أرشيف المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 24 يناير 2023

العائلات الغزية في نفوس السجلات العثمانية إعداد لجنة بإشراف الشيخ د. علي بن عودة الغفري بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

العائلات الغزية في نفوس السجلات العثمانية

إعداد لجنة بإشراف الشيخ د. علي بن عودة الغفري

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ من الجميل أن تقع على مثل هذه الموسوعة الغزيَّة النفيسة، التي توثق أنساب أهل غزة، وتصل الأبناء بالآباء، وإنه من العلم الذي اعتنى به الأكابر، وكان في خيار الصحابة وسادتهم.

وهذه الموسوعة التاريخية الكبيرة تضمنت الحديث عما يقرب من ٢٦٢٣٩ شخصاً، وقد جمعت النفوس الغزية الكريمة، والتي عاشت ما بين عامي (١٩٠٣ و ١٩١٥ م)، والتي ضبطت فيها أسماؤهم ومحلات سكنهم، وسماتهم الشخصية، بالإضافة إلى تقييد المواليد والوفيات، وتوثيق حالات الزواج والطلاق، وتغيير العنوان، وسجلات الرجال في ســـن العســـكرية، الأمر الذي وفر لكثير من العائلات معرفة أصول عائلاتهم، وشيئاً من تاريخ آبائهم وأجدادهم.

وتقع هذه الموسوعة المباركة في تسعة مجلدات، وهــي المقدمــة ومجلــدان لحــي الــدرج ومجلــد لحــي التفــاح ومجلــدان لحــي الزيتــــون ومجلــدان لحــي التركمــان ومجلــد لحــي جديــدة، والمجلد العاشر هو فهرسة للعوائل التي تقطن هذه الأحياء وينضوي تحتها، بحيث تسهل الرجوع لها. وقد بلغ عدد الأسر في حي الدرج (١٠٨٦) أسرة، وفي حي التفاح (٤٢٠) أسرة، وعدد الأسر في حي الزيتون (٨٠٢) أسـرة، وعدد الأسر في حي التركمان (٦٩١) أسـرة، وعدد الأسر حـي جديـدة (١٦٤) أسـرة.

وقد بذل الباحث جهداً كبيراً جداً في إخراج هذه المادة، حيث أضاف خرائـط لمدينـة غـزة تبيـن حـدود المدينـة وحـدود الأحيـاء الخمسـة سنة ١٨١٤ م وخارطـة سنة ١٩١٧ م، و إضافــة خرائط تفصيلية لــكل حــي تبيــن الأماكن المهمة والمســاجد والأزقة وحـدود العمــران والبساتين.

وقـد بلـغ عـــدد الســـجلات التـــي تخـــص مدينـــة غزة وقضائهـــا هو ٤٢ ســـجلاً من سجلات العوائل الفلسطينية، مـــن ســـجل (٢٣٨) إلى ســـجل رقم (٢٧٩) أي ٤٢ ســـجلاً، منهـــا ٢٧ ســـجل لغزة وأحيائها الخمســة وهي الدرج والتفاح والزيتـــون والتركمان والجديـــدة، وهو ما تم ترجمته وإحصاؤه فـــي هذا الكتاب، وهو (٨) مجلـــدات لكل حـــي مجلدان منهما، مـــا عدا حـــي التفاح وحـــي جديدة مجلـد واحد لـــكل حي.

ويذكر المؤلف فيه أرقام سجلات النفوس العثمانية في فلسطين، ثم المصطلحات العثمانية في سجلات النفوس العثمانية (ص ١٠)، ثم أنواع السجلات في النفوس العثمانية وتفصيل خاناتها، مع مرفق صورة عنها (ص ١١ - ٣٥)، ثم نبذة يسيرة عن الحكم العثماني لفلسطين (ص ٣٦ - ٣٧)، وتقسيمات لواء غزة أثناء الحكم العثماني، ومساحات الألوية تحت الحكم العثماني بالإضافة إلى تعداد الأنفس في هذه الألوية في العام ١٩٣١ م (ص ٣٧ -٤١).

ثم خصَّ بالذكر الحكم العثماني لغزة ما بين عامي (١٩٠٥ -١٩١٧ م) (ص ٤٣)، ثم خارطة مدينة غزة للعام ١٨٤١م، وأنها لم تكن مساحتها تحتل سوى كيلو متراً مربعاً واحداً فوق تلة كبيرة، وكان يحيـط بهـا سـور عظيـم لـه عـدة أبـواب مـن جهاتــه الأربعة، وكان أهمهــا: بــاب البحــر أو بــاب ”ميمــاس“ نسـبة لمينائهـا غربـاً، وبـاب ”عسقلان“ شمالاً، و“بـاب الخليل“ شـرقاً، وأخيـراً ”بـاب الـدورب“، أو بـاب ”ديـر الـروم“ أو ”الداروم“ جنوبـاً. وقـد اعتـرى هـذه التسـميات الكثيـر مـن التبديـل وفقـا لاختلاف وتبدل الزمـن والحكام، وكانـت هذه الأبواب تغلق مع غـروب الشمـس، مما جعلها حصينة مستعصية على أعدائها.

وكان وسط المدينة حي التفاح وحي الزيتون، أما حي التركمان فكان خارج السور، ثم أضيف إليه حي (الجديدة) فيما بعد، ثم خارطة أخرى لغزة في العام ١٩١٧م، يظهر فيها الامتداد العمراني، حيث البيوت المبنية مـن الحجـر الرملــي والكلس ومعظمهــا مــن الطيــن، وكانت غزة تكتسي بأشجار الزيتون، (انظر ص ٤٤ -٤٦)، ثم صور لمعالم مدينة غزة والتي تضم: صورة عامة لمدينة غزة، وصورة لسورها، واللباس الفلسطيني فترة الحكم العثماني، وبيوت غزة القديمة، والمعالم التاريخية فيها (انظر ص ٤٧ -٦٩).

ثم سجلات نفوس أهل غزة، وواجهة السجلات، وأرقام هذه السجلات، والأسرة الأولى والأخيرة من سجل كل حي من أحياء المدينة (ص ٧٠ -١٠٣). وبعد ذلك التعريف بأحياء مدينة غزة الخمسة (الزيتون -التفاح -الدرج -التركماني -الجديدة) وتحديدها من جميع الجهات، وعدد العائلات في كل حي، وعدد الأسر، وعدد الأنفس، وأهم المعالم الأثرية فيها (ص ١٠٤ -١١٦).

ثم وضع المؤلف -وفقه الله دراسات لزيادة عدد سكان مدينة غزة خلال الفترات الزمنية المختلفة، ابتداءً من الحكم العثماني عام ١٥٩٦م، ومروراً بحكم الانتداب في العام ١٩٣١م، ثم زيادة النفوس بعد الهجرة في العام ١٩٤٨م، ثم النكسة عام ١٩٦٧م، ثم في عهد السلطة عام ١٩٩٥م، وحتى العام ٢٠٢٠م (ص ١١٧ -١٢٤).

ويلي ذلك دراسات في الأسر الغزيّة: مكوناتها، ومتوسط عدد أفرادها، وأكبر الأسر (وهي أسرة علي بن حسين الفار) وأصغرها (مكون من فرد واحد)، ومتوسط العدد في الأسرة (ص ١٢٥ -)، ويلاحظ أن أكبـر عائلات أحيـاء غـزة خمس عائلات، وهـي عائلـة أبـو شـعبان مـن حـي الـدرج ويبلـغ تعـداد أفرادهـا هـو ٢٣٤ فـرد، ثـم عائلـة المصـري مـن حـي الـدرج، ثـم عائلـة سـكيك مـن حـي الزيتـون.

عمل الباحث في الكتاب

1 -تجميـع مـا توفـر مـن سـجالت النفـوس العثمانيـة لمدينـة غـزة مـع الحفـاظ علـى أرقامهـا حسـب الأرشيف مـع ترجمتهـا.

2 -تصنيــف السجلات حســب مسمياتها مــع دراســة كل ســجل لمعرفــة طبيعــة هــذا الســجل ومحتواه ومــا يخصه. 

3 -الحــرص علــى ترجمــة جميــع الأسر والأنفــس كمــا هــي مذكــورة فــي السجلات مــع ذكــر رقــم الأسرة فــي الســجل.

4 -ضـم أسـر كل عائلـة مع بعضها لسهولة الوصول إلى جميع أســر العائلــة الواحـدة ومعرفــة عــدد أســرها وعــدد أفرادها.

5-حافظنا علــى نفــس ترتيــب الجــداول ونفــس الخانات التي توضح أســــم رب الأســــــرة والأبناء الذكور والإناث ومــن يسكـــــن معهــم، وتواريــــخ ميلادهم.

6 -ذكرنا اســم العائلــة كمــا هــو مــدون فــي السجل بغض النظــر إن كانــت العائلــة موجودة الآن أم لا.

7 -اكتفينا فقــط بترجمــة الأسماء وتواريخ الميــلاد وصفــات القرابة حيــث أنهــا الأهم وباقـي الســمات يمكــن الرجــوع إليهــا فــي النســخة العثمانية عنــد الحاجــة بالرجــوع إلــى رقــم الأسرة فــي الســجل. 

8 -تــم عمــل فهــرس لتيسير الوصــول إلــى كل عائلــة. 

9 -إذا شــق علينــا قــراءة أي إســم لعــدم وضـوح الكتابــة أو رداءة التصوير اجتهدنا للوصــول إلــى الإســم الصحيــح.

10-فــــي حالـــــة فقـــــدان بعــــــض الأسماء أو بعـــــض الأسر ننـــــوه لذلــــــك فــي مكانــــــه. 

11 -إضافــة خرائـط وصــور وجــداول تعــرف بغــزة وأحيائها. 

12 -عمــل دراســات تحليليـة للأسر والعائلات الغزية. 

13 -تــم تجاهــل بعــض الأسر التــي تتكــون مــن فــرد أو فرديـن بسـبب عـدم وضـوح أصلها أو عـدم ذكـر إسـم العائلة. 

14 -بعــد الإحصــاء تبيــن أن عــدد الأنفس (26239) نفــس. 

15- وجــدت جميــع الأسر فــي حــي الــدرج فــي أربعــة يجلات وهــي (249- 252 -266 -253) وعـدد الأسر (١٠٨٦) أســرة. 

16 -وجـدت جميـع الأسر فـي حـي التفـاح فـي سـجلين وهمـا (268 -267)، وعـدد الأسر (٤٢٠) أسـرة فقـد منهـا مـا يقـرب من (٥٠) أســرة، وجــدوا فــي سجلات الذكــور المؤهليــن للتنجيــد وتـم ترجمتهـم وإضافتهـم إلـى عائالتهـم، وفـي الإحصاء تـم مضاعفــة عــدد الأنفس الذيــن تــم ترجمتهــم مــن ســجلات الذكـور المؤهليـن للتجنيـد لتعويض عـدد الإنـاث حيـث أنـه فـي تلـك الحقبة كان عـدد الذكور مساوي لعدد الإناث تقريباً. 

17 -وجدت جميع الأسر في حي الزيتون في ثالث سجلات وهي (261 -264 -244) وعـدد الأسر (٨٠٢) أسـرة فقد منهـا ما يقرب مـن (٤٠٠) أسـرة وتـم إيجادهم في سجلات الذكـور المؤهلين للتجنيـد وتـم ترجمتهـم ومضاعفة عـدد الأنفس فـي الإحصاء.

8-وجـدت جميـع الأسر فـي حـي التركمان فـي ثلاث سجلات، وهـم (265- 249- 242) وعدد الأسر (٦٩١) أسـرة تـم ترجمتهـا.

 19 -وجدنـا فـي حـي جديـدة (١٦٤) أسـرة فقـط و متوسـط عـدد أفـراد كل أسـرة  (6 -7) أفـراد وأخـر عـدد أسـرة وجدناه أسـرة رقــم  (١٠٧٤) وبالتالي يكــون المفقــود مــن أســر الحــي مــا يقـرب (٩١٠) أسـرة، وبضـرب هـذا العـدد بمتوسـط عـدد أنفس الأســرة تبيــن أن عــدد ســكان حــي الجديــدة هــو (٨١٦٢).

20 -تــم تقســيم الكتــاب إلــى ٩ مجلدات وهــي المقدمــة ومجلــدان لحــي الــدرج ومجلــد لحــي التفــاح ومجلــدان لحــي الزيتــــون ومجلــدان لحــي التركمــان ومجلــد لحــي جديــدة.

21 -كان الإهتمــام الكبيــر فــي الترجمــة وإخــراج الكتــاب هــو التركيبــة الســكانية ودراســة العائلات وطبيعــة الأسر، دون التطرق للدراســة التاريخيــة أو الإقتصاديــة أو الإجتماعيــة، حيــث أن المقصــد هــو التعــداد الســكاني فقــط، وســهولة التعــرف علــى أصــول العائلات والجــدود زمــن الإحصاء فــي الحكــم العثمانــي مــن ١٩٠٣م -١٩١٥م. 

22 -قمنا بإضافة خرائـط لمدينـة غـزة تبيـن حـدود المدينـة وحـدود الأحيـاء الخمسـة سنة ١٨٤١م وخارطـة سنة ١٩١٧م.

23-إضافــة خرائط تفصيلية لــكل حــي تبيــن الأماكن المهمة والمســاجد والأزقة وحـدود العمــران والبساتين.

24 -إضافة صور جوية للمدينة وأحيائها للتعرف على طبيعة الحي والمباني والشــوارع وحـدود العمران وحدود البساتين. 

25 -إضافــة بعــض الصــور القديمــة لبعــض المســاجد والأحياء والبساتين والمباني والشــوارع والســكان وصــور لبعــض الحِــرف للتعــرف علــى طبيعــة الحيــاة فيهـا. 

26 -عمــل جــداول وإحصاءات الأنفس لمدينــة غــزة خلال فترات متعددة لعمــل مقارنــة واستخلاص النتائــج.

27 -عمـل دراسـة لنسـبة الزيادة للمدينة وأحيائها منذ فترة الحكم العثماني حتى يومنا هـذا لينتفع منهـ الباحثون.

28 -عمـل جـداول تبيـن أكبـر العائلات في غزة وفـي كل حي.

29 -إضافـة جـداول عدد أنفس المـدن الفلسـطينية ١٩٣١ م. 

30 -حرصنا أن تكــون كتابــة وطباعة المجلدات واضحـة والصـور بجــودة عاليــة والخرائط والجداول ُخرجــت بصورة جيدة وواضحـة لسهولة وسرعة الاستفادة منهــا مــع توفيــر نســخة إلكترونيــة مــن الموســوعة لتيســير طبــع ونســخ أي جُــزء فيهــا.

نظرة عامة على الكتاب

المجـــــلد الأول: يحتــوي المقدمــة التــي بهــا تعريــف السجلات وخطــة العمــل فــي الكتــاب ووصــف الحالــة الســكانية لفلســطين ومدينـة غـزة فـي فتـرة الحكـم العثمانـي مـن (١٩٠٣ - ١٩١٥م) وإضافـة بعـض الخرائـط والصـور والجـداول التـي توضـح طبيعـة أحيـاء غـزة الخمسـة، وتبيـن الجـداول المقارنـة بيـن العائـات وحسـاب نسـبة الزيـادة السـكانية.

المجــــلد الثاني: وهـو عبـارة عـن مجلدين يحتويان جميـع الأسر فـي عائلات حي الـدرج وهـو أكبـر الأحيـاء فـي تلـك الفتـرة -وهـو حـي وسـط مدينـة غـزة -وكانت تسكنه أكثـر العائلات، وقـد نشـأت باقـي الأحيـاء منـه. ويبـدأ المجلـد الثانـي فـي الجـزء الأول مـن الحـرف ( أ -ز) وعددهم ٥٦٠أسـرة، و الجـزء الثانـي يبـدأ مـن الحــرف(س -ي) وعددهم ٥٢٢ أسرة.

المجــــلد الثالث: وهو عبارة عن عائلات حي التفاح وهو أصغر الأحياء في تلك الفترة وآخرها نشأة ويبدأ بالأسرة رقم (١ إلى الأسرة رقم ٤٢٠).

المجــــلد الرابع: وهــو عبــارة عــن عائلات حــي الزيتــون وهــو ترجمــة لثلاث سجلات عثمانية ويبــدأ المجلــد الرابــع بالجــزء الأول مــن الحــرف (أ -ش) وعددهم ٤٣٠ أســرة، والجــزء الثانــي مــن الحــرف (ص- ي) وعددهم ٣٨٢ أســرة.

المجلد الخامس: وهــو عبــارة عــن عائــات حــي التركمان وهــو ترجمــة لســجلين عثمانيين، ويبــدأ الجــزء الأول منــه بالحرف (أ -س) وعددهم ٣٥٥ أســرة، والجــزء الثانــي يبــدأ بالحرف (ع - ي) وعددهم ٣٣٧ أســرة.

المجلد السادس وهو عبارة عن عائلات حي جديدة ويبلغ عدد الأسر ١٠٧٤، والتي تـم الحصـول عليها وتـم ترجمتها فقط ١٦٤ والمفقود منه حوالي ٩١٠ أسر.

الحكم العثماني لفلسطين

(١٥١٦ -١٩١٧ م)

خضعت فلسطين للحكم العثماني عـام ١٥١٦ م، وكانت البلاد قـد قسـمت إلـى خمسـة مناطـق تسمى سناجق، وهـي سنجق القدس، وغزة، وصفد، ونابلس، واللجون، وأحيانـاً كانت تحمل أسماءً أخــرى، وكان السلطان العثماني في الأستانة يعيـن حكامــاً وولاة أتــراكاً يديرون شــؤون هــذه السناجق، وكانــت تتوســع حــدود هــذه السناجق وتضـيـق حســب ســطوه وقــوة هــؤلاء الــولاة، وفــي فتــرات عديــدة تمـردت بعــض المناطــق علــى حكــم الأتراك، وخرجــت مــن الطاعـة لهـم وخاصـة فـي فتـرات ضعـف الولاة وزمـن حملات المماليــك علــى فلســطين والشــام حتــى وصلــوا إلــى حــدود الدولــة العثمانية الأم، وكانــت بعــض الأســر لســطوتها تنفــرد فــي الحكــم مثــل أســرة (آل رضــوان) فــي غــزة (والجــزار) فــي عــكا (وطاهــر العمــر) فــي صيدا وشمال فلســطين.

وفــي نهايــة الحكــم العثماني وقبـل دخــول احتلال الإنجليزي كامــل فلســطين، وبعــد أن اجتهد الأتراك فــي رد العـدوان الإنجليزي علــى فلســطين وهزمهم الأتراك فــي وقعتيــن فــي مدينــة غــزة، لكــن بعــد أن اســتقدم الانجليز الأسطول البحري والطيـران وقصفوا مدينـة غـزة مـن الجـو و البحـر والبـر سقطت المدينة وانسحب منهـا الأتراك، ثـم سقطت القــدس وســائر المــدن الفلسـطينية تحــت الحكــم الانجليزي عــام ١٩١٧ م والذي استمر لثلاثــة عقود حتــى انسحبوا منها وتركوها لدولــة العـدوان ١٩٤٧ م. وبعد احتلال الإنجليز لكامـل فلسـطين قاموا بتقسيم البلاد إلى ٦ ألوية: 

١ -لواء القدس٢-لواء غــــــزة ٣-لواء اللــــد ٤ -لواء نابلس ٥ -لواء حيــــفا 6 -لواء الجليل.

وكان لــواء غــزة أكبــر هــذه الألوية مســاحة حيــث بلغــت مســاحة اللــواء (٦٨٩.١٣) كــم مربعــاً، وكانـت مدينـة غزة سـنة ١٩٣١ م رابع أكبر مدينة فلسطينية بعد القدس ويافا وحيفا؛ حيــث بلــغ عــدد ســكان مدينـة غـزة عام ١٩١٧ م حوالي ٣٠.٠٠٠ نسـمة.

أهم الإحصائيات على نتائج تعداد سكان مدينة غزة في العهد العثماني

 ١- يلاحظ أن أكبر الأحياء تعداداً للأنفـس هـو حـي الـدرج حيـث أنـه هـو أول الأحياء ويقع في مدينة غزة القديمة التي نشأت فوق التل حيث بلغ عدد سكان هذا الحي سنة ١٩٠٦م هو (٨٨٦١) نفس، وقد تكون نشأة العائلات في هذا الحي منذ ١٥٠٠ م، وتقع فيه جميع المباني الحكومية مثل: قصر الباشا وبلدية غزة القديمة ومركز الشرطة.

٢- باقي الأحياء إنما نشأت من حي الدرج بتوسع العائلات، وأول الأحياء نشأة بعـده هـو حي الزيتون حيث أن كثيراً من العائلات تمددت في حي الزيتون وكان لهـا أمـلاك فيـه. 

٣- بتوسع عائلات حي الدرج نشأ حي التفاح إلى الشمال وقد بدأ كنـز لـه وبساتين يملكها بعـض عائلات حي الدرج ويسكنها الوافدون والقادمون إلى مدينة غزة وربما نشأ هذا الحي في بداية ١٧٠٠ م.

٤- كان حي التركمان وهو من الأحياء القديمة حيث يوجد فيه مساجد بنيت في عهود متقدمة مثل مسجد بن عثمان ومسجد الظافر دمري، وكان يسكنه العسكر وقد انتقل إليـه بعـض أفراد العائلات وخاصة من حي الزيتون للقرب بينهما وكان مشهور بكثرة البساتين والمزارع. 

٥- نشأ حي جديدة في نفس الوقت الذي نشأ فيه حي التركمان حيث أنه يقع إلى الشمال من حي التركمان ولا يفصل بينهما إلا شارع وعائلاته لها إمتداد في حي التركمان، ويقع فيه العديد من المباني الأثرية مثل: مسجد المحكمة ومسجد السيد علي ومسجد الهواشي وغيرها ويلاحظ كثرة عائلات هذا الحي وازدحام الأزقة.

أهم الملاحظات على الزيادة في تعداد الأنفس خلال مائة عام (١٩١٧ -٢٠١٧ م)

١.كان عدد سكان غزة في آخر العهد العثماني ما يقرب من ثلاثين ألف نسمة. 

٢.نتيجـة الحـرب العالميـة الأولـى وخـروج الأتراك مـن غـزة رحلـت الكثيـر مـن العائــات عنهـا إلـى يافا والمـدن المجاورة، ورجـع أهـل غـزة إليهـا وكان عددهـم مـا يقـرب مـن سـبعة عشـر ألـف نسـمة. 

٣. زاد عـدد السـكان خلال الاحتلال البريطاني لفلسطين حتـى بلـغ عـدد السـكان قبـل نهايـة الإنتداب سـنة ١٩٤٧ م إلـى مـا يقـرب مـن أربعيـن ألف نسـمة. 

٤. نتيجـة هجـرة القـرى إلـى غـزة بعـد قـرار التقسـيم سنة ١٩٤٨ م ازداد عـدد سـكان زيـادة ظاهـرة وبلغوا تقريبـا ثمانيـن ألـف نسـمة. 

٥. بلغ عدد سكان القطاع قبل حرب النكسة سنة ١٩٦٧ م ما يقرب مائة وخمسون ألف نسمة. 

٦. بلغ عدد سكان القطاع قبل رجوع السلطة الفلسطينية سنة ١٩٩٤ م إلى ما يقرب من ٨٥٤.٣١٥ نسمة. 

٧.بلغ السكان في التعداد حتى نهاية ٢٠٢٠ م في القطاع إلى ما يقارب٢.٢٥٤.٠٠٠ نسمة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق