، قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك، وانظر التاريخ الكبير (7/ 318)، والضعفاء الكبير للعقيلي (4/ 8)، والتهذيب (8/ 417).
3-ما رواه ابن عدي في "الضعفاء"، من طريق العلاء بن زيد، عن أنس مرفوعاً: (عمر الدنيا سبعة أيام من أيام الآخرة).
وهذا الحديث موضوع: فيه العلاء بن زيد، يروي عن أنس، قال البخاري والدارقطني، والعقيلي: متروك. وقال أبو حاتم: منكر الحديث، متروك. وقال ابن حبان: يروي عن أنس نسخة موضوعة. انظر: التاريخ الكبير (6/ 520)، والجرح والتعديل (6/ 355)، والميزان (3/ 99)، والمجروحين (2/ 181)، والتهذيب (8/ 182)، والتقريب (1/ 92)، والضعفاء للدارقطني (291). وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/٥٦٢)، وقال: موضوع.
4-ما رواه الطبراني في "الكبير" من طريق: الوليد بن عبد الملك بن سرح الحراني، حدثنا سليمان بن عطاء القريشي الحربي، عن سلمة بن عبد الله الجهني، عن عمر بن أبي شجعة بن ربيع الجهني، عن الضحاك بن زمل الجهني مرفوعاً: (الدنيا سبعة آلاف سنة، وأنا في آخرها ألفاً).
وهذا الحديث موضوع؛ أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 8146)، وابن حبان في المجروحين (1/ 329 -331)، وابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/ 479 -481)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص 141)، والبيهقي في "الدلائل" (7/ 38)، من طريق أبي وهب الوليد بن عبد الملك بن سرح الحراني. قال الحافظ في "الإصابة" (6/ 90): تفرد بروايته سليمان بن عطاء القرشي، عن مسلمة بن عبد الله. وقال في "الفتح" (4/ 137): وهذا الحديث إنما هو عن ابن زمل وسنده ضعيفٌ جداً، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، وقال ابن الأثير: ألفاظه مصنوعة. انتهى. وقال الهيثمي في "المجمع" (7/ 184): وفيه سليمان بن عطاء القرشي، وهو ضعيف. وقال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (1/ 282): مالك اتهم بالوضع، قال السهيلي في "الروض الأنف" (4/ 238): حديث ضعيف الإسناد. وقال ابن حجر في "التقريب" (1/ 328) منكر الحديث. وقال الإمام الألباني في "ضعيف الجامع" (٣٠١٣): موضوع.
5-وعن ابن عباس من طرقٍ (زعم أنها) صحاح أنه قال: (الدنيا سبعة أيام كل يوم ألف سنة وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آخر يوم منها).
وهذا الأثر ضعيفٌ جداً، أخرجه الطبري في "تاريخ الرسل والملوك" (1/ 10)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (17425): من طريق يحيى بن يعقوب، عن حماد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موقوفاً. وفيه يحيى بن يعقوب: قال أبو حاتم: محله الصدق. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: كان يخطئ. وانظر: الميزان (4/ 415)، واللسان (282)، والمغني (2/ 746)، والضعفاء (4/ 436). وذكره السُّهيلي في "الروض الأنف" (4/ 238). وقال السخاوي في "الأجوبة المرضية" (3/ 1095): موقوفٌ لا يصح. وقال الحافظ ابن حجر في "أسئلة وأجوبة" (ص 63)، وفتاوى العقيدة (1/ 94): موقوف، فيه يحيى بن يعقوب أبو طالب العمري – قال البخاري: منكر الحديث. انتهى.
6- وقال ابن أبي حاتم في التفسير عن ابن عباس موقوفاً: (الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة).
وهذا الأثر ضعيفٌ جداً، أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (17240): من طريق: يحيى بن يعقوب أبي طالب، عن حماد بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موقوفاً. وقال البخاري كما في إرشاد الساري (9/ 292): فيه يحيى بن يعقوب منكر الحديث وشيخه هو فقيه الكوفة وفيه مقال. وقال ابن حجر في "الفتح الباري" (11/ 358): فيه يحيى هو أبو طالب القاص الأنصاري منكر الحديث، وشيخه فيه مقال.
7-وما رواه ابن أبي الدُّنيا في "ذم الأمل": من طريق حمزة بن هشام، قال سعيد بن جبير: (إنما الدنيا جمعة من جمع الآخرة). وهذا أثرٌ ضعيف، حمزة بن هشام لا نعرفه، وبقية رجاله ثقات، والظاهر أنه مجهول.
8-وما رواه عبد بن حميد في "تفسيره" بإسناده عن محمد بن سيرين، عن رجل من أهل الكتاب أسلم، قال: (جعل أجل الدنيا ستة أيام، وجعل الساعة في اليوم السابع، قد مضت ستة أيام، وأنتم في اليوم السابع) وهذا أثرٌ ضعيفٌ، وفي إسناده جهالة، عن رجلٍ من أهل الكتاب.
9-وما رواه ابن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن أبي محمد، حدثنا عكرمة - أو سعيد بن جبير - عن ابن عباس: (أن يهود كانوا يقولون: مدة الدنيا سبعة آلاف سنة)
وهذا الأثر ضعيفٌ أيضاً، أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 278)، والطبراني في "الكبير" (11160)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (813). كلهم من طريق محمد بن إسحاق به. وفيه محمد بن أبي محمد الأنصاري، مولى زيد بن ثابت، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبيُّ: لا يُعرف. انظر "التهذيب" (9/ 433). وميزان الاعتدال (4/ 26).
وقال شعيب الأرنؤوط في "تخريج العواصم والقواصم" (9/ 185) فيه محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، وهو مجهول. وورد بإسناد آخر عن ابن عباس، وفيه محمد بن حميد الرازي وسلمة بن الفضل، وعنعنة ابن إسحاق.
10-وروى عبد بن حُميد في "تفسيره": أنا شبابة عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله. ووقفه صحيح على مجاهد، وليس في هذه الرواية إلا إثبات سبب النزول، لا أكثر ولا أقل.
11- وقال الدينوري في "المجالسة": نا محمد بن عبد العزيز، أخبرنا أبي، قال: سمعت سالما الخواص يقول: سمعت عثمان بن زائدة، يقول: كان كرز يجتهد في العبادة فقيل له: ألا ترح نفسك ساعة؟ فقال: كم بلغكم عن الدنيا؟ قالوا: سبعة آلاف، فقال: كم بلغكم مقدار يوم القيامة؟ قالوا: خمسين ألف سنة، قال: يعجز أحدكم أن يعمل سبع يومه حتى ييأس من ذلك اليوم.
وهذا الإسناد ضعيف، فيه محمد بن عبد العزيز الدينوري، وقد أكثر عنه أحمد بن مروان في "المجالسة" وهو ضعيف، ضعف ابن عدي والخليل. انظر "الميزان" (3/ 639)، و"اللسان" (5/ 261)، والمغني في الضعفاء (2/ 609)، وكذلك صاحب الكتاب أحمد بن مروان الدينوري وهو ضعيف، فقد اتهمه الدارقطني، ومشاه غيره. انظر: الميزان (1/ 156)، والمغني (1/ 60).
الأحاديث التي ذكرها السيوطي في أن "الدجال" يخرج على رأس المائة
12-روى ابن أبي حاتم في "تفسيره" بإسناده من طريق علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن العريان بن الهيثم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: (ما كان منذ كانت الدنيا رأس مائة سنة إلا كان عند رأس المائة أمر، فإذا كان رأس مائة خرج الدجال، وينزل عيسى فيقتله).
وهذا الحديث إسناده ضعيف، فيه علي بن زيد: ضعف ابن سعد، وقال أحمد: ليس بالقوي، وقال: ضعيف الحديث، وضعفه يحيى وأبو زرعة وشعبة وسفيان وأبو حاتم والنسائي، وابن خزيمة، والحاكم أبو أحمد، وقال ابن حجر في "التقريب" (2/ 37): ضعيف. وانظر: الضعفاء للعقيلي (3/ 229 -231)، والتهذيب (8/ 322 -324)، والميزان (3/ 127 -129).
13- وأخرج الطبراني عن عبد الله بن سلام، قال: (يمكث الناس بعد الدجال أربعين سنة تعمر الأسواق ويغرس النخل).
وهذا الأثر ضعيف، أخرجه الطبراني في "الكبير" (12/ 157)، ابن أبي شيبة في "مصنفه" (15/ 142) من طريق علي بن مسعدة، عن رباح بن عبيدة، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، ولفظه: (يمكث الناس بعد خروج الدجال أربعين عاماً ويغرس النخل وتقوم الأسواق)، وفيه علي بن مسعدة الباهلي: ضعف مسلم، وابن مهدي، والبخاري، وقال: فيه نظر، وضعفه تبعاً للبخاري كل من أبي داود، والعقيلي، وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة، وقال ابن حبان: لا يُحتجُّ بما لا يُوافق فيه الثقات، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقد وثقه كل من علي بن موسى، وابن معين، وابن أبي حاتم. انظر: تاريخ ابن معين (2/ 422)، والمجروحين (2/ 111)، والضعفاء للعقيلي (3/ 250)، التهذيب (7/ 381)، والميزان (3/ 156)، والكاشف (2/ 195).
14- وأخرج الطبراني، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ينزل عيسى ابن مريم فيمكث في الناس أربعين عاماً).
لم أجده بهذا اللفظ.
15- وأخرج أحمد في "مسنده"، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج الدجال، فينزل عيسى عليه السلام فيقتله، ثم يمكث عيسى عليه السلام في الأرض أربعين عاماً إماماً عادلاً، وحكما قسطاً).
حديث حسن، أخرجه الإمام أحمد (6/ 71)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (7/ 490)، من طريق يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني الحضرمي بن لاحق، أن ذكوان أبا صالح، أخبره أن عائشة أخبرته. وقال الهيثمي في "المجمع" (7/ 338): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير الحضرمي بن لاحق، وهو ثقة، وقال الذهبي في "الكاشف" (1/ 239): وُثق، وقال ابن حجر في "التقريب" (1/ 185): لا بأس به، وحسنه الإمام الألباني في "قصة المسيح الدجال" (ص 18).
16- وأخرج أحمد في "الزهد" عن أبي هريرة، قال: (يمكث عيسى عليه السلام في الأرض أربعين سنة لو يقول للبطحاء: سيلي عسلاً، لسالت).
ولم أجده بهذا اللفظ. وذكره البرزنجي في "الإشاعة" (ص 272)، نقلاً عن السيوطي
17- وأخرج الحاكم في "المستدرك" عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بين أذني حمار الدجال أربعون ذراعاً… وينزل عيسى ابن مريم فيقتله، فيتمتعون أربعين سنة لا يموت أحد ولا يمرض أحد).
حديث موضوع، أخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/ 566)، من طريق: ابن لهيعة، عن عبد الوهاب بن حسين، عن محمد بن ثابت البناني، عن أبيه، عن الحارث، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وقال الحاكم عنه: محمد بن ثابت بن أسلم البناني من أعز البصريين وأولاد التابعين، إلا أن عبد الوهاب بن الحسين مجهول، وقال الذهبي في "التلخيص": ذا موضوع والسلام.
18-وقال أبو الشيخ في "كتاب الفتن": عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال، ويمكث أربعين عاماً يعمل فيهم بكتاب الله تعالى وسنتي، ويموت، ويستخلفون بأمر عيسى رجلا من بني تميم، يقال له: المقعد، فإذا مات المقعد لم يأت على الناس ثلاث سنين حتى يرفع القرآن من صدور الرجال ومصاحفهم).
وهذا الحديث لم أجده. وذكره البرزنجي في "الإشاعة" (ص 295)، نقلاً عن السيوطي.
19-وأخرج مسلم في "صحيحه"، والحاكم وصححه، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج الدجال فيلبث في أمتي أربعين سنة، ثم يبعث الله عيسى فيطلبه حتى يهلكه، ثم يبقى الناس بعده سبع سنين، ليس بين اثنين عداوة… ).
صحيح، أخرجه مسلم في صحيحه (2940)، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/ 586)، وقال الحاكم: على شرط مسلم.
20-وأخرج أبو يعلى، والروياني في مسنديهما، وابن نافع في "معجمه"، والحاكم في "المستدرك"، والضياء في "المختارة"، عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله ريحاً يبعثها على رأس مائة سنة تقبض روح كل مؤمن).
وهذا الحديث ضعيف، أخرجه الروياني في "مسنده" (1/ 87): من طريق بشير بن مهاجر، عن ابن بريدة، عن أبيه، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/ 504)، وقال:هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وفيه: بشير بن مهاجر، قال النسائي: ليس بالقوي، وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه. وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (1947). انظر: الضعفاء والمتروكون (ص 79)، و "التاريخ الكبير" (2/ 1839).
الأحاديث التي ذكرها السيوطي في مدة مكث الناس
بعد طلوع الشمس من مغربها
21-وأخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه" عن عبد الله بن عمرو موقوفاً: (إن للأشرار بعد الأخيار عشرين ومائة سنة).
وهذا الخبر حسن موقوفاً، أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (7/ 496)، ونعيم بن حماد في "الفتن" (1953) من طريق: أبي معاوية الأعمش، عن أبي قيس، عن الهيثم بن الأسود، قال: سمعت عبد الله بن عمرو. وقال ابن حجر في "الفتح" (11/ 361) رفع هذا لا يثبت، وروي بإسناد جيد عن عبد الله بن عمرو موقوفاً.
22-وقال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن إسماعيل، عن أبي خيثمة، عن عبد الله بن عمرو قال: (يمكث الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة).
إسناده جيد، أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (7/ 506)، موقوفاً. ونعيم بن حماد في "الفتن" (1849)، والصواب عن خيثمة، وهو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة. انظر: "تهذيب الكمال" (2/ 716)، "والتهذيب" (3/ 178).
23- وقال عبد بن حميد: أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، سمعت أبا خيثمة يحدث عن عبد الله بن عمرو قال: (يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة)، أخرجه نعيم بن حماد في الفتن.
إسناده جيد، وقد تقدم في الأثرين قبله.
24-وأخرج نعيم بن حماد، عن كعب قال: (إذا انصرف عيسى ابن مريم والمؤمنون من يأجوج ومأجوج لبثوا سنوات، فإذا رأوا كهيئة الهرج والغبار، فإذا هي ريح قد بعثها الله لتقبض أرواح المؤمنين، فتلك آخر عصابة تقبض من المؤمنين، ويبقى الناس بعدهم مائة عام، لا يعرفون ديناً، ولا سنة، يتهارجون تهارج الحمر، عليهم تقوم الساعة).
وهذا الأثر جيد، أخرجه نُعيم بن حماد في "الفتن" (3/ 595)، برقم (1658)، قال حدثنا بقية بن الوليد، وأبو حيوة شريح بن يزيد الحضرمي، وجنادة بن عيسى الأزدي، وأبو أيوب، عن أرطاة بن المنذر، قال: ثنا أبو عامر الألهاني، عن تبيع، عن كعب. وتبيع هو ابن عامر الحميري ابن امرأة كعب الأحبار، وهو صدوق. ولكن مثل هذا الخبر ربما أخذه كعب بن ماتع عن أهل الكتاب.
25-وأخرج نعيم في "الفتن": عن عبد الله بن عمرو قال: (يرسل الله، بعد يأجوج ومأجوج ريحا طيبة، فتقبض روح عيسى وأصحابه، وكل مؤمن على وجه الأرض، ويبقى بقايا الكفار، وهم شرار الأرض مائة سنة).
هذا الأثر ضعيف، أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (2/ 596)، برقم (1660)، قال: حدثنا الحكم بن نافع، عن جراح، عن أرطاة، عمن حدثه عن كعب، قال: قال أبو هريرة، وعبد الله بن عمرو به. وجراح هو بن مليح البهراني. صدوقٌ صالح الحديث. وأرطأة بن المنذر: ثقة. وفي هذا الأثر انقطاع.
26- وأخرج نعيم: عن عبد الله بن عمرو، قال: (لا تقوم الساعة حتى تعبد العرب ما كان يعبد آباؤها عشرين ومائة عام بعد نزول عيسى عليه السلام، وبعد الدجال).
وهذا الأثر ضعيف، أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (2/ 695)، برقم (1972) من طريق: علي بن زيد، عن العريان بن الهيثم، سمع عبد الله بن عمرو موقوفاً. وفيه علي بن زيد بن جدعان، قال عنه ابن سعد في "طبقااه" (7/ وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَفِيهِ ضَعْفٌ، وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ): كَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَفِيهِ ضَعْفٌ، وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ. وقال ابن حجر: فيه ضعف، وقال أحمد: : ليس بالقوى، وضعفه ابن معين، وابن المديني، وغيرهم. انظر: "الإصابة" (1/ 332)، و"التلخيص" (3/ 102، 272).
ذكر الأحاديث التي ذكرها السيوطي في المدة ما بين النفختين
27- أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بين النفختين أربعون عاماً).
ضعيف بهذه الزيادة، أخرجه البخاري في صحيحه (4935) مطولاً، ومسلم (2955) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، بدون لفظة "عاماً"، وقال الحافظ في "الفتح" (8/ 414): شاذ. وكذلك قال العيني في "عمدة القاري" (19/ 209): شاذ. وقال القسطلاني في "إرشاد الساري (7/ 323): ورد من وجهٍ ضعيف. والصحيح هو ما رواه البخاري في "صحيحه" (4814)، عن أبي هريرة: عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: (بيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أرْبَعُونَ)، قالوا: يا أبا هُرَيْرَةَ أرْبَعُونَ يَوْمًا، قالَ: أبَيْتُ، قالَ: أرْبَعُونَ سَنَةً، قالَ: أبَيْتُ، قالَ: أرْبَعُونَ شَهْرًا، قالَ: أبَيْتُ، (ويَبْلى كُلُّ شيءٍ مِنَ الإنْسانِ، إلّا عَجْبَ ذَنَبِهِ، فيه يُرَكَّبُ الخَلْقُ).
28- وأخرج ابن المبارك في "الزهد"، عن الحسن قال: (بين النفختين أربعون سنة، الأولى يميت الله بها كل حي، والأخرى يحيي الله بها كل ميت).
مرسلٌ ضعيف، وأخرجه ابن مردويه من طريق: سعيد بن الصلت، عن الأعمش، وقال الحافظ في "الفتح" (8/ 552): هذه الرواية شاذة. وقال أيضاً (11/ 377): عن الحسن مرسل. ومثله القسطلاني في المواهب اللدنية (3/ 692).
29-وروى الإمام أحمد بن حنبل في "العلل" قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه، حدثني عبد الصمد أنه سمع وهباً يقول: (قد خلا من الدنيا خمسة آلاف سنة وستمائة سنة، إني لأعرف كل زمان منها ما كان فيه من الملوك والأنبياء).
وهذا الإسناد حسن إلى وهب، وإسماعيل بن عبد الكريم بن معقل: صدوق، انظر "التهذيب" (1/ 316)، و"التقريب" (1/ 72). وكذلك عبد الصمد بن معقل انظر: التهذيب (6/ 328)، والتقريب" (1/ 705).
30- وأخرج الحاكم في "تاريخه" قال: حدثنا أبو سعيد بن أبي حامد، حدثنا عبد الله بن إسحاق بن إلياس، حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، حدثنا الفضل بن موسى عن حسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تقوم الساعة حتى لا يعبد الله في الأرض مائة سنة قبل ذلك)
وهذا الحديث قال عنه الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/ 6): منكر.
31- وأخرج الديلمي في "مسند الفردوس" قال: سمعت والدي يقول: سمعت سليمان الحافظ، سمعت أبا عصمة نوح بن مطر الفرغاني يقول: سمعت محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ، سمعت أبا صالح خلف بن محمد يقول: سمعت موسى بن أفلح يقول: سمعت أحمد بن الجنيد، يقول: سمعت عيسى بن موسى، سمعت أبا حمزة يقول: سمعت الأعمش يقول: سمعت مجاهداً يقول: سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الأشرار بعد الأخيار خمسين ومائة سنة،يملكون جميع أهل الأرض وهم الترك).
وهذا الإسناد أكثره مجاهيل وهو ضعيفٌ جداً، وخلف بن محمد الخيام البخاري، أبو صالح: ضعيف. انظر "ميزان الاعتدال" (1/ 662).
32-قال الديلمي: وأخبرناه عالياً أبي، أخبرنا علي الميداني، أخبرنا سعيد بن أبي عبد الله، أخبرنا أبو عمرو بن المهدي، حدثنا ابن مخلد، حدثنا أحمد بن الحجاج النيسابوري، أخبرنا مقرب بن عمار، أخبرنا معمر بن زائدة، عن الأعمش به.
وهذا الإسناد ضعيفٌ أيضاً: فيه معر بن زائدة عن الأعمش، قال العقيلي في "الضعفاء" (4/ 206): لا يُتابع عليه.
33- وأخبرنا الروياني في "مسنده"، حدثنا محمد بن إسحاق، أخبرنا محمد بن أسد الخشني، أخبرنا الوليد بن مسلم، أخبرنا ابن لهيعة، عن كعب بن علقمة، حدثني حسان بن كريب، قال: سمعت أبا ذر يقول: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سيكون بمصر رجل من قريش أخنس، يلي سلطاناً ثم يغلب عليه أو ينزع منه، فيفر إلى الروم، فيأتي بهم إلى الإسكندرية، فيقاتل أهل الإسلام بها، وذلك أول الملاحم).
ضعيف، لضعف ابن لهيعة، وقد تقدم (انظر الحديث رقم: 5)..
34- أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"، وقال: رواه غيره عن الوليد فأدخل بين حسان وأبي ذر أبا النجم؛ قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، وعلي بن مسلم الفقيهاني قالا: أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أخبرنا جدي، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السلمي، حدثنا أبو عامر موسى بن عامر، أخبرنا الوليد، حدثنا ابن لهيعة عن كعب بن علقمة قال: حدثني حسان بن كريب، قال: سمعت أبا النجم يقول: سمعت أبا ذر يقول: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (سيكون بمصر رجل من بني أمية أخنس يلي سلطانا، ثم يغلب عليه أو ينزع منه، فيفر إلى الروم فيأتي بهم إلى الإسكندرية فيقاتل أهل الإسلام بها، فذلك أول الملاحم).
ضعيف، لضعف ابن لهيعة، وقد تقدم (انظر الحديث رقم: 5). قال السيوطي: وأخرجه عبد الله بن منده قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: أبو النجم يروي عن أبي ذر الغفاري، والحديث معلول.
35-وأخرج نعيم بن حماد في "الفتن"، قال: حدثنا أبو يوسف المقدسي - وكان كوفيا - عن محمد بن الحنفية قال: (يملك بنو العباس حتى ييأس الناس من الخير، ثم يتشعب أمرهم في سنة خمس وتسعين، ويكون في الناس شر طويل، ثم يزول ملكهم في سنة سبع وتسعين، أو تسع وتسعين، ويقوم المهدي في سنة مائتين)..
أثرٌ ضعيف، أبو يوسف المقدسي لا يُدرى من هو، ونعيمٌ مختلفٌ فيه، وراوي الكتاب عنه ضعيف.
36- وأخرج نعيم أيضاً، عن جعفر قال: (يقوم المهدي سنة مائتين. وأخرج أيضا عن أبي قبيل قال: اجتماع الناس على المهدي سنة أربع ومائتين).
37- وأخرج أبو نعيم أيضاً، عن عمرو بن العاص قال: (تهلك مصر إذا رميت بالقسي الأربع: قوس الترك، وقوس الروم، وقوس الحبش، وقوس أهل الأندلس، قلت: وجد الأول، وسيوجد الباقون).
38-وأخرج نعيم بن حماد، وابن عبد الحكم في فتوح مصر، عن عمر بن الخطاب أنه قال لرجل من أهل مصر: (ليأتينكم أهل الأندلس فيقاتلونكم بوسيم، حتى تركض الخيل في الدم… ).
39-وأخرج نعيم عن عبد الله بن عمرو قال: (يقاتلكم أهل الأندلس بوسيم، فيأتيكم مددكم من الشام، فيهزمهم الله تعالى، ثم يأتيكم الحبشة في ثلاثمائة ألف فتقاتلونهم أنتم وأهل الشام، فيهزمهم الله تعالى).
وكل هذه الآثار ضعيفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق