أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 17 أكتوبر 2024

أربعون دليلاً على بطلان عقيدة "توارث الخطيئة" و"المعصية الأولى" وعقيدة "صلب المسيح" ماجد بن سليمان بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

أربعون دليلاً

على بطلان عقيدة "توارث الخطيئة" و"المعصية الأولى" وعقيدة "صلب المسيح"

ماجد بن سليمان

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

تمهيد: المسيحية في أصلها ديانة توحيدية، لكنها انحرفت عن ذلك، بما وقع فيها من عقيدة التثليث وما تعلق بها، التي وفدت إلى النصرانية من طريق بولس، على غفلة منه في الترتيب، وهذا البحث في بيان بطلان عقيدتين من أهم عقائد النصارى، وهما: عقيدة توارث الخطيئة، وعقيدة صلب المسيح، وفي بطلان كُلٍّ عشرون دليلاً، فيكون المجموع أربعين دليلاَ، مع مناقشة هذه الأدلة من خلال كتاب الله تعالى (القرآن الكريم) والسنة النبوية المطهرة، ومظان هذه الأدلة في البحث المشار إليه، هي: العهد القديم والجديد والمنطق والتاريخ.

وتتركز بعض هذه الأدلة على صفتي "الرحمة"، و"العدل" اللتان يتصف بهما الباري جل وعلا، والتطبيق الصحيح لهما، الذي يفضي إلى بطلان تلك العقائد وتفنيدها. فالتطبيق الصحيح لمبدأ العدل يقتضي ألا يؤاخذ المرء بجريرة غيره، فكل إنسان مؤاخذ بما عمل، دون أن تُحمل أخطاؤه وذنوبه على من يأتي بعده ممن لم يشهدها أو يرض بها، كما أن التطبيق الصحيح لمبدأ الرحمة يقتضي أن المغفرة تسع جميع البشر، آدم وغيره، وليس أن تبقى هذه المغفرة معلقة على قدوم المسيح، الذي يحتمل كل أنواع الأذى والإهانات لأجل احتمال خطيئة غيره.

وقد جعل الباحث ايضا فصلاً بين فيه قصة أبينا آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة، ثم مغفرة الله له ذلك الذنب، كما وردت في القرآن الكريم، وشرح ذلك من كتب التفسير، وننتهي من ذلك أنه لم يعد لآدم عليه السلام ذنب أصلاً يؤاخذ عليه، أو تتوارثه ذريته من بعده.

كما أورد الباحث رأس المسألة وأصلها، وهو خداع (بولس) أو "شاول" اليهودي للمسيحيين في نشر هذه العقائد الفاسدة، وهو العامل التاريخي الذي ساهم في نشر هذا الاعتقاد الباطل من توراث الخطيئة، وصلب المسيح، ومن قبل ذلك ادعاؤه أن المسيح ابن الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وكان بولس يعد من أشد اعداء المسيح، لكنه فيما بعد تقمص الرسولية، وادعى ارسال المسيح له، وكانت غايته أن يفسد على المسيحيين دينهم.



17 رمضان نجيب محفوظ بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

17 رمضان

جرجي زيدان

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

تمهيد: هذه الرواية الماتعة يُفصل فيها الكاتب حادثةً أليمة في تاريخنا الإسلامي، وهي مقتل الإمام علي رضي الله عنه على يد الخارجي الآثم عبد الرحمن بن ملجم المرادي، وفيها بسط حال الخوارج، وقصة قطام بنت الشحنة الخارجية الحاقدة التي قُتل أخوها وأبوها في النهروان، والتي حرضت على قتل الإمام، وتآمرت على ذلك، ودورها في هذه الفتنة مع جاريتها الماكرة لُبابة.

وقد تممت الرواية الحديث عن الفتنة التي حدثت بين علي ومعاوية بسبب مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، واستئثار بني أمية بالخلافة، وخروجها من أهل البيت النبوي الكريم، بعدما تنازل الحسن عنها لمعاوية طوعاً حقناً دماء المسلمين، على أن تعود للمسلمين بعد ذلك.

وفي طي هذه الرواية كعادة المؤلف حبكة درامية، ومسحة غرامية أدها بكل إتقان، عندما جعل نقل الأحداث عير شخصية بارزة وهي سعيد الأموي، وجده أبو رحاب، وقصته مع خولة وقطام (الملقبة بغادة الكوفة) وقنبر وعمرو بن العاص.

وأعيد التذكير بأن اختيار هذا التاريخ للرواية يُذكر بمقتل الإمام علي رضي الله عنه في السنة (41 هـ).

 


عروس فرغانة نجيب محفوظ بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

عروس فرغانة

جرجي زيدان

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

تمهيد: هذه الرواية الرائعة، تتضمن وصف الدولة العباسية، وعاصمتها "سامراء" في عهد المعتصم بالله، وطمع الفرس في إرجاع دولتهم وأمجادهم القديمة، تحت شعار الدولة العلوية، من أجل اكتساح المملكة الإسلامية، والقضاء على العرب. وقد اختار الكاتب اسم فرغانة للدلالة على تلك المدينة الواقعة على حدود تركستان، وكانت عاصمة البلاد المسماة باسمها، وقد وصل المسلمون إليها سنة 94 هـ، وفتحوها على يد القائد قتيبة بن مسلم الخراساني، وهي من أنزه وأحمل بلاد ما وراء النهر، وحينما فتحها العرب كان يحكمها أمراء وملوك بُلقب كل منهم بلقب خاص، وهو "الاخشيد"، وأكثرهم كان من العنصر الفارسي.

والرواية وإن كانت عاطفية درامية، إلا أنها توصل الفكرة بشكل متكامل وصحيح، بحيث تعلق في الذهن أحداثه، سيما ما يقع بين ضرغام وعروسه جهان (التي أطلق عليها اسم عروس فرغانة)، ووردان وعروسه ياقوتة، ومما يمكن الخروج به من الحكمة الخالصة، ما أورده في الرواية من قوله:

(والعقائد إذا تقادم عهدها، وتولاها أهل المطامع، دبَّ إليها الفساد، وأصبحت شراً على الناس من الكفر)، وقوله: (وسلطان الحب يُعمي ويُصم، فمهما أوتي صاحبه من الحكمة والتعقل؛ فإنه يفقدها إذا وقع في شراكه، وقد يبقى حكيماً في كل شيء، وقد يُعد من كبار أهل الدهاء والسياسة، أو من كبار العلماء أو الشعراء أو الفلاسفة، ولكنه إزاء الحب يكون كالطفل يُقاد بخيط، وقد يغلب عليه الوهم في بعض الأحيان، حتى يُصدق المستحيل، ويعتقد الخرافات، إذا كان ذلك مما يُسهل عليه أمنيته، أو يطمئن لها قلباً، ومن هنا نرى أن الأب الحنون مهما يبلغ من إنكاره الخرافات، إذا مرض ابنه أو فشلت في علاجه حيل الأطباء، قادته رغبته في شفائه إلى تصديق ما يصفه الدجالون). انتهى.




مسرد بالمصنفات المفردة في فضائل ومناقب أهل البيت النبوي جمع وإعداد خالد بن أحمد الصُّمي بابطين بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

مسرد بالمصنفات المفردة في فضائل ومناقب أهل البيت النبوي

جمع وإعداد خالد بن أحمد الصُّمي بابطين

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

       تمهيد: كثرت المصنفات في فضائل ومناقب أهل البيت النبوي الكريم، ولعل ذلك يعود إلى كثرة المصنفات المفردة في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذلك لانتشارها، وكون أكثر ما ورد من الأحاديث الصحاح والحسان إنما كان في فضائله، ولعل السبب الذي دعاهم إلى ذلك هو الذبُّ عنه أمام خصومه وأعدائه، وبيان ضلال من قدح فيه وفي أهل بيته، والنُّصح للأمة في اعتقاد فضيلته وإمامته وصحة خلافته.

وقد تنوعت المصنفات في فضائل آل البيت بحسب الموضوع الذي تطرقه تلك المؤلفات، ومن ذلك:

1-ما ألف في ذكر مناقبهم، ونشر فضائلهم، والتنبيه على عظيم حقهم، وعامة ما يذكره الباحث من هذا الضرب.

2-ما ألف في ذكر أخبارهم، وتراجم سيرهم فحسب، فهي عبارة عن سرد تاريخي لحياتهم، وقد تشتمل على شيء من فضائلهم.

3-ما ألف معالجةً لما حصل عليهم من المحن والقتل والتشريد، خصوصاً تفاصيل مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما، فهي من الكثرة بمكان.

4-ما ألف لذكر أنسابهم وأصولهم وفروعهم، وهي متنوعة بحسب الأماكن التي سكنوها، فمنها ما يذكر أنساب أشراف مكة، وأخرى تذكر أشراف المدينة، وثالثة تعرّف بأنساب أشراف اليمن وحضرموت، ورابعة تتناول أشراف المغرب العربي، وهكذا.

5-ما ألف بذكر النقباء من الأشراف فقط دون غيرهم، لعل أشهرها "موارد الاتحاف في نقباء الأشراف" للسيد عبد الرزاق الحسيني.

وقد جمع المؤلف في كتابه هذا الكتب التي صنفت في فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، من بني هاشم، سواء أكانوا علويين، أم فاطميين، أم جعفريين، أم عباسيين، كذلك التي تذكر الزوجات الطاهرات، فإنهنَّ من أهل البيت على أصح قولي العلماء، بالإضافة إلى بنات النبيَّ صلى الله عليه وسلم.

وقد تضمن هذا الجمع حوالى (240) المائتان وأربعين مصنفاً، موزعةً بين كتب أهل السُّنة والرافضة على حدٍ سواء، كما ضمَّ إليها بعض كتب المستشرقين وغيرهم من الأدباء القدماء والمعاصرين، وقد رتبها على حروف المعجم، فيذكر اسم الكتاب، واسم مؤلفه، وسنة وفاته، مع الإشارة لكونه مخطوطاً أو مطبوعاً، مع ذكر مرجعه في كل ذلك، ولكنه لم يذكر الكتب المصنفة في الإمام المهدي مع أنه من أهل البيت النبوي الكريم، وذلك خشية الإطالة.

وقد اعتمد في نقل أسماء هذه الكتب على جملة من معاجم المؤلفات، ومنها: "كشف الظنون" لحاجي خليفة، و"معجم ما ألف عن الرسول" لصلاح الدين المنجد، و"معجم ما ألف عن الصحابة وأمهات المؤمنين وآل البيت رضي الله عنهم" لمحمد بن إبراهيم الشيباني، و"معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي، وبيان ما ألف فيها" لعبد الله محمد الحبشي، و"دليل مؤرخ المغرب الأقصى" لعبد السلام بن عبد القادر بن سودة.

 



أصول السُّنة للإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل (ت 241 هـ) بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

أصول السُّنة

للإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل (ت 241 هـ)

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

      

تمهيد: هذا المتن المبارك من أشهر المتون المختصرة في علم العقائد: متن (أصول السنة)، والذي بيَّن فيه الإمام أحمد رحمه الله -مذهب أهل السنة في الإيمان والاعتقاد، ورتب ذلك في جملٍ مختصرة لتُحفظ ويُعتنى بها، ولكل جملة منها شاهدٌ من الكتاب والسنة، وهو من رواية عبدوس بن مالك أبو محمد العطار، عن الإمام أحمد رحمه الله.

ويمكن إجمال ما ورد فيه، فيما يلي: الاتباع وترك الابتداع، والإيمان بالقضاء والقدر، والكلام في الرؤية، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق، والإيمان بالميزان، وأن الله يُكلم عباده يوم القيامة، والإيمان بالحوض، والإيمان بعذاب القبر، وبشفاعة النبيّ صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وأن المسيح الدجال خارجٌ في هذه الأمة، ونزول عيسى عليه السلام لقتله، وأن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، وخير الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم على ترتيبهم في الفضل والخلافة، وطاعة الأئمة في غير معصية، وقتال اللصوص والخوارج، وعدم الخروج على الحكام، ورجم الزاني، وحرمة انتقاص الصحابة، وأن الجنة والنار مخلوقتان، ومن مات من أهل القبلة يُصلى ويُستغفر له.

ولذا كان جديراً أن يُهتم به، وقد عُني به كثير من العلماء، وشروحه كثيرة ومنثورة على الشبكة العنكبوتية؛ فلينظرها من شاء فهمها ففيها الخير والبركة.



رائية الخاقاني لأبي مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني (ت 325 هـ) بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

رائية الخاقاني

لأبي مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني (ت 325 هـ)

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

      

تمهيد: هذه قصيدة شهيرة، سلسة الألفاظ، حُلوة المعاني، يسيرة على من رام حفظها، عُرفت بالرائية نظراً إلى قافيتها، نظمها الإمام أبو مزاحم الخاقاني في بيان بعض أحكام التلاوة وآدابها، وحُسن الأداء وما يتعلق بذلك من الأمور، وتقع في واحدٍ وخمسين (51) بيتاً كما رمز المؤلف إلى ذلك في بيت منها.

ويُقال: إن هذه القصيدة هي أول نظمٍ أُلف في علم التجويد، ومن لطيف ما يُذكر أن الشيخ الخاقاني -رحمه الله -عدَّ علم التلاوة والتجويد علماً يختص بإعراب القرآن أي بيانه والنطق به بصورة صحيحة، وهي مع وجازتها وصغرها لم تتضمن كل أحكام التلاوة، لكنها اقتصرت على المهم منها، التي لا يسع التالي جهلها، ولي أن أُنبّه على بعض الآداب والأحكام الواردة فيها، ومن ذلك:

الاستعاذة، والدعاء للطالب، ثم الاعتناء بالتجويد، وأخذ ذلك عن شيخ متقن، وذكر القراء السبعة الحُذّاق في القرآن، ثم إعطاء الحرف حقه ومستحقه من الصفات، ومراتب التلاوة، وفضل تلاوة القرآن، واتباع القراءة بالعمل، وإدامة درس القرآن وتلاوته والعناية به، ومنافع ذلك، والحث على حفظ كتاب الله تعالى، ومعرفة اللحن ومراتبه، والعناية بقراءة واحدة أول الطلب، وأن لا يزيد على العشر في نهايته بأخذ الشاذة مثلاً، ثم شرع في بعض أحكام النون الساكنة والتنوين، مثل الإظهار والإدغام والإخفاء، والنون والميم المشددتين، والسكون الأصلي أو لعارض، ومعرفة ذلك بالوصل والقطع، ثم المد الطبيعي، وحروفه، ومد اللين، والهمز والتسهيل، وحروف الإظهار، والترقيق، والإقلاب، والوقف والابتداء، ثم ختم بالدعاء.

 ولا أنسى التنبيه على أن الإمام الملطي (محمد بن أحمد العسقلاني الشافعي ت 377 هـ) له «قصيدة» في (59) تسعة وخمسين بيتاً، عارض بها قصيدة لموسى ابن عبيد الله الخاقاني، في وصف القراءة والقراء، ولم يتيسر لي الوقوف عليها.

وفي هذه الرسالة الوجيزة ذكر الشيخ المسند محمد سعيد الحسيني (شيخ قُراء البحرين) -وهو من أجلِّ شيوخنا -إسناده إلى القصيدة، من طريق "محمد عابد السندي"، بإسناده إلى "زكريا الأنصاري" عن الحافظ "ابن حجر العسقلاني" بإسناده إلى أبي عمرو الداني، عن المؤلف الخاقاني والذي اعتنى بإيرادها وشرحها وهو مطبوع منشور، وختم المُسند الحسيني بخمسة أبيات لأبي مزاحم الخاقاني يمدح قصيدته.

وقد ذكر الإمام الداني شيخه الخاقاني في "الأرجوزة المنبهة على أسماء القراء والرواة"، حيثُ ذكره في جملة أهل الأداء؛ فقال:

وابن عبيد الله ذو الإتقان ............... موسى أبو مزاحم الخاقاني