الأربعون النبوية في حرمة الدماء البشرية
الشيخ السيد مُراد سلامة
بقلم: .أ محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ من المؤسف حقاً أن الطاقات التي كان ينبغي أن تُوظَّف في سبيل البناء والتقدُّم والتنمية باتت تُوظَّف في الهدم والخراب والتدمير، وفي التفريق لا التجميع، وإذا ما نظرتَ إلى وسائل الإعلام بمجموعها، تجد نيران العداوات متأججة بين الدُّعاة إلى الله تعالى، وكأنهم من أديانٍ مُتفرِّقة، لا يرعى بعضهم حُرمة بعض.. بينما ينعم المغنون والمطربون في بلادنا، دون أن يتعرض أحدٌ لهم بالذم أو التنقيص، حتَّى صار كثيرٌ من الدُّعاة ينطبق عليهم قوله (إن منكم مُنفرين)؛ فالرجولة كل الرجولة في أن لا تحقد على أخيك المُسلم الذي يُشاركك في طريق الدعوة، ولا يقودنّك هذا الحقد إلى تعاطي أسباب الإجرام بحقه وبحقِّ غيره من الأبرياء، ودائماً ما نقول: الأتقياء فوق الأهواء؛ لأن رغبتهم إنما تكمن في انتشار الخير، وثبوت الحقِّ أسرع في أنفسهم من رغبة التشفِّي وسرعة الانتقام.
وفي ظلِّ هذه الأوضاع، نجد أنه ما من جريمة تحدث في الدُّنيا إلا ويُشير أعداء الإسلام بأصابع الاتهام إلى هذا الدين، ويبرز هؤلاء همجيتهم المختزنة وأحقادهم الدفينة ليغضَّوا من شرف هذا الدين ويحولوا دون اتباعه، ولقد علموا أن الإسلام هو دين الرحمة والتآلف والتعاضد، وليس دين الحرب وسفك الدماء والقتل.
في حين يتغاضى هؤلاء كما يتغاضى العالم المجرم عن المجازر التي تحدث للمسلمين على أيدي سفاحي العالم من اليهود والهندوس والسيخ وغيرهم من الفرق المُنحلَّة والضالة بحق المستضعفين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
وهذه رسالة تتضمن واحداً وأربعين حديثاً نبوياً صحيحاً في بيان عصمة الدماء في هذه الشريعة الغراء، وتحريم سفك وإراقة الدم الحرام، وبيان أنه من أكبر الكبائر، وشعبةٌ من شُعب الكفر، وأنه سببٌ من أسباب عذاب الله وعقابه، وأن كثرته من علامات السَّاعة، وأن زوال الدنيا أهون عند الله من قتل مسلمٍ بغير حقّ، وفيها وجوب الكفِّ عمَّن قال: (لا إله إلا الله)، والكفُّ عن أهل الذمَّة والمُعاهدين والمستأمنين،وأن من أصاب هذه الجريمة النكراء، فعليه بالتوبة الصادقة إلى الله تعالى، وأن يؤدي حقَّ الله في نفسه إن كان قصاصاً أو ديةً.
وقد ترجم المؤلف لهذه الأحاديث بتراجم جيدة، مع بيان بعض المعاني التي تحتاج إلى بيان وإيضاح في الحواشي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق