نصوص حديثية في الثقافة العامة
جمع وتصنيف محمد المنتصر الكتاني
تأليف محمد ناصر الدين الألباني
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ هذا الكتاب هو بحوث حديثية علمية، في نقد كتاب وضعه الأستاذ الشيخ محمد المنتصر الكتاني -لطلاب كلية الشريعة، وكان إذا أراد إيراد حديث خرّجه تخريجاً مبتوراً -على حدّ تعبير الألباني -رحمه الله، من غير بيان صحته من ضعفه، وقد نشرت هذه النصوص في مجلة التمدن الإسلامي، المجلد (٣٣ و٣٤)، وكان جُلُّ انتقاد الإمام الألباني -رحمه الله -على الكتاب ينصب على نهج المؤلف في انتقاء الأحاديث وتخريجها، ومن ثمَّ عدم تطبيق قواعد علم المصطلح عليها.
ولعل الشيخ الكتاني كان متأثراً ببعض من سبقه في هذا الميدان مثل الشيخ منصور علي ناصف في كتابه (جامع الأصول الخمسة)، وغيره.
والكتاب من الناحية الحديثية قيّمٌ جداً، ولا غبار عليه، ولكن لا يمتنع على الفقيه والمحدث الاستدلال ببعض ما جاء فيه من الأحاديث الضعيفة على بعض الأحكام الشرعية -مع مراعاة الضابط في ذلك؛ لأن المعاني الصحيحة أوسع دائرة من الألفاظ الثابتة، ونحن نتفهم مقصد الألباني -رحمه الله -من بيان درجة هذه الأحاديث، نصحاً للقارئ الذي يتناول هذه المادة بالدراسة، وليس أنه يمنع من إيرادها مطلقاً.
ومعلوم أنه قد يستدل بالحديث الضعيف في أبواب الرقائق والأخلاق والأذكار والسير، فيمكن للفقيه أن يستدلّ ببعض ما يردُّه المحدث ويضعفه -ومعه الحق في ذلك، لأنه استعمل مادة الفقه والاستباط من الحديث، أو رأى أن له أصلاً صحيحاً من الكتاب والسنة، وليس المقام هنا إيراد تلك المعاني أو التخريجات الفقهية، ولكن يمكننا ذكر بعض تلك الأمور للاستئناس مثل: (استعمال السّبحة، الدفُّ للرجال، ..) وغير ذلك من المسائل.
وقد وضع الألباني -رحمه الله -لأهم الملاحظات على الكتاب في خطوط عريضة:
١ - أورد الألباني أحاديث كثيرة واهية، سكت عنها الكتاني، ولم يبين ضعفها، وبذلك يتوهم الطلاب صحتها (=وعدتها ٣٥ خمسةٌ وثلاثون حديثاً)، على أن بعضها مما ضعفه المصدر نفسه الذي عزا إليه الحديث لكنه لم يتم النقل عنها، وهذا أبعد ما يكون عن الغاية من علم الحديث، وفي كلية الشريعة.
٢ - أطلق العزو للبخاري في بعض الأحاديث، فقال "رواه البخاري" وهي عنده معلَّقة، وبعضها مما لا يصح إسناده (=وذكر لذلك ٣ ثلاثة أحاديث)، وبذلك يتوهم القراء أنها صحيحة على شرط البخاري في "الصحيح" وليست الحال كذلك، وعكس ذلك في بعض آخر، فقال «رواه البخاري معلقًا» وهو عنده موصول!
٣- عزى أحاديث إلى بعض "السنن الأربعة" بينا جاءت في "الصحيحين" أو في أحدهما موصولة لا معلقة، وهذا مما لا يجوز، لأن العزو للسنن لا يفيد الصحة، بخلاف العزو لـ"الصحيحين" أو أحدهما (=وذكر لذلك ٨ ثمانية أحاديث)، ففي ترك العزو إليهما إلى العزو إلى غيرهما، ما يوهم عدم إخراجهما إياه، فضلًا عن تشكيك الطلاب في صحة الحديث، لأن السنن فيها الصحيح والضعيف كما هو معلوم.
٤ - عزا أحاديث إلى "الصحيحين" وغيرهما من الستة، وهي ليست عندهم على خلاف ما صنع في الفصل السابق، وعزى إلى من ليس من "الستة" ولا من هو من الأئمة، مع كون الحديث عند بعض أئمة الستة، وعزى حديثًا آخر لصحابي وهو لغيره! وساق زيادة في حديث صحيح لا يعرف لها أصل، والمصدر الذي عزاها إليه مما لا يوثق به!
٥ - ترجم لأحاديث كثيرة بما لا تدل عليه(=وبعضها معاني مُحدثة وغريبة، وذكر لذلك ١١ أحد عشر حديثاً).
٦ - أورد أحاديث كثيرة لا يترتب عليها اليوم كبير فائدة، بل هي مما يستغله بعض ذوي الأهواء والبدع (= وذكر لذلك ٦ ستة أحاديث)، مع أن غالب تلك الأحاديث خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يصح أن يقاس به أحد من المشايخ، فإذا كان غرض الأستاذ صاحب الكتاب من إيرادها مجرد التعريف بها ومبلغ تعظيم الأصحاب الكرام لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان من تمام التأليف التنبيه إلى ذلك.
أولاً: أطراف الأحاديث الضعيفة التي أوردها الكتاني في كتابه:
(أي هؤلاء الثلاث نزلت فهي دار هجرتك: المدينة، أو البحرين، أو قنسرين)
(فبينا أنا عنده يومًا وهو على سرير له، ومعه كيس فيه حصى أو…، وهو يسبح بها).
(أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله، من أصاب من هذه القاذورات).
(الحناء، والتعطر، والسواك، والنكاح من سنن المرسلين).
(أن رقيقًا لحاطب سرقوا ناقة لرجل من مزينة فانتحروها، فرفع ذلك إلى عمر…).
(... أنا فئة المسلمين).
( اذهب بنا إلى هذا النبي ..فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فقبلا يده ورجله).
(والله ما رأيته عريانًا قبله ولا بعده، فاعتنقه وقبله).
(كنت أغدو مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى يوم الفطر..).
(الإسلام يعلو ولا يعلى، ويزيد ولا ينقص).
(خيركم المدافع عن عشيرته ما لم يأثم).
(العصبية … أن تعين قومك على الظلم).
(هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد موتهما فقال: نعم…).
(وامرأة .. حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا).
(أن حشرج بن زياد خرجت جدته أم أبيه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم).
(ابنك له أجر شهيدين، قالت: ولم؟ قال لأنه قتله أهل الكتاب).
(ما نحل والد ولدًا من نحل أفضل من أدب حسن).
(أعلنوا هذا النكاح، واجعلوه في المساجد، واضربوا عليه بالدفوف).
(ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال: بيت يسكنه …).
(المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر…).
(وسألته عما يحمى من الأراك؟ قال: ما لم تنله أخفاف الإبل..).
(الجهاد واجب مع كل أمير، برًّا كان أو فاجرًا).
(اعتموا تزدادوا حلمًا..).
( أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه…).
(لا يكن أحدكم إمعة، يقول: أنا مع الناس…).
(حسن الملكة نماء، وسوء الخلق شؤم).
(..فإن من ورائكم أيامًا الصبر فيهن مثل القبض على جمر، للعامل فيهن أجر خمسين..).
(الدعاء بعد التشهد: ألف اللهم على الخير قلوبنا، وأصلح ذات بيننا..).
(سئلت عائشة: أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة)
(إن من البيان سحرًا، وإن من العلم جهلًا، ومن الشعر حكمًا، وإن من القول عيالًا).
(إن الله خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم، وخير الفريقين..).
(أن رسول الله اشترى حلة ببضعة وعشرون قلوصًا فأهداها إلى ذي يزن).
(خصلتان لا تجتمعان في مؤمن: البخل وسوء الخلق).
(من قال حين يمسي: رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًّا..).
(كان من دعاء داود يقول: اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك..).
ثانياً: ما عزاه للبخاري مطلقًا وهو عنده معلق:
(أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلمت له كتاب اليهود).
(لي الواجد يحل عرضه وعقوبته).
(من أفطر يومًا من رمضان من غير رخصة ولا مرض ..).
ثالثا:ً عزوه الحديث لبعض "السنن" وهو في "الصحيحين" أو أحدهما:
(ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تبارك وتعالى يتلون كتاب الله عز وجل..).
(أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. …).
(إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه فهما في النار..).
(لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض).
(لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا..).
(هل عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا لم يعهده إلى الناس عامة؟).
(من قال حين يصبح أو حين يمسى: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني..).
رابعاً: عزوه الحديث إلى غير مخرجه، وإلى من غيره أولى بالعزو منه من غير الستة
وإلى غير صحابيه، وضمه إليه زيادة من مصدر غير موثوق:
(ما رأيت أحدًا أشبه سمتًا ودلًّا وهديًا برسول الله في قيامه وقعوده من فاطمة ابنته).
(من أعطى زكاة ماله مؤتجرًا فله أجرها، ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله..).
(ما من أحد يسلم علي إلا رد الله تبارك وتعالى علي روحي..).
(إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا، فقالت: نذرت، وجعلت تضرب -يعني بالدف).
خامساً: ترجمته للحديث بما لا يدل عليه.
(خير الناس قرني..) على أن الصحابة خيرة الله من الناس.
(إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله) على جواز أخذ الأجرة على التعليم.
(ثم ذكر حديث البراء في ضرب عنق الذي عرس بامرأة أبيه) على أن الذنب المضاعف عقابه الموت.
(إنه ليس بدواء ولكنه داء) على تحريم التداوي بالخمر وما في معناها.
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلت عليه فاطمة قام إليها وقبلها) على جواز القيام للقادم، ولفظ الحديث (قام إليها) وليس كما أورده بأنه (قام لها)، والمعنى: أنه كان يذهب إليها ليستقبلها.
(قام النبيُّ -خطيبًا، فلم يدع شيئًا يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به)، وهذا الحديث استوفى فيه كل حكم إلى يوم القيامة.
(من كان لنا عاملًا فليكتسب زوجة…)، وفيه أن العامل في الدولة زوجة وخادم ومسكن.
(نذرت إن رد الله نبيه سالمًا أن تضرب بين يديه بالدف وتغني)، على جواز ضرب الدف والغناء بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال …)، وفيه دليل على أن في فضول الأموال حق للغير.
(من كان معه فضل ظهر، فليعد به على من لا ظهر له)، وفيه أنه لا حق لأحدنا في فضل مال.
(لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب…)؛ للدلالة على بترول العراق.
سادساً: إيراده أحاديث لا يترتب على معرفتها اليوم كبير فائدة:
(أنه عليه الصلاة والسلام توضأ وتمضمض ثم صبه في أدواة لهم).
(أن يهوديين قبلا يده صلى الله عليه وسلم ورجله)!
(عتق الجواري ثم الزواج بهن).
(ليقل المالك فتاي وفتاتي).
(من لطم مملوكًا فكفارته عتقه).
(الجهاد واجب مع كل بر وفاجر).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق