أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 10 نوفمبر 2021

قصة المذهب الشافعي من التأسيس إلى الكمال تأليف محمد بن محمد الأسطل

قصة المذهب الشافعي من التأسيس إلى الكمال

تأليف محمد بن محمد الأسطل

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ إن الحديث عن المذهب الشافعي وخارطته التاريخية والفقهية، يحتاج إلى مـساحة كبيرةً من التأمُّل والتفكير، سواءً على صعيد تميُّز هذا المذهب بنفسه، واستقلاله عن غيره من المذاهب، أو على صعيد انتشار هذا المذهب في العالم الإسلامي، وارتباط ذلك بالأدوار السياسية التي شغلها أصحاب المذهب على مدى القرون التالية لنشأته، ودرجة تأثُّره وتأثيره في الدولة الإسلامية، وعلى صعيد تمحور الدارسين للفقه الشافعي حول كتب الإمام ومصنفاته، وكيف استطاعوا تطوير مناهج الإمام المعرفية، والتي صدر عنها أكبر ثاني مذهب عرفه العالم الإسلامي في المشرق. 

 وإذا ما أردنا التطرق إلى الجهـود العلميـة الكبيرة التي أدَّها المذهب الشافعي ومجتهدوه في الفقـه وأصـوله لما وسعتنا مجلداتٌ كثيرة، ولو تطرقنا إلى الجهود التي بذلها أصحابه في تدوين المذهب وتنقيحه والتخريج فيه لازدادت رقعة البحث والتأليف في الحديث عن ذلك، ولو تطرقنا إلى الحديث عن العلماء الذين تبنوا منهج الإمام الاجتهادي، وأخذوا يُفرعون ويُخرِّجون المسائل على أصوله، لاستغرق ذلك وقتاً أطول وأطول، وهذا يحتاج من الباحث النحرير قضاء أوقات كبيرة جداً للعكوف على دراسة هذه القضايا والأحداث والمسائل التي استغرقت أعمار العلماء وأوقاتهم.

ومن حسنات عصرنا أن نجد هذا الكتاب اللطيف للشيخ الحبيب محمد الأسطل، والذي يُعدُّ مختصراً لكتاب (المدخل إلى مذهب الإمام الشافعي) للدكتور أكرم القواسمي، وقد سلط فيه الضوء على شخصية الإمام الشافعيّ الاجتهادية، والمراحل التاريخية التي مرَّ بها، بالإضافة إلى الحديث عن مؤلفات الإمام الشافعي، بل ومؤلفات الفقه الشافعي ومصنفاته الكثيرة، بالإضافة إلى أعلام المذهب، وطبقاتهم، وأدوارهم في التحرير والتنقيح والتخريج، ومصطلحاتهم، وأطواره، وصولاً إلى انحسار التمذهب، ومن ثمَّ إعادته إلى الصدارة في العصر الحالي بثوبٍ جديد بعيداً عن العصبية المذهبية، في ظل ثورةٍ جديدة في إحياء الاجتهاد المذهبي والتطوير الفقهي.

وقد زاد الشيخ الأسطل هذا الكتاب بنثير ذهبيٍّ من الفوائد والنفائس والتنبيهات والإثراءات الرائعة، وجعل له ملحقاً ذكر فيه المعراج العلمي المقترح لطالب الفقه وأصوله، فيُعدُّ هذا الكتاب بحق حقيبةً شافعيَّةٌ صغيرة ومهمّة، لا يستغني عنها شافعيٌّ في هذا العصر.

ونُلخص أهم مباحث الكتاب، كما يلي:

الباب الأول، وفيه ثلاثة فصول:

الفصل الأول: سيرة الإمام الشافعي ونشأته وما يتصل بها حتى وفاته، وفيه عشر مباحث.

الفصل الثاني: علوم الإمام الشافعي وما يتصل لها، وفيه ثمانية مباحث.

الفصل الثالث: آثار الإمام الشَّافعي، وفيه ثلاثة مباحث.

الباب الثاني، وفيه فصلان:

الفصل الأول: في بيان التطور التاريخي لمذهب الإمام الشافعي.

الفصل الثاني: مصطلحات السادة الشافعية ووجه الانتفاع بمصطلحاتهم.


جزى الله خيراً الشيخ محمد الأسطل، ونفع بكتابه الإسلام والمسلمين.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق