أرشيف المدونة الإلكترونية

الجمعة، 30 سبتمبر 2022

الخصائص العامة للاقتصاد الإسلامي وأهم المبادئ التي تحكمه تأليف الباحث: توفيق أزرق Tawfik Azrak

الخصائص العامة للاقتصاد الإسلامي وأهم المبادئ التي تحكمه

تأليف الباحث: توفيق أزرق Tawfik Azrak

اعتنى به: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


خلصَ هذا البحث إلى أن:

* الاقتصاد الإسلامي: هو عبارة عن مجموعة من القواعد الاقتصادية التي تؤطرها قواعد الشريعة الإسلامية ليتم تطبيقها داخل المجتمع الإسلامي.

* ويتم استنباط كافة الأحكام المتعلقة بالنظام الاقتصادي الإسلامي من مصادر التشريع وهي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

* وقد بين الباحث في هذا البحث أن عقيدة الاقتصاد الإسلامي تقوم على مبدأ (أن المال مال الله والإنسان مستخلَفُ فيه)، وبذلك فالإنسان مسؤول عن هذا المال كسباً وإنفاقاً أمام الله في الآخرة، وأمام الناس في الدنيا، وبالتالي لا يجوز أن يكتسب المال من معصية أو أن ينفق في حرام أو فيما يضر الناس.

* بين البحث أيضاً أن من أهم المبادئ العامة للاقتصاد الإسلامي:

١-مبدأ الملكية المزدوجة.

٢- ومبدأ الحرية الاقتصادية.

٣- ومبدأ العدالة الاجتماعية.

* وأن أهم خصائص الاقتصاد الإسلامي:

١-مبدأ التكامل والشمول.

٢- ومبدأ الارتباط بالقيم الأخلاقية.

٣- ومبدأ الربانية.

٤-ومبدأ الرقابة المزدوجة.

٥- ومبدأ التوازن بين الروح والمادة.

٦ + ٧ + ٨- بالإضافة إلى مبادئ العالمية والواقعية والعدالة. التي تشكل الركن الأساس للاقتصاد الإسلامي.

* وبناء على ما تقدم، خلصت الدراسة إلى النتائج والتوصيات التالية:

١-الإسلام دين رباني مميز عن غيره من الأنظمة الإنسانية يستقي قوانينه وأحكامه من القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى المنزل وسنة نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

٢-الاقتصاد الإسلامي قائم على الواقعية يصلح لكل زمان ومكان يمكنه معالجة الأزمات الماليةَ والاقتصادية في دول العالم كافة.

٣-ينبغي على المسلمين تحري تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية الغراء في العبادات والمعاملات المالية وتجنب الغش والاحتكار المنبوذ وغيرها من المحرمات الشرعية حتى تزدهر اقتصاداتنا الإسلامية ويفتح الله لنا بركات السماوات والأرض.

٤-ينبغي على الدول الإسلامية التوحد في تطبيق أحكام الاقتصاد الإسلامي وإيجاد فرق من المختصين الخبراء لدراسة مواطن الضعف والقوة فيه بغية الاستفادة العظمى من أحكامه وبما يحقق الغاية المرجوة لمصلحة الدول الاسلامية.

٥-ينبغي زيادة الاهتمام ببرامج الاقتصاد والتمويل الإسلامي للدراسات العليا في الجامعات الحكومية والخاصة في الدول الإسلامية مما يعزز هذه الصناعة ويدفعها نحو النمو بوتيرة أسرع.

٦-ينبغي زيادة البحث العلمي في علوم الاقتصاد الإسلامي للحد من الأزمات المالية العالمية وتخفيف تبعاتها والمساهمة في حلها، مع التأكيد على أن الاقتصاد الإسلامي أفضل النظم للوقاية من ظهور مثل هذه الأزمات.

٧-ينبغي حث المؤسسات المالية الإسلامية بكافة أشكالها على وضع سياسات خاصة بها لزيادة المساهمة بالمسؤولية الاجتماعية التي أوصانا بها رسولنا الكريم مراعية في ذلك رسالتها النابعة من روح التعاون الإسلامي.

والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين




مقاصد السور القرآنية عرض ودراسة د. شافي سلطان العجمي بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

مقاصد السور القرآنية عرض ودراسة

د. شافي سلطان العجمي

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ لا شك أن البُلغاء يُشيرون في مقدماتهم إلى مقصدهم من النظم والتأليف، فيأتي كلامهم تاماً من حيث الدلالة والمدلول، ولقد جاء القرآن على أكمل وجه من أوجه البلاغة والبيان، {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (الزمر: ٢٨)، والمقاصد جمع مقصد، وهو الغاية والأساس والغرض، وعلم مقاصد السور هو علم يعرف به غرض كل سورة، والموضوع الأساس الذي تقرره وتدور حوله. وفائدة هذا العلم هو أن معرفة مقصود السورة وتبين المراد منها يجعلها قريبة للفهم، مُعينة على العمل بها.

وقد كان المفسرون المتقدمون مقلين في بيان مقاصد السور لظهورها وعدم خفائها، كذلك لم تكن الحاجة داعية للبحث في هذا الموضوع في زمانهم، وأن توجه همة المفسرين كانت إلى الأسانيد والقراءات والأقوال من الإشكالات وحلها، وقد ظهرت العناية بشكل واضح في مقاصد السور في منتصف القرن الثامن الهجري، وكثر عندهم هذا اللون المقاصدي لسببين:

السبب الأول: أن العلوم في هذا العصر قد بلغت حد النضج والنهاية في حين أن علم التفسير لم يحظ بما حظي به غيره من العلوم من التأصيل والتقعيد والترتيب، فصارت همة المفسرين مقبلةً نحو هذا الفن لتكمليه وتتويجه بذكر المقاصد.

السبب الثاني: أن الحديث عن مقاصد الشريعة صار له شأن، ولا سيما عند العز ابن عبد السلام والشاطبي، فألفت القواعد والموافقات وغيرها، ولا شك أن الفهم المقاصدي للشريعة أصلٌ لمقاصد السور.

وأما في زماننا فقد اعتنى العلماء بهذا الفن اعتناءً كبيراً، من حيث التأصيل، والترتيب، وبيان طرقه، ونحو ذلك.

وهذا البحث يتناول مقاصد السور من حيث بينا أهمية هذا العلم، وأهمية تدبر كلام الله تعالى، وتعريف مقاصد السور وعلاقة المقاصد بالأهداف والمواضيع والتفسير الموضوعي، وبيان تاريخ علم مقاصد السور.

وذكر أن أول ظهور لهذا العلم كان في عهد الصحابة، ثم التابعين، ثم ظهر ذلك جلياً في كتب المفسرين لكن تبعاً لأسباب النزول، وبيان الإعجاز في الآيات، ولعل أول مصنفٍ وصلنا في هذا العلم هو لأحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي (البرهان في تناسب سور القرآن)، ثم جاء بعد ذلك ابن تيمية وبعده ابن القيم في مؤلفاتهما، وبعده الفيروز آبادي في (بصائر ذوي التمييز)، وبعده البقاعي في (نظم الدرر في بيان تناسب الآيات والسور)،وسيد قطب في كتابه (في ظلال القرآن) وذكر أمثلةً لكل واحدٍ منهم.

ثم ذكر المصنف الأدلة النقلية والعقلية على وجود علم المقاصد، فذكر الأدلة التي تحث على تدبر آيات الكتاب، وإثبات الحكمة واسم الحكيم لله عز وجل، وذكر طرق الكشف عنها: 

أما الطريقة الأولى، فهي الاستقراء، وذلك بمعرفة المعنى العام الذي تدور حوله السورة، من خلال الأمر أو النهي أو الوعد أو الوعيد، وضرب لذلك مثالاً على معرفة مقاصد السور بطريق الاستقراء في سورتي البقرة وآل عمران.

الطريقة الثانية: بمعرفة أسباب النزول، وذكر معنى سبب النزول، وعلاقة سبب النزول بمقاصد السور، وضرب أمثلة على مقاصد السور التي تُعرف بطريق سبب النزول: العنكبوت، والحشر، والمطففين.

الطريقة الثالثة: الإيماء أو الإشارة، وذلك من خلال الربط والتناسق الموضوعي بين المقدمات والأواسط ونهاية السورة، وضرب لذلك مثلاً بسورة هود، وسورة النحل، وسورة النجم.

الطريقة الرابعة: التكرار، وذلك من خلال تكرار الكلمة، أو الآية، أو الموضوع، وضرب لذلك مثلاً بسورة التوبة، وسورة البقرة، وسورة الشعراء والرحمن والمرسلات، وتكرار المال في سورة النساء والأطعمة في سورة المائدة، وتكرار الغنائم في سورة الأنفال.

الطريقة الخامسة: معرفة أسماء السور، لأن الاسم يدل على مسماه، ويمكن به تمييزه عن غيره، واسم السورة يدل على معانيها المتضمنة فيها، فهو كالعنوان لها، سواء كانت هذه الأسماء توقيفية أم اجتهادية، وضرب لذلك مثلاً بسورة الفاتحة، والإخلاص، والفيل، والزلزلة، والواقعة، والبينة، ويشمل السور التي اشتهرت باسم حادث فيها، كسورة البقرة، وآل عمران، والمائدة،ـ والأعراف، والأنفال، والتوبة، وهود، ورعد، وإبراهيم، والحجر، والنحل، والكهف، والإسراء، وغير ذلك، وأكثر سور القرآن من هذا النوع.

الطريقة السادسة: تنقيح المناط: ويُقصد به الاعتناء بصلب الموضوع دون النظر في الاستطرادات والتعليقات الواردة في السورة، وهذه الاستطرادات في القرآن تكون ذات أهمية بالغة، وأحياناً يسهب القرآن في ذكر بعض المواعظ والهدايات والقصص وأحياناً يوجز في ذلك، ويبرز وظيفة المفسر في تمييز المقصد الأصلي للسورة والمقاصد الفرعية الأخرى وهو مقصودنا بتنقيح المناط، وضرب لذلك مثلاً بسورة البقرة، وآل عمران، والنساء.

الطريقة السابعة: السبر والتقسيم: والمقصود بها هو حصر المعاني المذكورة في كل سورة ، ثم النظر في صلاحيتها لتكون مقصداً للسورة، ويمكن دمج المعاني الكثيرة في مقصد واحد ظاهر، ومثّل لذلك بسورة آل عمران، وسورة الأنعام، وسورة المجادلة.

ثم ذكر تقسيمات العلماء لمقاصد السور عموماً، وبين أنها ثلاثة أقسام:

القسم الأول: يتعلق بتقرير التوحيد، وإخلاص العبادة، وإثبات البعث، والرد على منكريه، وقد اشتهر هذا القسم في النصف الثاني من سور القرآن الكريم، لا سيما في سور المفصل.

والقسم الثاني: يتعلق بالرسالة والنبوة والوحي، والرد على شبه المشركين حولها، وقد استغرق هذا القسم ثلث القرآن تقريباً، وأكثره في الثلث الأوسط للقرآن الكريم.

والقسم الثالث: يتعلق بالعبادات والمعاملات، وهو حاضر في النصف الأول من سور القرآن الكريم المدنية، وسواء تعلقت بالعقود من نكاح وطلاق وخلع ظهار وإيلاء أم البيوع بشروطها وأحكامها أم النهي عن القذف، والربا وأكل مال اليتيم، والأطعمة المحرمة، أم بالصلاة والزكاة والصوم والحج، وحكم السارق والزاني والمرتد وقاطع الطريق.






الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

التبيان لما يحل ويحرم من الحيوان أحمد بن عماد بن يوسف الأفقهسي الشافعي (ت ٨٠٨ هـ) بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

التبيان لما يحل ويحرم من الحيوان

أحمد بن عماد بن يوسف الأفقهسي الشافعي (ت ٨٠٨ هـ)

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة



تمهيد/ هذا كتاب "التبيان" ذكر فيه الشيخ أحمد بن العماد الأقفهسي الحيوانات التي ذكرها الشيخ الرافعي في "فتح العزيز شرح الوجيز" في كتابي "الأطعمة والحج"، وبين حقيقة كل حيوان، وخواصه، وهل يحل أو يحرم أو يُكره؟ وزاد بعض الحيوانات التي لم يذكرها الرافعي في كتابه.

ورتب ذلك على حروف المعجم، وتكلم على اسمه واشتقاقه ومعناه، وما يُقال للذكر منه وللأنثى، وكنيته، والأشعار التي قيلت فيه، والآيات والأحاديث التي ذُكر فيها إن ورد فيه ذلك، وطرفاً من كلام الفلاسفة وعلماء الحيوان فيه.

 والغرض من هذا البيان هو أن الوصف يقوم مقام الرؤية والعلم، فمن استحضر الخواص والصفات، تعقل حقائق المسميات.

وقد ذكر ابن العماد هذه الحيوانات مجملةً مرتبةً على حروف المعجم، كما يلي:

فمن حرف (الهمزة)

الإبل، ومنها الأرجية، والإبل الوعل وهو كبش الجمل أيضاً، والأرنب وأم حبين، والأرام، وابن آوى، وابن داية وهو الأعور، والأرضة، والأساريع، والأقعوان، والأسود، وأكيلة السبع، وابن مُقرض وهو الدبق، واللّقاط.

ومن (الباء الموحدة)

البخاتي، والبقر، والبرذون، والببر، والبغل، وبنات وردان، وبنات الثفاء، وبنات عرس، والبعوض، والبرغوث، والبُرام، والبط، واللبل، والبرقش، والبغبغاء، والبغاثة، والبومة، والبوه وهي البُوهة أيضاً، والبنص والبلصوص.

ومن (التاء المثناة)

التنوط، والتمر، والتفاء، والتبشر.

ومن (الثاء المثلثة)

الثعلب، والثعلبان ذكرها، والثعبان.

ومن (الجيم)

الجاموس، والجنين، والجلالة، والجرذان، وجنان البيوت، والجرارة، والجراد ومنه الجندب، والجعلان، والجدجد، والجخدب، والجريث.

ومن (الحاء المهملة)

الحمير، وحبينة، والحرذون، والحامي، وحرباء الظهيره، والحية والحفافيت نوع منها، وحمار تبان، والخلمة، والحرقوص، والحمنان، والحلم، والحمام، والحجل، والحباري، والحوصل، والحمرة، وحاتم، والحدأة.

ومن (الخاء المعجمة)

الخرارة، والخيل، والخنزير، والخراطين، والخنفساء، والخرق، والخفاش، والخلد، والخطفة.

ومن (الدال المهملة)

الدلدل، والدجاج، والدلق، والدب، والديسم، والدفانة، والدباسي، والدبر، والدعاميص، والدريانة.

ومن (الذال المعجمة)

الذباب، والذئب، وذات النظاق، وذوات.

ومن (الراء)

الرخم.

ومن حرف (الزاي)

الزرزور، والزبانة، والزاغ، والزرافة.

ومن حرف (السين المهملة)

السمع، والسماني، والسلوى، والسمور، والسنجاب، والسائبة، والسنور، والسبع، والسرقة، وسام أبرص، والسحلية، وساق حر، والسرطان، والسلحفاة، والسمك ومنه السقنقور.

ومن حرف (الشين المعجمة)

الإبل الشدقية، والشدنية، والشبئان، وشحمة الأرض، والشعراء،و الشفين، والشقراق، والشاهين.

ومن (الصاد المهملة)

الصقر، والصرد، والصافر، والصرارة، والصدى، والصعوة، والصناجة، والصديح.

ومن (الضاد المعجمة)

الضوع، والضبع، والضب، والضفدع.

ومن (الطاء المهملة)

الطوراني نوع من الحمام، والطيطوي، والطاووس.

ومن (الظاء المعجمة)

الظبي، والظليم، والظربان.

ومن (العين المهملة)

العسال، والعت، والعصفور بأنواعه، والعضارى، والعقعق، والعيدية، والعفر، والعين، والعتفار، وعنتر، والعقرب، والعنكبوت.

ومن (الغين المعجمة)

الغراب بأنواعه وهي ثمانية أنواع: كالغداف والغريرية، والغواص من طير الماء.

ومن (الفاء):

الفيل، والفنك، والفأرة، والفهد، وفهد الذباب، والفراش، وفسقة الطير، والفياد.

ومن (القاف)

القرش، والقنفذ، والقاقم، والقرنبي، والقارية، والقذان، والقرد، والقمل، والقمع، والقراد ومنه القمقامة، والقرشام، والقماري، والقطاء، والقيح، والقمبر، والقبعة.

ومن (الكاف)

الكركي، والكلب، والكروان، وكبش الجبل.

ومن (اللام)

اللبادي، واللقلق، واللجكا وفيها سبع لغات، واللقاط، واللجا.

ومن (الميم)

المجيدية، والمعز، والمنخنقة، والمتردية، والموفورة، والمصبورة، والمجثمة، والمرعة، والمكّا، وملاعب ظله، ومالك الحزين، والمكلفة.

ومن (النون)

النسر، والنمر، والنمس، والناموس، والنبر، والنسناس، والنعام، والنطيحة.

ومن (الهاء)

الهدهد، والهجين، وهنديات الخرابات، والهامة، والهزبر، والهرهر.

ومن (الواو)

الوحرة، والواق، والورشان، والورل، والوبر.

ومن (اللام ألف)

اللاؤ.

ومن (الياء) 

اليربوع.

ترجمة ابن العماد الأقفهسي

هو محمد بن أحمد بن عماد بن يوسف بن عبد النبي أبو الفتح بن شهاب أبي العباس الأقفهسي القاهري الشافعي الماضي أبوه، ويُعرف كأبيه بابن العماد.

ولد في ليلة مستهل رمضان قبل سنة خمسين وسبعمائة بالقاهرة، ونشأ بها، فقرأ القرآن، والعمدة، والشاطبية، والمتهاجين الفرعي والأصلي، وألفية ابن مالك، وعرض على البلقيني وغيره، وسمع على التنوخي، والسراج الكومي، وأبي عبد الله الدفاء، وناصر الدين بن الملتبي، والحلاوي، والسويداوي، وآخرين.

وأجاز له أبو الخير بن العلائي. وأبو هريرة بن الذهبي، وناصر الدين بن حمزة ويوسف بن السلاد وجماعة، وأخذ الفقه عن أبيه وغيره. 

وبحث عليه في الأصول والعربية، وعلى الفخر الضرير إمام الأزهر الشاطبية، وكتب عن الولي العراقي كثيراً من أماليه، وحضر دروسه ودروس جماعة، وبرع في الفقه، وشارك في العربية وغيرها، وتكسب بالشهادة فاستغلفوه وتنذل بسعيد السعداء، وكان ساكتاً ظاهر الجمود، حريصاً على الاشتغال بالجمع والمطالعة والكتابة، وكانعجباً في ذلك مع كبر سنه، وكان تام الفضيلة لكن لا يعلم ذلك منه إلا بالمخالطة.

 وقد أقرأ الفقه في القاهرة ومكة حين جاور بها، وولي بعد أبيه التدريس ببعض مدارس منية بن الخصيب، وكان يتوجه إليها أحياناً، ويقيم بها شهراً، وسمع منه الفضلاء. قال الشيخ السخاوي: وكت أول من أفاد سماعه لأصحابنا قرأتُ عليه أشياء.

وحج مرتين: الأولى مع أبيه في سنة ثمانمائة، والثانية: في موسم سنة أربع وخمسين وجاور التي بعدها، وفيها قرأ على المحب بن أبي السعادات بن ظهيرة (تنور الدياجير بأحكام المحاجير)، و (الإعلام بما يتعلق بالتقاء الختانين من الأحكام) كلاهما من تأليفه. 

وله أيضاً (الذريعة إلى معرفة الأعداد الواردة في الشريعة)، و(الشرح النبيل الحاوي لكلام ابن المصنف وابن عقيل)، و(إيقاظ الوسنان بالآيات الواردة في ذم الإنسان)، و(الألفاظ العطرات في شرح جامع المختصرات) كثب من أوله إلى آخر اللقيط ومن اثناء الجنايات إلى السلاد وجماعة الكتاب.

قال الشيخ السخاوي: وقد طالع شيخنا تصنيفه للذريعة، وسمعته يقول لعله من تصانيف أبيه ظفر به في مودته، وكان ممن يحضر عند في مجلسه، ويقال: إنه كان تكلم عنده بما ناسبه من أجله لعدم البراعة.  

مات فجأة وهو متوجه لمكان له يصلحه تجاه باب الخرق في يوم السبت، خامس ربيع الأول، سنة ٨٠٨ هـ.





الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022

مفحمات الأقران في مبهمات القرآن جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت ٩١١ هـ)

مفحمات الأقران في مبهمات القرآن

جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت ٩١١ هـ)

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ إن من علوم القرآن التي ينبغي الاعتناء بها، معرفة مبهماته، وقد صنف في هذا النوع الإمام أبو القاسم السهيلي في كتابه المعروف بـ(التعريف والإعلام)، وذيّل عليه تلميذ تلاميذه الحافظ ابن عساكر في كتابه (التكميل والإتمام)، وجمع بينهما القاضي بدر الدين بن جماعة في كتاب سماه (التبيان في مبهمات القرآن)، وجاء السيوطي ووضع هذا الكتاب اللطيف الذي فاق الكتب الثلاثة على صغر حجمه جداً، وذلك بما حواه من الفوائد، وحسن الإيجاز، وتخريج كل قول إلى من قاله من العلماء والمفسرين.

وكان من السلف من يعتني بعلم المبهمات كثيراً، قال عكرمة: طلبتُ الذي خرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله، ثم أدركه الموت -أربع عشرة سنة.

قال السيوطي في "الإتقان": واعلم أن علم المبهمات مرجعه النقل المحض لا مجال للرأي فيه، ولما كانت الكتب المؤلفة فيه وسائر التفاسير يذكر فيها أسماء المبهمات والخلاف فيها دون بيان مستند يرجع إليه أو عزو يعتمد عليه ألفت الكتاب الذي ألفته مذكوراً فيه عزو كل قول إلى قائله من الصحابة والتابعين وغيرهم معزواً إلى أصحاب الكتب الذين خرجوا ذلك بأسانيدهم، مبيناً فيه ما صح سنده وما ضعف فجاء لذلك كتابا حافلاً، لا نظير له في نوعه وقد رتبته على ترتيب القرآن، وأنا ألخص هنا مبهماته بأوجز عبارة تاركاً العزو والتخريج غالباً، اختصارا وإحالة على الكتاب المذكور.

وقد ذكر السيوطي في كتابه "الإتقان" أسباب الإبهام في القرآن، فقال:

وللإبهام في القرآن أسباب:

أحدهما: الاستغناء ببيانه مع موضع آخر كقوله: {صراط الذين أنعمت عليهم} فإنه مبين في قوله: {مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين}

الثاني: أن يتعين لاشتهاره كقوله: {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة} ولم يقل: "حواء" لأنه ليس له غيرها {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه} والمراد نمروذ لشهرة ذلك؛ لأنه المرسل إليه، قيل: وقد ذكر الله فرعون في القرآن باسمه ولم يسم نمروذ؛ لأن فرعون كان أذكى منه كما يؤخذ من أجوبته لموسى ونمروذ كان بليدا ولهذا قال: {أنا أحيي وأميت} وفعل ما فعل من قتل شخص والعفو عن آخر وذلك غاية البلادة.

الثالث: قصد الستر عليه ليكون أبلغ في استعطافه نحو: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا} الآية هو الأخنس بن شريق، وقد أسلم بعد وحسن إسلامه

الرابع: ألا يكون في تعيينه كبير فائدة نحو: {أو كالذي مر على قرية} {واسألهم عن القرية}. 

الخامس: التنبيه على أن الإبهام يراد به العموم وأنه غير خاص بخلاف ما لو عين نحو: {ومن يخرج من بيته مهاجرا}

السادس: تعظيمه بالوصف الكامل دون الاسم نحو: {ولا يأتل أولو الفضل} {والذي جاء بالصدق وصدق به} {إذ يقول لصاحبه} والمراد الصديق في الكل.

السابع: تحقيره بالوصف الناقص نحو: {إن شانئك هو الأبتر}.

المبهم

تعيينه

المبهم

تعيينه

يوم الدين

يوم القيامة

أنعمت عليهم

الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين

المغضوب عليهم

اليهود والنصارى

جاعل في الأرض

مكة

زوجك

حواء عليها السلام

هذه الشجرة

السنبلة، أو الحنطة، أو الأترج، أو اللوز، أو النخلة، أو التين

اهبطوا بعضكم لبعض عدو

آدم وحواء وإبليس والحية

فرقنا بكم البحر

بحر القلزم

أربعين ليلة

ذو القعدة وعشراً من ذي الحجة 

اتخذوا العجل

اسم العجل: بهموت، وقيل: بهبوت

ادخلوا هذه القرية

بيت المقدس

ادخلوا الباب سجداً

باب بيت المقدس وقيل: أريحا

النصارى

سموا بذلك نسبةً إلى الناصرة، أو لقولهم: نحن أنصار الله

قتلتم نفساً

اسمه عاميل، وقيل: نكار، وقيل أخوه

اضربوه ببعضها

بالعظم الذي يلي الغضروف، أو بالبضعة التي بين الكتفين، وقيل: بعظم من عظامها، وقيل: بلسانها، وقيل: بعجبها

خلا بعضهم إلى بعض

اليهود، وقيل: ابن صوريا

ومنهم أميون

المجوس؛ لأنه لا كتاب لهم

إلا أياماً معدودة

أربعون يوماً

روح القدس

جبريل عليه السلام

نبذه فريق منهم

مالك بن الصيف

أنزل على الملكين

هاروت وماروت، وقيل: جبريل وميكال، وقرئ ملِكين، هما: داود وسليمان

ود كثير من أهل الكتاب

كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب، وأبو ياسر بن الأخطب

وقالت اليهود: ليست النصارى

رافع بن حرملة

وقالت النصارى ليست اليهود على شيء

رجل من أهل نجران

قال الذين لا يعلمون مثل قولهم

العرب، أو قوم قبل اليهود والنصارى

ممن منع مساجد الله

قيل: قريش، وقيل: النصارى، وقيل: بختنصر الذي خرب بيت المقدس

وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله

رافع بن حرملة، وقيل: كفار العرب

وابعث فيهم رسولاً

هو محمد صلى الله عليه وسلم

إبراهيم وبنيه

أبناء إبراهيم:

من هاجر: إسماعيل،

 ومن سارة: إسحاق، 

وله أبناء من زوجاته حجوى، وقنطورا.

الأسباط

هم بنو يعقوب، وكانوا اثني عشر رجلاً: يوسف، وبنيامين، ولاوي، وروبيل، ويهوذا، وشمعون، ودان، ونفتالي، وجاد، وربالون، وبشجر، وبدان

سيقول السفهاء

اليهود، وقيل منهم: رفاعة بن قيس، وقردم بن عمرو، كعب بن الأشرف، ورافع بن حرملة، والحجاج بن عمرو، والربيع بن أبي الحقيق

ويلعنهم اللاعنون

دواب الأرض

قيل لهم اتبعوا

رافع بن حرملة، ومالك بن عوف وغيرهما

تختانون أنفسكم

عمر بن الخطاب، وأبي بن كعب

يسألونك عن الأهلة

معاذ بن جبل، وثعلبة بن عنمة.

الحج أشهر معلومات

شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة

من حيث أفاض الناس

إبراهيم عليه السلام

أيام معدودات

أيام التشريق الثلاثة، وأضاف بعضهم يوم النحر

من يعجبك قوله

الأخنس بن شريق

من يشري نفسه

صهيب الرومي، وأبي ذر، جندب بن السكن الغفاري

يسألونك عن الشهر الحرام

رجب

يسألونك عن الخمر والميسر

حمزة بن عبد المطلب مع نفر من الأنصار

ويسألونك ماذا ينفقون

معاذ بن جبل، وثعلبة، وعمرو بن الجموح

ويسألونك عن اليتامى

عبد الله بن رواحة، أو ثابت بن رفاعة الأنصاري

يسألونك عن المحيض

ثابت بن الدحداح الأنصاري، وقيل: عباد بن بشر، وأسيد بن حضير

أخرجوا من ديارهم وهم ألوف

أربعة آلاف من قرية (دروردان) قِبَلَ واسط

قالوا لنبيٍّ لهم

شمويل من أولاد لاوي بن يعقوب، وقيل: سمعون، وقيل: يوشع بن نون، وقيل: حزقيل، وقيل: إسماويل بن حلفا

فصل طالوت بالجنود

قيل: كانوا ثمانين ألفاً

مبتليكم بنهر

نهر بين الأردن وفلسطين، وقيل: نهر فلسطين

فشربوا منه إلا قليلاً

عدتهم ثلاثمائة وبضعة عشر

منهم من كلم الله

موسى عليه السلام

ورفع بعضهم درجات

محمد صلى الله عليه وسلم

حاج إبراهيم في ربه

النمروذ بن كنعان

مرَّ على قرية وهي خاوية

نبيٌّ يُسمى أرمياء، وقيل: حزقيل بن بودا، وقيل القرية هي بيت المقدس

أربعة من الطير

وز، ورأل (صغير الطاوس)، وديك، وطاوي، وقيل: الكركي والديك والحمامة والطاوس، وقيل: بدل الكركي الغراب

للفقراء الذين أحصروا

أهل الصُّفة

ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية

عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الرحمن بن عوف

آل عمران 

قل للذين كفروا ستغلبون

يهود بني قينقاع

أوتوا نصيباً من الكتاب

النعمان بن عمرو، والحارث بن زيد

آل عمران

موسى وهارون، وقيل: عيسى وأمه

امرأة عمران

اسمها حنة بنت قابوذ

فنادته الملائكة

جبريل عليه السلام

وامرأتي عاقر

إيشاع بنت فاقوذ

يلقون أقلامهم

على نهر بحلب يُسمى قرمق

كلمة من الله

عيسى عليه السلام

كهيئة الطير

الخفاش

الحواريون

ذكرهم ابن جرير في "تفسيره".

وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا

عبد الله بن الصيف، وعدي بن زيد، والحارث بن عوف

كيف يهدي الله قوماً كفروا

الحارث بن سويد الأنصاري، ونزلت في اثني عشر رجلاً

إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب

شاس بن قيس اليهودي، وعمرو بن شاس، وأوس بن قيظى، وجبار بن صخر

من أهل الكتاب أمة قائمة

عبد الله بن سلام، وثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية، وأسد بن عبيد، ومن أسلم معهم من اليهود

إذ همت طائفتان

بنو حارثة وبنو سلمة

إن تطيعوا الذين كفروا

أبو سفيان بن حرب

وطائفة قد أهمتهم أنفسهم

المنافقون

يقولون: هل لنا من الأمر شيء

عبد الله بن أبي

يقولون: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا

معتب بن قشير، وعبد الله بن أبي

تولوا منكم يوم التقى الجمعان 

عثمان، ورافع بن المعلى، وخارجة بن زيد

وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض

عبد الله بن أبي

وقيل لهم تعالوا قاتلوا

القائل هو عبد الله والد جابر بن عبد الله الأنصاري، والمقول لهم: عبد الله بن أبي ومن معه

قالوا لإخوانهم وقعدوا

نزلت في عبد الله بن أبي وأصحابه

ولا تحسبن الذين قتلوا

قتلى أحد، وكانوا سبعين من الشهداء، أربعة من المهاجرين وسائرهم من الأنصار

الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح

أبو بكر وعمر وعثمان وعلي في سبعين من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم

الذين قال لهم الناس

نُعيم بن مسعود الأشجعي

قد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير

فنحاص اليهودي من بني مرثد، وقيل: حيي بن أخطب

لا تحسبن الذين يفرحون

فنحاص وأشيع من أحبار يهود

منادياً ينادي للإيمان 

القرآن، وقيل: رسول الله

وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن

النجاشي، وقيل: عبد الله بن سلام

النساء

وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً

بني آدم من صلبه أربعين في عشرين بطناً، ناظر اسماءهم ص 33

الذين يتبعون الشهوات

الزناة، وقيل: اليهود والنصارى

الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل

كدوم بن زيد، وأسامة بن حبيب، وحيي بن أخطب وجماعة من اليهود.

أوتوا نصيباً من الكتاب

رفاعة بن زيد، وجماعة من اليهود

يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا

رفاعة بن زيد، ومالك بن الصيف، وجماعة من اليهود

يزكون أنفسهم

اليهود

يؤمنون بالجبت والطاغوت

كعب بن الأشرف

أم يحسدون الناس

النبيّ صلى الله عليه وسلم

يزعمون أنهم آمنوا

الجلاس بن الصامت، ومصعب بن قريش، وغيرهما.

يتحاكموا إلى الطاغوت

أبو برزة الأسلمي الكاهن، أو كعب بن الأشرف

فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك

الزبير بن العوام وحاطب بن أبي بلتعة اختصما

ما فعلوه إلا قليل

عبد الله بن رواحة

وإن منكم لمن ليبطئن

عبد الله بن أبي

القرية الظالم أهلها

مكة

قيل: لهم كفوا أيديكم

عبد الرحمن بن عوف

بيّت طائفةٌ منهم

أهل النفاق

إلا الذين يصلون

هلال بن عويمر الأسلمي، وسراقة بن مالك المدلجي، وفي بني خزيمة

ستجدون آخرين

أناس كانوا بمكة، وقيل: حيٌُّ من تهامة

ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام

المقول له: مسلم بن عامر الأشجعي

ظالمي أنفسهم

علي بن أمية بن خلف، الحارث بن زمعة، وغيرهما.

إلا المستضعفين

عياش بن ربيعة، وسلمة بن هشام

إلى آخره