إتحاف العابد بمن مات وهو ساجد
الدكتور سعود الهاجري
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد: السجود من أجلّ مظاهر العبودية، والموت على صورته من أجمل المواهب الربانية، وأجلى الكرامات الإلهية، وأسعد الخواتيم الإنسانية، حيث يلقى العبد ربه وهو في أرقى مقامات التوحيد، حيث يُبعث العبد على ما مات عليه، وهو بلا شك يدل على صلاح أحوال الإنسان، واستقامة ظاهره وباطنه، فمن الصالحين من يموت ساجداً في الصلاة، ومنهم من يسجد قُبيل موته وهو في غير صلاة، لأن قلبه في صلاة دائمة مستمرة.
وقد أمر الله العباد بالسجود له، وبين النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، أنه وما سجد عبدٌ لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة، ورفعه بها درجة، ومحا عنه بها سيئة، وبالطبع فقد يموت الصالحون على غير هيئة السجود، ويكون أشرف حالاً ممن مات وهو ساجد، كمن قتل في المعركة، أو في الرباط، أو في تعليم العلم النافع، ونحو ذلك.
وهذا الجزء اللطيف، يذكر فيه مؤلفه من مات على هذه الصفة من عهد الصحابة ومن جاء بعدهم حتى القرن الثاني عشر الهجري، الذين حفلت بهم كتب التراجم، وقسم كتابه إلى مقدمة وتمهيد وتسعة مباحث وخاتمة، وجعل كل مبحث فيه لقرن من القرون الاثني عشرة، وترك ذكر من مات بهذه الصفة في القرنين الخامس والحادي عشر الهجري؛ لأنه لم يقع نظره على من مات على ذلك، وجملة من ذكرهم في هذا الكتاب خمسة وعشرون رجلاً؛ فيذكر مولد كل واحدٍ منهم، ونبذة من أخباره، ووفاته.
وجعل المؤلف مقدمة الكتاب في بيان حسن الخاتمة، وختمه ببيان أسباب حسن الخاتمة؛ فذكر منها: الدعاء، والاستقامة، والتقوى، والصدق، والتوبة، والمداومة على الطاعات، وذكر الموت وقصر الأمل، والخوف من سوء الخاتمة، وحُسن الظن بالله تعالى.
هذا ويبنغي التنبه إلى أن الوفاة حال السجود لا يقتصر على الرجال، فالنساء كذلك يقع لهن ما يقع للرجال، كما أن الكثيرين من أهل الإسلام مات على هذه الصفة، ولكن خلد التاريخ ذكر البعض، وأغفل البعض الآخر، ولعل ذلك لأسباب خارجة عن الموضوع، منها شهرتهم، أو كونهم من المحدثين الكبار، أو القراء المعروفين، أو ذوي الجاه والمعروف، ولا يزال هذا الأمر موجود في الأمة بحمد الله،
وختاماً يُستحبُّ ويُندب لكل مسلم أن يسأل الله تعالى حسن الخاتمة؛ لقوله تعالى على لسان يوسف: (توفني مسلماً وألحقني بالصالحين) الآية. قال العلماء: فيه جواز تمني الموت لمن غلب عليه الشوق إلى لقاء الله، أو خوف الفتنة. والصحيح أن طلب ذلك عامٌ في الفتن وغيرها.
ثم إذا رأى المؤمن ما يُعجبه يندب له أن يقول: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة)؛ للخبر في ذلك، وفيه: أن كمال طيب العيش ونعيمه يكون في الآخرة لا في الدنيا.
مباحث هذا الجزء إجمالاً:
المبحث الأول: من مات وهو ساجد من الصحابة .
فمنهم: أبو ثعلبة الخشني (ت ٧٥ هـ).
المبحث الثاني: من مات وهو ساجد في القرن الثاني.
مجاهد بن جبر المخزومي (ت ١٠٣ هـ).
زرارة بن أوفى العامري (ت ٩٣ هـ).
أبو بشر جعفر بن إياس اليشكري (ت ١٢٥ هـ).
يزيد بن عمر بن هبيرة (ت ١٣٢ هـ).
عمر بن عامر السلمي (ت ١٣٥ هـ).
موسى بن مسلم الكوفي (ت ؟).
أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي (ت ١٥٠ هـ).
عبد العزيز بن أبى حازم المدني (ت ١٨٤ هـ).
المبحث الثالث: من مات وهو ساجد في القرن الثالث:
محمد بن عمرو السوسي (ت ٢٥٩ هـ).
المبحث الرابع: من مات وهو ساجد في القرن الرابع:
قاسم بن عبد العزيز أخو طاهر بن عبد العزيز (ت ؟).
عبد الله بن علي السّراج الطوسي (ت ٣٧٨ هـ).
المبحث الخامس: من مات وهو ساجد في القرن السادس:
جعفر بن الحسن المقرىء (ت ٥٠٦ هـ).
محمد بن الحسين الفرضي الحنبلي (ت ٥٢٨ هـ).
محمد بن أحمد بن خلف قاضي قرطبة (ت ٥٢٩ هـ).
عليُّ بن المُسلّم السُّلمي (ت ٥٣٣ هـ).
المبحث السادس: من مات وهو ساجد في القرن السابع:
أحمد بن محمد بن عمر الأنصاري (ت ٦٧٢ هـ).
المبحث السابع: من مات وهو ساجد في القرن الثامن:
موسى بن علي بن موسى الزرزاري (ت ٧٣٠ هـ).
أحمد بن مظفر النابلسي (ت ٧٥٨ هـ).
المبحث الثامن: من مات وهو ساجد في القرن العاشر:
يشبك أخو السلطان الأشرف برسباي (ت ٩٣٣ هـ).
عبد الرحمن بن عبد العزيز العقيلي (ت ٩٤٤ هـ).
مظفر شاه ابن محمود شاه (حدود ٩٦٠ هـ).
محمد بن أحمد البدر الصدر الشافعي (ت ٩٦٧ هـ).
المبحث التاسع من مات وهو ساجد في القرن الثاني عشر:
جمال الدين المزبور (ت ١١٨٣ هـ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق