حلية أهل الفضل والكمال بالاتصال بكُمّل الرجال
العلامة المحدث أبي الفداء إسماعيل بن محمد العجلوني
(١٠٨٧ - ١١٦٢ هـ)
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ لما كان من خصائص هذه الأمة اتصال سندها بنَبيَّها، وتوالت هذه المنقبة على ممر الأعصار في ضعيفها وقويها، وصارت الأسانيد أنساب الكتب العلمية، ولما اشتهر بأن الإسناد من الدين؛ إذ هو الطريق الموصل إلى سيد الأولين والآخرين، اعتنى العلماء به عناية فائقة، فجمعوا مروياتهم ومدوا أسانيدهم، ووصلوها بمن بأتي بعدهم، ليتصل السابق باللاحق، والمتأخر بالمتقدم، في حركة علمية نشطة، لم تحظى بها أمة من الأمم قبلنا.
وقد بذل السلف الصالح في تحصيل هذه الأسانيد الهمم العلية، واعملوا أفكارهم وألبابهم في تمييزها حتى تميزت الأحاديث الصحيحة من الضعيفة، وبلغوا بذلك المراتب العلية والمنازل الشريفة. حتى جعلوا الإسناد سيفاً يُقاتل به وجُنَّةً يتقَّر به وسلماً يُصعد بواسطته، فقال بعض العلماء: إنه كالسيف للمقاتل، وقال بعضهم أيضاً مشيراً إليه: إنه كالسلم يصعد عليه.
كما شيوخ الإنسان آباؤه في الدين، ووصلة بينه وبين رب العالمين. وفي أول صحيح مسلم عن عبد الله بن المبارك رضي الله عنه: «الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء بما شاء». وقال الإمام الشافعي - رضي الله تعالى عنه -: الذي يطلب الحديث بلا سند کحاطب ليل يحمل الحطب، وفيه أفعى وهو لا يدري. وقال الإمام الطوسي قرب الإسناد قرب إلى الله تعالى.
وهذا الثبت الجليل النفيس للإمام المحقق المحدث، علامة الشام إسماعيل بن محمد العجلوني الدمشقي، والموسوم بـ(حلية أهل الفضل والكمال بالاتصال بكُمّل الرجال)، وضع فيه ترجمةً موجزةً لنفسه، ثم أسماء مشايخه الذين يروي عنهم، وشيئاً من أخبارهم ومروياتهم وشيوخهم، وترجم فيه لهم، ثم شرع بذكر أسماء الكتب التي يرويها ورتبها على حروف المعجم، ثم انتقل ثالثاً إلى ذكر أربعين حديثاً مسلسلة سندةً أولها المسلسل بالأولية، وآخرها المسلسل بختم المجلس بالدعاء.
وقد بلغ عدد مشايخه في هذا الثبت (٢٨) ثمانية وعشرين شيخاً، وقد ذكر خلاله جملة حسنة من الفوائد والفرائد، ونقل أقوال أهل العلم في المسلسلات التي يوردها، وهذا عمل جيد جداً.
[ ترجمة المؤلّف لنفسه ]
اعلم أني الفقير إلى الله تعالى إسماعيل بن محمد جراح بن عبد الهادي بن عبد الغني بنِ جَرّاح الجراحي، نسبةً إلى جَرّاح المذكور ـ وهو بفتح الجيم وتشديد الراء مهملة، يقال إنه المدفون بباب القدس الشريف وعليه قبةٌ ومقام، يُقْصَدُ للزيارة من الأنام، وقد زرته بفضل المولى العلّام - العَجْلُوني بلداً، الدمشقي موطناً، الشافعي مذهباً، وقد اشْتُهِرَ في بلادنا بلادِ عجلونَ أنّ أهلَنا من ذرية أبي عبيدة عامر بن عبدِ الجراح الصحابي المشهور، أحد العشرة المبشرين بالجنة، أمين هذه الأمة رضي الله عنه وأرضاه والله أعلم بالواقع.
ويُبعده أني رأيتُ في كلام المُحِبُّ الطَّبَرِيّ في الرياض النضرة»: «أن أبا عبيدةَ رضي الله عنه كان له ولدانِ ماتا في حياتِهِ ولم يُعقبا». انتهى. الله بن لكن يجوز أنه وُلِدَ له غيرهما بعدهما، ويؤيد هذا أني سمعت من بعض الثقاتِ أنه رأى في بعض الكتب أن أبا عبيدة تزوج في آخر عمره امرأة بدوية ومات عنها وهي حامل، فإن ثبت ذلك احْتُمِلَ صحةُ مَا اشْتُهر.
وقد يؤيده أيضاً أن طائفة من العرب في أرض حورانِ يَزْعُمُونَ أَنَّهم من ذرية أبي عبيدةً ويُعْرَفُونَ بآل جَرَّاح، وقد كانوا أرسلوا لوالدي رحمه الله مكاتبات وطلبوا منه أن يذهب إلى منازلهم لما لهم معه من القرابة والنسبة المذكورة.
ورأيتُ الجلال السيوطيَّ ذَكَرَ في حُسْنِ المُحاضرة وغيره -أن يزيد بن الجراح رضي الله عنه صحابي، وهو أخٌ لأبي عبيدةَ رضي الله عنه تزوج بمصر.
وفي الإصابة تزوج باليمن، فلعل النسب منه ويكون الانتساب على هذا لأبي عبيدة يضرب من المجاز.
وقد أخبرني الأخ الصالح جناب الشيخ صالح بأنه اجتمع برجل في مصر، قال: وزعم الرجُلُ أنَّ عندَهُ نِسْبَةٌ لَهُ لأبي عبيدةَ ابنِ الجُرَّاح. وكذلك أخبرني صديقنا الفاضل الشيخ عبد الرحمن الكَفْرِسُوسِيُّ بأنَّ: له أقارب في بلاد البقاع عندهم نسبة كذلك.
فإن ثبت ذلك احتُمِل صحةُ ما اشتهر من انتسابنا لهذا الصحابي الجليل، الذي يُرْتَجَى بسببه الغفران والأجر الجزيل، وإلا فإنّي أستغفر الله تعالى وأتوب إليه من هذا الانتساب، {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَنْقَنَكُمْ} (الحجرات: ١٣).
وأبو عبيدةَ رضيَ اللهُ عنه ماتَ في طاعون عَمْوَاسِ، ودُفِنَ فِي أَرضِ غَوْرِ بَيْسَان على الصحيح وقبره هناك مشهور وعليه قبةٌ مشرقة بالنور، وقد زرتُه وامتدحته بأبيات أسأل الله تعالى أن ينفعني وأحبائي به، في الحياة وبعد الممات، فقلت:
قف بالمَنازِلِ حَيَّ لِلْجَرَّاحِي .. وادْخُلْ لِحَانِ شَرَابِهِ الفَيَاحِ
ذَاكَ الأَمِينُ أبو عُبَيْدَةَ عَامِرٌ .. تَرْوِيهِ فِي خَبَرٍ كما الْمِصْبَاح
وَلَهُ مَزَايَا ثَابِتَاتُ في الوَرَى .. مِنْهَا فُتُوحُ الشَّامِ بالفَتَّاحِ
وَهُوَ الَّذِي بِالهَتْم زَيَّنَ ثَغْرَهُ .. إذْ زَاحَ عَنْ وَجْهِ النَّبِي الْوَضَّاحِ
قَدْ كَانَ فِي أُحُدٍ أُصِيبَ بِوَجْهِهِ .. فَاسْتَلَ مَا قَدْ غَاصَ فِي التَّفَاح
وَهُوَ الَّذِي بِالطَّعْنِ نَالَ شَهَادَةٌ .. في طَعْنِ عَمْوَاسِ لِذِي الْأَرْوَاحِ
وَلَقَدْ أَتى فِي حَقِّهِ تَبْشِيرُهُ .. بِجِنَانِ عَدْنٍ مِنْحَةِ المَنَّاحِ
وَهُوَ الَّذِي بِالحِلْمِ سَادَ وَأُمْرَ .. فِي غَزْوَةٍ فِيهَا صِحَابُ الْمَاحِي
مِنْ كُلِّ قَوْمٍ مَـاجِدٍ وَمُفَضَّلٍ .. كَالصَّاحِبِ الصديقِ ذِي الافراح
يَا سَيِّدِي قَدْ قِيلَ لِي بِكَ نِسْبَةٌ .. أَرْجُو الْبَلَالَ لَهَا بِلا إِنْزَاحِ
حَاشَا لِمِثْلِكَ أَنْ يُخَيِّبَ رَاجِياً .. أنتَ الغِياتُ تُـزيـل للأثــراح
ثُمَّ الصَّلَاةُ مَعَ السَّلامِ عَلَى الَّذِي .. قَدْ جَاءَ بِالفُرْقَانِ والإِيضَاحِ
وَالْآلِ وَالْأَصْحَابِ مَعْ أَتَبَاعِهِمْ ..والمؤمِنِينَ وَسِيَّمَــا الـجـرَّاحِي
وكان ابتداء ولادتي في سنة سبع وثمانين وألف تقريباً، وقد أخبرني الوالدانِ وَغَيْرُهُمَا بأني سـ ابتداءً بِمُحَمَّدٍ مُدَّةٌ من الزمانِ تَزيدُ على سنة، ثم غَيَّرُوا اسمي إلى مصطفى نحو ستة أشهر، ثم سَمَّوني بإسماعيل باسم الذبيح - على الصحيح - ولد إبراهيم عليها الصلاة والسلام، واستقر الأمر على هذا الاسم، وقد أشار لذلك صديقنا العارفُ السيد مصطفى البكرى في جملة أبيات فَرضَ بها على كتابي كَشْفِ الخَفَا وَمُزيل الإلبَاس عَمَّا اشْتَهَرَ مِن الأحَادِيثِ عَلَى أَلْسِنَةِ الناس» بقوله:
حَرَسَ الإِلَهُ بِفَضلِهِ مُنْشِيهِ مِنْ .. كُلِّ المَضَارٌ وَصَانَهُ وَلَه كَفَى
وَهُوَ الَّذِي سُمِّي مُحَمَّدَ أَوّلاً .. وَبِمُدَةٍ أُخرى تَسَمَّى مُصْطَفَى
مِنْ بَعْدِ ذَا سُمِّيت بإسماعيل لا .. بَرِحَتْ لَهُ تَرْنُو عُيُونُ الإِصْطَفَا
ثم بعد أن بلغتُ سنَّ التمييز، شرعتُ في قراءة القرآن العظيم حتى وحفظته عن ظهر قلب، في مُدَّةٍ يسيرة في بلادِنَا.
ثُمَّ تَوَجَّهْتُ لدمشقَ الشَّامِ، أَعْمَرَهَا الله كسائر بلاد الإسلام، وعُمُرِي نحو ثلاثة عشرة سنة تقريباً، لطلب العلم الشريف، وذلك في منتصف شوال من شهور سنة ألف ومئة، واشتغلتُ على مَشَايخ كثيرين، وأئمة معتبرين، لطلب العلم فقهاً وحديثاً وتفسيراً وعربيةً وغيرَهَا، إلى أن تميزت - بحمد الله تعالى ـ على أقراني في الطلب، ومن أسباب توجهي لطلب العلم من بلادي، أني رأيتُ في المنام وأنا صغير قبل الاحتلام - وقد كنتُ في المَكْتَبِ لم أختم القرآن -أنّ رجلاً ألبسني جُوْحَةً خضراء كالحشيش الأخضر ، مركبةً على فَرْو أبيض، في غاية الجودة والبياض، وقد غمرتني لكونها سابغة على اليدين والرجلين.
فأخبرتُ والدي بالمنام، فحصل له بذلك السرور التام، وقال لي: إن شاء الله تعالى يحصل لك يا ولدي من العلم الحظ الوافر، ودعا لي بذلك، وقد وجدتُ بعده مِصْدَاقَهُ بفضل الله تعالى ، وبجُودِه، حتى أني ألَّفْتُ ـ والله الحمد ـ بعون الله كتباً كثيرة، نسأل الله القبول ولو لأعمال يسيرة.
منها: «كشف الخفا ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس».
ومنها: «الفوائد الدراري في ترجمة الإمام البخاري»،
ومنها: «إضاءة البدرين في ترجمة الشيخين»،
ومنها هذا الثبتُ المسمّى «حِلْيَةِ أهل الفضل والكمال باتصال الأسانيد بكُمَّل الرجال»،
ومنها: «تحفة أهل الإيمان فيما يتعلق برجب وشعبان ورمضان»، حتى ختمه
ومنها: «عَرْف الزَّرْنَب والزينب بترجمة سيّدي مُدرك والسيدة زَيْنَب»،
ومنها: «القواعد المحرَّرة بشرح مسوغات الابتداء بالنكرة».
ومنها: «الأجوبة المحققة عن الأسئلة المفرقة».
ومنها: «الكواكب المنيرة المجتمعة في تراجم الأئمة المجتهدين الأربعة».
ولكل واحد منها اسم خاص يُعلَمُ من الوقوفِ عليها، ومنها: «أربعون حديثاً، كل حديث من كتاب». وهذه الكتب قد كَمُلتْ والله الحمد، وأقلها نحو الكراسين، وأكثرها نحو العشرين.
وأما التي لم تكمل فمنها: أسنى الوسائل «بشرح الشمائل»، ومنها: «إرشاد المسترشدين لفهم الفتح المبين على شرح الأربعين النووية لابن حجر المكي».
ومنها: «عِقد اللآلي بشرح منفرجة الغزالي».
ومنها: «إسعافُ الطالبين بتفسير كتاب الله المبين».
ومنها: «فتح المولى الجليل على أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي».
ومنها: وهو أجلها - شرحي على البخاري، وسميته بـ «الفيض الجاري» أو بـ المنهل الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري.
نسأل الله تعالى إكمال الجميع لا سيما هذا الشرحُ، فإنه قد جمع بفضل الله تعالى -ما لم يوجد في غيره مجموعاً، وقد كتبتُ من مُسوَّدته مئتين واثنين وتسعين كراساً، ووصلتُ فيه إلى قول البخاري: (باب) مرجع النبي ﷺ من الأحزاب، ومخرجه إلى بني قريظة، ومحاصرته إيَّاهم من المغازي.
جعل الله الجميع خالصاً لوجهه الكريم، مستوجباً بفضله الفوز بجنات النعيم. هذا وقد أخذتُ ـ بحمد الله تعالى ـ عن مشايخ كثيرين، وأئمة جهابذة معتبرين، ما بين شاميين، وحَرَميين، ومصريين، وروميين، علوماً عديدة، ما بين كلام وتفسير وحديث، وفقه وأصول وقراءات وفرائضَ وحساب وعربية بأنواعها، ومنظومات
وغير ذلك، وأجازوني بها وبغيرها من أذكار وأورادٍ وغير ذلك مما فيه نفع العباد. ولنتعرّض لأكثر مشايخنا الذين قرأنا عليهم، وأجازونا بالقول، وكتبوا لنا إجازة للتبرك بذكرهم، فعند ذكرِ الصالحين تنزل البركة والرحمة من رب العالمين. فقد حكى الجلال السيوطي في الدُّرِّ المنثور عن سفيان بن عيينة أنه فسّر الصالحين في قوله تعالى: ﴿وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّلِحِينَ ﴾ [النساء: ٦٩] بأهل الحديث، ووجهه بعض المحققين بأن الصالح من ليس في اعتقادِه ،زيغ ولا في عمله بدعة والمشهور أنه: القائم بحقوق الله تعالى وحقوق عباده، وهم بهذين التفسيرين يدخل فيهم: أهل الحديث؛ لأنهم سادة أبرار، وزاهِدُونَ أخيار.
المشيخات وأقسامها - وفوائد الأسانيد المجموعة في الأثبات
قال العلامة الشيخ محمد عبد الحي الكتابي في «فهرس الفهارس» (١ : ٦٧): الأولى: اعلم أنه بعد التتبع والتروّي ظهر أن الأوائل كانوا يُطلقون لفظة «المشيخة» على الجزء الذي يجمع فيه المحدِّثُ أسماء شيوخه ومروياته عنهم، ثم صاروا يطلقون عليه بعد ذلك المعجم لما صاروا يفردونَ أسماء الشيوخ ويرتبونهم على حروف المعجم، فكثر استعمالها وإطلاقها على المعاجم مع المشيخات. وأهل الأندلس يستعملون ويُطلقون البرنامج، أما في القرون الأخيرة فأهل المشرق يقولون إلى الآن الثبتُ وأهل المغرب إلى الآن يسمونه الفهرسة.
١-تعريف المشيخة:
وهنا حُببَ إلى سياق ما يتعلق بهذه الألفاظ ضَبطاً ومعنى:
فالمشيخة: -كما في «حاشية الأمم» و«تاج العروس» -بفتح الميم وكسرها وسكون الشين وفتح التحتية وضمها. قال في «التاج»: وقد ذكر الروايتين اللحياني في «النوادر»، وأيضاً بفتح الميم وكسر الشين المعجمة وإسكان الياء لغةٌ مِن جمع شَيخ بالفتح، وهو استبانَتْ فيه السن وظهر عليه الشيب، وهذا قول الجماهير دون تحديد بسن معينة أو هو من خمسين أو إحدى وخمسين إلى آخر عمره، حكاهما المجد الفيروزآبادي في «القاموس»، وشراحُ الفصيح.
ويطلق الشيخ مجازاً على المعلم والأستاذ لكبره وعظمته، وجمعه أيضاً شيوخ ــ بضم المعجمة وكسرها مع ضم التحتية في كل حال ـــ وكذا أشياخ كبيت وأبيات، ثم استعملت المشيخة وأطلقوها على الكراريس التي يجمع فيها الإنسان شيوخه.
ومن الغرائب ما في حواشي الشيخ عطية الأجهوري على شرح البيقونية» من أن المشيخة اسم كتاب يذكر فيه الشيخ شيوخ شيخه، والذي نعرفه من اصطلاحهم فيها أوسع.
قال العلامة الشيخ محمد عبد الحي الكتاني في «فهرس الفهارس» (١: ٦٧): الأولى: اعلم أنه بعد التتبع والتروّي ظهر أن الأوائل كانوا يُطلقون لفظة «المشيخة» على الجزء الذي يجمع فيه المحدث أسماء شيوخه ومروياته عنهم، ثم صاروا يطلقون عليه بعد ذلك المعجم لما صاروا يفردونَ أسماء الشيوخ ويرتبونهم على حروف المعجم، فكثر استعمال المعاجم وإطلاقها مع المشيخات. وأهل الأندلس يستعملون ويُطلقون البرنامج، أما في القرون الأخيرة فأهل المشرقِ يقولون إلى الآن الثبتُ وأهل المغرب إلى الآن يسمونه الفهرسة.
٢- تعريف الثَّبَت:
وأما الثَّبت: فأول من رأيته تكلم عليه من الحفاظ السخاوي في شرحه على الألفية لدى كلامه على ألفاظ التعديل، قال: والثبت بسكون الموحدة الثابت القلب واللسان والكتاب والحجة، وأما بالفتح فما يثبت فيه المحدث مسموعة مع أسماء المشاركين له فيه لأنه كالحجة عند الشخص لسماعه وسماع غيره.
وفي فتح الباقي لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري الثبت بالإسكان الثابت، وبالفتح الثبت والحجة ما يثبت فيه المحدث سماعه مع أسماء المشاركين له فيه.
وقد نقل كلام السخاوي السابق الملا علي القاري في «شرحه على شرح النخبة».
وقال الشمس محمد بن الطيب الشركي في «حواشيه على القاموس»: استعملوا الثَّبت على بالفتح والتحريك في الفهرسة التي يجمع فيها المحدث مروياته. وأشياخه كأنه أخذ من الحجة لأن أسانيده وشيوخه حجة له، وشاع ذكره، وذكره كثير المحدثين وغيرهم ولم يتعرض له المصنف.
وقال فيها أيضاً: وأما إطلاق الثّبت على الكتاب الذي يجمع فيه المحدث مشيخته ويثبت فيه أسانيده ومروياته وقراءته على أشياخه المصنفات ونحو ذلك فهو اصطلاح حادث للمحدثين ويمكن تخريجه على المجاز أيضاً لأن فعل بمعنى مفعول أو مفعول فيه كثير جداً.
ونحوه في «تاج العروس» (انظر مادة ثبت). وفي كناشة العلامة حامد العمادي الدمشقي نقلاً عن شيخه الشيخ عبد الكريم الحلبي الشهير بالشراباتي صاحب الثَّبت المشهور :قال الثبت - بالثاء المثلثة وسكون الموحدة ـ الثقة العدل، ويفتح الموحدة هم ما يجمع مرويات الشيخ.
٣-تعريف الفِهْرِسْتُ (أو الفَهْرَسَةُ):
وأما الفِهْرِسْتُ أو الفَهْرَسَةُ): فقال أبو عبد الله الرهوني في طالعة «أوضح المسالك»: هو في الاصطلاح الكتاب الذي يجمع فيه الشيخ شيوخه وأسانيده وما يتعلق بذلك.
ولما قال النووي في «تقريبه» مقسماً أنواع الإجازة الأول أن يجيز معيناً لمعين كأجزتك البخاري أو ما اشتملت عليه فهرستي، قال السيوطي عليه في «التدريب»: أي جملة مروياتي.
وفي شرح الحافظ السخاوي عليه في المحل المذكور: الفهرسة بكسر أوله وثالثه ما يجمع فيه مروية، قال صاحب «تثقيف اللسان»: صوابها بالمثناة الفوقية.
قال صاحب «تثقيف اللسان» الصواب أنها بالمثناة الفوقية وقوفاً وإدماجاً وربما وقف عليها بعضهم بالهاء وهو خطأ، قال: ومعناها جملة العدد للكتب لفظة فارسية.
وفي «القاموس»: الفهرس - بالكسر - الكتاب الذي يجمع فيه الكتب بفهرسة، وقد فهرس كتابه.
وقال الزركشي في تعليقه على ابن الصلاح يقولون فهرسة بفتح السين وجعل التاء فيه للتأنيث، ويقفون عليها بالهاء، والصواب كما قاله ابن مكي في «تثقيف اللسان» فهرست بإسكان السين والتاء فيه أصلية، ومعناها في اللغة جملة العدد للكتب، لفظة فارسية.
واستعمل الناس فيها فَهرس الكتب يُفهرسها فهرسة مثل دحرج، إنما الفهرسة اسم جملة العدد، والفهرسة المصدر كالفذلكة، يقال فذلكة الكتاب إذا وقفت على جملته.
وقال الخوارزمي کتاب و دفاتر تذكر فيه الأعمال ويكون في الديوان وقد يكتب هو فيه أسماء الأشياء.
وفي «تاج العروس»: جمع الفهرسة فهارس. وقال أبو عبد الله الرهوني في أول «أوضح المسالك»: علم من اصطلاح القاموس أنه بكسر الفاء وسكون الهاء، وأما الراء فسكت عنها، فيحتمل أن لا تكون مكسورة فيكون من باب زبرج وهو الذي تحفظه، ويحتمل أن يكون بفتحها فيكون من باب درهم.
قال في «فتح الرحيم الرحمن»: هذا غفلة من اصطلاحه المقتضي كسرها، لأن اصطلاحه في الرباعي انه إذا عبّر فيه بالكسر فمراده كسر الحرف الأول والثالث كما إذا عبّر بالفتح والضم.
قلت: سبق عن السخاوي التصريح بكسر الراء فيها.
٤-تعريف البرنامج:
وأما البرنامج: فهو -كما في «القاموس» و «شرحه» - بفتح الموحدة والميم صرح به عياض في «المشارق» ، وقيل بكسر الميم ، وقيل بكسر هما ، كما في بعض شروح الموطأ: الورقة الجامعة للحساب. وعبارة المشارق زمام يرسم فيه متاع التجار وسلفهم وهو معرب نامه وأصلها فارسية.
وقال أبو عبد الله بن الطيب الشركي في «حواشيه على القاموس»: البرنامج من الألفاظ الفارسية التي عربتها العرب كما في غريب مختصر الشيخ خليل وغيره، وأطلقه المصنف فاقتضى انه بالفتح، وفيه تخليط إذ لا يدري ما يفتح فيه، والظاهر أنه بفتح الموحدة وسكون الراء وفتح النون والميم ، وكذا ضبطه بعض أهل الغريب.
وفي «فهرسة الشيخ أبي سالم»: الصواب فتح الميم في برنامج، وفيه لغة الكسر ، وصوب الفتح غير واحد من أهل اللغة، قاله في الديباج» باختصار.
وقال الهوريني: يرادف الفهرسة البرنامج، معرب، واستعمله ابن خلدون في «المقدمة».
قلت: يستعمله كثيراً أهل الأندلس، بمعنى الفهرسة، وبه سمى الحافظ ابن مرزوق فهرسته كما في «جنى الجنتين» له.
أقسام المشيخات
تنقسم المشيخات من حيث تأليفها وتخريجها إلى قسمين:
١ - ما يخرجها صاحب المشيخة لنفسه، مثل مشيخة المصنف هذه.
٢- ما يخرجها له شخص آخر، ويكون في الغالب من المعاصرين له، أو من تلامذته، مثل مشيخة الشمس البابلي المسماة بـ «منتخب الأسانيد في وصل المصنفات والأجزاء والمسانيد خرَّجها تلميذه عيسى بن محمد الثعالبي المغربي المكي، المتوفى سنة (١٠٨٠هـ).
فوائد الأسانيد المجموعة في الأثبات
قال العلامة الماهر الحاذق المحدث الفاضل الشيخ جمال الدين القاسمي الدمشقي رحمه الله تعالى، في كتابه «قواعد التحديث» ما نصه: «اعلم أن في تطلب أسانيد الكتب غاية للحكماء سامية، ألا وهي التَّشَوُّفُ إلى الرجوع إليها ومطالعتها، فإن العاقل إذا رأى حرص الأقدمين على روايتها بالسند إلى مصنفيها، علم أن لها مقاماً مكينا في سَماءِ العِرفان، فيأخذُ في قراءتها واقتباس الفوائد والمعارف منها، فيزداد تَنوُّراً وترقياً في سُلّم العلوم، فإن العلم قوام العالم، وعماد العُمران، وهو الكنز الثمين، والنُّخر الذي لا يفنى.
ومن فوائد أسانيد الكتب: حفظها من النسيان والضياع.
ومن فوائدها: نشر العلوم والمعارف وترويجها وإذاعتها بين الخاصة والعامة، ليقف عليها الطلاب.
ومنها: الترغيب والتشويق لمطالعة الكتب، فإن الرغبة في المطالعة من أكبر النعم التي خُصَّ بها نوع الإنسان.
ومن فوائدها: الدلالة على اعتبار الأولين لكتب العلم، والتنويه بشأنها وتَعْظِيمُ قَدْرها، وإعلائِها، فإن كتبهم تحمل علومهم ومعارفهم، وتُذِيعُها في الخافقين، وتُقَرِّبها من طلابها دانيةً القُطوف، قريبة الجَنَا.
والمرء يَفْخَر ويُنافِسُ أَقرانه إذا لقى رجلاً من كبار العلماء، وحادثه ساعة من الزمان فكيف إذا استطاع أن يُقيم معه، ويحادثه مدةً حياته؟
وهكذا مَنْ نَظَر في كتب الحديث، فهو مُحادِثٌ للنبي صلى الله عليه وسلم، ومُطَّلِعُ على هَدْيِهِ وأخباره، كما لو ساكنه وعاشره وشافهه، وما أقربَهُ وأيسره لمن رَوَى تلك الكتب ودَرَاها، ولذلك قال الترمذي عن «سننه»: «مَنْ كان في بيته، فكأنما في بيته نبي يتكلم».
وهكذا يقال في بقية الجوامع الحديثية، فاعلم ذلك.
وما أَرقَّ ما قاله الوزير لسان الدين ابن الخطيب في مقدمة كتابه «الإحاطة في أخبار غرناطة»!: «إن الله عز وجل، جعل الكُتُبَ لشوارد العلم قيداً، وجوارح اليراع تُثير في سهول الرقاع صَيْداً، ولولا ذلك لم يشعُر آتٍ في الخلق بذاهب، ولا اتصل موصول بغائب، فماتت الفضائل بموت أهليها، وأفلت نجومها عن أعين مُجتليها، فلم يرجع إلى خبر يُنقل، ولا دليل يُعقل، ولا سياسة تكتسب، ولا أصالة إليها يُنتسب فهدى سبحانه وألهم، وعلم الإنسان بالقلم ما لم يكن يعلم حتى ألفينا المراسم قائدة والمراشد هادية والأخبار منقولة، والأسانيد ولة، والأصول محررة، والتواريخ مقررة، والسير مذكورة، والآثار مأثورة، والفضائل من بعد أهلها باقية، والمآثر قاطعة شاهدة، كأن نهار القرطاس وليل المداد، ينافسان الليل والنهار في عالم الكون والفساد، فمهما طويا شيئا ولعا بنشره، أو دَفَنَا ذِكْراً دَعوا إلى نشره».
ثمرة رواية الكتب بالأسانيد في الأعصار المتأخرة
قال الحافظ ابن الصلاح: «أعلم أن الرواية بالأسانيد المتصلة، ليس المقصود منها في عصرنا وكثير من الأعصار قبله إثبات ما يروى، إذ لا يخلو إسناد منها عن شيخ لا يدري ما يرويه، ولا يضبط ما في كتابه ضَبْطا يَصلُحُ؛ لأن يُعتمد عليه في ثبوته؛ وإنما المقصود بها بقاء سلسلة الإسناد التي خُصت بها هذه الأمة زادها الله كرامة.
رواية ثبت العجلوني وغيره:
يقول الكتاني: أروي الأوائل العجلونية من طرق عديدة، نذكر منها روايته لها عن شيخه أبو النصر عن محمد عمر الغزي سماعاً عليه عن الشهاب العطار ومحمد سعيد السويدي عن العجلوني مؤلفها.
أسماء الكتب مرتبة على حروف المعجم:
(حرف الألف)
الأم للشافعي ١٣١
الإتقان للسيوطي ١٣٩
الأذكار والأربعون للنووي ١٤١
الإرشاد للمقري -إرشاد الساري =شرح البخاري للقسطلاني -الأربعون الصوفية للأصفهاني ١٤٢
الأربعون لابن المطهر ١٤٣
الأربعون للشحامي ١٤٦
الأربعون التساعية لابن جماعة ١٤٨
الأربعون المكية من أحاديث الفقهاء الحنفية للمرشدي -الأربعون لأبي بكر النيسابوري -الأربعون لأبي علي البكري -الأربعون لأبي العباس التنوخي ١٥١
الأسماء والصفات، للبيهقي وغيرها من مؤلفاته -الاستيعاب لابن عبد البر -أسد الغابة لابن الأثير -الأطراف لأبي مسعود الأندلسي ١٥٢
الأطول للعصام -أنوار التنزيل =تفسير البيضاوي ١٥٣.
(حرف الباء الموحدة)
البعث والنشور؛ لأبي داود السجستاني -البردة للبوصيري وسائر مؤلفاته ١٥٤
البحر للرويانيوسائر مؤلفاته -البحر للأبي حيان وسائر مؤلفاته -البهجة لابن الوردي وسائر تصانيفه ١٥٥
(حرف التاء المثناة من فوق)
الترغيب والترهيب للمنذري وسائر مؤلفاته -التبيان في المعاني والبيان للطيبي ١٥٧
التحرير وشرحه للقاضي زكريا -التدريب للبلقيني وسائر تواليفه -التنبيه للشيرازي ١٥٩
التبصرة لابن الجوزي -التبصرة والتذكرة في اصطلاح الحديث للعراقي -التوحيد لابن منده ١٦٠
التوحيد لابن خزيمة -التذكرة للقرطبي -تحفة المحتاج لابن حجر المكي -التوضيح شرح البخاري ١٦٢.
التنقيح والتوضيح لصدر الشريعة الحنفي ١٦٣.
(حرف الثاء المثلثة)
ثلاثيات الإمام البخاري ١٦٤.
ثلاثيات الإمام الدارمي ١٦٧.
(حرف الجيم)
الجامع المسند الصحيح للبخاري -الجامع الكبير والصغير وذيله للسيوطي ١٦٨
جمع الجوامع للسبكي -جامع الأمهات لابن الحاجب ١٦٩
جامع مسانيد أبي حنيفة لأبي المؤيد الخوارزمي ١٧٠
(حرف الحاء)
الحلية لأبي نعيم -الحاوي الصغير للقزويني -الحاوي للماوردي ١٧٣
حياة الحيوان للكمال الدميري ١٧٥
(حرف الخاء المعجمة)
الخلاصة للنووي -الخلاصة في النحو لابن مالك ١٧٦
(حرف الدال المهملة)
الدر المنثور للسوطي -الدرر الكامنة لابن حجر -دلائل الخيرات للجزلي ١٧٧
(حرف الذال)
ذم الكلام للهروي -ذم الملاهي لابن أبي الدنيا ١٧٨
الذرية الطاهرة ١٧٩
(حرف الراء المهملة)
الرسالة للشافي وقد تقدم -الرسالة للقشيري ١٨١
رياض الصالحين والروضة للنووي -الرسالة للقيرواني -رموز الكنوز للدميري ١٨٢
(حرف الزاي)
الزهد لوكيع ١٨٤
الزهد لأحمد ١٨٥
(حرف السين المهملة)
سنن أبي داود ١٨٦
سنن النسائي الكبير والصغير ١٨٧
سنن الترمذي -سنن ابن ماجه ١٨٩
سنن البيهقي ١٩٠
سيرة ابن هشام -سيرة ابن اسحاق ١٩١
(حرف الشين المعجمة)
الشريعة للآجري ١٩٣
الشمائل للترمذي ١٩٤
الشفا لعياض -الشاطبية للشاطبي ١٩٦
(حرف الصاد)
صحيح مسلم ١٩٨
صفة الصفوة لابن الجوزي وسائر مؤلفاته ١٩٩
(حرف الضاد المعجمة)
الضوء اللامع للسخاوي وسائر مؤلفاته -ضوء السراج لمحمد بن رسول البرزنجي وسائر مؤلفاته ٢٠١
(حرف الطاء المهملة)
الطرفة لابن عبد الهادي ٢٠٢
(حرف الظاء المشالة)
الظهيريرة للإمام ظهير الدين -ظهور النية في الأحاديث العسقلانية والظفر بمصال ح السفر لأبي المحاسن الصالحي وسئر مؤلفاته ٢٠٣
(حرف العين المهملة)
عمدة القاري للعيني -العمدة في الحديث لعبد الغني المقدسي ٢٠٤
العمدة لموفق الدين ابن قدامة -عمل اليوم والليلة لابن السني ٢٠٥
العاقبة للإشبيلي وسائر مصنفاته ٢٠٦
العهود للشعراني ٢٠٧
(حرف الغين المعجمة)
الغنية للجيلاني ٢٠٨
(حرف الفاء)
فتح الباري لابن حجر -الفتوحات المكية لابن عربي ٢٠٩
الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا -والفرج بعد الشدة للسيوطي - والفوائد للثقفي ٢١٠
الفروع لابن مفلح ٢١١
(حرف القاف)
القواعد لابن عبد السلام -القاموس لابن الأثير -القواعد لابن هشام ٢١٢
(حرف الكاف)
الكافية لابن الحاجب -الكافية في النحو لابن مالك -الكواكب الدراري للكرماني -الكنز في فقه الشافعية للبكري -الكشاف للزمخشري ٢١٣
(حرف اللام)
اللآلئ المنتشرة لابن حجر -اللباس للفريابي ٢١٤
(حرف الميم)
مسند الشافعي -مسند أبي حنيفة ٢١٥
مسند أحمد -موطأ مالك ٢١٦
معالم التنزيل للبغوي -المحرر للرافعي وسائر مؤلفاته -المشارق لعياض ٢١٧
المشارق للصَّغاني -مشكارة المصابيح للتبريزي -المهمات للإسنوي -المُطوّل للتفتازاني ٢١٨
المغني لابن هشام ٢١٩
(حرف النون)
النخبة وشرحها لابن حجر -النهاية في الفقه لإمام الحرمين -النهاية في غريب الحديث لابن الأثير -نهاية المحتاج للرملي ٢٢٠
(حرف الهاء)
الهداية في فقه الحنفية للمرغيناني ٢٢١
همع الهوامع في شرح جمع الجوامع للسيوطي ٢٢٣
(حرف الواو)
الوفاء في سيرة المصطفى لابن الجوزي ٢٢٤
(حرف الياء المثناة التحتية)
اليقين لابن أبي الدنيا ٢٢٥
المسلسلات الحديثية التي ذكرها العجلوني في كتابه
١-المسلسل بالأولية ٢٢٧
٢-المسلسل بقراءة وسورة الصف ٢٣٤
٣-المسلسل بالصوفية ٢٣٦
٤-المسلسل بالصوفية أيضاً ٢٣٩
٥-المسلسل بالصوفية أيضاً ٢٤٢
٦-المسلسل بفقهاء الشافعية ٢٢٤
٧-المسلسل بالسادة الحنابلة ٢٤٧
٨-المسلسل بالأئمة الحنفية ٢٤٩
٩-المسلسل بالسادة المالكية ٢٥٣
١٠-المسلسل بالنُّحاة ٢٥٥
١١-المسلسل بالمحمدين ٢٦١
١٢-المسلسل برواية نبينا محمد عن إبراهيم الخليل ٢٦٦
١٣-المسلسل بالدمشقيين ٢٦٨
١٤-المسلسل في فضل الشام وأهلها ٢٧٣
١٥-المسلسل بالمصريين السجل والبطاقة ٢٧٨
١٦-المسلسل بقول كل راوٍ: رحم الله فلاناً، فكيف لو رأى زماننا ٢٨٣
١٧-المسلسل بقول كل راوٍ: سمعتُ فلاناً يقول ٢٨٧
١٨-المسلسل بقول كل راوٍ: أشهد بالله لسمعتُ فلاناً يقول ٢٩٠
١٩-المسلسل بأشهد بالله وأشهد لله لقد أخبرني فلان ٢٩٣
٢٠-المسلسل بالمحبة ٢٩٦
٢١-المسلسل بالاتكاء ٢٩٩
٢٢-المسلسل بوضع اليد على الرأس ٣٠٢
٢٣-المسلسل بالمشابكة ٣٠٥
٢٤-المسلسل بالمصافحة ٣٠٨
٣٥-المسلسل بالشعراء ٣١٨
٢٦-المسلسل بالأخذ باليد ٣٢٢
٢٧-المسلسل بالمكيين ٣٢٥
٢٨-المسلسل بالمدنيين في أكثره ٣٣٠
٢٩-المسلسل بقراءة وسورة الفاتحة ٣٣٣
٣٠-المسلسل المروي عن الجن ٣٣٥
٣١-المسلسل بالصوالحة والحنابلة في أكثره ٣٤١
٣٢-المسلسل بالآخرية ٣٢٢
٣٣-المسلسل بكل راوٍ من بلد ٢٤٦
٣٤-المسلسل باثني عشر أباً في نسق واحد ٣٤٨
٣٥-المسلسل بالحسن ٣٥٢
٣٦-المسلسل بالرواة المبتدئين بحرف العين ٣٥٥
٣٧-المسلسل بالأخذ باللحية، وقول آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره ٣٥٨
٣٨-المسلسل بالسلام من نبينا على أمته يوم القيامة ٣٦١
٣٩-المسلسل بقول كل راوٍ: وكتبته وها هو في جيبي ٣٦٣
٤٠-المسلسل بختم المجلس بالدعاء ٣٦٧
ترجمة العلامة إسماعيل العجلوني -رحمه الله:
أولاً: اسمه ونسبه:
هو الشيخ إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي بن عبد الغني بن جراح، أبو الفداء العجلوني الدمشقي، نسبة إلى (عجلون) وهي موطن مولده، (الجراحي) نسبةً إلى جراح المذكور.
ولد الإمام العجلوني سنة (١٠٨٧ هـ) بعجلون (بالأردن)، ولذا نُسب إليها، واشتهر بهذه النسبة، ثم لما بلغ سن التمييز شرع في قراءة القرآن العظيم، حتى حفظه عن ظهر قلبه في مدة يسيرة، ثم قدم دمشق وعمره نحو ثلاثة عشر سنة تقريباً لطلب العلم، وذلك في منتصف شوال سنة (١١٠٠ هـ)، واشتغل على جماعةٍ أجلاء بالفقه والحديث والتفسير والعربية وغير ذلك.
ومن أسباب توجهه إلى طلب العلم أنه لما كان في بلاده، وكان صغيراً يقرأ في المكتب رأى في عالم الرؤيا أن رجلاً ألبسه جوخة خضراء مركبة على فرو أبيض في غاية الجودة والبياض، وقد غمرته لكونها سابغة على يديه ورجليه، فأخبر والده بالمنام، فحصل له بذلك السرور التام، وقال له: إن شاء الله يحصل لك يا ولدي من العلم الحظ الوافر، ودعا له بذلك.
ثانياً: أخلاقه وثناء العلماء عليه:
يقول المرادي: «وكان صاحب الترجمة حليماً، سليم الصَّدْرِ، سَالِماً من الغشّ والمقت، صابراً على الفاقة والفقر، وملازماً للعبادات والتهجد، والاشتغال بالدروس العامة والخاصة كافاً لِسانَهُ عَمَّا لا يعنيه، مع وجاهَةٍ نَيّرة، ولم يزل مستقيماً على حالته الحسنة المرغوبة، إلى أن مات».
وقال تلميذه الشيخ سعيد السمان في كتابه وقال في وصفه: «خاتمة أئمة الحديث، ألقَتْ إليه مقاليدها بالقديم والحديث. انقدح زناده فيه فأضاء، وشاع حتى ملأ الفضاء. آخذاً بطرفي العلم والعمل، متسنّماً ذروة عن غيره بعيده الأمل، يقطع آناء الليل تضرعاً وعبادة، ويوسع أطراف النهار من قراءة وإفادة، لا يشغله عن ترداده النظر في دفاتره مرام، ولا عن نشر طيها نقض ولا إبرام، مع ورع ليس للرياء عليه سبيل، وغض بصر عما لا يعني من هذا القبيل. وهو وإن كانت عجلون تربة ميلاده، فإن الشام تشرفت بطارف فضله وتلاده، فقد طلع في جبهتها شامة، وأرهف نصل فكرته بها وشامه؛ حتى صار هلاله بدراً، ومنازله طرفاً وقلباً وصدراً. فاستحثَّ عزمه نحو الروم، وقصد بها انجاز ما يروم، فأحلته بين السمع والبصر، وجنى غصن أمانيه واهتصر، وعلى ما به قوام معاشه اقتصر فآب ولم يخب مسعاه، وطرف الدهر بمقلة الارتقاء يرعاه. فأظلته قبة النسر المنيفة، وصار لمن سلفه خليفة، وأي خليفة فتغصُّ حلقته بالخاص والعام، فيملي على فتح الباري، ما يوضح خفايا البخاري بناطقة تسحر العقول بأدائها، وتسخرُ بالعقود ولألائها، ووجاهة ملء البصيرة والبصر، على مثلها الوقار اقتصر، وخلق ما شابه انقباض، وسجيَّة لم تنقد بإعراض، ولم يزل نسيج وحده تأليفاً وتقريراً، وحديثاً حسناً تسطيراً وتحريراً، حتى شرب الكأس المورود، وذوت من روض محاسنه تلك الورود، فتنفذ عليه البصر والدمع، وعمي البصر والسمع، بلَّ الله بالرحمة ثراه، فهو ممن أخذت عنه الإسناد، وأمدني بقراءتي عليه بما ينفع إن شاء الله يوم التناد».
وقال تلميذه العلامة الشيخ محمد بن أحمد السفاريني: «كان مُحدَّثُ الشَّام في زمننا».
وقال تلميذه أحمد بن عبيد الله العطار: «محدث الشام وعالمها، الزاهد الورع العابد الناسك».
وقال المرادي: «الإمام العالم الهمام الحجة الرحلة العمدة الورع العلامة كان عالماً بارعاً صالحاً مفيداً محدثاً مبجلاً قدوة سنداً خاشعاً له يد في العلوم لا سيما الحديث والعربية، وغير ذلك مما يطول شرحه ولا يسع في هذه الطروس وصفه له القدم الراسخ في العلوم واليد الطولى في دقائق المنطوق والمفهوم».
ثالثاً: تدريسه تحت قبة النسر بالجامع الأموي:
وفي سنة (١١١٩هـ) ارتحل إلى الرُّوم، فلما كان بها انْحَلَّ تدريس قُبَّةِ النَّسْرِ بالجامع الأموي، عن شيخه الشيخ يونس المصري بموته، فأخذه صاحب الترجمة، وجاء به إلى دمشق، واستقام بهذا التدريس إلى أن مات، ومدة إقامته من سنة ابتداء (١١٢١هـ) إلى أن مات، إحدى وأربعون سنة. وغلط من قال إن مدة درسه ثلاث وأربعون سنة.
* قبة النسر: هي قبة الجامع الأموي الكبير، أشهر قبة في مدينة دمشق، عمرت مع الجامع سنة (٨٦ هـ)، بأمر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان، واستغرق البناء عشر سنوات، ولبناء قبة النسر هذه قصة أوردها مؤرخ دمشق ابن عساكر في تاريخه (۲/ ۲۸-۳۰).أما عن تسمية قبة النسر بهذا الاسم، فكتب ابن بطوطة: قبة الرصاص التي أمام المحراب المسماة بـ «قبة النسر»، كأنهم شبهوا المسجد نسراً طائراً، والقبة رأسه، وهي من أعجب مباني الدنيا. معالم دمشق التاريخية» (ص٤٣٧). وهذه «القبة» كان يشترط للتدريس تحتها أعلم أهل العلم في الشام للتفصيل انظر: نتيجة الفكر فيمن درس تحت قبة النسر» (ص٩٦) *
رابعاً: شيوخه في هذا الثبت:
وقد أخذ العجلوني عن عدد من العلماء والمحدثين، أشهرهم:
١- الشيخ محمد أبو المواهب الحنبلي الدمشقي.
الإمام الأثري الشيخ أبي المواهب عبد الباقي الحنبلي المقرئ. كان شيخنا مثابراً على الطاعة من إقراء العلوم وسائر العبادات، آمراً بالمعروفِ وناهياً عن المنكر، لا يخافُ في الله لومة لائم.
تُوفي لثمان وعشرين ليلة خلت من شهر شوال من شهور سنة ست وعشرين ومئةٍ وألف عن نحو ثلاث وثمانين سنة، ودُفنَ بعد الظهر بتربة الدحداح، وكانت له جنازة مشهودة لم أرَ خلقاً في جنازة أكثر منها .
وله رسالة في قراءة حفص عن عاصم، وله أيضاً بعض كتابة على «صحيح الإمام البخاري بَنَى بها على كتابة لوالده عليه لم تكملا، كما أخبرني بذلك حفيده.
٢-الشيخ محمد الكاملي الشافعي الدمشقي.
الشيخ محمد الكاملي الشافعي، كان عديم النظير في فصاحة المنطق واستحضار المناسبات وكان الناس - لا سيما العامة - تزدحم على دروسه العامة.
تُوفي بدمشق الشام، خامس عشر ذي القعدةِ الحرام سنة إحدى وثلاثين ومئة وألف، وبلغ عمره سبعة - بموحدة بعد السين، وقيل بمثناة أوله - وثمانين سنة ودُفِنَ بتربة باب الصغير بقرب جامع جرّاح، وكانت جنازته حافلة.
٣-الشيخ عبد الغني النابلسي، والذي أجازه إجازة عامة.
مات في أواخر شعبان سنةَ ثلاثة وأربعين ومئةٍ وألف، وقد بلغ من العمر ثلاثة وتسعين ـ بالفوقية أوله - سنةً، وله رحمه الله تأليف كثيرة تزيد على مئتين، وكلُّها نافعة انتشرت في حياة مؤلّفها وعمَّ النفعُ بها، وقد رثاه أهل عصره بمراثي كثيرة منها ما لصديقنا اللوذعي الأديب الشيخ عبدِ الرحمنِ التركماني الشهير بالبهلول، وهي قصيدة طويلة جيدة، قال فيها مؤرخاً عام وفاته رحمه الله:
قال بالصدق وارد الحق بيتاً .. فيه قد لاحَ منـه تـاريـخـانِ
أوحد القومِ قطب هذا الزمان .. قد أصبنا بشمس هدى التجلّي
وقال بعضُهم فيه أيضاً:
لاقاهُ رِضوانُ الجنانِ بمرحباً .. طوبى له أرّخ وجاء لبّى الغني
ولصديقنا المرحومِ الفاضلِ الأريب الشيخ محمد سعدي العمري مؤرخاً لوفاته:
هواتف الغيثِ نادتنا مؤرخة .. بدرُ المعارفِ مِنْ أُفقِ العُلا أَفَلا
ولصديقنا العارفِ السيد مصطفى البكري رسالة في ترجمته.
٤-الشيخ الملا إلياس الكردي الدمشقي.
وهو إلياس بن إبراهيمَ الكُرْدِيُّ الشافعي، كان من عباد الله الصالحين، ومن العلماء العاملين الزاهدين، تُوفي رحمه الله تعالى بدمشق الشام بعد صلاة العصر يوم الأربعاء سادس عشر شعبان من شهور سنة ثماني وثلاثين ومئةٍ وألف ودُفِنَ صبيحةَ يوم الخميسِ عَقِبَ طلوع الشمس، بمقبرة بابِ الصَّغيرِ بقُربِ قبرِ الشيخ نصر المقدسي، وبلغ من العمر ما يزيد على مئة عام، كما أخبرني بذلك بعضُ الثقات من أهل الفضل التمام، بل نقل لي بعض آخرُ أنه سمع من شيخنا المذكور قبل وفاته بمدة يسيرة أنه قال: عمري مئة وسبع سنين.
وقد رثاه شيخنا عبد الغني النابلسي مؤرخاً وفاته بقوله:
قد كان في بلدتنا كامل .. وهو الإمام المفرد الواحد
شيخ العلوم إلياس نجم الهُدَى.. ومن هو الموجود والواجد
من بعده مـات التقى، أرخوا.. ومات إلياس التقى الزاهد
٥-والشيخ يونس الدمرداشي المصري.
مدرِّسُ البخاري قبلنا تحتَ القبة في الجامع الأموي، وعنه أخذتُ وظيفة التدريس المذكور لوفاته وانحلال الوظيفة عنه حينَ كنتُ بالديار الرومية في القسطنطينية المحمية، وذلك في أواخر عام تسعة عشر ومئةٍ وألف.
وقد مات شيخنا المذكورُ عن نيف وتسعين سنة، وقد حضرته في دروسه الحديثية للبخاري، وفي الفقهية والتفسيرية، وأجازني بسائر ما تجوز له روايته، لكن لم يتيسر لي كتابة إجازة منه رحمه الله تعالى، وكثير من مشايخه تقدموا آنفاً في إجازة شيخنا الملا إلياس.
٦-الشيخ عبد الرحيم الأزبكي.
وكان عالماً لا سيما في العلوم العقلية، وقرأتُ عليه في علم العقائد والهيئة، ولم يتيسر لي كتابه إجازة منه. وقرأتُ عليه شيئاً من أوائل صحيح البخاري.
مات سنة إحدى وثلاثين ومئة وألف يومَ الجمعة من شهر جمادى الأولى من تلك السنة.
٧-عبد الرحمن المجلد بن يحيى السليمي الحنفي.
مات بدمشق الشام سنة أربعين ومئةٍ وألف قيل: جاوز مئة سنة، ودفن بمقبرة الدحداح، وكانت له جنازة حافلة، وقد أجازني بسائر ما يجوز له روايته، ولم يتيسر كتابته لي بذلك.
٨-أحمد بن عبد الكريم الغزي الشافعي مفتي الشافعية في دمشق.
مات رحمه الله في أوائل شعبان سنةَ ثلاثة وأربعين ومئةٍ وألف، ودفن في مقبرة سيدي الشيخ أرسلان، قدس الله سره العالي القدر والشان، وكانت جنازته مشهودةً.
وبقي من الشاميين كثيرون ممن قرأتُ عليهم وانتفعت بهم، لكن لم يتفق لي إجازة منهم لا بالقول ولا بالكتابة وإن كانا ليسا بشرطين في جواز الرواية على ما تقدّم.
٩-إسماعيل الحايك مفتي الحنفية في دمشق.
مات في المحرم سنة ثلاث عشرة ومئةٍ وألف ودُفنَ بتربة باب الصغير بالقرب من سيّدنا أوس بن أوس الثَّقَفِيِّ الصحابي الجليل رضي الله عنه وعن سائر أصحابِ رسول الله أجمعين.
١٠-نور الدين الدسوقي الدمشقي.
مات سنة سبع ومئة وألف، في شهر ذي القعدة، في طريق الحاج في مرحلة الحسا، غفر الله لنا وله الذنوب والأسا.
١١-عثمان القطّان الدمشقي.
مات بدمشق الشام سنة خمسة عشر ومئةٍ وألف، عن نحو خمس وثمانين سنة.
١٢-عثمان بن محمد الشهير بابن الشمعة.
مات بدمشق سنة ستة وعشرين ومئةٍ وألف.
١٣-عبد القادر المجلد الحنفي.
مات بدمشق سنة خمس وثلاثين ومئة وألف، وكانت له جنازة حافلة، ودُفن بمقبرة مرج الدَّحداح.
١٤ -عبد الجليل بن أبي المواهب الحنبلي.
ومات سنة تسعة عشر ومئةٍ وألف ودُفِنَ بمقبرة مرج الدحداح، بالقرب من قبر جده الشيخ عبد الباقي.
١٥ - عبد الله العمري العجلوني.
ومات سنة اثنتي عشرة ومئةٍ وألف [ بدمشق الشام، ودُفن في مقبرة باب الصغير، بقرب قبر سيدي بلال الحبشي، الصحابي الجليل، رضي الله عنه].
١٦ - محمد بن محمد بن شرف الدين الخليلي ثم المقدسي.
ومات سنة ثمانية وأربعين ومئة وألف، ودفن ببيت المقدس.
۱۷ - شمس الدين الرملي الحنفي.
مات بالرملة سنة ثمانية وثلاثين ومئة وألف.
۱۸ - عبد الله بن سالم البصري المكي.
مات بمكة المشرفة سنة أربعة وثلاثين ومائة وألف.
١٩ - تاج الدين القلعي.
المفتي بمكة، المتوفى في سنة ستة وأربعين ومئةٍ وألف.
٢٠-محمد المكي الشهير بعقيلة:
له تصانيف كثيرة، منها" الإحسان"، وقد مات إلى رحمة الله تعالى سنة خمسين ومائة وألف، بمكة المشرفة.
٢١- محمد الوليدي المكي.
وقد مات رحمه الله تعالى في سنة أربعة وثلاثين ومائة وألف.
٢٢- محمد الضرير الإسكندري
له تصانيف عديدة منها: أنه فسّر القرآن العظيم بنحو عشر مجلدات نظماً. ومات بمكة في ذي الحجة سنة تسعة وأربعين ومئةٍ وألف.
٢٣-يونس المصري الدمرداشي
الشيخُ يونُسُ المصري، الدمرداشي طريقةً، فقد أجازني في منزله بمكة المشرفة لصيق الحزم. ومات بها سنة ثلاثة وأربعين ومائة وألف.
٢٤ - أبو الطاهر محمد بن إبراهيم الكوراني.
مات رحمه الله تعالى بالمدينة سنة خمس وأربعين ومائة وألف في شهر رمضان.
٢٥- الشيخ أبو الحسن السندي.
وله تصانيف كثيرة منها: شرح على البخاري» في مجلدين كبيرين، وقد أجازني في منزله بباب الرحمة بالمدينة الشريفة حين حججت. ومات بها سنة ألف ومئة وتسعة وثلاثين،.
٢٦- الشيخ أبو الطيب السندي.
الشيخ أبو الطيِّبِ السندي، مات بالمدينة المنورة، وله تصانيف عديدة أجازني بها وبما تجوز له روايته حين حجَجْتُ،
۲۷ -محمد بن رسول الكردي البرزنجي.
ذهب إلى الروم وعاد سريعاً، إلى المدينة سريعاً ومات بها أوائل قدومه إليها، ودُفِنَ في بقيع الغَرْقد.
۲۸ - الشيخ سليمان بن أحمد الرومي.
وهو واعظ جامع أيا صوفيا في إسلامبول، وقد توفي بها.
خامساً: تلاميذه والرواة عنه:
أذكر منهم الآن من وقفت عليه مرتباً لأسمائهم على حروف المعجم:
۱ ـ أحمد بن عبيد الله بن عسكر بن أحمد الحمصي الأصل الدمشقي المولد الشافعي، الشهير بالعطار (۱۱۳۸ - ۱۲۱۸هـ).
٢ - أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن زين الدين القادري، الحموي الأصل، الحلبي الحنفي، الشهير بالحلوي (١١٢٧ - ١١٩٥هـ).
٣- أحمد بن محمد الشافعي الباقاني النابلسي (١١١٨ - ١١٩٥هـ).
٤-أحمد بن محمد نجيب الأيوبي الأنصاري الحنفي الدمشقي (١١٣٢ - ١٢١٤هـ).
٥- حسن بن أحمد الشافعي الدمشقي، المعروف بالمغربل، توفي بعد سنة (١١٥٠ هـ).
٦- خليل بن محمد بن إبراهيم بن منصور الدمشقي الحنفي، الشهير بالفتّال (۱۱۱۷ -١١٨٦هـ ).
٧- سعيد بن محمد بن إسماعيل بن زين الدين بن بهاء الدين الشافعي الدمشقي، المعروف بالجعفري (۱۱۳۱ - ۱۱۸۳ هـ).
٨-سعيد (أو محمد سعيد) بن محمد بن أحمد السَّان الشافعي الدمشقي (۱۱۱۸ - ۱۱۷۲هـ).
٩- عبد الحي بن إبراهيم بن عبد الحي الحنفي الدمشقي، المعروف بالبهنسي (١١٣٥ - ١١٧٣هـ).
١٠- عبد الرحمن بن جعفر الشافعي الشهير بالكُردي، توفي سنة (١١٧٢هـ).
۱۱- عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن محمد الحنبلي البعلي الدمشقي، نزيل حلب (۱۱۱۰- ۱۱۹۲هـ).
۱۲ - عبد الرحمن بن عمر بن إبراهيم الشافعي الدمشقي، المعروف بالسفرجلاني، توفي سنة (١١٥٠ هـ).
١٣- عبد الرحمن بن محمد الكزبري الكبير (١١٠٠ - ١١٨٥ هـ).
١٤ - عبد الرزاق بن محمد بن عبد الرزاق بن عبد الحق الحنفي الدمشقي، المعروف بالبهنسي (١١٢٥ - ١١٨٩هـ).
١٥- عبد الفتاح بن مصطفى بن عبد الباقي بن عبد الرحمن بن محمد الشافعي الدمشقي، المعروف بابن مغيزل (١١٢٢ - ١١٩٥هـ).
١٦- عبد الكافي بن حسين بن عبد الكريم الحلبي الشافعي، الشهير بابن حمودة (١١٠٨ - ١١٨٦هـ ).
۱۷- عبد الكريم بن أحمد بن علوان بن عبد الله الشافعي الحلبي، المعروف بالشراباتي (١١٠٦ -١١٧٨هـ).
۱۸ -عبد الله بن الحسين بن مرعي بن ناصر الدين البغدادي الشافعي، الشهير بالسويدي (١١٠٤-١١٧٤هـ).
۱۹- علي بن محمد بن مراد بن علي الحنفي البخاري الأصل الدمشقي، المعروف بالمرادي (١١٣٢ - ١١٨٤هـ).
۲۰ـ محمد بن أحمد بن سالم بن سليمان السفاريني النابلسي الحنبلي أبو العون شمس الدين المتوفى سنة (۱۱۸۸ هـ ).
۲۱- محمد بن محمد بن خليل بن عبد الغني الشافعي العجلوني الأصل الدمشقي (۱۱۹۳-۱۱۲۸هـ).
٢٢- مصطفى بن أحمد بن محمد المعروف باللقيمي الشافعي الدمياطي (١١٠٥- ۱۱۷۸هـ ).
۲۳- مصطفى بن عبد الله بن محمود الكُردي الأصل العبدلاني الشافعي الدمشقي، الشهير بالكاتب (١١١٥ - ١٢٠٢هـ).
٢٤- مصطفى بن كمال الدين بن علي الصديقي الحنفي الدمشقي البكري (۱۰۹۹ - ١١٦٢هـ).
٢٥- مصطفى بن محمد بن رحمة الله بن عبد المحسن الأيوبي الأنصاري الدمشقي، الشهير بالرحمتي (١١٣٥ - ١٢٠٥هـ ).
٢٦- موسى بن أسعد بن يحيى بن أبي الصفا بن أحمد الحنفي الدمشقي، المعروف بالمحاسني، توفي سنة (۱۱۷۳ هـ).
٢٧- يحيى بن عبد الرحمن بن تاج الدين بن محمد بن أبي بكر بن موسى التاجي (١٠٩٥ - ١١٥٨هـ).
خامساً: مؤلفاته:
قسم تأليفه رحمه الله تعالى إلى قسمين: تام وغير تام، وسأذكر ذلك بجانب كل مصنف - إن شاء الله تعالى:
۱- «الأجوبة المحققة عن الأسئلة المفرقة»(تام)، منه نسخة خطية في المكتبة الظاهرية برقم (۹۲۸۱) ، ونسخة في جامعة برنستون الولايات المتحدة الأمريكية برقم (۲۹۰۵).
۲- «أربعون حديثاً مع كل حديث بعض الشعر»، منه نسخة في جامعة برنستون الولايات المتحدة الأمريكية برقم (۲۳۱۲) مجموعة جاريت في (٢٦) ورقة، وعنها صورة في الجامعة الأردنية شريط رقم (٢٧٦).
٣- «أربعون حديثاً منتقاة من مشيخة كمال الدين ابن حمزة».
٤- «إرشاد المسترشدين لفهم الفتح المبين على شرح الأربعين النووية لابن حجر المكي» (غير تام)، منه نسخة في المكتبة المركزية في الرياض، برقم (٦٣٧٤ / ف).
٥- «إسعاف الطالبين بتفسير كتاب الله المبين» (غير تام).
٦- «أسنى الوسائل بشرح الشمائل» (غير تام).
٧- «إضاءة البدرين في ترجمة الشيخين» (تام)، طبع بتحقيق فراس بن خليل مشعل، وسفیان بن عايش بن محمد، سنة (١٤٢٣هـ).
٨- «البسط التام في الرحلة لبعض بلاد الشام» منه نسخة مصورة في مركز المخطوطات والتراث والوثائق، الكويت برقم (١٩-٠٩-) في (٥٩) ورقة.
٩- «تاج الملوك النفيس بترجمة الإمام الشافعي محمد بن إدريس (تام) منه نسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق برقم (١٦٥٩) في (۷۷) لوحة، وتاريخ نسخها (۱۲۸۱هـ).
۱۰- «تحريك السلسلة فيما يتعلق بالزلزلة»، طبع بتحقيق سفيان بن عايش بن محمد، دار ابن الجوزي عمان الأردن، سنة (١٤٢٥هـ).
١١ - «تحفة أهل الإيمان فيما يتعلق برجب وشعبان ورمضان» (تام).
١٢ - «حلية أهل الفضل والكمال باتصال الأسانيد بكمل الرجال» (تام)، وهو هذا الثبت الذي بين يديك.
١٣- «تنوير لب الألباب بتحرير الأنساب».
١٤- «ديوان الشعر» منه نسخة في جامعة برنستون الولايات المتحدة الأمريكية برقم (٤٦٧٠) مجموعة أحاديث ضمن مجموع (١٦٦ - ١٤٠) في (٢٥) ورقة، وعنها مصورة في الجامعة الأردنية شريط رقم (١١٤٨).
١٥- رسالة تشتمل على وصف حج قام به إسماعيل العجلوني في سنة (١١٥١هـ). مكتبة تشستربيتي - دبلن بايرلندا برقم ٤٩٠٧ ) ضمن مجموع ١ - ٨٤)، وعنها مصورة في الجامعة الأردنية بنفس الرقم.
١٦- شذى الروض البديع المدرك». مكتبة تشستربيتي - دبلن بأيرلندا برقم (٤٩٠٧ - ٩) ضمن مجموع (٦٩) - ٧٥) في (٧) ورقات، وعنها مصورة في الجامعة الأردنية بنفس الرقم.
۱۷- «عرف الزرنب بترجمة سيدي مدرك والسيدة زينب» (تام).
۱۸- «عقد الجوهر الثمين بشرح الحديث المسلسل بالدمشقيين» (تام).
١٩- «عقد الجوهر الثمين في أربعين حديثاً من أحاديث سيد المرسلين» (تام)، منه عدة نسخ في المكتبة الظاهرية بدمشق وهي برقم (۱۲۱٥، ١٢٢۲۲، ٤٤٦٨، ٥٥٨٤، ۱۱۳۳ .. عام)، ونسخة في مكتبة الأوقاف العامة في بغداد برقم (٢- ٦٥٩٠) في (٣٤) ورقة كتبها عبد الرزاق بن محمد أمين الأفغاني في سنة (١٢٦٣هـ)، ونسخة في جامعة برنستون الولايات المتحدة الأمريكية برقم (۹۹) مجموعة جاريت في (١٦) ورقة، وعنها مصورة في الجامعة الأردنية شريط رقم (٨٥).
وقد شرح هذا الكتاب علامة الشام جمال الدين بن محمد سعيد القاسمي رحمه الله -المتوفى سنة (۱۳۳۲هـ ) شرحاً وافياً سماه «الفضل المبين على عقد الجوهر الثمين»، وقد طبع هذا الشرح في بيروت، عن دار النفائس بتحقيق الأستاذ عاصم بهجة البيطار.
۲۰- «عقد اللآلي بشرح منفرجة الغزالي» (غير تام).
۲۱- «عقد اللآلئ والمرجان في مناقب أبي حنيفة النعمان» (تام)، منه نسخة في جامعة برنستون الولايات المتحدة الأمريكية برقم (٤٢٢٥) مجموعة يهودا.
٢٢- «عقد اللآلئ والزبرجد في ترجمة الإمام أحمد» (تام)، طبع بتحقيق وتعليق الأخ محمد بن ناصر العجمي، في دار البشائر الإسلامية، بيروت سنة (١٤٢٦هـ).
۲۳- «فتح المولى الجليل على أنوار التنزيل البيضاوي» (غير تام)
٢٤ - «الفوائد الدراري بترجمة الإمام البخاري» (تام)، منه نسخة في مكتبة الجامعة، بيروت رقم (۷۳۹)، ونسخة في مكتبة البلدية، الإسكندرية برقم (١١٤ تاريخ)، ونسخة أخرى في مكتبة خدابخش بتنه بالهند برقم (٢٤٢١) وعنها مصورة بمعهد المخطوطات برقم (١١٥٥ تاريخ).
٢٥- «الفوائد المحررة بشرح مسوغات الابتداء بالنكرة» (تام)، منه نسخة في دار الكتب المصرية، القاهرة برقم (١٤٨/٢)، ونسخة أخرى في المكتبة الأزهرية، القاهرة برقم [٣٢٩٣] عروسي ٤٢٦٢٠.
٢٦- «الفيض الجاري بشرح صحيح البخاري» (غير تام)، قال في «الأعلام» (١/ ٣٢٥): الفيض الجاري في شرح صحيح البخاري (خ) ثمانية مجلدات منه بخطه في مكتبة زهير الشاويش ببيروت كتبها سنة (١١٥٣هـ) ولم يتمه) . انظر مخطوطات الكتاب في «الفهرس الشامل للتراث - الحديث» (٢/ ١٢٢٥).
۲۷- «كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس» (تام). قد طبع في مؤسسة الرسالة ببيروت، في مجلدين بتحقيق الأستاذ أحمد القلاش رحمه الله تعالى. ۲۸- «الكواكب المنيرة المجتمعة في تراجم الأئمة المجتهدين الأربعة» (تام)، منه نسخة في جامعة برنستون الولايات المتحدة الأمريكية برقم (٢٣٥) في (٢١٠) ورقة، و تاریخ نسخه (۱۲۰۲هـ).
۲۹ـ- «كناش مسودات العجلوني بأوله مسودات تراجم لبعض الصحابة»، منه نسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق برقم (٤٤٤٤) - عام) في (١٥٠) ورقة، وتاريخ نسخه (١١٥٠هـ).
۳۰- «مختصر تاريخ دمشق»، منه نسخة بخط المصنف في توبنجن، ألمانيا برقم (٦)، وعنها مصورة بمعهد المخطوطات القاهرة برقم (۱۲۰۸).
۳۱- نصيحة الإخوان فيما يتعلق برجب وشعبان ورمضان» (تام)، منه نسخة في جامعة برنستون الولايات المتحدة الأمريكية برقم (۲۳۱۲) مجموعة جاريت في (۳۷) ورقة، وعنها مصورة في الجامعة الأردنية شريط رقم (٢٧٦)، ونسخة أخرى بالمكتبة الأزهرية، القاهرة برقم [١١٥٧] حليم (٣٤٢١٣).
سادساً: وفاته
وكانت وفاته رحمه الله تعالى بدمشق في محرم الحرام افتتاح سنة (١١٦٢هـ)، ودفن بتربة الشيخ أرسلان الدمشقي رضي الله عنه، وقد رثاه تلميذه موسى بن أسعد المحاسني، بقصيدة مطلعها:
ليس يغتر بالزمان خليل … فالأماني شموسهن أفـول
ونفوس الأنام في غمرات … والمنايا كوسها تنقيل
إن كست أنكست وإن هــي … أن حلت انحلت كفاك القيل
والمرائي أعراضها ليس تبقى …بزمانين عن قليل تزول
كم إمام قد غرّ بالعيش فيها …والمنـايـا بســاحـتـيــه نـزول
كل نفس تذوق كأس مـمــات … ليس تفدى ولا يراد بديل
(ومنها):
فاعتبر أيها اللبيب بقـوم .. قد قضوا نحبهتم بهم تمثيل
كالإمام الهمام مفرد عصر .. لعلوم شتى كذاك الأصول
عالـم عـامـل تقي نقي … ومبرءاً عما يقول الجهول
سيبويه الزمان نحواً وصرفـــاً … وبياناً كالسعد حين يقول
أشرقت شمسه بأنــواع لـطـف … فاستنارت منازل وطاول
كوثر العلم شرحه للبخاري …وعليه للطالب التعويل
وله غیره مآثر شتی .. وعليها من فيض علـم قبـول
(ومنها)
فهنيئاً لمن ثوى بضريح .. فيه روح وفيه ظل ظليل
قدس الله روحه وحبـاه ..في جنان الفردوس طاب المقيل
وكساه فيه ملابس خضر .. وبهذا الفخار جرّت ذيول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق