أرشيف المدونة الإلكترونية

الجمعة، 27 يونيو 2025

أهل السنة في إيران مجموعة باحثين بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

أهل السنة في إيران

مجموعة باحثين

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد: يُعد هذا الكتاب محاولة لرصد مسار التيار السني في إيران عبر العصور، متتبعًا جهوده في التعايش والنضال من أجل الاندماج داخل النسيج الوطني، وسعيه الحثيث لتجاوز الحواجز الطائفية والمذهبية الضيقة. غير أن هذا المسار لا يمكن فهمه إلا من خلال حوار جاد، يستند إلى إدراك عميق بواقع السنة في إيران، وإلى معرفة دقيقة بالبنية المركبة للدولة الإيرانية الحديثة.

يتناول الكتاب ملامح إيران بين الماضي والحاضر، ويناقش إشكالية "الأقلية السنية"، مستعرضًا كيفية إدارة التنوع المجتمعي، ومُعطيًا لمحة عن واقع السنة اليوم، وتطور وعيهم الجماعي، مع عرضٍ لأبرز المفكرين والشخصيات السنية المعاصرة، والكيانات المؤثرة، والعوامل الخارجية التي تتقاطع مع قضيتهم، بالإضافة إلى تناول الملف الحقوقي الخاص بالسنة في إيران.

كما يتطرق الكتاب إلى حقبة حكم الشاه الأخير، محمد رضا بهلوي، ودوره في تكريس التبعية للولايات المتحدة الأميركية، خاصةً فيما يتعلق بثروات إيران النفطية وخياراتها السياسية، مما حوّل البلاد إلى أداة تنفيذ للسياسات الأميركية في الشرق الأوسط.

كانت إيران آنذاك عضوًا في حلف شمال الأطلسي، الذي تموضع في سياق الحرب الباردة دفاعًا عن المصالح الغربية في مواجهة الكتلة السوفياتية. ولهذا، جاءت الثورة الإسلامية عام 1979 محمّلة بذاكرة ثقيلة من الاستبداد، والتدخل الأجنبي، والإرث الديني المتجذر.

وقد عرفت إيران أول دستور لها مطلع القرن العشرين، لتدخل بعد ذلك حقبة جديدة مع انقلاب رضا بهلوي العسكري، الذي أطاح بحكم القاجاريين (1790-1925)، مؤسسًا لسلالة بهلوي (1925-1979) التي أنهتها الثورة الإسلامية في عام 1979.

وقد أفرزت تلك الثورة علاقة مركّبة بين السلطة الدينية والمؤسسة العسكرية، وبين الفقهاء والدولة، كما كشفت عن التوتر القائم بين الداخل الإيراني ونظام الشاه من جهة، وبين هذا النظام والفاعلين الإقليميين والدوليين من جهة أخرى. وكان للموقع الجغرافي الإيراني دورٌ حاسم في توجيه كثير من تلك التحولات.

وسيرصد الكتاب بدقة التفاعل بين الجغرافيا والسياسة، وأثر ذلك في تشكيل أدوار إيران المحلية والإقليمية والدولية، وهي عقدة ستظل حاضرة في ذهنية النظام الإيراني حتى بعد الثورة. 

ومع أن إيران مثّلت على مدى قرون حلقة وصل حيوية بين الشرق الآسيوي والغرب الأوروبي، إلا أن اكتشاف الطرق البحرية المباشرة في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، أفقدها هذه المكانة فجأة، ليتحول مسار التجارة الدولية بعيدًا عنها.

وفي محاولة لتعويض هذه الخسائر، لجأ الحكام وأرباب الإقطاع إلى فرض ضرائب باهظة على الفلاحين وأصحاب الحِرَف، وتضاعفت هذه الأعباء في عهد الشاه الصفوي الأخير، السلطان إسماعيل (1694-1722)، حتى شملت العشائر المتنقلة التي لم تكن تخضع سابقًا لأي التزامات ضريبية.

ولم تغب عن الذاكرة الإيرانية تلك الحقبة التي خسرت فيها إيران موقعها الاستراتيجي، وما تبع ذلك من اضطرابات داخلية وأزمات سياسية واقتصادية، وهو ما يفسّر جانبًا من القلق الإيراني الراهن من محاولات التهميش والتطويق، ومن العقوبات الغربية، خاصة مع ارتباط هذه المخاوف بملفها النووي وما يثيره من هواجس دولية.

وقد شهدت العلاقة الصفوية-العثمانية مواجهات مستمرة خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، تحركها اعتبارات استراتيجية وجيوبوليتيكية، لا مجرد الدوافع الطائفية، رغم محورية العقيدة في خطاب الصفويين. لكن النظام الصفوي كان يعاني من هشاشة داخلية، تمثلت في غياب نظام وراثة مستقر، واستنزاف الدولة في صراعات خارجية، وعجزها عن بناء إدارة فعالة قادرة على استيعاب التنوع العرقي والديني، وهو ما مهّد الطريق أمام غزو القبائل الأفغانية السنية وسقوط الدولة الصفوية.

وقد عانت إيران في أواخر القرن السابع عشر وطوال القرن الثامن عشر من موجات متلاحقة من الفوضى، وثورات متفرقة على خلفية فساد الحكم وزيادة الضرائب، مما أدى إلى انهيار النظام السياسي حتى نهاية القرن، حيث بدأ العهد القاجاري سنة 1796، وهو عهد عمّقت فيه الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية جذورها في البلاد.

وفي تلك الفترة، احتلت روسيا القيصرية مناطق واسعة من إيران في عهد بطرس الأكبر، كما توغلت الدولة العثمانية في شمال غرب البلاد. وأثمر الصراع بين الطرفين معاهدة لتقاسم النفوذ، تقضي بضم روسيا الأراضي التي تنازل عنها الشاه طهماسب، مقابل موافقة روسيا على ضم تركيا لأذربيجان وكردستان الإيرانيتين حتى مشارف همدان.

ومع سقوط النظام القيصري في روسيا، وانتصار الثورة الاشتراكية، طرأ تغير كبير في موازين القوى العالمي يشبه الحرب الباردة في الخمسينات. وكانت آثار هذا التغيير شديدة الوطأة على إيران أكثر من أجزاء المنطقة الأخرى. ففي العهد القاجاري تحولت إيران شبه مستعمرة تابعة لروسيا القيصرية وبريطانيا العظمى، حتى إن الدولتين قامتا بموجب اتفاقية 1907 بتقسيم البلاد إلى منطقتي نفوذ تابعتين لهما، وبعد سقوط روسيا القيصيرية العام 1917 حاولت بريطانيا أن تحل محلها في شمال إيران لتنطلق بعد ذلك إلى مناطق القفقاس وما وراء قزوين وحتى آسيا الوسطى، وهي مناطق مغرية اقتصادياً واستراتيجياً. وعندما لم تتحقق الأحلام البريطانية دفعوا إيران لتكون سداً أمام «الخطر البلشفي». 

وستبقى إيران في إطار هذا الدور في العصر الحديث، عندما باتت جزءاً من الحلف الأطلسي الذي تزعمته الولايات المتحدة، لمواجهة النفوذ السوفياتي في الشرق الأوسط مع بداية الحرب الباردة في الخمسينات حتى سقوط نظام الشاه العام 1979.

ثم دب الانحلال والضعف في جسد الدولة الإيرانية مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، سياسياً واجتماعياً وثقافياً، وازداد اهتمام البريطانيين بإيران لمحاولة ربطها نهائياً بعجلة امبراطوريتهم، وفرضوا عليها معاهدة جديدة في العام 1919 واختاروا لها اسم «المساعدة البريطانية من أجل تقدم إيران ورفاهها». ومنحت هذه الاتفاقية البريطانيين حق استخدام مستشاريهم في أهم المؤسسات الرسمية الإيرانية بما في ذلك الجيش الإيراني، إلى أن انتهت المعاهدة بسقوط الأسرة القاجارية العام 1921 وصعود الأسرة البهلوية.

لم تنج الأسرة البهلوية من التدخل الخارجي في شؤون الحكم وفي إدارة البلاد. حتى إن الدول الكبرى آنذاك، أي السوفيات والأميركيون والبريطانيون، اتفقوا في ما بينهم على خلع رضا بهلوي وتنصيب ابنه محمد رضا العام 1941. كما كشفت الوثائق المتعلقة بتلك المرحلة من تاريخ إيران.

وقد استكملت الدول الكبرى سياسة التدخل المباشر في شؤون إيران مع الشاه الجديد. فعلى الصعيد الديبلوماسي بادر السفير البريطاني في طهران الى أخذ تعهد من محمد رضا بمنع تعامل الحكومة الإيرانية مع السفارة اليابانية، لأنه يعد تعاوناً غير مباشر مع المحور. كما اقترح السفير السوفياتي إعادة انتخاب أعضاء المجلس البرلماني وزيادة أعضاء الحكومة الإيرانية الجديدة. وأشار وزير الخارجية البريطانية (إيدن) إلى أن الشاه الجديد قدم ضمانات عديدة لحكومته، وتبنى الإصلاحات التي كانت تراها الحكومة البريطانية ضرورية.

كان الشاه الجديد محمد رضا بهلوي قد استوعب تماماً درس إرغام والده على التنازل عن العرش من جانب الدول الكبرى. فتطلع منذ تسلمه السلطة الى الولايات المتحدة لحمايته، وأعلن رغبته في الانضمام الى الحلف الأطلنطي والاستفادة منه، مؤكداً على دور الولايات المتحدة في حماية استقلال بلاده وأمنها.

أدرك الشاه الشاب مبكراً أهمية بناء جيش قوي يحمي به «عرش الطاووس» من الانتفاضات العرقية، التي كانت تخرج عليه من حين إلى آخر، مثلما كان الحال في عهد أبيه. لأن إيران تشهد تنوعاً ديمغرافياً بالغ التعقيد على المستويين الإثني والديني. وتعتبر إيران واحدة من أكثر الدول الإسلامية الحديثة تعداداً إثنياً ودينياً وطائفياً، فالفرس وهم السكان الأصليون يتحدرون من أصول هندو أوروبية، ويشكلون نصف السكان ويعتبرون أنفسهم الحماة الحقيقيين لإيران الحضارة والتاريخ. ويوجد الآذاريون في منطقة أذربيجان في أقصى الشمال والشمال الغربي، وهم ينقسمون بين أذربيجان الإيرانية، وجمهورية أذربيجان التي استقلت عن الاتحاد السوفياتي في 1991. وينحدر الآذاريون من الشعوب التركية. 

ويجاور الآذاريون على ساحل بحر قزوين الجنوبي الغربي كل من المازندارانيين والجيلانيين. ويوجد في المنطقة نفسها وفي العاصمة طهران أقلية أرمنية صغيرة تبقت بعد هجرة معظم الأرمن إلى جمهورية أرمينيا السوفياتية خلال الحربين العالميتين. إضافة إلى عشائر اللور والبختياريين والبلوش في شمال شرق إيران، والتركمان والعرب، إلى أقليات من اليهود والبهائيين والزرادشت والسريان، ويبلغ تعداد سكان إيران الحالي ( العام 2010) نحو 70 مليونا، واستنادا إلى إحصاءات غير رسمية يشكل الإيرانيون الفرس ما نسبته 51 في المئة، يليهم الآذاريون بنسبة 24 في المئة، والجيلانيون والمازندارانيون 8 في المئة، والأكراد 7 في المئة، والعرب 3 في المئة، والبلوش 2 في المئة، وقبائل اللور 2 في المئة والتركمان 2 في المئة والمجموعات الأخرى مثل السريان واليهود والشركس نحو واحد في المئة والأغلبية العظمى من الإيرانيين من المسلمين الشيعة، الذين يشكلون زهاء 90 في المئة من السكان، يليهم المسلمون السُّنّة ويصلون إلى 8 في المئة.

أما الأقليات الصغيرة مثل الزرادشت والمسيحيين والبهائيين واليهود فتصل نسبتهم مجتمعين إلى 2 في المئة. ومثلما وضع الشاه نصب عينيه أهمية بناء جيش قوي، يساعده على فرض تماسك الدولة ووحدة الأمة، بالإضافة إلى أهمية المؤسسة العسكرية التقليدية في حماية العرش.

وضعت الثورة الإسلامية بعد انتصارها العام 1979 الأهداف نفسها، أي: تأسيس جيش قوي ولكن إلى جانبه حرس الثورة، من أجل المحافظة على وحدة الأمة وحمايتها وحماية النظام من التهديدات الخارجية والداخلية.

كانت العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، حقبة صعود الروح القومية الفاشية في أوروبا، وحقبة بروز أنظمة اليمين الأوروبي الديكتاتورية. وقد أثار نجاح مصطفى كمال أتاتورك في الحفاظ على استقلال تركيا ووحدتها إعجاب الكثير من الزعماء، ومنهم محمد رضا شاه، الذي حاول إعادة بناء إيران الموحدة القوية حول الفكرة القومية وإيران الحديثة ذات المحتوى الثقافي الغربي. 

وقد اصطدم توجه الشاه التحديثي والتغريبي بالمؤسسة الدينية في إيران. خصوصاً وأن الشاه لجأ إلى الاعتماد على الخبراء والمستشارين الأميركيين المدنيين والعسكريين، الذين بلغوا نحو 40 الفاً. ترافق الأمر مع محاولات الشاه إضعاف الرموز الاسلامية (مثل إلغاء الالتزام بالقسم على القرآن لأعضاء البرلمان) والمبالغة في حركة الإحياء القومي الفارسي، وعلاقات واسعة وشبه رسمية مع الدولة العبرية.

شجعت الولايات المتحدة الشاه على الانفراد بالسلطة، فسحق المعارضة بكل أجنحتها، وأنشأ دولة تحت حكمه الفردي المباشر، وأعلن الأحكام العرفية في البلاد، التي واجهها الإيرانيون بمعارضة شديدة بقيادة الجبهة الوطنية العام 1950 بزعامة مصدق، وبتأييد من المرجع آية الله كاشاني. وقد نجحت هذه الجبهة في دفع المجلس النيابي إلى تأميم النفط. فأصبح مصدق من أقوى الشخصيات في البلاد، فاضطر الشاه الى تعيينه رئيساً للوزراء. لكنه سرعان ما أطاح به بانقلاب رتبته المخابرات المركزية الأميركية العام 1953 لتدخل إيران بعد ذلك في مواجهات مفتوحة بين نظام الشاه والشعب وقياداته الدينية والسياسية المختلفة، منذ بداية الستينات إلى نهاية السبعينات لحظة انتصار الثورة الإسلامية، التي قادها الإمام الخميني الذي اتهم الشاه بأنه باع البلاد للأميركيين»، مكرراً أن «القرآن الكريم والإسلام معرضان للسقوط في قبضة الصهيونية» و «أن الإسلام في خطر». ولتبدأ بعد تأسيس الجمهورية الإسلامية» العام 1979 مرحلة جديدة في تاريخ إيران.

حملت الثورة الجديدة إرث التاريخ الإيراني الثقيل. أي المخاوف من تفتت الأمة وتقسيمها، ومن التدخل الخارجي الذي يترافق مع السيطرة والاحتلال، كما شهدته إيران في عهودها الصفوية والقاجارية والحديثة وقد أضافت الثورة إلى هذا الإرث تحديات جديدة لا تقل ثقلاً وتعقيداً.

فقد التزمت نظاماً إسلامياً أرادت من خلاله أن تقدم نموذجاً معاصراً للحكم الإسلامي هو «الجمهورية الإسلامية». أي الدمج بين الفكرة الغربية الجمهورية والفكرة الإسلامية الدينية التقليدية. وأن هذه الجمهورية هي أساس الاستقلال المنشود عن الشرق وعن الغرب. ولعل مؤسس هذه الجمهورية كان يعبر من خلال إصراره على هذه الاستقلالية، عن تلك المخاوف من إلحاق إيران بهذا المحور الدولي أو ذاك كما حصل في تاريخها القريب والبعيد. وغالباً ما كانت هذه الرؤية تجد التعبير الواضح عنها في خطابات وبيانات الخميني التي كان يلقيها على أنصاره: «إن من الواضح أن بقاء وترسخ جمهورية إيران الإسلامية يعتمد على سياسة تنبذ الشرق والغرب معا». إن نبذ مثل هذه السياسة خيانة للإسلام والمسلمين، وستؤدي إلى هبوط الشأن والكرامة، وإلى اضمحلال استقلال وسمعة أرض إيران وأمتها.

تكشف مؤسسات صنع القرار المختلفة في إيران جانباً آخر من الهواجس الإيرانية المتعلقة بالتفرد والاستبداد. فقد جعل الدستور الإيراني كما سنبين لاحقاً - مرشد الثورة، وهو أعلى سلطة في البلاد، خاضعاً المجلس الخبراء الذي يقيم عمله ويحاسبه، وله الحق في إقالته. وجعل البرلمان تحت رقابة مجلس صيانة الدستور. 

وأتاح لمجلس تشخيص مصلحة النظام التدخل لحل الخلاف بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور. وهكذا تبدو شبكة العلاقات بين المؤسسات متداخلة ومعقدة إلى حد ما، بحيث لا تتيح لأي مؤسسة أن تتفرّد أو تطغى، ولكن في الوقت نفسه قد يسبب هذا الأمر بيروقراطية في الإدارة وفي سرعة اتخاذ القرار.

كما قدمت الثورة نموذجها الخاص في الحكم «ولاية الفقيه». وبات عليها أن تثبت قدرة هذا النموذج على النجاح في إدارة البلاد، وفي حل مشكلاتها الاجتماعية والفقهية والسياسية. ومن المعلوم أن هذا النموذج أثار الكثير من النقاش حتى في داخل الوسط الفقهي الشيعي، باعتباره وجهة نظر فقهية ليست محل إجماع بين الفقهاء. وما يزال كثير من الأوساط الإيرانية الجامعية والحوزوية تناقش هذه القضية، تارة من زاوية انتقادها، وطوراً من جانب الدفاع عنها وتأييدها. وقد اعتبر بعض الباحثين أن هذه الولاية سيدت الفقيه على الدستور.

 كما أثيرت صلاحيات الولي الفقيه بعد وصول الإصلاحيين إلى السلطة في عهد الرئيس محمد خاتمي (1997) - (2005)، ثم تراجعت لتعود مجدداً إلى صدارة الأحداث السياسية مع أزمة الانتخابات الرئاسية، وما رافقها من احتجاج وتظاهر وانقسام سياسي عم البلاد.

ومثلما يشكل التعدد الإثني أحد عوامل القلق الإيراني من التفتت، أو من التدخل الخارجي، كذلك يلعب موقع إيران الجغرافي مثل هذا الدور نظراً لطبيعة هذا الموقع الذي تحيط به الاضطرابات والعلاقات غير المستقرة مع جواره موقع إيران الجيو - استراتيجي.

من يتأمل في موقع إيران الجغرافي، وفي دول الجوار التي تحيط بها، سوف يدرك بسهولة الأهمية الاستراتيجية لهذا الموقع، والدور الذي يتيحه لإيران، مهما كانت طبيعة النظام الحاكم فيها. فمساحة إيران تمتد على 1648000 كلم ، وهذه المساحة تمنحها فرصاً مهمة ولكن في الوقت 2 نفسه تجعلها عرضة للكثير من التهديدات.

فمن الشمال ينشغل بال إيران بما يجري في بحر قزوين والدول المحيطة به. وهذا البحر (أو البحيرة بحسب الاختلاف على تسميته) غني بالنفط والغاز. ومن المعروف أن الكمية المؤكدة من المخزون المتوافر من النفط لا تقل عن 30 مليار برميل. ويمكن ان يصل الرقم إلى 200 مليار برميل بمجرد بدء أعمال الحفر اللازمة. 

وهذا يعني أن هذه المنطقة تحولت بعد تفكك الاتحاد السوفياتي إلى مركز لجذب القوى الدولية التي تزداد حاجاتها من استهلاك النفط والغاز. وفي أوزبكستان أكبر منجم لإنتاج الذهب في العالم (50) طناً سنوياً، وفي طاجيكستان أكبر منجم للفضة في العالم، وفي كازاخستان يبلغ احتياطي النفط نحو 25 مليار برميل أما في أذربيجان فمن المتوقع أن تتمكن مع كازاخستان وتركمانستان من إنتاج نحو 5 ملايين برميل يومياً. ونتيجة لذلك بدأ الحديث عن «لعبة كبرى جديدة» وتدافع نحو الذهب الأسود.

وفتحت تركمانستان وكازاخستان وأذربيجان أبوابها لشركات الطاقة الأجنبية. ومع هذا الواقع النفطي والسياسي، الذي انفتح على مصراعيه بعد غياب الاتحاد السوفياتي تخوض الدول المجاورة لهذه المنطقة منافسة محمومة لتوفير المسارات التي ستمر عبرها خطوط نقل الغاز والنفط إلى الأسواق العالمية. ولهذا الغرض طرحت كل من روسيا والصين والولايات المتحدة وتركيا وجورجيا وإيران وباكستان وأفغانستان عروضا ، لرؤيتها المسارات خطوط الأنابيب التي ترى أنها ستخدم مصالح المنطقة وسوق الطاقة العالمية على أفضل وجه.

وما يثير قلق إيران في هذا المجال هو الدخول الأميريكي على خط التنافس والتأثير، خصوصاً وأن الولايات المتحدة تعتمد - في سياسة الطاقة على المستوى القومي - التوسع في زيادة إنتاج النفط خارج الولايات المتحدة، وتنويع مصادر إمداداتها منه ومن الواضح أن نفط بحر قزوين يلبي هذه المتطلبات؛ لذا تريد الولايات المتحدة بسبب خلافها مع إيران أن تمر تلك الخطوط عبر أفغانستان أو باكستان (حليفها الاستراتيجي). 

لكن المشكلة في هذا الخيار أن إيران هي أقصر الطرق وأفضلها (خط مستقيم)، في حين أن الطرق الأخرى المقترحة، بما فيها الطريق عبر تركيا، أكثر كلفة، وأكثر صعوبة على المستوى الجغرافي. ومن المؤكد في هذا المجال أن أي حوار، أو أي تفاهم إيراني أميريكي، لا بد وأن يشمل هذا الخط من الأنابيب من ضمن المسائل الأخرى العالقة بين الطرفين.

وفي الجنوب تطل إيران على منطقة الخليج العربية (1880) كلم، حيث أهم إنتاج للنفط في العالم ( يمر يومياً أكثر من 50 ناقلة نفط عبر مضيق هرمز . أي 62% من موارد النفط العالمي و 70% من استهلاك أوروبا و22% من استهلاك الولايات المتحدة). ومن المعلوم أن هذه المنطقة كانت دائماً، وبسبب هذه الثروة الهائلة فيها التي تعتبر شريان حياة العالم موضع تدخل مباشر، واهتمام الدول الكبرى الدائم، ومحط أطماع هذه الدول الممارسة النفوذ والتأثير. 

ولا تخفي الولايات المتحدة، من دون تمييز بين اتجاهاتها الديمقراطية والجمهورية، أن حماية تدفق النفط هو أحد ركائز مصالحها الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط. أما الركيزة الأخرى فهي أمن اسرائيل ما يعني أن إيران ستكون من جهة موضع مراقبة وتطويق من الجانب الأميركي، لمنعها من التأثير على إنتاج النفط وأسعاره، في حين ستعمد إيران من جهة ثانية إلى استخدام موقعها المهم في هذه المنطقة إلى التلويح بسلاح النفط وإغلاق مضيق هرمز إذا فكرت الولايات المتحدة بشن أي هجوم عليها بسبب الخلاف معها حول برنامجها النووي. كما أن معظم آبار إيران النفطية تقع بمعظمها في مناطق الجنوب الإيراني المطل على مضيق هرمز أيضاً وعلى الدول العربية المنتجة للنفط. وإذا علمنا أن نسبة مساهمة النفط والغاز قدرت بـ 86% من إجمالي الصادرات الإيرانية في السنة المالية 2005-2006، أمكن تفسير حجم الضغوط التي يمكن أن تمارسها الولايات المتحدة لخفض أسعار النفط وإرباك الخطط التنموية الإيرانية.

ومع العراق تمتد الحدود الإيرانية إلى 1200 كلم. وقد خاض النظام السابق صدام حسين حربا مع إيران استمرت ثماني سنوات (1988-1980) ، تكبدت بسببها إيران خسائر هائلة في الأرواح مئات آلاف الشباب ) ، والممتلكات والثروة ( مئات مليارات الدولارات) . وسترحب إيران بالتخلص من هذا النظام. لكنها ستشعر بالقلق من وجود 150000 جندي أميركي في العراق وبالمخاوف من تطويقها بعد التواجد العسكري الأميركي في أفغانستان، وفي بعض دول آسيا الوسطى. وستتبنى إيران ما ستطلق عليه «الحياد الإيجابي في أثناء التحضير الأميركي للحرب على العراق أي عدم التدخل إلى جانب النظام العراقي وعدم التدخل ضد القوات الأميركية، وعدم تقديم التسهيلات من أي نوع إلى طرفي الحرب.

وفي الغرب من إيران حدود مع أفغانستان تمتد إلى 936 كلم. وقد بلغت العلاقات الإيرانية الأفغانية إبان حكم طالبان حداً من التوتر الذي وصل إلى حافة الحرب بين البلدين. إضافة إلى الخلاف المذهبي بين الطرفين، وإلى تكفير طالبان للشيعة ... وهذا يعني أن هذا الجوار لم يكن مطمئناً لإيران ولأمنها القومي لا في سنوات الاحتلال السوفياتي لأفغانستان (1990-1980)، ولا في أثناء اقتتال المجاهدين في بينهم للسيطرة على السلطة، ولا في السنوات التي حكمت فيها طالبان. كما سيعني ذلك أن إيران لن تأسف لاحقاً على الإطاحة بهذه الحركة على يد تحالف الشمال بدعم الولايات المتحدة، لا بل ستقدم المساعدة إلى هذا التحالف للمساهمة في التخلص من طالبان (بعد الحادي عشر من سبتمبر). كان الجوار الأفغاني طوال عشر سنوات من الاحتلال السوفياتي لأفغانستان، مصدر قلق واضطراب لإيران خاصة بعد تدفّق اللاجئين إليها (مليون أفغاني على الأراضي الإيرانية). 

وبعد الاحتلال الاميركي - الأطلسي لأفغانستان استمر القلق الإيراني والمخاوف من التهديد الجديد على حدودها الغربية. لذا ستشارك إيران في دعم النظام الجديد في كابول حتى لا يبقى رهينة القوى الغربية والولايات المتحدة خصوصاً. وستقدم إليه المساعدات المالية وتوقع معه المعاهدات التجارية والاقتصادية، والأمنية لمكافحة مهربي المخدرات... من دون أن تقطع علاقتها في الوقت نفسه ببقية الأطراف الأفغانية.

ومع باكستان تمتد الحدود الإيرانية إلى 939 كلم. وهي دولة نووية وشريك استراتيجي للولايات المتحدة ومدارسها الدينية أرض خصبة لحركة طالبان.. والخلاف المذهبي بين السنة والشيعة يتخذ في معظم الأحيان طابعاً عنيفاً. وهي خط عبور مهربي الأفيون من أفغانستان إلى إيران. ومن الطبيعي ألا يبعث هذا الجوار على الاطمئنان، إذ ينبغي على طهران أن تبقى متيقظة لكل ما يجري في هذا الجوار على المستويات الأمنية والسياسية والدينية.

وتركيا دولة مجاورة لإيران 499 كلم. ونظامها علماني يسيطر عليه الجيش. ولها علاقات قوية مع الولايات المتحدة ومع إسرائيل. وهذا مبعث قلق لإيران. لكن وصول حزب العدالة والتنمية ( أردوغان - غول) قبل سنوات الى رئاسة الحكومة ثم إلى رئاسة الجمهورية وتوقيع اتفاقيات اقتصادية ونفطية بين البلدين عزّز جانب الاطمئنان لدى إيران أكثر من القلق من جوارها التركي.

ما تقدم يعني أن إيران يحيطها جوار غير مريح من كل الجهات يثير لديها القلق على أمنها القومي وعلى مصالحها. بعدما تعرضت من هذا الجوار للحرب وللتهديد بالحرب، وتخشى في الوقت نفسه التطويق من القوات الأميركية التي باتت في قلب هذا الجوار بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001. أي أن على إيران، وهي تفكر في أمنها القومي وفي سياساتها الاقليمية، أن تأخذ بالاعتبار كل هذا الجوار المعقد الذي يحتاج إلى سياسات معقدة ومختلفة ومتفاوتة الشدة والليونة.

إن موقع إيران الاستراتيجي وثرواتها ومساحتها وعدد سكانها يجعل منها قوة إقليمية مهمة؛ لا يمكن التهاون بها، أو تجاهل مصالحها في أي مشروع إقليمي سياسي أو أمني أو اقتصادي أو استراتيجي، لأن بمقدورها على الأقل أن تعرقل أي مشروع لا تشعر معه بالاطمئنان إلى مصالحها وأمنها واستقرار نظامها.

أما المؤسسة العسكرية الحرس الثوري: 

فهي تتوزع القوى العسكرية في إيران بين الجيش والحرس الثوري. لكن الحرس يحظى باهتمام عالمي ومحلي - إيراني - أكثر من الجيش. فعندما يتم تعيين قائد جديد للحرس تتجه الأنظار إليه، لمعرفة تاريخه وتجربته والدور المنوط به في الظروف السياسية والأمنية والعسكرية، والتهديدات التي تتعرض لها إيران. في حين أن تغيير قائد الجيش لا يحظى بالاهتمام نفسه، علماً بأن تعيين الاثنين يصدر عن مرشد الثورة.

تأسس الحرس الثوري بعد انتصار الثورة مباشرة لسببين عدم الثقة بالجيش الذي تدرب معظم قادته في الولايات المتحدة، وحماية الثورة والنظام بقوة شعبية تنتمي إلى الثورة، وإلى أيديولوجيتها الإسلامية. وقد اكتسب الحرس مكانته الخاصة من التضحيات العالية التي قدمها في أثناء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988). 

ويعتبر الحرس من مؤسسات المحافظين في إيران. وأهمية الحرس الإضافية هي في مسؤوليته المباشرة عن قوات التعبئة (الباسيج)، التي يبلغ عدد أفرادها الملايين من الشبان الذين خضعوا للتدريب ويمكن استدعاؤهم عند الحاجة.

تبين هذه الخارطة «المعقدة» المجالس صنع القرار في إيران محورية موقع القائد فيها؛ من دون التقليل من دور المؤسسات الأخرى. لذا يصعب القول إن باستطاعة أي مسؤول مهما كان موقعه (مثل ما قيل عند انتخاب أحمدي نجاد رئيساً للجمهورية، أو عند انتخاب هاشمي رفسنجاني رئيساً لمجلس الخبراء ) أن يبدل في استراتيجية إيران، سواء نحو دول الجوار، أو نحو الولايات المتحدة، أو نحو إسرائيل، أو بقية العالم، من دون موافقة أو تأييد موقع القيادة أولاً. ولعل الولايات المتحدة أدركت، متأخرة، هذا الدور المحوري للمرشد، فقد وجه أوباما أكثر من رسالة إلى قائد الثورة السيد علي خامنئي يدعوه فيها إلى الحوار لحل المشكلات العالقة بين البلدين من الملف النووي إلى الملفات الأخرى في العراق وأفغانستان وفلسطين.

الأقليات الدينية في إيران:

تنتمي الغالبية العظمى من الشعب الإيراني إلى المذهب الشيعي الاثني عشري، أحد الفروع الرئيسية المنبثقة عن الإسلام أي ما يعادل %90 ، أما المسلمون السنّة فتعدادهم يعادل 8% ، أما الـ 2% المتبقية فهم ينتمون إلى المسيحية أو اليهودية أو البهائية أو المندائية أو الزرادشتية.

وتعتبر إيران من الدول النادرة في العالم التي لا تتخذ من الدين الإسلامي ديناً رسمياً للدولة (هناك العديد من الدول التي تعتبر الإسلام أو المسيحية ديناً رسمياً للدولة فحسب، فإيران قد حددت المذهب الشيعي مذهباً رسمياً للدولة، وهو ما يجعلها باستمرار تبدو وكأنها المدافع والحامي عن الشيعة حول العالم بالرغم من أن بعض المرجعيات الشيعية لاسيما في النجف في العراق تعتبر أكثر قدماً وعراقة وتأثيراً داخل المذهب الشيعي نفسه.

سنرى كم يبدو أثر ذلك واضحاً على مواد الدستور الإيراني التي جاءت لتكرس نوعاً حاداً من المذهبية الدينية، وهو ما انعكس بالضرورة على حقوق الأقليات الدينية الأخرى الموجودة في إيران، بما فيهم المسلمون أنفسهم ولكن من أتباع المذاهب الأخرى سيما السنية منها.

وبالإضافة إلى خارطة الأقليات الدينية تلك، تعتبر إيران غنية أيضاً بالأقليات العرقية أو الإثنية المختلفة، إذ يتوزع السكان بين عدة جماعات عرقية أهمها: الفارسي 51% ، والآذري 24%، والجيلكي والمازندراني 8% ، والعربي 3% ، والكردي 7% ، واللور 2% ، والبلوش 2% والترك 2% ، وعناصر أخرى 1%.

وبالرغم من أن الأقليات الدينية الثلاث: المسيحيون واليهود والزرادشت الفرس يحظون باعتراف رسمي منصوص في الدستور وتمثيل داخل البرلمان الإيراني مجلس الشورى، إلا أن حقوقهم السياسية والدينية تبقى عرضة للانتقاص الدائم بسبب غياب الفصل بين دور الدين وهو هنا المذهب الشيعي وبين مؤسسات الدولة.

ومعظم المسلمين السنة في إيران هم من التركمان والكرد حيث محافظة كردستان، وأقلية صغيرة منهم هم من العرب في محافظة الأهواز، وهناك قسم ينتمي إلى البلوش، ويتبع المسلمون السنة في إيران في غالبيتهم المذهب الحنفي، وقليل من العرب في إقليم عربستان (الأهواز)، ويسكنون بالقرب من خطوط الحدود التي تفصل إيران عن الدول المجاورة ذات الأغلبية السنية مثل باكستان وأفغانستان والعراق وتركمنستان، أما المسلمون السنّة من العرق الفارسي فوجودهم نادر.

ونظراً لأن أتباع المذهب السنّي في إيران من الشعوب غير الفارسية، فقد عاشوا في ظل النظام الملكي السابق لقيام الثورة الإسلامية في إيران أوضاعاً سيئة، فكانوا مواطنين من الدرجة الثانية، أولاً بسبب بعدهم عن المدن الكبرى والعاصمة، ثم بسبب اعتقادهم المخالف للفرس الشيعة، فالشاه كان يرفع لواء القومية الفارسية، وبالتالي لم ينالوا حظهم من القسط الاجتماعي والإداري والوظيفي.

وتتهم الأقلية السُّنّية أيضاً السلطات الإيرانية بعدم منحهم تمثيلا في البرلمان يتناسب مع حجمهم الحقيقي، إذ لا يمثلهم في البرلمان سوى 12 نائباً فقط من 14 إلى 19 مليون نسمة، في حين يمثل الشيعة في البرلمان نائب عن كل 200 ألف نسمة تقريباً، وهناك اعتقاد كبير لديهم بأن الحكومة تعمل على إنجاح العناصر السنية الموالية لها وليس المعبرة عن مطالب السنة.

خارطة الحركات السنية:

تتوزع خارطة الحركة الإسلامية (السنية) في إيران بحسب التنوع القومي والمناطقي للبلاد، حيث لعب هذا التنوع دوراً كبيراً في تعدد الحركات وتنوّع مناهجها الفكرية والسياسية. ففي مناطق الأكراد الواقعة غرب البلاد نجد أن الحركة الإسلامية تتوزع على ثلاثة تيارات هي: الصوفية، والإخوان المسلمون، والسلفية. ومن بين أبرز الحركات الإسلامية العاملة في الساحة الكردية:

1 - جماعة الدعوة والإصلاح إخوان مسلمون: تأسست عام 1979، وكان من أبرز مؤسسيها المرحوم العلامة أحمد مفتي زادة والمرحوم الأستاذ ناصر سبحاني، وهما من الشخصيات الإسلامية الكردية المعروفة على المستوى الإيراني، وقد أُعدم أحدهما واغتيل الآخر على يد السلطات الإيرانية.

2 - منظمة «خبات الثورية الإسلامية تأسست عام 1980م وكلمة «خبات» باللغة الكردية تعني النضال أو الكفاح، ومؤسس المنظمة هو الشيخ خضر عباسي.

3 - جماعة «الموحدون الأحرار» تأسست في عام 1992م بزعامة موسى عمران، وهي تعبر عن نفسها بأنها حركة توحيدية اجتهادية، وتدعو إلى إسقاط نظام ولاية الفقيه وإقامة جمهورية إيرانية شعبية اتحادية.

4-شورى المسلمين السنّة «شمس»: وهو تجمع للحركات 4 والشخصيات الإسلامية السنية تأسس مطلع عام 1980 ولكنه تعرض إلى ضربة قوية من السلطات الإيرانية، حيث أعدم الكثير من مؤسسيه، وأجبر بعضهم على الخروج من البلاد نتيجة تعرضهم لملاحقة الأجهزة الأمنية وبقي التجمع يعمل بشكل سري. ومن أبرز العلماء الذين ساهموا في إنشاء هذا المجلس العلامة الشيخ عز الدين الحسيني الشخصية الإسلامية الكردية المعروفة والذي يعيش حالياً في المهجر بسبب ملاحقة السلطات الإيرانية له.

كما يوجد في الساحة الكردية أيضاً العديد من العلماء والشخصيات الإسلامية التي تميل إلى المنهج السلفي، ولها شعبية وأثر واضح في الساحة، ولكنها تعمل بشكل فردي، ومن هذه الشخصيات على سبيل المثال الشيخ أيوب كنجي، والشيخ حسن زارعي، والشيخ حسين الحسيني، وغيرهم. وأغلب هؤلاء معتقلون في السجون الإيرانية بتهمة حملهم أفكاراً وهابية، حسب زعم السلطات الإيرانية التي تعتبر السلفية جماعة وهابية يجب مطاردتها، وتصفية كل من ينتمي إليها.

5- التركمان السنة: في محافظة ( تركمن صحرا ) شمال شرق إيران حيث أغلب السكان من التركمان السنّة، فإن السائد في تلك المنطقة هو تيار التصوف على الطريقة الجيلانية، والنشاط الإسلامي في تلك المنطقة يتمثل بدور المدارس الدينية التي يديرها المشايخ والعلماء. وعلى الرغم من وجود أكثر من مليون ونصف المليون مسلم سنّي في تركمن صحرا) إلا أن المنطقة لم يعلن فيها عن وجود تنظيم إسلامي سياسي. والأمر كذلك في إقليم خراسان حيث يوجد ما يقارب المليون مسلم سنّي من أصول عربية وطاجيكية وأوزبكية، فلا يوجد تنظيم أو حركة سياسية للسنة في تلك المنطقة، والولاءات في تلك المنطقة تتوزع بين التيار السلفي والصوفية -والإخوان.

6- الحركة السنية في الأحواز:

بالنسبة لأهل السنّة في المناطق الجنوبية على الساحل الشمالي والشرقي للخليج العربي، وفي جزره المأهولة، فإن السائد في تلك المناطق المنهج السلفي وجماعة الدعوة والتبليغ. ويجري العمل الدعوي فيها بواسطة الدعاة والمشايخ الذين يديرون نشاطهم من خلال المدارس الدينية حيث تكمن الزعامة الدينية هناك في مدرسة الشيخ سلطان العلماء، التي مركزها ميناء «لنجة».

7- حركات البلوش والتركمان:

موجودون في الشرق وتحديداً في إقليم (سيستان وبلوشستان) حيث موطن السنة البلوش، والحركة هناك تتوزع بين تيارين رئيسيين، هما: التيار السلفي، وجماعة التبليغ والدعوة، ويعود نشاط الحركة الإسلامية في إقليم بلوشستان إلى مرحلة بعيدة. وقد لعب علماء هذه المنطقة دوراً كبيراً في مقارعة نظام الشاه السابق وإسقاطه. ومن بين هؤلاء العلماء الكبار كان مولوي عبد العزيز ملا زادة الذي تم اعتقاله عقب انتصار الثورة الإيرانية ضمن أربعمائة عالم دين ومثقف سنّي، بتهمة تأسيسهم شورى المسلمين السنّة «شمس»، وبعد إطلاق سراحه أسس الحركة المحمدية:

أ - التاريخ الإيراني القديم:

حضارة عيلام هي واحدة من أولى الحضارات في المنطقة، وينتمي شعبها إلى الشعوب الهندو - أوروبية توجد في محافظة إيلام (عیلام) وإقليم خوزستان، واستمرت بين عامي 7000 قبل الميلاد و 539 قبل الميلاد.

المانيون: استوطنوا الأراضي التي تعرف حالياً بأذربيجان الإيرانية، في الفترة ما بين القرن العاشر قبل الميلاد والقرن السابع قبل الميلاد. وكانوا من الشعوب الهندو - أوروبية.

حضارة جيرفت: توجد في بلوشستان.

الديلم: استوطنوا الهضبة الإيرانية.

ب - الإمبراطورية الفارسية:

الآريون هم قبائل آسيوية بدوية من الرحل مثل الماديين ( الميديين)، البارسيين (الفرس)، والفريتيين (الاشكانيين)، تنتمي إلى العرق الأبيض، شكلت نواة الشعوب الهندو - أوروبية. هاجرت تلك القبائل على دفعات إلى الهضبة الإيرانية. وجاءت من آسيا الوسطى ومن منطقة بين بحر الخزر والبحر الأسود. وكان السكان الأصليون في إيران يمثلون 15 شعبا - منهم الجيروفت والعيلاميون - يعيشون حياة مسالمة، وهم أصحاب حضارة عريقة.

ومن أهم الممالك التي نشأت في بلاد فارس بعد الهجرة الآرية:

الإمبراطورية الميدية (728-550 ق.م): الميديون كانوا أحد الأقوام التي استوطنت الشمال الغربي لما يعرف الآن بإيران.

الإمبراطورية الأخمينية (648-330 ق.م): لا تكاد توجد أي نقوش تتكلم عن الفرس قبل كوروش الكبير (الثاني). قام كوروش باحتلال مملكة ماديا أولاً، ثم قام بالهجوم على بابل، ثم توسع إلى بلاد الشام، وكذلك إلى غرب الأناضول إلى بحر إيجة. وتوسع شمالاً إلى جبال القوقاز. كما توسع شرقاً في آسيا الوسطى إلى أقصى ما وصلت إليه الحضارة. وقام ابنه من بعده باحتلال مصر، ثم انشغل أحفاده بحروب ضد اليونان وشعوب البحر الأسود.

الإمبراطورية السلوقية (330-150 ق.م): بعد قضاء الإسكندر الأكبر على الإمبراطورية الاخمينية تم تقسيم مملكته بين ضباطه. حيث شكل بعضهم الإمبراطورية السلوقية ذات الثقافة اليونانية.

الإمبراطورية البارثية (250 ق.م - 226م) (الاشكانيين).

الإمبراطورية الساسانية (226-650 م): عرفت بازدهار الفن والثقافة والسياسة فيها ، وشهدت ازدهاراً اقتصادياً حتى بداية الفتح الإسلامي.

إيران في العصور السنية:

بدأ وصول الإسلام الفارس في أواخر خلافة أبي بكر، بعد انتهاء حروب الردة. لكن معظم الفتح تم في عهد عمر. وتم فتح الأقاليم المحيطة بفارس خلال عهد عثمان تعاقبت على حكم بلاد الفرس خلال الحكم الإسلامي دول متعددة بداية بالأمويين ( 661-750م)، ووصولاً إلى الدولة الخوارزمية (1077-1231م)، أي الأتراك الوافدين من جبال ألطاي.

أ - تطور الصبغة السنية من الفتح الإسلامي الى سقوط العباسيين:

لقد أعجب الإيرانيون بما في الإسلام من عدل ومساواة وسماحة ويسر فاستظلوا بظله، وحَسُن إسلامهم فأخلصوا له، وحرصوا على نشره، وقد ساعد على انتشاره في إيران وظهور الصبغة السنية فيها هجرة كثير من القبائل العربية إلى الأراضي الإيرانية والإقامة فيها ، ثم اختلاط أفراد هذه القبائل العربية بالإيرانيين وارتباطهم بهم برباط المصاهرة، مما أدى إلى اختلاط الدماء وتداخل الأنساب وزيادة النفوذ الإسلامي والتأثير العربي في الأراضي الإيرانية.

غلبت الصبغة السنية على إيران المسلمة ما يقارب تسعة قرون من الزمان - من العام 21هـ إلى 907 هـ (642م إلى 1502م) - لأن موقعة نهاوند التي سميت فتح الفتوح قد حدثت في العام 21هـ (642م)، وكانت موقعة حاسمة، لم تقم لدولة الساسانيين بعدها قائمة، فتحت بعدها أبواب إيران على مصراعيها أمام جند المسلمين، فأخذوا يسيطرون على الأقاليم الإيرانية المختلفة إقليماً إثر إقليم، ودون مقاومة تذكر بعد أن تمزق جيش يزدجرد الثالث آخر ملوك الساسانيين، إلى خراسان ومنها إلى مرو في إقليم ما وراء النهر في محاولة يائسة لجمع الجند، وانتهى أمره بالقتل في العام 31هـ (652م)، مما مثل نهاية فعلية لزوال الدولة الساسانية.

وظلت الصبغة السنية غالبة على إيران في ظل الإسلام طوال العصر العباسي من العام 132هـ (749م) إلى العام 656هـ (1258م). وقد ساعد انتقال الخلافة إلى العباسيين على ازدياد نفوذ الإيرانيين في الدولة العباسية منذ بدايتها ، فقد احتل الإيرانيون منصب الوزارة في هذه الدولة أكثر من نصف قرن من الزمان - من العام 132هـ (750م) إلى 187هـ (803 م) - أي منذ عهد أبي العباس السفاح أول خليفة عباسي إلى عهد هارون الرشيد خامس خلفائهم.

في العام 205 هـ (820م) أراد الخليفة المأمون أن يكافئ قائده طاهر بن الحسين على انتصاره على أخيه الأمين، فأسند إليه أمر خراسان فانتهز طاهر الفرصة، وأسس دولة سماها الدولة الطاهرية ظلت حاكمة لأكثر من خمسين عاماً في إقليم خراسان من العام 205 هـ (820 م) إلى .(العام 259 هـ 873 م).

وهكذا ظهرت نزعة الاستقلال عن العرب في إيران منذ أوائل القرن الثالث الهجري، وازدادت بعد ذلك في عهود الدولة التي خلفت الدولة الطاهرية كالدولة الصفارية والدولة السامانية، والدولة الغزنوية ولكن الصبغة السنية ظلت غالبة على مظاهر النشاط البشري في إيران.

ومن الشخصيات السُّنيّة في إيران:

العلامة الشيخ أحمد مفتي زادة:

ولد في العام 1352هـ (1933م) وسط عائلة عريقة في الدين وكان والده وعمه من أكابر علماء كردستان إيران. يعد الشيخ أحمد زادة من أبرز الشخصيات السنّية المعاصرة في إيران، وإليه يرجع الفضل في حث جماعات من أهل السنة لتأييد ثورة الإمام الخميني قبل انتصارها 1979. كان الأستاذ أحمد مفتي زادة في بداية حياته عضوا في حزب كردستان الديمقراطي. كتب كتاباً خاصاً لشرح الفرق بين الدين والمذهب، ذاهباً إلى أن المذهبية سواء الشيعية أو السُّنّية هي خارج الفهم الإسلامي. وعمل على تأصيل ذلك سياسياً في عدة بيانات أصدرها قبل الثورة، مؤكداً على أن المذهبية هي وسيلة من وسائل نظام الشاه لعرقلة بناء الدولة الإسلامية.

ولعل هذه النظرة الشمولية كانت متأثرة برؤية جماعة الإخوان المسلمين التي دخلت كردستان مطلع الخمسينات. إضافة إلى جهوده الدعوية وعمله السياسي الحركي. عمل مفتي زادة على تأسيس عدة مؤسسات مثل حركة مكتب قرآن، ومجلس شورى أهل السُّنّة، والحركة الإسلامية.

حركة مكتب قرآن: لا يعرف بالتحديد سنة تأسيسه لهذه الحركة، فهي مرتبطة بسيرته في تفسير القرآن التي مارسها قبل العام 1979 واستطاع أن يؤثر بها في إقليم كردستان، وتوسع نشاطه في منطقة کردستان و كثر أتباعه. يعد الشيخ أحمد مفتي زادة مؤسس أول حركة دينية لأهل السنة في إيران بعد الثورة حيث أسس هو ومولوي عبد العزيز بن عبد الله ملا زادة من بلوشستان معاً مجلساً لشورى أهل السنّة سميت اختصاراً بالشمس.

وبسبب مواقفه الصريحة من توجهات الإمام الخميني أطلقت عليه النار أثناء إلقائه كلمة في حسينية إرشاد في طهران، ومن ثم تم اعتقاله، أواخر العام 1982 وقد أفرج عنه بعد قضاء 10 سنوات في السجن، وكان قد اشتد عليه المرض وأصيب بالعمى حتى توفاه الله العام .1993 م.

-الشيخ ناصر سبحاني:

يعد الشيخ ناصر سبحاني واحداً من الشخصيات المؤثرة في تاريخ إيران المعاصر ولد الشيخ ناصر سبحاني في العام 1951م في قرية (دوريسان) التابعة لمدينة ( باوه ) في كردستان إيران، وبعد إكمال دراسته المتوسطة تحول إلى دراسة العلوم الشرعية، ودرس على يد العلماء الكبار في إيران.

وحصل على الإجازة العلمية. وكان سبحاني متأثرا جدا بكل من مؤسس حركة الإخوان المسلمين الشيخ حسن البناء، وأبو الأعلى المودودي. عندما قامت الثورة الإسلامية في إيران زار سبحاني قادة الثورة عدة مرات وأوصل لهم مطالب الشعب الكردي، كما انضم إلى مجلس شورى أهل السنة (شمس). ساهم في نشاطات إسلامية كثيرة مع الشيخ أحمد مفتي زادة لتوسيع رقعة الحركة الإسلامية في كردستان. يعد سبحاني من رواد الصحوة الإسلامية الذين زرعوا دعوة للإخوان المسلمين في إيران (جماعة الدعوة والإصلاح في إيران) بمعاونة عدد من الدعاة في كردستان العراق وكردستان إيران.

سافر إلى خارج إيران عدة مرات، منها سفره إلى تركيا العام 1988، حيث شارك في المؤتمر التأسيسي لمنظمة (الرابطة الإسلامية الكردية)، التي عقدت في إسطنبول، والتي يترأسها حتى الآن الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القرة داغي اعتقل في حزيران 1989 في مدينة سنندج عاصمة إقليم كردستان - إيران وبقي في السجن قرابة عام، وأعلن عن خبر إعدامه العام 1990. من أهم مؤلفاته وإنجازاته:

1 - فتاوى معاصرة حول المستجدات الراهنة في إيران والعالم كله.

2 - شرح تهذيب مدارج السالكين لابن القيم الجوزية.

3 - الولاية والإمامة باللغتين العربية والفارسية.

4 - مذكرة في علوم الحديث

مولوي عبد العزيز ملا زاده:

كان من أشهر علماء السنّة في إيران، وكان النائب السنّي المنتخب في مجلس خبراء الدستور 1979، ومؤسس دار العلوم في زاهدان. ولد الشيخ عبد العزيز ملا زادة في ولاية بلوشستان الإيرانية في شهر ذي الحجة 1334هـ / مارس (آذار) 1916م، في أسرة معروفة بالتدين والعلم والوجاهة بين سكان المنطقة، حيث كان والده الشيخ عبد الله الربازي في منصب القضاء، وكان ذا نفوذ وكلمة مسموعة بين الأهالي. سافر الى مدينة كراتشي والتحق بأحد المعاهد الدينية المرموقة هناك، حيث درس العلوم الشرعية الإسلامية إلى جانب العلوم الأخرى، واصل دراسته العلمية في مدينة دلهي بالهند وأخذ العلم عن المشايخ الكبار من منتسبي دار العلوم بدیوبند.

عاد الشيخ إلى بلاده بلوشستان، وقام بحملة كبيرة ناجحة في بناء المساجد انتهت بإقامة 150 مسجداً في مدينة زاهدان، منها ما يعرف الآن بالجامع المكي. عمل لفترة قصيرة أستاذاً في الكلية الحكومية بمدينة زاهدان، بعدها أسس معهداً شرعياً وكان يعرف باسم "المدرسة العزيزية". وكانت تلك الحجرات لا تتسع لهذا العدد الهائل من طلاب العلم، فاقتضى الأمر نقل المدرسة إلى مكان أوسع منه في ضواحي المدينة، وبعد مشورة من أعيان البلد، استقر الأمر ببناء مدرسة دار العلوم - زاهدان في موقعها الحالي. 

وكان للشيخ دور هام وإيجابي قبل انتصار الثورة وبعدها. كانت أوضاع المنطقة في السنوات والشهور المنتهية إلى انتصار الثورة متدهورة وكان عناصر النظام قد زادوا من الضغوط والسيطرة على الناس أكثر فأكثر، ولم يكن من الممكن أن يعمل وحيداً بذل الشيخ بمساعدة جمع من العلماء في المنطقة لأجل تنظيم القوات، وتحقيق أهداف الثورة جهوداً جادة. أسس في العام 1936 مع جماعة من علماء بلوشستان حزب اتحاد المسلمين، وأعلن وجوده رسميا في أوائل الثورة بقيادة الشيخ نفسه. استطاع حزب اتحاد المسلمين بزعامة الشيخ عبد العزيز أن يفتح فروعاً روعا مختلفة في مدن متعددة، ويقيم عدة جلسات عامة، وقد قام هذا الحزب أثناء نشاطاته بخطوات نافعة لحضور الشعب الواسع في الاستفتاء العام في أوائل الثورة والمشاركة الفاعلة في انتخابات المجلس الوطني ورئاسة الجمهورية، ونشر بيانات واضحة في الدفاع عن الحقوق المدنية والمذهبية لأهل المحافظة، واختيار المرشحين للحضور في مجلس خبراء الدستور والدفاع عن حقوق أهل السنة في إيران وحقق كثيراً من الإنجازات الأخرى، ولكن حضور الشيخ في مجلس خبراء الدستور ومشاركته في تدوين الدستور جاء بناءً على أن الشيخ كشخصية دينية مذهبية وناشط في الصعيد السياسي وكواحد من أهل الرأي في القضايا، رأى من الضروري أن يشارك في مجلس خبراء الدستور إثر دعوة الناس والعلماء وإصرارهم على ذلك. شارك مع الشيخ أحمد مفتي زادة في تأسيس مجلس شورى أهل السنّة (شمس). 

عارض الشيخ، وبشدة المادة الدستورية الثانية عشرة والتي تنص على كون المذهب «الاثني عشري» في إيران مذهبا رسميا في كافة شؤون ومجالات الحياة إلا في الأحوال الشخصية التي تلتزمها كل طائفة على مذهبها وفقهها ) وطالب بأن يكون الإسلام (لا المذهب هو الدين الرسمي للدولة.

عبد الملك ابن الشيخ عبد العزيز ملا زاده:

ولد الشيخ عبد الملك ملا زادة في العام (1950) في قرية حيط سرباز، التابعة لمدينة ايرانشهر بمنطقة بلوشستان الإيرانية. أكمل المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في المدارس الحكومية، ثم التحق بمدرسة دينية سنية بمنطقة بلوشستان ثم سافر لإكمال دراسته إلى باكستان والتحق بدار العلوم كراتشي ودرس فيه مدة ثماني سنوات، وتخرج عالما وفقيها أهلاً للفتوى. تعرف هناك على الأحزاب والجماعات المختلفة، وكان يشترك في اجتماعاتهم وأنشطتهم السياسية. تم قبوله طالباً بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. 

وبعدما أكمل المرحلة الجامعية في كلية الدعوة وأصول الدين تخرج ورجع إلى مسقط رأسه. وحيث الأجواء كانت مفتوحة نسبيا في بداية الثورة الإيرانية فكان له نشاط ودور فعال في إحقاق حقوق أهل السنة مذهبياً ووطنياً، وكان له تعاون مع حزب «اتحاد المسلمين» الذي أسسه العلماء البارزون في أواخر العام 1400هـ (1980م) بمنطقة بلوشستان.

كما كان له دور بارز في تثقيف أبناء المنطقة، حيث أنشأ عديداً من الدورات الثقافية ليربط بين العلماء والطلبة في المدارس العامة، ومن جهة أخرى كانت الأحزاب الشيوعية نشطة في المنطقة. وفي العام 1981 قام بتأسيس منظمة باسم المنظمة المحمدية الإسلامية لأهل السنة) بالتعاون مع العلماء المثقفين في المنطقة. ثم أنشأ صحيفة باسم (لمعة من الإسلام)، وذلك لنشر الثقافة الإسلامية، وتنوير أفكار الشعب وإيصال أهداف المنظمة المحمدية. وقد نشرت مرتين فقط ثم أوقفت. 

كما أسس مركزاً لانعقاد الاجتماعات وإقامة الأنشطة الاجتماعية والدورات المختلفة. كما كان له مشاركة فعالة مع المجلس المركزي لأهل السنة (شمس)، الذي أسسه العلامة أحمد مفتي زادة العام 1401هـ (1980م) في طهران وألقي القبض على أعضاء المجلس ومنهم مولانا عبد الملك، وبعد ستة شهور من الاعتقال أفرج عنه.

بعد وفاة والده في العام 1988، أصر محبوه وزملاؤه أن يشغل مكان والده رسمياً من الحكومة، ليصبح إمام وخطيب مدينة زاهدان ولكنه رفض. هاجر إلى باكستان العام 1990. وقد ترأس المجلس الأعلى لأهل السنة الإيراني في كراتشي، وسافر إلى عدد من الدول، وقام بتمتين العلاقات مع الشخصيات والجماعات الإسلامية في العالم الإسلامي، كما قام بترجمة الرسائل والمقالات الفارسية إلى العربية، ونشرها عبر المركز الإسلامي». اغتيل في مدينة كراتشي الباكستانية في العام 1995 مع زميله مولوي عبد الناصر جمشيد زهي.

-الملا عبد الله أحمديان:

ولد العلامة ملا عبد الله أحمديان العام 1359هـ (1938م) في أسرة متدينة ملتزمة في مدينة مهاباد. ودرس العلوم الابتدائية على علماء منطقته، ثم واصل دراساته وتعلمه العلوم الشرعية بالتتلمذ على كبار أهل العلم البارزين والمشاهير في كردستان، أمثال الشيخ المرحوم عصام الدين شفيعي، والشيخ العلامة ملا باقر بالك، والشيخ ملا محمد قزاجي، إلى أن وصل إلى درجة الإفتاء والتدريس بدراسته على العلامة ملا على ولزي.

ويعد أحمديان مفكراً دينياً بالمعنى الكامل، وله نمط مختلف في نوع التأثير الذي أحدثه على أهل السنّة. إذ بجانب تحصيله الديني لدرجة الإفتاء حصل أحمديان على درجة الدكتوراه من كلية الإلهيات والمعارف الإسلامية التابعة لجامعة طهران. تطرّق إلى التأليف والتصنيف في جميع الفنون والعلوم، التي درس أو طالع أو تخصص فيها، وله كتاب بعنوان «كلام جديد، تطرق فيه المباحث علم الكلام الجديد الذي انتشر في إيران. مؤخراً عيّنت مجموعة من الكتب التي ألفها كمقررات دراسية لطلبة الجامعات المختلفة، وخاصة كلية الإلهيات والمعارف التابعة لجامعة طهران. مثل كتاب كليد حديث شناسي»، وهو كتاب يتناول علم أصول الحديث بأسلوب بسيط وعبارات مختصرة، يسهل على المبتدئين دراسته وكذلك كتاب تاريخ الحديث و قرآن شناسي و الإيضاح»، وهي كتب صنفت باللغة الفارسية يسهل تدريسها لطلبة الجامعات.

كانت وفاته في العام 2003 ترك العلامة عبد الله من بعده مجموعة كبيرة من المصنفات معظمها باللغة الفارسية، مثل كتاب «قرآن شناسي» وحديث شناسي اللذين يدرسان في عدة كليات مثلما تقدم، وسيماي خليفه دوم عمر بن خطاب، وكتاب ترجمة في رسالة التوحيد محمد عبده»، وتحقيقات مطالب فقهي وكلامي، وكتاب سير تحليلي بر كلام أهل سنت»، وكتاب «كلام جديد».

-المفتي الشيخ قمر الدين ملا زاهي:

الشيخ قمر الدين ملا زهي أحد كبار العلماء المعاصرين في تاريخ بلوشستان سافر إلى باكستان شأن أبناء هذه المنطقة، حيث كانوا يسافرون إلى هذا البلد المجاور للأخذ من العلماء، وتلقي العلوم الشرعية من كبار علماء السنّة في تلك الديار. فدرس على كبار مشايخ باكستان مثل الشيخ عبد الرحمن كامل فوري، والشيخ إشفاق الرحمن، والعلامة محمد يوسف البنوري. بعد رجوعه انتقل من قريته الصغيرة دامن إلى مدينة ايرانشهر، حيث بدأ نشاطاته الدينية والعلمية مع الشيخ «محمد» في مسجده. 

ثم أسس مسجد النور بعد مضي سنة من إقامته في إيران شهر سنة 1381هـ (1960م) واتخذه مركزاً لنشاطاته الدينية والعلمية ورتبت حلقات درس في تفسير القرآن الكريم في هذا المسجد الجامع، حيث كان يحضرها آلاف من الناس من زوايا وأطراف المدينة، ثم أسس إكمالاً لذلك مدرسة دينية خاصة للبنات باسم مدرسة أم المؤمنين الدينية، تشتغل بنات هذه المدينة فيها بدراسة العلوم الشرعية. توفي إثر إصابته بمرض عضال.

قام الشيخ زاهي ومن كان معه من العلماء في عصره بنشر عقيدة السلفية في بلوشستان، وكان على صلة متواصلة مع كبار علماء بلوشستان في عصره خاصة زعيم أهل السنّة الشيخ عبد العزيز، والشيخ عبد الله روانبد شاعر بلوشستان الكبير الملقب بـ سعدي بلوشستان.

-العلامة عبد العزيز ساداتي:

ولد 1335هـ (1914م) في قرية كركين من منطقة سرباز من بلوشستان. أبوه هو الشيخ الملا محمد صادق كان عالماً فاضلاً من السادات، قد هاجر من قرية درك من مدينة سراوان إلى سرباز في البداية ذهب الشيخ عبد العزيز إلى الشيخ الملا سيد شير محمد، إمام وخطيب الجمعة في جامع دزك. وتلقى الدروس الابتدائية في مكتب مسجد الجمعة، الذي كان المكتب الوحيد والمركز العلمي الوحيد في ذلك الوقت في منطقة بلوشستان. وسافر كغيره من الطلبة للدراسات العالية وتعلم المزيد من العلوم إلى الهند. فوصل إلى دار الفيوض الهاشمي في منطقة سند أولاً. 

وسافر بعد ستة أشهر من هناك إلى أجمير، ومن أجمير واصل رحلته التعليمية نحو سهارنفور، فالتحق بمدرستها المعروفة مظاهر العلوم»، وكانت «سهارنفور» من المدارس المعروفة والمشهورة في الهند. فدرس فيها على كبار علماء الهند، أمثال المفتي سعيد أحمد والشيخ زكريا الكاندهلوي.

ثم التحق لإكمال دراساته العالية في جامعة ديوبند المعروفة العام 1359هـ (1939م) في ديوبند درس على مجموعة من كبار علماء الهند وكبار أساتذتها، أمثال شيخ الإسلام حسين أحمد المدني رئيس جمعية علماء الهند، والشيخ مولانا إعزاز علي وحكيم الإسلام قاري محمد طيب القاسمي، والشيخ إبراهيم البلياري، والشيخ مولانا أختر حسين. وقد التقى في هذه المدة بشخصيات بارزة من أهل الدعوة والتزكية، وانتفع بتوجيهاتهم ونصائحهم، أمثال الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي، والشيخ العلامة أشرف علي التهانوي بعد أن استقر في المنطقة وصار مرجعاً للناس، بدأت مرحلة جديدة من حياته وهي حياة النشاط والحيوية. 

بعد مضي مدة قصيرة من عودته، أراد أولاً إعمار جامع دزك، وأن يؤسس مدرسة بجانبه، لكنه بعد مشورة مع علماء المنطقة ومطالبة من جانب الناس تولى رئاسة مدرسة دار العلوم زنكيان»، التي كان يديرها المولوي در محمد، والملا محراب كان الشيخ ساداتي من المتأثرين والمعجبين بالدعوة والتبليغ، وقد قام بجولات دعوية إلى مناطق مختلفة من بلوشستان، كما أنه قام برحلات مختلفة إلى مراكز الدعوة في باكستان، وكانت له صلة دائمة مع الشيخ مفتي زين العابدين، أحد كبار الدعاة في باكستان.

شكل محكمة لأخذ حق المظلوم من الظالم، ولحل نزاعات الناس واختلافاتهم. وكان أكثر اهتماماً بالنسبة إلى الوحدة الإسلامية والانسجام بين أبناء الأمة الواحدة. توفي في سنة 1426هـ (2005م).

-الشيخ محمد الربيعي:

من كبار العلماء والكتاب في كردستان وإمام جامع أهل السنة في كرمانشاه ولد العلامة محمد ربيعي بن ملا عبد الحكيم 1351هـ (1930م) في قرية دره اسب من قرى مديرية ديواندره، وتعلم القرآن من أمه في الخامسة من عمره، ودرس العلوم الابتدائية من النحو والصرف على أبيه وعمه ملا محمود الربيعي. ثم تابع بعد وفاتهما دراسة العلوم الشرعية على أساتذة آخرين في إيران والعراق. في الثانية عشرة من عمره أقبل على الكتابة، فكان يكتب الوقائع والذكريات اليومية في قالب الشعر والنثر. 

شارك الأستاذ الربيعي مع سائر كبار العلماء في كردستان مثل العلامة أحمد مفتي زادة، والدكتور «مريدي، والدكتور بقا سيد الشهدايي، والشعب الكردي المتحمس في كرمانشاه وسائر مدن كردستان في الثورة ضد نظام الشاه، إلى جانب مهمته في الإذاعة تولى منصب إمامة الجمعة والخطبة في جامع الإمام الشافعي في كرمانشاه، فألف أولاً كتاباً سماه «آيينه اسلام» باللغة الفارسية، وألف كذلك الباقيات الصالحات في ثمانية مجلدات و مالكیت در اسلام هذه الكتب كلها مكتوبة بالفارسية). توفي العلامة الربيعي في الثالثة والستين من عمره ليلا في 1996، بشكل غامض في فترة كثرت فيها اغتيالات رموز ومفكري السنة.

-الشيخ محمد صالح ضيائي:

من مدينة عوض، كان من أكبر علماء السنة في جنوب إيران وقادتهم، وكان له مدرسة دينية. ولد سنة 1938 في أسرة علمية في قرية هود من توابع اوز من محافظة فارس. سافر إلى المدينة المنورة ليواصل دراسته في حلقات الدرس في المسجد النبوي، فقرأ صحيحي البخاري ومسلم، والسيرة، والتفسير على الشيخ محمد مختار الشنقيطي، ودرس إحياء علوم الدين عند الشيخ محمد إبراهيم ختني، وكان من أساتذته في الجامعة عبد المحسن العباد، وعبد العزيز بن باز، ومحمد الأمين الشنقيطي.

رجع الشيخ محمد الضيائي العام 1962 إلى إيران وقضى سنة في قرية هود، وأقام في هذا العام أول صلاة التراويح في قرية قلات. وفي العام 1972 بدأ نشاطاته العلمية في المدارس الثانوية في مدينة بندر عباس، بعدما اقترحت عليه إدارة التعليم والتربية بطهران تدريس اللغة العربية في ثلاث مدن. وفي نفس العام خرج إلى الحج أميراً ومعلماً للحجاج، وبقي في هذا المنصب 20 عاماً. في العام 1965 أسس مدرسة العلوم الإسلامية، لكنه لقي في أول الأمر بعض المشاكل، بيد أنه لم يقف عن إنجاز هذا المشروع وقد عثر على جثته في إحدى الطرق الجبلية من محافظة هرمزكان السنة .1994 م.

-العلامة داد الرحمن القصر فندي:

ولد سنة 1927 في قرية سكان، وهي تبعد عن قصر قند بلوشستان كيلومترين تقريباً. واصل دراسته العالية في جامعة «دارالعلوم ديوبند»، ودرس هناك على يد شيخ الإسلام سيد حسين أحمد المدني، والعلامة إعزاز علي والعلامة إبراهيم بلياوي. توفي سنة 2000م.

-تاج محمد بزرگزاده بن إسماعيل:

ولد سنة 1914 في قرية نسكند من توابع مديرية سرباز في محافظة سيستان وبلوشستان. رحل إلى مدينة كراتشي 1924. التحق بدار العلوم ديوبند سنة 1934 ، وأخيرا تخرج على يد شيخ الإسلام حسين أحمد المدني، الشيخ إعزاز علي، وحكيم الإسلام الشيخ محمد طيب القاسمي والشيخ المحدث محمد إدريس الكاندهلوي، والشيخ المحدث شبير أحمد العثماني، والشيخ عبد الحق نافع كل، والشيخ عبد الخالق. رجع إلى بلده قرية نسكند (سرباز) ، ودعاه الشيخ الكبير عبد العزيز ملا زاده للتدريس في مدرسة عزيزية بقرية ديكور من توابع سرباز، ثم انتقلت هذه المدرسة إلى قرية أنزاء (سرباز)، بعد رحلة الشيخ عبد العزيز إلى مدينة زاهدان (عاصمة بلوشستان). فوضع الشيخ تاج محمد اللبنات الأولى في تأسيس مدرسته الخاصة. توفي في العام 2009.

-المفتي خدا نظر:

ولد 1920 في أسرة متواضعة ملتزمة بالتدين والعلم في إحدى قرى زابل ( من المدن الشمالية في محافظة سيستان وبلوشستان). تعلم الشيخ خدا نظر العلوم الابتدائية في منطقة نيمروز ( من الولايات الجنوبية في أفغانستان تسكنها قبائل البلوش) في أفغانستان، سافر إلى مدينة كويتا عاصمة بلوشستان الباكستانية. ومن هناك سافر إلى سبي، ومستونك ليتتلمذ على الشيخ محمد يوسف البنوري والشيخ إدريس الكاندهلوي وهما من أكبر علماء باكستان المعاصرين الذين هاجروا إلى هذه البلاد بعد انفصال باكستان من الهند. 

استقر في ملتان وصار تلميذاً ومرافقاً للفقيه السياسي محمود مؤسس مدرسة «قاسم العلوم». وقد حاز مرتبة الشرف من بين زملائه في الدراسة، حيث سجلت في وثيقة وشهادة تخرجه له ملكة لا توجد عند غيره ولم تسجل هذه الجملة في وثيقة غيره من زملائه ومن عاصره في التعلم إلا في وثيقة تخرج الشيخ العلامة «موسى خان البازي». ألح عليه الشيخ عبد العزيز ملا زادة، ليأتي إلى جامعة دار العلوم بزاهدان، فجاء إلى زاهدان وتولى الإفتاء واشتغل بالتدريس في جامعة دار العلوم إلى وفاته.

وكان يفضّل دائماً عدم الخوض في معترك القضايا السياسية. كتب رسائل كثيرة منها:

1 - رسالة إرشاد الحيران في حشو الأسنان.

2 - "بيع الوفاء" ( هذه رسالة حول الرهن والسلف في كراء المنازل).

3 - الكلمات الطيبات في اتخاذ الطعام للأموات ( للرد على هذه الظاهرة).

4 - حاشية على شرح ابن عقيل (ولما تطبع هذه الرسالة).

5 محمود الفتاوى، في مجلدات.

6 - كانت وفاته سنة 1421 هـ (1992م ) يوم الجمعة في مستشفى خاتم الأنبياء في مدينة زاهدان، ثم حملت جنازته إلى الجامع المكي فصلى عليه أكثر من خمسين ألف مصل في يوم الجمعة.

-الدكتور أحمد سياد:

من كبار الشخصيات الدينية والمذهبية المعاصرة لأهل السنة في إيران. ولد في سنة 1905 في قرية جنجك كاروان التابعة لمديرية ميناء شاهبهار الواقعة على سواحل بحر عمان لما داهمت أسرته المشكلات المالية والمعيشية سافرت إلى سلطنة عمان، حينما كان أحمد في الخامسة من عمره، وبعد عدة سفرات إلى كراتشي والدوحة سافر إلى المدينة المنورة، والتحق بكلية الحديث في الجامعة الإسلامية بالمدينة، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الحديث الشريف بدرجة الامتياز بتقديم بحث آخر وبتخريج أحاديث كتاب «المعجم» لابن العربي. عاد بعد قضاء عشرين سنة في دراسة العلوم، وقد اعتذر عن تولي وظائف في السعودية والإمارات وأسس في قريته مدرسة سماها «معهد دار السُّنّة « وجامعاً لإقامة الجمعة ما إن مضت سنتان من عودته إلى إيران حتى اعتقل السنة في طهران، ثم نقل إلى سجن اوين. توفي فترة انتشار الاغتيالات في إيران.

-الشيخ علي دهواري:

داعية سلفي ولد في العام 1960. حصل على شهادة «الليسانس» في الشريعة من الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وذلك في العام 1988، وعاد بعد ذلك إلى إيران وبدأ يخطب في المساجد. ورجع إلى بلده ممتلئاً حماسة للدعوة السلفية، وقد عُرض عليه إدارة قناة فضائية باللغة الفارسية خارج إيران، ولكنه رفض وفضل البقاء للدعوة والإرشاد وكان شديد التعرض لعقائد وممارسات الشيعية والأحناف المتشددين. تم اغتياله في حادث أمام مسجده يوم الاثنين في محافظة سيستان - بلوشستان في جنوب شرق إيران حيث يشرف على مجمع الإمام البخاري العلمي في المدينة.

-عبد الرحمن بيروني:

هو أكاديمي قانوني سني كردي. ولد في كرمنشاه بإيران وهو الآن المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في إيران «جماعة الدعوة والإصلاح»، ويعد أحد أبرز منظري الجماعة المعاصرين وعضواً بارزاً في الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي. تولى قيادة جماعة الإخوان المسلمين بعد إعدام الشيخ ناصر سبحاني العام 1990 بعد تولي السيد عبد الرحمن بيروني منصب المرشد العام ( الحالي) لجماعة الإخوان المسلمين في إيران تغيرت العلاقة بين الجماعة والنظام الإيراني؛ وحيث التصقت الجماعة بالتيار الإصلاحي، وعقدت تحالفاً مع منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية « أحد أبرز تنظيمات ما يسمى بالتيار الإصلاحي.

-الشيخ مولوي عبد الحميد إسماعيل:

يعد الشيخ عبد الحميد المرجع الديني لأهل السنة في إقليم بلوشستان في الوقت الحالي، وهو موضع احترام كبير لدى الأوساط الرسمية. ترأس جامعة دار العلوم بزاهدان بعد وفاة مؤسسها المولوي عبد العزيز ملا زادة، وآلت إليه مرجعية أهل السنّة هناك. وهو الآن على علاقة جيدة بالتيار الإصلاحي في إيران، وله خطب سياسية عديدة. وللشيخ عبد الحميد مواقف سياسية عديدة أبرزها موقفه المعارض لأعمال حركة جند الله، التي تستهدف المدنيين والمؤسسات الدينية إذ يرى أن طريق الحصول على حقوق أهل السنّة في إيران، يجب أن لا يكون عنيفاً، وفي المقابل عادة ما تكون خطب الشيخ عبد الحميد خطباً سياسية، وتحتوي على مواقف معارضة للحكومة الإيرانية. ونظرا للثقل السياسي والديني الذي يتمتع به حاول مرشحو التيار الإصلاحي التقرب إليه للفوز في الانتخابات الأخيرة (2009) مع إعطائه وعوداً بتعيينه أول وزير سُنّي منذ قيام الثورة في حالة فوزهم





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق