أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 9 أغسطس 2020

حكم الوضوء من أكل لحم الإبل

حكم الوضوء من أكل لحم الإبل

(مفردات المذهب الحنبلي -1-)

تأليف: موفق محمود عيون

دار النوادر، الطبعة الأولى، 2007 م


بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنُّونة


تمهيد/ هذه رسالة فقهية في حكم الوضوء من لحم الجزور، بيَّن فيها المؤلف أقوال الأئمة الأربعة، ومذهب الإمام أحمد خاصَّة، ورجح المؤلف مذهب الحنابلة القائل بانتقاض الوضوء من أكل لحم الجزور، واستدلَّ بالأحاديث التي أمرت بالوضوء من أكل لحم الإبل، والأمر إذا أُطلق فهو للوجوب، ولا قرينة تصرفه عن الوجوب إلى الاستحباب.

وفي هذه الرسالة ست مباحث:

    المبحث الأول: ذكر فيه أقوال الفقهاء في المسألة.

    المبحث الثاني: ذكر فيه أدلة الحنابلة في المشهور عنهم، وهما حديثان: حديث البراء بن عازب، وحديث جابر بن سَمُرة. وذكر أدلة القائلين بعدم النقض ودليلهم حديث ابن عباس، وحديث جابر بن عبد الله.  

    وأما المبحث الثالث: فبيَّن فيه الحكمة من الأمر بالضوء من لحم الإبل.

    والمبحث الرابع: في بيان الحكمة من النهي عن الصلاة في أعطان الإبل.

    المبحث الخامس: فيه حكم الوضوء مما مسَّت النار.

    المبحث السادس: في التنبيه على قصةٍ لا أصل لها، وهي:


    أن النبي كان يخاطب أصحابه ذات يوم، فخرج من أحدهم ريح ، فاستحيا أن يقوم بين الناس، وكان قد أكل لحم جزور، فقال رسول االله ستراً عليه : "من أكل لحم جزور، فليتوضأ"، فقام جماعة كانوا أكلوا من لحمه فتوضؤوا !.  


    قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني– رحمه االله تعالى – في "السلسلة الضعيفة" (3/ 268): "وهذه القصة، مع أنه لا أصل لها في شيء من كتب السنة، ولا في غيرها من كتب الفقه والتفسير، فيما علمتُ؛ فإن أثرها سيئ جداً في الذين يروونها، فإنها تصرفهم عن العمل بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لكل من أكل من لحم الإبل أن يتوضأ ، كما ثبت في (صحيح مسلم)، وغيره.

    فهم يدفعون هذا الأمر الصحيح الصريح - أي :الأمر بالوضوء من لحم الإبل - بأنه إنما كان ستراً على ذلك الرجل لا تشريعاً ! .

    وليت شعري ! كيف يعقل هؤلاء مثل هذه القصة ، ويؤمنون بها ، مع بعدها عن العقل السليم والشرع القويم ؟! فإنهم لو تفكروا فيها قليلاً، لتبين لهم ما قلناه بوضوح ، فإنه مما لا يليق به أن يأمر بأمر لعلِّةٍ زمنية، ثم لا يبين للناس تلك العلة ، حتى يصير الأمر شريعة أبدية، كما وقع في هذا الأمر، فقد عمل به جماهير من أئمة الحديث والفقه، فلو أنه كان أمر به لتلك العلة المزعومة، لبيَّنها أتم بيان ، حتى لا يضل هؤلاء الجماهير باتِّباعهم للأمر المطلق! ولكن قبَّح االله الوضَّاعين في كل عصر، وكل مصر، فإنهم من أعظم الأسباب التي أبعدت كثيراً من المسلمين عن العمل بسنة نبيهم، ورضي االله عن جماهير العاملين بهذا الأمر الكريم، ووفَّق الآخرين للاقتداء بهم في ذلك، وفي اتبـاع كـل سنة صحيحة ، واالله ولي التوفيـق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق