أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 8 يوليو 2020

جزء فيه حديث من كذب عليَّ مُتعمِّداً

جزء فيه حديث من كذب عليَّ مُتعمِّداً

للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني
260 - 360 هـ
دراسة وتحقيق وتخريج:
أبو خالد/ د. محمد حسن الغماري
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بمكة
دار البشائر الإسلامية

اختصره: أ. محمد ناهض عبد السلام حنُّونة

تمهيد/ هذا جزءٌ حديثيٌّ بعنوان "جزء فيه طرق حديث من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"، للإمام الطبراني رحمه الله تعالى، جمع فيه طرق هذا الحديث مروياً من مائة وثمانين طريقاً عن ستينَ صحابياً، منهم: العشرة المبشرين بالجنة إلا عبد الرحمن بن عوف؛ فلم يُروى عنه هذا الحديث.
والإمام "الطبراني" عالمٌ معروف عند أهل العلم وطلبته، بالإيعاب في التصنيف، والسعة في الرواية.
وقد جمع طرق هذا الحديث أيضاً: الإمام ابن الجوزي في (الباب الثاني من الجزء الأول (1/ 55 -98) من كتابه "الموضوعات" عن ستين صحابياً -أيضاً -، وذكر أنه رواه عن واحدٍ وستين صحابياً، ولكن الموجود فعلياً هم ستين، ومنهم: العشرة المبشرين بالجنة إلا عبد الرحمن بن عوف.

وهذا الحديث متواترٌ بالإجماع، ولا يشك اقلٌ أنه متواتر، يعرف ذلك أهل الفن والمعرفة بعلوم الحديث.
وقد ذكر ابن الجوزي في كتابه "الموضوعات" (1/ 64): عن أبي بكر محمد بن أحمد الإسفراييني قال: "ليس في الدنيا حديث اجتمع عليه العشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم غير حديث: من كذب على متعمداً".
وقال أيضاً -في "الموضوعات" (1/ 65): "ما وقعت لى رواية عبد الرحمن بن عوف إلى الآن، ولا عرفت حديثاً رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى وستون نفساً، وعلى هذا قول الحافظ اثنان وستون نفساً إلا هذا الحديث".

● نسبة الكتاب:
قد ذكره الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي في الرقم (55) من مؤلفات الإمام الطبراني، وقال: توجد منه مخطوطة في الظاهرية بدمشق، تحت رقم مجموع (81- ق 29 -47). ويؤكد ذلك أن الشيوخ الذين روى عنهم هنا هم شيوخه الذين ذكره في الأوسط، وأنه لم يدَّعِ أحدٌ نسبتها غيره، بالإضافة إلى وجود السماعات في أول الُّنسخة التي تؤكد أنها للإمام الطبراني رحمه الله.

● تواتر هذا الحديث:
وعدد الصحابة الذين ورد ذكرهم في هذا الكتاب إجمالاً (60) صحابياً، وقد سبق أن قلنا أنه إذا أُضيف إليهم (8) من الصحابة وهم الزائد عليها في كتاب ابن الجوزي؛ فيكون مجموع الصحابة الرواة له (68) صحابياً.
وذكر السيوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" (ص: 3 -4) أن هذا الحديث رواه (72) صحابياً؛ وزاد عليهم ثلاثة، وهم: (عبد الرحمن بن عوف، وعمرو بن عوف، وأبا الحمراء).

● نصُّ الحديث، وذكر اختلاف ألفاظه:
قال عليه الصلاة والسلام: "إن كذباً عليَّ ليس ككذبٍ على أحدٍ؛ فمن كذب عليَّ متعمداً فليتببوأ مقعده من النار"، وفي روايةٍ: "من كذب عليَّ فهو في النَّار"، وفي رواية: "فليتبوأ مقعده من جهنَّم"، وللطبراني: "فليتبوأ مقعده بين عيني جهنَّم"، وفي رواية: "بُني له بيتٌ في جهنَّم"، وفي لفظٍ: "فليُسهِّل لجنبه مضجعاً من النار"، ولأحمد: "فليتبوأ مضجعاً من جهنَّم"، وفي روايةٍ: "لم يرح رائحة الجنَّة". 
وزاد الحاكم: "ليُضلَّ به الناس.. "،..
وللبخاريِّ ومسلمٌ: "لا تكذبوا عليَّ، فإنه من يكذب عليَّ يلج في النار".
وللترمذي وابن ماجه: "من يكذب عليَّ يلج النار"، ولأحمد وابن ماجه: "من حدَّث عني حديثاً -وفي روايةٍ لأحمد والترمذي وابن ماجه: بحديثٍ -ويرى أنه كذبٌ؛ فهو أحد الكذََّابين"، ولهما: "من حدَّث بحديثٍ يرى أنه كذبٌ فهو أحدُ الكاذبين".
ولابن عدي: "من كذب عليَّ متعمداً كُلِّف أن يعقد شعيرةً وإلا عُذِّب". 
وفي رواية: "من قال عليَّ ما لم أقل للكذب عليَّ؛ فليتبوأ مقعده من النار"، وفي رواية البزار: "إن أفرى الفرى أن يقول عليَّ ما لم أقل".. وفي روايةٍ: "من قوَّلني ما لم أقُل"، وفي رواية: "إن أعظم الفرية -ثلاثاُ -أن يفتري على عينيه، أو يقول رأيتُ ولم يرَ، وأن يدعي إلى غير أبيه"، وفي روايةٍ: "أن يقول سمعتُ ولم يسمع". وفي روايةٍ: "الذي يكذبُ عليَّ يُبنى له بيتٌ في النَّار".
ولابن عديٍّ: "ثلاثةٌ لا يريحون الجنَّةرجلٌ كذبَ عليَّ"، ولابن أبي شيبة: "من حدَّث عني فلا يقول إلا حقَّاً"، وفي روايةٍ: "وإن الذي يكذبُ عليَّ لجرئ"..

● سبب ورود الحديث:
روى الطبراني بإسنادٍ صحيح (انظر: ص 397)- في المعجم الأوسط (2/ 318)، برقم: (2091):
عن عبد الله بن عمرو، أن رجلاً لبس حُلَّةً مثل حلة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أتى أهل بيت من المدينة؛ فقال لهم: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أي أهل بيت شئت استطلعتُ (ولفظه: أمرني أن أصنع في ابنتكم ما شئتُ أصنعه).
فقالوا: عهدنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يأمر بالفواحش.
قال: فأعدوا له بيتاً، وأرسلوا رسولاً إلى رسول الله، فأخبره، فقال لأبي بكر وعمر: «انطلقا إليه، فإن وجدتماه حياً فاقتلاه، ثم حرقاه بالنار، وإن وجدتماه قد كفيتماه فحرقاه، ولا أراكما إلا وقد كفيتماه».
فأتياه فوجداه قد خرج من الليل يبول، فلدغته حية أفعى، فمات، فحرقاه بالنار، ثم رجعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبراه الخبر.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»

● عدد أحاديث الكتاب:
وعدد الأحاديث في هذا الكتاب (168) حديثاً، منها (59) حديثاً صحيحاً، و(54) حديثاً حسناً، و(55) حديثاً ضعيفاً.

● الصحابة الذين أخرج لهم الطبراني هذا الحديث:
1-أبو بكر الصديق 2-عمر بن الخطاب 3-عثمان بن عفان 4-علي بن أبي طالب 5-طلحة بن عُبيد الله 6-الزبير بن العوام 7-سعد بن أبي وقاص 8-سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل 9-أبوعُبيدة عامر بن الجراح 10-عبد الله بن مسعود 11-عمّار بن ياسر 12-عبد الله بن عمر بن الخطاب 13-عبد الله بن عباس 14-عبد الله بن الزبير 15-عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين. 16-عبد الله بن عمرو بن العاص 17-معاوية بن أبي سفيان بن حرب 18-أسامة بن زيد 19-أبو هريرة 20-أبو سعيد الخدري 21-حذيفة بن اليمان 22-جابر بن عبد الله 23-أبو قتادة الأنصاري 24-البراء بن عازب الأنصاري 25-زيد بن أرقم الأنصاري 26-أنس بن مالك 27-المغيرة بن شعبة الثقفي 28-سعد بن المدحاس 29-صهيب بن سنان 30-سلمة بن الأكوع 31-السائب بن يزيد 32-عمرو بن عبسة 33-أبو أمامة الباهلي 34-عقبة بن عامر الجهني 35-بُريدة بن الحصيب 36-رافع بن خديج 37-خالد بن عُرفطة 38-أوس بن أوس الثقفي 39-عتبة بن غزوان المازني 40-طارق بن أشيم الأشجعي 41-عمرو بن مرة الجهني 42-يعلى بن مُرة الثقفي 43-قيس بن سعد بن عُبادة 44-أبو قرصافة جندرة بن خيشنة 45-العُرس بن عميرة الكندي 46-عمران بن حُصين الخزاعي 47-أبو موسى الغافقي 48-أبو ذرٍ الغفاري 49-واثلة بن الأسقع 50-سلمان الفارسي 51-معاذ بن جبل 52-نبيط بن شريط الأشجعي.

● من روى هذا الحديث عند الطبرانيِّ فقط (8):
53- جابر بن حابس العبدي 54- سمرة بن جندب 55- عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري 56- عمرو بن حريث المخزومي 57- كعب بن قطبة 58- المنقع بن حصين بن يزيد التميمي 59- النواس بن سمعان الكلابي 60-عبد الله بن زُغب الإيادي.

● من روى هذا الحديث عند ابن الجوزيِّ فقط (8):
1-حذيفة بن أُسيد 2-أبو رافع مولى رسول الله 3-أبو رِمثة رِفاعة التميمي 4-عبد الله بن أبي أوفى 5-عفان بن حبيب -يزيد بن أسد 6-رجلٌ من أسلم 7-رجلٌ آخر 8-أم أيمن حاضنة النبيِّ صلى الله عليه وسلم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق