بطاقات تعريفية بأصحاب خير البريَّة
إعداد: د. عطوة بن محمد القريناوي
مكتبة سمير منصور -الطبعة الأولى، 2018م
بقلم أ. محمد ناهض عبد السَّلام حنُّونة
تمهيد/ بطاقاتٌ مشرقة من الحب والعرفان، نطلُّ من نافذتها على روافد ناصعة من تاريخنا الإسلاميّ في الصَّدر الأول، حيثُ يتجلَّى الإيمان في أسمى معانيه الرُّوحية، بمشاهدة خير البريَّة صلى الله عليه وسلم، نقتبس من عبق سيرهم الطاهرة بذرة التغيير والتجديد، ونتنسم من جميل صفاتهم ما يُنعش قلوبنا وأرواحنا…
تأخذنا بروعة أسلوبها لنقتفي الأثر، وتدفعنا لمواصلة الطريق... تحرك فينا العقل والقلب والعاطفة، وتُهيِّجُ مشاعر الحنين إلى ذلك الجيل، فتحمل معها كل الآمال، حيث نسمع صدى صوت بلال، وهو يُردِّد:
غداً نلقى الأحبَّة … مُحمَّداً وصحبه
هي بطاقات من النور الوفاء: تُبرز لنا إخلاص الصحابة رضوان الله عليهم في حُبِّهم لله عز وجل، وحُبِّهم للنبيِّ المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولو لم يكن من مناقبهم إلا أنهم آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله لكفاهم ذلك فضلاً وفخراً..
فكيف وقد اكتحلت عيونهم برؤية أطيب من تكتحل به العين، فشاهدوه بأبصارهم، وسمعوه بآذانهم، ومسَّت أيديهم يديه الشريفتين، وأحسُّوا به، وشاركوا معه، وكلمهم وكلموه، وأحبَّهم وأحبُّوه...
وكيف وقد كان فيهم: الحاكم الصالح، والأمير الفاتح، والقارئ المُجوِّد، والعالم الراسخ، والتاجر المين، والشاعر المؤيَّد، والخطيب المفوَّه، والفيَّاضُ بماله، والمستجاب الدعوة...
ومنهم: الباحث عن الحقيقة، ومن لم تُغيره أحوال الإمارة، ومنهم: الشهيد الذي يمشي على الأرض، ومن تستحي منه الملائكة، ومن يهتزُّ له عرش الرحمن… ومنهم: من جمع القرآن، ودوَّن الحديث..
ولا ترى فيهم صحابياً إلا زاهداً، ورعاً، مجاهداً، عابداً، صوَّاماً، قوَّاماً، حافظاً لكتاب الله أو تاليه، متقلِّلاً من الدنيا، ولسانُ حال أحدهم: "أقل القليل يكفي المقيل"...
مع ما كان فيهم من صفاء العقيدة، ونقاء الفطرة، وفصاحة اللسان، ودماثة الخلق، وصدق اللهجة، وسلامة الصدر، وعظم الإيمان، والفطنة منقطعة النظير.
وقد هاجروا لنصرة دين الله؛ فتركوا زهرة الحياة في مكة ليواجهو شظف العيش في المدينة، وخرجوا وأيديهم خاوية من حظوظ الدُّنيا لأجل إرضاء الله تعالى، فأنعم بهم وأكرم وعظِّم.
وقد كتب أخينا الشيخ عطوة القريناوي هذه البطاقات العظيمة على قلتها، لتكون رسالة وفاء من أبناءٍ أوفياء لآباءٍ أوفياء، وإنها لتبعث في القلب حُبُّ خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعلها في عشرة روافد؛ فذكر فيها: المبشرين بالجنة، وقراء الصحابة، وكُتّاب الوحي، ومؤذنو النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وحُفّاظ الحديث، والفقهاء، والخطباء، والفرسان، والقادة، والمجاهدون، وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين… وذكر في المقدمة عقيدتنا في الصحابة، والنهي عن سبِّهم، ومنهجه فيذلك: ذكر اسم الصحابي ونسبه، وفضائله، وبعض مواقفه الخالدة..
نسأل الله تعالى أن يكتبنا لنا أجر هذه الكلمات، وأن ينفع الله كتاب الشيخ عطوة الإسلام والمسلمين…
لقراءة الكتاب:
انقر على الرابط:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق