أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 19 مارس 2023

مدخل إلى التصوف الإسلامي د. أبو الوفا التفتازاني بقلم: أز محمد ناهض عبد السلام حنونة

مدخل إلى التصوف الإسلامي

د. أبو الوفا التفتازاني

بقلم: أز محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ ما أسلم امرؤ نفسه إلى الجدل في الدين، إلا وقد سمح لعقله أن يتحرر من قيود النصوص، وأن يبتدع في الدين ما ليس منه، وإن حاول أن يجد لمقالته دليلاً ما من كتاب أو سنة فلن يُفلح، لأنه سيقع -والحالة هذه -في زلة لا تُقال، وفي عثرة ليس بعدها جبرة! وإن زعم أنه بلغ من العلم الغاية، فهو ممتحن بالإخلاص، وإن زعم أنه بلغ في الزهد النهاية فهو ممتحن بالاتباع، ولا بد للمؤمن من التصديق بالحق والمحبة له.

وقد قيل لمن جعل دينه غرضاً للخصومات والجدل أنه يكثر الحدث، وما أكثر الحدثان في هذه الأمة، والذي كدّر سماءها الصافية، وعطّل أنهارها الجارية، وخرّب قصورها العامرة، من شياطين إنسية زينت للناس البدع، وتحدثت على المنابر بألسنة الخطابة والوعظ، حتى وجدت مساغاً بين صفوف العامة وتدين الناس بها، واتخذوها شرعاً؛ فتبدلت الأحوال، وتغيرت الموازين.

 وأصبح الغش الثقافي هو الطابع السائد، والعملة المتداولة بين القوم، ولا عجب فإن السلطان -أو الرئيس أو الزعيم -هو المستفيد الوحيد باستبقاء هؤلاء الجهال والمشعوذين، ولذا نرى كيف يقربون أرباب المطامع النازلة والمقاصد الوضيعة، وينصرونهم على غيرهم.

لكن وظيفة المسلم الدائمة هي أن يُصلح نفسه أولاً، ويصلح الحياة معه ثانياً، ثم ينصح لإخوانه من المسلمين ثالثاً، فيأخذ ما صح وصفا، ويدع ما ضعف وكدر، وما ندري ماذا يكون حال الأمة لولا النصاحون من أبنائها، الذين يُبينون للناس أمر دينهم، ويميزون الطيب من الخبيث، والجيد من الرديء، إنه لمقام عظيم، وجهاد ليس بالهيّن، أن يطارد هؤلاء تلك الأقذار المستعلنة في بيئات البدع،التي تُقرُّ بالزلل وتُرحب بها.

إن تشجيع التصوف بصورته المعاصرة والأخيرة، يُعد نوعاً من الدعوة إلى التعلق بما نسميه بالإسلام الإنسحابي، الذي يُقلص التدين في دائرة روحية لا يتجاوز حدودها، وهو ما يضعف مقاومة الاستعمار الغربي، ولذلك شواهد كثيرة ليس هذا موطن ذكرها، ولعلي أفردها في بحث مستقل، أو مقالة تفي بالغرض.

ومن المؤسف أن نجد اليوم على شاشات التلفزة وفي قنوات الإعلام هذا الكم الهائل من فوضى التحريض والعبث، الذي يملأ ميدان الوعظ والإرشاد، والمؤسسات الرسمية في العالم العربي والإسلامي، بالإضافة إلى العمليات الحثيثة لاختزال الدين في تلك القنوات، وتكميم الأفواه باسم العلم والمعرفة والمؤسسات الدينية.

ثم نرى -بعد ذلك -اقتحام الغوغاء والأغمار ميدان التهكم والسخرية من الدعاة إلى الله تعالى، غير آبهين بما يولده ذلك من الحقد والكراهية بين أبناء الصف المسلم، ويقتضي الأمر إذن أن يتخذ الناس من العنف مبدءاً، ومن الكره والنفاق قاعدةً! 

ومن المصائب التي نراها ويعتمد عليها العوام، هو الحكم على الأشخاص من مظهرهم، فإذا رأوا في زيّه التشخع والتبذل؛ قالوا: هذا الإمام الزاهد وإن كان السارق المارق، سيما المتلونين من متصوفة السلطان، والمتسلفة كذلك، الذين مالت أشداقهم بالكذب على الله ورسوله، وعلى كُلٍّ فليست المرائي عندما مستنداً نعتمد عليه في تقييم إنسان ما في الخير أو الشر، وإنما نأتي به على سبيل الاستئناس حتى ننظر في حاله عند الأمر والنهي، والسُّنة والبدعة، والتوحيد والشرك.

وفي الحقيقة أن هذه الأزياء هي صورة يخاطبون بها الانفعالات الداخلية للرائي وللمجتمع الذي يعيشون فيه، لكن إياكم وتصديقهم، فإنهم فتنة متحركة، وطالما لبسوا الزي فقد حقّت الدعوى، وكل مُدَّعٍ ممتحن، والدعوى لا تصح بدون برهان أو دليل، سيما وأن الكل يتذرع بالحق، والكل يستهدف المجتمع، والكل يُعبر عن نفسه بعبارات التيسير والحرية في التفكير، والكل يُعلن عن مبدأ الصفاء والتسامح، وفي الواقع نجد التنابز والخصومة والاختلاف، 

وهذا الكتاب تناول فيه مؤلفه بعد المقدمة، فصولاً سبعةً (٧) في التصوف.

وبيانها فيما يلي:

أما الفصل الأول: فتحدث فيه عن مقدمات ضرورية في التصوف، والخصائص العامة للتصوف، واختلاف الغاية منه، ومراحل تطوره، وأصل اشتقاقه.

والفصل الثاني: تناول فيه الحديث عن مصادر التصوف، ورجح أن مصدره إسلامي إلا أنه تأثر بالديانات والفلسفات التي كانت سائدة في المشرق، وبين مصدر التصوف من القرآن، ومصدره من حياة النبيّ صلى الله عليه وسلم وأخلاقه، وحياة الصحابة وأقوالهم.

وفي الفصل الثالث: بيان حركة الزهد في القرنين الأول والثاني الهجريين، ثم مفهوم الزهد وخصائصه، وعوامل نشأته، والتي أرجعها إلى عاملين اثنين، الأول: القرآن والحديث، والثاني: الأحوال السياسية والاجتماعية، ثم مدارس الزهد الأربعة التي نشأت في الصدر الأول، وهي: البصرية، والكوفية، والمدنية، والمصرية، ثم تطور الزهد إلى التصوف على يد رابعة العدوية.

وفي الفصل الرابع: تحدث فيه عن التصوف في القرنين الثالث والرابع الهجريين، والفجوة التي ظهرت بين الفقه والتصوف، والاتجاهات التي غيرت مسار التصوف، وهما اتجاهان: التصوف السني الذي ارتبط بالفقه والتصوف الفلسفي الذي حاد عن سنن الشريعة، ثم تطرق إلى نظرية المعرفة، والأخلاق، ومراحل السلوك إلى الله تعالى، وبين فيه معاني الفناء والحلول والاتحاد، وإجمال الخصائص العامة للتصوف في هذين القرنين.

ثم تناول في الفصل الخامس: التصوف في القرن الخامس الهجري، وتعرضه للنقد على يد ثلاثة من أعلام التصوف، وهم: القشيري الذي حطّ على كثير من الأدعياء والجهال المنتسبين إلى طريق التصوف، والهروي الذي كان له موقف شديد من أصحاب الشطح، والغزالي الذي دعا إلى التصوف السني، وزاوج بين الفقه والتصوف، وجعل من التصوف طريقا واضح المعالم إلى المعرفة والفناء في التوحيد والسعادة، ثم توسع في الحديث عن الغزالي، فذكر من سيرته وتصوفه ونظرته إلى المعرفة والفناء والمكاشفة التي أحدثها المتصوفة.

وفي الفصل السادس: تطرق إلى ذكر التصوف الفلسفي، والذي برز فيه ثلاثة من أعلامه، وهم: السهروردي المقتول، صاحب حكمة الإشراق، وابن عربي الذي كرّس نظرية وحدة الوجود، وتلميذه ابن سبعين الذي نشرها، ثم ظهور شعراء الحب الإلهي، وكان من أبرزهم: ابن الفارض، والجلال الرومي.

وفي الفصل السابع والأخير: تحدث عن التصوف العملي، المتمثل في أصحاب الطرق الصوفية، وأبرز هذه الطرق في القرنين السادس والسابع الهجريين، مع تعقيب انتقد فيه بعض سلوكيات هذه الطرق.

يقول الشاعر:

ليس التصوف بالتصفيق والطرب ----- ولا بكثرة أكل القات والحطب

ولا بقهوة قشر البن إذ شُربت ----- ولا بلبس عباءة القمل والقشب

ولا بنكس رؤوس عند مطلبها ----- ولا ببوس أكف الشخص والركب

ولا بضرب دفوف أو معازفها ----- ولا العُكاف على المزمار والقصب

ولا برقص عنيف عند مسمَعِها ----- ولا بتقلـيب كم عند مُنْتَـحب

بل التصوف موت النفس فاسع لها ----- واسلك سبيلا لخير الأنبيا تُصِبِ

وقال آخر:

ليس التصوف لبس الصوف ترقعه ----- ولا بكاؤك إن غنى المغنونا

ولا صياح ولا رقص ولا طرب ----- ولا اختباط كأن قد صرت مجنونا

بل التصوف أن تصفو بلا كدر ----- وتتبع الحق والقرآن والدينا

وأن تُرى خاشعاً لله مكتئبا ----- على ذنوبك طول الدهر محزونـا

آراء التفتازاني الصوفية في هذا الكتاب:

١-أن كلمة التصوف وإن كانت شائعة، إلا أنها في نفس الوقت من الكلمات الغامضة، والتي تتعدد مفهومها، وتتباين أحياناً، والسبب في ذلك أن التصوف خطٌ مشترك بين ديانات وفلسفات وحضارات متباينة في عصور مختلفة، ومن الطبيعي أن يُعبر كل صوفي عن تجربته في إطار ما يسود مجتمعه من عقائد وأفكار، ويخضع أيضاً لما يسود حضارة عصره من ازدهار أو اضمحلال، فالاختلاف بين كل صوفي وآخر إنما هو في تفسير التجربة ذاتها تحت تأثير الحضارة التي ينتمي إليها كل واحد منهما.

٢-أن التصوُّف كما يقول التفتازاني نوعان: "ديني، والآخر فلسفي، -وبتعبير آخر إرادي، وغنوصي (Gnosis) -فالتصوُّف الديني ظاهرة مشتركة بين جميع الأديان سواءً في ذلك الأديان السماوية والأديان الشرقية القديمة.

٣-أنه لا ينكر الأثر اليوناني على التصوف الإسلامي، فقد وصلت الفلسفة اليونانية عامة والأفلاطونية المحدثة الخاصة إلى صوفية الإسلام عن طريق حركة الترجمة والنقل، أو الاختلاط مع رهبان النصارى في الرها وحرَّان.

٤-من الأدق عدم إطلاق اسم الصُّوفيَّة على زهاد المسلمين حتى أواخر القرن الثاني، وذكر أن مثل هذا الزهد لا تنطبق عليه خصائص التصوف.

٥-أن صوفية الاسلام فيما نرى لم يكونوا مجرد نقلة عن الفرس أو المسيحيين أو اليونان أو غيرهم، لأن التصوف متعلق أساسا بالشعور والوجدان، والنفس الانسانية واحدة على الرغم من اختلاف الشعوب والاجناس، وما تصل اليه ناس بشرية بطريقة المجاهدات والرياضات الروحية قد تصل اليه أخرى دون اتصال واحدة منهما بالأخرى ، وهذا يعنى وحدة التجربة الصوفية، وإن اختلف تفسيرها من صوف الى آخر بحسب الحضارة التي ينتمي إليها كما ذكرنا من قبل. 

٦-أن تصوف الشاذلي والمرسي وابن عطاء-وهم أركان المدرسة الشاذلية- هو تصوف يبتعد تماماً عن مدرسة ابن عربي في وحدة الوجود، فلم يكن واحدٌ منهم قائلاً بهذا المذهب، ولكن هذا لا يعني أنه لم تكن صلات بين مدرسة ابن عربي والمدرسة الشاذلية، فالمدرستان تفرعتا عن أستاذ مغربيٍّ واحد هو (أبو مدين الغوث شعيب بن الحسين التلمسانيّ) المتوفى سنة (٥٩٤ هـ/ ١١٩٧ م)، وهو الذي يُمثِّل مذهب الفناء في التوحيد خير تمثيل، وتتلمذ عليه ابن عربي وكثيرٌ من شيوخ الشاذلي، ثم هناك إلى جانب هذا اتصال بين الشاذلي وبين بعض أصحاب ابن عربي، وقع في مصر، وتبادل فيه الطرفان الكلام في حقائق التصوُّف.

٧-أن الشاذلي والمرسي وابن عطاء ثلاثتهم لم يطعن واحدٌ منهم في القائلين بالوحدة والحلول، ولا في حكيم الإشراق السهروردي المقتول، الذي كان المرسي أحياناً يتمثل ببعض شعره في الحب، ولا في أبي يزيد البسطامي.

٨-ظهرت طرق صوفية متعددة في العالم الإسلامي. وانتشرت فيه على نطاق واسع، ولا يزال بعضها يمارس نشاطه في عصرنا هذا، ولكن الطرق الصوفية في القرون المتأخرة، خصوصا منذ عصر العثمانيين تدهورت عن ذي قبل وذلك لأسباب حضارية ولم تصدر عن صوفية هذه الفترة مصنفات مبتكرة، وإنما صدرت عنهم في الجملة شروح وتلخيصات لكتب المتقدمين من الصوفية، وانصرف اتباع هذه الطرق شيئاً فشيئاً إلى الشكليات والرسوم، وابتعدوا عن العناية بجوهر التصوف ذاته، وسيطرت على جماهير المنتسبين الى تلك الطرق الأوهام والمبالغة في التحدث بمناقب الأولياء وكراماتهم، التي لم يكن يأبه لها المحققون من أوائل شيوخ التصوف، ولم يكونوا يعتبرونها دالة على كمال العلم والعمل. ومن هنا استهدفت الطرق لنقد شديد في العصور الحديثة من المصلح الديني محمد بن عبد الوهاب وأتباعه.

وهكذا 

تقدیم

لم يعد موضوع التصوف الإسلامي يجذب إليه الدارسين المتخصصين من المسلمين والمستشرقين فقط، وإنما هو يجذب إليه أيضاً القارىء العادي الذي أصبح يحس بوطأة المذاهب المادية والعبثية المعاصرة على نفسه، وبحاجته الى ما يرضى عقله، ويشبع روحه، ويعيد اليه ثقته بنفسه وطمأنينته التي بدا يفقدها فى زحمة الحياة المادية وما فيها من ألوان الصراع العقائدى المختلفة، وبهذا يحقق معنى إنسانيته.

وليس التصوف هروباً من واقع الحياة كما يقول خصومه، وإنما هو محاولة من الإنسان للتسلح بقيم روحية جديدة تعينه على مواجهة الحياة المادية، وتحقق له التوازن النفسي حتى يواجه مصاعبها ومشكلاتها، وبهذا المفهوم يصبح التصوف إيجابياً لا سلبياً، ما دام يربط بين حياة الإنسان ومجتمعه.

وفي التصوف الاسلامى من المبادئ الايجابية ما يحقق تطور المجتمع الى الأمام، فمن ذلك أنه يؤكد على محاسبة الانسان لنفسه باستمرار ليصحح أخطاءها ويكملها بالفضائل، ويجعل نظرته إلى الحياة معتدلة فلا يتهالك على شهواتها وينغمس فى أسبابها الى الحد الذي ينسى فيه نفسه وربه، فيشقى شقاء لا حد له، والتصوف يجعل من هذه الحياة وسيلة لا غاية، يأخذ منها الانسان كفايته ولا يخضع لعبودية حب المال والجاه، ولا يستعلى بهما على الآخرين ، وبهذا يتحور تماما من شهواته وأهوائه وبإرادة حرة .

وقد يكون على صفحات هذا الكتاب ما يوجه الانتباه إلى قيم الاسلام الخلقية والروحية التي بني عليها التصوف ، ورسم لمعالم فلسفة خاصة يحس الناس أنهم في حاجة إليها. 

وقد توخينا في هذا الكتاب تقريب مفاهيم التصوف ومذاهبه الى الأذهان، وكذلك راعينا بقدر الامكان أن يكون أسلوبه سهلاً واضحاً.

ويشتمل الكتاب على ستة فصول، جعلنا الفصل الأول منها بمثابة التمهيد، فبحثنا فيه عن الخصائص العامة للتصوف عموما والتي رأينا أنها تنطبق على جميع أنواع التصوف فى الحضارات المختلفة ومنها التصوف الإسلامي، وشرعنا فى الفصول التالية نطبق وجهة نظرنا هذه على المراحل المختلفة للتصوف الإسلامي.

وفي الفصل الثاني عرضنا للنظريات التي قيلت في عوامل نشأة التصوف وردها الى مصادر أجنبية عن الاسلام ، وبينا بشواهد كثيرة أن التصوف الاسلامى إسلامي النشأة، ومردود أساسا إلى القرآن والسنة وحياة الصحابة وأقوالهم.

ويعالج الفصل الثالث حركة الزهد في القرنين الأول والثاني، وهى مرحلة سابقة على التصوف بمعناه الدقيق، ووضحنا أيضا أن الزهد اسلامی تماما من نشأته خلافا لما ارتآه بعض الباحثين من المستشرقين، كما أبنا عن تطوره ومدارسه وخصائصه العامة.

أما الفصل الرابع فقد خصص للكلام عن التصوف لأول نشأته في الاسلام في القرنين الثالث والرابع ، وكيف تميز عن علم الفقه من ناحية المنهج ، وكشفنا فيه عن اتجاهين: أحدهما سني والآخر شبه فلسفی، فالأول يربط أصحابه تصوفهم بالكتاب والسنة بوضوح، والثاني يتضمن آراء في الاتحاد أو الحلول الذى يصل اليه الصوفى انطلاقا من حال الفناء، وتحدثنا عن أبرز صوفية هذين القرنين من خلال الموضوعات الكبرى للتصوف لذلك العهد.

وقد استمر التصوف السنى بعد ذلك في القرن الخامس، وثبتت دعائمه تماما بمجيء الإمام الغزالي، ولذلك خصصنا الفصل الخامس من الكتاب لتصوفه، وقدمنا له بالكلام عن بعض صوفية القرن الخامس من السنيين، كالقشيرى والهروي، وقد حاولنا فيه إعطاء صورة متكاملة عن آراء الغزالى مبينين أهميتها في التصوف.

على أن القرنين السادس والسابع قد شهدا لونا آخر من التصوف الفلسفي، الذي مزج فيه أصحابه بين الأذواق الصوفية والانظار العقلية وقد قدموا نظريات فى الوجود قائمة على دعائم من الذوق، ومصطبغة بصبغة فلسفية واضحة ، وهذا التصوف هو الذي تأثر فيه أصحابه بعناصر أجنبية عن الاسلام . وقد جعلنا هذا التصوف موضوعا للفصل السادس من هذا الكتاب.

أما الفصل السابع والأخير، فيعالج التصوف العملي عند أصحاب الطرق المتأخرة الذين بدأوا فى الظهور أيضا منذ القرنين السادس والسابع واستمر تصوفهم إلى العصر الحاضر . وتصوفهم -في جملته -امتـــــــداد لتصوف الغزالي السني، وقد تحدثنا فيه عن خصائص هذا التصوف بوجه عام، وعن أبرز الطرق فى العالم العربي وإيران وتركيا والهند.

والكتاب كما يلاحظ القارىء له مدعم بنصوص كثيرة من أقوال الزهاد والصوفية على اختلاف اتجاهاتهم وعصورهم، ولهذا فائدة من حيث وقوف الدارس أو القارىء على مصطلح الصوفية أنفسهم ، وهو ينقله الى أجوائهم ليعايشهم في أذواقهم ومواجيدهم، فضلاً عن أن إيراد النصوص يجيء في الكتاب مدعماً لوجهات نظرنا التي ذهبنا إليها فيه.

وأرجو أن يكون هذا الكتاب محققا للفائدة التي نرجوها منه لدارسي التصوف المتخصصين وقرائه العاديين على السواء، وبالله التوفيق

أول يناير ۱۹۷۹م

أبو الوفا الغنيمي التفتازاني

محتويات الكتاب:

تقديم …. ز

الفصل الأول ١

مقدمات ١

الخصائص العامة للتصوف ٣

اختلاف الغاية من التصوف ٨

هل حالات التصوف سوية ؟ ١٠

مفهوم التصوف في الاسلام ١١

نظرة إجمالية إلى مراحل تطور التصوف ١٧

أصل كلمة تصوف ٢٠

الفصل الثاني ۲۳

مصدر التصوف في الاسلام ۲۳

هل التصوف الاسلامى من مصدر أجنبي ٢٥

تعقیب ٣٤ 

المصدر الإسلامي للتصوف ٣٧ 

مصدر التصوف من القرآن ٣٩

حياة النبي وأخلاقه وأقواله ٤٣

حياة الصحابة وأقوالهم ٥٠

الفصل الثالث ٥٧

حركة الزهد في القرنين الأول والثاني ٥٧

مفهوم الزهد في الاسلام ٥٩

عوامل نشأة الزهد في الاسلام ٦٠

العامل الأول : القرآن والحديث ٦٣

العامل الثاني: الأحوال السياسية والاجتماعية ٦٨

مدارس الزهد ۷۲

١-مدرسة المدينة ۷۲

٢-مدرسة البصرة ۷٤

٣-مدرسة الكوفة ٧٨

٤-مدرسة مصر ۸۰

من الزهد إلى التصوف ۸۱

تطور الزهد على يد رابعة العدوية ٨٤

خصائص الزهد في القرنين الأول والثاني ۹۰

الفصل الرابع ۹۳

التصوف في القرنين الثالث والرابع ۹۳

التمهيد ٩٥

التمييز بين التصوف والفقه على أساس منهجي ٩٦

اتجاهان للتصوف ٩٩

المعرفة ۱۰۰

الأخلاق ومراحل الطريق الى الله  ١٠٣

الفناء ۱۰۹

الفناء في التوحيد ۱۱۳

الفناء والاتحاد ۱۱۷

الفناء والحلول ۱۲۳

الطمأنينة ۱۳۲

الرمزية في التعبير ١٣٥

إجمال الخصائص العامة لتصوف القرنين الثالث والرابع ١٤٠

الفصل الخامس ١٤٣

التصوف السني في القرن الخامس ١٤٣

تمهيد ١٤٥

القشيري ونقده الصوفية عصره ١٤٦

الهروى وموقفه من أصحاب الشطح ١٤٩

الامام الغزالي والتصوف السني ١٥٢

سيرة الغزالي ومصنفاته ١٥٢

ثقافته وأثرها على تصوفه ١٥٩

نقد الغزالي للمتكلمين والفلاسفة والباطنية ١٦٣

تصوف الغزالي ١٦٧

الطريق ١٦٨

المعرفة ۱۷۱ 

الفناء في التوحيد أو علم المكاشفة ١٧٦

التعبير عن علم المكاشفة رمزاً ۱۸۰

الســـــــــــعادة ۱۸۱

تعقيب ۱۸۳

الفصل السادس ١٨٥

التصوف الفلسفي ۱۸۷

موضوعات التصوف الفلسفي وخصائصه ۱۸۹

السهروردي المقتول وحكمة الإشراق ۱۹۳

تصوف وحدة الوجود ۱۹۸

وحدة الوجود عند ابن عربی ۲۰۰

الوحدة المطلقة عند ابن سبعين ٢٠٥

شعراء الحب الالهى ووحدة الشهود ۲۱۲

ابن الفارض ۲۱۳

جلال الدين الرومي ٢٢٤

الفصل السابع ۲۳۳

تصوف أصحاب الطرق ۲۳۳

أبرز الطرق منذ القرنين السادس والسابع ٢٣٦

تعقيب ٢٤٦



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق