تأديب الطفل باستخدام العقوبة في الفقه الإسلامي
د. أحمد ذياب شويدح
أ. عاطف محمد أبو هربيد
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد: هذه دراسة بسيطة لأسـلوب عقوبــة الطفـل فـي الإســلام، إلـى جانـب التأصــیل الشــرعي لها، باعتبارها واحـــدة مــن وســـائل تربیـــة الطفـــل فــي الإســـلام، والعقوبة: هي الألم الذي يلحق بالإنسان نتيجة ارتكابه مخالفة أو جناية، سواءً كان هذا الألم حسياً أو معنوياً، والمراد بالعقوبة هنا ما يندرج في باب التعزير والتأديب، والذي يتولى أمره هو المربي والأب والجد والوصي، وتتضمن هذه الدراسة، أربعة مباحث وخاتمة، كالتالي:
المبحث الأول: مفهوم العقوبة في الإسلام وتأصيلها الشرعي
المبحث الثاني: العقوبة كوسيلة تربوية لتأديب الطفل في الإسلام
المبحث الثالث: أنواع العقوبة المستخدمة في تأديب الطفل
المبحث الرابع: ضوابط استخدام العقوبة في تأديب الطفل
أولاً: الضوابط التي ينبغي مراعاتها في اسـتخدام العقوبة:
١-استفاذ المربي جميع الوسائل التربوية قبل الضرب.
٢-والتــدرج فــي استعمال العقوبة من الأخف إلى الأشد.
٣-وأن یكـون ابتداء الضـرب بعــد ســن العاشــرة؛ وقد يمتد إلى الثالثة عشر.
٤-أن یكـون لكـل خطـأ مـا یناسـبه مـن العقوبـة.
٥-استمرار العقوبة على الطفل بعـد التوبة وصلاح الحال يثمر نتائج عكسية.
٦-أقصى الضرب للتأدیب ثلاثة أسواط، وللقصاص عشرة أسواط.
٧-یجب تجنب ضرب الأماكن الحساسة: كالرأس والوجه والصدر، والأفضل أن يكون ذلك على اليدين والرجلين.
٨-ألا یضـرب وهــو فـي حالـة الغضـب؛ خشـیة أن یلحـق الأذى بالطفل.
٩-إذا كــان الخطــأ وقع من الطفــل أول مــرة فإنه يُعطى لــه افرصة لیتــوب ویعتــذر.
١٠-أن يقـوم المربـي بنفسـه بضـرب الطفـل ولا یعهـد لأحـد مـن أخوتـه أو رفاقــه فعـل ذلـك؛ لمـا یترتب علیه من أحقاد وضغائن.
١١-أن تكـون آلــة الضـرب معتدلــة الحجـم، ومعتدلــة الرطوبـة؛ حتــى لا یشـق الجلــد لثقلـه، ولا شــدید الیبوسة؛ فلا یؤلم لخفته.
١٢-أن یكون الضرب مفرقاً لا مجموعاً في موضع واحد.
١٣- أن يكون بين الضربتين زمن يخف به ألم الأول.
١٤-ألا يرفع الضارب ذراعه لینقل السوط لأعضده حتى يرى بياض إبطه فلا يرفعه لئلا يعظم ألمه.
١٥-ویقـف عـن الضـرب إذا ذكـر الطفـل الله -جلَّ في عُلاه؛ لأجل تعظيم الله في نفس الطفل.
وقد أشار الباحثان إلى أن الطلبة متفـاوتون فـي درجـة تأثرهم بطريقـة معالجـة سلوكياتهم الخاطئـة، فمـنهم مـن یتـأثر بـالنظرة، ومـنهم مـن یتـأثر بـالتوبیخ، ومـنهم مـن یتـأثر بـالهجر والحرمـان، ومـنهم مـن لا یجـدي معـه إلا الضـرب، ومـن ثـم ینبغـي أن یكـون المربـي حكیمـاً فـي اسـتعمال العقوبـة الملائمة التي تتفق مع نفسیة الطفل وسنه ومزاجه، كما یجب ألا یلجأ إلى الضرب إلا كحل أخیر.
ثانياً: العقوبات التربویة في معالجة سلوك الطفل، تتدرج على النحو الآتي:
١-الوعظ والإرشاد والتوجيه.
٢-العبوس.
٣-الإعراض.
٤-الزجر.
٥-التهديد.
٦-التوبيخ.
٧-الهجر.
٨-الحرمان.
٩-تعلیق العصا.
١٠-العقوبة الوعظية.
١١-الضرب
أهم النتائج التوصيات التي توصل إليها الباحثان:
١-ضرورة عقد دورات تربویة للأولياء والمربين؛ ليتحقق عندهم قدر معتبر من المعرفة التربوية، ممـا يساعدهم في النجاح في مهمتهم.
٢-أهمية التعاون بین المحاضن المختلفة (الأسرة، المدرسـة، المسـجد وغيرهـا) فـي تصحيح وإصلاح سلوك الطفل بحیث لا یكون هناك تناقضً في معالجة الخطأ.
٣-عنـــد اعتمـــاد أي وســائل تربویـــة لابـــد مـــن الرجـــوع إلـــى الشـــریعة الإســـلامية باعتبارهـــا المصــدر الأسـاس، خاصـة وأن االله تعـالى أرحـم بعبـده مـن الوالدة بولدها، وهــو العـالم بخبايا النفـوس ومـا یصلحها، ومع ذلك فلا یمنع اعتماد وسائل تربویة أخرى لا تنافي مبادئ الإسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق