ليس لليهود حق ديني أو تاريخي في فلسطين
د. صالح الرقب
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ لا شك أن بني إسرائيل غرباء عن هذه البلاد، وأنهم لم يسكنوها إلا في فترات متفرقة ومناطق محدودة، ومدة متأخرة من الزمان، وكان ذلك في بداية الألف الثاني قبل الميلاد، وهذا -بالطبع -إلى شواهدٍ أخرى: لا يمنحهم أحقية فـي ملكيـة أرض فلسطين كلها، وقد مكنهم الله عز وجل من حكمها عندما كانوا مستقيمين على أمر الله عز وجل، وهذه الشرعية ارتبطت بمدى التزامهم بالتوحيد وبمنهج الله الذي شرعه لهم، كما أن اليهود ليسوا وحدهم نسل إبراهيم عليه السلام، فالعرب العدنانيون هم من نسله أيضاً، كما أن إمامة سيدنا إبراهيم عليه السلام هي للمؤمنين من ذريته، وليس للظالمين والمفسدين، وقد سكن الفلسطينيون هذه الأرض قبل مليون عام.
ويمكننا قراءة تاريخ بني إسرائيل من خلال المخلص التالي:
مَن هم بني إسرائيل، وأيْنَ هُمُ الآن...؟!
1. (إسرائيل): هو نبي الله يعقوب عليه السّلام. وبنوه هم أصحاب القصة التي فُصّلت في سورة يوسف، وهم الذين سُمّوا (بالأسباط)، ويوسف عليه السلام كان واحداً منهم.
2. وقد بيَّن القرآن الكريم أنهم سكنوا مصر قبل وفاة والدهم (يعقوب عليه السلام).
وبعد ما يقارب (450) سنة، بُعث موسى عليه السلام، في القرن الثاني عشر قبل الميلاد (1100 ق.م)؛ لينقذهم من ظلم واضطهاد الفراعنة، ومن هنا بدأت العلاقة بين بني إسرائيل واليهوديّة.
3. ولمَّا طلب موسى عليه السلام من بني إسرائيل الذهاب إلى الأرض المُقدَّسة، رفضوا ذلك، لما طُبعوا عليه من الجُبن والذُّل، ووقعوا في التِّيه أربعين سنةً، وتوفي موسى عليه السلام، قبل أن تطأ أقدامهم أرض فلسطين المباركة.
4. وبعد أربعين عاماً من التيه نشأ جيل جديد من بني إسرائيل، قوامه الإيمان والتقوى، قادهم يُوشع بن نون عليه السلام، وذلك في نحو (1190 ق. م)، حيث عبر بهم نهر الأردن، وسيطر على الجزء الشمالي الشرقي من أرض فلسطين (القدس وما حولها)، واستمرت تحت حكمهم (150 سنة تالية)، بعد وفاة يُوشع بن نون عليه السلام.
4. واستمرت العلاقة بين بني إسرائيل واليهودية لقرون، بين مد وجزر، إلى أن انتهت واقعياً بفك الارتباط بين اليهودية وبني إسرائيل؛ وذلك بذوبان اليهود في المجتمعات الجديدة التي يحلُّون فيها، فأصبح الغالبية العظمى من اليهود تنتمي إلى أجناس وقوميّات مختلفة، من غير بني إسرائيل.
5. ساد في هذه الفترة النكبات والفوضى في بني إسرائيل، نتيجة الخلافات الدنيوية، والانحلال الأخلاقي، والعبث الديني، لاختلاطهم بأهل الأرض الوثنيين، وزواجهم منهم، حتَّى عبدوا الأصنام تاركين عقيدة التوحيد، ولم يتحسَّن حالهم إلا بتعيين طالوت ملكاً عليهم من قِبَل أحد أنبيائهم، الذي استطاع أن ينتصر على الوثنيين "الفلسطينيين"!، بقيادة زعيمهم جالوت الفلسطيني، الذي قُتل على يد داود عليه السَّلام.
6. وكان ظهور داود ملكاً على بني إسرائيل خلفاً لطالوت، وذلك في نحو (1004 ق. م) إيذاناً ببدء مرحلة جديدة لعقيدة التوحيد، وقد واصل داود حربه ضد الأقوام الكافرة في الأرض المقدسة، فأخضعها جميعها لعقيدة التوحيد، عدا بعض المناطق الساحلية التي لم تخضع له، ونقل العاصمة إلى القدس في العام (955 ق. م)، واستمرَّ في حكمه عليه السلام، حتى العام (963 ق.م).
7. وخلفه في الحكم سليمان عليه السلام، والذي حكم في الفترة ما بين (963- 923 ق.م)، حيثُ شهدت فلسطين حركة عمرانية، وازدهار ضخم، وكانت مدة حكم داود وسليمان عليه السلام ما يُقارب الثمانين عاماً، كانت تُسمَّى (العصر الذهبي) لمملكة بني إسرائيل، وقد سادها التوحيد والعدل والازدهار.
8. وبعد وفاة سليمان عليه السلام، سنة (923 ق.م)، انقسمت الدولة اليهودية إلى مملكتين منفصلتين متعاديتين، هما:
- مملكة إسرائيل في الشمال (923- 722 ق.م)، ويسكنها أحفاد عشرة من أبناء يعقوب عليه السلام.
- ومملكة يهوذا في الجنوب (932- 586 ق.م) عاصمتها القدس، ويسكنها أحفاد اثنين من أبنائه عليه السلام.
9. وكان بين الدولتين حروباً وأحقاداً عظيمة، واستشرى فيهما الفساد، وعمّت الانحرافات، إلى درجة أنهم ارتدّوا إلى الوثنية وعبادة الأصنام.
10. واستمرّوا في ذلك حتى لاقوا مصيرهم المحتوم بغزو الآشوريين للدولة الشمالية عام (722 ق.م)، بقيادة "سرجون الثاني"؛ الذي دمرها، وجرى سبي الشعب بكامله إلى العراق وفارس، وبذلك أسدل الستار على علاقة عشرة أسباط بالديانة اليهوديّة، ولم يعودوا يهوداً، فقد انخرطوا في الشعب الغازي وتأثروا بعقائده، وذابوا فيه.
11. أما الدولة الجنوبيّة فقد قام الملك البابلي "نبوخذ نصّر" بغزوها وتدميرها عام (586 ق.م )، وسبى من بقي منهم حيّاً إلى العراق أيضاً.
12. وبعد مضي سبعين سنة على هذا الحدث (حوالى 516 ق. م) عادت قِلّة من هؤلاء المسبيين إلى فلسطين، وذلك في عهد الملك "قورش" الفارسي، وقد اضطرت هذه القّلة أن تُكثّر عددها بإدخال جزء من أهل البلاد إلى اليهوديّة، وبذلك بدأت اليهودية تنتشر بين من هم من غير بني إسرائيل.
13. واستمر ذلك إلى أن جاء السبي الروماني في العام (70 م) على يد القائد الروماني "تيتوس"، والعام (135م) على يد القائد "جوليوس"؛ فشُتّت شمل اليهود في أرجاء العالم، مما أدّى إلى ذوبانهم في الأمم الأخرى، وفي المقابل كان هناك من الشعوب (من غير بني إسرائيل) من تهوّد، كما حصل في مملكة بحر الخزر، والتي دامت من عام (860-1016م). وكما حصل من تَهوّد بعض قبائل العرب وغيرهم.
14. واستمر الخروج من اليهوديّة والدخول فيها عبر القرون مما أدّى إلى انفكاك العلاقة بين اليهودية كدين وبين بني إسرائيل كعنصر.
15. وتستطيع أن تقول اليوم إنّ الغالبية العظمى من بني إسرائيل القدماء قد تحوّلوا إلى الإسلام، أمّا البقية الباقية فتحوّل معظمها إلى المسيحيّة.
16. من هنا لا صحة اليوم للادعاءات التي تزعم وجوداً تاريخياً لقومية يهودية في فلسطين، لأن اليهوديّة هي دين اعتنقته شعوب مختلفة.
17. وكلامنا هذا لا يعني أنّه لا يوجد في يهود اليوم من له علاقة نسب ببني إسرائيل القدماء، وعلى وجه الخصوص أحفاد أولئك الذين كانوا في الجزيرة العربية زمن نزول الرسالة الإسلاميّة، والذين تحوّل عدد منهم، عبر العصور، إلى الإسلام وآخرون إلى المسيحيّة.
18. واليوم يكرِّسُ الإعلام الصهيوني البعثات اليهودية التي تسافر إلى أفغانستان للبحث عن أحفاد دولة إسرائيل الأولى، اعتقاداً منهم بأنّ الأغلبية العظمى من الشعب الأفغاني، أي قبائل "البشتون"، هم الأسباط العشرة الضائعة.
19. ومعلوم أنّ قبائل البشتون اليوم هم من المسلمين السنّة، ولا يبعد أن يكون لهم في المستقبل دور في تحرير فلسطين من سلطان الصهيونية.
20. وإذا كانت إسرائيل الأولى تضم شعباً متجانساً من الناحية العِرقيّة، فإن إسرائيل اليوم تتألف من سبعين قوميّة يتكلمون تسعين لغة.
كما يمكن اختصار التاريخ اليهودي من (1100 ق.م- 135م)، أي حوالى ثلاثة عشر قرنا، كما يلي:
- (1100- 1190) موسى عليه السلام.
- (1190- ...) يُوشع بن نون.
- (............) طالوت عليه السلام.
- (1004 - 963 ق. م) داود عليه السلام.
- (963 – 932) سليمان عليه السلام.
- (932- 721 ق. م) ملكة إسرائيل الشمالية.
- (932- 586 ق. م) مملكة الجنوبية.
- ............ سيطرة شيشق فرعون مصر، في أواخر القرن العاشر.
- (894- 842 ق.م) سيطرة "يهورام الفارسي، ودفعوا الجزية للأشوريين.
- (586 ق. م) نبوخذ نصَّر الذي هزم الدولة الجنوبية.
- (539- 332 ق.م) سماح الملك "قورش" الفارسي لعودة اليهود إلى الأرض المقدسة.
- (164 ق. م)، الحصول على حكم ذاتي في العهد الإغريقي.
- (332- 63 ق.م) السيطرة الإغريقية الهيلينية على فلسطين.
- (63 ق.م) سيطرة الرومان على أرض فلسطين، وأخضعوها للحكم المباشر سنة (6م)، والغوا الحكم الذاتي في منطقة القدس.
- (66 -70م) ثار اليهود على الحكم الروماني في القدس، ولكن القائد "تيتوس" أخمد ثورتهم، ودمر الهيكل.
- (132- 135 م) عاود اليهود ثورتهم، فقام القائد "جوليوس سيفروس" الروماني بتدمير القدس واحتلالها.
- وأقام القائد الروماني "هدريان" مدينة جديدة على انقاضها، سمَّاها "إيلياء كابيتولينا"، ثم عرفت بعد ذلك باسم "إيلياء"، وهو اسم هدريان الأول.
- وحظر "هدرينا" على اليهود دخول القدس ل 200 سنة أخرى بعد العام (135 م)، وبقوا بعيدين عن القدس حوالى (18) قرناً تاليه، إلى أن دخلوها في القرن العشرين.
وأضيف إلى ما سبق أن الباحث المسلم "رجاء جارودي" كشف أوهام دولة إسرائيل على الملأ، وفضح الأساطير التي تعلقوا بها حول العالم، ولكن إسرائيل أقامت له مقصلة في محاكم باريس، وحشدت لهذه المحاكمة كل مزوري التاريخ، ووجد الرجل المسلم نفسه وحيداً في مواجهة كل هذه الأعاصير، ولم يجد من يسانده سوى الأب الكاثوليكي "بيير"!.
ومن أبرز صفات بني إسرائيل عشر صفات، وهي:
أولاً: نقضهم للعهود والمواثيق.
ثانياً: سوء أدبهم من الله وعداوتهم للملائكة، وقتلهم أنبياء الله.
ثالثاً: جحودهم الحق، وكراهتهم الخير للناس.
رابعاً: تحايلهم على المحرمات.
خامساً: نبذهم كتاب الله واتباعهم للسحر والأوهام الشيطانية.
سادساً: تحريفهم كلام الله عن مواضعه.
سابعاً: حرصهم على الحياة.
ثامناً: تعلقهم بعبادة الأوثان وكراهتهم للتوحيد.
تاسعاً: عبادة العجل من دون الله.
عاشراً: تنطعهم في الدين.
** خلاصة ما جاء في كتاب الدكتور الرقب:
1.أن الوعد الإلهي المذكور في التوراة قد أعطاه الرب لإبراهيم ولنسـله، وهي تشمل ولديه "إسماعيل وإسحاق" وذريتهما دون تفرقة، وهذه اللفظة "نسلك" وردت عامة مطلقة لم تقيد، فالأرض إذاً ليست للإسرائيليين كما يزعمون ذلك.
2. أن الوعـد أعطي لإبراهيم مصحوباً بمباركة الرب له، ولأمته -وإسماعيل الولد الأكبر أولها- وللأمم التي كانت تسكن أرض فلسطين، وهذه الأمم هي: الكنعانيون والفلسطينيون -برواية الأسفار اليهودية، والأرض التي سكنوها ذكرت في أكثر من موضع من كتابهم المقدس: أرض كنعان...أرض الفلسطينيين.
3. أن الوعد الإلهي المعطى لإبراهيم ولنسله من بعده كان معللاً بأسبابه، وهي القيام بفرائض الرب و شرائعه وأوامره.والواقع والتاريخ يؤكدان انحراف بني إسرائيل عن عبادة االله وحده لا شريك له، وأنهم كانوا التاركين لشرائع االله وفرائضه، المحرفين لكلامه، القتلة لرسله وأنبيائه، وما زالوا حتى يومنا هـذا الخائنين لعهودهم ومواثيقهم مع االله تعالى.
4.وأن التفرقة العنصرية البغيضة التي طبعت عليها النفس اليهودية الشريرة هي التي دفعت القوم لإجراء تحريف ليكون الوعد لإسحاق دون أخيه المولود قبله والمبارك من الرب هـو وأمته كثيراً.
5. وإذا كان الوعد شاملاً لــذرية يعقـــوب فــإن موسى منهم؛ فلماذا خُص به وحـده دون غيره من بني إسرائيل؟!.وفي هذا دلالة علـى أن هذه الوعود لا علاقة لها بالوحي الإلهي، وليس لها علاقة بالرب عز وجل.
6. أن الوعد الإلهي الذي أعطي لبني إسرائيل بتمليك الأرض المقدسة قد تحقق في زمن داود وابنه سليمان عليهما السلام، إذ أنشأ داود مملكة دامت أربعين سنة و تولى سليمان الملك بعد أبيه ثلاثة وأربعين سنة. وعليه فهذا الأمر قد تحقق في ماضي بني إسـرائيل وانتهى، ولا يجوز مطلقاً استمراره إلى ما لا نهاية.
7. أن التوراة التي يزعم اليهود أن حقهم التاريخي موجودٌ فيها، مُحرفة ومتناقضة، كما أنه ليس لها سند يصحُّ إلى موسى عليه السلام أو إلـى غيـره مـن الأنبياء، كما أن جمهـور العلمـاء والباحثين اليهود والنصارى من القدماء والمحدثين -يرجحـون أن كاتـب التـوراة الحالية هو الكاهن عزرا، الـذي قـام بتلفيقهــا وجمعهــا مـن مصادر مختلفة متباينة، بمساعدة عدد من الكهنة، كما أنها مشتملة على صور وضيعة وكلام بذئ بحق الأنبياء والمرسلين، والتي لا يصحُّ نسبتها إليهم بحال.
8. أن الوعد الإلهي المفترى بتمليك الأرض المقدسة لليهود تناقض وعود أخرى ذكرتها توراتهم المقدسة، وهي الوعود بفناء الدولة لا ببنائها، وبهلاك بني إسرائيل لا بإحيائهم، وبتمزيـق مملكتهم لا بقيامها، وهي وعود تنفي مزاعمهم في أحقيتهم بالأرض المقدسة فلسطين وتنذرهم بالخراب والهلاك.
9. أن الوعد الإلهي بالتمكين لهم في الأرض المقدسة مشروطٌ بقيام بني إسرائيل بتأدية فرائض الله والمحافظة على عهود الرب التي قطعها معهم، مشروط بالمحافظة على وصايا الرب والقيام بشرائعه.
10. أن اليهود يزيفون التاريخ، ويروجون الإشاعات والمزاعم، ويحرفون الحقائق لصالحهم، وأن ما فعلوه لا يمت إلى الحقيقـة بأدنى صلة، فالتاريخ لا يمكن طمسه أو تحريفه، فالحقائق تبقى كما هي، ثابتة راسخة، والأباطيل تذهب جفاء لا تنطلي على أصحاب الحق، فليس لليهود حقّ تاريخي في هذه الأرض المباركة، وسيبقون فـي نظـر أهلها الشرعيين، نبتة شاذة غريبة زرعت فيها دون إرادة واختيار منهم، من أجل تحقيق أهداف استعمارية شيطانية، ولإبقاء الشرق الإسلامي في حالة من التبعية والانقياد للاستعمار الصليبي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية .
11. أنه ومنذ العهدة العمرية لم يكن يهودية واليهود وقتها لم يكونوا سوى جالية أو طائفة تسكن في القدس، ولـم يـسجل التاريخ أي اعتراض لليهود على ما تضمنته العهدة العمرية من طردهم من مدينة القدس، ولم يزعم اليهود وقتها أن لهم حقاً تاريخياً في القدس أو غيرها من المدن الفلسطينية.
12. أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض قصص التـاريخ اليهودي في فلسطين، بل إن الآثار والشواهد كلها تدلُّ على أن الكنعانيون والفلسطينيون هم أول من سكن هذه البلاد واستعمرها. وقد أبطل صاحب الدراسة أساطير اليهود وأباطيلهم التي وردت فـي العهـد القديم التي يعتبرها اليهود من الأدلة التاريخية على أن فلسطين أرض شعب إسرائيل،وأنكر وجود أي صلة لليهود بمدينة القدس.
13. إن حقائق التاريخ وأبحاث علم أجناس البشر -التي لا يمكن إخفاؤها- تذكر أن خروج بني إسرائيل من مصر وضع حداً فاصلاً بين عهد النقاء وعهد اختلاط الدم، أي حصل اختلاط بين بني إسـرائيل وغيرهم نتيجة ترحلاتهم السابقة من العراق إلى فلسطين، ومن فلسطين إلى مصر، ثم من مصر إلى فلسطين في زمن إبراهيم عليه السلام، ثم ترحيلهم من فلسطين إلى مصر في زمن يعقـوب عليـه السلام، والتي استقروا فيها أزماناً ليست بالقصيرة حتى أكرمهم الله تعالى بموسى عليه السلام الـذي نجاهم من ظلم فرعون، وانتقاله من مصر للذهاب إلى الأرض المقدسة التي دخلوها بقيادة يوشع بـن نون فتى موسى عليه السلام.
14. أن %٩٥ من يهود اليوم ليسوا مـن بنـى إسرائيل، ليسوا ساميين من حيث الأصل العرقي، وإنّما هم أجانب متحولون أو مختلطون من سلالات الهيروديين أو الادوميين ذوي الدم التركي المنغولي.. أي أن اليهود يتألفون من دماء مختلفـة ليس فيها عرقٌ ساميّ من اليهود الذين سكنوا فلسطين، بل إن أكثرهم ينحدر من القبائل الخزرية "التركية" ومن "الفلاشا" السود سكان الحبشة، ومنهم "الألمان" ذو السحنة الألمانية، ومنهم "التاميل "-أي اليهود السود فـي الهند؛ حيث أن ثلث رعايا مملكة الخزر كانوا من اليهود، كما أن الوثائق الموجودة لدى اليهود أنفسهم تقر بـأن ٨٢ % من المنتسبين إلى الحركة الصهيونية السياسية هم من الأشكناز المدعوين باليهود، ولكنهم ليسوا ساميين..
15. وأمـا معظم اليهود الذي عاشوا في الأقطار العربية فأصولهم تعود إما إلى العرب ،وإّما إلى بربر شمال أفريقيا الذين تهودوا. وبذلك لا يمكن أن ينتمي أي جنس من أجناس يهـود اليـوم إلـى العبـرانيين التوراتيين.
16. الإجماع بين علماء الأنثروبولوجية على أن يهود عصر التوراة هم مجموعة سامية من سلالة البحر المتوسط المعروفة بصفاتها المميزة من سمرة الشعر وتوسط القامة، وطول إلى توسط فـي الـرأس، وأنّه إذا ما قارنّا هذه الصفات بيهود اليوم المعاصرين لا نجد مجتمعا يهوديـاً واحـداً يتمتع بهذه الصفات، ولعل السامريين الموجودين الآن في قرية من قرى نابلس هم المجموعة اليهودية الوحيدة التي حافظت إلى حد كبير على نقاوتها، وذلك بسبب عزلتها عن غيرها من اليهود، وتـزاوجهم مـع بعضهم، مما يدفعهم إلى الانقراض مع مضى الوقت.
17. أن التمكين في هذه البلاد لا يكون إلا لعباد الله الموحدين، وهم المسلمون، يقول الله عز وجل: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً}. وقال سبحانه: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}.
18. وأما الذين ظلموا وغيروا وبدلوا نعمة الله عليهم -وهم اليهود- فـلا يستحقون شرف الانتساب إلى نبي االله إبراهيم عليه السلام، ولا يستحقّون التمكين في الأرض بوعد الله من الله تعالى، ولا يستحقّون الإمامة {وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إنّي جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين} .
19. إن أرض فلسطين هي أرض عربية إسلامية، وستبقى كذلك، رغم اغتصاب اليهود لها وإقامـة دولتهم -إسرائيل- عليها، وستبقى فلسطين في قلب كل مسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق