شرح الصدور بذكر بعض أحوال وسير وإجازات ومناقب
عبد الرحمن بن محمد بن حسين بن مشهور (١٢٥٠ -١٣٢٠ هـ)
جمع ابنه علي بن عبد الرحمن بن مشهور
ويليه لمعة النور من كرامات وإجازات وكلام علي بن عبد الرحمن بن مشهور
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ هذا الكتاب جمع فيه الشيخ علي بن عبد الرحمن المشهور شمائل ومناقب وإجازات وكرامات والده الشيخ عبد الرحمن بن مشهور باعلوي، وذكر فيه أخباره في صغره، وملازمته للورع، والصدق وعنايته بنسخ الكتب وبيعها والتصدق بثمنها وصلة أرحامه، وختمه القرآن وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وعنايته بالتلاوة والعبادة، وقيام الليل، والدعاء والأوراد وغير ذلك، وبالجملة فالكتاب مع كثرة الحشو فيه -إلا أنه قد تضمن بعض الفوائد المستطرفات، والنوادر المستغربات، مع عنايته بعلو الإسناد، وذكر ما فيها من المصافحات وذكر أول الكتاب إجزات شيوخه له، ثم إجازاته إلى تلاميذه بعد ذكر مصنفاته.
وفي ديباجة الكتاب ذكر نسبه المتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق زين العابدين علي بن الحسين، ثم ذكر أمه، وهي شيخة بنت عبد الرحمن بن علي باعلوي، وعنايتها بالشيخ عبد الرحمن، وعناية والده به، ثم تردده إلى الشيوخ وثناؤهم عليه من صغره.
ثم بدأ الفصل الأول من فصول هذا الكتاب بذكر الإجازات فذكر: إجازة الحبيب أحمد بن علي الجنيد للشيخ عبد الرحمن بما أجازه الحبيب عبد الله بن حسين بلفقيه في روياته عن أكثر من أربعين شيخاً، وهي إجازة شاملة ومطولة؛ حيث استغرقت ثلاثين صفحةً من هذا الكتاب، ذكر فيها إسناد الخرقة، والمسلسلات الحديثية؛ كالمسلسل بالأولية، والآخرية، والمشابكة، والمصافحة، والمسلسل بالفقهاء، وبيوم العيد، وبالمحبة، وبالله العظيم لقد حدَّثني (=في وصل البسملة بأول الفاتحة، وفي إسناده ابن عربي الحاتمي الاتحادي، وهو حديث لا أصل له نقله عن الفتوحات)، والمسلسل بأخذ السبحة، ثم ذكر إسناده إلى صحيح البخاري، ثم نسبته في لبس الخرقة لأربعة عشر طريقة صوفية، وكيفية أخذ العهد وتلقين الذكر، ووصية الحبيب بلفقيه، يليها وصية للإمام الغزالي التي نقلها التاج السبكي في (طبقاته)، وكان تحريرها الأحد: ٧/ صفر/ ١٢٥٥ هـ.
وإجازة الشريف أحمد بن علي بن الحبيب هارون الجنيد العلوي -على ظهر الإجازة السابقة -في يوم الجمعة من شهر ربيع الثاني، للعام ١٢٥٧ هـ.
وإجازة الشيخ عيدروس بن عمر الحبشي، وقد أجازه بثبته (عقد اليواقيت الجوهرية) عشية الخميس: ٢٨/ جمادى الآخر /١٣١٤ هـ، وله منه إجازة أخرى مطوّلة.
وإجازة الشريف علي السايح الحسيني في ١٨/ رمضان /١٢٨٩ هـ.
وإجازة العلامة محمد بن عبد الله باسودان، ومما أجازه به بيت شعرٍ يردده:
وهب لي يا وهاب علماً وحكمةً .. وللرزق يا رزاقُ كُن لي مُسهّلا
وإجازة عمر بن عبد الرحمن بن محمد بن شهاب الدين، وله أسانيد عالية في كتب الصحاح والسنن، وغيرها من الكتب والفنون، وختم بأبيات:
هذا ولولا رجائي منكم صالح الدُّعا … لما سطرت يمناي في مثل ذا حرفا
فلستُ بأهلٍ أن أُجاز فكيف .. أجيز على أن الحقائق لا تخفى
وله شيوخٌ آخرون، مثل: عبد الله بن علي بن شهاب،
ويلي ذلك إجازة الشيخ عبد الرحمن بن مشهور إجازته لابنه علي عند قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم، ووصيته له في فاتحة رجب ١٣١٦ هـ، وإجازته ووصيته له عند قبر النبيّ هود عليه السلام ي رجب من العام ١٣١٧ هـ.
ثم إجازة الشيخ عبد الرحمن بن مشهور الحبيب محمد بن سالم السري، وإجازتان الحبيب سالم بن حفيظ، في ٩ رجب من العام ١٣١١ هـ.
ثم عقد في الفصل الثاني باباً في اجتهاده في طلب العلم والعمل به، والتعليم، وما بلغ ابنه عنه من سيره وأفعاله الكريمة.
وقد عقد علي بن عبد الرحمن المؤلف فصلاً كاملاً لأعمال الحبيب عبد الرحمن بن مشهور من استيقاظه من النوم، وحتى صلاة العشاء، وفيها: ترتيب الفاتحة، وما يقرأه في الفرائض، وترتيب ما يقرؤه في النوافل ونظم ذلك (انظر ص ٩٣ -١٠٧)، ثم كرامات والده (انظر ص ١٠٨ -١٢٠) وفيها من الغلو والشطحات والمنامات والرؤى والخروج عن المألوف من سير أهل العلم والزهد -ما الله به عليم، وكان متأثراً في ذلك كله بالمتصوفة والمجاديف.
ثم ذكر وفاته (ص ١٢٠ - ١٢٥) وابتداء مرضه في أول شعبان سنة ١٣١٩ هـ، إلى أن توفي منتصف صفر سنة ١٣٢٠ هـ، في جملة أخباره وكراماته السابقة، ثم ذكر شواهد من تواضعه، وثنائه على أقرانه (ص ١٢٥)، ونماذج من زهده وورعه (ص ١٢٦)، ثم المراثي التي قيلت فيه (ص ١٢٧ -١٣٢)، ثم كلام الشيخ عبد الرحمن بن مشهور في مشايخه من أهل حضرموت (ص ١٣٣ -١٤٦):
حامد بن عمر حامد باعلوي.
أبي بكر بن عبد الله بن أحمد الهندوان.
عمر بن أحمد بن حسن الحداد.
أبي بكر بن عبد الله بن حسن بن الشيخ علي.
محمد بن أبي بكر العيدروس صاحب الخليف.
أحمد بن عبد الرحمن العيدروس صاحب الدشتة.
حسين بن عبد الله بن حسين بن سهل.
علي بن شيخ بن شهاب الدين باعلوي.
عبد الرحمن بن علوي مولى البطيحاء.
عبد الله بن علي بن شهاب الدين.
علوي بن محمد المشهور.
أحمد بن عمر المشهور.
أحمد بن علي بن الجنيد.
أحمد بن عبد الرحمن بن الشيخ علي شهاب الدين الأكبر.
ثم عقد فصلاً خامساً للحديث عن كلامه في أهل تريم، ومن سكنها قبلهم، ومواضع الناس فيها، وسكناهم، وتحدث عن مسجد سرجيس، وقبر "مولى العرض"، وعاداتهم في الجنائز، وكلامه على مسجد "آل باعلوي"، وما يفعلونه فيه، انظر (ص ١٤٧ -١٥٩) وفيه بدعٌ عملية كثيرة، وبدع اعتقادية كثيرةٌ أيضاً مما درج عليه أهل تريم.
ثم جعل خاتمة يحثُّ فيها على اقتفاء طريقة باعلوي، ويبين أفضليتها، بالإضافة إلى مديح يتعلق بالشيخ عبد الرحمن بن مشهور (ص ١٦١ -١٦٤).
وأعقب ذلك بكتابه (لمعة النور من كرامات وإجازات عبد الرحمن بن مشهور) كالملحق للكتاب الأول، ولعلها زيادات زادها عليه، وفيه: ثناء الشيوخ والتلاميذ على عبد الرحمن بن مشهور، بالإضافة إلى الكرامات التي استدركها ولم يكن وضعها في الكتاب الأول، والمكاتبات والإجازات والوصايا التي جرت بينه وبين الشيوخ الآخرين (ص ١٦٧ -٢٤٧).
ولم يخل الكتاب -كما قلنا -من شطحات وخروج عن المألوف من سير أهل العلم والورع، وذلك على عادة أهل التصوف في المبالغات والكرامات التي يُحشُّون بها كتبهم، ومن ذلك ما ذكره في إجازة شيخة بلفقيه عن شيخه أحمد بن علي بن بحر القديمي، الذي زعم أنه يجتمع بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم يقظةً! وأن شيخه أبا الحمائل أخذ عن واحدٍ من الجنِّ يزعم أنه صحابيٌّ! (ص ١٦)، ويذكر أن للأولياء تصرفات في قبورهم (ص ١٩)، كما ذكر إلباس الخرق وشروطها وآدابها وغير ذلك مما لم يثبت (ص ٢١، ٢٢)، وكذلك ذكر علي بن عبد الرحمن عن والده أنه أجازه بكتابة ما شاء من القرآن لما شاء بما شاء وأنه أخذ ذلك عن النبيّ صلى الله عليه وسلم يقظةً عند شباك قبره (ص ٦٨ -٦٩).
وكان للشيخ عبد الرحمن منزلة كبيرة عند علماء حضرموت، كالشيخ عيدروس بن عمر الحبشي وغيره.
تصانيف الحبيب عبد الرحمن بن مشهور (ثلاثة عشر)
وأما تصانيفه في تنيف على العشرة (ص ٦٦ -٦٧):
منها كنا بغية المسترشدين المشهور بجمع الفتاوى.
ومنها اختصار فتاوى ابن زياد اليمني.
ومنها منحة الكريم العزيز في زيارة تربة تريم.
السفينة: فيها جمع مسائل وفوائد فقهية من أول المذهب لآخره.
ومنها حاشية على ربع التنبيه.
ومنها تصنيفه كتاباً في المناسك.
ونبذة للمبتدئين في الفقه.
ومنها شمس الظهيرة في نسب أهل البيت وبيان قبائلهم ومحلاتهم وألقابهم.
ومنها كتاب فيما اشتملت عليه حضرة السقاف من ابتدائها إلى آخرها.
ومنها تصانيفه في سلسة مشايخه ووصلته إليهم، ومشايخهم واتصالهم بالعلماء والفقهاء والمحدثين إلى سيد الكونين صلى الله عليه وسلم.
ومنها وضعه جداول لمعرفة الأوقات وزيادة الليل والنهار وضدها ومعرفة النجوم والبروج.
ومنها كتابة شجرة لأمهاته وأمهاته وأثبات نسبهم، ونسب آبائهم وأمهاتهم إلى عدنان.
ومنها ما سمعه عن شيخة الحبيب أحمد بن علي الجنيد، وكتابته لذلك.
ترتيب ما يقرأه الحبيب عبدالرحمن المشهور في صلاة الفرض
وأما ترتيب ما يقرأه سيدي الوالد في صلاة الفرض غالبا في صبح يوم الجمعة تنزيل (السجدة: ١-٢) وهَلْ أَتَى عَلَى الإِنسن (الإنسان)،
والكافرون والإخلاص في صلاة المغرب، والجمعة والمنافقون في عشائها أو سورة الأعلى والغاشية كما هو الغالب خصوصا في آخر عمره.
وفي صبح يوم السبت سورة التكوير والانفطار.
وفي صبح يوم الأحد سورة المطفّفين والانشقاق.
وفي صبح يوم الإثنين سورة البروج والطارق.
وفي صبح يوم الثلوث سورة الفجر، ولَمْ يَكُن.
وفي صبح الربوع لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا.
وفي صبح يوم الخميس سورة واليلِ وَالضُّحَى.
وفي صلاة المغرب ليلتي السبت والربوع المعوذتين.
وفي ليلة الأحد إذا جاء وتَبَّتْ. وفي ليلة الإثنين إِنَّا أَنزَلْنَهُ والعصر
وفي ليلة الثلوث أَلَمْ تَرَ وقريش.
وفي ليلة الخميس الماعون والكوثر هذا في المغرب.
وأما في صلاة العشاء ففي ليلة السبت يقرأ في الأولتين الطارق والهمزة.
وفي ليلة الثلوث والضحى وألم نشرح.
وفي ليلة الأحد والشمس والقارعة.
وفي ليلة الإثنين سورتي والليل والتين.
وفي ليلة الربوع اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ وإنَّا أَنزَلْنَهُ.
وفي ليلة الخميس لَمْ يَكُن والزلزلة هذا في العشاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق