أرشيف المدونة الإلكترونية

الجمعة، 6 أغسطس 2021

نظرات على الأربعين في شيوخ الصوفية لأبي سعد أحمد بن محمد الهروي الأنصاري (ت 412 هـ)

نظرات على الأربعين في شيوخ الصوفية

 لأبي سعد أحمد بن محمد الهروي الأنصاري

 (ت 412 هـ)

تحقيق د. عامر حسن صبري

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنُّونة


تمهيد/ هذا الكتاب جمع فيه الماليني أخبار بعض المتصوفة الذين نالوا حظاً من ثناء العوام، واشتهرت نسبتهم إلى الصلاح والعبادة، فروى أربعين حديثاً من طريقهم، اشتملت على الترغيب في الآخرة، وجملةٌ حسنة من الأخلاق الكريمة، والتزهيد في الدُّنيا، والحثِّ على إصلاح العمل والقلب واللسان، مع ذكر طرفٍ من كلامهم وأخبارهم، وكان كتاب الماليني مصدراً مهماً لمن جاء بعده في توثيق أخبار مَن ذَكرهم في كتابه، ومعرفة أحوالهم.

وينبغي ملاحظة أمرٍ هو في غايةٌ الأهميَّة، وهو: أن كثيراً من الزُّهاد والعُبّاد نُسبوا إلى التصوُّف لعبادتهم وصلاحهم؛ لا أنهم سلكوا طريق التصوُّف الاصطلاحي المعروف، فكان يُقال: فلانٌ الصُّوفي يعنون بذلك أنه صالحٌ عابد، ويدلُّ لذلك أنه لم يؤثر عن هؤلاء الزُّهاد شطحٌ أو شيءٌ مما تلبَّس به المتصوفة الآخرون؛ وقد ميَّزتُ أسماء الزُّهاد بلونٍ مختلف، كي يُعرفوا ويتميزوا من غيرهم.

وبعض هؤلاء الشيوخ الذين ذكرهم الماليني-كما سترى -مجاهيل لا يُعرفون، وبعضهم من ذُكِرَت ترجمته في كتب الصوفية فقط، وبعضهم لم تذكره المصادر أصلاً، أو لا نعرف من أخبارهم إلا النزر اليسير.

وفي بعض ما نقله الماليني من الأخبار: غلوٌ ظاهر، وبعضها لا وجه لإيراده، وبعضها عليه انتقادٌ معروف، وبعضها كذبٌ ظاهر وخرافةٌ محضة.

وكان الماليني على عقيدة السَّلف الصالح في أسماء الله عز وجل وصفاته في الإثبات من غير تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل، وقد أثنى عليه ابن تيمية بذلك، وذكر أن له جهوداً في الردَّ على طائفة الأشعرية والكلابية، وهو تلميذ أحمد بن عيسى الخرّاز الصُّوفي المعروف، وقد صحبه أربع عشر سنة، ويغلب على الظنَّ أن المتصوفة الأوائل أو من نُسبوا إلى الزُّهد والعبادة كان عامتهم على عقيدة السَّلف الصالح.

وقد خدم هذا الكتاب الشيخ عامر صبري، وطبع في دار البشائر ببيروت، وذكر ترجمةً وافية لأبي سعد الماليني، وذكر بعض ما يؤخذ عليه في جزئه هذا من تدليس الشيوخ، وتجاوزه في كتاب الحاكم ودعوى أن كل ما فيه ضعيف.

 على أن بعض من ذكرهم الماليني -عند التحقيق -لا يُعدون في المتصوفة وإنما هم من جملة الزُّهاد والصالحين المُعظّمين للسُّنة، المحاربين للبدعة، وذكرهم هنا تزييناً لمذاهب المتصوفة، وليسوا منهم في شيء.

وقد اشتمل هذا الكتاب على واحدٍ وعشرين حديثاً صحيحاً وحسناً، وبعض هذه الأحاديث ضعيفة، ولكنها ارتقت إلى الحسن لغيره لوجود متابعات لها، أو شواهد، أما الأحاديث الضعيفة، فقد بلغت: أحد عشر حديثاً، وبلغت الأحاديث المتروكة أو التي لا تثبت: سبعة أحاديث.

وقد أحصيتُها؛ فكانت كما يلي: الأحاديث الضعيفة في الكتاب (١، ٣، ٦، ٧، ١١، ١٧، ١٨، ١٩، ٢٠، ٢١، ٢٢، ٢٣، ٢٥، ٢٧، ٣٠، ٣١، ٣٦، ٣٨، ٤٠). والأحاديث الضعيفة جداً (٥، ٢٦، ٣٣) والأحاديث الباطلة والموضوعة (٢، ٢٨، ٣٥) وأما الأحاديث الصحيحة والحسنة (٤، ٨، ٩، ١٠، ١٢، ١٣، ١٤، ١٥، ١٦، ٢٤، ٢٩، ٣٤، ٣٧، ٣٨).

وختم الماليني كتابه ببعض الحكايات المتضمنة لبعض الدعوات، وجعلها كآخر ما يختم به المصنفون كتبهم.

١. ذِكْرُ معروف الكرخي (ت 200 هـ).

٢. ذكر سري بن المغلس السقطي (ت 253 هـ)

٣. ذكر الجنيد بن محمد (ت 297 هـ).

٤. ذكر عمرو بن عثمان المكي (ت 291 هـ)

٥. ذكر محمد بن يعقوب بن الفرجي، توفي بعد (270 هـ/ 884 م).

٦. ذكر محمد بن محمد بن أبي الورد (العابد) (ت 262 هـ)

٧. ذكر محمد بن منصور الطوسي (ت 254 هـ).

٨. ذكر أبي سعيد أحمد بن عيسى الخراز (ت 279هـ).

٩. ذكر الحسن بن علي المسوحي، توفي قبل (270 هـ).

١٠. ذكر أبي علي المشتولي الصوفي (340 هـ).

١١. ذكر سهل بن عبد الله التستري (ت 283 هـ)

١٢. ذكر فضيل بن عياض (ت 187 هـ).

١٣. ذكر علي بن الفضيل بن عياض، توفي قبل (180 ه).

١٤. ذكر أبي العباس بن مسروق (ت 298 هـ).

١٥. ذكر الحارث المحاسبي (ت 243 هـ).

١٦. ذكر خزرج بن علي البغدادي =وهو مجهول الحال (ت ؟؟!).

١٧. ذكر علي بن الموفق العابد (ت 265 هـ).

١٨. ذكر بشر بن الحارث (ت 227هـ).

١٩. ذكر ذي النون المصري (ت 245 هـ).

٢٠. ذكر أبي بكر محمد بن سيد حمدويه (ت 301 هـ)

٢١. ذكر أبي عبيد البسري، قبل سنة (ت 280 ه).

٢٢. ذكر أبي الحسن بن شعرة =شيخٌ مجهول (ت 301 هـ).

٢٣. ذكر بُنان الحمال (ت 316 هـ).

٢٤. ذكر محمد بن عياش =شيخ مجهول (ت ؟!!).

٢٥. ذكر موسى بن محمد الحديثي الصوفي =شيخٌ مجهول (ت ؟!!).

٢٦. ذكر علي بن محمد السيرواني الكبير =مجهول الحال (ت ؟!!).

٢٧. ذكر يوسف بن الحسين الرازي (ت 304 هـ).

٢٨. ذكر أبي الحسن علي بن محمد الدينوري (ت 331 هـ).

٢٩. ذكر أبي سهل بن يونس (ت 331 هـ).

٣٠. ذكر إبراهيم بن المولد (ت 342 هـ).

٣١. ذكر أبي بكر المصري =مجهول لا يُعرف (ت ؟!!).

٣٢. ذكر فتح الموصلي (ت 220 هـ)

٣٣. ذكر محمد بن يوسف البنا (ت 286 هـ).

٣٤. ذكر أحمد بن جعفر بن هاني القطان (ت  ؟!!).

٣٥. ذكر أبي الطيب الهاشمي (ت 373 هـ).

٣٦. ذكر عباس بن الشاعر (ت 373 هـ).

٣٧. ذكر أبي الحسن القرافي =شيخٌ مجهول (ت ؟!!).

٣٨. ذكر أبي القاسم النصراباذي (ت 367 هـ)

٣٩؟. ذكر أبي العباس البردعي، توفي قبل (370 هـ).

٤٠. ذكر أبي علي بن حمزة الجعفري =شيخٌ مجهول (ت ؟!!).






الثلاثاء، 3 أغسطس 2021

المهدية في الإسلام منذ أقدم العصور حتى اليوم دراسة وافية لتاريخها العقدي والسياسي والأدبي، تأليف: سعد محمد حسن

المهدية في الإسلام منذ أقدم العصور حتى اليوم

دراسة وافية لتاريخها العقدي والسياسي والأدبي

تأليف: سعد محمد حسن

[من علماء الأزهر ومدرس بوزارة المعارف].

دار الكتاب العربي بمصر، الطبعة الأولى، جماعة الأزهر للتأليف والترجمة والنشر


بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

تمهيد/ لقد فاضت المصادر العربية التاريخية بأخبار "المهدية"، ومن ادعوها في مختلف العصور، ويرى علماء الحديث أن أحاديث المهدي بلغت مبلغ التواتر المعنوي، ولما غلت بعض الطوائف في هذه العقيدة، وادَّعاها أقوامٌ لأنفسهم، كان لا بُد من كتاب يجمع شتات هذه "النظرية"، أو "الفكرة"، أو "العقيدة"، ويؤلف منها قصة تاريخية محكمة البنية، ليدرك القارئ العربي المسلم الاتجاهات التي يسير فيها العالم الإسلامي بوعي، أو بغير وعي منه في هذه القضية، وتكون حسنة العرض، سهلة الأسلوب، تُساعد الإنسان العربي والمسلم على فهم أبعاد هذه العقيدة، والاعتقاد الصحيح بها.

وعبر التاريخ الإسلامي، قامت العدد من الحركات الثورية التي رفعت لواء المهدية، وشغلت حيزاً كبيراً من صفحات التأريخ بما أوحت إلى الناس من فتن واضطرابات، وبما أقامت من حكومات وأسقطت من أخرى، وبما أفسدت من عقول ساذجة، خدعها بريق الفكرة ولونها الديني؛ فأجابت دون وعي كل ناعقٍ وناعب، وانساقت يلهبها الشعور والعاطفة وراء كل ثائر وداعية، منذ فجر التاريخ الإسلامي وحتى نهاية القرن المنصرم.

ولا شك أن معالجة هذا الموضوع، سيكون له أثره الكبير على من يدينون بالمهدية في العراق وإيران والهند والحجاز لا سيما الشيعة والمتصوفة، وهذا الكتاب يُعالج هذه القضية نوعاً ما.

وللمؤلف تجاوزات كثيرة، وتعبيرات خاطئة اعتمد فيها على بعض مؤلفات الشيعة، كشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد -وهو في نظر المؤلف من معتدلي الشيعة، ويرى المؤلف أن حركة العصبيَّة القبلية لدى أهل اليمن دفعتهم لاختراع قضية القحطاني، والكلبي، واختلق المضريون التميمي، وكان العباسيون أبعد الناس نظراً، حيث استغلوا ظهور شخصيات ادَّعت المهدية والسفيانية لتوطيد سلطانهم. 


الفصل الأول: الإمامة في الإسلام:

وفيه بيان من هم أهل البيت المخصوصية بالإمامة؟ وما هي نظرة الشيعة لأحقيَّة عليِّ في الخلافة، ورواياتهم حول انتقال الإمامة إلى أبي بكر رضي الله عنها، وما هي شروط الإمامة أو "الخلافة" عند أهل السُّنة والجماعة؟ ووجوب طاعته، وموقف الخوارج والشيعة من الإمامة، فالأزارقة من الخوارج تبيحها لكل من هو أهلٌ لها، بينما النجدات تمنع من وجود إمام، ويرى الشيعة أن الإمامة أفضل من النبوة، ويعدونها أصلاً من أصول الدين، والإمام عندهم معصوم، يُوحى إليه، بينا يرى أهل السنة وجوب احترام عليٍّ بن أبي طالب دون مساس بحقوق أسلافه في الخلافة، ويرونه رجلاً ذا فضلٍ ومعارف جليلة، وغالى فيه بعض المتصوفة فاعتقدوا فيه ما تعتقده الشيعة، بينما أخرج الفاطميون عن ربقة الدين لاعتقادهم أن ذات الإله تحل في الإمام، وانظر إلى مدح ابن هانئ للمعز لدين الله الفاطمي.

القرابة عند الشيعة 

الإمامة عند الفرق الإسلامية

الإمامة عند أهل السنة

الإمامة عند الخوارج  

الإمامة عند الشيعة  

الفصل الثاني: الرجعة

والرجعة في جملتها معتقد يهودي، ونقل الشهرستاني أن اليهود اتخذوا من قصة "عزير" حيث أماته الله مائة عامٍ ثم بعثه مبرراً للقول بها، كما رأوا ذلك في موت هارون عليه السلام. ونظراً لما ساد في المجتمعات الشرقية من الجهل والاستبداد اخترعوا عقيدة عُرفت عندهم بـ"المخلص" أو "المنقذ"، فمسيحيو الأحباش ينتظرون عودة مليكهم "تيودور" كمهدي في آخر الزمان، كما يؤمن كثيرٌ من المسيحيين برجعة "المسيح" لإنقاذ العالم من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، ويعتقد المغول بأن "تيموجين" (جنكيز خان) الذي تُقدم على ضريحه القرابين كان قد وعد قبل موته بعودته إلى الدنيا بعد تسعة قرون لتخليص قومه من نير الحكم الصيني، كما أن الهنود ينتظرون عودة "فيشنو" إلى الوجود، وهذه العقيدة هي التي ولَّدت قضية "المهدي" عند المسلمين.

يهودية الرجعة وتسربها إلى الشيعة

عقيدة المخلص في الشرق القديم وأثرها فى معتقد المهدية

الفصل الثالث: المهدية في الإسلام  

وفي هذا الفصل يتناول الباحث لفظة المهدي بالتحليل اللغوي وبيان معناها وأصولها واشتقاقاتها، ثم تعريفه في اصطلاح المتأخرين: هو إمامٌ منتظرٌ يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، وقد ساعد جور بني أمية على تكريس مثل هذه العقائد عند بسطاء الشيعة وجمهورهم، وقد وجد الوضاعون من الشيعة الفرصة سانحة ليضعوا أحاديث يكذبون فيها على أهل البيت، رفعوا بعضها إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وساهم في إذكاء هذه الفكرة اتصال الجور بحقبة بني العباس، وقد حرص الشيعة أكبر الحرص على تبيان الأساس الديني لمعتقد "المهدية" والدفاع عنه جاهدين ضد سخرية المرتابين، وفيه مناقشة اعتقاد الشيعة بألوهية الأئمة، كالكيسانية، والمنصورية، ويعتقد الشيعة أن ظهور المهدي سيكون تخليصاً للعالم من الجور، وانتصاراً لآل البيت الذين ذاقوا صنوف الخسف من مختلف الحكام والسلاطين. ويعتقد الشيعة أنه بظهور المهدي سيظهر معه حجر موسى الذي به يُطعم الجيش ويسقيه، والجفران -الأكبر والأصغر -ويعتقدون أن فيه علم ما كان وما يكون، ومصحف فاطمة، والجامعة، وصحيفتان، إحداهما فيها أسماء شيعته وأنصاره إلى يوم القيامة، وفي الأخرى أسماء أعدائه، ومعه أيضاً درع النبيِّ وسيف ذو الفقار.

لفظة المهدي  

الشيعة وعوامل الفكرة عندهم

مستندات الشيعة 

غلاة الشيعة وألوهية الأئمة

المهدي عند الشيعة  

الفصل الرابع: فرق الشيعة إزاء هذا المعتقد  

وعلى الرغم من تفرق الشيعة واختلافهم في معتقداتهم إلا أن أصولهم ترجع إلى أربع فرق رئيسية، وهي: السبئية، والكيسانية، والزيدية، والإمامية، ويتناول هذا الفصل الحديث عن "المهدية" عند كل فرقة من هذه الفرق، وقد ادَّعى عبد الله بن سبأ بالرجعة، وهي أصلُ فكرة المهدية عندهم، وذهبت الكيسانية إلى أن محمد بن الحنفية هو المهدي، وحفلت مؤلفات الشيعة بهذا الأمر، وكتبوا في ذلك أشعاراً كثيرة، بينما تجردت الزيدية عموماً من تخيلات الشيعة للمهدي، وكانت أكثر عقلانية وواقعية في نظرتها لهذا الأمر، وهي ترفض القول بفكرة رجعة الأموات إلى الدنيا، بينما ذهبت الجارودية إلى القول بمهدية "النفس الزكية"، وقد كثر تعداد فرق الإمامية، حتى أربى على خمس عشرة فرقة، ولكل فرقةٍ مهديٌّ خاص، وأشهر فرق الإمامية "لإثنا عشرية" ومهديهم هو محمد بن الحسن العسكري الموجود في السرداب ولم يخرج حتى اللحظة، ولا بُد على الشيعي الإمامي من أداء نصِّ البيعة للإمام الغائب بالنصرة حال ظهوره، و"الإسماعيلية" ومهديهم هو أبو محمد عبيد الله من ولد جعفر الصادق، والذي دعا له أبو عبد الله الشيعي.

السبئية؛ وهم أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي اليمني.

الكيسانية

الزيدية 

النفس الزكية محمد بن عبد الله مهدى الجارودية  

الإمامية  

الإثنا عشرية

الإسماعيلية

الفصل الخامس: أدب المهدية عند الشيعة  

أدب الشيعة في بوجهٍ عام حزين مكلوم، تشيع الدموع بين طواياه، وتدعوك ألفاظه إلى البكاء، حتى لا يكاد وتخرج النفوس مذابةٌ من كلماته الفياضة بمشاعر الحزن، وربما أغرق الشاعر المتشيع في شعره وبالغ فيه إلى حد اعتقاد القداسة في الإمام أو المهدي الذي قد يرفعه مصاف الآلهة كما يقول ابن هانئ الأندلسي في المعز لدين الله الفاطمى، وكثير عزة، والسيد الحميري، وبهاء العاملي، وغيرهم، وأشعارهم في المهدي عموماً تنمُّ عن إيمان عميق به؟!.

كثير عزّة

السيد الحميرى

بهاء الدين العاملي 

الفصل السادس: المهدية عند بقية الفرق الإسلامية  

المهدية والقرامطة؛ ويرى القرامطة، وهم فرقة من الشيعة: أن أئمتهم هم رسل الله إلى الناس، ويزعمون أنه ينزل عليهم الوحي، واخترعوا آياتٍ لذلك. 

المهدية والخوارج: والخوراج بشكل عام لا تؤمن بالمهدية ولا تقول بها، إلا بعض الفرق منهم.

المهدية والصوفية :واعتقاد الصوفية في المهدي هو مشابهٌ لاعتقاد الشيعة فيه.

المهدية وأهل السنة

آثار عقيدة المهدي في المجتمع الإسلامي 

ويقول المسعودي: إن عبد الرحمن بن الأشعث قد ادَّعى أنه ذلك القحطاني المنتظر الذي يسوق الناس بعصاه، وهناك من يحدثنا ببعض النبوءات بكلبي منتظر، وهو مهدي يخرج من بني كلب إحدى القبائل اليمنية، وقد ادَّعى أبو محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أنه السفياني، المذكور في الأحاديث.

القحطاني والكلبي والتميمي

السفياني المنتظر

إجمال المهديون من غير آل البيت (ذكر من ادَّعاها أو ادُّعيت له):

  • موسى بن طلحة بن عُبيد الله

  • عمر بن عبد العزيز.

  • الحارث بن سُريج.

  • أبو مسلم الخراساني عند أتباع بابك الخرمي

  • ابن تومرت مهدي الموحدين بالمغرب

الفصل السابع: المهدية فى العصر الحديث

محمد أحمد مهدي السودان  

البابية والبهائية  

التشيع في فارس

البابية  

البهائية

المهدية فى الهند

الإسلام فى الهند .  

الباريلية  

الأحمدية أو القاديانية



الأحد، 1 أغسطس 2021

الفقهاء والصُّوفية في اليمن عبد الله محمد الحبشي بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

  الفقهاء والصُّوفية في اليمن

عبد الله محمد الحبشي

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ لقد كان أهل اليمن أكثر الناس معرفةً لحقيقة الإسلام، وما أتى من أخلاقٍ كان لها أثر عظيم في نفس المسلم اليمني، ولا غرابة في ذلك، وقد تفرَّس النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك فيهم، فقال: (أتاكم أهل اليمن هم ألينُ قلوباً وأرقُّ أفئدةً، الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية). 

وقد ذكر المؤلف بعض  الزُّهاد من الصحابة والتابعين الذين ساروا على النَّهج النبويِّ الكريم في العلم والتقوى والورع والعبادة، ثم أتبعهم بذكر بعض المتصوفة الذين اشتهر ذكرهم في اليمن من القرن الخامس إلى عهدٍ قريب، وهم في الجملة قلائل، ولم يكن لهم مذهبٌ منتشر في اليمن، أو أتباعٌ كثر في ظل حكم أهل البيت من أتباع المذهب الزيدي. 

وكان المذهب الزيدي أدان الصوفية في كثيرٍ من شطحاتهم وشعاراتهم البعيدة عن الإسلام، واستمرَّ المتصوفة بدورهم المحدود وصلاحياتهم المُقيَّدة في مناطق محدودة من اليمن؛ حتى أصابه الانحطاط وكانت أولى علامات انحطاطه غلو المتصوفة في تقديس شيوخهم، وإسباغ هالات العظمة عليهم، فنسبوا إليهم العديد من الكرامات التي لا يقدر على فعلها إلا ربُّ الأرباب، ومنهم من لم يكتفِ بإضفاء تلك الكرامات إلى شيخة في حياته، فأخذ يتقرب إلى ضريحه بعد موته، ويعتبره من المزارات المُقدَّسة، حتى أدى به الأمر إلى الاستغاثة وطلب نزول المطر عند قبره والنحر له، إلى غير ذلك.

وأما متأخريهم؛ فقد كانوا وصمة عارٍ على الصوفية، وقد حولوا تصوفهم إلى نوع من الشعوذة، جعلوه وسيلةً للكسب الخاطئ؛ فقاموا بأعمالٍ يتبرى منها كل عاقل.

وهذا الكتاب فيه بيان للصورة الحقيقية للصراع بين الفقهاء الزيدية والصُّوفية بشطريها البدعية والفلسفية في اليمن، وبيان أسبابه، وأطرافه، وآثاره، ووجه العناية بهذا الموضوع، بيان الأهمية العلمية التي خلفها الصراع بين الفقهاء وبين الصوفية في اليمن، وبيان أن هذا الصراع امتدَّ لفترات طويلة في تاريخ اليمن.

وجملة هذا الكتاب ناقشته في كتابي (التصوف في التاريخ العربي والإسلامي) بشيءٍ من التوسُّع والتفصيل، على أن التصوف اليمني لم يكن ذا أهميَّة باعتباره تابع لمدارس التصوف الأخرى في مصر والسودان والعراق والشام، كما أن صوته ضعيفٌ للغاية في بلاد اليمن الحبيب، وأتباعه قليلون جداً مقارنة بمناطق أخرى من العالم الإسلامي.

فهرس الكتاب:

في التصوف اليمني وتاريخه

مدرسة ابن عربي في التصوف اليمني

النزاع بين الفقهاء والصوفية في اليمن

أحداث النزاع التاريخية.



السبت، 31 يوليو 2021

النشاط الأشعري المعاصر السمات ومكونات الخطاب والعلاقات -كتبه: محمد براء ياسين

النشاط الأشعري المعاصر

السمات ومكونات الخطاب والعلاقات

كتبه: محمد براء ياسين

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلم حنونة

تمهيد/ يشهد العالم العربي والإسلامي تحولاً كبيراً في حركات التصوُّف المحترق، الذي أمسى يحتضر في بيئته وبين أبنائه، مُعلناً إفلاسه الكبير وعجزه التام في مواجهة الفطرة الصافية التي استقرت في قلوب الخُلَّص من عباد الله، بعدما كتب الله سبحانه -للدعوة السَّلفية المباركة أن تنتشر في ربوع المعمورة، فأشرقت لها بساتين الشام وحدائق القدس وأضاءت جبال مكة وسواحل المغرب وروافد العراقين.

وأصبح التصوُّف يرثي نفسه، وينتحب على أضرحةٍ خلت من عُمَّارها، ويندب قبوراً مهجورةً من عُبّادها، فلا من يستغيث بميّت، ولا من يدعو حجراً، ولا من يعتقد في صخرةٍ أو نجمٍ أو شجرة.

فلم تُطق الشَّربةُ رهبان التصوُّف؛ بما أصابهم من الذُّل والصَّغار، فراهنوا على التحريش والرفس والطقطقة، فهملجت شيوخهم بالباطل، وأظهروا العداوة والبغضاء لأهل السُّنة، وأفرطوا في تشويه رموز الدعوة السلفية المباركة، فخرجوا عن حدود الأدب، وامتحنوا الناس بنبرة التخوين والتجهيل والتسفيه.

ولم يكتفي أرباب الطائفة بذلك حتى غدا كبارهم على موائد السلطان، تنافق الحكام ليلاً ونهاراً، وتشرعن جهادها الجاهلي على أبناء الدعوة السلفية المباركة، وغيرها من الدعوات الإسلامية، وتتصل بأرباب الدولة والسلطان في سبيل دفع صوت الحق، والزج بشباب الدعوة في سجون المكر والخيانة، وتعتمد على مؤسسات صديقة في الغرب أو أخرى مساندة لها في الشرق، بقصد الاستعلاء، في محاولة للوصول نحو المملكة الباطنية المنشودة.

واتقد لدى الصوفيين شعورٌ عميق بضرورة السيطرة والغلبة على مراكز التوجيه الديني في المجتمع، أو الولايات الدينية في الدولة، ولهذا الزحف أدواته التي يسعى للتأثير بها على قطاع كبير من الناس، من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة. ومن خلال الاتصال بالجهات السياسية: المحلية والدولية بقصد الحصول على الدعم الكافي لنشر البدع والخرافات.

ويبدو أن هذه الحركة المعاصرة للتصوف الأشعري ولدت ميِّتة، وستبقى ميَّتة، لأنها تجد مصلاً قوياً يقتلها في مهدها، وتواجه سداً قوياً يضادها في الاتجاه الآخر، يمنع تمددها، ويحصرها في أضيق مكان وأصغر بقعة.

وقد صبٌّوا جمَّ عداوتهم لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى، وأذكوا متحمسي الأشاعرة ليجلبوا على الأمة العار والسكون، وقدحوا زندهم، لإحياء عقائد الجهمية في التوحيد والإيمان، وإحياء البدع السلوكية، تحت أيِّ حكمٍ وضعيٍّ كان، فاجتمعوا على هدفٍ واحد، وهو مناكفة "السلفية" المعاصرة، وإحياء النعرة المذهبية، من خلال القدح في رموز الدعوة السلفية عموماً، وبشيخ الإسلام ابن تيمية على وجه الخصوص.

وقاد هذه الحركة المتعصبة شخصيات صوفية تنتمي إلى المدرسة الأشعرية، والتي أضحت تتشكى من غربة المذهب الأشعري، وظهور المذهب المعادي له "السلفية المعاصرة"، ولكن لم ينل هؤلاء خيراً، بل بقي استعلاء أهل السُّنة بكتاب الله وسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة.

 وقد تناول هذا البحث العديد من الشخصيات التي تتبنى النشاط الأشعري المعاصر، وتوظف عناصر الخصومات الشديدة ضد أبناء الطوائف الأخرى المسلمة، وعرض هذا الكتاب أهم رموز التيار الأشعري المعاصر، وإنتاجاته الفكرية والعلمية، وأهم نشاطاته المعاصرة من خلال البرامج الفضائية والمتلفزة ومواقع التواصل الإجتماعي، والإصدارات المعرفية، والخلافات الحاصلة بين شخصياته.

مباحث الكتاب:

الفصل الأول: سمات "النشاط الأشعري" المعاصر

يتضمن هذا الفصل تعريفاً بثلاث سمات، بدا أنها تُميّز من يُمثل الاتجاه الأشعري الذي نعنيه في هذا البحث عن غيرهم من الأشعرية المعاصرين.

المبحث الأول: القابلية للتوظيف السياسي

المبحث الثاني: النشاط والحركة

المبحث الثالث: العدائية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وذلك من خلال:

أولاً: نسبة التجسيم لابن تيمية.

ثانياً: أنهم يبنون على هذا الوصف التحذير من ابن تيمية، وجعله خطراً على عقائد المسلمين.

ثالثاُ: زرع وهم توبة ابن تيمية من عقائده.

رابعاً: تبني فكرة أن ابن تيمية هو بذرة الإرهاب المعاصر.

الفصل الثاني: مكونات الخطاب الأشعري المعاصر.

المكون الأول: الدعوة إلى اتباع المذهب الأشعري والماتريدي في الاعتقاد

المكون الثاني: الدعوة إلى تقليد المذاهب الأربعة في الفقه

المكون الثالث: الدعوة إلى الطرق الصوفية في السلوك

الفصل الثالث: المواقف والعلاقات

المبحث الأول: موقف "النشاط الأشعري المعاصر" من مدرسة التنوير الإسلامي.

المبحث الثاني: موقف "النشاط الأشعري المعاصر" من المدرسة السلفية المعاصرة.

المبحث الثالث: موقف "النشاط الأشعري المعاصر" من الرافضة.

المبحث الرابع: موقف "النشاط الأشعري المعاصر" من بعض الحركات الإسلامية

المبحث الخامس: موقف "النشاط الأشعري المعاصر" من تنظيمات الغلاة القتالية

الخاتمة، وأهم النتائج والتوصيات.

  • خاتمة  

وختام هذه الدراسة بإشارات نقدية تتعلق بطرائق غير صحيحة في التعامل مع «النشاط الأشعري المعاصر». وهي ثلاث:  

أولاً: غلط الاستسهال في الردود، دون بذل الوسع في تحري الأقوال وفهمها، وترتيب الحجج المستقيمة في الجواب عن الشبهات، إذ ذلك يؤدي إلى تقوية شبهاتهم لا إضعافها. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «كل من لم يناظر أهل البدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه، ولا وفى بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس، ولا أفاد كلامه العلم واليقين («درء تعارض العقل والنقل» (١/ ٣٥٧)). 

وقيل: من لم يطلع على دلائل خصمه لم يقدر على قطعه وقصمه" («الانتصار في الرد على القدرية المعتزلة الأشرار» للعمران (١/ ٩٠)).  

ثانياً: شعر قومٌ بالضعف العلمي لدى التعامل مع المذهب الأشعري، فأصبحوا يحثون على القراءة في كتبهم، دون انضباط بالتأصيل الفقهي في النظر في كتب المبتدعة، وما فيه من تفصيل بين الأحوال، ودون استحضار البعد الرسالي لدى النظر في كتبهم، فيصبح النظر في كتب الكلام لمجرد التحصيل المعرفي، وقد قرر أهل العلم أن مقصود النظر في كتب المبتدعة؛ إما: الاستعانة بها في الرد عليهم، وإما معرفة غلط فرقة مبتدعة أخرى، «وهذا لا يحتاج إليه من لا يحتاج إلى رد المقالة الباطلة لكونها لم تخطر بقلبه، ولا هناك من يخاطبه بها، ولا يطالع كتابا هي فيه، ولا ينتفع به من لم يفهم الرد، بل قد يستضر به من عرف الشبهة ولم يعرف فسادها» كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية»! («منهاج السنة النبوية» (٥/ ٢٨٣)). 

ثالثاً: تجاوز قواعد العلم من أجل وهم التقريب بين المذاهب، لأي غاية كانت =يضر ولا ينفع، وكثيراً ما تسعى دعوات التقريب إلى إلغاء الفروقات الحقيقية بين المذاهب، فإن لم يكن؛ فبالتخفيف من حدتها بدعوى أن الخلاف لفظي.  

وقد استعمل هذا بعض من يريد التقريب بين أهل السنة والأشعرية، فعمد إلى إلغاء الفروق الحقيقية بين مقالات أهل السنة والأشعرية. 

فادعى أن الخلاف بين قول ابن تيمية في اعتبار صفة الكلام قديمة النوع حادثة الآحاد وبين قول الأشعرية في الكلام  النفسي خلاف لفظي (كما يقوله الشيخ محمد الحسن ولد الددو، وذلك في شرحه على منظومة خاله الشيخ محمد سالم ولد عدود -رحمه الله تعالى- في الاعتقاد التي قدم بها نظمه لمختصر خليل).

وادعى آخر أنه لا خلاف بين ابن تيمية والأشعرية في مسألة التحسين والتقبيح العقليين (كما يقوله حاتم العوني، انظر كلامه والرد عليه في مقال نقض دعوى الدكتور حاتم العوني - وفقه الله - في أن مذهب الأشعرية لا يختلف عن تقرير ابن تيمية في مسألة التحسين والتقبيح العقليين»، منشور في ملتقى أهل الحديث).  

  • أهم نتائج البحث  

١ - «النشاط الأشعري المعاصر» اسم لتوجه ديني ظهر في السنوات الأخيرة، من أبرز رموزه علي جمعة، وأسامة الأزهري، وسعيد فودة، وعلي الجفري، وعمر بن حفيظ، وسيف العصري، ونزار حمادي، وجلال الجهاني، وتتوزع انتماءات أصحابه على بلدان متنوعة؛ مصر واليمن والأردن، وتونس وليبيا، والكويت.  

٢ - امتاز «النشاط الأشعري المعاصر» بثلاث ميزات: النشاط والحركة، والقابلية للتوظيف السياسي، والعدائية لعدد من أئمة الحديث ولشيخ الإسلام ابن تيمية خاصة.  

٣ - لـ «النشاط الأشعري المعاصر» مؤسسات متعددة، تعنى بنشر خطابه، كما أن لرموزه نشاطا إعلامياً في القنوات الفضائية وفي شبكات التواصل الاجتماعي، ونشاطاً في مجال التحقيق والتأليف. وقد تناولنا في البحث النشاط الإعلامي والتحقيق والتأليف بشيء من التفصيل.  

٤ - لـ«النشاط الأشعري المعاصر» قابلية للتوظيف السياسي واستعماله أداة في وأد روح المقاومة، التي تمثل السلفية رافداً لها، ويحرص «النشاط الأشعري المعاصر» لدى تلقيه الدعم من القوى الغربية أو المحلية الخارجة عن شرائع الإسلام بتوصيف علاقته بأنها علاقة لا تصل إلى درجة التبعية وتلقي الأوامر أو التوجيه أو الإملاء.

٥ - لـ«النشاط الأشعري المعاصر» موقف عدائي من شيخ الإسلام ابن تيمية، فهم ينسبونه إلى البدعة والتجسيم، مقلدين في ذلك بعض شيوخ الأشعرية في عصر ابن تيمية كتقي الدين السبكي وولده تاج الدين، أو معتمدين على تفسيراتهم لبعض نصوصه وكلامه، والتجسيم مختلف في كفر صاحبه عندهم، وهم لا يختارون تكفير ابن تيمية، ويدعي بعضهم تراجعه وتوبته، لكنهم ينشطون في ذمه والتنفير عنه، والتحذير منه، ويجعلونه خطرا على عقائد المسلمين، ويجعله بعضهم مصدراً من مصادر التطرف  

والإرهاب في الوقت المعاصر.  

٦ - يتكون الخطاب الذي يتبناه «النشاط الأشعري المعاصر» من ثلاثة مكونات يعدها «النشاط الأشعري المعاصر» مكونات لمفهوم السُّنية، وهي: الدعوة إلى المذهب الأشعري أو الماتريدي في الاعتقاد، والدعوة إلى المذاهب الأربعة في الفقه، والدعوة إلى الطرق الصوفية في السلوك.  

٧- يعد «النشاط الأشعري المعاصر» العناية بعلم الكلام من الواجبات الكفائية التي بيعت في هذا العصر، ويعلون من شأنه، ويرون فيه صلاحية لمخاطبة. جميع أصناف الناس، بمن فيهم العوام، ويرون فيه الإجابة عن الأسئلة والتشكيكات العقدية المعاصرة.  

٨- يدعو النشاط الأشعري المعاصر» إلى تنويع طرق الخطاب العقدي، بالمخاطبة بالأدلة الكلامية العقلية، والأدلة النقلية، وإلى مخاطبة كل صنف من الناس بما يؤثر فيهم. وقد أوردت في البحث نصاً للفخر الرازي يبين فيه تعذر مخاطبة العوام بصريح المذهب الأشعري.  

٩ - يدفع النشاط الأشعري المعاصر» وصف الابتداع عنه بدعوى وقوع التأويل من السلف، وبدعوى انتساب أثمة من المحدثين والفقهاء للمذهب الأشعري.  

١٠ - يتفاوت رموز «النشاط الأشعري المعاصر» في موقفهم من تحديد درجة الاختلافات داخل المذهب الأشعري، والتوجه العام لديهم هو نفي وجود اختلاف حقيقي داخل المذهب.  

١١ - يتفاوت رموز «النشاط الأشعري المعاصر» في فهم علم الكلام واشتغالهم فيه.

١٢. يدعوا النشاط الأشعري المعاصر إلى إحياء المذهبية وفقاً للمنهجية المتبعة لدى متأخري أتباع المذاهب، وينتقدون اللامذهبية انتقاداً شديداً.

 ١٣. لبعض رموز النشاط الأشعري المعاصر تصريحات وفتاوى تخالف الطريقة المذهبية المعلن عنها في تلقي الأحكام الفقهية يظهر ذلك بشكل واضح في كثير من تصريحات وفتاوى علي جمعة التي لقيت انتقاداً من منسوبي النشاط الأشعري المعاصر أنفسهم.

 ١٤. يدعو النشاط الأشعري المعاصر إلى بدع خطيرة تتعلق بالسلوك أخطرها الاستغاثة بغير الله تعالى.

١٥. يعتني النشاط الأشعري المعاصر بالدعوة إلى بدعة المولد عناية خاصة، ويستدلون لها، ويجيبون عن حجج مانعيها، ويشيعون كلام العلماء الذين أجازوها، وفي كلام بعضهم إشارات إلى خلل في محبة النبي صلى الله عليه وسلم لدى من يمنعها 

١٦. يرفض النشاط الأشعري المعاصر القول بوحدة الوجود الذي يقول بالاتحادية كابن عربي وابن سبعين والتلمساني، لكن رموزه يتفاوتون في موقفهم من ابن عربي بناء على الاختلاف في دلالة كلامه على القول بوحدة الوجود، ويسعى سعيد فودة إلى تخليص الصف الداخل الصوفي الاشعري من هذا القول أو الاقتراب منه. 

١٧. يتفاعل النشاط الأشعري المعاصر مع الوسط الفكر الإسلامي وغير الإسلامي، ويتخذ مواقف من الاتجاهات النشطة في الساحة؛ كالسلفية المعاصرة، والحركات الإسلامية، والتنظيمات القتالية، ومدارس تجديد الخطاب الديني، والتنوير، والشيعة الاثني عشرية.

١٨. يقف النشاط الأشعري المعاصر موقفاً عدائياً شديداً من المدرسة السلفية المعاصرة، ويرى أنها مدرسة شاذة، نشأت في حقبة الاستعمار و انقطعت عما كان عليه المسلمون عبر القرون السابقة ولا تمثل إلا جزءًا يسيراً من الأمة، ويرونها مدرسة تتبنى القول بالتجسيم في الاعتقاد، وبدعة اللامذهبية في الفقه، وموقفاً شاذاً من التصوف، ويصفون رموز المدرسة السلفية المعاصرة بالجهل ولا يرون لهم أي سلف معتبر بل هم في نظرهم ورثة للكرامية واليهود ومجسمة الحنابلة؛ فلا يرون أي شرعية لوجود هذه المدرسة ويدعون عليها بالهلاك.

١٩. يدعي النشاط الأشعري المعاصر أن السلفية المعاصرة ليست امتدادا للحنابلة، ونشطت فئة متصلة بالنشاط الاشعري المعاصر باسم "الحنابلة الجدد" تدَّعي اختطاف السلفيه للمذهب الحنبلي، وترصد الخلافات العقدية والفقهية الجذرية بين أقوال الحنابله أو معتمد اقوالهم وبين السلفية المعاصرة، وتدعو للتماهي بين المذهب الحنبلي والاشعري. 

٢٠. يسعى النشاط الأشعري المعاصر إلى إشاعة الردود على السلفيين وذلك بالتأليف بالكتابه او النشر في شبكات الانترنت. 

٢١. ينسب النشاط الأشعري المعاصر ظاهره التطرف للسلفية ويعد داعش نتيجة حتمية للسلفية.

٢٢. يتكلم النشاط الأشعري المعاصر في ظاهرة التطرف بقصد إضعاف رصيد خصومهم بسبب ديني أو سياسي، ولذلك يربطها بابن تيمية وبسيد قطب.

٢٣. يشيع لدى النشاط الأشعري المعاصر وصف الحركات الإسلامية بالتلاعب في الدين بحسب دعواهم يستعملون الدين لتحقيق أغراضهم السياسية.

٢٤. يقف رموز النشاط الأشعري المعاصر بالجملة من مدرسة التنوير الإسلامي نفس الموقف السلبي الذي وقفه الكوثري ومصطفى صبري في النصف الأول من القرن الماضي، وله في الرد على هذه المدرسة عدد من الكتابات.

٢٥. يدعو النشاط الأشعري المعاصر إلى التعايش مع الرافضة والتعاون معهم على المتفق عليه ويقبلون الدعوة إلى التقريب بشروط، ويتفاوتون في السير على التقرير الأشعري التقليدي في عرض قضايا الخلاف بين الأشعرية والرافضة، وأبعدهم عن ذلك أحمد الطيب الذي يدعي أن الاختلاف مع الرافضة كالاختلاف بين المذاهب الفقهية. 

٢٦. يرفض النشاط الأشعري نشر مذهب الشيعة الاثني عشرية في بلاد السنة ويرفض مبدأ تصدير الثورة الذي تبنته إيران. 

٢٧. النشاط الأشعري المعاصر محجوب بعداوته للسلفية عن التصدي للمشروع الإيراني والخطر الرافضي في المنطقة، وهو ما يفسر الوقوف ضد الثورة السورية، ويطرح نزار حمادي بأن التصدي للرافضة لا يتم إلا بالقضاء على من يسميهم الوهابية.

٢٨. ثمة مسالك غير صحيحة في التعامل مع النشاط الأشعري المعاصر منها:

  •  الاستسهال في الردود دون بذل الوسع في تحري أقوال الأشعرية وفهمها.

  • ومنها التوسع في قراءه كتب المبتدعة دون الانضباط الفقهي.

  • ومنها تجاوز قواعد العلم من أجل وهم التقريب مع المذهب الاشعري بدعوه ان الاختلاف أهل السنة معهم غير موجود او غير حقيقي.

  • أهم التوصيات: 

١. ضرورة كتابة دراسات وبحوث نقدية حول نشاط الاشعري المعاصر، ومن المقترحات:

  • بحث تقييمي للمستوى العلمي لرموز النشاط الأشعري المعاصر في العلوم العقلية التي يدعون التقدم فيها.

  •  بحث ينقض دعاويهم انتساب الأئمة لمذهبهم ممن سلم من بدعتهم.

  •  بحث ينقض دعاويهم حول تأويل السلف 

  • بحث يبين الموقف الحنبلي من الأشعرية.

  •  بحث حول دعواهم أنهم أكثرية الأمة. 

  • بحث حول دعاويهم ضد الحركات الإسلامية.

 ٢. ضرورة إحياء المنهجية الصحيحة في تلقي العلوم الشرعية، بما في ذلك إبراز أهمية الدليل العقلي في الاعتقاد، وإبراز الموقف الرشيد من قضية التمذهب الفقهي، وإبراز التراث السلفي في قضايا السلوك وأعمال القلوب.






الأربعاء، 28 يوليو 2021

مسالة الذبائح على القبور وغيرها للإمام الصنعاني تحقيق عطية بن محمد بن زيد المقطري

مسالة الذبائح على القبور وغيرها

للإمام الصنعاني

تحقيق عقيل بن محمد بن زيد المقطري

راجعها فضيلة العلامة مقبل بن هادي الوادعي

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ هذا الكتاب هو عبارة عن فتوى جاءت في غرة جمادى سنة ١١٧٥ هـ للأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني، ونصُّ السؤال هو ما رأي مولانا في قوله سبحانه: {وما اهل لغير الله به}؟، وفيه السؤال عما يذبح لغير الله عز وجل لعظيم أو كبير أو رئيس، أو لاعتقاد تأثير ذلك في الصُّلح والرضا بين الناس. وقد بيّن رحمه الله أن هذه الأمور مُحرَّمة، كالذي يذبح علي العمران وتلطخ به الجدران. كذلك الذبح للرضا في السوق.

أما لو ذبح لقبرٍ، واعتقد فيه أنه يضر وينفع ويعطي ويمنع ويشفي المرضى؛ فان هذا شرك أكبر مخرج من الملة. انظر ص ٤٥. وهذا هو بعينه ما كان عليه عباد الأوثان وأتباع الشيطان، فانهم كانوا ينحرون لها ويهتفون باسمها، ويخافونها ويرجونها. كما يفعله الآن عباد القبور والقباب والمشاهد التي يجب هدمها.

وقد جاء جواب الإمام الصنعاني من وجهين:

الأول: أن ذبح الأنعام قربة وعبادة.

الثاني: أن العبادة لا يجوز أن تصرف إلا لله وحده. 

وقد قال الإمام النووي رحمه الله: وأما الذبح لغير الله؛ فالمراد أن يذبح باسم غير الله تعالى، كمن يذبح للصنم أو للصليب أو لموسى أو لعيسى عليهما الصلاة والسلام، أو للكعبة ونحو ذلك؛ فكلُّ هذا حرام، ولا تحلُّ هذه الذبيحة، سواءٌ كان الذابح مسلماً أو نصرانياً، أو يهودياً، ومن ثمَّ المسلمُ بفعله هذا يخرجُ من الملَّةٍ. انتهى.

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم" (2/ 64): "قوله تعالى: {وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} [المائدة: 3] إن الظاهر أن ما ذبح لغير الله … سواء لفظ به أو لم يلفظ. وتحريم هذا أظهر من تحريم ما ذبحه وقال فيه: باسم المسيح ونحوه، كما أن ما ذبحناه نحن متقربين به إلى الله سبحانه كان أزكى وأعظم مما ذبحناه للحم، وقلنا عليه: باسم الله، فإن عبادة الله سبحانه بالصلاة له والنسك له أعظم من الاستعانة باسمه في فواتح الأمور… فإن العبادة لغير الله أعظم كفراً من الاستعانة بغير الله، وعلى هذا: فلو ذبح لغير الله متقربا به إليه لحرم، وإن قال فيه: بسم الله، كما يفعله طائفة من منافقي هذه الأمة الذين يتقربون إلى الكواكب بالذبح والبخور ونحو ذلك، وإن كان هؤلاء مرتدين لا تباح ذبيحتهم بحال، لكن يجتمع في الذبيحة مانعان، ومن هذا الباب: ما قد يفعله الجاهلون بمكة -شرفها الله -من الذبح للجان.

ومما يأسى له أكثر المسلمين ما وصلت إليه حال بعض القبوريين من طوافهم حول القبور ودعاء أصحابها والنذر لهم والتقرُّب إليهم والاستغاثة بهم من الأمور المخرجة عن الملة، وهذا على مسمع من أهل العلم وعلى مسمع من ولاة الأمر ولكن ليس هنالك مبالاه بعقيدة المسلمين فهم هؤلاء الوحيد هو بقاء والكرسي والجاه.

 بل إن بعض الدول التي قد تشارك في تنظيم حركة السير الى القبر الذي يزار ويطاف حوله وترسل الأطباء وسيارات الإسعاف وغير ذلك كما يفعل عند قبر البدوي بمصر وهذا مما يساعد على انتشار الشرك نسأل الله السلامة.

فبدلاً من أن تغير هذا المنكر وتمنعه؛ فإنها تساعد على انتشاره وساعد على ذلك أيضاً: الفتاوي الزائغة التي تصدر من بعض علماء السوء؛ فصار العوام يطوفون حولها وينذرون لها ويجرون لها حفلاً سنويا يقع في هذا الحفل منكرات كثيرة، فالله المستعان. 

وقال النووي -رحمه الله -في المجموع ٨/ ٣٨٤: "لا يجوز أن يقول الذابح : باسم محمد، ولا باسم الله واسم محمد، بل من حق الله تعالى أن يجعل الذبح باسمه واليمين باسمه، والسجود له لا يشاركه في ذلك مخلوق. وذكر الغزالي في الوسيط أنه لا يجوز أن يقول: باسم الله ومحمد رسول الله ، لأنه تشريك".