الموسوعة الرائعة = كيف عاملهم
محمد صالح المنجد
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ تميزت السيرة النبوة المباركة بجملة من الخصائص الكريمة، والتي من أجلها أنها بقيت محفوظة ومسجلة، ونقلت بالأسانيد المرضيّة عند أهل النقل والرواية، ثم هي سيرةٌ واقعية تحاكي الواقع بكل أبعاده، وتفاعلت بشكل كبير مع كل طبقات المجتمع، وعاملت كل طبقة بما يلائمها ضمن ضوابط ثابتة تراعي الأخلاق والقيم، وتغرس الألفة والمحبة، وهي مع كمالها وتمامها استطاعت أن تسد الثغرات، وتمنع الخروقات، وتحقق الانتصارات.
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم التعامل مع: الصغار والكبار، الشباب والكهول، الرجال والنساء، والأقوياء والضعفاء، الأحرار والعبيد، الأغنياء والفقراء، العقلاء والمجانين، حتى مع اليهود والمنافقين والكفار والنصارى، وهذا يفيدنا في تأصيل تلك المعاملات ووضع الضوابط التي يمكن السير وفقها في التعامل مع هذه الفئات المتنوعة والمختلفة في الخصائص ونمط التفكير وأسلوب الحياة.
لذلك فإن معرفة هدي النبيّ صلى الله عليه وسلم في السيرة، وجمع ذلك ودراسته من أهم المهمات؛ لأنه صلى الله عليه وسلم هو القدوة والأسوة، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب: ٢١)؛ وإن المسلم يتعلم من المنهاج النبوي كل طرق التعامل مع جميع الأصناف آنفة الذكر مما يؤكد كمال المنهج النبوي، وروعة سيرته وأخلاقه.
ويعرض هذا الكتاب النفيس: الجوانب التربوية والاجتماعية في حياة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وهديه في التعامل مع الناس، بأسلوب جديد وشيق، والهدف من ذلك عرض السيرة النبوية للنشء بأسلوب يناسب عصرهم وطريقتهم في التفكير والتحليل، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الجوانب المشرقة الكثيرة من حياة الرسول ومعاملاته، مع الكثير من الفوائد الحديثية الهامة.
وقد جمع فيه المؤلف طرق تعامل النبيّ صلى الله عليه وسلم مع مختلف فئات المجتمع، وذلك في ستة أبواب، لكل باب فصوله الكبيرة التي تنبض بالرحمة النبوية والعطف المحمدي، لي ذلك نظمٌ رائق عذب، يُضفي على الكتاب لمعاناً وسحراً، فجاء الباب الأول في كون الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة للعالمين، والباب الثاني في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله وأقاربه ومن حوله، ثم الباب الثالث: في تعامل النبيّ صلى الله عليه وسلم مع شرائح اجتماعية مخصوصة، وفي الباب الرابع: في تعامله مع شرائح دعوية مخصوصة، وفي الباب الخامس: تعامله مع شرائح عامة في المجتمع، وفي السادس: تعامله مع غير البشر من الجن والدواب.
وإذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فيجب على كل من نصح نفسه وأحبَّ نجاتها وسعادتها أن يعرف من هديه، وسيرته، وشأنه ما يخرج به عن الجاهلين به، ويدخل ِ به في عداد ِ أتباعه، وشيعته، وحزبه.
يقول ابن القيم الجوزية -رحمه الله: (وإذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فيجب على كل من نصح نفسه، وأحب نجاتها وسعادتها، أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما يخرج به عن الجاهلين به، ويدخل به في عداد أتباعه وشيعته وحزبه، والناس في هذا بين مستقل، ومستكثر، ومحروم، والفضل بيد ألله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم).
كلمة للناشر: قصة كتاب كيف عاملهم ٩
المقدمة ١١
الباب الأول: الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة للعالمين ١٥
ويتناول هذا الباب معنى القدوة، وبيان أن الأنبياء هم القدوة الصالحة للبشر، ثم الحديث عن الاقتداء بالأنبياء عامة، وبنبينا صلى الله عليه وسلم خاصة. وينقسم هذا الباب إلى فصلين:
الأول: الرسول القدوة الحسنة ١٧
الثاني جوانب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ٢٥
الباب الثاني: تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله وأقاربه ومن حوله ٣٩
ويتناول هذا الباب كيفية تعامل النبيّ صلى الله عليه وسلم مع الشريحة القريبة والمحيطة به، وهي أهله من الزوجات، والأحفاد، والأقارب، ومن حوله من الجيران، ويقع ذلك في سبعة فصول:
الفصل الأول: تعامله مع زوجاته ٤١
وقد شمل هذا الفصل عدة جوانب:
- الجانب الأول: تعامل النبيّ صلى الله عليه وسلم مع زوجاته.
- الجانب الثاني: تربية النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه، ليكُنَّ القدوة لنساء المؤمنين.
- الجانب الثالث: حلول المشكلات في البيت النبوي.
الفصل الثاني: تعامله مع أبنائه وبناته وأحفاده:
وقد شمل هذا الفصل عدة جوانب:
- الجانب الأول: تعامله مع أبنائه وبناته ١٠٩
- الجانب الثاني: تعامله مع أحفاده ١٢٩
-الجانب الثالث: تعامله مع أقاربه ١٤٧
-الجانب الرابع: تعامله مع جيرانه ١٦٧
-الجانب الخامس: تعامله مع الضيوف والمستضيفين ١٨٣
-الجانب السادس: تعامله مع خواص أصحابه ٢٠٣
الباب الثالث: تعامل النبيّ صلى الله عليه وسلم مع شرائح اجتماعية مخصوصة ٢٥٣
يتناول هذا الباب تعامل النبيّ صلى الله عليه وسلم مع بعض الشرائح المجتمعية الخاصة التي لها بعض الصفات التي تحتاج إلى تعامل خاص يتناسب مع تلك الصفات.
الأول: تعامله مع الخدم والإماء ٢٣٥
الثاني: تعامله مع ذوي العاهات ٢٥٥
الثالث: تعامله مع أصحاب المصائب والبلاء ٢٧٥
الرابع: تعامله مع الفقراء ٣٠١
الخامس: تعامله مع الأغنياء ٣٥٣
السادس: تعامله مع ذوي الهيئات ٣٨١
السابع: تعامله مع النابغين ٤٢٥
الثامن: تعامله مع المتخاصمين، كيف كان يقضي بينهم؟ ٤٥٩
الباب الرابع: تعامل النبيّ صلى الله عليه وسلم مع شرائح دعوية مخصوصة ٤٧٧
ويتناول تعامل النبيّ صلى الله عليه وسلم مع بعض الناس الذين يحتاجون إلى الدعوة والتأليف أكثر من غيرهم، ويتضمن خمسة فصول:
الأول: تعامله مع المسلمين الجدد ٤٧٩
الثاني: تعامله مع المستفتين ٥١٥
الثالث: تعامله مع الأعراب ٥٨١
الرابع: تعامله مع العصاة والمذنبين ٦١١
الخامس: تعامله مع المنافقين ٦٤٥
الباب الخامس: تعامل النبيّ صلى الله عليه وسلم مع شرائح عامة ٦٨٩
ويتناول هذا الباب تعامل النبيّ صلى الله عليه وسلم -مع بعض الشرائح العامة في المجتمع، ويتضمن ثلاثة فصول:
الأول: تعامله مع عموم النساء ٦٩١
الثاني: تعامله مع كبار السن ٧٤٥
الثالث: تعامله مع الصغار ٧٦١
الباب السادس: تعامل النبيّ صلى الله عليه وسلم مع غير البشر ٧٥٥
ويتضمن فصلين:
الأول: تعامله مع الجن ٧٧٧
الثاني: تعامله مع الدواب ٧٨١.
تلخيص موضوعات الكتاب (في نقاط):
أُمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بالأنبياء قبله، وقد أمرنا نحن المسلمون بالاقتداء بهم، ومن ذلك:
1-القوة في طاعة الله تعالى وعبادته.
2-كثرة ْ ذكرهم لله عز وجل، وشدة تضرعهمْ ودعائهم له سبحانه مع قوِة عبادته.
3-خشوعهم وبكاؤهم عند ذكر الله عز وجل.
4-الاقتداء بهديهم في قوة العلم بالله عز وجل.
لماذا نقتدي بالنبيُّ صلى الله عليه وسلم؟
1-لأن حياته هي حياة أكمل الناس.
2-طاعةً لأمر الله عز وجل.
3-لعصمة الله عز وجل له.
4-الاقتداء بالنبيّ صلى الله عليه وسلم شرط الفلاح والنصر.
5-النبيُّ صلى الله عليه وسلم قدوة في كل أحواله.
جوانب الاقتداء بالنبيُّ صلى الله عليه وسلم؟
1-في الخلق الحسن.
2-في المحافظة على حُسن العهد.
3-في التواضع.
4-في الشجاعة.
5-في الجود والكرم.
6-في الخشية والخوف من الله عز وجل.
7-في الزهد في الدنيا والتنزه عن مكاسبها.
8-في الثبات مع اليقين بوعد الله عز وجل.
9-في الصبر على الناس، والعفو عن المسيء.
10-في كثرة الاستغفار والتوبة.
11-في العبادة.
12-في ذكره لله عز وجل.
13-في صلاته، وصيامه، وزواجه.
14-في الحج.
15-في النوم والاستيقاظ.
16-في كلامه وسكوته وضحكه وبكائه.
17-في خطبته.
18-في المعاملات.
19-في عيادة المرضى.
20-في سنن الفطرة.
تقسيم أفعال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
القسم الأول: الأفعال الجبليّة: وهي الأفعال الصادرة من النبي صلى الله عليه وسلم باعتباره بشرا كسائر البشر، وليس بمقتضى الرسالة، كالحركات، والقيام والقعود، والمشي، والأكل والشرب، والنوم، فهذه الأفعال لا يتعلق بها أمر، ولا نهي.
القسم الثاني: أفعاله الجارية على وفق عادات قومه وأعرافهم، مما لم يدل دليلٌ على ارتباطها بالشرع، كالأمور التي تتعلق باللباس؛ لأن اللباس مرجعه إلى العادة التي اعتادها أهل البلد، ولهذا لم يُغير النبيُّ صلى الله عليه وسلم لباسه الذي كان يلبسه قبل النبوة، وإنما وضع شروطاً وضوابط للباس الرجل والمرأة.
القسم الثالث: أفعاله الخاصة به، وهذه لا أسوة به فيها، كالوصال في الصيام، وجمعه بين أكثر من أربع نسوة، ونكاح الموهوبة بلا مهر، ونحو ذلك.
القسم الرابع: هو الذي يقتدي بالنبيّ صلى الله عليه وسلم فيه، وقد يكون واجباً وقد يكون مستحباً.
وإلى جانب الأفعال، فإنه يقتدى به صلى الله عليه وسلم في التروك، والمقصود بالتروك: تركه صلى الله عليه وسلم فعل أمرٍ من الأمور، ومعرفة تركه صلى الله عليه وسلم لأمرٍ من الأمور، تكون بطريقين:
الأول: التصريح بأنه ترك كذا وكذا، ولم يفعله، كقول الصحابي في صلاة العيد: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم -صلى العيد بلا أذان ولا إقامة).
الثاني: عدم نقل الصحابة للفعل الذي لو فعله النبيُّ صلى الله عليه وسلم، لتوفرت هممهم ودواعيهم على نقله للأمة.
هدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم في تعامله مع زوجاته:
1-الحرص على مجالستهنَّ ومؤانستهنَّ كل يوم.
2-وكان يعطيهنَّ حقهُنَّ في المعاشرة.
3-وكان يحفظ لكل واحدةٍ حقّها، ولا ينسى لها سابق عهدها.
4-تقبيل زوجاته قبل خروجه من البيت.
5-وكان يشرب من المكان الذي تشرب منه زوجته.
6-وكان يتسوك بالسواك الذي تسوكت به زوجته.
7-وإذا زار إحداهُنَّ قام معها يشيعها ولو كان معتكفاً.
8-وكان يغتسل مع زوجاته من إناء واحد.
9-وكان يُدلل زوجاته؛ فيُرخم (يا عائش)، ويلقب (يا حميراء)، ويكني (بأم عبد الله).
10-وكان يوصي بأهل الزوجات خيراً.
11-وكان يراعي مشاعر زوجاته.
12-وكان يواسي زوجته إن رآها مريضة أو حزينة أو متألمة.
13-وإذا مرضت زوجته رقاها بيده الحانية عليها.
14-مسحه لدموع زوجاته بيده (كما فعل لصفية) لما مرض جملها في طريق السفر.
15-احتماله ما يبدر من بعض زوجاته من رفع الصوت ونحوه.
16-مساعدتهنَّ في تدبير أمور المنزل.
17-وكان يساعد زوجته على ركوب الدابة.
18-واكن يهتم بنظافته ورائحته الطيبة.
19-وكان يحرص على ألا تظهر منه إلا الرائحة الطيبة.
20-وكان يتجمل لنسائه ويُرجل شعره ويهتم به.
21-وكان يُرجل شعره ويمشطه.
22-وكان يُقرُّ أهله على النظر إلى اللهو المباح.
23-ولم يكن النبيُّ صلى الله عليه وسلم يمتنع من سماع زوجته الغناء المباح في العيد.
24-وكان يمازح زوجاته، بل ويُسابق زوجته في الجري.
25-واكن إذا صحب أهله معه في السفر سامرهُنَّ وبادلهنَّ أطراف الحديث.
26-وكان يوصي الحادي للإبل في السَّفر بالرفق بهنَّ.
27-وكان يقر المزاح بين نسائه ويبتسم لذلك.
28-وكان يستمع لفكاهة وطرائف زوجاته.
تربية النبيِّ صلى الله عليه وسلم لنسائه، ليكنَّ قدوة لنساء المؤمنين:
1-كان يُربيهنَّ على العبادة والتقرب إلى الله تعالى بالنوافل.
2-وإذا أقبلت العشر الأواخر من رمضان أوقظهن للعبادة، وفي غير رمضان كان يوقظهنَّ للوتر.
3-ويُربيهنَّ على الإخلاص في العبادة.
4-ويُعلمهُنَّ الاستعاذة من الشرور.
5- ويُعلمهُنَّ أذكار الصباح والمساء.
6-ويرشدهن للأفضل والأيسر في العبادة.
7-وكان يأمر أهله بالاقتصاد في العبادة وعدم التشديد على النفس.
8-وكان يحثُهُنَّ على المداومة على الأعمال الصالحة وإن كانت قليلة.
9-وكان يعظ زوجاته، ويحثُّهُنَّ على الصدق والإنفاق في الخير.
10-وبيّن لهُنَّ أن أكثرهُنَّ تصدقاً، أسرعهُنَّ لحاقاً به.
11-وكان يُربيهنَّ على البرّ والصلة.
12-وكان ينهى زوجاته عن الكلام بغير علم.
13-وكان يأمر أهله بالتقوى ومكارم الأخلاق.
14-وكان يربيهنَّ على الحلم والرفق والأناة.
15-وكان يربيهنَّ على حسن القول، وينهاهُنَّ عن الفحش في الكلام.
16-وكان يُبين لهنَّ ما يقع به الناس من منكرات عقائدية.
17-وكان لا يسكت على منكرٍ يراه في بيته، فإذا رآه سارع إلى إزالته.
18-وكان يحذر أزواجه من صغائر الذنوب فضلاً عن كبارها.
19-وكان نساؤه يراجعنه في بعض المسائل المشكلة.
20-إحسان الظنِّ بهنَّ وعدمُ تخوينهنَّ.
21-حكمته في التعامل مع غيرة نسائه.
22-وينكر عليها ما صدر من لفظٍ غير مستساغ في حق ضرتها.
23-وكان يتركهنَّ ليقتصصن من غيرهنَّ.
24-وكان يحلُّ المشكلات التي قد تقع في البيت النبوي.
كيف تعامل النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع زوجته عائشة في حادثة الإفك؟
1-التروّي والتثبت والتحقق من هذه الشائعة.
2-تغيير المعاملة والجدية فيها، لتتفطن لحدوث شيء ما.
3-جمع الآراء والاستشارة؛ فسأل أسامة بن زيد، وعلي بن أبي طالب، وزينب بنت جحش، وخادمتها بريرة.
4-ثم استخدام طريقة المواجهة مع السيدة عائشة رضي الله عنها.
5-وبعد ظهور براءتها، تحمل منها ما قد يظهر على سبيل الغضب.
كيف تعامل النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع زوجاته عندما طالبنه بزيادة النفقة؟
1-التغاضي عن الأمر والسكوت وعدم إبداء أي إجابة.
2-التخيير؛ فخيّر نساءه بين البقاء معه على الحال التي هو عليها، أو مفارقتهُنَّ.
3-وأمر أزواجه بالتروّي في ذلك، وعدم الاستعجال، واستشارة أهاليهنَّ.
كيف تعامل النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع زوجاته عندما احتلنَ عليه في قصة العسل؟
هجرهنَّ شهراً كاملاً، وقد تكرر ذلك منهُنَّ، واجتمع ذلك وغيره.
وهذا يفيد أن أسلوب هجر الزوجات من أساليب معالجة المشكلات الزوجية.
أبياتنا بالحب نبنيها .. زوجاتنا قد نوّرت فيها
بالبرّ والتقوى نُعمرها .. وبسنة المختار نحييها
هذا رسول الله قدوتنا .. تكفيك سنته وتكفيها
يبدي محبته لزوجته .. وسواه يستعلي فيُخفيها
بدعابةٍ منه يُضاحكها .. وبأجمل الأسماء يُناديها
قبل الخروج دنا يُقبلها .. ذكرى لها فهمه على فيها
ما مدَّ يوماً كفّه بأذى .. بل تلك نبع الخير يجريها
وبلطفه يرعى مشاعرها .. في كل نائبةٍ يواسيها
متجملاً من أجلها عطراً .. إن الذي يرضيه يرضيها
وعلى الذي هويت يتابعها .. فيما يحلُّ لها ويعطيها
وعلى جلالته يُسابقها .. وإذا تجاريه يجاريها
إنَّ السّماحة في شريعته .. واليسر أصلٌ كامنٌ فيها
****
تعامل النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع أبنائه وبناته:
1-كان يختار لهُنَّ الأسماء الحسنة.
2-كان يفرح إذا رُزق بالذُّريّة، ويشكر الله سبحانه على ما وهبه من النعم.
3-تزويج بناته من خيرة الرجال وكفؤهم.
4-وكان يشاور بناته في زواجهنَّ.
5-وكان لا يُغالي في مهور بناته.
6-ويشارك في تجهيز بناته.
7-ووليمة زواج ابنته كانت يسيرة.
8-دعاؤه لعلي وفاطمة عند الزواج.
9-رعايته لبناته بعد الزواج.
10-وكان لا يتدخل في الخلافات اليسيرة التي تحدث بينهنَّ وبين أزواجهم.
11-وإذا زارته إحدى بناته احتفى بها، وأكرمها، وأحسن استقبالها.
12-ويربي بناته على التقلل من الدنيا، واستكثار الصدقات.
13-ويرشدهنَّ إلى الأفضل في أمور معاشهنَّ ومعادهنّ.
14-وكان يدعوهنَّ إلى تحمُّل المسؤولية.
15-وكان يحثُّهُنَّ على قيام الليل.
16-مراعاته مشاعر بناته وغضبه لغضبهنَّ.
17-الحرص على إدخال السرور عليهنَّ.
18-وكان يحثُّهنَّ على الذكر والدعاء.
19-وكان يصلهُنَّ بالهبات والأعطيات.
20-وكان يواسيهنَّ، ويُصبرهُنَّ عند المصائب.
21-وكان يحزن للوفاة أحدٍ من أبنائه وبناته.
22-وكان يشرف على تغسيل من مات منهُنَّ، وعلى تكفينهنَّ، والصلاة عليهنَّ، ودفنهنَّ، والوقوف على قبورهنَّ ليدعو لهنَّ.
أولادنا أكبادنا تمشي في ** الأرض تحت السمع والبصر
بالحب والإحسان ننشئهم ** حتى يكونوا قادة البشر
أعمارنا بذلت لهم كرماً ** يبقى العطاءُ لآخر العُمر
نفسي لخير المرسلين فدىً ** انظر له بشراً من البشر
نعم الأبُ الحاني لمن ولدا ** لينُ النسيم يهبُّ في السَّحرِ
لبناته يختار محترماً ** رغباتهنَّ مراعيَ الصغرِ
المهر والتجهيز يسّره ** وحلاوة التزويج في اليسرِ
موصٍ لها بالزوج تكرمهُ ** من غير تنغيصٍ ولا كدرِ
ليست تكلّف ما يثقّله ** والصبرُ خيرُ عطاً لمصطبرِ
يغضي إذا ما كان بينهما ** شيءٌ فتلك طبيعةُ البشرِ
كفّاه نحو بناته جرتا ** بالجود مثل تدفق النّهرِ
وإذا دها حدثٌ يُصبّرها ** وعظاً لها بتحتُّمِ القدر
ما زال يرعاها برحمتِه ** وحنانِه لنهايةِ العُمرِ
فبكى لأجل فراقها أسفاً ** بالله إنكَ أرحمُ البشرِ
****
تعامل النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع أحفاده وحفيداته:
1-كان إذا ولد مولودٌ أذن في أذنه اليمنى، وأقام في أذنه اليُسرى.
2-ثم يحنكهم بعد ذلك.
3-وكان يعقُّ عنهم، ويؤخر العقيقة إلى اليوم السابع.
4-وأمر بحلق رأس الصي وزنة شعره.
5-وأمر بحلق رأس الصبي والتصدق بزمة الشعر ذهباً أو فضة.
6-وكان يختار لهم الأسماء الحسنة.
7-وإذا بال أحدهم في حجره لا يغضب، وإنما رشَّ عليه الماء.
8-وكان يُعوّذ أحفاده ويرقيهم.
9-وكان يُعلمهم بعض الأدعية يدعون بها.
10-وكان يأخذ آحادهم إلى المسجد.
11-وكان يحمل بعضهم أثناء الصلاة، ويثب أحفاده على ظهره فلا يغضب.
12-وكان يُحبهم حبا شديداً، فيمسح عليهم، ويقبلهم، ويضمهم إلى صدره.
13-وكان يحمل آحادهم على عاتقه.
14-ويسيل لعاب أحفاده عليه فلا ينزعج، بل كان يمصُّ شفة الحسن.
15-وكان يركب أحفاده معه على دابته.
16-وكان يلاعب الأطفال ويضاحكهم، ويدعو لهم بالرحمة.
17-وكان يُعطي لأحفاده من الهدايات التي تأتيه.
18-وكان يُربيهم على ترك المحرمات، والتورع عنها.
وأعز من أو لادنا الأحفاد ** وهم لنا الأرواح والأكباد
نحكي لهم مجد الصحابة علهم ** يستبسلون وترجع الأمجاد
خير الجدود الراحمين نبينا ** أحفاده الأسباط والأسياد
ولد الحفيد، فكان بشرى جده ** ويداه للطفل الوليد مهاد
ويصب في أذن الوليد أذانه ** عذباً به يستفتح المـيـلاد
بالتمر والريق اللذيذ محنكاً ** ما مثله بين البرية زاد
بالحسن سماهم، فأحسن وصفهم ** ومبشراً، فكأنها أعياد
كم كان حجر المصطفى مهدا لهم *** حتى ولو بالوا عليه وعادوا
وانظر أمامة فوق عاتق جدها ** صلى بها، فلتحمل الأحفاد
بدعاه يرقيهم، ويمسح فوقهم ** والطفل قذ يغرى به الحساد
ويضمهم من حبهم في صدره ** ويفيض بالتحنان منه فؤاد
حتى يقبلهم ويمسح خدهم ** هل مثل ذاك تعطف ووداد
****
تعامل النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع أقاربه:
1-كان أبرُّ الناس بهم، وأوصل الناس لهم.
2-وكان يوصي بأقاربه وأهل بيته خيراً.
3-وكان يزور قبر أمه ويبكي عليها.
4-وكان حريصاً على دعوة أقاربه إلى الإسلام، لا سيما عمه أبو طالب، وكان يُلح عليه في ذلك.
5-وكان يثني على قرابته ويعرف لهم حقهم.
6-وكان يأخذ بنصيحة عمه العباس ومشورته.
7-وكان يصحح لهم عبادتهم، كما حدث لابن عباس عندما أداره في الصلاة.
8-وكان إذا وقع أحدهم في منكر أنكر عليه وصرفه عنه كما حدث للفضل في الحج.
9-وكان يستعين بهم في المواقف المهمة، كالعباس في بيعة العقبة.
10-وكان يُحسن إلى أقاربه، ومنه كسوته العباس وكان قد أسر في بدر.
11-وكان يُعطي المال لهم، لما جاءه من البحرين.
12-حرصه على أدائهم النسك معه، وإقناعه لمن لم يكن ينوي بفعل ذلك.
13-استعانته بأقاربه واستنابته لهم واستعمالهم في كثير من شؤونه، ومن ذلك أمره علياً أن ينام في فراشه، وتأميره على الجيش يوم خيبر، وإعطاؤه ما بقي من البدن لينحرها في الحج، وأمره أن يتصدق بلحومها وجلودها، وتأميره جعفراً على مهاجري الحبشة.
14-وكان يأخذ صغار أقربائه ويمسح على رؤوسهم ويدعو لهم، كعبد الله بن جعفر، وقثم وعبيد الله ابني عباس.
15-عنايته بأقاربه وانشغاله بأحوالهم، ومن ذلك على وفاة عمه حمزة.
16-وكان يدعو لأقربائه بالخير والفقه والبركة، ويعلمهم الأدعية النافعة، كالعباس وابنه.
17-وكان يعود أقرباءه في مرضهم، كالعباس.
18-وكان يشجعهم على الخير ويحثهم عليه.
19-ولم يكن يحابيهم في أمر الدين.
تعامل النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع جيرانه:
1-كان يحض على احترام الجيران، ومراعاة حقوقهم، وأنه يكاد يكون من ورثته.
2-وجعل إكرام الجار من علامات الإيمان سواء كان الجابر مسلماً أو غير مسلم.
3-وقد نفى الإيمان عمن لا يكف أذاه عن جاره، وأخبر أنه محروم من الجنة.
4-وبين أن أذية الجار أشد تحريماً من أذية غيره، وجعل أذيته موجبةً للعنة.
5-وقد لدَّ الجار الصالح من سعادة الإنسان، وبيّن أن خير الجيران هو خيرهم لجاره.
6-وبين أن الجيران كلما كان أقرب منك كان حقه أعظم.
7-وحثَّ على تعاهد الجيران بالطعام، وإهداء بعضهم لبعض ولو بالشيء اليسير.
8-وكان يقبل دعوة الجيران، ويصطحب معه زوجاته.
9-وكان ربما احتمل الشيء من جيرانه يهدونه إليه.
10-وجعل الجيران مقياس الرجل المحسن من المسيء.
11-وأرشد الجار إلى عدم منع جاره مما يحتاجه، ولو أن يضع على جداره خشبة.
12-وجعل شفعة الجوار مندوباً إليها لأجل حق الجوار.
الجارُ أولى الناس بالجارِ** وأحق أن يرعى حمى الدار
بالبرّ والإحسانِ يتحفُه** والحفظ في جهرِ وإسرار
إن لم يؤمّنه بوائقه** فليحذر التعذيب في النار
طاب النبيُّ لأهل جيرته ** جاراً يُراعي حرمة الجار
قولاً وفعلاً صان حقهم ** وكذاك إيصاءٌ بتكرارِ
بل يقبل المختار دعوته ** من غير أحراجٍ لإصرار
متحمّلاً منه أذيته ** صبراً يُغالب كل صبّار
وأذيّة الجيران حرّمها ** فأذيّة المؤذي من العار
ومن السّعادة جيرةُ الصُّلحا ** وجوار أخيارٍ وأطهار
لكن جار السوء تبغضه ** ونعوذُ عوذاً منه بالباري
إن التهادي بينهم صلةٌ ** فابذل عطاءك دون إقتار
أهدِ الطعام ولو مرقاً ** وتحرَّ من دارٍ إلى دار
****
تعامل النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع ضيوفه والمستضيفين:
1-كان أجود الناس مع ضيوفه، وأخبر أن الله كريم يحب الكرم.
2- وبلغ من حسن تعامله مع الناس ما ظهر من كمال أدبه وتوقيره معهم.
3-وقد جعل إكرام الضيف من علامات الإيمان.
4-ومدح النبيُّ صلى الله عليه وسلم من يقري الضيف، وجعله من خيرة الناس.
5-وبيّن أن الضيافة حقٌّ على كل مسلم، وبين مقدار الضيافة وحودها.
6-بل كان يكرم ضيوفه ويضاحكهم ويتبسط إليهم في الحديث.
7-وإذا لم يجد ما يقري به الضيف دفعه إلى أحد أصحابه ليقريه.
8-وكان يكرم ضيفه وإن كان كافراً.
9-وكان يقوم على خدمة أضيافه.
10-وربما تأذى من سلوكيات ضيوفه فيستحي من إحراجهم.
11-وإذا كان ضيفاً عند أحد أصحابه، حل عندهم متواضعاً، ويقبل ما يقدمونه إليه.
12-وكان يجيب الدعوة ولو من غلام، ويجيب دعوة اليهودي تأليفاً لقلبه.
13-وربما قصد بعض أصحابه ليضيفه ويُطعمه.
بحسن البِشر تبتدر الضيوف .. وبسط الوجه أول من يضيف
ونخدمه بأعيننا ونبقى .. عليه بكل مكرمةٍ نطوف
وحين أزوره حُباً فإني .. كريمٌ في زيارته عفيف
وللضِّيفانِ حقٌّ مُستحقٌّ .. بكل الخير تنبسط الكفوف
ونكرمهم بأنفس ما لدينا .. قرانا بين أيديهم صنوف
وقد وصّى النبيُّ بهم كثيراً .. فحقهم يُصان ولا نحيف
ويوم الخندق المشهود جاروا .. لدعوة جابرٍ عددٌ كثيف
وروك في الطعام لهم فوفّى .. ولو زادوا لزاد وهم ألوف
ويأتيهم رسول الله ضيفاً .. ليهن صحابة الضيف الشريفُ
ويقبل دعوة الداعي وإن لم .. يكن في وسعه إلا الرغيفُ
****
تعامل النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع خواص أصحابه:
1-كان يعلن حبه لهم، ويظهره في الناس.
2-ولا يرضى أن يتكلم أحدٌ من الناس عنهم بسوء.
3-وكان يعرف لهم مكانتهم وقدرهم ويدعو الناس لإنزالهم منازلهم.
4-وكان يخصُهم بأشياء دون سائر أصحابه.
5-وكان يحتمل منهم ما لا يحتمل من غيرهم.
6-وكان يعتمد على بعضهم في أموره الخاصة.
7-وكان يتفقد الغائب منهم، لا سيما في الأوقات الحرجة.
8-وكان يفدي بعضهم بأبيه وأمه.
9-وكان يحزن ويبكي عليهم عند وفاتهم.
10-وكان يستشيرهم في الملمات والمهمات، ويستمع لآرائهم ويستجيب لمقترحاتهم.
11-وكان يهتم لشؤون أصحابه، ويرثي لحال بعضهم ويحزن لذلك.
12-وكان يدرك الصفات الخاصة والمميزة لبعض أصحابه ويعاملهم بمقتضى ذلك.
13-وكان يبشرهم بحسن العاقبة وبالجنة، وتفاضلهم فيما بينهم.
فدىً لصحابة المختار نفسي .. وإن أحبتي لهم فداء
نوقره ونتبعهم وفاءً .. ومن أخلاقهم عرف الوفاء
ويُحشر من يُحب القوم معهم.. ولو من بعد عصر القوم جاروا
لقد صحبوا النبيّ وتابعوه .. فكان لهم بصحبته العلاء
وقدّرهم رسول الله حتى .. أشاد بهم وقد طاب الثناء
وأعلن حبهم والحب يبدو .. فما في قدرهم فينا خفاء
ولا يرضى بذكرهم بسوءٍ .. فويلٌ للذين لهم أساءوا
ويغضي عنهم ما ليس يغضي .. لغيرهم، له بهم اعتناءُ
وقد كانوا سواعده اعتماداً .. لهم في كل ناحيةٍ مضاءُ
يشاروهم ويقبل ما أشاروا .. وآراء الحكيم لها سناء
برقته مشاعرهم يراعي .. فرحمته لخاطرهم دواء
وإن غابوا تفقد غائبيهم .. فما من أخلاقه يوماً جفاء
ويرعى أهل من قد مات منهم .. كذلكم المحبة والوفاء
لموتهم بكى حزناً عليهم .. ليهنهم الترحم والدعاء
****
تعامل النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع الخدم:
1-كان يعاملهم معاملة الوالد الشفوق لولده، والأخ الرحيم لأخيه.
2-وكان يأمر من عنده من خدم أن يطعموهم مما يأكلون، ويلبسوهم مما يلبسون.
3-وكان ينهى عن تكليفهم من العمل فوق ما يطيقون.
4-وكان يشهد جنائزهم، ويُصلي على قبر من لم يشهد جنازته.
5-وكان يتفقد خدمه، ويسألهم عن حاجاتهم.
6-وكان يطلب من خادمه أن يسأله ما يشاء ليلبي له حاجته.
7-وأمر بإعطائهم حقوقهم وأجورهم فور فراغهم من العمل.
8-وحذر من ظلم العامل، وأخبر عن المقاصة مع الخدم والعبيد يوم القيامة.
9-وندب إلى العفو عن أخطائهم وزلاتهم، ولو تكرر ذلك منهم.
10-وأمر بالتلطف في مناداة الخدم.
11-وإذا بعث خادمه بشيء فأبطأ عليه، لم يغضب منه، ولم يعاتبه.
12-وكان يدافع عن خادمه رغم التقصير.
13-وكان لا يضرب أحداً من خدمه وينهى عن ذلك.
14-وجعل كفارة ضرب العبد "عتقه".
15-وكان آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الوصية بالصلاة وبالخدم والعبيد.
إخـوانـنـا الـعـمـال والـخـدم .. والـديـن فيـا بيننا رحـم
حوا وآدم والــــــــدان لنا .. وتقى الإله الفضل والـكـرم
فيم التكبر يا أحبتنا .. وجميعنا للطين بعد نموا؟
هـذا الـنـبـي أبٌ لـخـادمـه .. بتـعـطـف الآبـــــاء مـتـسـم
متواضع، كم قد مشى معه .. ومعاً بغير تكلف طعموا
باللطف يسأل عن حوائجهم .. أكــرم بــه مـتـفـقـداً لهـم
بـسـماحـة تعطى حقوقهم .. أوصـى بهـم بالخير أمته
ويظل يعفو عـن إساءتـهـم .. لا كالذي للنفس ينتقم
يومـاً تـكـاسـل عـنـه خـادمـه .. فيعيد حاجته، ويبتسم
وإذا ونى في فعل حاجته .. ما هـاجـه غـضـب، ولا سـأم
ما كـان فـي يـوم ليضربهم .. فلهم لديه الصفح والكرم
بل كـفـه بـالـخـيـر جـاريـة .. فکمـا تجـود بـمائـهـا الـديـم
تعامل النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع ذوي العاهات:
1-كان يحثهم على الصبر ويبشرهم بالجنة.
2-وكان يدعو لهم ويراعي مشاعرهم ويسميهم بأسماء محببة لهم.
3-وكان يرفع معنوياتهم ويبين لهم معيار التفاضل بالتقوى.
4-وكان يزورهم ويجيب طلباتهم ويرشدهم إلى ما فيه خير.
5-وكان يقضي لهم حاجاتهم ويييسر عليهم ويرفع الحرج عنهم.
6-ولم يمنع أفرادهم من الخروج معه في بعض أسفاره وغزواته.
7-وكان يولي بعضهم بعض المهام والولايات.
8-وأخبر أن نصر الأمة يكون بهؤلاء الضعفة.
9-وكان يعفو عن سفهائهم.
10-وكان يحث الأمة على الاتعاظ بحالهم، وسؤال الله العافية مما ابتلاهم.
کما الأرزاق وزعت البلايا .. فمن ذا لا يرى يوماً مصابا
فمنهم جازع يشكو الرزايا .. ومنهم صابر يرجو الثوابا
تجـرعـهـا، ولـكـن الحـشـايـا .. مـن الأحـزان تلتهب التهابا
لقد أوصى النبي ذوي البلايا .. إذا كربوا اصطباراً واحتسابا
يبيّن ما محتـه مـن الخطايا .. فدع عنك العبوس والاكتئابا
كـم مـسـتـدرج بـالخير حتى .. يلاقي حين غفلته العذابا
وأجر الصابرين بلا حساب .. فكيف تظن ما فاق الحسابا ؟
تحييهم مـلائـكـة كـــرام .. إذا دخـلـوا عـلى الأبـرار بابا
يعلمهم رسـول الله قولاً .. كريماً حين يلقون المصابا
بغير تسخط، وبلا اعتراض .. على القدر الذي يمضي كتابا
ومـن يعتب على الأقـدار يحرم .. فدع عنك التبرم والعتابا
وينهى عن تمني الموت سخطاً .. فطول العمر فرصة من أنابا
جـراح القوم يأسوها، ويدعو .. لهـم، ويذكـر الـقـوم الثوابا
ويخلف ربنـا خـيراً عليهم .. إذا ما أحسنوا فيه الجـوابـا
تعامل النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع أصحاب المصائب والبلايا:
1-كان يدعوهم إلى الصبر والاحتساب ويحزن لحزنهم وربما بكى.
2-وكان يعلمهم كيفية الصبر ومتى يكون.
3-وكان يبين لهم أجر المصيبة وثواب الاحتساب عليها.
4-وكان يبين لهم أن المصائب تكفر الخطايا مهما كانت صغيرة وهينة.
5-وكان يحثهم على التعزي بفقده صلى الله عليه وسلم فإنه أعظم المصائب.
6-وكان يعلمهم ما يقولونه عند نزول المصيبة، وينهاهم عن الدعاء على النفس والولد.
7-وكان ينهى عن التسخط والنياحة والتضجر من المصيبة والمرض والسب والشتم لها.
8-وكان ينهى من نزلت به مصيبة أن يتمنى الموت بسببها.
9-وكان يواسيهم ويخفف من ألم المصيبة عنهم، وربما تكفل بشؤونهم.
10-وكان يحث على مراعاة الأرامل واليتامى والمستضعفين.
11-وكان يعطي بعض المصابين المال ليخفف عنهم مصيبتهم.
12-وكان يأمر بالتصدق على من أصيب في ماله.
13-وكان يرشد إلى بعض الأطعمة التي تخفف المصاب عن المبتلى.
14-وكان يزورهم ويطمئن على حالهم ويعطف عليهم.
15-وكان يأمر بتعزيتهم والاستشعار بالآمهم ويرقي بعضهم.
اصبر على غصص البلايا وليكن ** لك في ثـواب الله خـيـر عـزاء
وإذا ابتليت فلست أول مبتلى ** فلكل حي خص نـوع بـلاء
إن أنت لم تصبر لربك راضياً ** ألجئت بعد العجز والإعـيـاء
وعظ النبي ذوي البلاء مصبراً ** ومـبـشـراً بالجنـة الـعـلـيـاء
حتى تمنوا حين نالوا أجرهم ** لو نالهم من قبل ضعف الـداء
ويزورهـم خير البرية عائداً .. يدعو لهـم ودعـاه خـير دعـاء
فإذا رأوا وجه النبي استبشروا .. من حسن طلعته بقرب شفاء
ويكون في حاجاتهم متواضعاً .. ومـبـادراً فيها بحسن قضاء
ما ملَّ منهم لا، ولم يضجر بهم .. بل سرهم بالطلعة السمحاء
ما بال أهل ذوي الحوائج، والبلا .. أقصوهم هرباً من الأعباء
ولـربمـا غـدر الـشـقـى بـأمـه .. ورمـی بهـا كـالـنـاقـة الجـربـاء
لا تعجلن، ففي غد لك مثلها .. شر الـديـون أذية الآبـاء
لا تؤذين، ولا تصاحب مؤذياً .. إن الخـسـار مـقـارن الإيـذاء
كن للضعاف، وللعجائز خادماً .. بالبر كل صبيحة ومـسـاء
تعامل النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع الفقراء:
1-كان يعين الفقراء والمساكين على وجوه التكسب المباح، ويحذرهم من المسألة.
2-وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يشجع على الزراعة والصناعة والتجارة.
3-وبيّن أن الأنبياء عملوا في أعمال عدة، منها: رعي الغنم، والحدادة، والنجارة.
4-ومع ذلك كان يأمر بإعطاء السائل ولو شيئاً يسيراً.
5-وكان يسعى في تزويج أهل الصلاح والخير منهم.
6-وكان يحثهم على التكافل فيما بينهم.
7-وكان يرشدهم إلى الأمور التي تساعدهم في القضاء على الفقر، منها:
* صلة الرحم. * وترك المعاصي * والمتابعة بين الحج والعمرة
* وترك سؤال الناس * والتوكل على الله في طلب الرزق.
8-وأخبر أنه لا يخشى على الأمة الفقر، ولكنه يخشى عليها أن يتنافسوا على الدنيا.
هي الدنيا بأهليها تدور .. بها الميسور يسعى والفقير
هي الأرزاق قد قسمت عليهم .. يصيبهم القليل، أو الكثير
وقُسمت المصائب والبلايا .. فلا يعفى الكبير، ولا الصغير
أبر الناس أرحمهم جميعاً .. رسول الله، وهـو بها جدير
يرى الفقرا، فيحزنُ إِذْ رآهم .. وهـم مــن حـولـه جم غفير
ويدعو للندى حتى إذا ما .. كفوهم قام يعلوه السرور
يقاسمهم إذا جاءوا غذاه .. ويؤثـرهــم بــه، وهو الأثير
ويبعثهم إذا لم يلق زاداً .. إلى أصـحــابـه، وهـم كثير
ويصبر مثلهم، ويزيد صبراً .. إذا قلَّ الطَّعامُ هـوَ الصبور
تمر أهـلـة شـهـر، فشهر .. وما في بيته نار تنير
له ولأهـــلـــه تــمــر ومـــاء .. على هذا تتابعت الشهور
ونحن إذا مضى يـوم علينا .. بغير تفكه فيه نثور
تنوعت الصنوف، فهل شكرنا .. وتلك على موائدنا تدور؟
***
تعامل النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع الأغنياء:
1-أنه صلى الله عليه وسلم شهد بفضل ذوي الفضل منهم في خدمة الدين.
2-ومع انتفاعه بمالهم في الدعوة إلى الله، كان يُحب الانفاق على الطاعات والقرب من ماله الخاص.
3-وكان يزورهم ويأكل عندهم، ويرشدهم لأفضل وجوه الصدقة.
4-وكان يزورهم في المرض، ويحثهم على الوصية بأقل من الثلث.
5-وكان يأمرهم بالعدل في الأعطيات بين الأولاد.
6-وكان يخبرهم بأن مال الإنسان الحقيقي هو ما قدمه في سبيل الله تعالى، وأن ما تركه هو الفاني.
7-وكان لا يقبل من أحدهم التصدق بجميع ماله.
8-وربما قبل جميع مال بعضهم لما رأى عنده من التوكل والصبر على الفقر والتعفف عن المسألة.
9-وكان يرشدهم إلى أن يظهروا نعمة الله عليهم.
10-وكان يثني على أفعال الخير التي يفعلونها تشجيعاً وتحفزاً لهم على الزيادة في الخير.
11-وكان يعودهم على التجارة مع الله تعالى؛ لأنها هي التجارة الرابحة.
12-وكان يختار لأهل التجارة منهم الاسم الحسن، ويحثهم على الصدقة.
13-وكان يخالطهم في أسواقهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر.
14-وكان ينهاهم عن الغش في البيع والشراء.
15-وكان ينهاهم عن الغش في البيع والشراء.
16-وكان إتا صنع إليه أحدٌ معروفاً كافأه عليه.
17-وكان يدعو لهم بوفور الرزق والبركة.
18-وأخبر أنه يحب الرجل السمح في البيع والشراء والاقتضاء.
19-وكان يدعو للمتصدقين والمزكين منهم.
20-وكان يغضب ممن تظهر عليه أمارات التكبر.
21-وكان يستعيذ بالله من شر فتنة الغنى، ويبين لهم أن الغنى الحقيقي في القلب.
22-وكان يُبين لهم أهمية اقتران الغنى بالتقوى.
بهـذا الـمـال دنيـانـا تسير ** تدور بـه، وتفتتح الأمور
فحاول في مناكبها اتـجـاراً .. وحصـلـه فـأنـت بـه جدير
وما صلح الغنى إلا بتقوى ..ولا محق الغنى إلا الفجور
ويعرفُ فضل أهل الفضل منهم .. رسول الله، فهو بهم بصير
يزورهم، ويأكل من قراهم ..ويرعاهم، ومرضاهم يزور
یذگــرهــم بـتـوصـيـة، وبذل .. وثلث المالِ إنْ يبذل كثير
فإن تبذل جميع المال تندم .. وأنت عليه منكسر حسير
ويأمرهم إذا أعطوا بنيهم .. بميزان العدالة لا يجور
فظلم الأقربين أمر طعماً .. وظلم الناس ممقوت مرير
وأظهر نعمة الرحمن شكراً .. فكاتمها لنعمته كفورُ
وتاجر في سبيل الله تربح .. مع الله الـتـجـارة لا تبور
وينصحهم رسول الله نصحاً .. إذا هو في متاجرهم يسير
بإبداء الـعـيـوب بغير غشّ .. وفيه عليهم اشتدَّ النكير
وإن يوصل بمعروف يكافئ .. كذلك يفعل البر الشكور
وليست كثرة الأموال تغني .. ولكن في غنى النفس السرور
وتقوى الله خير الزادِ ذخراً .. تقودهم، ودربهم تنير
***
تعامل النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع ذوي الهيئات:
1-كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يحفظ لهم مكانتهم ووجاهتهم في قومهم.
2-وكان يحرص على دعوتهم إلى الله، ويطمع في إسلام كبراء القوم ووجهائهم رغبةً في إسلام من ورائهم من الأتباع والعشيرة والذرية، ولذلك كان يوليهم عناية خاصة في الدعوة.
3-وكان يدعو ملوك الأرض وزعماء القبائل.
4-وكان يُظهر لهم الاحترام والتقدير والاهتمام والحفاوة.
5-وكان يُحسن الإنصات لهم، ويستمع لحديثهم.
6-وكان يعتذر لهم، ويحتمل منهم ما يصدر عنهم، بل دعا إلى التجاوز عن أخطائهم.
7-وكان يكرمهم ويأمر أصحابه بذلك.
8-وكان يُحسن إليهم وإن كانوا في الأسر -حفظاً لمكانتهم، وطمعاً في إسلامهم.
9-وكان لا يردهم عن لقائه.
10-وكان يثني على صفات الخير التي فيهم.
11-وكان ربما دخل في جوار بعضهم وحمايته.
12-وإن داعه بعضهم إلى طعام أجاب دعوته.
13-وكان يمازحهم، ويهتم بمرضاهم على وجه الخصوص، ويكثر زيارتهم، كسعد بن معاذ سيد الأوس، وسعد بن عبادة سيد الخزرج.
14-وكان يشاور ذوي الهيئات، ويأخذ بمشورتهم.
15-وكان يحفظ لذوي الهيئات جميلهم ويكافئهم عليه.
16-وكان يؤلف قلوبهم فيزيد في أعطياتهم، ويقدمهم على من ورائهم.
17-وعندما يتبين له أن بعض ذوي الهيئات لا خير فيه كان يعاملهم بما هم أهله من الشدة.
18-وكان يغلظ عليهم أحياناً في القول.
19-وكان يُعلم الجٌفاة منهم ما ينبغي فعله.
منازل الناس في الدنيا منوعة .. ما بين مرتفع فيها ومستفلِ
وهم لبعض وإن لم يشعروا خدم .. رغم التنوع في الأشغال والعمل
فلننزلِ النَّاسَ في الدنيا منازلهم ..وليحترم بعضنا بعضاً بلا جدل
راعى النّبيُّ ذوي الهيئاتِ، إِنَّ لهمْ ..مكانة لم تزل في الأعصر الأول
فحين يرعاهم يرعى قبائلهم ..فإنّهم تبع للقائد البطل
يدعو الكبير، فإن يسلم كبيرهم ..تلفَ الصغار سريعاً تابعي الرّجلِ
وليس ييأس من إسلامهم أبداً ..فدعوة الله لا تخلو من الأمل
حتى إذا أسلموا أبدى بهم فرحاً ..وبشر القوم مثل الصيب الهطل
تجاوز الله، فليستأنفوا عملاً ..وليحسنوا في الذي يأتي من العمل
وإن يكن من ذوي الهيئاتِ من زلل ..يعفو ويصفح عما كانَ من زلل
إذا أتاه ذوو الهيئاتِ هشّ لهمْ ..وأنزل القومَ منه أكرمَ النّزل
وزارهم مثل ما زاروه يسعدهم ..وقد تناول معهم أيسر الأكل
يشاور القوم معنياً بحكمتهم ..أخذاً بها، ليس للتمويه والجدل
يزيدهم أعطيات؛ كي يؤلّفهم .. فيثبت القلب في الإسلام كالجبل
تعامل النبيّ صلى الله عليه وسلم مع النابغين:
1-أنه كلف حسان بن ثابت بالرد على أعداء الإسلام في شعره.
2-وكلف زيد بن ثابت بتعلم لغة اليهود.
3-وكلف معاذ بن جبل ليكون قاضياً على الناس.
4-وأرسل مصعب بن عمير لدعوة الناس في المدينة.
5-وكان يختار النجباء ليكلفهم بالمهمات الصعبة.
- فكلف علياً ليبيت في فراشه ليلة الهجرة، كما اختاره لحمل الراية يوم خيبر.
- واختار حذيفة ليأتي بخبر المشركين يوم بدر.
6-وكان يظهر مكانة هؤلاء بين أصحابه (منهم سماك بن خرشة، أبو دجانة)
7-وكان يثني عليهم بما فيهم من الصفات المميزة.
- فذكر أبو بكر بالرحمة.
- وعمر بالشدة لأجل الدين.
- وعثمان في الصدق والبذل.
- وعلي في العلم والقضاء.
- وأبي بن كعب في القراءة.
- ومعاذ في الفقه.
- وأبو عبيدة في الأمانة.
- وسلمة بن الأكوع في الرمي.
8-وكان يثني على بعضهم ويخصهم بالدعاء، ويردفهم على دابته، كابن عباس.
9-وكان يأمر ابن مسعود بالقراءة عليه والعرض.
10-ومن النابغين في الخبرة العسكرية خالد بن الوليد.
11-ومن النابغين في الحفظ أبو هريرة.
12-ومن النابغين في الشجاعة والجرأة على القتال معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء.
العقل فاعلم زينة الفتيانِ .. والفهم للعقلاء كالتيجان
كم من صغير ذي مواهب جمةٍ …فتفوح منه كأجمل الرّيحان
يحتاج مكتشفاً، ومهتماً به ..كي لا يضيع بعالم النسيان
إنَّ الـنـبـي لـه مـزيـد عناية ..بالنابغين، وأبرز الصبيان
لما رأى عقلاً، وحسن تصرّف .. ما كانَ ذا ليمر دون بيانِ
فيه أشاد مشجّعاً، ومؤيداً ..ليقابل الإحسان بالإحسان
كم ذا يخصهم بعلم زائد .. ودعـائـه بالفهم فـي الـقـرآنِ
بل كان يردفهم بكل تواضع .. فلينعموا منه بقرب مكانِ
ومنقط أذهانهم بسؤاله ..إنَّ السؤال منشط الأذهان
ومشجع لهم بحسن ثنائه .. إِنَّ الثـنـاء يلذُّ في الآذانِ
هذي مهارات الصغار تنوّعت..كتنوع الثمرات في البستان
راعی تنوّعها النبيُّ موظفاً .. فيما يفيد مهارة الفتيان
تعامل النبيّ مع المتخاصمين وكيف يقضي بينهم:
1-كان يسعى للصلح بين المتخاصمين، ولو بالحط من بعض الدين ويندبهم إلى ذلك، ويُبين لهم أنه من فعل المعروف.
2-وإذا لم يجد الصلح بين المتخاصمين حكم بينهم بحكم الشرع.
3-وكان يخوفهم من الحلف بالله كذباً.
4-ويبين لهم أنه يحكم بينهم بحسب الظاهر وأن حكمه بالظاهر لا يحل الحرام.
5-وكان لا يحكم على المدعى عليه إلا باعترافه أو بوجود بينه.
6-وكان يحذر المتخاصمين من التمادي في الباطل.
7-وكان يرد أي حكم يخالف شرع الله.
8-وكان يحتمل ويُعطي من عنده ليُصلح بين المتخاصمين، ويقطع النزاع والخصومة.
9-وكان يقضي بالحق، ولا يمنعه ذلك من تطييب خواطر الجميع.
10-وكان يبتسم إذا سمع أحد المتخاصمين يحكي ما يتعجب منه.
11-وكان يستمع إلى الخصمين وإن كان أحدهما غير مسلم.
12-وكانت له أقضية كثيرة حكم فيها بين الخصوم والمتنازعين.
لفعـل الـخـيـر آثــار تـــدوم ..ولكنَّ التنازع لا يدوم
وعند قضاتنا فصل بعدل ..فميزان العدالـة مستقيم
فإِنْ جارَ الخصوم بلا تقاضِ ..فعنـد الله تجتمع الخصوم
رســول الله يـدعـوهـم لصلح .. وكم يسعى إلى الصلح الحكيم
يحث على التسامح والتغاضي ..وقد يعفو عن الحق الكريم
فإن رفضوا التصالح والتغاضي ..فحكم العدل بينهم يقيم
يحذِّرُ حالفاً من قول زورٍ ..فإِنَّ الإثم في هـذا عظيم
ويحكم بالظواهر، والخفايا .. يحاسبهم بها الله العليم
وحذر من تمادي الخصمِ ظلماً ..بباطله، وظلم النّاسِ شوم
وقد يتحمّل الأموال عنهم .. لأجل الصلح، فهو بها زعيم
وطيب خاطر الخصمين لمّا ..قضى بالعدل، وانقطع الخصيم
ويصغي للخصوم، ولو يهوداً ..فإن العدل بينهم العموم
وشرع الله فصل في القضايا ..هو الإنصاف والعدل القديم
فكلُّ مخالف للشرع ردٌّ .. هوَ الطَّاغوتُ والظَّلم الغشوم
الباب الرابع: تعامله مع شرائح دعوية مخصوصة
تعامله مع المسلمين الجدد:
1-أنه كان يحب دخول الناس في هذا الدين وذرفت دموعه لأجل أمته.
2-وكانت أساريره تبرق فرحاً وسروراً بإشهار الرجل إسلامه.
3-ودعا لأم أبي هريرة بالإسلام، فأسلمت، ودعا لقبيلة دوس فأسلمت.
4-وكان يحمد الله عند إسلام قوم، ويفرح بذلك.
5-وكان يرشد من أسلم إلى الاغتسال، ويعلمهم الأحكام الشرعية، ويأمرهم بالتخلص من أدران الجاهلية.
6-وكان يقدم الدخول في الإسلام على أي أمرٍ آخر.
7-وكان يبعث مع المسلمين الجدد من يعلمهم أمر دينهم.
8-وكان حريصاً على ثباتهم على الإسلام، ويبعدهم عما ينفرهم عنه.
9-وكان يتألف من أسلم منهم بالمال، والمعاملة الحسنة ليثبتهم على الإسلام.
10-وكان يأمر بعض من أسلم بكتمان إسلامه إذا خشي عليه الأذى (كأبي ذر الغفاري، وعمرو بن عبسة السلمي).
11-وكان يبشرهم بغفران ما مضى من ذنوبهم حال الكفر، وأن الإسلام يهدم ما قبله.
12-وكان يبشرهم على أعمال الخير التي كانوا يعملونها في الجاهلية بالمثوبة والأجر.
13-وكان لا يتهاون معهم في الأمور المتعلقة بالتوحيد.
14-وكان ربما قبل من بعضهم ترك بعض الواجبات لمصلحة يراها ومراعاة منه للتدرج في الدعوة، وقد لا يقبل ذلك من بعضهم لعلة كقوة استجابتهم للحق.
15-وكان يواسيهم ويحث الصحابة على تعليمهم.
16-وكان إذا أسلم الرجل دعاه إلى التخلي عما يخالف الشرع.
17-وكان يأمر ذا الشيبة منهم بتغيير الشيب وصبغه.
18-وكان يأمر من نذر طاعة أو شرع فيها أن يتمها بعد إسلامه.
19-وكان ينهى عن حبس السفراء الراغبين في الإسلام.
يستقبل المصطفى بالبشر مسلمهم ..وبالحفاوة يلقاهم إذا قدموا
بالغسل يأمرهم حتى يطهرهم ..فإنه مع طهر القلب منسجم
نصحاً يحذرهم من كل شائبة ..تشوب إيمانهم، فالشرك مصطلمُ
رفقاً يعلمهم أحكام دينهم ..بالحلم واللين حتى تثبت القدم
وتاركاً كل ما عنه ينفّرهم ..فما بدا منه تعنيف ولا غشم
وكم يؤلّفهم بالمال يبذله ..من دونِ من بثباتِ القلب قد علموا
يخشى عليهم، وبالكتمان يأمرهم ..حيناً، وذو العقل قد يخشى فيكتتم
وسائل عن خصال الخير قدمها ..في الجاهلية، والخيرات تغتنم
قد أسلف الخير، والإسلام كمّله ..وفاز بالخير من بالدين يعتصم
ومن تحنّث بالخيرات ينذرها ..فليوف بالنذر، وليبرز بها القسم
ومن تبقت بقايا جاهليته ..فالمصطفى ناصح، والشّر ينحسم
ويرسل المصطفى أصحابه لهم ..معلمين، ونعم الناصحون هم
أتاه ذو شيبة يوماً، فغيّرها ..وخير صبغ لها الحنّاء والكتم
وقد تمكّن من أعدائه، فعفا ..فليس يعزب عنه العفو والكرم
فدى له النفس والأولاد أجمعهم.. والوالدان، وخلق الله كلهم
تعامل النبيُّ صلى الله عليه وسلم مع المستفتين:
1-كان يراعي حال المستفتي، فيفتي كل سائل بما يناسب حاله.
2-ولما سئل عن الجهاد، أجاب بإجابات مختلفة.
3-ولما سئل عما يدخل الناس الجنة، كانت إجاباته مختلفة.
4-ولما سئل عن الوصية، كانت إجاباته مختلفة.
5-وكان يختار الأفضل للمستفتي ويبينه له.
6-ويرشد المستفتي إلى ما يناسبه ويتلاءم معه.
7-وربما سئل عن شيء فسكت كراهية أن يكون في الإجابة نوع مشقة.
8-وكان يجيب جواب حكيم إن لم يكن في السؤال فائدة.
9-وإذا رأى السائل بحاجة إلى حكم ما بينه له وإن لم يسأله عنه.
10-وربما كانت الإجابة فيها زيادة بيان لما أشكل على السائل فهمه.
11-وكان يستفصل من السائل ويستوضح منه، ليحيط علماً بالواقعة، ويجمع أطراف المسألة.
12-وكان ربما أمر المستفتي بالامتثال الفوري للفعل، ليكون أمره جواباً لسؤال السائل.
13-وكان يجيب السائل بما يحصر له المسألة.
14-وأحياناً يجيب جواباً حاصراً، ويعرض عن تفاصيل السؤال.
15-وكان يحتمل من أسئلة الغرباء والأعراب ما لا يحتمله من غيرهم.
16-وربما أعرض عن السائل والمستفتي تنبيهاً له على أدب الحديث.
17-وربما أجاب السائل بفعله ليعاين الجواب بنفسه.
18-وكان يجيب على أسئلة النساء حتى في الأمور التي يُستحيا منها عادة، ويؤنب من ينكر عليهن السؤال في ذلك.
19-ومع إجابته على أسئلتهنَّ لم يمنعه ذلك من الحياء.
20-وكان يستدل بالقرآن الكريم ويُحيل عليه.
21-وكان يستعمل الحجج العقلية لإقناع السائل.
22-وكان يكره السؤال عما لا فائدة فيه، ويكره التنطع والغلو في السؤال.
23-وكان يرفع صوته بالجواب ليسمع السائل.
24-وكان يُحذر من التحايل على الفتوى.
25-وكان يكره السؤال عما لم يقع، لكنه يجيب عما يتوقع حصوله، أو ينتظر لأنه كالواقع.
26-وكان يخبر أصحابه ببعض ما سيكون من مخالفات ليسألوه فيعلمهم كيف يتصرفون فيها.
27-وإذا سئل عن شيء لا يعلمه، قال: لا أعلم.
28-وربما سكت انتظاراً لنزول الوحي بالإجابة.
29-وكان يقبل من المستفتي أن يراجعه.
30-وكان لا يتضجر من السائل ولو أكثر من الأسئلة ما دام ينتفع بها.
31-وربما أجاب المستفتي وهو يخطب على المنبر.
32-وربما أمر المستفتي بأخذ جانب الحيطة.
33-وكان يُعرض عن المستفتي إذا كره سؤاله رجاء أن يسكت من دون أن يُسكّته.
34-وكان يُبيين علة الحكم ليُعين المستفتي لتقبل الحكم ومعرفته بنفسه.
35-وكان يُراعي حال المستفتي في الفتوى.
36-وكان يستفصل ويستفسر من المستفتي عن طبيعة الشيء المسؤول عنه.
37-وكان يطلب عرض صور المسئول عنه ليُبين ما يجوز مما لا يجوز.
38-وكان يختار لهم الأيسر والأسهل ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
39-وكان يختار الأنفع لأمته.
40-وكان يُرخص لأصحاب الحاجات فيستثنيهم من الحكم العام.
41-بل كان يطاوع السائل في طلب الاستثناء تيسيراً عليه.
42-وإذا لم يجد رخصةً للمستفتي صرّح له بذلك، وأفتاه بالعزيمة.
43-وكان يرشد المستفتي إلى البديل المباح.
44-وكان يتوجه إلى الله تعالى ليلهمه الصواب.
45-وكان يرفق بالسائل إذا جاء تائباً من ذنبٍ أو خطيئة ؛فلا يُغلظ عليه.
46-وكان يُطيّب نفس السائل بالتطبيق على نفسه، ويؤكد أنه هو القدوة.
47-وربما طيبّ نفس السائل بالهدية، ليُبين له أنه لم يغضب من سؤاله.
48-وكان يتناول من الشيء المسؤول عنه إذا كان مُباحاً للتأكيد على إباحته.
49-وكان يُجيب على أسئلة واستفسارات غير المسلمين.
50-وكان يُجيب على أسئلة الجن واستفساراتهم.
شفاء العي لو سأل السؤال ..وعلم العالمين به ينال
إذا ما أشكلت يـومـاً أمور ..أو اشتبه المحرم والحلال
فإنَّ لديك أهل العلم فاسأل.. ليحسن منك عندهم المقال
إذا سئل النبي، وما لديه ..جواب لم يجبه، وذا كمال
ویکره سؤل ما لا نفع فيه ..إذا النفع انتفى كُره السؤال
ويعرضُ عنه تنبيهاً عليه ..لحــســن تأدُّبٍ فــيمــا يـقــالُ
فإن يكُ في الضرورةِ لم يؤخَرُ ..ويفتح في السؤال له المجال
إذا يأتيه يستفتي غريب ..وقد يجـفـو فـصبر واحتمال
ومهما أكثروا سؤلاً عليه .. أجابَ السائلين، ولو أطالوا
عقول الناس يكشفها لسان ..وتعرفُ من سؤالهم الرّجالُ
ويصبر إن يجادله ممار ..وليس يفيد صاحبه الجدال
ويقبل إن يراجعه سؤول .. فلا ضجر لديه، ولا ملال
تعامل النبيّ صلى الله عليه وسلم مع الأعراب:
1-كان رحيماً بهم، رفيقاً معهم، رغم ما كانوا عليه من الشدة والغلظة.
2-وكان يقابل إساءتهم وغلظهم بالعفو والإحسان.
3-وكان يعفو عمن حاول قتله منهم.
4-وكان يصبر على كثرة أسئلتهم ويُجيب عليها.
5-وكان يحتمل مُقاطعتهم لحديثه، وربما أخّر إجابتهم حتى يفرغ من حديثه.
6-وكان يحتمل رفع صوتهم وندائهم له بالسؤال.
7-وكان يضرب لهم الأمثال بما يفهمونه من أمور البادية.
8-وكان يجالسهم ويضحك معهم وينبسط في محادثتهم، وينزل عليه الضيف منهم؛ فيُحسن ضيافته وإكرامه.
9-وكان يُثني على أهل الجهاد والصدق منهم.
10-وربما سابق بعضهم على الإبل.
11-وكان يرفق بهم فيما يتعلق بأموره الخاصة، وأما إذا كان يتعلق بحقوق الله تعالى؛ فكان يوقفهم عند حدود الشرع وأحكامه.
12-وكان يزجرهم عن النظر في البيوت من غير استئذان.
13-وكان يزور مريضهم ويدعو لهم.
14-وكان يقبل هداياهم ويكافئهم عليها.
15-وربما تعدى عليه بعضهم؛ فيصبر ويحتمل مخاصمته.
16-وربما اشتدَّ عليه بعضهم في الكلام؛ فيحتمل ذلك منه.
النَّاسُ مختلفون في أخلاقهم .. وطباعهم كتنوع الألوان
قلب كما اللبن الحليب بياضه ..متشبع بتعطف وحنان
وسواه قلب كالصفا متحجر ..بل ربما أقسى منَ الصَّوانِ
سكن الصحاري مسنداً لصخورها ..فلذا همـا صـنــوان مشتبهان
جاءوا النبي بجهلم وجفائهم ..فيروضهم بالحلم والإحسان
يأتي الجهول يشدّه من ثوبه ..فانشق من جذبِ الجهول الجاني
ضحكَ النّبيُّ له، وأعطاه الذي ..يرجو بلا عنف ولا حرمان
ويبول جاهلهم بمسجده، فلم ..يزجره بالتعنيف قبل بيان
إنَّ المساجد عظمت حرماتها ..ليست لهذاك الأذى بمكان
بنيت لذكر الله جل جلاله ..وصلاتنا، وقـــــراءة القرآنِ
يغضي عن الإغلاظ منهم والجفا ..من سوء أخلاق، وقبح لسان
بل جـاءَ يـومـا خـائـن يغتاله ..غدراً كفعل مخادع خوانِ
رفع السلاح على النبي وقال: من .. يحميك مني»، لاتَ حينَ أمانِ
فأجابه: «الله»، فانبهت الفتى ..وكأنها قد شلّتِ الـكـنّـانِ
أخذ النبي سلاحه، لكن عفا ..والعفو يجمل ساعة الإمكان
لكن إذا قتلوا البريء، وأفسدوا ..في الأرض، وارتدوا عن الإيمان
يقتص منهم بالعدالة حاكماً ..ومعاقباً بالحزم دون تواني
ويجالس الأعراب دون تكبر ..ويضيفهم بكرامة الضّيفان
ويوضحُ الأمثال من بيئاتهم ..لهم، وتلك حلاوة التبيان
ویزور مرضاهم، ويدعو بالشفا ..ومبشراً بالطهر والغفران
قبل الهدايا منهم، وأثابهم ..ليقابل الإحسان بالإحسان
بل زادَ أضعافاً، وشيمته الندى.. مثل السحابِ الصّيبِ الهتانِ
تعامله مع العصاة والمذنبين:
1-كان رحيماً بهم، ويُعاملهم بمبدأ الشفقة والرأفة، ويبين لهم شناعة المعصية، ويستعمل معهم الخطاب العقلي أحياناً.
2-وكان يدلهم على الأعمال التي تكفر معاصيهم، وتكون سبباً في قبول توبتهم.
3-وكان يحتاط كثيراً في إقامة الحدود، ويأمر المذنب أن يستر على نفسه، ويتوب فيما بينه وبين ربه سبحانه.
4-وربما ترك الاستفسار عن ماهية الذنب الذي ارتكبه العاصي ستراً عليه.
5-وإذا أقام الحد على من وقع في جريمة، كان لا يُعنفه، وينهى عن سبه ولعنه.
6-وكان ينهى عن سب الذي جُلد في الخمر، وعلّل ذلك بكونه إعانةً للشيطان على العاصي.
7-وربما اشتد في تعنيف من وقع في معصية، وخاصةً من كان له منزلة عنده.
8-وربما شدد على مرتكب الذنب، ويكرر عليه؛ ليُبين له فظاعته.
9-وكان يُبين للعاصي شناعة معصيته ليتوب منها، ولئلا يعود إلى مثلها.
10-وربما هجر بعض العصاة زناً، حتى يحكم الله فيهم أو يتوب عليهم.
.11-وكان يكره أن تُرفع إليه الحدود.
12-وكان لا يسقط الحدود عن العصاة؛ حتى لو شفع فيهم أحبُّ الناس إليه.
13-وكان يُراعي في إقامة الحدود حال الضعيف، والمريض من العصاة؛ فيوجد لهم المخارج الشرعية.
14-وكان يُعلم برفق من ارتكب ذنباً جهلاً أو خطئاً، ولا يعنفه عليه، فضلاً عن معاقبته.
15-وربما أزال المنكر عن المتلبس به إذا علم أن ذلك لا يُنفّره، وربما اقتصر على الإعراض عنه.
16-وكان كثيراً ما يُكني في إنكاره على العصاة؛ فيقول: ما بال أقوام ولا يصرح بأسمائهم.
17-وربما غضب على بعضهم وشدّد له في القول.
18-وربما عاقب بعض العُصاة بعدم الصلاة عليه بعد وفاته، ردعاً لغيره عن مثل فعله.
يا رب إنكَ واسع الغفران ..تعفو عن التقصير والعصيان
تعفو وتقبل من أتى لك تائباً .. متوسلاً بحقيقة الإيمان
إياك يرجو، والـرجـاء مُطمّع ..في العفو والغفران والإحسان
يسع العصاة المذنبين بحلمه .. صدر النبي معاملاً بحنان
ويدلّهم حتى يكفر ذنبهم .. لمزيد فـعـل الخـير بالإمكانِ
يحتاط جداً في الحدودِ يقيمها .. بثبوت هذا الحد بالبرهان
والحد يدرأه بعارض شبهة .. كالجهل والتأويل والنسيان
يدعو العصاة لستر أنفسهم؛ لذا.. كم مرة ردَّ المـقــر الـــزاني
يأتـيـه مـعـتـرف بـحـد مبهم .. للستر يتركه بلا استبيان
حتى إذا صلّى محته صلاته ..إِنَّ الصَّلاةَ لأعظم الأركانِ
فإذا أقام الحد ليس معنفاً .. فيزيد تعذيباً له بهوان
بل قد نهى أصحابه عن لعنه ..لعن العصاة معونة الشيطان
ولربما يشتد في تعنيف من ..هو منه ذو قدر وأهل مكان
ولربما هجر العصاة مؤدباً ..ولقد يتوب العبد بالهجران
لكن لأهل الجهل ليس معنفاً ..بل منه تعليم، وحسن بيانِ
ولربما ترك الصلاة على الفتى .. ردعاً لأهل الفجر والعصيان
تعامل النبيّ صلى الله عليه وسلم مع المنافقين:
* من أبرز صفات المنافقين المذكورة في القرآن:
ادعاء الإيمان كذباً -الخداع -الإفساد في الأرض -التثاقل عن العبادة -السخرية من المؤمنين -معاداة المؤمنين وبغضهم والتآمر ضدهم -السخرية من المؤمنين والاستهزاء بهم -موالاة الكفار وتقوية عزائمهم -التحاكم إلى الطاغوت وترك الشريعة -الاستكبار عن الاستغفار والتوبة -محبة انتشار الفاحشة في المؤمنين -محاربة المؤمنين اقتصادياً -الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف.
* من أبرز صفات المنافقين التي ذكرها النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
التكاسل عن صلاتي الفجر والعشاء -تأخير الصلاة عن وقتها -الكذب وخلف الوعد والخيانة -لا يجتمع في أحدهم سمت الإسلام ولا فقه في الدين -التذبذب والتبعية للأعداء.
1-وأول موقف برز للمنافقين هو عداوة عبد الله بن أبي سلوك كان قبل غزوة دبر، قبل أن يُظهر إسلامه.
2-ولما قويت شوكة المسلمين بعد غزوة بدر، دخل كثيرٌ من المنافقين في الإسلام نفاقاً.
3-وان عبد الله بن أبي يحيك المؤامرات مع اليهود ضد المسلمين والنبيُّ يحتمله.
4-ولما أخرج النبيُّ إلى غزوة أحد تخاذل المنافقون عن القتال معه، فرجعوا بثلث الجيش ومع ذلك لم يُعاقبهم.
5-وترك النبيُّ قتالهم لأجل مصالح كثيرة للإسلام.
6-وكان الأصل في تعامله معهم أن يجري عليهم ظاهر حكم الإسلام ما داموا مُظهرين له.
7-وكان النبيُّ يقبل اعتذارهم وأيمانهم تأليفاً لهم.
8-وكان النبيُّ يقرأ وسورة المنافقين كل جمعة توبيخاً لهم، وحثاً لهم على التوبة.
9-ولما أعد النبيُّ العدة لغزوة تبوك وقتال الروم في الشام، جاءه كثيرٌ من المنافقين يستأذنونه بعدم الخروج معه خشية الفتنة.
10-وقد توعد النبيُّ هؤلاء المنافقين الملثمين وهم اثني عشر منافقاً بالنار.
11-وأخبر النبيُّ حذيفة بأسماء الاثني عشر منافقاً، ولم يخبر بأسمائهم غيره.
12-ومن السياسات التي اتخذها النبيُّ معه: هدم أماكن تجمعاتهم.
13-ولما مات بعضهم صلّى على قبره، فناه الله عن ذلك.
14-وقد تاب بعض المنافقين من نفاقه، ومنهم: الجلاس بن سويد.
15-وكان يصبر على ما يصيبه من أذى المنافقين.
16-وكان هدي النبيّ مع المنافقين يقوم على كشف صفاتهم، وأعمالهم أكثر من التركيز على معرفة أعيانهم وأسمائهم، وهذا ما كشف للصحابة الكثير منهم.
17-وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُحذرهم من إيذاء المؤمنين وتتبع عوراتهم.
18-وربما فضح بعضهم وكشفهم بأعيانهم للتحذير منهم.
19-وربما صارح بعضهم بما هم عليه من النفاق والمخادعة.
20-وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم ينهى عن إكرام المنافقين وتبجيلهم.
21-ولم كن يُسند إلى أحدٍ منهم شيئاً من الولايات العامة.
22-وأخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم، بأن منافقي آخر الزمان أشرُّ وأعظم فساداً.
وسع الجميع عدالة الإسلام ..والكلُّ تحت ظواهر الأحكام
فشهادة التوحيد عصمة أهلها ..أكرم بها من حرمة وذمام
فاحذر أذية من علمت موحداً ..واترك سبيل الظَّن والأوهام
وسع الـنـبـي بحلمه وأنـاتـه ..أهل النفاق على مدى الأيـام
متحملاً منهم أذاهم صابراً ..يعفو بـرغـم فـداحـة الإجرام
لو كان عاقب واحداً لتلقفت ..ولهــولــتـه وســائـل الإعـــلامِ
ولصوّروا الفرد الوحيد كأنه ..أمم أبيدت في النهار الدامي
أما إذا قتل الألوفُ وشردوا ..منا فذلك تحت جنح ظلام
من جاء معتذراً تقبل عذره ..ومبادراً بالعفو دون ملام
يكل السريرة للعليم بسره ..يجري عليه ظـواهـر الأحكامِ
لكنه يبدي قبيح صفاتهم ..من غير تعيين ولا إلزام
كيلا يصدق مكرهم وخداعهم ..أحد، فينجو منهم بسلام
لا يمنحون سيادةً ومكانةً ..ليسوا بأهل الرفع والإكرام
الباب الخامس- تعامل النبيّ صلى الله عليه وسلم مع شرائح عامة
تعامل النبيّ صلى الله عليه وسلم مع عموم النساء:
1-كان يوصي أمته بالنساء خيراً.
2-وكان يعدُّ النساء شقائق الرجال.
3-وكان يُبايعهن كما يُبايع الرجال، غير أنه لا يُصافحهُنّ.
4-وكان يتعامل معهُنّ بالرفق.
5-وكان يُثني على نساء قريش، لما فيهنَّ من صفاتٍ حسنة.
6-وكان يهتمُّ بتعليم النساء ووعظهنَّ، ويُخصص لهنَّ يوماً.
7-وكان يحرص على وعظ النساء وتذكيرهنّ.
8-وكان كثيراً ما يحثُّهن على الصدقة.
9-وكان يحثُّهنَّ على الإكثار من ذكر الله تعالى.
10-وكان يُعلمُهنَّ ما ينفعُهنّ من الأدعية.
11-وكان يحثُّهنَّ على شهود مواسم الخير؛ كالأعياد ونحوها.
12-وكان النساء يشهدن معه الجمعة.
13-وكُنَّ يشهدن صلاة الفريضة معه في المسجد.
14-وقد نهى الرجال عن منعهن عن الإتيان إلى المسجد.
15-وكان يتفقدهُنَّ ويسأل عمن غابت منهن عن شهود مواسم الخير.
16-وكان يراعي حالهن، فكان يحث الرجال على انتظار خروجهن من المسجد.
17-ولكي لا يختلطن بالرجال كان يأمرهن بالصلاة خلف صفوف الصبيان.
18-بل قد خصّص لهن باباً في المسجد.
19-وكان يمنع اختلاط الرجال بالنساء في الطريق.
20-وقد ندب المرأة إلى خضاب يدها.
21-وكان يخفف من صلاته شفقة على النساء التي يبكي صبيها.
22-ومن شفقته أنه حزن وتأسف على المرأة التي كانت تقم المسجد.
23-وكان يُطيب من انتقص من كرامتهنّ عنده.
24-وكان تعامله مع النساء برفق وحلم.
25-وكان يرفق بالأرامل منهن.
26-وبين فضل السعي على الأرملة وفضل القيام بمصالحها.
27-وكان يُسارع في قضاء حوائجهن.
28-وكان يُحسن إليهنَّ ويكرمهنَّ، خاصة إذا كان لها فضل أو سابقة إحسان.
29-وكان يخصُّ صواحب نسائه بمزيد فضلٍ وإحسان.
30-وكان يحفظ العهد في أهل أصحابه من بعدهم.
31-وكان يراجع نساء أصحابه في بعض ما يُهمهنَّ من الأمور.
32-وكان يحفظ المعروف لأهله منهنّ ويُراعيه.
33-وإذا رأى إحداهُنّ على خطأ أنكر برفق ولين.
34-ونهى الرجال عن ضربهنّ.
35-وكان يأمر بالإحسان إلى من أذنبت منهن فتابت.
36-وكان يقبل منهن الهدية.
37-وربما دعته بعض النساء إلى طعام فيُجيب دعوتها.
38-وكان يزور المريضات منهن.
39-وكان يدعو لبعضهن إذا طالبنه بذلك.
40-وكان يُغير أسماء بعض النساء كما أنه غير أسماء كثير من الصحابة.
41-وربما مازح كبيرات السن منهن.
42-وربما شفع عند بعض النساء؛ ليصلح بينها وبين زوجها.
43-وكان يخطب لأصحابه النساء الصالحات.
44-وكان يُشير عليهن في بعض أمور الزواج، وربما أرشدهن للزوج الأفضل.
45-وكان لا يزوج المرأة إلا بعد موافقتها.
46-وكان يرد نكاح من زوجها أبوها بغير رضاها.
47-وكان يستمع إليهن في الشكوى.
48-وكان يسمح لهن بالمشاركة في الغزو لمداوة الجرحى، وإعداد الطعام، ونحو ذلك.
49-وكان ينهى عن قتل النساء في الحرب.
50-وكان حريصاً على تربية نسائه ليكُنَّ المثل الأعلى لغيرهنَّ.
شقائقنا النساء مكرّماتِ ..وكن لنا أخي مكملات
وقد كـلّـفـن ديـــن الله حقاً ..فكن كما الرجال مكلّفات
لهنَّ كما لنا أيضاً حقوق ..وألزمت النسا بالواجبات
لقد جئنَ الرسول مبايعات ..فصرن كما الرّجال مبايعات
وقدرهـن تـقـديـراً كثيراً .. فكنَّ لدى النبي مكرّماتِ
وقد وصى الرّجال بهنَّ رفقاً ..بإحســان الـكـرام معاملات
رياحين البيوت صفت ورقت ..وصارت بالزجاج مشبهات
لقد خص النبي لهنَّ يوماً ..بتعليم، ووعظ الطالبات
وخص لهنَّ تذكيراً ووعظاً ..فناولــن الحــلى مـتـصــدقــات
وحثّ على شهودِ الخير حتى ..ينلن نصيبهنَّ من الهبات
يــراعــي حـالـهــن فـــذات يــوم .. يصلّي قد نوى طول الصّلاةِ
يخفّ صــلاتـه لـبـكـاء طفل ..مراعاة النساء المشفقات
تفقد مــــرأة ســــوداء كانت .. بمسجده تـقـم مـنَ الـقـذاةِ
ويخبر أنها بالأمس ماتت ..وخير البر مــا بــعــد الممـــات
وجاء لقبرها يدعو، وصلّى .. عليها، ما أعــز الـبـشـريـاتِ
بهنَّ المصطفى بر حليم .. يعاملهن دوماً بالأناة
ويقضي حاجة الضعفا سريعاً .. ويخدمـهـن حـتـى الـخـادمـــات
ویکرمـهـنَّ إحـسـانـاً ولطفاً .. بربك تلك إحدى المكرمات
إذا زلــل بــدا مـنـهـنَّ يوماً .. ترفق في النصيحة والعظات
ويوصي بالتي تابت، ويثني .. على تلك الكرام التائباتِ
صواحب أهله بمزيد فضل .. يخص، مرحباً بالزائرات
ويحفظ عهد أصحاب كرام ..فيرعى أهـلـهـم بعد الوفاة
ومن أهدت إليه ولو قليلاً .. فيقبلها، ويجزي بالهبات
وتدعوه العجوز إلى طعام .. فيأكل من طعام الداعيات
يغير ما يسوء من الأسامي .. كعاصية، أتنسب للعصاة؟
وسماها جميلة ذاك خير .. ويدعو للجميل من الصفاتِ
تعامل النبيّ صلى الله عليه وسلم مع كبار السن:
1-وقد عدَّ النبيُّ الرجل الكبير من خير الناس إذا حسن عمله.
2-وكان يحثُّ أمته على توقيرهم واحترامهم.
3-وكان يُقدر كبر سنهم وضعفهم، فيكون هو المبادر للذهاب إليهم.
4-وكان يُحسن استقبالهم ويمازحهم.
5-وكان من وصيته لأصحابه في الغزو: ألا يقتل كبير السن، إلا أن تكون له معونة في القتال.
6-كان يُخفف عنهم كثيراً من الأحكام الشرعية.
7-وكان يُخفف عنهم الكثير من الأحكام الشرعية، ومن ذلك:
-تشريعه الاستنابة في الحج؛ لمن ضعف جسمه عن الحج.
-وإعفائه من الصيام لضعفه والانتقال إلى الإطعام.
-أمره الأئمة الذين يصلون بالناس بالتخفيف، مراعاة لكبار السن.
8-وكان يُذكر كبار السن بالله لقُرب آجالهم، ويُحذرهم من الحرص على الحياة وكنز المال.
9-وعدَّ الذنب من الرجا لالكبير في السن أعظم من غيره.
10-وكان ينهاهم عن إزالة الشيب، ويحثهم على تغييره.
يفيض القلب حباً، وامتناناً ..لآباء لـنـا بهـــم افتخار
إليهم ننتمي، وبهم شرفنا ..وقد عـمـرت بآبائي الديار
وخير لي من الدنيا دعاهم ..فذلـك خـير مـا ربـحَ التّجارُ
وصـــاة نبينا بالشيب منا ..نوقــرهــم، وحق لهم وقــار
يقدّرهم كأنهم ملوك ..ويـرحمــهــم كــأنهـــم صـغـارُ
يقدّمهم لسنّهم احتراماً ..لهم من بين قومهم الصـدار
إذا جاءوه هـشّ لهم وحيّا ..وطاب لهـم بمجلسه الجـوار
ومازحهم وضاحكهم بلطف .. ولــذًّ لـهـم بمزحته الـحـوار
يـعـرفـهـم مـواســـم كـلّ خيرٍ .. ليبتــدروه، والخــــيـر ابــتـــدار
ويطمعهم بعفو الله عنهم ..إذا صح المـتـاب والانكسار
ويصفح عن إساءتهم ويعفو ..وخير العفو ما معه اقتدار
يخفف عنهم، والدين يسر .. وأولى الناس باليسر الكبار
ومن جشع يحذرهم نصوحاً .. لقـد نـفـع الـتـيـقـظُ والحذارُ
تعامل النبيّ صلى الله عليه وسلم مع الصغار:
1-كان يرحم الطفل ويشفق عليه ولو كان ولد زنا.
2-وكان من هديه مع الصغار تبريكهم وتحنيكهم، والدعاء لهم.
3-وكان يسميهم ويختار لهم الأسماء الحسنة.
4-وكان يجلسهم في حجره وعلى فخده ويحتمل ما قد يصدر عنهم.
5-وكان يداعبهم ويلاطفهم فيرخم أسماءهم ويكنيهم ويسابق بينهم.
6-وإذا مرَّ بهم يُسلم عليهم، ويمسح على رؤوسهم.
7-وكان يمسح خد الطفل ويقبله.
8-وكان يُعطي الهدايا للأطفال.
9-وكان حريصاً على تعليم الصغار وتربيتهم.
10-وكان يعلمهم الإيمان والقرآن والتوحيد.
11-وكان يُربيهم على حسن السلوك، وآداب الأكل.
12-وإذا أخطأ أحدهم أرشده برفق ولين.
13-وكان يستعمل العبارات الرقيقة في محادثتهم استمالةً لقلوبهم.
14-وكان يعود الأطفال على تحمل المسؤولية.
15-وكان يُقدر شخصية الطفل.
16-وكان يؤكد على أهمية الصدق معهم وعدم الكذب عليهم.
أطفالنا أحبابنا ثمراتنا ..سعد القلوب، وقرة لعيون
بعيونهم قد أشرقت آمالنا ..رقي دنيانا، ونصر الدين
يتطلعون إلى لواء جهادنا .. كي يــرفـعـوه عـالـيـاً بيمين
رحم الصّغار نبينا، وأحبهم .. متعطفاً بحنانه واللين
ويبيتُ يرقيهم رقاه معوّذاً ..ويخصـهـم بـدعـائـه الميمون
يلقاهم يلقي السلام عليهم .. بشراً ويمسح رأسهم بيمين
يهدي إليهم ما تحبُّ قلوبهم .. فترى السعادة فوق كلّ جبينِ
ومحاسن الآداب رباهم بها ..ومكارم الأخلاق بالتلقين
بالصدق في كل الأمور كبيرها .. وصغيرها من غير ما تلوين
إذ لا يزال لهم أبر معلّم .. فينشئون على التقى والدِّينِ
ويحملون فيقبلون معالياً .. وهـم لها أهـل كـأسـدِ عرين
ويعاملون بالاحترام أعزة .. هم بعد جيل النصر والتمكين
الباب السادس -تعامله مع غير البشر
تعامله صلى الله عليه وسلم مع الجن:
1-كان يدعوهم إلى الإسلام؛ فاستجاب كثيرٌ منهم لدعوته.
2-وكان يقرأ عليهم القرآن ويثني على حسن استماعهم له.
3-وكان يهتم بطعام المؤمنين منهم.
4-وحذر من إيذاء مؤمني الجن منهم.
5-وكان يستعيذ بالله من الشياطين.
تعامله صلى الله عليه وسلم مع الدواب:
1-كان عند النبيّ صلى الله عليه وسلم مجموعة من الدواب؛ كالخيل والبغال وغيرها، وكان يُسميها.
2-وكان يحب الخيل ويكرمها ويوصي بها.
3-وكان يكره الشكال من الخيل، وهو من في يده بياض.
4-وكان يرفق بالهرة ويطعمها ويسقيها.
5-وكان ينهى عن تحميل الحيوان فوق طاقته، وإجاعته وإيذائه.
6-وأخبر أن الإنسان قد يدخل النار بسبب تعذيبه للحيوان.
7-وبيّن أن الرفق بالحيوان سبب لدخول الجنة ومغفرة الله للعبد.
8-وأخبر أن في إطعام البهائم أجراً.
9-وكان ينهى عن التفريق بين الطير الصغيرة وأمهاتها.
10-وكان ينهى عن التمثيل بالبهائم.
11-وكان ينهى عن خصاء البهائم إلا لمصلحة.
12-وكان ينهى عن قتل ما لا ضرر له من الحيوانات، أو قتلهم على سبيل العبث.
13-وكان يحث على الرحمة بالحيوان، ونهى عن سبها ولعنها وخاصة الديك.
14-وكان يأمر من يذبح الشاة أن يختار غير الحلوب، ويأمر بالذبح والإحسان بالحيوان أثناء ذبحه.
15-وكان ينهى عن إنزاء الحمير على الخيل.
16-وكانت الحيوانات تشهد بنبوته، بل إن الأسد ساعد سفينة حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
سبحان من خلقَ القلوب، وإنها ..يا صاح بين أصابع الرّحمنِ
النَّاسُ مختلفون في أخلاقهم ..وطباعهم كتنوع الألوان
قلب كما اللبن الحليب بياضه ..متشبع بتعطف وحنان
وسواه قلب كالصفا متحجر ..بل ربما أقسى من الصّوانِ
بعث النبي إلى البرية رحمة ..للجن، والإنسان، والحيوان
يصغي الإناء لهرة سقياً لها ..إذ إنّها معتادة الطوفان
بل قد سقى ظمآن كلباً ظامئاً ..لتألّم الــظــمــان لـلـظـمــانِ
شكر الإلـه لـه بمحو ذنوبه ..طوبی له بالعفو والغفران
يا صاح لا تؤذ البهيمة إنّها ..ليست بذاتِ تظلّم وبيانِ
والله لولا الله سخرها لنا ..لرأيت منها الشَّأْنَ غَيرَ الشّانِ
فارفق بها، وتخلَّ عن إيذائها ..واذكر حساب الواحدِ الدِّيانِ
فالراحمون، ولو لذبح شويهة ..متأهــلــون لـرحمــة الرّحمنِ
والمؤذياتِ اقتل بغير غضاضة ..مثل العقور، وأبقع الغربان
لا تصحبن بهيمة ملعونةً .. فاحذر عقوبة لعنة اللعانِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق