أربعون دليلاً
على بطلان عقيدة "توارث الخطيئة" و"المعصية الأولى" وعقيدة "صلب المسيح"
ماجد بن سليمان
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد: المسيحية في أصلها ديانة توحيدية، لكنها انحرفت عن ذلك، بما وقع فيها من عقيدة التثليث وما تعلق بها، التي وفدت إلى النصرانية من طريق بولس، على غفلة منه في الترتيب، وهذا البحث في بيان بطلان عقيدتين من أهم عقائد النصارى، وهما: عقيدة توارث الخطيئة، وعقيدة صلب المسيح، وفي بطلان كُلٍّ عشرون دليلاً، فيكون المجموع أربعين دليلاَ، مع مناقشة هذه الأدلة من خلال كتاب الله تعالى (القرآن الكريم) والسنة النبوية المطهرة، ومظان هذه الأدلة في البحث المشار إليه، هي: العهد القديم والجديد والمنطق والتاريخ.
وتتركز بعض هذه الأدلة على صفتي "الرحمة"، و"العدل" اللتان يتصف بهما الباري جل وعلا، والتطبيق الصحيح لهما، الذي يفضي إلى بطلان تلك العقائد وتفنيدها. فالتطبيق الصحيح لمبدأ العدل يقتضي ألا يؤاخذ المرء بجريرة غيره، فكل إنسان مؤاخذ بما عمل، دون أن تُحمل أخطاؤه وذنوبه على من يأتي بعده ممن لم يشهدها أو يرض بها، كما أن التطبيق الصحيح لمبدأ الرحمة يقتضي أن المغفرة تسع جميع البشر، آدم وغيره، وليس أن تبقى هذه المغفرة معلقة على قدوم المسيح، الذي يحتمل كل أنواع الأذى والإهانات لأجل احتمال خطيئة غيره.
وقد جعل الباحث ايضا فصلاً بين فيه قصة أبينا آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة، ثم مغفرة الله له ذلك الذنب، كما وردت في القرآن الكريم، وشرح ذلك من كتب التفسير، وننتهي من ذلك أنه لم يعد لآدم عليه السلام ذنب أصلاً يؤاخذ عليه، أو تتوارثه ذريته من بعده.
كما أورد الباحث رأس المسألة وأصلها، وهو خداع (بولس) أو "شاول" اليهودي للمسيحيين في نشر هذه العقائد الفاسدة، وهو العامل التاريخي الذي ساهم في نشر هذا الاعتقاد الباطل من توراث الخطيئة، وصلب المسيح، ومن قبل ذلك ادعاؤه أن المسيح ابن الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وكان بولس يعد من أشد اعداء المسيح، لكنه فيما بعد تقمص الرسولية، وادعى ارسال المسيح له، وكانت غايته أن يفسد على المسيحيين دينهم.