أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 30 نوفمبر 2022

صلاة التراويح للشيخ محمد ناصر الدين الألباني بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

صلاة التراويح

للشيخ محمد ناصر الدين الألباني

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

تمهيد/ هذا الكتاب يبحث في صلاة التراويح عامة، وتحقيق عدد ركعاتها بصورة خاصة، ويناقش فيه العلامة الألباني مسألة إحداث سيدنا عمر رضي الله عنه في (التراويح)، وأن عدد العشرين ركعة لا يثبت عنه فعلاً ولا سنداً، وبنى الإمام الألباني قضيته على أن الأصل في الدين الاتباع لا على التحسين العقلي والابتداع، وأن العمل المقبول يقتصر فيه على الصحيح الثابت، دون الواهي والضعيف، وأن أفعال النبيّ صلى الله عليه وسلم العبادية توقيفية في كل جوانبها، والأمر بالاقتداء به فيها محمولٌ على الوجوب، وأن الزيادة على الإحدى عشرة ركعة لا يجوز لأي سببٍ من الأسباب، بينما يجوز النقص منها لثبوته.

ويلخص لنا الإمام الألباني هذه المسألة بما نقله عن الإمام السيوطي في كتابه "الحاوي للفتاوي" (1/ 415)؛ حيث يقول: "فالحاصل أن العشرين ركعة لم تثبت من فعله صلى الله عليه وسلم، وما نقله عن صحيح ابن حبان غاية فيما ذهبنا إليه من تمسكنا بما في البخاري عن عائشة: (أنه كان لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة)، فإنه موافق له من حيث إنه صلى التراويح ثمانياً، ثم أوتر بثلاث، فتلك إحدى عشرة.

ومما يدل لذلك أيضاً: (أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا عمل عملاً واظب عليه)، كما واظب على الركعتين اللتين قضاهما بعد العصر مع كون الصلاة في ذلك الوقت منهيا عنها. ولو فعل العشرين ولو مرة لم يتركها أبدا، ولو وقع ذلك لم يخف على عائشة حيث قالت ما تقدم"، والله أعلم.

ويعد هذا الكتاب هو الكتاب الثاني من سلسلة الإمام الألباني بعنوان (تسديد الإصابة إلى من زعم نصرة الخلفاء الراشدين والصحابة)، وهو بعنوان (صلاة التراويح)، ويليها (صلاة العيد في المصلى)، و(البدعة)، و(الصلاة في المساجد المبنية على القبور)، و(التوسل)، أما الرسالة الأولى فقد كانت في الرد على بعض الاعتراضات الموجهة إلى بعض تقريرات الإمام الألباني رحمه الله في بعض كتبه.

ويتكون الكتاب من مقدمة، وثمانية فصول:

الأول: تمهيد في استحباب الجماعة في التراويح.

الثاني: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يُصلي التراويح أكثر من إحدى عشر ركعة.

الثالث: اقتصاره صلى الله عليه وسلم على الإحدى عشرة ركعة دليلٌ على عدم جواز الزيادة عليها.

الرابع: إحياء عمر لسنة الجماعة في التراويح، وأمره بإحدى عشرة ركعة.

الخامس: أنه لم يثبت عن أحدٍ من الصحابة أنه صلاها عشرين.

السادس: وجوب الالتزام الإحدى عشرة ركعة والدليل على ذلك.

السابع: الكيفيات التي صلى بها النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاة الوتر.

الثامن: الترغيب في إحسان الصلاة والترهيب من إساءتها.

أهم النتائج التي تضمنها الكتاب:

1-صلاة التراويح في رمضان مشروعةٌ، جماعةً، في المسجد، بفعله وقوله تقريره صلى الله عليه وسلم.

2-وأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلى التراويح ثلاث ليالٍ في المسجد، ثم تركها مخافة أن تُفرض على المسلمين.

3-وكانت أول صلاته ليلة الثالثة والعشرين، ولم يُصلِّ ليلة السادس والعشرين.

4-وبين أن من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة.

5-وأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يُصلِّ التراويح أكثر من أحد عشر ركعة، وفيه حديثان، الأول: عن عائشة رضي الله عنها (متفق عليه)، والثاني: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما (رواه الطبراني بإسناد حسن).

6-وأن حديث العشرين ضعيف جداً، عارضه ما هو أصحَّ منه، ولذا لا يجوز العمل به! لأنهم اشترطوا في الحديث الضعيف ألا يشتد ضعفه (لكن يمكن أن يُجاب الألباني لأنه لهذا الفعل أصلٌ). وروي حديث العشرين عن ابن عباس (رواه ابن أبي شيبة)، وقال السيوطي في "الحاوي": حديث ابن عباس ضعيفٌ جداً. وقال الهيتمي في "الفتاوي الكبرى": هو شديد الضعف.

7-ويرى الألباني أن اقتصاره على الإحدى عشرة ركعة، دليلٌ على عدم جواز الزيادة عليها، يؤيد ذلك أن التراويح من السنن المؤكدة، وليست من النوافل المطلقة، ثم إنها تُطلب في جماعة، فأشبهت الفرائض في الكيفية (الصفة) والتعيين.

8-ثم ما المانع من الأخذ بهذا الهدي المحمدي، لا سيما وان كثيراً ممن يؤدون صلاة التراويح عشرين ركعةً يُسيئون أداءها، للسرعة الزائدة التي يفعلونها بها، حتى إنهم ليخلون ببعض أركانها أو يخلون بالطمأنينة فيها.

9-أن عمر رضي الله عنه -كان يأمر الناس بصلاة إحدى عشرة ركعة في رمضان في التراويح، وكان يُصلي بالناس هو وتميم الداري بذلك العدد.

10-أنه لم يثبت عن عمر رضي الله عنه -أنه أمر الناس بصلاتها عشرين ركعة، والروايات الواردة في ذلك ضعيفة مضطربة، ولا تقوم للروايات الصحيحة، وقد ضعّف الإمام الشافعي والترمذي لعدد العشرين عن عمر رضي الله عنه.

11-والروايات الواردة في العشرين لا تتقوى، ولا يعضد بعضها بعضاً، لأنه ليس لدينا إلا رواية السائب بن يزيد المتصلة، وأما رواية يزيد بن رومان ويحيى بن سعيد الأنصاري فمنقطعة، ومع التخالف ترد الرواية المنكرة والشاذة، ويتمسك بالصحيح المعروف.

12-والعشرون لو صحَّت رواياته، فيكون ذلك لعلّةٍ وقد زالت، فيزول ذلك الحكم المقيد بالأكثرية، وهذا مع كونه بعيداً إلا أنه يفرض من باب الجدل، والصواب فإن الاقتداء بفعل النبيّ صلى الله عليه وسلم هو الأفضل، ولا يجوز إهدار قول النبيّ وفعله لقول أحدٍ من الناس، إن ثبت ذلك عنهم.

13-ولم يثبت أن أحداً من الصحابة صلى التراويح عشرين ركعة، وكل الروايات الواردة عن الصحابة في ذلك ضعيفة، منها: أثر علي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، رضوان الله عليهم.

14-لم يُجمع الصحابة رضوان الله عليهم على العشرين ركعة، ولم يثبت عنهم فيها شيء، وما بني على ضعيف فهو ضعيف، وقد جزم بذلك العلامة المباركفوري في (التحفة)، وصديق حسن خان في (السراج الوهاج).

15-وقد اختلفت آراء الفقهاء في أعداد صلاة التراويح، على ثمانية أقوال: (41، 36، 34، 28، 24، 20، 16) والقول الثامن (11) ركعة. حكى هذه الأقوال العيني في "العمدة" (5/ 356 -357)، وذكر أن القول الأخير هو اختيار مالك لنفسه، واختاره أبو بكر بن العربي.

16-وقد أنكر الزيادة على الإحدى عشرة ركعة عددٌ من العلماء، منهم: الإمام مالك، وابن العربي، والإمام الصنعاني في "سبل السلام".

17-وثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم كيفيات عدة للوتر، منها:

أ-أنه كان يُصلي (13) ركعة يفتتحها بركعتين خفيفتين -هما سنة العشاء، وفيه حديث خالد بن زيد الجهني، وابن عباس، وعائشة.

ب- أنه كان يُصلي (13) ركعة، منها ثمانية يُسلم بين كل ركعتين، ثم يوتر بخمس لا يجلس ولا يسلم إلا في الخامسة ولا يُسلم إلا في الخامسة، وفيه حديث عائشة، وله شاهد من حديث ابن عباس.

ج- أنه كان يُصلي (11) ركعة: يصلي ثم يُسلم بين كل ركعتين، ثم يوتر بواحدة، وفيه حديث عائشة.

د-أنه كان يُصلي (11) ركعة: أربعاً بتسليمة واحدة، ثم أربعاً مثلها ثم ثلاثاً، وفيه حديث عائشة.

هـ- أنه كان يُصلي (11) ركعة، منها ثمان ركعات لا يقعد فيها إلا في الثامنة، يتشهد ويُصلي على النبيّ صلى الله عليه وسلم، ثم يقوم ولا يسلم، ثم يوتر بركعة، ثم يسلم، ثم يُصلي ركعتين وهو جالس، وفيه حديث عائشة.

و-أنه كان يُصلي (6) ركعات، منها: ست ركعات لا يقعد إلا في السادسة منها، يتشهد ويصلي على النبي، ثم يقوم ولا يسلم ثم يوتر بركعة، ثم يسلم، ثم يصلي بركعتين وهو جالس، وفيه حديث عائشة.

تلخيص الرسالة:

لقد طالك بحوث هذه الرسالة فوق ما كنا نظن ولكنه أمر لا مناص لنا منه؛ لأنه الذي يقتضيه المنهج العلمي في التحقيق، فرأينا أخيراً أن نقدم الى القراء الكرام ملخصاً عنها، لكي تكون ماثلة في ذهنه فيسهل عليه استيعابها والعمل بها إن شاء الله تعالى، فأقول: يتلخص منها: 

1-أن الجماعة في صلاة التراويح سنة وليست بدعة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها ليالي عديدة، وأن تركه لها بعد ذلك إنما خشية أن يظنها أحد من أمته فريضة عليهم إذا داوم عليها، وأن هذه الحشية زالت بتمام الشريعة بوفاته صلى الله عليه وسلم. 

2-وأنه صلى الله عليه وسلم -صلاها احدى عشرة ركعة، وأن الحديث الذي يقول أنه صلاها عشرين ركعة ضعيف جداً. 

3-وأنه لا تجوز الزيادة على الإحدى عشرة ركعة،لأن الزيادة عليها يلزم منه إلغاء فعله لها وتعطيل لقوله صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رأيتموني أصلي» ولذلك لا يجوز الزيادة على سنة الفجر وغيرها.  

4-وأننا لا نبدع ولا نضلل من يصليها بأكثر من هذا العدد، إذا لم تتبين له السنة ولم يتبع الهوى.  

5-وأنه لو قيل بجواز الزيادة عليها فلا شك أن الأفضل هو الوقوف عنده لقوله صلى الله عليه وسلم: «خير الهدى هدى محمد».  

6-وأن عمر رضي الله عنه لم يبتدع شيئاً في صلاة التراويح، وإنما أحيا سنة الاجتماع فيها، وحافظ على العدد المسنون فيها.

7-وأن ما روي عنه أنه زاد عليها حتى جعلها عشرين ركعة لا يصح في شيء من طرقه، وأن هذه الطرق مِنَ التي لا يقوي بعضها بعضاً، وأشار الشافعي والترمذي إلى تضعيفها، فضعف بعضها النووي، والزيلعي وغيرهم.

8-وأن الزيادة المذكورة لو ثبتت، فلا يجب العمل بها اليوم؛ لأنها كانت العلة وقد زالت هذه العلة، والاصرار عليها أدى أصحابها في الغالب الى الاستعجال بالصلاة والذهاب بخشوعها بل وبصحتها  أحياناً.

9-وأن عدم أخذنا بالزيادة مثل عدم أخذ قضاة المحاكم الشرعية برأي عمر في ايقاع الطلاق الثلاث ثلاثاً، ولا فرق، بل أخذنا أولى من أخذهم حتى في نظر المقلدين !  

10-وأنه لم يثبت عن أحد من الصحابة أنه صلاها عشرين ركعة، بل أشار الترمذي إلى تضعيف ذلك عن علي.  

11-وأنه لا إجماع على هذا العدد.  

12-وأنه يجب الترام العدد المسنون؛ لأنه الثابت عنه صلى الله عليه وسلم، وعن عمر، وقد أمرنا باتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين.  

13-وأن الزيادة عليه أنكره مالك وابن العربي وغيرهما من العلماء.  

14-وإنه لا يلزم من انكار هذه الزيادة الإنكار على الذين أخذوا بها من الأئمة المجتهدين، كما لا يلزم من مخالفته الطعن في عالم. أو تفضيل المخالف عليهم في العلم والفهم.

15-وأنه وإن لم تجز الزيادة على الإحدى عشرة ركعة، فالأقل منه جائز حتى الاقتصار على ركعة واحدة منها لثبوت ذلك في السنة، وقد فعله السلف.  

16-وأن الكيفيات الي صل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الوتر كلها جائزة وأفضلها أكثرها والتسليم بين كل ركعتين.  






الاثنين، 28 نوفمبر 2022

الأربعين في خصائص النبيّ الأمين صلى الله عليه وسلم مصطفى بن مبروك الشاذلي المصري بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

الأربعين في خصائص النبيّ الأمين صلى الله عليه وسلم

مصطفى بن مبروك الشاذلي المصري

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

تمهيد/ هذا جزء حديثي مفيد، جمع فيه مؤلفه (43) ثلاثة وأربعين حديثاً نبوياً، في خصائص النبيّ الأمين صلى الله عليه وسلم، والتزم في هذه الأربعين الصحة في جميعها، فجاءت كلها في الصحيحين إلا حديثين -كما أشار إلى ذلك في المقدمة.

ونحن نسرد هذه الخصائص سرداً، والتي بلغت (37) سبعة وثلاثين خصيصة، ومن أراد أدلتها فليراجع هذه الأربعين ففيها الخير والبركة.

أما الخصائص الواردة في هذه الأربعين الحديثية، كما يلي:

1-أن الكذب عليه ليس ككذبٍ على أحد.

2-وأنه خاتم الأنبياء، لا نبيَّ بعده.

3-وأنه بُعث إلى الناس كافة، وكان غيره يبعث إلى قونه خاصة.

4-جعلت له الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجلٍ أدركته الصلاة بموضعٍ فليُصلِّ فيه.

5-وأحلت له الغنائم ولم تحل لأحدٍ قبله، وأن الله تعالى طيّب الغنائم لهذه الأمة.

6-وأنه صاحب المقام المحمود والشفاعة العظمى يوم القيامة، والذي يشفع بسببه لبدء الحساب في الموقف العظيم.

7-أن من لم يؤمن به من أصحاب الأديان السابقة بعد بعثته فهو من أصحاب النار.

8-أنه بعث رحمةً للعالمين.

9-اختصاصه بنزول القرآن الكريم عليه.

10-أنه أكثر الناس أتباعاً يوم القيامة، ومن أمته سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب.

11-اختصاصه بفاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، كل حرفٍ يُقرأ منهما يُعطاه المرء.

12-اعطاؤه جوامع الكلم.

13-نصرته بالرعب من مسيرة شهر، وكان ملك بني الأصفر (هرقل) يخافه.

14-أنه كان يرى من خلفه كما كان يرى من أمامه 

(قيل في الصلاة، وقيل: خارجها أيضاً).

15-إمامته بالأنبياء ليلة الإسراء (قيل: ببيت المقدس، وقيل: في السماء).

16-إسلام قرينه من الجن، ويروى أن عمر أسلم قرينه أيضاً.

17-كونه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

18-أن الله تعالى لم يُقسم بحياة غيره من الأنبياء.

19-أنه أعطي مفاتيح خزائن الأرض.

20-أن الصلاة في مسجده خيرٌ من الصلاة في غيره بألف صلاة إلا المسجد الحرام.

21-ما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة، ومنبره على الحوض.

22-أن الدجال لا يدخل البلد التي يسكنها ويدفن فيها.

23-ولا ينزل الطاعون في البلد التي يكون فيها.

24-أن الله تعالى أحلَّ له مكة ساعة من النهار.

25-تسليم الحجر عليه قبل مبعثه.

26-اختصاصه هو وأمته بيوم الجمعة.

27-وصفوف أمته في الصلاة كصفوف الملائكة.

28-وأن أمته خير الأمم.

29-أنه وأمته شهداء على الناس يوم القيامة.

30-أنه سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر.

31-وأنه أول شافعٍ وأول مُشفّع.

32-أنه صاحب لواء الحمد، ويكون آدم فمن دونه تحت لوائه يوم القيامة.

33-اختصاصه بمنزلة الوسيلة.

34-أن أمته تبعث يوم القيامة غراً محجلين.

35-أنه أول من يجوز الصراط يوم القيامة.

36-وأنه أول من يقرع أبواب الجنة يوم القيامة.

37-اختصاصه صلى الله عليه وسلم بالكوثر.

ومن الكتب التي ألفت في هذا الباب (الخصائص النبوية):

1-كتاب (بداية السول في تفضيل الرسول) لسلطان العلماء؛ أبي محمد عز الدين بن عبد العزيز بن عبد السلام السلمي (ت 660 هـ).

2-كتاب (غاية السول في خصائص الرسول) للإمام سراج الدين أبي حفص عمر بن علي المعروف بابن الملقن (ت 804 هـ).

3-كتاب (المواهب اللدنية بالمنح المحمدية) للإمام شهاب الدين أبي العباس أحمد بن محمد القسطلاني (ت 923 هـ).

4-كتاب (نهاية السول في خصائص الرسول) للإمام أبي الخطاب عمر بن الحسن الأندلسي المعروف بابن دحية الكلي (ت 633 هـ).

5- كتاب (اللفظ المكرم بخصائص النبيّ المعظم) للإمام أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله الخضيري (ت 894 هـ).

6- كتاب (الخصائص الكبرى) للإمام جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)، وهو أكبر هذه الكتب وأجلها، وقد اختصره في كتاب سماه (أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم).




السبت، 26 نوفمبر 2022

الإرشاد إلى مهمات الإسناد ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي (1114 -1176 هـ) بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

الإرشاد إلى مهمات الإسناد

ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي

(1114 -1176 هـ)

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ هذا جزء حديثي نفيس، يذكر فيه الإمام ولي الله الدهلوي أسانيده إلى مصنفات الإسلام الكبرى الحديثية والعقدية، حيث يذكر اتصاله إلى سبعة من المشايخ الكرام، وهم أعلام المتأخرين في هذا العلم الشريف، ومن هؤلاء السبعة يتفرع الإسناد إلى علمين من أعلام المسلمين المتأخرين أيضاً والذين جمعوا بين الرواية والدراية، وهما زكريا الأنصاري، والإمام السيوطي، ثم بين أن أسانيد هذين العلمين ومن في طبقتهما ينتهي إلى ثلاثة من المسندين الكبار، وهم: ابن الشحنة، وابن البخاري، والشرف الدمياطي، ومن هؤلاء الثلاثة تتصل أسانيد العلماء قبلهم إلى كتب الأصول الحديثية، وكبار الحفاظ في المشرق والمغرب.

ومثل هذا الجزء له أهمية كبرى في حفظ الأسانيد ومعرفة الصحيح والسقيم، ومدار الإسناد فيه، ومعرفة الطرق التي يتصل بها الإسناد إلى كتب الأصول، ولا شك أن الكتابة في هذا الموضوع هام ومفيد، ولا نماري في أن أصحاب الحديث -جعلنا الله منهم بمنه -هم الطائفة المنصورة كما قال عبد الله بن المبارك، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، والإمام البخاري، ولله درُّ الخطيب البغدادي حين يقول في كتابه (شرف أصحاب الحديث): وقد جعل الله تعالى أهل الحديث أركان الشريعة، وهدم بهم كل بدعة شنيعة، فهم أمناء الله في خليقته، والواسطة بين النبيّ صلى الله عليه وسلم وأمته، والمجتهدون في حفظ ملته).

 والخير في هذه الأمة باقٍ ببقاء أصحاب الحديث -أدام الله عزهم، ففي الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: (مثل أمتي مثل المطر، لا يدري أوله خيرٌ أم آخره) رواه أحمد والترمذي. ولا يعارض هذا حديث (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)، فإن الأخير يدل على أن الصحابة خير القرون، وخير الناس وأنهم مثل المطر لخامة الزرع في أول نبتها، فالمطر كله خير، ولكن يصحُّ النبات بالمطر في أول عهده وزراعته، وحاجة الزرع إلى المطر الأول ليس مثل حاجته إلى المطر في نهاية نموه.. ولا يزال الخير باقٍ في هذه الأمة لا ينقطع، حتى تقوم الساعة.

قال بعضهم منشداً:  

علم الرواية خير شي حزته فاكرع شراب روايةٍ فيه الشفا

يكفيك فضلاً كون اسمك مدرجاً مع اسم خير الخلق طه المصطفى

وقال محمد بن أسلم الطوسي: «قرب الإسناد قرب إلى الله عز وجل، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم»

قال الشافعي: «لولا حفظ العلم بالإسناد في الدفاتر لخطبت الزنادقة على المنابر» رواه الهروي في ذم الكلام.  

وقال عبد الله بن المبارك: «الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء» رواه مسلم في مقدمة الصحيح.  

ولا يعيب الإسناد في أول الزمان وآخره إلا أحد رجلين: إما من لا دراية له بأهميته أو منافق ملأ الغل والحقد فؤاده.  

ولهذا ما من قرن من القرون إلا ومنه من يحمل عن القرن الذين قبله العلم، ما بين السماع منهم، والقراءة عليهم، وأخذ الإذن العام عنهم بالرواية، أو بالتخصيص وهي الإجازة، أو غير ذلك من طرق التحمل.  

واحتمال العلم ونقله من جيل إلى جيل له فضيلة ثابتة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، كما روينا في «مسند الإمام أحمد قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة وعبد الرزاق، أخبرنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنه قال: قال عبد الرزاق: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (نضر الله امرءاً سمع منا حدينا فحفظه حتى ييلغه، فرب مبلغ أحفظ من سامع).  

قال القاسم بن يوسف التجيبي في «برنامجه» بعد أن أسند هذا الحديث: «فجميع أهل الرواية والإسناد يرجون الدخول في هذه الدعوة المباركة السنية، جعلنا الله تعالى ممن دخل فيها بصدق وحسن نية، وبلغنا من ذلك الأمنية» آمين.  

وفي نقله استجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، الذي رويناه في «صحيح البخاري» قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن تخلد، أخبرنا الأوزاعي، حدثنا حسان بن عطية، عن أبي كبشة، عن عبد الله بن عمرو: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».  

وترهيب النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه بعد أمره بالبلاغ والنقل عنه فيه إشارة الأسانيد وتفحصها، فشرف أهل الرواية إلى علم العلل ونقد الأحاديث وتتبع الروايات يحصل لهم من وجهين في هذا الحديث: من حيث امتثالهم لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإبلاغ الحديث، ومن حيث نفيهم للكذب عليه وأن ينسب إليه ما ل يقله.  

وذكر النبيُّ صلى الله عليه وسلم فضيلة أهل الحديث فيما روينا في كتاب «البدع» لاين وضاح: حدثنا محمد بن سعيد بن أي مريم، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثت، إسماعيل بن عياش، عن معان بن رفاعة السلامي، عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري -وهو تابعي - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين»، وروي من طرق عدة، وعن جمع من الصحابة مرفوعاً، وصححه الإمام أحمد في رواية مهنا عنه، وضعفه الأكثرون.  

ولهذا كان الفاصل بين أهل السنة وأهل البدع اتباع الأثر، وطلب الإسناد وتتبع الطرق، ومعرفة صحة الخبر؛ لأنهم أعدل الناس طريقة، كما نقله عن الشافعي وابن المبارك.  

وكما روى الهروي، عن إبراهيم الحربي: أنه قال: «إذا لم يكن عند الرجل فلان عن فلان فاغسل اليدين منها».

وقال الإمام مالك: «ما قلت الآثار في قوم إلا ظهرت فيهم الأهواء» رواه الهروي، وقال سفيان الثوري: «الإسناد سلاح المؤمن إذا لم يكن معه سلاح» رواه الهروي.  

أما الأسانيد فإن أهل البدع تنقطع ظهورهم وتحمر أنوفهم عندما يسمعونها، ولذا هم لا يحبون نقلها، ولا سماعها، ولا الاحتجاج بها:  

روى الهروي في ذم الكلام وأهله، والصابوني في السنة عن شيخه الحاكم أبي عبد الله قال: سمعت الشيخ أبا بكر أحمد بن إسحاق الفقيه- يناظر رجلاً؛ فقال الشيخ أبو بكر: «حدثنا فلان»، فقال له الرجل، دعنا من حدثنا! إلى متى حدثنا!  

فقال الشيخ له: «قم يا كافر، فلا يحل لك أن تدخل داري بعد هذا أبداً»، ثم التفت إلى أصحابه؛ فقال: أما قلت لأحد أخرج من بيتي غير هذا.  

قال شيخ الإسلام ابن تيمية تخنه في «منهاج السنة»: «والإسناد من خصائص هذه الأمة، وهو من خصائص الإسلام، ثم هو في الإسلام من خصائص أهل السنة، والرافضة أقل عناية به، إذ لا يصدقون إلا ما يوافق أهواءهم، وعلامة كذبهم أنه يخالف هواهم».  

ولا يضر الإنسان بل يستحب له حفظ الإسناد من لدنه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم في أي عصر من العصور، حتى وإن طال أمد الزمن بينهم، فها هو الإمام أحمد يحفظ الأحاديث بالأسانيد، وينقلها للناس، بل ويضمنها فتاويه، وكان بإمكانه أن يختصر على نفسه ويعلق تلك المأثورات، فهو عند الناس ثقة مأمون، وقد أثنى عبد الوهاب الوراق عل الإمام أحمد وقال: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، فقالوا له: وأي شيء بان لك من فضله وعلمه على سائر من رأيت؟!، قال: رجل سئل ألف مسألة فأجاب فيها بأن قال: حدثنا وأخبرنا وروينا».  

وفي ذلك يقول الإمام الصرصري في لاميته في فضائل الإمام أحمد:  

حوى ألف ألف من أحاديث أسندت وأسندها حفظا بقلب عُصَّلِ

أجاب على ستين ألف قضية بأخبرنا لا من صحائف نُقَّلِ

وها هو الحافظ الدارقطني (ت: ٣٨٥ه) رحمه الله، وكتب السنة قد دونت من قبله، ومع ذلك أسند وجمع وصنف، وساق الأحاديث بالأسانيد، قال العتيق: حضرتُ مجلس الدارقطني وجاءه أبو الحسن اليفاوي برجل غريب وسأله أن عملي علّة أحاديث، فأملى عليه من حفظه ما يزيد أحاديثه على العشرين، متون جميعها: «نعم الشيء الهدية أمام الحاجة»، فانصرف الرجل مم جاءه بعد، وقد أهدى إليه شيئاً، فقربه إليه فأملى عليه من حفظه سبعة عشر حديثاً متونها: «إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه».  

قال الذهبي في «التذكرة»: اقلت: هنا يخضع للدارقطني ولسعة حفظه الجامع لقوة الحافظة ولقوة الفهم والمعرفة».  

وكتابه «العلل» أملاه من حفظه، ومجرد قراءته عل أبناء عصرنا ثقيلة مكلفة، فكيف بفهمه واستيعابه، بل كيف بحفظه وسرده، ثم كيف بإنشائه واملائه؟! والله المستعان.  

ولننحدر مع الزمن إلى زمن أي إسماعيل الهروي (ت: ٤٨١ه) رحمه الله تعالى، الذي يقول عنه تلميذه ابن طاهر: سمعته يقول: «أحفظ اثني عشر ألف حديث أسردها سرداً».  

قال ابن طاهر: «وقط ما ذكر في مجلسه حديثا إلا بإسناده، وكان يشير إلى صحته وسقمه».  

ونأتي إلى زمن شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ت: (٧٢٨ ه) رحمه الله تعالى، فعندما سأله صاحب سبتة أن يكتب له إجازة بمروياته، كتب له في عشر ورقات جملةً من ذلك بأسانيدها من حفظه قال الذهبي: في «التذكرة»: بحيث يعجز أن يعمل بعضه أكبر محدث يكون!».  

وغير من ذكرت الكثير ممن يفخر بأسانيده، ويشرف بربط شخصه بسلسلة المصطفى منتهى حلقاتها، وفي كتاب التذكرة للحافظ الذهبي ما يؤكد حرص العلماء عل حفظ الحديث وحملها وأدائها بأسانيدها، فجدير بطالب الحديث قراءته والتأمل فيه، فلعله تتقد من سيرة أولئك القوم ويحظى من نار همتهم بجذوة؟! فلسوف تفيء له ما بين المشرق والمغرب في زماننا، ويصير بها حافظ زمانه، مما تذوب همم أهل عصرنا حتى تصل إلى همته، وما هي إلا جذوة من همة القوم، والله المستعان.  

وما أجل ما أنشده الإمام الشافعي: 

علمي معي حيثما يممت يتبعني إن كنت في البيت كان العلم فيه معي

قلبي وعاء له لا بطن صندوق إن كنت في السوق كان العلم في السوق

وأنشدوا:  

عليك بالحفظ دون الجمع من كتب النار تغرقها والفأر يخرقها

فإن للكتب آفات تفرقها والماء يغرقها واللص يسرقها

ونقل شيخ مشايخنا محمد عبد الحي الكتاني رحمه الله تعالى في كتابه الفريد (فهرس الفهارس والآيات) عن الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في ترجمته وصية جليلة نافعة إذ قال: أوصاني عبد الوهاب المتقي بأنه ينبغي للمحدث أن يختار لنفسه من الأسانيد التي حصلت له من مشايخه سنداً واحداً يحفظه ليتصل به إلى سيد المرسلين، وتعود بركته على حامله في الدنيا والآخرة».  

قلت: وبإمكان طالب الحديث في زماننا أن يحفظ أسانيده إلى العديد من دواوين الاسلام مع حفظه لا فيها من قبل، وذلك إذا أعانه الله وحفظ الكتاب الذي أنا بصدد التقديم له وهو كتاب الإرشاد إلى مهمات علم الإسناد» للشيخ ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي، فما رأت العين أسهل منه عبارة، ولا ألطف منه إشارة، في جمع أسانيد القرون المتأخرة في مهمات الأسانيد؛ حتى يتهيأ لمن حفظها أن يتصل به السند إلى أكثر من ثلاثين ديواناً من دواوين الإسلام، وغيرها من كتب الأسانيد فوجدها تدور على ثلاثة محاور متصلة الأسانيد:  

المحور الأول: سر أسانيد القرن الثاني عشر والحادي عشر فوجدها تعود إلى أهل العلم الأجلاء؛ وذلك لأنه سبر سبعة علماء من أبرز علماء الإسناد، وهم: الشيخ محمد بن العلاء البابلي، والشيخ عيسى المغربي الجعفري، والشيخ محمد بن سليمان الروداني المغربي، والشيخ إبراهيم بن حسن الكردي المدني، والشيخ حسن بن علي العجيمي المكي، والشيخ أحمد بن حمد المكي، والشيخ عبد الله بن سالم البصري ثم المكي، وكل من هؤلاء قد يجمع ثبتاً ذكر فيه أسانيده، وهي موجودة ما بين مطبوع ومخطوط، وعندي مصورات لغالب مخطوطاتها ولله الحمد.  

المحور الثاني: أرجع فيه أسانيد هؤلاء السبعة إلى اثنين ممن جمعها وحواها في القرن العاشر والتاسع، وهما الزين زكريا، والجلال السيوطي، وهما عمدة من بعدها في الأسانيد.  

والمحور الثالث: أرجع فيه أسانيد هذين الشيخين إلى ثلاثة علماء ممن دار عليهم غالب الإسناد، وحلوا لواء الرواية في القرنين الثامن والشايع، وهم: الشيخ المسند المعمر شهاب الدين أحمد بن أبي طالب الحجار المعروف بابن الشحنة- والشيخ العالم الفقيه مسند عصره فخر الدين -أبو الحسن علي بن أحمد المعروف بابن البخاري- والشيخ الحافظ -عبد المؤمن بن خلف الدمياطي- وهؤلاء الثلاثة أهل فخر الرواية والإسناد وعلوه في تلك القرون.  

ثم بعد ذلك تتجه الأسانيد من هؤلاء الثلاثة إلى العديد من كتب السنة، وقد ذكر المؤلف البعض منها بوسائط لا تزيد عن خمس درجات في الغالب، ومجموع رجال الأسانيد المذكورة في الكتاب كله لا تجاوز المائة والثمانين رجلاً، والرسالة كلها بكامل أسانيدها إلى ما يقارب الأربعين كتاباً تضمها كراسة واحدة في الأصل المخطوط كما ذكر ذلك الكتاني في ترجمة المؤلف، وسبع ورقات في الأصل المطبوع بالخط المتوسط، فلا يرهبك كبر حجمه هنا فالحواشي زادت من عدد صفحاته، مع البعد قدر الإمكان عن الإسهاب فيها.  

وهذا مما يسهل على طلاب العلم ضبطها وحفظها، وبهذا يجمع شتات الذهن، وتصان همة طالب العلم من الوهن، ويستطيع طالب الحديث والراغب في حفظ الأسانيد أن يسرد أسانيده إلى ما شاء من الكتب ومن ثم إلى النبى صلى الله عليه وسلم، فحق بذلك أن يكون هذا الكتاب فريداً في بابه، نافعاً لأهل الحديث وطلابه في العصور المتأخرة.  

وطريقته طريقة فريدة لم أرها - حسب علمي -لأحد قبله، وإن كان قد تعقبه فيها بعض من تأخر عنه، أمثال شيخ مشايخنا العلامة الإمام محمد عبد الحق الهاشمي، فقد صنف «ثبته الكبير» على هذه الطريقة ولكن على أربعة محاور، وكتابنا هذا أسهل منه، ولكن كتاب الشيخ عبد الحق الهاشمي أكثر فائدة وأوسع من حيث ذكر الأوائل والعوالي ووصلها، وذكر بعض مهمات الأثبات التي عليها مدار غالب الأسانيد في القرون المتأخرة.  

يقول المحقق: وبعدما من الله تعالى على العبد الفقير باتصال الأسانيد إلى الهادي البشير، عليه الصلاة والسلام، عن العديد من مشايخي الأجلاء، وأساتذتي الفضلاء اتصل سندي بهذا الثبت، فسرق نظري، وسلب من العقل فكري، وأخذ تفكيري في نقلته خط شيخنا محدث الطائف وفقيهها ومفتيها الشيخ العلامة عبد الرحمن بن سعد العياف الدوسري، وبه أجازي مساء يوم الاثنين الموافق للرابع والعشرين من شهر شوال سنة عشرين وأربعمائة وألف للهجرة، وهو نقله عن خط شيخه العلامة سليمان بن عبد الرحمن الحمدان، فأخذت أعيد النظر فيه يوماً بعد يوم. ثم حبب إلىَّ العناية به والترجمة لرجاله.

ترجمة موجزة للمؤلف

هو: الشيخ العلامة محدث الديار الهندية ولي الله أحمد بن عبد الرحيم العمري الدهلوي المحدث، المولود سنة (١١١٤ ه)، خاتمة المسندين ومن عليه مدار الإسناد في الهند، قال في «اليانع الجني»: انشر أعلام الحديث وأخفق لواءه، وجدد معالمه، حتى سلم له الناس أعشار الفضل، وأنه رئيس المحدثين، ونعم الناصر لسن سيد المرسلين.  

وقال الأمير صديق حسن خان في «الحطة» في حق المترجم وذريته: أعاد سهم علم الحديث غضا طرياً، بعدما كان شيئا فرياً، تشهد بذلك كتبهم وفتاويهم، ونطقت به زبرهم ووصاياهم، ومن كان يرتاب في ذلك فليراجع إلى ما هنالك، فعل الهند وأهلها شكرهم ما دامت الهند وأهلها».  

وقال محمد عبد الحي اللكنوي في «حواشيه على الموطأ»: «وتصانيفه كلها تدل على أنه كان من أجلاء النبلاء، وكبار العلماء، موفقاً من الحق بالرشد والصواب، متجنباً من التعصب والاعتساف، ماهراً في العلوم الدينية، متبحراً في المباحث الحديثية».  

قال شيخ مشايخنا عبد الحي الكتاني-: «وهو ممن ظهر لي أنه يعد من حفاظ القرن الثان عشر؛ لأنه ممن رحل ورحل إليه، وروى وصنف واختار ورجح وغرس غرسا بالهند أطعم وأثمر وأكل منه خلق».

توفي المؤلف سنة (١١٧٦ ه)، وقيل: (١١٧٤ ه)، وله في «اليانع الجني» ترجمة مطولة، فلتراجع للفائدة.  

اتصال الإمام ولي الله الدهلوي بسبعة من المشايخ الكرام:

1-الشيخ محمد علاء الدين البابلي (ت 1077 هـ)، وله "منتخب الأسانيد".

2- الشيخ عيسى بن محمد المغربي (ت 1080 هـ)، وله "مقاليد الأسانيد".

3- الشيخ محمد بن سليمان الفاسي المغربي (ت 1094 هـ)، وله "صلة الخلف".

4-الشيخ حسن بن علي العجيمي (ت 1113 هـ).

5-الشيخ إبراهيم بن حسن الكردي المدني (ت 1101 هـ)، له "الأمم".

6-الشيخ أحمد بن محمد النخلي (ت 11130 هـ).

7-الشيخ عبد الله بن سالم البصري، ثم المكي (ت 1134 هـ).

وسند هؤلاء السبعة ينتهي إلى الإمامين:

1-شيخ الإسلام زكريا الأنصاري (ت 925 هـ).

2-الشيخ جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ).

ثم ذكر أسانيد أولئك السبعة إلى الشيخين زكريا والسيوطي، ويرجع إسناد الشيخين ومن في طبقتهما إلى ثلاثةٍ من المسندين الكبار، وهم:

1-ابن الشحنة: أحمد بن أبي طالب الحجار (ت 730 هـ).

2-ابن البخاري: علي بن أحمد بن عبد الهادي (ت 690 هـ).

3-الشرف الدمياطي: عبد المؤمن بن خلف الدمياطي (ت 705 هـ).

ثم ذكر أسانيد هؤلاء الثلاثة إلى أمهات الكتب، وهي:

صحيح البخاري -صحيح مسلم -جامع الترمذي -سنن النسائي -سنن ابن ماجه -مسند الدارمي -مسند الشافعي -مسند أحمد -مسند أبي يعلى -مسند الطيالسي -صحيح ابن حبان -سنن الدارقطني -مستدرك الحاكم -الحلية لأبي نُعيم -السنن الصغرى والكبرى للبيهقي -مصنفات الخطيب -مسند الفردوس للديلمي -مسند الشهاب القضاعي -مسند أبي حنيفة للحارثي وابن خسرو -معاجم الطبراني الثلاثة -عمل اليوم والليلة لابن السني -التوحيد لابن منده -ومشند الحارث بن أبي أسامة -الشريعة للآجري -شرح السنة والمصابيح ومعالم التنزيل للبغوي -تفسير الوسيط للواحدي -قوت القلوب لأبي طالب المكي -الغنية لعبد القادر الجيلاني -جامع الأصول لابن الأثير -العمدة واعتقاد الشافعي لعبد الغني المقدسي -مشارق الأنوار للصنعاني -الترغيب والترهيب للمنذري -المختارة للضياء المقدسي.



الجمعة، 25 نوفمبر 2022

أحوال الميت من الاحتضار إلى الحشر لابن حجر العسقلاني بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

أحوال الميت من الاحتضار إلى الحشر

لابن حجر العسقلاني

 بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

تمهيد/ هذه الرسالة النافعة، جمع فيها الحافظ ابن حجر الأحاديث النبوية المطهرة، التي جاءت في أحوال الميت من حين الاحتضار إلى البعث والحشر يوم القيامة. 

وفيها كل ما يجب على المسلم أن يعرفه عن الموت والاحتضار وغيره من الأحوال، مثل: تمني الموت، وحسن الظن بالله عند الموت، وخواتيم الأعمال، والبكاء والنواح، والصبر، والثناء على الجنازة والدعاء فيها، والقيام لها، ومن مات على شيء بعث عليه، والصلاة على من عليه دين، والصلاة على الشهيد، وعذاب القبر، وفضل من عال ابنتين أو أختين، وأخلاق الصحابة في الموت والدفن والجنازة، والوفاة النبوية، وتجصيص القبور، والحداد، وزيارة النساء للقبور، وقول الخير عند الميت، وفضل من ماتت وزوجها عنها راض، وما يقوله من مات له ميت، ونسمة المؤمن والكافر، وغير ذلك.

وعدد ما في هذه الرسالة من الأحاديث (108) مائة وثمانية أحاديث، ثم ذكر بعد ذلك (15) خمسة عشر آية وردت في الموت، ثم ذكر أشعاراً وعظية في الموت، وقد ارتأينا إلى أن نثبت هنا بعض الأحاديث المختارة من الكتاب، وذلك بذكر أول حديث من كل باب، إتماماً للفائدة، ولا يغني ذلك عن مراجعة الكتاب الأصل.

بعض الأحاديث المختارة من الكتاب:

1/1-الملائكة تنطق بما على ألسنة الناس من خير أو شر.

ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (إن لله تعالى ملائكة في الأرض تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من خير أو شر).

[أخرجه الحاكم في مستدركه -كتاب الجنائز (1/ 377)، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، والديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب، من طريق أنس، حديث رقم (688)، وذكره السيوطي في جمع الجوامع (1/ 262)].

2/3-كسر عظام الميت ككسره حياً.

ومنه حديث عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (كسر عظام الميت ككسره حياً).

[أخرجه أبو داود عن عائشة، وورد في كتاب الجنائز في باب الحفار يجدُ العظم، هل يتنكب ذلك المكان؟ وأخرجه أحمد في مسنده (6/ 100، 105)، مُقيداً بالمؤمن، كما اخرجه ابن ماجه في سننه في كتاب الجنائز -باب في النهي عن كسر عظام الميت (1/ 516) من حديث عائشة رضي الله عنها، وأخرجه من طريق أم سلمة بزيادة لفظ في الإثم -والله أعلم].

3/ 6-النهي عن دفن الميت ليلاً.

عن جابر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، أنه خطب يوماً، فذكر رجلاً من أصحابه قُبض، فكُفّن (في كفنٍ) غير طائلٍ، وقُبر ليلاً، فزجر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يُقبر الرّجلُ بالليل حتى يُصلى عليه، إلا أن يضطر إنسانٌ إلى ذلك، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إذا كفّن أحدكم أخاه فليُحسن كفنه).

[أخرجه أحمد في مسنده (3/ 295)، ومسلم في صحيحه في كتاب الجنائز، باب في تسجية الميت وتحسين كفنه (2/ 607)، وأبو داود في سننه -كتاب الجنائز، باب في الكفن (2/ 176)، والنسائي في كتاب الجنائز -باب الأمر بتحسين الكفن (4/ 28)، والحاكم في المستدرك (1/ 369)، وقال: حديث حسن صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي].

4/ 7-اللحد لنا والشق لغيرنا:

عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللحد لنا، والشق لغيرنا).

[أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز -باب في اللحد (2/ 190)، والترمذي في سننه، في كتاب الجنائز -باب ما جاء في قول النبي (اللحد لنا..) (2/ 254)، وقال/ حديث ابن عباس حديث غريب من هذا الوجه، وأخرجه النسائي في سننه -باب اللحد والشق (4/ 66)].

5/ 9-النهي عن القعود على القبور.

عن عمرو بن حزمٍ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (لا تقعدوا على القبور)

[الحديث أخرجه أحمد (2/ 311، 389، 444) عن عمرو بن حزم، والحديث بهذا الطريق ليس لأحمد كما ذكر المصنف فيه، وإنما هو من رواية النسائي في سننه -كتاب الجنائز، باب التشديد في الجلوس على القبور، (4 /78)، وما أخرجه أحمد في هذا الباب إنما هو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وجابر بن عبد الله، وأبي مرثد الغنوي].

6/ 11- لولا الدفن لسمع الناس عذاب القبر:

عن أنسٍ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لولا أن لا تدافنوا، لدعوتُ الله أن يُسمعكم عذاب القبر).

[الحديث أخرجه مسلم عن أنس، ووجدته عند مسلم في كتاب الجنة، وصفة نعيمها، وأهلها، في باب -عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر، والتعوذ منه (5/ 721)، كما يوجد في مسند أحمد (3/ 176، 273)].

7/ 12- النبيُّ صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بالتعوذ من عذاب القبر:

وأخرج أحمد، عن جابر بن عبد الله، قال: دل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوماً نخلاً لبني النجار، فسمع أصوات رجالٍ من بني النجار، ماتوا في الجاهلية، يُعذبون في قبورهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعاً، فأمر أصحابه أن يتعوذوا من عذاب القبر).

[أخرجه أحمد، عن أنس، وأخرجه مسلم في صحيحه بلفظ مقارب، وهو عنده بقية لحديث الباب، كما أخرجه أحمد في مسنده (3/ 111، 114، 153، 175، 201، 284، وأخرجه النسائي في الجنائز، باب عذاب القبر (4/ 83) عن جابر بألفاظ مقاربة].

8/ 13- النهي عن سب الأموات:

عن المغيرة بن شعبة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا الأموات، فتؤذوا الأحياء).

[هذا الحديث أخرجه أحمد عن المغيرة بن شعبة، واللفظ الموجود به لفظ الترمذي في سننه، وهو عنده في أبواب البر والصلة -باب ما جاء في الشتم (3/ 238) وسكت عنه، وأخرجه أحمد في مسنده (4/ 252) بألفاظ مختلفة].

9/ **- لا تؤذوا مسلماً بكافر:

أخرج ابن سعد، والحاكم، عن أم سلمة، قالت: شكى عكرمة ابن أبي جهل للنبيّ صلى الله عليه وسلم، أنه إذا مرَّ بالمدينة، قيل له: هذا ابن عدوّ الله. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً؛ فقال: (الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، لا تؤذوا مسلماً بكافر).

10/ **-لا تسبوا الموتى فتُغضبوا الأحياء:

وأخرج ابن عساكر في تاريخه، عن نبيط أو نبط بن شُريط، قال: مرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقبر أبي أُحيحة، قال أبو بكر: هذا قبر أبي أحيحة الفاسق! فقال خالد بن سعد: والله ما يسرني أنه في أعلى عليين، وأنه مثل أبي قحافة.. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا الموتى فتُغضبوا الأحياء).

10/ 15- فقد العينين جزؤهما الجنة:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، يقول: (إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه؛ فصبر عوضته فيهما الجنة -يريد عينيه).

[الحديث أخرجه البخاري عن أنس، كتاب الطب -باب فضل من ذهب بصره (7/ 151)، وأخرجه الترمذي في أبواب الزهد -باب ما جاء من ذهب بصره (4/ 28)، وقال: هذا حديث حسن غريب..].

11/ 17- النهي عن تمني الموت:

عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تمنوا الموت، فإن هول المطلع شديد، وإن سعادة المرء أن يطول عمره، ويرزقه الله الإنابة).

[حديث ضعيف، فيه كثير بن زيد ضُعّف، وقد اختلف فيه، قال الذهبي في ترجمته في "ميزان الاعتدال" (3/ 404فهذا مع نكارته له علة، أما النهي عن تمني الموت، فقد جاء في الصحيحين وغيرهما، من حديث خبّاب بن الأرتّ رضي الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم].

12/ 22-حسن الظن بالله عند الموت:

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثٍ، يقول: (لا يموتنَّ أحدٌ منكم إلا وهو حسن الظنّ بالله عز وجل).

[صحيح لغيره، إذ أن في رواية أبي سفيان عن جابر مقالاً، وأخرجه مسلم في صحيحه، ص 2205].

13/ 24- الأعمال بالخواتيم:

عن أنس، قال: كان منا رجلٌ من بني النجار، قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق هارباً حتى لحق بأهل الكتاب، قال: فرفعوه، قال: هذا كان يكتب لمحمد، وعجبوا به، فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم، فحفروا له وواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، فتركوه منبوذاً).

[حديث صحيح، رواه مسلم ص 2145].

14/ 30- البكاء على الميت:

عن جابر رضي الله عنه، قال: أخذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عوف، فأتى به النخل، فإذا إبراهيم في حجر أمه وهو يجود بنفسه، فأخذه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ووضعه في حجره، ثم قال: (يا إبراهيم إنا لا نُغني عنك من الله شيئاً)، ثم ذرفت عيناه، فقال له عبد الرحمن بن عوف: يا رسول الله أتبكي أولم تنه عن البكاء؟ قال: (لا، ولكن نهيتُ عن النوح، وعن صوتين أحمقين فاجرين، صوتٌ عند نغمة لهوٍ ولعب ومزامير الشيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب، ورنة الشيطان، وهذه رحمة، ومن لا يرحم لا يُرحم، يا إبراهيم لولا أنه أمرٌ حق، ووعدٌ صدق، وسبيلٌ مأتيّ، وإن أخرنا ستلحق أولانا لحونا عليك حُزناً هو أشد لك من هذا، وإنا بك لمحزونون، تبكي العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يُسخط الرب عز وجل).

[في إسناده ضعف، ابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ضعيف، ومن طريقه أخرجه الترمذي في الجنائز (3/ 319)، باب -ما جاء في الرخصة في البكاء على الميت، وقال: هذا حديث حسن].

15/ 34- الصبر عند الصدمة الأولى:

عن أنس، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى امرأةً تبكي على صبيٍّ لها، فقال لها: (اتقِ الله واصبري)، فقالت: وما تبالي أنتَ بمصيبتي، فلما ذهب، قيل لها: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذها مثل الموت، فأتت بابه فلم تجد عليه بوابين، قالت: لم أعرفك يا رسول الله، فقال: (إنما الصبر عند أول صدمة -أو قال: عند الصدمة).

[حديث صحيح، أخرجه البخاري في الجنائز (فتح الباري 3/ 125، 148، 171)، وفي الأحكام -باب ما ذكر أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يكن له بواب (فتح الباري: 13/ 132)، ومسلم ص 637].

16/ 35- الثناء على الجنازة:

عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، أن جنازةً مرّت بالنبيّ صلى الله عليه وسلم، فأثنوا عليه خيراً، فقال: (وجبت)، ومروا بجنازة أخرى، فأثنوا عليها شراً؛ فقال: (وجبت)، ثم قال: (أنتم شهداء الله في الأرض).

[حديث صحيح، أخرجه مسلم (ص 655، 656)، كما أخرجه البخاري (فتح الباري -3/ 288)].

17/ 38-الدعاء في الجنازة والقيام لها:

عن أبي هريرة، رضي الله عنه أن مرواناً سأله: كيف سمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي على الجنازة؟ فقال: يقول: (اللهم أنت خلقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضتَ روحها، تعلم سرّها وعلانيتها، جئنا شفعاء، فاغفر لها).

[الحديث بوجهٍ عام ضعيف -فيه الجلاس لم يُدرك أبا هريرة، واسمه عقبة بن سبار، ثم إنه رواه عنه بواسطة كما عند أحمد في المسند (2/ 363)، وأبي داود في سننه (3200)، واختلف في اسم هذه الواسطة].

18/ 40- من مات على شيء بُعث عليه:

عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُبعث كُلُّ عبدٍ على ما مات عليه).

[صحيح لغيره -لأن في إسناده أبا سفيان طلحة بن نافع، ورواياته عن جابر فيها مقال، لكن للحديث شواهد، كما أخرجه مسلم في صحيحه (2206) كتاب الجنة].

19/ 41- حكم الصلاة على من عليه دَين؟

عن جابر بن عبد الله، قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم لا يُصلي على رجلٍ عليه دينٌ، فأُتي بميّت فسأل: (هل عليه دين؟)، قالوا: نعم، ديناران، قال: (أنا أولى بكلّ مؤمنٍ من نفسه، من ترك ديناً فعليّ، ومن ترك مالاً فلورثته).

[حديث صحيح -أخرجه أبو داود رقم (3343) كتاب البيوع -باب في التشديد في الدين، والنسائي (4/ 65) في الجنائز -باب الصلاة على من عليه دين].

20/ 42-الصلاة على الشهيد:

عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنه، قال: (لما كان يوم أحد كان يكفن الرجل والرجلان في الثوب الواحد، فكفنوا بجراحتهم؛ فدفنوا ولم يُصلّ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم).

[أخرجه البخاري في الجنائز (فتح الباري -3/ 309)، وفي مواضع أخرى من صحيحه، وأبو داود، حديث رقم (3138، و3139)].

21/ 43- عذاب القبر:

عن أنسٍ أن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: (لولا أن لا تدافنوا لدعوتُ الله أن يُسمعكم عذاب القبر).

[حديث صحيح، أخرجه مسلم (ص 2200)].

22/ فضل من عال ابنتين او أختين:

عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عال ابنتين أو أختين أو ثلاثاً حتى يمُتنَ أو يموتُ عنهُنَّ كنتُ أنا وهو في الجنّة كهاتين، وأشار بإصبعيه).

[حديث صحيح -وأخرجه أحمد (3/ 147 -148)، وأخرجه ابن حبان (2045)].

23/ 45- من خُلق الصحابة:

عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لكعب بن عُجرة: (أعاذك الله يا كعب بن عجرة من إمارة السفهاء)، قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: (أمراء يكونون بعدي، لا يهتدون بهديي، ولا يستنون بسنتي، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا مني ولستُ منهم، ولا يردوا على حوضي، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يُعنهم على ظلمهم، فأولئك مني وأنا منهم، وسيردوا على حوضي، يا كعب بن عجرة، إنه لا يدخل الجنة لحمٌ نبت من سُحت، النار أولى به، يا كعب بن عجرة غاديان، فمبتاعٌ نفسه فمعتقها، وبايعها فموبقها).

[الحديث سنده ضعيف، لأن عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من جابر، ولبعض ألفاظه شواهد، وأخرجه أحمد في مسنده (3/ 321، 399)].

24/ 46- الوفاة النبوية:

عن أنسٍ قال: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت فاطمة: واكرب أبتاه، فقال لها: (ليس على أبيك كربٌ بعد اليوم)، فلما مات، قالت: (يا أبتاه أجاب رباً دعاه، يا أبتاه جنَّة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه، يا أبتاه من ربه ما أدناه)، فلما دفن قالت فاطمة: يا أنس: أطابت أنفسكم أن تحثوا على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب.

[صحيح -أخرجه البخاري في آخر المغازي (فتح الباري 8/ 149)، وأبو داود في سننه (1630)].

25/ 49- النهي عن تجصيص القبور:

عن جابر، قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُجصص القبر وأن يُقعد عليه، وأن يُبنى عليه) قال سليمان بن موسى: وأن يُكتب عليه.

[الحديث أخرجه مسلم (ص 667)، وليس في حديث مسلم (وأن يُكتب عليه)].

26/ 50-زيارة النساء للقبور:

عن أنس، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، رأى امرأةً تبكي على صبيٍّ لها، فقال لها: (اتقِ الله واصبري)، فقالت: وما تبالي أنتَ بمصيبتي، فلما ذهب قيل لها: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذها مثل الموت، فأتت بابه، فلم تجد عليه بوابين، قالت: لم أعرفك يا رسول الله، فقال: (إنما الصبرُ عند أول صدمة، أو قال: عند الصدمة).

[سبق تخريجه، وهو صحيح].

27/ 51- النهي عن الحداد فوق ثلاث:

عن عائشة وأم سليم رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (لا يحل لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوجها، والإحداد لا تمتشط ولا تكتحل ولا تمس طيبًا ولا تختضب، ولا تلبس ثوباً مصبوغاً، ولا تخرج من بيتها).

[حديث صحيح، أخرجه النسائي (6/ 189)، وليس عنده تفسير الإحداد، كتاب الطلاق -باب عدة المتوفى عنها زوجها].

28/ 52- قول الخير عند الميت:

عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا حضَرْتُم الميتَ فقولوا خيرًا فإنّ الملائكةَ تؤمِّنُ على ما تقولون) قالت: فلمّا مات أبو سلَمةَ قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ما أقولُ؟ قال: (قولي: اللَّهمَّ اغفِرْ له وأعقِبْنا عُقبى صالحةً) قالت: فأعقَبَني اللهُ محمَّدًا صلى الله عليه وسلم.

[حديث صحيح، أخرجه مسلم 6/ 222، وأبو داود 3/ 486، والنسائي: 4/ 4، والترمذي: 4/ 54 مع التحفة، وقال: حسن صحيح].

29/ 53-فضل من ماتت وزوجها عنها راض:

عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، يقول: (أيُّما امرأةٍ ماتت وزوجُها عنها راضٍ دخلتِ الجنَّةَ).

[إسناده ضعيف -في إسناده مساور الحميري وهو مجهول، وخبره منكر، والحديث أخرجه الترمذي في الرضاع -باب حق الزوج على المرأة، حديث رقم (1161)، وقال: هذا حديث حسن غريب].

30/ 54-نسمة المؤمن والكافر:

عن كعب بن مالك، قال: لما حضرت كعبًا الوفاةُ، أتته أمُّ بشرٍ بنتِ البراءِ فقالَتْ: يا أبا عبدِ الرحمنِ، إن لقيتَ فلانًا فأقرِئْهُ مني السلامَ، فقال لها: يغفرُ اللهُ لكِ يا أمَّ بشرٍ، نحنُ أشغلُ من ذلك، فقالَتْ: أما سمعتَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقول: (إنّ نسمةَ المؤمنِ تسرحُ في الجنةِ حيثُ شاءت، ونسمةُ الكافرِ في سِجِّينٍ)، قال: قلتُ: بلى هو ذاك.

[صحيح، أخرجه أحمد (3/ 455، 456، 460)، والنسائي في الجنائز -باب أرواح المؤمنين (4/ 108)، وابن ماجه (1449)].

31/ 55-الحث على الإسراع بالجنازة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أسرِعوا بالجِنازةِ، فإن يَكن خيرًا تُقدِّموها إليْهِ، وإن يَكن شرًّا تَضعوهُ عن رقابِكم).

[أخرجه البخاري (1315)، ومسلم (944)].

32/ 56- عندما يكون الموت خيراً:

عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحدُكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ أصابَهُ ولكنْ لِيَقُلْ اللهمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خيرًا لي وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خيرًا لِي).

[أخرجه البخاري (5671)، ومسلم (4680)].

33/ 57- الميت يرى النار:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ الميتَ يرى النارَ في بيتِهِ سبعةَ أيامٍ).

[موضوع، أو لا أصل له، قال أحمد رضي الله عنه: باطل لا أصل له، راجع كشف الخفاء للعجلوني (788)، والمقاصد الحسنة للسخاوي (257)، والأسرار المرفوعة للقاري (151)].

34/ 58- لا تحفروا قبوركم:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تتمارضُوا فتمرضُوا ولا تحفرُوا قبورَكم فتموتُوا).

[قال السخاوي في المقاصد الحسنة (538): لا يصح].

35/ 59-الناس نيام:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الناسُ نِيامٌ فإذا ماتُوا انتَبهوا).

[قال العرافي في (تخريج الإحياء ٤‏/٢٨): لم أجده مرفوعًا وإنما يعزى إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه].

36/ 60-ما يقوله من آيس من حياته:

عن عائشة أم المؤمنين، قالت: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو مستندٌ إليَّ يقول: (اللهمَّ اغفِرْ لي وارْحمْني، وألحِقْني بالرَّفيقِ الأَعْلى).

[أخرجه البخاري (٥٦٧٤) واللفظ له، ومسلم (٢٤٤٤)].

37/ 62-الوصية بمن قرب موته:

عن عمران بن الحصين رضي الله عنه: أن امرأةً من جهينةَ أتَتْ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَتْ: إنِّي زنيْتُ – وهيَ حُبلى – فدفعَها إلى وليِّها، وقال له: (أحسِنْ إليها، فإذا وضعَتْ فأتِني بها)، فلمّا وضعَتْ جاء بها، فأمرَ بها فشُكَّتْ عليْها ثيابُها، ثم رجمَها، ثم صلّى عليْها.

[رواه مسلم في صحيحه -وذكره النووي في رياض الصالحين، باب 144/ حديث 911)].

38/ 63-تلقين المحتضر:

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة).

[صحيح، أخرجه أبو داود (٣١١٦) واللفظ له، وأحمد (٢٢٠٣٤)].

 39/ 65-بعد تغميض الميت:

عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: دخَل رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على أبي سلَمةَ وقد شقَّ بصَرُه، فأغمَضه -وقال: (إنّ الرُّوحَ إذا قُبِض تبِعه البصَرُ) فصاح ناسٌ مِن أهلِه فقال: (لا تَدْعوا على أنفسِكم إلّا بخيرٍ فإنّ الملائكةَ تُؤمِّنُ على ما تقولونَ) ثمَّ قال: (اللَّهمَّ اغفِرْ لأبي سلَمةَ وارفَعْ درجتَه في المقرَّبينَ واخلُفْه في عقِبِه في الغابِرينَ واغفِرْ له ولنا يا ربَّ العالَمينَ اللَّهمَّ افسَحْ له في قبرِه ونوِّرْ له فيه).

[حديث صحيح، أخرجه ابن حبان في صحيحه، رقم: (٧٠٤١)].

40/ 66- عند الميت ومن مات له ميت:

عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا حضَرتُمُ المريضَ، أوِ الميِّتَ، فقولوا خيرًا، فإنّ المَلائكةَ تُؤمِّنُ على ما تقولونَ). قالتْ: فلمّا ماتَ أبو سلَمةَ قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، كيفَ أقولُ؟ قالَ: (قولي: اللَّهمَّ اغفِرْ لنا وله، وأَعْقِبْني منه عُقبى حسَنةً). وقال ابنُ نُمَيرٍ: صالحةً. قالَتْ: فأعقَبَني اللهُ منه محمَّدًا صلى الله عليه وسلم.

[أخرجه مسلم (٩١٩)، وأبو داود (٣١١٥)، والترمذي (٩٧٧)، والنسائي (١٨٢٥)، وابن ماجه (١٤٤٧)، وأحمد (٢٦٦٠٨) واللفظ له].

41/ 71 -بكاء لا نياحة:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد سعد بن عبادة ومعه عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى القوم بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، بكوا؛ فقال: (إنّ اللهَ لا يعذِّبُ بدمعِ العينِ، ولا بحُزنِ القلبِ، ولكنْ يعذِّبُ بهذا، - وأشار إلى لسانِهِ - أو يَرحمُ).

[صحيح الجامع ٢٦٤٧].

42/ 80-الكتم على الميت:

عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (مَن غَسَّلَ مَيِّتًا فكَتَمَ عليه، غَفَرَ اللهُ له أربَعينَ مَرَّةً).

[قال الحافظ ابن حجر في الفتوحات الربانية (٤‏/١٦٣) حسن غريب]

43/ 81-الصلاة على الميت وتشييعه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن شَهِدَ الجَنازَةَ حتّى يُصَلِّيَ، فَلَهُ قِيراطٌ، ومَن شَهِدَ حتّى تُدْفَنَ كانَ له قِيراطانِ، قيلَ: وما القِيراطانِ؟ قالَ: مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ).

[أخرجه البخاري (١٣٢٥) واللفظ له، ومسلم (٩٤٥)].

44/ 84- كثرة المصلين على الجنازة:

عن ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من ميِّتٍ يُصلِّي عليه أُمَّةٌ من النّاسِ إلّا شُفِّعوا فيه).

[صحيح الترغيب (٣٥٠٧)].

45/ 88-الذي يقرأ في صلاة الجنازة:

عن عبدِ اللهِ بنِ أبي أوْفى رضي الله عنه، أنّه كَبَّر على جِنازَةِ ابنةٍ له أربعَ تَكبيراتٍ، فقام بعدَ الرابعةِ كقَدْرِ ما بين التَّكبيرتيْنِ يَستغفِرُ لها ويدعو، ثم قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصنَعُ هكذا.

[في إسناده إبراهيم الهجري وهو ضعيف لسوء حفظه، أخرجه أحمد (١٩٤١٧) بنحوه مطولًا، والبزار (٣٣٧٢)، والبيهقي (٧٢٣٨) باختلاف يسير].

46/ 94- الإسراع بالجنازة:

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (أسرِعوا بالجِنازةِ، فإن يَكن خيرًا تُقدِّموها إليْهِ، وإن يَكن شرًّا تَضعوهُ عن رقابِكم).

[أخرجه البخاري (١٣١٥) واللفظ له، ومسلم (٩٤٤)].

47/ 96- تجهيز الميت:

عن حصين بن وحوح رضي الله عنه، قال: إنَّي لا أرى طلْحَةَ إلّا قَدْ حدثَ فيه الموْتُ، فآذِنوني بهِ حتى أشهدَهُ وأُصلِّيَ عليْهِ، وعجِّلُوا، فإنَّه لا ينبغي لجيفَةِ مسلِمٍ أنْ تُحْبَسَ بينَ ظهرانِي أهلِهِ

[سنن أبي داود (٣١٥٩) سكت عنه، وقد قال في رسالته لأهل مكة: كل ما سكت عنه فهو صالح].

48/ الموعظة عند القبر:

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ في جَنازَةٍ في بقيع الغرقد، فأخَذَ عُودًا يَنْكُتُ في الأرْضِ، فَقالَ: (ما مِنكُم مِن أحَدٍ إلّا وقدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النّارِ، أوْ مِنَ الجَنَّةِ) قالوا: يا رَسولَ اللهِ، أفلا نَتَّكِلُ؟ قالَ: (اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لما خلق له).

[صحيح البخاري (٤٩٤٦)].

49/ 99-عند المرور بقبور الظالمين:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه -يعني لما وصلوا الحجر -ديار ثمود: (لا تدخلوا على هؤلاءِ المعذبينَ، إلّا أنْ تكونوا باكينَ، فإنَّ لم تكونوا باكينَ فلا تدْخلُوا علَيْهم، لا يُصيبُكم ما أصابَهم).

[أخرجه البخاري (٤٣٣) واللفظ له، ومسلم (٢٩٨٠)].

50/ 100-من مات له صغار:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما مِنَ النّاسِ مُسْلِمٌ، يَمُوتُ له ثَلاثَةٌ مِنَ الوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ، إلّا أدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ بفَضْلِ رَحْمَتِهِ إيّاهُمْ).

[صحيح البخاري (١٣٨١)].

51/ 103- الصدقة و الدعاء بعد الدفن:

عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا وقف على جنازة، قال: (استَغْفِروا لأخيكُمْ، واسأَلوا لهُ بالتَّثبيتِ، فإنّهُ الآن يُسْأَلُ).

[أخرجه أبو داود (٣٢٢١)، والبزار (٤٤٥)، والحاكم (١٣٧٢)].

52/ 107- الثناء عل الميت:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: مرُّوا على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بجنازةٍ، فأثنَوْا عليها شرًّا، فقال: (وجَبَت)، ومَرُّوا بأخرى، فأثنَوْا عليها خيرًا، فقال: (وجَبَت) فقال عمرُ: يا رسولَ اللهِ ما وجَبَت؟ قال: (مَرُّوا بتلك فأثنَوْا عليها شرًّا فوجَبَتِ النّارُ ومَرُّوا بهذه فأثنَوْا عليها خيرًا فوجَبَت الجنَّةُ وأنتم شهداءُ اللهِ في الأرضِ).

[أخرجه من طرق البخاري (١٣٦٧)، ومسلم (٩٤٩)، والترمذي (١٠٥٨)، والنسائي (١٩٣٢)، وابن ماجه (١٤٩١)، وأحمد (١٣٩٩٦) واللفظ له].