النبيُّ صلى الله عليه وسلم كأنَّك تراه
د. محمد فوزي حسن نمر السرحي
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ إن رؤية النبيِّ صلى الله عليه وسلم هي مُنية كل مُحب، وغاية كُلِّ مُشتاق، وكلما كرَّر المُحبون ذكر أوصافه وشمائله كلما ازداد القلبُ به تعلُّقاً، ولرؤيته تشوُّقاً، كالعسل كلما كرّرته ازداد حلاوةً، وكان مذاقه أطيب وأجمل، وكذلك كلما كررتَ الحديث عن أوصافه وشمائله انكشف لك من كمال معناه وصورته ما لم يظهر لك في المرة الأولى، ونحن وإن لم نحظَ برؤيته في الدُّنيا فلن يفوتنا سماع شمائله وخصاله.
وقد حفظ الله لنا هذه الأوصاف الكريمة في كتب الحديث والسير والشمائل، ورواها الناس كابراً عن كابر، بالأسانيد المتصلة النظيفة، حتى وصلتنا صافية من الكدر، وكانت بمثابة المرآة العاكسة لنوره الوضَّاء؛ لتستغرق طرفاً من آمالنا في رؤيته؛ كيف لا؟ وهو الذي اجتمع له حُسن المعنى والصورة، فتدرك بصائرنا الكليلة شيئاً مما خفي على أبصارنا.
وفي هذا الكتاب النفيس المختصر: وصفٌ جليل للصورة النبويَّة الشريفة، والتي جمعت أعلى مراتب الكمال والمحاسن البشرية، فقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أبيض الوجه، مُستديره، تعلوه حُمرة، مُنيرٌ كأنَّ الشمس تجري في وجهه، مسترسل الشَّعر، إذا تركه بلغ المنكب، وإذا قصَّره كان إلى الأُذن، أسيل الجبين، أشكل العينين، أكحلهما، طويل شقَّهما، أهدب الأشفار، طويل الأجفان، ضليع الفم، حسنُ الثَّغر، لا يضحك إلا تبسُّما، وإذا ابتسم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه، وإذا ضحك كاد يتلألأ في الجُدر، ويتصبب العرقُ عن جبينه كأنه اللؤلؤ، وكان عظيم اللحية، ضخم الرأس، وغير ذلك من الشمائل والصفات الخَلْقيَّة.
وختاماً أسأل الله تعالى أ، يجزي الشيخ الحبيب الدكتور محمد على هذا الجهد المبارك، ونسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في موازين حسناته، وينفع بكتاباته الإسلام والمسلمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق