لذة العيش في طرق حديث الأئمة من قريش
تأليف الإمام الحافظ
أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)
تحقيق: محمد ناصر العجمي
لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام (164)
دار البشائر الإسلامية- بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 2012م.
إعداد: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ لا شكَّ أن قريشاً هي ملح العرب، وأشرف بطونهم، وأزكى فروعهم، وقد تواترت فضائلهم في كتب السُّنة المشرفة في دواوينها الشهيرة، ومصنفاتها الكبيرة، منها ما جاء في الحديث الصحيح:
"إن الله تعالى اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم"، فلا تكاد تجد شيئاً من كتب السنة ودواوينها يخلو من ذكر فضائل قريش، وطيب أعراقهم، وشريف خصالهم، وكرم منبتهم، بنصِّ حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكلام أعيان العلماء..فعلى سبيل المثال:
-لو أمعنت في "صحيح البخاريِّ" تجد مناقب قريش في "باب مناقب قريش"، و"باب نزل القرآن بلسان قريش"، و"باب الأمراء من قريش"...
-كذلك لو تأملنا كتاب "المصنف" لابن أبي شيبة، تجده يبوب لفضائل قريش "باب ما ذُكر من فضل قريش"...
-كذلك ابن حبان في "صحيحه" يبوب لذلك: "ذكر البيان بأن الناس في الخير والشر يكونون تبعاً لقريش"، و"ذكر إعطاء الله جل وعلا للقرشيِّ من الرأي مثل ما يُعطى غير القرشيُّ منه على الضِّعف"، و"ذكر إهانة الله عز وجل من أهان غير الفاسق من قريش"..
كذلك الإمام أحمد بن عمر بن أبي عاصم (ت 287 هـ) في كتابه "السنة" بوب لذلك؛ فقال: "باب ما ذكر عن النبي عليه السلام أن الخلافة في قريش"
"باب في ذكر فضل قريش ومعرفة حقها..."، و"باب: ذكر قول النبي عليه السلام: من يرد هوان قريش أهانه الله"، و"باب: في قول النبي عليه السلام: قريش أهل صدق وأمانة".
وهذا جزء حديثيٌّ بعنوان "لذَّة العيش في طرق حديث الأئمة من قريش" من تأليف الإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، جمع فيه طرق هذا الحديث، وشواهده من كتب الحديث الشهيرة، من مسانيد ومصنفات، ومختصرات، وجوامع متفرقات، ومُلح الأجزاء والمعاجم والفوائد والمشيخات، وساق ذلك بأسانيده العاليات، فجاء كما قال: "جمعت طرقه في جزءٍ ضخم".
* وقد كان السبب في تأليف ابن حجر لهذا الجزء:
هو ما ذكره في هذا الكتاب (ص: 25- 26) من أن بعض الإخوان سألوا الحافظ ابن حجر: "عن الحديث الوارد المشتهر على الألسنة، (الأئمة من قريش):
هل هو صحيح أو لا؟
وهل هو مخرج في شيء من الصحيحين أو لا؟
وهل رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أحد من أصحابه غير أبي بكر الصديق يوم السقيفة أو لا؟".
قال ابن حجر: "فحداني ذلك على جمع طرق هذا الحديث، وبيان ما صح منها مما هو ضعيف، ونسبة كل طريق منها إلى من أخرجها من الأئمة، وسياق غالب ذلك بالإسناد إلى راويه".
* وقد أشار الحافظ إلى هذا الجزء في بعض مؤلفاته، منها:
* كتابه "السيل الجاري" = "فتح الباري" (7/ 32)، حيث قال: " وقد جمعت طرقه عن نحو أربعين صحابياً لمّا بلغني أن بعض فضلاء العصر ذكر أنه لم يروَ إلا عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه".
*ولما وصل في شرحه "الفتح" (6/ 530) لكتاب "المناقب"؛ قال: "وقد جمعت في ذلك تأليفا سميته لذة العيش بطرق الأئمة من قريش وسأذكر مقاصده في كتاب الأحكام".
*وقال في كتابه "توالي التأسيس" (ص: 39) عند حديث "لا تعلموا قريشاً وتعلموا منها…"؛ فقال: "وهذا مرسلٌ قويُّ الإسناد، وله طرقٌ كثيرٌ استوعيتها في كتاب (لذة العيش في طرق حديث الأئمة من قريش)، والغرض من الإشارة إليه أن الشافعيِّ إمامٌ قُرشيّ؛ فيدخل في عموم الأمر بتقديم قريشٍ على غيرهم، مه ما اختصَّ به من نسبته إلى بني المطلب..".
*وقال الحافظ رحمه الله في كتابه "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 472): و"أما حديث "الأَئِمَّةُ مِنْ قُريْشٍ" فوقع لنا من حديث علي بلفظه، وكذا من حديث أنس، ووقع لنا بمعناه عن عدد كثير من الصحابة، وقد جمعت طرقه في جزء ضخم".
* وقال في "التلخيص الحبير" (4/ 80) بعد ذكر حديث "الأئمة من قريش": "وقد جمعت طرقه في جزء مفرد عن نحو من أربعين صحابياً".
* وقال رحمه الله في "تغليق التعليق" (5/ 286): "وقد أوضحتُ ذلك في طرق حديث (الأئمة من قريش)".
* وقد ذكر هذا الكتاب -أيضاً -تلميذه الحافظ السَّخاويُّ في كتابه "الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر" (2/ 675) من جملة مصنفات الحافظ ابن حجر (ر: 135)، فقال: "وهو جزءٌ ضخم".
* وقال السَّخاويُّ في كتابه "ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف" (1/ 374) لما ساق بعض أحاديث فضائل قريش: "إلى غير ذلك من الأحاديث التي اعتنى بها شيخنا رحمه الله -بجمعها في كتابٍ سمّاه (لذة العيش في طرق حديث الأئمة من قريش)؛ فلا نُطيل بسياقها".
* وقد أشار الحافظ أن هذا الحديث من الأحاديث التي وُصفت بالتواتر، ونقل ذلك عنه الحافظ السخاوي في "فتح المغيث" (3/ 408)، وكذلك ذكره الكتاني في "نظم المتناثر من الحديث المتواتر" (ص 103).
* منهج الحافظ ابن حجر في كتابه:
وأما منهج الحافظ في كتابه؛ فيقول (ص 26):
وجعلت هذا الكتاب على قسمين:
(الأول): في سياق الأخبار الواردة في أن الأئمة من قريش على الإطلاق (بغير قيد).
(والثاني): في سياق الأخبار الواردة في ذلك بقيد، وبيان ذلك القيد، وما يترتب عليه من الحكم.
وختم بحديث: "إن هلاك هذه الأمة على يد غلمة من قريش".
وقد اشتمل هذا الكتاب على أحاديث أربعةٍ وأربعين من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، نذكرهم:
1-عبد الله بن عمر 2-أبي هريرة 3-ذي الزوائد 4-عتبة بن عبد السلمي 5-أبي سعيد الخدري 6-سهل بن سعد الأنصاري 7-ذي مخبر ابن أخي النجاشي 8-أبي بكر الصديق 9-جبير بن مطعم 10-جابر بن سمرة 11-أنس بن مالك 12-سعد بن عبادة 13-عبد الله بن حنطب والد المطلب 14- أبي جحيفة السوائي 15-عبد الله بن عمرو بن العاص 16- رفاعة الأنصاري 17-كعب بن مالك 18-عبد الله بن السائب 19-عدي بن حاتم 20-أبي امامة صدي بن عجلان 21-المقدام بن معدي كرب 22-عبد الله بن بُسر 23-ثوبان 24-الضحاك بن قيس الفهري 25-عمرو بن عوف بن يزيد بن ملحة المزني 26-الحارث بن الحارث الأشعري 27-عمارة بن رويبة الثقفي 28-علي بن أبي طالب 29-الزبير بن العوام 30- أم هانىء بنت أبي طالب 31- عمرو بن العاصي بن وائل السهمي 32-عائشة 33-عكرمة بن أبي جهل 34-وعويم بن ساعدة 35-والنعمان بن عجلان الأنصاري 36-وضرار بن الخطاب الفهري 37-ابن عباس 38-معاوية بن أبي سفيان 39-رجل من الصحابة لم يُسَمَّ 40- عمر بن الخطاب 41-أبي برزة الأسلمي 42-النعمان بن بشير 43- أبي موسى الأشعري 44-أبي جحيفة السوائي.