تيسير مصطلح الحديث في سؤال وجواب
تأليف الشيخ مصطفى بن العدوي
مكتبة الحرمين، الطبعة الثانية، 1990م
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنُّونة
تمهيد/ إن علم الحديث من أجلِّ العلوم الشرعية وأكثرها نفعاً؛ فلا تجد مُفسِّراً، ولا فقيهاً، ولا أُصوليَّاً، إلا وهو يحتجُّ بآيةٍ من كتاب الله، أو حديثٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وللسنة مكانتها العالية في الشرع؛ حيث إنها المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، وقد جاءت السنة لتُبيِّن ما أُنزل من القرآن؛ ومن جملة البيان أنها: تُخصص عامه، وتُقيِّدُ مطلقه، وتُفسِّرُ مُبهمه، وتستقلُّ بتشريع أحكامٍ لم ينُصَّ عليها، وقد جمع العلماء في مبادئ هذا العلم الشريف كتباً كثيرة، حتى يتسنى للمسلمين الوقوف على الصحيح والضعيف من الحديث، وحتى يقفوا على مصطلحات أهل الحديث، وأطلقوا عليه علم "مصلطح الحديث"، ولا شكَّ أن إيثار الناس للتقليد والمذهبيَّة حجبتهم مدةً طويلة عن هذا العلم الشريف، وقد اطلعت على كتاب شيخنا العدويِّ حفظه الله تعالى، وأمدَّ له بالصحة والعافية؛ فوجدته نافعاً مُفيداً لطلبة العلم؛ وقد تميَّز بأسلوبه الجديد وطريقته المفيدة في عرض هذا العلم بنظام (السؤال والجواب)، وهي طريقةٌ مُفيدة ضابطة للعلوم، وقد تضمن كتابه هذا مائةً وثمانية وستين (168) سؤالاً في علم المصطلح بإجاباتها، وذلك في ثمانيةٍ وخمسين صحيفة، يتنقل فيها بين أزهار هذا العلم الجليل.
وقد تميَّز هذا الكتاب بما يلي:
1-تسلسل الأسئلة وترابطها وتناسقها، وكونها سابرة يُوضح اللاحق منها السابق، ويُفصل مجمله، ما يُطلق عليه الباحثون اسم (الوحدة الموضوعية).
2-وضع الحدود والتعريفات الدقيقة للمصطلحات الحديثية، واتباعها بتفصيل التعريف.
3-ضرب الأمثلة لكل نوعٍ من أنواع الحديث، وامتازت الأمثلة بالدقة المتناهية.
4-الإحالة إلى بعض المراجع في علم المصطلح، وإيراد المصادر ومظان الأبحاث الحديثية في أتون الأجوبة، ما يُشير إلى منهج الشيخ في إثراء الكتاب؛ وإرشاد الطالب إلى تحصيل المزيد من الفوائد، و تنمية ملكة البحث والاطلاع.
5-التعرض لذكر كتب الحديث المختلفة بأنواعها، من الصحاح، والسنن، والمستخرجات، والمستدركات، والمعاجم، والمسانيد، وذكر طريقة مؤلفيها، وشروطهم، ورتبتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق