أرشيف المدونة الإلكترونية

الجمعة، 20 يونيو 2025

دروس المساء بين المغرب والعشاء عبد الحميد كشك بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

دروس المساء بين المغرب والعشاء

عبد الحميد كشك

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

          تمهيد: هذا كتاب دعوي لطيف، تحدث فيه الشيخ كشك -رحمه الله -بلغته العامية البسيطة، وكلماته المألوفة المُحببة، ولهجته الناقدة والحادة أيضاً، عن جملةٍ من الموضوعات والمفاهيم الدينية المتعلقة بحياتنا اليومية، مما له صلة بالعبادات، وخصوصاً الصلاة، وقد يمزج أحياناً بعض الكلمات التي فيها آرائه السياسية والاجتماعية، منطلقاً من أفكار ومبادئ شتى.

          والكتاب في أصله دروس ألقاها كشك بين المغرب والعشاء بمسجده الذي يُصلي فيه، وفُرّغت هذه الدروس، وطُبعت بعد ذلك، وهو يبدأ درسه بالسلام، ثم مقدمة جميلة، اعتاد عليها من البسملة، والحمدلة، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدعاء لشيوخه ولعموم المسلمين أحيائهم وأمواتهم.

 ثم يذكر عبارته الشهيرة: "هنا مدرسة محمد - صلى الله عليه وسلم -الجالس معنا فيها، يجب أن يُقدم التحية العاطرة المباركة للحبيب محمد، وتحيتنا إليك سيدي يا أبا القاسم يا رسول الله هي الصلاة والسلام عليك" ثم يشرع في درسه، وهو يُدعم كلامه بآيات قرآنية، وأحاديث نبوية، وربما استطرد في بعض قضايا العقيدة والإيمان، ومع ذلك لم يخل درس من دروسه من حديث ضعيفٍ جداً إن لم نقل منكراً، ولعل عُذره في ذلك ضعف معرفته بهذا الفن.

وللشيخ طريقته الجذّابة والمُلفتة في الإلقاء والحديث، ناهيك عن صوته المميز، ونبرته العالية والحماسية؛ بالإضافة إلى ما يتخلل كلامه من عبارات مُلفته؛ فتره كثيراً ما يردد: "صلي على حبيبك النبي" في عفوية محببة، وربما قال: "سمعني الصلاة عليه"، "وحّد الله"، وهكذا يظل المستمع منتبهاً ومتيقظاً لكلامه.

وقد تناول كشك في دروسه: أهمية الصلاة، والكلام على تكبيرة الإحرام، والمعاني الوظيفية للصلاة، والآثار المترتبة على فعلها، وتأثيرها الأدبي والأخلاقي في المصلين، والتحذير من صدّ الناس عنها، كما تناول شرطها الأول: وهو دخول الوقت، والحالة التي ينبغي أن يكون عليها المسلم من التهيؤ والاستعداد لها، ثم الحديث عن شرطها الثاني: وهو ستر العورة.

ويظهر من حديث كشك انتقاده اللاذع لعدة قضايا، منها: إهمال طباعة الكتب الدينية، وانتقد كذلك تعليم الرقص في مدارس الفتيات، والصياح أثناء تلاوة القرآن ولو بعبارات مشجعة، وقراءة القرآن بألحان موسيقية، واتهام المُصلين بالتزمت والتشدد، والحملة على الحجاب، وانتقاده لأغنياء السعودية والكويت لأنهم اشتروا الزمالك، وجاردن سيتي، والعجوزة، ومصر الجديدة وغيرها.

وانتقد بعض الممارسات الصوفية كالنذر للأضرحة التي عبر عنها بقوله "عجل السيد"، و"معزة الجارحي"، وبعض فتاوى الأزاهرة التي تُبيح دخول السينما مثلاً، أو شرب البيرة، وشرب الدخان، كما انتقد وزارة الثقافة؛ لسماحها بالعُري وبعض المسرحيات الهزلية والساقطة، وغير ذلك.

وكشك لم يُخفي حُبّه لجماعة الإخوان، بل كان يستشهد بكلام مؤسسهم البنا، بل يذكر في حديثه الفترة التي قضاها في سجن عبد الناصر، ويُصور أنه القدر انتقم له، وأن النكسة إنما وقعت بسبب وضعه في سجن عبد الناصر! بالإضافة إلى تمجيده الثورة الإيرانية، التي لم يعلم آنذاك أنها شيعية!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق