فوائد منتقاة من كتاب شذوذ الألباني وأخطاؤه
لحبيب الرحمن الأعظمي
انتقاها محمد نور الحق اليوسفي
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد: تتبع بعض العلماء شذوذ وأخطاء آخرين في مصنفاتهم، وكان هذا الأمر متعارفاً بينهم في إطار النقد والتصحيح، والرد أحياناً، وشمل ذلك مجالات شتى، بعضها في العقيدة "كالحبشي شذوذه وأخطاؤه" لعبد الرحمن دمشقية، أو في الحديث وعلومه كما في "شذوذ الألباني وأخطاؤه" لحبيب الرحمن الأعظمي، والذي صدّره باسم "أرشد السلفي"، وقد يكون ذلك الرد موضوعياً، كما في كثير من الأبحاث العلمية، والكتب المتداولة، وقد يكون مشحوناً بعداوات شخصية، وألفاظ مستقبحة، مثل رد الشيخ إسماعيل الأنصاري على الألباني، والذي لم يكتفي بذلك، بل عقد باباً للثلب بعنوان "مبلغ علم الألباني".
وبعض هذه الردود يحمل طابعاً فقهياً، كما في ردّ عبد الله الغماري في كتابه "القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع"، وهكذا شحن هؤلاء كتبهم، ودار رحى النقاش والرد عبر نصف قرن من الزمان، وكان المُعبّر في أغلب الأحيان هو الذاتية، حتى حملت بعض هذه الردود اتهاماتً صريحة ومبتذلة؛ كما في رد أحمد عبد الغفور عطار على الألباني في كتابه "ويلك آمن!"، وكما في رد الدكتور محمود سعيد ممدوح في كتابه "تنبيه المسلم على تعديات الألباني على صحيح مسلم"، و"تناقضات الألباني" لحسن السقاف.
وقد اطلع الألباني على كتاب الأعظمي، واتهمه مباشرةً أنه من أعداء السنة، كما صرّح في "السلسلة الضعيفة"، كما أظهر الألباني أنه كان حنفياً مثل الأعظمي، إلا أن الأخير كانت بضاعته في الحديث مزجاة، وكانت كلمة الشيخ الألباني في الكتاب أنه: "محشو بالبهت والافتراء علي، وبالجهل بعلم الحديث ومصطلحه، والطعن في أهله؛ كالإمام أحمد وابن تيمية وغيرهما، مع التعصب الشديد للمذهب الحنفي"!.
وقد تناول كتاب الأعظمي تلامذة الألباني؛ فردُّوا عليه، من أمثال: الشيخ سليم الهلالي -وجعل ذلك في جزأين صغيرين، سماه: "الرد العلمي على حبيب الرحمن الأعظمي الذي زعم أنه أرشد السلفي"، وقد أثنى عليه الألباني، كما ذكر هو في "سلسلة الهدى والنور"، ثم رأى الألباني بخس الرجل في بضاعته، وعدم اعتبار كلامه؛ حيث عدَّ كلام المبتدئين من تلامذته خيرٌ من تعليقات الأعظمي على مصنف عبد الرزاق.
كما لم يترك الألباني الردَّ مباشرة على الأعظمي، حتى وضع رسالة سماها: "الردُّ على رسالة: (أرشد السلفي)"، كما ردَّ عليه ـ أيضاً ـ في مقدمة: "آداب الزفاف في السنة المطهرة" (ص 5 ـ 49)، ولعله ردَّ عليه في كتب أخرى.
وهذا الكتيب لا يُعنى بمناقشة تلك الشذوذات أو الأخطاء والتعليق عليها، بقدر ما يركز على الاستفادة مما خطّه قلم الشيخ الأعظمي من فوائد في كتابه المذكور، وقد ذكر المؤلف قرابة.. فائدة، كلها في علم الحديث، أو في ذكر بعض التراجم، أو تزكية بعض العلماء، أو تعديل بعض الرواة، وبعض مسائل الجرح والتعديل، والمصطلح، مشيراً إليها في رقم الصفحة في الأصل، ولعلّه انتقد طريقة الألباني في الإفتاء بحكم شرعي بمجرد تصحيحه لحديث ما، وخروجه في بعض فتاواه عن مذاهب الأئمة الأربعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق