أحوال الميت من الاحتضار إلى الحشر
لابن حجر العسقلاني
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ هذه الرسالة النافعة، جمع فيها الحافظ ابن حجر الأحاديث النبوية المطهرة، التي جاءت في أحوال الميت من حين الاحتضار إلى البعث والحشر يوم القيامة.
وفيها كل ما يجب على المسلم أن يعرفه عن الموت والاحتضار وغيره من الأحوال، مثل: تمني الموت، وحسن الظن بالله عند الموت، وخواتيم الأعمال، والبكاء والنواح، والصبر، والثناء على الجنازة والدعاء فيها، والقيام لها، ومن مات على شيء بعث عليه، والصلاة على من عليه دين، والصلاة على الشهيد، وعذاب القبر، وفضل من عال ابنتين أو أختين، وأخلاق الصحابة في الموت والدفن والجنازة، والوفاة النبوية، وتجصيص القبور، والحداد، وزيارة النساء للقبور، وقول الخير عند الميت، وفضل من ماتت وزوجها عنها راض، وما يقوله من مات له ميت، ونسمة المؤمن والكافر، وغير ذلك.
وعدد ما في هذه الرسالة من الأحاديث (108) مائة وثمانية أحاديث، ثم ذكر بعد ذلك (15) خمسة عشر آية وردت في الموت، ثم ذكر أشعاراً وعظية في الموت، وقد ارتأينا إلى أن نثبت هنا بعض الأحاديث المختارة من الكتاب، وذلك بذكر أول حديث من كل باب، إتماماً للفائدة، ولا يغني ذلك عن مراجعة الكتاب الأصل.
بعض الأحاديث المختارة من الكتاب:
1/1-الملائكة تنطق بما على ألسنة الناس من خير أو شر.
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (إن لله تعالى ملائكة في الأرض تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من خير أو شر).
[أخرجه الحاكم في مستدركه -كتاب الجنائز (1/ 377)، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، والديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب، من طريق أنس، حديث رقم (688)، وذكره السيوطي في جمع الجوامع (1/ 262)].
2/3-كسر عظام الميت ككسره حياً.
ومنه حديث عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (كسر عظام الميت ككسره حياً).
[أخرجه أبو داود عن عائشة، وورد في كتاب الجنائز في باب الحفار يجدُ العظم، هل يتنكب ذلك المكان؟ وأخرجه أحمد في مسنده (6/ 100، 105)، مُقيداً بالمؤمن، كما اخرجه ابن ماجه في سننه في كتاب الجنائز -باب في النهي عن كسر عظام الميت (1/ 516) من حديث عائشة رضي الله عنها، وأخرجه من طريق أم سلمة بزيادة لفظ في الإثم -والله أعلم].
3/ 6-النهي عن دفن الميت ليلاً.
عن جابر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، أنه خطب يوماً، فذكر رجلاً من أصحابه قُبض، فكُفّن (في كفنٍ) غير طائلٍ، وقُبر ليلاً، فزجر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يُقبر الرّجلُ بالليل حتى يُصلى عليه، إلا أن يضطر إنسانٌ إلى ذلك، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إذا كفّن أحدكم أخاه فليُحسن كفنه).
[أخرجه أحمد في مسنده (3/ 295)، ومسلم في صحيحه في كتاب الجنائز، باب في تسجية الميت وتحسين كفنه (2/ 607)، وأبو داود في سننه -كتاب الجنائز، باب في الكفن (2/ 176)، والنسائي في كتاب الجنائز -باب الأمر بتحسين الكفن (4/ 28)، والحاكم في المستدرك (1/ 369)، وقال: حديث حسن صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي].
4/ 7-اللحد لنا والشق لغيرنا:
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللحد لنا، والشق لغيرنا).
[أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز -باب في اللحد (2/ 190)، والترمذي في سننه، في كتاب الجنائز -باب ما جاء في قول النبي (اللحد لنا..) (2/ 254)، وقال/ حديث ابن عباس حديث غريب من هذا الوجه، وأخرجه النسائي في سننه -باب اللحد والشق (4/ 66)].
5/ 9-النهي عن القعود على القبور.
عن عمرو بن حزمٍ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (لا تقعدوا على القبور)
[الحديث أخرجه أحمد (2/ 311، 389، 444) عن عمرو بن حزم، والحديث بهذا الطريق ليس لأحمد كما ذكر المصنف فيه، وإنما هو من رواية النسائي في سننه -كتاب الجنائز، باب التشديد في الجلوس على القبور، (4 /78)، وما أخرجه أحمد في هذا الباب إنما هو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وجابر بن عبد الله، وأبي مرثد الغنوي].
6/ 11- لولا الدفن لسمع الناس عذاب القبر:
عن أنسٍ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لولا أن لا تدافنوا، لدعوتُ الله أن يُسمعكم عذاب القبر).
[الحديث أخرجه مسلم عن أنس، ووجدته عند مسلم في كتاب الجنة، وصفة نعيمها، وأهلها، في باب -عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر، والتعوذ منه (5/ 721)، كما يوجد في مسند أحمد (3/ 176، 273)].
7/ 12- النبيُّ صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بالتعوذ من عذاب القبر:
وأخرج أحمد، عن جابر بن عبد الله، قال: دل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوماً نخلاً لبني النجار، فسمع أصوات رجالٍ من بني النجار، ماتوا في الجاهلية، يُعذبون في قبورهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعاً، فأمر أصحابه أن يتعوذوا من عذاب القبر).
[أخرجه أحمد، عن أنس، وأخرجه مسلم في صحيحه بلفظ مقارب، وهو عنده بقية لحديث الباب، كما أخرجه أحمد في مسنده (3/ 111، 114، 153، 175، 201، 284، وأخرجه النسائي في الجنائز، باب عذاب القبر (4/ 83) عن جابر بألفاظ مقاربة].
8/ 13- النهي عن سب الأموات:
عن المغيرة بن شعبة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا الأموات، فتؤذوا الأحياء).
[هذا الحديث أخرجه أحمد عن المغيرة بن شعبة، واللفظ الموجود به لفظ الترمذي في سننه، وهو عنده في أبواب البر والصلة -باب ما جاء في الشتم (3/ 238) وسكت عنه، وأخرجه أحمد في مسنده (4/ 252) بألفاظ مختلفة].
9/ **- لا تؤذوا مسلماً بكافر:
أخرج ابن سعد، والحاكم، عن أم سلمة، قالت: شكى عكرمة ابن أبي جهل للنبيّ صلى الله عليه وسلم، أنه إذا مرَّ بالمدينة، قيل له: هذا ابن عدوّ الله. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً؛ فقال: (الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، لا تؤذوا مسلماً بكافر).
10/ **-لا تسبوا الموتى فتُغضبوا الأحياء:
وأخرج ابن عساكر في تاريخه، عن نبيط أو نبط بن شُريط، قال: مرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقبر أبي أُحيحة، قال أبو بكر: هذا قبر أبي أحيحة الفاسق! فقال خالد بن سعد: والله ما يسرني أنه في أعلى عليين، وأنه مثل أبي قحافة.. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا الموتى فتُغضبوا الأحياء).
10/ 15- فقد العينين جزؤهما الجنة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، يقول: (إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه؛ فصبر عوضته فيهما الجنة -يريد عينيه).
[الحديث أخرجه البخاري عن أنس، كتاب الطب -باب فضل من ذهب بصره (7/ 151)، وأخرجه الترمذي في أبواب الزهد -باب ما جاء من ذهب بصره (4/ 28)، وقال: هذا حديث حسن غريب..].
11/ 17- النهي عن تمني الموت:
عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تمنوا الموت، فإن هول المطلع شديد، وإن سعادة المرء أن يطول عمره، ويرزقه الله الإنابة).
[حديث ضعيف، فيه كثير بن زيد ضُعّف، وقد اختلف فيه، قال الذهبي في ترجمته في "ميزان الاعتدال" (3/ 404فهذا مع نكارته له علة، أما النهي عن تمني الموت، فقد جاء في الصحيحين وغيرهما، من حديث خبّاب بن الأرتّ رضي الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم].
12/ 22-حسن الظن بالله عند الموت:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثٍ، يقول: (لا يموتنَّ أحدٌ منكم إلا وهو حسن الظنّ بالله عز وجل).
[صحيح لغيره، إذ أن في رواية أبي سفيان عن جابر مقالاً، وأخرجه مسلم في صحيحه، ص 2205].
13/ 24- الأعمال بالخواتيم:
عن أنس، قال: كان منا رجلٌ من بني النجار، قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق هارباً حتى لحق بأهل الكتاب، قال: فرفعوه، قال: هذا كان يكتب لمحمد، وعجبوا به، فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم، فحفروا له وواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، فتركوه منبوذاً).
[حديث صحيح، رواه مسلم ص 2145].
14/ 30- البكاء على الميت:
عن جابر رضي الله عنه، قال: أخذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عوف، فأتى به النخل، فإذا إبراهيم في حجر أمه وهو يجود بنفسه، فأخذه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ووضعه في حجره، ثم قال: (يا إبراهيم إنا لا نُغني عنك من الله شيئاً)، ثم ذرفت عيناه، فقال له عبد الرحمن بن عوف: يا رسول الله أتبكي أولم تنه عن البكاء؟ قال: (لا، ولكن نهيتُ عن النوح، وعن صوتين أحمقين فاجرين، صوتٌ عند نغمة لهوٍ ولعب ومزامير الشيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب، ورنة الشيطان، وهذه رحمة، ومن لا يرحم لا يُرحم، يا إبراهيم لولا أنه أمرٌ حق، ووعدٌ صدق، وسبيلٌ مأتيّ، وإن أخرنا ستلحق أولانا لحونا عليك حُزناً هو أشد لك من هذا، وإنا بك لمحزونون، تبكي العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يُسخط الرب عز وجل).
[في إسناده ضعف، ابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ضعيف، ومن طريقه أخرجه الترمذي في الجنائز (3/ 319)، باب -ما جاء في الرخصة في البكاء على الميت، وقال: هذا حديث حسن].
15/ 34- الصبر عند الصدمة الأولى:
عن أنس، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى امرأةً تبكي على صبيٍّ لها، فقال لها: (اتقِ الله واصبري)، فقالت: وما تبالي أنتَ بمصيبتي، فلما ذهب، قيل لها: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذها مثل الموت، فأتت بابه فلم تجد عليه بوابين، قالت: لم أعرفك يا رسول الله، فقال: (إنما الصبر عند أول صدمة -أو قال: عند الصدمة).
[حديث صحيح، أخرجه البخاري في الجنائز (فتح الباري 3/ 125، 148، 171)، وفي الأحكام -باب ما ذكر أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يكن له بواب (فتح الباري: 13/ 132)، ومسلم ص 637].
16/ 35- الثناء على الجنازة:
عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، أن جنازةً مرّت بالنبيّ صلى الله عليه وسلم، فأثنوا عليه خيراً، فقال: (وجبت)، ومروا بجنازة أخرى، فأثنوا عليها شراً؛ فقال: (وجبت)، ثم قال: (أنتم شهداء الله في الأرض).
[حديث صحيح، أخرجه مسلم (ص 655، 656)، كما أخرجه البخاري (فتح الباري -3/ 288)].
17/ 38-الدعاء في الجنازة والقيام لها:
عن أبي هريرة، رضي الله عنه أن مرواناً سأله: كيف سمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي على الجنازة؟ فقال: يقول: (اللهم أنت خلقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضتَ روحها، تعلم سرّها وعلانيتها، جئنا شفعاء، فاغفر لها).
[الحديث بوجهٍ عام ضعيف -فيه الجلاس لم يُدرك أبا هريرة، واسمه عقبة بن سبار، ثم إنه رواه عنه بواسطة كما عند أحمد في المسند (2/ 363)، وأبي داود في سننه (3200)، واختلف في اسم هذه الواسطة].
18/ 40- من مات على شيء بُعث عليه:
عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُبعث كُلُّ عبدٍ على ما مات عليه).
[صحيح لغيره -لأن في إسناده أبا سفيان طلحة بن نافع، ورواياته عن جابر فيها مقال، لكن للحديث شواهد، كما أخرجه مسلم في صحيحه (2206) كتاب الجنة].
19/ 41- حكم الصلاة على من عليه دَين؟
عن جابر بن عبد الله، قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم لا يُصلي على رجلٍ عليه دينٌ، فأُتي بميّت فسأل: (هل عليه دين؟)، قالوا: نعم، ديناران، قال: (أنا أولى بكلّ مؤمنٍ من نفسه، من ترك ديناً فعليّ، ومن ترك مالاً فلورثته).
[حديث صحيح -أخرجه أبو داود رقم (3343) كتاب البيوع -باب في التشديد في الدين، والنسائي (4/ 65) في الجنائز -باب الصلاة على من عليه دين].
20/ 42-الصلاة على الشهيد:
عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنه، قال: (لما كان يوم أحد كان يكفن الرجل والرجلان في الثوب الواحد، فكفنوا بجراحتهم؛ فدفنوا ولم يُصلّ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم).
[أخرجه البخاري في الجنائز (فتح الباري -3/ 309)، وفي مواضع أخرى من صحيحه، وأبو داود، حديث رقم (3138، و3139)].
21/ 43- عذاب القبر:
عن أنسٍ أن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: (لولا أن لا تدافنوا لدعوتُ الله أن يُسمعكم عذاب القبر).
[حديث صحيح، أخرجه مسلم (ص 2200)].
22/ فضل من عال ابنتين او أختين:
عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عال ابنتين أو أختين أو ثلاثاً حتى يمُتنَ أو يموتُ عنهُنَّ كنتُ أنا وهو في الجنّة كهاتين، وأشار بإصبعيه).
[حديث صحيح -وأخرجه أحمد (3/ 147 -148)، وأخرجه ابن حبان (2045)].
23/ 45- من خُلق الصحابة:
عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لكعب بن عُجرة: (أعاذك الله يا كعب بن عجرة من إمارة السفهاء)، قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: (أمراء يكونون بعدي، لا يهتدون بهديي، ولا يستنون بسنتي، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا مني ولستُ منهم، ولا يردوا على حوضي، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يُعنهم على ظلمهم، فأولئك مني وأنا منهم، وسيردوا على حوضي، يا كعب بن عجرة، إنه لا يدخل الجنة لحمٌ نبت من سُحت، النار أولى به، يا كعب بن عجرة غاديان، فمبتاعٌ نفسه فمعتقها، وبايعها فموبقها).
[الحديث سنده ضعيف، لأن عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من جابر، ولبعض ألفاظه شواهد، وأخرجه أحمد في مسنده (3/ 321، 399)].
24/ 46- الوفاة النبوية:
عن أنسٍ قال: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت فاطمة: واكرب أبتاه، فقال لها: (ليس على أبيك كربٌ بعد اليوم)، فلما مات، قالت: (يا أبتاه أجاب رباً دعاه، يا أبتاه جنَّة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه، يا أبتاه من ربه ما أدناه)، فلما دفن قالت فاطمة: يا أنس: أطابت أنفسكم أن تحثوا على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب.
[صحيح -أخرجه البخاري في آخر المغازي (فتح الباري 8/ 149)، وأبو داود في سننه (1630)].
25/ 49- النهي عن تجصيص القبور:
عن جابر، قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُجصص القبر وأن يُقعد عليه، وأن يُبنى عليه) قال سليمان بن موسى: وأن يُكتب عليه.
[الحديث أخرجه مسلم (ص 667)، وليس في حديث مسلم (وأن يُكتب عليه)].
26/ 50-زيارة النساء للقبور:
عن أنس، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، رأى امرأةً تبكي على صبيٍّ لها، فقال لها: (اتقِ الله واصبري)، فقالت: وما تبالي أنتَ بمصيبتي، فلما ذهب قيل لها: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذها مثل الموت، فأتت بابه، فلم تجد عليه بوابين، قالت: لم أعرفك يا رسول الله، فقال: (إنما الصبرُ عند أول صدمة، أو قال: عند الصدمة).
[سبق تخريجه، وهو صحيح].
27/ 51- النهي عن الحداد فوق ثلاث:
عن عائشة وأم سليم رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (لا يحل لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوجها، والإحداد لا تمتشط ولا تكتحل ولا تمس طيبًا ولا تختضب، ولا تلبس ثوباً مصبوغاً، ولا تخرج من بيتها).
[حديث صحيح، أخرجه النسائي (6/ 189)، وليس عنده تفسير الإحداد، كتاب الطلاق -باب عدة المتوفى عنها زوجها].
28/ 52- قول الخير عند الميت:
عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا حضَرْتُم الميتَ فقولوا خيرًا فإنّ الملائكةَ تؤمِّنُ على ما تقولون) قالت: فلمّا مات أبو سلَمةَ قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ما أقولُ؟ قال: (قولي: اللَّهمَّ اغفِرْ له وأعقِبْنا عُقبى صالحةً) قالت: فأعقَبَني اللهُ محمَّدًا صلى الله عليه وسلم.
[حديث صحيح، أخرجه مسلم 6/ 222، وأبو داود 3/ 486، والنسائي: 4/ 4، والترمذي: 4/ 54 مع التحفة، وقال: حسن صحيح].
29/ 53-فضل من ماتت وزوجها عنها راض:
عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، يقول: (أيُّما امرأةٍ ماتت وزوجُها عنها راضٍ دخلتِ الجنَّةَ).
[إسناده ضعيف -في إسناده مساور الحميري وهو مجهول، وخبره منكر، والحديث أخرجه الترمذي في الرضاع -باب حق الزوج على المرأة، حديث رقم (1161)، وقال: هذا حديث حسن غريب].
30/ 54-نسمة المؤمن والكافر:
عن كعب بن مالك، قال: لما حضرت كعبًا الوفاةُ، أتته أمُّ بشرٍ بنتِ البراءِ فقالَتْ: يا أبا عبدِ الرحمنِ، إن لقيتَ فلانًا فأقرِئْهُ مني السلامَ، فقال لها: يغفرُ اللهُ لكِ يا أمَّ بشرٍ، نحنُ أشغلُ من ذلك، فقالَتْ: أما سمعتَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقول: (إنّ نسمةَ المؤمنِ تسرحُ في الجنةِ حيثُ شاءت، ونسمةُ الكافرِ في سِجِّينٍ)، قال: قلتُ: بلى هو ذاك.
[صحيح، أخرجه أحمد (3/ 455، 456، 460)، والنسائي في الجنائز -باب أرواح المؤمنين (4/ 108)، وابن ماجه (1449)].
31/ 55-الحث على الإسراع بالجنازة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أسرِعوا بالجِنازةِ، فإن يَكن خيرًا تُقدِّموها إليْهِ، وإن يَكن شرًّا تَضعوهُ عن رقابِكم).
[أخرجه البخاري (1315)، ومسلم (944)].
32/ 56- عندما يكون الموت خيراً:
عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحدُكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ أصابَهُ ولكنْ لِيَقُلْ اللهمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خيرًا لي وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خيرًا لِي).
[أخرجه البخاري (5671)، ومسلم (4680)].
33/ 57- الميت يرى النار:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ الميتَ يرى النارَ في بيتِهِ سبعةَ أيامٍ).
[موضوع، أو لا أصل له، قال أحمد رضي الله عنه: باطل لا أصل له، راجع كشف الخفاء للعجلوني (788)، والمقاصد الحسنة للسخاوي (257)، والأسرار المرفوعة للقاري (151)].
34/ 58- لا تحفروا قبوركم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تتمارضُوا فتمرضُوا ولا تحفرُوا قبورَكم فتموتُوا).
[قال السخاوي في المقاصد الحسنة (538): لا يصح].
35/ 59-الناس نيام:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الناسُ نِيامٌ فإذا ماتُوا انتَبهوا).
[قال العرافي في (تخريج الإحياء ٤/٢٨): لم أجده مرفوعًا وإنما يعزى إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه].
36/ 60-ما يقوله من آيس من حياته:
عن عائشة أم المؤمنين، قالت: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو مستندٌ إليَّ يقول: (اللهمَّ اغفِرْ لي وارْحمْني، وألحِقْني بالرَّفيقِ الأَعْلى).
[أخرجه البخاري (٥٦٧٤) واللفظ له، ومسلم (٢٤٤٤)].
37/ 62-الوصية بمن قرب موته:
عن عمران بن الحصين رضي الله عنه: أن امرأةً من جهينةَ أتَتْ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَتْ: إنِّي زنيْتُ – وهيَ حُبلى – فدفعَها إلى وليِّها، وقال له: (أحسِنْ إليها، فإذا وضعَتْ فأتِني بها)، فلمّا وضعَتْ جاء بها، فأمرَ بها فشُكَّتْ عليْها ثيابُها، ثم رجمَها، ثم صلّى عليْها.
[رواه مسلم في صحيحه -وذكره النووي في رياض الصالحين، باب 144/ حديث 911)].
38/ 63-تلقين المحتضر:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة).
[صحيح، أخرجه أبو داود (٣١١٦) واللفظ له، وأحمد (٢٢٠٣٤)].
39/ 65-بعد تغميض الميت:
عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: دخَل رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على أبي سلَمةَ وقد شقَّ بصَرُه، فأغمَضه -وقال: (إنّ الرُّوحَ إذا قُبِض تبِعه البصَرُ) فصاح ناسٌ مِن أهلِه فقال: (لا تَدْعوا على أنفسِكم إلّا بخيرٍ فإنّ الملائكةَ تُؤمِّنُ على ما تقولونَ) ثمَّ قال: (اللَّهمَّ اغفِرْ لأبي سلَمةَ وارفَعْ درجتَه في المقرَّبينَ واخلُفْه في عقِبِه في الغابِرينَ واغفِرْ له ولنا يا ربَّ العالَمينَ اللَّهمَّ افسَحْ له في قبرِه ونوِّرْ له فيه).
[حديث صحيح، أخرجه ابن حبان في صحيحه، رقم: (٧٠٤١)].
40/ 66- عند الميت ومن مات له ميت:
عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا حضَرتُمُ المريضَ، أوِ الميِّتَ، فقولوا خيرًا، فإنّ المَلائكةَ تُؤمِّنُ على ما تقولونَ). قالتْ: فلمّا ماتَ أبو سلَمةَ قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، كيفَ أقولُ؟ قالَ: (قولي: اللَّهمَّ اغفِرْ لنا وله، وأَعْقِبْني منه عُقبى حسَنةً). وقال ابنُ نُمَيرٍ: صالحةً. قالَتْ: فأعقَبَني اللهُ منه محمَّدًا صلى الله عليه وسلم.
[أخرجه مسلم (٩١٩)، وأبو داود (٣١١٥)، والترمذي (٩٧٧)، والنسائي (١٨٢٥)، وابن ماجه (١٤٤٧)، وأحمد (٢٦٦٠٨) واللفظ له].
41/ 71 -بكاء لا نياحة:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد سعد بن عبادة ومعه عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى القوم بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، بكوا؛ فقال: (إنّ اللهَ لا يعذِّبُ بدمعِ العينِ، ولا بحُزنِ القلبِ، ولكنْ يعذِّبُ بهذا، - وأشار إلى لسانِهِ - أو يَرحمُ).
[صحيح الجامع ٢٦٤٧].
42/ 80-الكتم على الميت:
عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (مَن غَسَّلَ مَيِّتًا فكَتَمَ عليه، غَفَرَ اللهُ له أربَعينَ مَرَّةً).
[قال الحافظ ابن حجر في الفتوحات الربانية (٤/١٦٣) حسن غريب]
43/ 81-الصلاة على الميت وتشييعه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن شَهِدَ الجَنازَةَ حتّى يُصَلِّيَ، فَلَهُ قِيراطٌ، ومَن شَهِدَ حتّى تُدْفَنَ كانَ له قِيراطانِ، قيلَ: وما القِيراطانِ؟ قالَ: مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ).
[أخرجه البخاري (١٣٢٥) واللفظ له، ومسلم (٩٤٥)].
44/ 84- كثرة المصلين على الجنازة:
عن ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من ميِّتٍ يُصلِّي عليه أُمَّةٌ من النّاسِ إلّا شُفِّعوا فيه).
[صحيح الترغيب (٣٥٠٧)].
45/ 88-الذي يقرأ في صلاة الجنازة:
عن عبدِ اللهِ بنِ أبي أوْفى رضي الله عنه، أنّه كَبَّر على جِنازَةِ ابنةٍ له أربعَ تَكبيراتٍ، فقام بعدَ الرابعةِ كقَدْرِ ما بين التَّكبيرتيْنِ يَستغفِرُ لها ويدعو، ثم قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصنَعُ هكذا.
[في إسناده إبراهيم الهجري وهو ضعيف لسوء حفظه، أخرجه أحمد (١٩٤١٧) بنحوه مطولًا، والبزار (٣٣٧٢)، والبيهقي (٧٢٣٨) باختلاف يسير].
46/ 94- الإسراع بالجنازة:
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (أسرِعوا بالجِنازةِ، فإن يَكن خيرًا تُقدِّموها إليْهِ، وإن يَكن شرًّا تَضعوهُ عن رقابِكم).
[أخرجه البخاري (١٣١٥) واللفظ له، ومسلم (٩٤٤)].
47/ 96- تجهيز الميت:
عن حصين بن وحوح رضي الله عنه، قال: إنَّي لا أرى طلْحَةَ إلّا قَدْ حدثَ فيه الموْتُ، فآذِنوني بهِ حتى أشهدَهُ وأُصلِّيَ عليْهِ، وعجِّلُوا، فإنَّه لا ينبغي لجيفَةِ مسلِمٍ أنْ تُحْبَسَ بينَ ظهرانِي أهلِهِ
[سنن أبي داود (٣١٥٩) سكت عنه، وقد قال في رسالته لأهل مكة: كل ما سكت عنه فهو صالح].
48/ الموعظة عند القبر:
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ في جَنازَةٍ في بقيع الغرقد، فأخَذَ عُودًا يَنْكُتُ في الأرْضِ، فَقالَ: (ما مِنكُم مِن أحَدٍ إلّا وقدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النّارِ، أوْ مِنَ الجَنَّةِ) قالوا: يا رَسولَ اللهِ، أفلا نَتَّكِلُ؟ قالَ: (اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لما خلق له).
[صحيح البخاري (٤٩٤٦)].
49/ 99-عند المرور بقبور الظالمين:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه -يعني لما وصلوا الحجر -ديار ثمود: (لا تدخلوا على هؤلاءِ المعذبينَ، إلّا أنْ تكونوا باكينَ، فإنَّ لم تكونوا باكينَ فلا تدْخلُوا علَيْهم، لا يُصيبُكم ما أصابَهم).
[أخرجه البخاري (٤٣٣) واللفظ له، ومسلم (٢٩٨٠)].
50/ 100-من مات له صغار:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما مِنَ النّاسِ مُسْلِمٌ، يَمُوتُ له ثَلاثَةٌ مِنَ الوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ، إلّا أدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ بفَضْلِ رَحْمَتِهِ إيّاهُمْ).
[صحيح البخاري (١٣٨١)].
51/ 103- الصدقة و الدعاء بعد الدفن:
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا وقف على جنازة، قال: (استَغْفِروا لأخيكُمْ، واسأَلوا لهُ بالتَّثبيتِ، فإنّهُ الآن يُسْأَلُ).
[أخرجه أبو داود (٣٢٢١)، والبزار (٤٤٥)، والحاكم (١٣٧٢)].
52/ 107- الثناء عل الميت:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: مرُّوا على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بجنازةٍ، فأثنَوْا عليها شرًّا، فقال: (وجَبَت)، ومَرُّوا بأخرى، فأثنَوْا عليها خيرًا، فقال: (وجَبَت) فقال عمرُ: يا رسولَ اللهِ ما وجَبَت؟ قال: (مَرُّوا بتلك فأثنَوْا عليها شرًّا فوجَبَتِ النّارُ ومَرُّوا بهذه فأثنَوْا عليها خيرًا فوجَبَت الجنَّةُ وأنتم شهداءُ اللهِ في الأرضِ).
[أخرجه من طرق البخاري (١٣٦٧)، ومسلم (٩٤٩)، والترمذي (١٠٥٨)، والنسائي (١٩٣٢)، وابن ماجه (١٤٩١)، وأحمد (١٣٩٩٦) واللفظ له].