أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 8 مارس 2023

كشف الغطا عن محض الخطا للحافظ جمال الدين يوسف بن عبد الهادي الصالحي المعروف بابن المبرد الحنبلي بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

كشف الغطا عن محض الخطا

للحافظ جمال الدين يوسف بن عبد الهادي الصالحي

المعروف بابن المبرد الحنبلي

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة



تمهيد/ إن الدعوة الدائمة والمستمرة لكل من ينشد الحق، هي أن ينظر بتأمُّل إلى ما قيل، ولا ينظر بتهيُّب إلى من قال، لأن كثرة الجدل والمراء والأخذ والرد، يورث المرء حيرة واضطراباً، هذا مع كثرة التلاعب بحجج الله عز وجل، والاجتراء على عقول العباد، سيما في هذه الأعصار التي قلّ فيها الدين والورع، مع ما أصيبت به أمتنا من جنون المذهبية، والعصبية الهوجاء، بل وسعار الفتاوى الخارجة عن أدب الخلاف، ناهيك عن حمى التبعية العمياء والولاء المطلق للذات.

وإذا نظرنا إلى من يقود العالم اليوم، نجد أنهم مجموعة من المخرفين من المتصوفة والأشاعرة، الذين ينقضون بجهلهم عرى الاسلام عروة عروة.. والهدف البعيد هو إقصاء الدين عن واقع الحياة، برؤية ارجائية علمانية.

ونرى ونسمع كيف يتم تصدير هؤلاء الغوغاء من شيوخ الفتنة والحيلة بهذا الشكل القبيح، وإني اعتقد -جازماً -أن هؤلاء الغثاء هم آخر الجفاء الذي يزبد ثم ينكشط ليصفو للأمة ماءها، وتعود للأمة عزها وكرامتها، ومنهاج سلفها الصالح،

إخواني الكرام: إن ما ترونه من شيوخ الفتنة من أي فرقة كانت هم مسوخ بشرية على قلوب الذئاب، وفي نظري سقوطهم قريب جداً..

وهذا الكتاب -وإن كان في ذكر مثالب أبي الحسن الأشعري إلا أن هذا ما كان عليه عامة أهل الحديث والحنابلة ببغداد وغيرها، وقد ذكر فيه الإمام ابن المبرد الحنبلي جملة من أخبار أبي الحسن الأشعري روايةً عن مشايخه بالأسانيد، إلى ثلاثة من كبار العلماء، وهم: أبي علي الحسين بن علي الأهوازي وشيخ الإسلام الهروي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، رحمهم الله تعالى.

فذكر الأهوازي أن جماعة ممن عرفوا الأشعري بالبصرة -وهي مسقط رأسه -وشاهدوه ونقلوا عنه، حدثوه بأخبار الأشعري منذ ظهوره إلى أن مات، وأنه قد تكلم في الأشعري جماعة من أهل البصرة وذكروا عنه أشياء عجيبة، وأمور غريبة، سيوردها هنا.

وردَّ الأهوازي توبة الأشعري، وزعم أنها غير مقبولة، وذلك لأنه أظهر خلافها، فبعد أن أعلن الأشعري توبته، قال: بأن الإيمان غير مخلوق! وهذا من مذهبه القديم، وذكر الأهوازي أخباراً تؤيد قوله في عدم قبول توبة صاحب البدعة، وبيّن أن البدعة يتعدى ضررها إلى الآخرين، وأن الأشعري إنما ألّف (الإبانة) تقيَّةً لأهل السُّنة، ولم يقبل الحنابلة منه ذلك وهجروه، 

وكان من جملة ما ذكره الأهوازي أن نسبة ابن أبي بشر إلى ما يدعيه من الانتساب إلى الأشعريين ليس ينفعه في دينه -هذا إن كان صادقاً، أما إن كان كاذباً فقد استحق الويل والغضب. وبين أن جد الأشعري: أبا بشر كان يهوديًا، أسلم على يد رجل ينسب إلى الأشعريين، فانتسب إلى ذلك؛ فالله أعلم بذلك.

وذكر أن انتساب الأشعري إلى أهل السُّنة، إنما كان تمويهاً وتدليساً على أهل السنة، وأن نسبته إلى البدعة باقية لم تزل عنه.

وقال الأهوازي: أقام الأشعري بالبصرة لا يختلف إليه أحد من أهل العلم؛ لأنه ليس من أهل العلم بحمد الله -أو قال: لم يكن من أهل العلم بحمد الله -ولم يكن له بها إذ ذاك كبير ذكر ولا كثير أصحاب، وإنما كان له بها أربعة من أصحابه، وخرج الأربعة دعاة له في الآفاق.

وبيّن أن الأشعري كان له أربعة من التلاميذ: الأول ابن عيشون بعثه إلى بغداد ولم يستطع إظهار مذهبه بها خوفاً من الحنابلة إلى أن مات، والثاني: القلانسي سار إلى الري، وأقام بها إلى أن مات، والثالث: عبد العزيز الملقب دمل، سافر إلى الشام وإلى مصر وأقام بها إلى أن مات، وأبو عبد الله بن مجاهد، أقام بالبصرة إلى أن مات.

أما ابن مجاهد، فكان له ثلاثة تلاميذ؛ أحدهم ابن الباقلاني، وابن فورك، وأبو الحسن الطبري. أما الباقلاني فكان أجيراً ثم داخل الملوك فارتفع بهم لا بالعلم، وكان أبو حامد الإسفراييني يشتد في الإنكار عليه، وينهى عن مجالسته. وأما ابن فورك، فإنه سافر إلى خراسان وأقام بها إلى أن مات، وأما أبو الحسن الطبري، فإنه لم يظهر بالكلام قط!

وقال الأهوازي: لم يكن للأشعري منزلة في العلم والقرآن والفقه والحديث، وكذلك جميع نظرائه من المتكلمين، إذا فتشنا العلماء لم نجد لواحد منهم مع القراء ذكرًا، ولا مع الفقهاء، ولا في أصحاب الحديث، بل ولم نجدهم إلا في الصدر مع الفلاسفة وأصحاب الهندسة والمنطق والزندقة، ومع من يقول بالكفر والإلحاد، وترك الكتاب والأثر، وركوب الجدل والخطر.. ولم تظهر هذه الطائفة إلا من نحو ثلاثين سنة، والله تعالى بفضله وإحسانه وجوده وامتنانه لا يخلي قطرًا في كل قطر من أقطار الأرض ممن يدحض قولهم، ويبين فضيحتهم، ويدمغ كلمتهم.

قال: ولم يزل الأشعري يسير في البلاد، ولا يقبل قوله، ولا يرتفع حاله.. لا يجد في بلاد الإسلام - مقرًا، ولا في كنف المسلمين عزًا، ولا في العلماء إقبالاً عليه، حتى لحق ببلاد الأحساء، بلد لا يدخله مؤمن، ولا يقر فيه مسلم .. إلى أن مات، لا رحمه الله، ولا بلّ ثراه، وجعل النار منقلبه ومثواه. هذا آخر كلامه.

كما أن الهروي كثيراً ما كان يدعو على الأشعري ويلعنه بما ألزقه في مذهب الإمام الشافعي من الكلام المُحدَث، ونقل الهروي أن الأشعري اشتهر أمره بأنه لم يكن يستنجي ولا يتوضأ ولا يُصلي! 

وخلاصة الثلب للأشاعرة فيما يلي:

أنهم شبهوا الله بخلقه من وجه، وأنكروا صفاته من وجه، وخالفوا السلف، وتعدوا الظاهر، وردوا الأصل، ولم يثبتوا شيئًا، ولم يبقوا موجودًا، ولم يفرقوا بين التفسير والعبارة بالألسنة، فقالوا: لا نفسرها، نجريها عربية کما وردت، وقد تأولوا تلك التأويلات الخبيثة. وسقط من أقاويلهم على ثلاثة أشياء: أنه ليس في السماء رب، ولا في الروضة رسول، وما في الأرض کتاب. وأبطلوا التقليد، فكفروا آباءهم وأمهاتهم وأزواجهم وعوام المسلمين، وأوجبوا النظر في الكلام، واضطروا إليه الدين بزعمهم، فكفروا السلف. وقالت طائفة منهم: الفرض لا يتكرر. فأبطلت الشرائع. وسموا الإثبات تشبيهًا، فعابوا القرآن وضللوا الرسول عليه السلام. 

وذكر عبد الله بن سعد بن سعود بن عَسْكَر المناسوحي الشافعي رحمه الله ورضي عنه -أن أصحاب الشافعي المتقدمين منه على السنة المحضة، وأما متأخريهم فغالبهم على مذهب الأشعري، وأن منهم الغزالي وإمام الحرمين وأبو القاسم بن عساکر وابن عبد السلام وابن دقيق العيد والنووي، إلا أن بعضهم أبلغ من بعض، وأن بعضهم يوافق في الجميع، وبعضهم في البعض.

ثم ذكر أصحاب الإمام أحمد، قال: متقدموهم على السنة المحضة، ومتأخروهم أقرب إلى السنة من متأخري غيرهم.

وذكر في الكتاب قصةً منكرة، مستبشعة تقشعر منها الأبدان (ص ١٣٤)، ولعلها لم تصح، وقد أساء الأهوازي في إيرادها، وقد قابلها ابن عساكر بمنكر أبشع منها، فساق بسند مظلم مكذوب مثلها، والله المستعان.

وذكر الشيخ ابن تيمية أن الأشعري تاب في آخر عمره، وألف كتابه (الإبانة)، وكان بعده على خير، فالله أعلم.

ومن هؤلاء الذين تكلموا فيه وذكرهم الأهوازي والهروي:

١- أبو بكر الوراق، الذي شكك في صدق توبة الأشعري.

٢-وأبو الحسن محمد بن الحسن العسكري، وأنه كثيراً ما كان ينقطع في المناظرات.

٣-ونقل عن أبي عبد الله الحمراني بالأهواز أن شهد توبة الأشعري يوم الجمعة وأنه شد شريطاً فقطعه وأعلن توبته، ونقل الحمراني أن الناس في زمانه اختلفوا في سبب توبته على ثلاثة أقوال، وكان أتباعه في الاعتزال فقط هم الذين صدقوه، أنه لما جاء إلى الإمام البربهاري ليُعلن توبته وبيّن أنه ردَّ على فرق من اليهود والنصاري، رفض البربهاري، فصنّف بعدها الأشعر يكتابه (الإبانة) فلم يقبوله منه، ونقل الحمراني عن الأشعري ثلمه أحد الموتى ولعنه له، وقوله: أنا ولدتُ مُلحداً!!.

٤-ونقل عن أبي الحسين بن المعتمر: أن الأشعري صنّف رسالة في أن الإيمان يتقي بها الحنابلة ببغداد، قاله ابن فورك، وذلك بعد تصنيفه كتاباً بيّن فيه أنه لا يعتقد بها!!.

٥-ونقل عن جماعةٍ سماهم الفضلاء أنه ثبت عن الأشعري ونُقل عنه أنه كان لا دين له، وكان يتهاون بالشريعة، ويركب الفواحش، ويترك المفروضات.

٦-وعن أبي الحسن محمد بن أحمد الشاهد بالأهواز يقول: رجلان كانا من المعتزلة، خرجا عن المذهب فألحدا: ابن الرواندي، والأشعري.

٧-ونقل بإسناده عن أبي علي بن جامع، يقول: صحبت الأشعري عشرين سنة ما رأيته مصليًا قط. وذكر أنه رآه يبول يوم العيد قبل الصلاة، ثم صلّى ولم يتوضأ.

٨-ونقل عن زاهر بن أحمد: أنه رأى الأشعري يبول في بالوعة وصلى ولم يتوضأ، فلما ذكر له الوضوء، قال له: لستُ بمُحدث، وأراد زاهر أن يخبره، قال: دورت في أخمص الأشعري بالنقش دائرة وهو قائل، فرأيت السواد بعد ست لم يغسله، ونقل عنه أنه شهد الأشعري تحيّر عند موته بسبب مسألة من علم الكلام. وقال: سألت الأشعري عن الله فقال: هو الذي يتأله إليه، فكل من تألهت إليه فهو الله!!

٩-وعن بشر بن عبد الله الأبيوردي الخطيب يحكي عن قاضي جرجان أنه تكلم عن الأشعري بالبصرة أشياء يتعاظمني ذكرها.

١٠- وكان أبو علي الرفاء يقول: لعن الله الكلابية- وكان يشير إلى دار فلان.

١١-ونقل عن الجنيد بن محمد الخطيب أنه شهد على الأشعري بالزندقة.

١٢-ونقل عن أبي سعيد الطالقاني أنه كان كثيراً ما يلعن الكلابية في مجلسه، ويُصرح باسم رئيسهم.

١٤-ونقل عن كثرة حضروا أن ابن فورك حصبه أهل المسجد وأخرجوه من جامع هراة.

١٥-ونقل عن أبي نصر الزَّراد: أنه جذب ابن الخلالي من على المنبر.

١٦-ونقل بإسناده عن الفقيه أبي زيد الفقيه المروزي قال: أتيت أبا الحسن الأشعري بالبصرة، فأخذت عنه شيئا من الكلام، فرأيت من ليلتي في المنام كأني عميت، فقصصتها على المعبر، فقال: إنك تأخذ علمًا تضل به. فأمسكت عن الأشعري، فرآني بعد يومًا في الطريق، فقال لي: يا أبا زيد، ما تأنف أن ترجع إلى خراسان عالمًا بالفروع جاهلاً بالأصول؟ فقصصت عليه الرؤيا، فقال: اكتمها علي هاهنا.

١٧- أبو حامد الشاركي، رفع صوته في علته التي توفي فيها، وقال شيئاً في الكلابية.

١٨- سهل بن أبي سهل الصعلوكي الفقيه بنيسابور يقول: سمعت أبي يقول: كنت ربما أختلف إلى الأشعري فأكتب عنه شيئًا، قال: فجئته في يوم جمعة وقد صلينا العصر، فرأيته من شق الباب وهو يبول، فلما فرغ من بوله دخلت عليه، فقال لي: صليتم العصر؟ قلت: نعم. ثم قام فصلى ولم يتوضأ.

١٩- وعن أبي عمر البسطامي يقول: كان أبو الحسن الأشعري أولاً ينتحل الاعتزال، ثم رجع فتكلم عليهم، وإنما مذهبه التعطيل، إلا أنه رجع من التصريح إلى التمويه.

٢٠-عن أبي عبد الله بن حامد، قال: أقام عندنا عيشون الضراب تلميذ الأشعري الذي بعثه إلى بغداد؛ فلم يظهر من هذا الخذلان شيئًا قط.

٢١-وعن أبي العباس أحمد بن محمد النهاوندي على الإنكار على أهل الكلام وتكفير الأشعرية. وقال أبو عبد الله الدينوري فقال: لقيت ألف شيخ على ما عليه النهاوندي.

٢٢- وعن يحيى بن عمار ما لا أحصي من مرة على منبره يكفرهم ويلعنهم، ويشهد على أبي الحسن الأشعري بالزندقة.

٢٣-وعن أبي أسامة المكي، قال: لعن الله أبا ذر -يعني الهروي؛ فإنه أول من حمل الكلام إلى الحرم، وأول من بثه في المغاربة.

٢٤-وعن عمر بن إبراهيم، قال: لا تحل ذبائح الأشعرية؛ لأنهم ليسوا بمسلمين ولا بأهل كتاب.

وغيرهم الكثير.

ترجمة الحافظ ابن عبد الهادي

اسمه ونسبه:

هو جمال الدين يوسف بن حسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي الحنبلي، الشهير بابن المبرد، وينتهي نسبه إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. ويكنى أبا المحاسن، وأبا عمر أيضًا. والصالحي نسبة إلى الصالحية، وهي قرية كبيرة في لحف جبل قاسيون من غوطة دمشق، وفيها قبور جماعة من الصالحين، ويسكنها أيضًا جماعة من الصالحين لا تكاد تخلو منهم، وأكثر أهلها حنابلة أصـلـهـم مــن بـيـت المقدس. 

وابن المبرد: لقب جده شهاب الدين ،أحمد لقبه بذلك عمه، قيل: لقوته، وقيل: الخشونة يده. وهو بسكون الباء، أما الميم فمختلف فيها بين الفتح والكسر، فقد قيدها ابن طولون في ترجمته له بالفتح، وكذا قال الغزي.

بينما قيدها ابن طولون في ترجمة أخيه أحمد بالكسر، وكذا قال الكتاني.

وينتمي ابن عبد الهادي إلى أسرة عريقة في الفضل والعلم والدين، خرج منها كثير من العلماء والحفاظ.

مولده:

ولد سنة (٨٤٠ هـ) بالسهم الأعلى بصالحية دمشق.

حياته العلمية:

حفظ القرآن، و«المقنع»، و«الأصول» للطوفي، و«ألفية ابن مالك»، وقرأ على الشيخ أحمد المصري الحنبلي، والشيخ محمد، والشيخ عمر العسكريين، وصلى بالقرآن ثلاث مرات، وقرأ «المقنع» عــلـى الشيخ تقي الدين الجراعي، والشيخ تقي الدين بن قندس، والقاضي علاء الدين المرداوي.

وحضر دروس خلائق، منهم القاضي برهان الدين بن مفلح، والبرهان الزرعي.

وأخذ الحديث عن خلائق من أصحاب ابن حجر، وابن العراقي، وابن البالسي، والجمال بن الحرستاني، والصلاح بن أبي عمر، وابن ناصر الدين، وغيرهم.

وكان يفتي بعد أن توفرت فيه شروط المفتي، وناب في القضاء، وتولى التدريس في أكبر مدارس دمشق، وهي المدرسة العُمرية.

تلاميذه:

وقد تتلمذ على يديه تلاميذ كثيرون منهم أحمد بن يحيى بن عطوة بن زيد التميمي النجدي، وأحمد بن محمد بن شهاب الدين المرداوي الصالحي الحنبلي، ومحمد بن علي بن طولون الصالحي الدمشقي الحنفي، ونجم الدين بن حسن الشهير بالماتاني الصالحي الحنبلي، وفـضـل بـن عيسى النجدي، ومفلح بن مفلح المرداوي. 

مصنفاته:

له مصنفات كثيرة نحو أربعمائة، وغالبها أجزاء، وقد بقي أكثرها بخطه، منها:

١ - الرياض اليانعة في أعيان المائة التاسعة.

۲ - طبقات الفقهاء. 

٣-الاقتباس في حل سيرة ابن سيد الناس.

٤- ضبط من غبر فيمن قيده ابن حجر. 

٥ - قرة العين في مناقب السبطين. 

٦ - مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام. 

٧- النهاية في اتصال الرواية.

٨- الميرة في حل مشكل السيرة.

٩- العقد التام فيمن زوّجه النبي عليه الصلاة والسلام. 

۱۰ - محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. 

۱۱- محض الترشيد في مناقب سعید بن زید. 

۱۲ - محض الخلاص في مناقب سعد بن أبي وقاص.

۱۳ - تذكرة الحفاظ وتبصرة الأيقاظ.

١٤ - الضبط والتبيين لذوي العلل والعاهات من المحدثين. 

١٥ - إرشاد السالك إلى مناقب مالك. 

١٦ - الإتقان في أدوية اللثة والأسنان. 

۱۷ - عدة الملمات في تعداد الحمامات. 

۱۸ - الإعانات على معرفة الخانات. 

١٩ - ثمار المقاصد في ذكر المساجد. 

٢٠ - نزهة المسامر في أخبار مجنون بني عامر. 

۲۱ - تحفة الوصول إلى علم الأصول.

۲۲ - الرد على من شدَّد وعشر في جواز الأضحية بما تيسر. 

۲۳ - غراس الآثار وثمار الأخبار ورائق الحكايات والأشعار

٢٤ - الاختلاف بين رواة البخاري.

٢٥ - بلغة الحثيث إلى علم الحديث.

٢٦-غاية السول إلى علم الأصول. 

۲۷ - مقبول المنقول من علمي الجدل والأصول.

۲۸ - بحر الدم فيمن تكلم فيه أحمد بن حنبل بمدح أو ذم. 

۲۹ - مراقي الجنان بقضاء حوائج الإخوان. 

٣٠ - إيضاح طرق الاستقامة في بيان أحكام الولاية والإمامة.

إمامته ومكانته عند علماء الحديث: 

وقال ابن العماد الحنبلي: كان إماما ، علامة يغلب عليه علم الحديث والفقه، ويشارك في النحو والتصريف والتصوف والتفسير. وقال نجم الدين الغزي : الشيخ الإمام العلامة المصنف المحدّث». 

وقال الكتاني: «هو الحافظ جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي من أعيان محدثي القرن العاشر، والمشهورين بكثرة التصنيف وسعة الرواية... وممن وصفه بالحافظ النجم الغيطي في قال تلميذه ابن طولون الحنفي: «هو الشيخ الإمام علم الأعلام المحدث الرُّحْلة العلامة الفهامة العالم العامل المتقن الفاضل».

وفاته: 

توفي يوم الاثنين سادس عشر المحرم في سنة (٩٠٩هـ)، ودفن بسفح قاسيون، وكانت جنازته حافلة الله تعالى. 

وصف الكتاب

اسم الكتاب هو كشف الغطا عن محض الخطا»، وكأنه يريد أنه سيكشف في هذا الكتاب ما كان مستورًا من الأخطاء المحضة التي عليها الأشاعرة، لا سيما إمامهم الأشعري، ولذا قال في مقدمة كتابه: «هذه نبذة يسيرة مما ذكره أئمةُ الحديث في كتبهم المعتمدة في ترجمة الأشعري وما انطوى عليه، عفا الله عنه».

ثم نقل كتاب مثالب ابن أبي بشر» للأهوازي كاملا، ولكنه فرقه على مواضع مختلفة.

ونقل في غضون ذلك نصوصا من كتاب ذم الكلام الشيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري الهروي، فيها وصف للأشعري بعدم الديانة، وفيها ذم له ولأتباعه الذين لصقوا بدعهم بمذهب الإمام الشافعي رحمه الله.

كما نقل نصوصا من ذم الكلام في ذم الكلابية، وهم سلف الأشاعرة، ونصوصا في ذم الكرامية، وأهل الكلام عامة.

ونقل عن شيخ الإسلام الأنصاري نصًا مهما يفيد أن أهل الكلام في زمنه كانوا مقهورين متوارين لا يستطيع الواحد منهم أن يصرح بمذهبه، وأنهم كانوا متهاونين بالعبادة، مستخفّين بالسنة.

ثم نقل عن شيخ الإسلام الأنصاري مقالة مهمة تعد بمنزلة مقارنة توضح أوجه التقارب بين الجهمية والأشاعرة. ثم أورد المؤلف قصيدة في الرد على الأشاعرة. ثم أورد نقلا عن المناسوحي الشافعي في أن أصحاب الإمام الشافعي المتقدمين على السُّنة المخضة، وأما متأخر وهم فغالبهم على مذهب الأشعري.

وأن متقدمي أصحاب الإمام أحمد على السنة المحضة، ومتأخريهم أقرب إلى السنة من متأخري غيرهم. وأن الأشعري وأئمة أصحابه متفقون على إثبات الصفات الخبرية التي ذكرت في القرآن وإبطال تأويلها، ليس للأشعري في ذلك قولان أصلا، ولكن لأتباعه قولان.

ثم ذكر المؤلف أنه قد عظمت البليَّةُ بالأشعرية، حتى صار أتباعه غالب الشافعية وطوائف من المذاهب الأربعة، وكثر الأذى بهم لا سيما في زمن شيخ الإسلام ابن تيمية، ثم كثر ذلك وعم وانتشر في زمان المؤلف، حتى عاد ذلك هو المتظاهر به، ثم ختم الكتاب بقصة حدثت معه تدل على هذا الأمر.

وقد ذكر في خاتمة كتابه أنه صنف هذا الكتاب في بعض يوم.

منهج ابن عبد الهادي في النقل من الكتب

اعتمد المؤلف في كتابه هذا على كتابين أكثر النقل منهما، وهما: الأول: مثالب ابن أبي بشر للأهوازي، وقد تأكد لدي بأدلة يقينية أنه ينقل من نسخة «المثالب المحفوظة في الظاهرية، والتي أمتلك صورة منها؛ فوصفه لها وما وقع في صفحة عنوانها والفروق التي على حواشيها يطابق تماما ما هو موجود في هذه النسخة. وقد لاحظت أنه في بعض الأحيان يختار الفروق التي في هامش النسخة على ما في صلبها.

كما إن هذه النسخة التي في حوزتنا عليها خط ابن عبد الهادي المعروف، وفيها إسناده بسماع الكتاب.

ومما يميّز نقله دقته وأمانته فيما ينقل، حتى إنه ينبه على ما وقع من فروق على حواشي النسخة، ويعبر عن ذلك بقوله: «أو قال: كذا». أو بقوله: وفي رواية كذا».

مثال ذلك: قوله ناقلا عن الأهوازي: سماه كتاب «الإبانة»، صنفه أو قال: صَنَعه - ببغداد لما دَخَلها».

وعند الرجوع إلى نسخة المثالب نجد أن قوله: «صنعه» هو الذي في صلب النسخة، وقوله: «صنفه» هو الذي في حاشيتها منسوبًا فيها لنسخة.

وقد وقعت منه بعض التصحيفات والأخطاء القليلة في النقل من أشدها: قوله ناقلا عن الأهوازي: «ولم يزل - بحمد الله ومنه - قــول الأشعري مهجورًا متروكا لا يُلتفت إليه، ولا يُعتد به يفند بحبه إلى أن نشأت هذه الطائفة».

فقوله: «ولا يعتد به يفند بحبه إذا رجعنا إلى نسخة «المثالب»، وجدنا الناسخ قد وضع على قوله : «يعتد به إشارة للدلالة على أن هناك شيئًا مرتبطا به في الحاشية، ثم كتب في الحاشية: «يقتدى به» من دون نقط التاء، واشتبكت الكلمتان ببعضهما فقر أهما المصنف هكذا يفند بحبه فصحف، ثم ألحق هذا القول المصحف في المتن فأخطأ، والصواب أن يقول كما هي عادته: «ولا يُعتد به، أو قال يقتدى به، ولكن لا أحد يعرى من الخطأ والتصحيف ! كما قال الإمام أحمد رحم الله .

الثاني: ذم الكلام لأبي إسماعيل الهروي ، وقد ظهر لي أن ابن عبد الهادي ينقل من النسخة التركية التي رمز لها الشيخ عبد الله الأنصاري محقق الكتاب بـ (ت)، ويؤكد ذلك أن هذه النسخة كانت في ملك ابن عبد الهادي كما في مقدمة تحقيق الكتاب (١/ ٢٠٥).

وكان رحم الله دقيقا أمينًا في نقله، فكان ينبه على فروق النسخ التي في الحاشية أو بين السطور، ويعبر عن ذلك بقوله: «أو قال: كذا». مثال ذلك: قوله: «ولا يُثبتون في الأرض كلام الله، أو قال: كتاب الله». فإذا رجعنا إلى ذم الكلام» (۱۳۱۸) وجدنا فيها في صلب الكتاب: «ولا في الأرض كتاب الله»، وكتب المحقق في الحاشية: «في (ت): كلام الله» وضبب عليها، وفوقها: كتاب الله» وعليه علامة: صح».

ولا أنسى أن أنبه إلى أن مما يعين على ضبط الكتاب وتوثيقه معرفة الأصول التي استقى منها مؤلفه، لا سيما النسخ الخطية التي نقل منها بعينها؛ فإن في ذلك توثيقا للكتاب لا مزيد عليه، والله أعلم.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق