حسن الوفا لإخوان الصفا
أسانيد السيد العلامة فالح الظاهري الحجازي
(١٢٥٨/ ١٨٤٠ -١٣٢٨ هـ/ ١٩١٠)
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بالأسانيد، وحرصوا على جمعها غاية الحرص، وقاموا بتنقيحها، وسبرها، ومعرفة صحيحها من جريحها، حفظاً للشريعة الغراء من أن يتسور حماها ملحد، أو يتطفل عليها عليل القلب، ولم يعول العلماء في هذا المضمار على من لا عناية له بهذا الشان، فلم يقيموا للكلام المبتور وزناً، حتى قال بعضهم: مثل الذي يطلب الحديث بلا إسناد مثل الذي يرتقي السّقف بلا سُلم، وقال الإمام الأوزاعي: إذا ذهب الإسناد ذهب العلم، وقال ابن المبارك: الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، وقيل: من لم يكن له شيخٌ يهديه قاده الشيطان إلى مهاويه.
وقد جرى جمع من العلماء على منع التصدي للإفتاء والتدريس في فنون العلم إلا لمن له إجازه وإذن من الشيوخ المتأهلين، وقد اطرَدَتْ عادة العلماء في سائر الأقاليم على مضي الأعصار أن لا يتصدى لإقراء السنة قراءة رواية أو تبرك أودراية إلا مـن أخـذ أسانيد هذه الكتب عن أهلها بإتقان، وتردّد إلى بيوت الشيوخ على غاية من الخضوع لهم والامتهان، ورحل عن البلدان وباحث الأقران، ولم يستهوه الشيطان فيشمئز عن طلب فلان وفلان، أو يروّج له اللعين ليدليه في مهاوي الخزي والحرمان في: أنّ هذا الأمر قد طوي بساطه ودخل في خبر كان، ولا عاد في البلاد أو على وجه البسيطة من أرباب هذا الشأن إنسان.
ولعمري إن هذا من علامة الخذلان وخبث الجنان؛ إذ ران عليه من صداء الكبر والحسد والإعجاب وغيرهما ما ران، فلقد كان والله في الزوايا خبايا وفي الخزائن ضناين خبَّاهم الله تعالى تحت أستار قباب غيرته، لم يظهرهم إلا لإنسان دون إنسان.
وهذا الثبت النفيس لأحد محدثي المدينة المنورة ومسنديها، وهو الشيخ فالح بن محمد الظاهري المدني، من بني جعفر بن الحسين الأصغر، جمع فيه ٧٠ سبعين إسناداً لسبعين حديثاً ومصنفاً، يرويها كلها من طريق شيخه أبي عبد الله محمد بن علي بن السنوسي الخطابي الشريف الحسني الشلفي بالشين المعجمة -نسبة إلى شلف نهر بالمغرب الأوسط بضواحي مستغانم، وابتدأ فيه بذكر المسلسلات، ثم المصنفات الحديثية، ثم الأصول، فالتفسير، فالبلاغة، فالنحو، فاللغة، فالمعاجم، وقد ذكرتُ إسنادي إلى الشيخ فالح -رحمه الله فيما يأتي.
ولم يخل هذا الثبت من الأحاديث الضعيفة والواهية والموضوعة، وكذلك الآراء المصنوعة، كما أن الصفحة ثمانية وثلاثين مطموسة من المطبوع، وقد نظم الشيخ فالح في خاتمة كتابه سماعه لصحيح البخاري والموطأ في منظومة من اثنين وثلاثين بيتاً.
يقول الشيخ فالح في "مقدمته": هذا ما تشتد إليه فى الحال حاجة الطالب الرحال من اسانيد العلماء الى مصنفات العظماء في حقائق الكتاب والسنة إلى ما يزيد الفهم فيهما قوة ومنة، جمع الفقير الضعيف (فالح بن محمد الظاهري) أحسن الله له الخاتمة وجعل السابقة بالإسلام له خاتمة آمين (وسميت) هذا الثبت حسن الوفا لإخوان الصفا (اعلم ) أن المعتبر في الأسانيد الحديثية العلو وفى الأسانيد الصوفية النزول فالاول ليقل الخطأ والثانى لتعم البركة بكثرة الرجال كذا ذكره جماعة والله الموفق.
وقد لازم أيضاً مدة طويلة المعمر أبا موسى عمران الياصلي الحسني، والعابد الناسك محمد الطاهر الغاتي وأبا الحلم عبد الرحيم بن أحمد الزموري البرقي، ولقي بمكة المكرمة عام ١٢٦٩ هـ العلامة المحدث المعمر أبا الحسن علي بن عبد الحق القوصي الأثري، وأجازه إجازة عامة، وبالمدينة المنورة محدثها الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي العمري، ودخل مصر مراراً، أولها ١٢٧١ هـ ولقي الشمس عليش، والنور حسن العدوي الحمزاوي، وأجازه جميع هؤلاء جميع ما لهم عن مشايخهم، وأجازه الحمزاوي بالمسلسل بالمصريين، وتدبج مع مسند دمياط الشمس محمد الشريف بن عوض الدمياطي، ويروي بالإجازة العامة عن الوجيه الأهدل بإجازته لمعارفه ومن يولد لهم، وكان والده من معارفه، ودخل الآستانة وعين فيها لقراءة الحديث بالقصر السلطاني.
وقد أجاز بهذا الجزء وجميع ما فيه من الموريات لجميع من أدرك عصره، شرط الضبط والإتقان، وفي خاتمته تقريظ للشيخ مصطفى حماد، والشيخ محمد خفاجي وجاد الحق يوسف الكامل، وكلهم من علماء الإسكندرية.
الأحاديث الواردة في هذا الكتاب:
أولاً: المسلسلات:
١-الحديث المسلسل بيوم العيد
٢-المسلسل بالإضافة على الأسودين.
٣-سند القراءة، وفيه يقول: قد اتفق لي عرض القرآن على استاذنا المذكور مراراً عديدة، بكيفيات مخصوصة ولله الحمد.
٤-المسلسل بلبس الخرقة (الطاقية) وتلقين الذكر (لا إله إلا الله).
٥-المسلسل بالمصافحة
٦-المسلسل بالمشابكة.
٧-المسلسل بسورة الصف، قال الشيخ فالح (ص ١٧): سمعتها على شيخنا بقراءة العبد الصالح الناسك العابد سيدي محمد الطاهر الغاثي من أولها إلى آخرها بالقراءت السبع، والغاثي نسبة إلى غاث بوزن الفعل من الغوث -قرية ضاربة في السودان من بلاد المساوفة.
٨-المسلسل بالمحبة (أو المسلسل بإني أحبك؛ فقل!).
٩-المسلسل بالصوفية الزُّهاد.
١٠-المسلسل بأشهد بالله، وأشهد الله.
١١-الجزء المسلسل بالعترة، يقول الشيخ فالح (ص ٢٥): وهو جزء مشتمل على أربعين حديثاً هي حكم وجوامع الكلم.
١٢-المسلسل بالأولية، يقول الشيخ فالح (ص ٢٥): وهو الأول في القَسم وإن تأخر في الرسم.
ثانياً: أسانيد الكتب الحديثية:
١٣-سند الموطأ برواية يحيى الأندلسي.
١٤-سند الملخِص لأبي الحسن القابسي.
١٥-سند البخاري من طريق المعمرين.
١٦-سند البخاري رواية أبي ذر لأهل اليمن والمغاربة أهل اليمن.
١٧-سند البخاري بطريقة المصريين إلى كريمة
١٨-طريقة أهل الشام والعراق إلى أبي الوقت السجزي.
١٩-الأوائل العجلونية.
٢٠-صحيح مسلم.
٢١-الشفا للقاضي عياض.
٢٢-سنن أبي داود.
٢٣-جامع الترمذي.
٢٤-سنن النسائي من طريق أبي بكر ابن السني.
٢٥-مسند الإمام الشافعي.
٢٦-مسند الإمام أحمد.
٢٧-جامع مسانيد الإمام أبي حنيفة؛ لأبي المؤيد محمد بن محمود الخوازرمي وهي خمسة عشر. قال الشيخ فالح (ص ٣٧): فمسند رواه عنه عبد الله بن الأستاذ، وآخر رواه عنه طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد العدل، وثالث بجمع محمد بن المظفر، ورابع بجمع أبي نُعيم الأصفهاني، وخامس بجمع محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وسادس بجمع عبد الله بن عدي الجرجاني، وسابع بجمع الحسن بن زياد اللؤلؤي، وثامن بجمع عمر بن الحسن الأشنائي، وتاسع بجمع أبي بكر الكلاعي، وعاشر بجمع محمد بن الحسين بن محمد بن خسرو البلخي، والحادي عشر بجمع أبي يوسف، والثاني عشر والثالث عشر بجمع محمد بن الحسن الشيباني، أحدهما معظمه عن التابعين فهذا يُسمى "بالآثار"، ورابع عشر بجمع ابنه حماد، وخامس عشر بجمع أبي القاسم السعدي، جمع جميعها في كتاب محمد بن محمود الخوارزمي مرتباً لها على ترتيب أبواب الفقه من الطهارة إلى المواريث اه.
٢٨-جامع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد للإمام سليمان الروداني. قال الشيخ فالح (ص ٣٩): هذا الكتاب في غاية النفاسة، اشتمل على الموطأ والكتب الستة ومسند الدارمي ومسند الإمام أحمد ومسند أبي يعلى الموصلي ومسند البزار ومعاجم الطبراني الثلاثة اه.
ثالثاً: في العقيدة والأصول:
٢٩-الفقه الأكبر لأبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي.
٣٠-متن السنوسية الكبرى وشرحها للسنوسي.
٣١-جوهرة التوحيد وشرحها الكبير والصغير ثلاثتها للشيخ إبراهيم بن حسن اللقاني.
رابعاً: في التفسير وعلوم القرآن:
٣٢-التحبير في علوم التفسير والإتقان في علوم القرآن للإمام الجلال السيوطي.
٣٣-تفسير الحسين بن مسعود البغوي.
٣٤-تفسير الإمام الفخر محمد بن عمر الرازي.
٣٥-تفسير الإمام ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي.
٣٦-الجواهر الحسان؛ لأبي زيد الثعالبي.
٣٧-تفسير محمد بن أحمد بن جُزي.
خامساً: في أصول الفقه:
٣٨-مختصر عثمان ابن الحاجب.
٣٩-جمع الجوامع للتاج عبد الوهاب بن التقي السبكي.
٤٠-التحرير للكمال بن الهمام الحنفي.
٤١-لب الأصول، وشرحه، وحاشيته للشيخ زكريا الأنصاري.
سادساً: في الفقه المالكي:
٤٢-التفريع؛ لأبي القاسم عبيد الله بن الحسن الجلابي المصري.
٤٣-المسلسل بالمالكية. يقول الشيخ فالح (ص ٤٣): فهذا السند يحتوي على كثير من مؤلفات المالكية في الفقه، أجلها مدونة سحنون،ورسالة ابن أبي زيد، وهكذا إلى أن تصل إلى شروح خليل للخرشي وعبد الباقي والأجهوري ومختصر المدونة لابن أبي زيد والنوادر له اه.
سابعاً: في الفقه الحنفي:
٤٤-مختصر أبي الحسين أحمد بن محمد القدوري بسند الحنفية.
٤٥-تنوير الأبصار وشرحه منح الغفار للعلامة محمد بن عبد الله الغزي.
٤٦-المسلسل بالحنفية. يقول الشيخ فالح (ص ٤٤): وهذا السند النقي الواضح محتوٍ على مؤلفات رجاله منها الوقاية وشرحها لصدر الشريعة، ومتن النقاية له، وتفسير أبي السعود والفصول الستة لخواجا بارسا، ومسند أبي حنيفة برواية ابن الأستاذ وهو السبذموني المذكور، وزاد الفقهاء شرح القدوري لأبي المعالي محمد بن أحمد الاسبيجابي عن المحبوبي عنه، والجامع الكبير والجامع الصغير للإمام محمد بن الحسن وسذمون بسين مهملة فباء موحدة مفتوحتين فذال معجمة فميم مضمومة فواو فنون، من قرى بخارى اه.
٤٧-سند آخر مسلسل بالحنفية، قال الشيخ فالح (ص ٤٥): وهذاالسند أيضاً نقيٌّ واضح، محتوٍ على مؤلفات عظيمة لرجال؛ كتأويلات القرآن، وكتاب التوحيد للماتريدي، والهداية للمرغيناني، وشرحها الكفاية للجلال الكرلاني والوافي وشرحه الكافي ومختصره الكنز للإمام أبي البركات النسفي، والكنز أحد المتون الأربعة المعتمدة في الفتوى عند المتأخرين، ومنها الوقاية ومختصر القدوري وبعضهم يقتصر على هذه الثلاثة ،والرابع مجمع البحرين لابن الساعاتي، ويخرج منها الهداية للحسام السِغناقي بسين مهملة وغين معجمة ونون بعدها ألف فقاف إلى سنغاق بهذا الضبط من وراء النهر برواية السيد الجلال الكرلاني عنه اه.
ثامناً: الفقه الشافعي:
٤٨-كتب شيخ المذهب الإمام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي.
٤٩-المسلسل بالشافعية.
٥٠-سيرة الكلاعي.
تاسعاً: الفقه الحنبلي:
٥١-المغني والمقنع والعمدة ثلاثتها لشيخ الإسلام موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة الحنبلي -شيخ المذهب.
عاشراً: البلاغة:
٥٢-إعجاز القرآن لعبد القاهر الجرجاني.
٥٣-التلخيص والإيضاح للجلال القزويني.
٥٤-شروح الرسالة الأربعة؛ للشاذلي.
٥٥-تلخيص التلخيص وشرحه للعلامة محمد بن سليمان المغربي المالكي.
حادي عشر: النحو:
٥٦-الألفية والكافية والتحفة والتسهيل لابن مالك.
ثاني عشر: اللغة وغريب الحديث:
٥٧-القاموس المحيط للمجد الفيروز آبادي.
٥٨-النهاية لأبي السعادات المبارك بن محمد بن الأثير الجزري.
ثالث عشر: التراجم:
٥٩-الإصابة في تمييز الصحابة؛ لابن حجر العسقلاني.
رابع عشر: التصوف:
٦٠-الحكم العطائية؛ لأحمد بن عبد الكريم ابن عطاء الله السكندري.
٦١-الجواهر الخمس؛ لمحمد غوث الله الشطاري.
٦٢-تصانيف حسين الخافي النقشبندي.
خامس عشر: قصائد:
٦٣-قصيدة بانت سعاد لكعب بن زهير بن أبي سُلمى، وشرحها للجمال بن هشام، وسائر تصانيفه.
٦٤-مؤلفات الشيخ خالد الأزهري كشرح الآجرومية وغيرها
سادس عشر: معاجم وأثبات:
٦٥-(كنز الرواة المجموع من جواهر المجاز ويواقيت المسموع) لأبي مهدي عيسى الثعالبي الجعفري (ت ١٠٨١ هـ)، يرويه: عن شيخه أبو عبد الله محمد بن علي بن السنوسي الخطابي (١٢٠٢ - ١٢٧٦ هـ)، عن شيوخه:
١- العلامة أبو الفيض حمدون بن عبد الرحمن بن الحاج الفاسي الملقب بالمرداسي (١١٧٤ - ١٢٣٢ هـ)، عن طاهر سنبل، عن عارف فتني، عن أبي البقاء حسن العجيمي (ح) وعن عبد الملك القلعي عن عبد القادر المكي، عن أبي البقاء العجيمي.
٢-العلامة محمد التاودي بن الطالب بن سودة المري (١١١١ - ١٢٠٩ هـ).
٣-أحمد بن عبد العزيز الهلالي السجلماسي (١١١٣ - ١١٧٥ هـ)
٤-محمد بن أبي البقاء وأبي الأسرار حسن بن علي العجيمي.
وأربعتهم، عن أبي البقاء العجيمي، عن الشيخ عيسى الجعفري الثعالبي.
(ح) ويروي الشيخ فالح عن أستاذه، عن أبي العباس أحمد بن عبد الله بن إدريس الشريف العرائشي، عن السيد محمد التاودي بن سودة، عن محمد بن عبد السلام بناني، عن أبي العباس أحمد بن ناصر، عن أبي سالم عبد الله العياشي، عن أبي مهدي الثعالبي.
٦٦-(رحلة عياشي المشهورة) يرويها الشيخ فالح -بالإسناد السابق، وقال عنه: إنه ديوان من دواوين الإسلام اه.
٦٧-(صلة الخلف بموصول السلف) لابن سليمان محمد بن محمد الروداني المغربي (ت ١٠٩٦ هـ) يرويه عن شيخه الأستاذ، عن الأربعة سالفي الذكر، عن محمد بن محمد بن سليمان الروداني (١٠٣٧ -١٠٩١ هـ).
٦٨-(بغية الطالبين للمشايخ المعتبرين) للإمام أحمد بن محمد النخلي (ت ١١٣٠ هـ)، يرويه الشيخ فالح عن شيخه الأستاذ، عن العلامة علي الميلي المالكي الأزهري، عن السيد مرتضى الزبيدي شارح القاموس، عن العلامة نور الدين أبي الحسن العدوي محشي الخرشي، عن الشمس محمد بن عقيلة المكي، عن أحمد بن محمد النخلي.
٦٩-(الإمداد بمعرفة علو الإسناد) لعبد الله بن سالم البصري (ت ١١٣٤ هـ)، يرويه فالح الظاهري، عن شيخه الأستاذ، عن أبي حفص العطار، عن أبي الحسن علي بن عبد البر الونائي الشافعي، عن إبراهيم بن محمد النمرسي، عن عيد بن علي النمرسي، عن الإمام عبد الله بن سالم البصري.
يقول الشيخ فالح في "ترجمة العطار": هو أبو حفص عمر بن عبد الرسول المكي.
٧٠-(الجواهر الغوالي في ذكر الأسانيد العوالي) لأبي حامد البديري ومختصره (لقط اللآلئ) للأستاذ الحفني، يرويه فالح الظاهري، عن شيخه الأستاذ، عن الإمام أبي العباس الطبولي الطرابلسي، عن الأستاذ الحفني، عن العلامة أبي حامد البديري. (ح) وعن الجمال العجيمي، عن الإمام عبد القادر بن خليل المدني، عن البديري.
اتصال سندي بثبت العلامة الشيخ فالح الظاهري:
قلت (محمد حنونة) أرويه إجازةً عن قد أخبرنا بثبت الإمام الكتاني إجازة جمعٌ من الشيوخ، منهم الشيخ العلامة المعمر عبد الرحمن بن محمد عبد الحي الكتاني، وشيخنا العلامة محمد بن الأمين بوخبزة التطواني المغربي، وشيخنا أحمد ومحمد أبناء السيد أبوبكر بن حسين بن الحبشي (صاحب الدليل المشير)؛ كلهم عن والد الأول حافظ العصر ومسند الوقت ومحدثه العلامة أبو الأسعاد وأبو الإقبال محمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني المغربي الفاسي (صاحب فهرس الفهارس)، قال: أجازني المترجم كتابة من المدينة على ظهر ثبته، ثم لقيته بالمدينة المنورة مرارا وسمعت عليه جميع مسلسلات ثبته، ولقنني وألبسني وسمعت عليه بعض الصحيح وناولني جميعه وأجازني بكل ما عنده إجازة عامة لي ولأولادي وهو ممن يحصل الفخر بلقائه لعلو إسناده.
ترجمة موجزة للشيخ فالح الظاهري المدني
هو أبو اليسر، وأبو النجاح فالح بن محمَّد بن عبد الله بن فالح الظاهري -نسبة إلى عرب الظواهر- قبيلة في الحجاز، ويكتب في نسبه المهنوي نسبة إلى بني مهني منهم.
وهو محدث المدينة المنورة ومسندها، وبقية ذوى الإسناد العالي فيها المتبحر في علوم الأدب واللغة والتصوف، العارف بفقه الحديث وفَنّه، الداعي إلى السنة والأثر قولاً وعملاً واعتقاداً.
ولد عام ١٢٥٨ هـ؛ وذكر في كتابه "أنجح المساعي" أنه كان في عام ١٢٧١ هـ دون سن البلوغ أي نستطيع أن نقول بأن ولادته كانت في أواخر العقد السادس من القرن الثالث عشر تقريباً.
حياته العلمية:
حفظ القرآن عن ظهر قلب، وحفظ بعض المنظوم الوجيز ولما يزل صغيراً، ثم ارتحل إلى الديار المقدسة ودخل المدينة المنورة عام ١٢٨٦ هـ ثم قرأ كتب الحديث والعلوم الشرعية على علماء عصره.
وفي عام ١٢٦٩ هـ سافر إلى مكة المكرمة والتقى بعلمائها وجلس إليهم يتلقى عنهم العلم الشرعي.
وارتحل إلى الديار المصرية كثيراً أولها عام ١٢٧١ هـ وآخرها عام ١٣٢٣ هـ، ثم ارتحل إلى الآستانة وعين فيها لقراءة الحديث بالقصر السلطانى (عام ١٢٨٥ هـ)، وإلى تونس والجزائر والمغرب الأقصى عام ١٢٨٧ هـ، ثم رحل إلى المغرب أيضاً عام ١٢٧٩ هـ، ورحل إلى بخارى وسمرقند وزار قبر البخاري عام ١٣١٣ ه.
شيوخه:
١- محمَّد على السنوسى الشّلفى: سمع عليه الكتب الستة ونصف سنن ابن ماجه، وسمع عليه الحديث
المسلسل بالأولوية والعيد والصفا ... ، وقرأ عليه القرآن الكريم وأجازه في ذلك كله ولازمه مدة سبع سنوات سفراً وحضراً وحج معه ثلاث مرات.
٢- الشيخ المعمر أبو موسى عمران الياصلى الحسنى
٣- الشيخ محمَّد الطاهر الغاتى.
٤- الشيخ أبو الحلم عبد الرحمن بن أحمد الزمورى البرقي تلقى عنه قرض الشعر.
٥- العلامة المحدث المعمَّر أبو الحسن علي بن عبد الحق القوصى الأثرى محدث مكة المكرمة وسندها.
٦- محدث المدينة المنورة الشيخ عبد الغنى بن أبي سعيد الدهلوي العمري.
٧- الشمس عليش.
٨- النور حسين العدوي الحمزاوي.
وكلهم أجازوه للتدريس.
تلاميذه:
١- الشيخ محمَّد حبيب الله الشنقيطي المدني ثم المصرى.
٢- محمَّد هاشم الفوتى
٣-محمد عبد الحي الكتاني.
ثناء العلماء عليه:
قال الزركلي في الأعلام: "عالم بالحديث واللغة، من أهل المدينة المنورة وبها وفاته" أ. هـ.
وجاء في معجم المؤلفين: "محدث، حافظ، فقيه، أصولي، لغوي، صوفي، شارك في عدة علوم" أ. هـ.
وقال الكتاني فهرس الفهارس: "هو محدث المدينة المنورة ومسندها وبقية ذوي الإسناد العالي فيها المتبحر في علوم الأدب واللغة والتصوف المعتقد في طريقة أهله، العارف بفقه الحديث وفنه، الداعي إلى السنة والأثر قولًا وعملًا واعتقادًا .. ولبس الخرقة عن الشيخ العارف السنوسي" أ. هـ.
مؤلفاته:
١- حواشي على الصحيح والموطأ.
٢- منظومة في مصطلح الحديث.
٣- شرح المنظومة.
٤- أنجح المساعي في الجمع بين صفتي السامع والواعي.
٥- صحائف العامل بالشرع الكامل.
٦- شيم البارق من ديم المهارق، ذكر فيه إجازاته، وقال هنا (ص ١٣): واجتماع الخضر بالنبيّ صلى الله عليه وسلم صحيح ثابت كما حررناه في شيم البارق، بل وكذلك بالأولياء بعده فإنه متواتر عن أهل الوجدان! ولا ريب في ذلك!! فإنه يعيش إلى أن يُرفع القرآن أه.
٧-ما تُشَد إليه في الحال حاجة الطالب الرحال.
٨- حسن الوفا لإخوان الصفا.
٩- تهذيب كتاب المنهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب.
وفاته:
توفي - رحمه الله - بالمدينة المنورة في ١٣٢٨ هـ بالمدينة المنورة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق