أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 17 أكتوبر 2024

آليات المؤامرة الكونية الكبرى لتركيع الشعوب ديفيد آيك بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

آليات المؤامرة الكونية الكبرى لتركيع الشعوب

ديفيد آيك

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

       تمهيد: هذا الكتاب محاولة جادة لتبصير شعوب العالم بما يُحاك لهم في الخفاء من مخططات في إطار ما يُنسج من مؤامرات، تستهدف في النهاية إسقاط العالم لحساب فئة تريد السيطرة عليه والتحكم في مقدراته بأي ثمن. وقد نقلتُ من الكتاب المذكور عنواناً مهماً، وهو "العرق اليهودي أكذوبة" في الصحيفة الثمانية والأربعين بعد المائة، يقول الكاتب فيه:

لا يوجد شيء يسمى عرق يهودي، مثلما لا يوجد ما يسمى بالعرق الآري كما زعم العنصريين البيض، فما هذا سوى افتراءات حول التاريخ، وحماقة تفوق الخيال. ، كما أنه من الحماقة أن نصدر أحكامنا على الناس بناء على جينات أجسامهم.

 وما قضية العرق إلا ادعاءات يتم استخدامها في محاولة اثبات الحقوق التاريخية وأداة سياسية للتلاعب بالعقول، ولفضح هذا الأكر، ينبغي الإشارة إلى أن هناك اليهود البيض، واليهود السود وذوو البشرة السمراء، وكذلك اليهود الإسبان والصينيون، وغيرهم ممن يتبعون هذا النظام العقائدي، وهؤلاء يهود بلا شك، ولكن ربط التهود بقضية العرق ناهيك عن كونهم شعب الله المختار، الذي جعله الله فوق الشعوب الأخرى، وأن الله منحهم قطعة معينة من الأرض ليمتلكوها، فهذا مما لا نوافق عليه..

يشير آرثر كوستلر إلى أن هناك من للناس من يطلق على نفسه يهودياً من كافة أنحاء العالم، اعتمادا على الجينات المشتركة التي تجمعه بسكان اليهود أكثر مما يفعلون مع بعضهم البعض، وقد اشار الدكتور خوان كوماس إلى ذلك في كتابه "مسألة العرق في العلم الحديث"، الذي نشرته منظمة اليونسكو ورفائيل باناي في موسوعة بريتانيكا.

لقد أظهرت نتائج الأنثروبولوجيا الفيزيائية خلاف النظرة الشائعة، وهو أنه ليس هناك عرق يهودي، نظرا لاختلاف الخصائص الفيزيائية، وتنوع الترددات الجينية في المجموعات الدموية، ما يجعل اي تصنيف موحد لهم يتناقض في المصطلحات. .

إن القياسات البشرية للجماعات اليهودية في عدة أجزاء من العالم تشير إل  أنهم يتفاوتون كثيرا فيما بينهم، من حيث كافة الخصائص الفيزيائية الهامة، مثل القامة، والوزن، ولون البشرة، وحجم الراس، والوجه، وفصائل الدم، وتوصل هاري شايبرو إلى نفس النتيجة في عمله "الشعب اليهودي.. تاريخ بيولوجي" وقد قدم هاري شايبر نفس التقييم في عمل اليونسكو الخاص به "اليهود والشعب التاريخ البيولوجي".

والمشترك اليوم هي بعض العادات والنماذج السلوكية المشتقة من الإرث الاجتماعي من التجربة المؤلمة للغيتو، ومن الدين الذي لا يعتنقه الأغلبية ولا يؤمنون به.

وينقسم السكان (اليهود) إلى مستويات امتياز، يُقررها الأصل الجيني، كما يعتبر الأشكنازيتين بالبيض الذين أتوا من أوروبا وأمريكا بحكم القانون في أعلى مستويات هرم الامتياز، يليهم في النظام الطبقي الوراثي الإسرائيلي اليهود السفرديم أو الشرقيين، الذين قدموا من الدول العربية، ولم يكن لهم اتصال بمنطقة الشرق الأوسط.

وينحدر السفرديم من اليهود الذين طردوا من أسبانيا في العام 1492 م، والذين كانوا يعيشون في سلام مع العرب منذ مئات وربما آلاف السنين، قبل أن تصل أعداداً من الأشكناز من أوروبا في منتصف القرن العشرين، في ظل الحركة السياسية التي كان يحكمها ويمولها "روتشيلد" والتي كانت تُدعى الصهيونية.

والجميع يذكر أن بلفور البريطاني إنما كتب وعده المشهور إلى "روتشيلد" والذي كان أحد ملوك المال في العالم، من أجل تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين.



المختارة من أحاديث السلسلة الذهبية محمد كامل الكردي بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

المختارة من أحاديث السلسلة الذهبية

محمد كامل الكردي

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

      

تمهيد: هذا الجزء تضمن أربعين حديثاً من رواية الشافعي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، والتي تُعرف بالسلسلة الذهبية؛ لكونها في أعلى درجات الصحة بالنسبة لغيرها من الأسانيد، وهي منتقاة من "مُسند" الإمام الشافعي رحمه الله تعالى، وذكر تخريجها من الصحيحين وموطأ الإمام مالك، وبه توضيحات فقهية يسيرة؛ إذ أكثر موضوعات الكتاب فقهية، كذلك تعريف بأئمة السلسة الذهبية، وتعريف بمُسند الإمام الشافعي.

وقد تضمن الكتاب أربعة عشر باباً من أبواب الفقه، ويندرج تحت كل باب جملة من الأحاديث، ويجدر بالذكر أن هناك حديثان موقوفان على ابن عمر من فتواه، وهما: الحديث الثاني والثلاثين، والذي يليه، وتفصيلها كما يلي من غير ترتيب:

في الصلاة: فضل صلاة الجماعة، والنهي عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، والجمع بين العشائين في السفر، وصلاة الليل وما يوتر به، وصلاة الخوف، والصلاة في الرحال في الليلة الباردة الماطرة.

في الزكاة: زكاة الفطر، وزكاة الحلي.

في الحج: لباس المحرم، صيغة التلبية، التحلل زمن الفتنة، متى بتحلل المحرم، ما يُقتل من الدواب في الحل والحرم، والصلاة في جوف الكعبة.

في البيوع: الخيار، اشتراط البائع، والنهي عن المزابنة، والنجش، والبيع على بيع المسلم، وبيع الحاضر للباد، وبيع الثمرة قبل بدو صلاحها، وبيع الطعام قبل استيفائه.

في النكاح: الخطبة على خطبة غيره، والنهي عن الشغار.

في الطلاق: اللعان، والطلاق في الحيض.

في العدة: عدة أم الولد المتوفى عنها سيدها.

في الحدود: رجم الزاني، وقطع يد السارق.

في الأطعمة: إباحة الضب، والنهي عن شرب الخمر، والنبذ في الدباء والمزفت، وكل مسكر خمر.

في اللباس: ما يحل من اللباس وما يحرم.

في الصيد: النهي عن اقتناء كلب سوى كلب صيد وحرث وماشية.

في الجهاد: الغنائم.

في السباق: المسابقة بين الخيل.

كمنا ذكر المؤلف إسناده إلى المسند الذي من جملته هذه الأربعين، من طريق الشيخ قاسم بن إبراهيم البحر اليماني، عن شيخه مفتي الشافعية بزبيد محمد سليمان الأهدل، عن والده سليمان إدريسي الأهدل، عن والده محمد بن سليمان الأوسط الأهدل، عن الوجيه عبد الرحمن بن سليمان الأهدل بما صحَّ له في معجمه "النفس اليماني"، وهو يرويه بسنده إلى الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني بما في "المعجم المفهرس" له، ومن ضمنها الحديث المسلسل بالشافعية، ثم ذكر أسانيد أخرى له.

ترجمة الإمام الشافعي رحمه الله

هو الإمام العلامة المحدث، ناصر الدين، فقيه الملة، أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هشام بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، القرشي، ثم المطلبي الشافعي، المكي، الغزي المولد، نسيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن عمه، فالمطلب هو أخو هاشم والد عبد المطلب.

الموالد: ولد الإمام بغزة في بلاد الشام سنة: 150 هـ.

مشايخه: أخذ إمامنا الشافعي وروى عن جلة علماء عصره كسفيان بن عيينة، ومسلم بن خالد الزنجي، مالك بن أنس، عبد الله بن نافع الصائغ، إبراهيم بن سعد الزبيري، مطرف بن مازن الصنعاني، هشام بن يوسف الصنعاني، عمرو بن سلمة التنيسي، محمد بن الحسن الشيباني، وكيع بن الجراح، حماد بن سلمة، وخلق سواهم.

تلاميذه: حدث عنه: الحميدي وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي، وأبو يعقوب يوسف البويطي، وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، وحرملة بن يحيى، وموسى بن أبي الجارود المكي، وعبد العزيز المكي، وحسن بن علي الكرابيسي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، والسن بن محمد الزعفراني، وأحمد بن محمد الزرقاني، وأحمد بن يحيى بن وزير المصري، وإسحاق بن راهويه، وإسحاق بن بهلول، وأبو عبد الرحمن أحمد بن يحيى الشافعي المتكلم، والحارث بن سريج النقال، وحامد بن يحيى البلخي، وسليمان بن داود المهري، والربيع بن سليمان المرادي، والربيع بن سليمان الجيزي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وبحر بن نصر الخولاني، وخلق سواهم.

مصنفاته: منها: الرسالة، كتاب اختلاف الأحاديث، كتاب َجماع العلم، أحكام القرآن، إبطال الاستحسان، اختلاف مالك والشافعي، اختلاف العراقيين، فضائل قريش.

قالوا عنه: قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي؟ إني سمعتك تكثر من الدعاء للشافعي؟ فقال: يا بني، كان كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فهل لهذين من خلف أو منهما عوض؟

 وقال أبو ثور الكلبي: ما رأيت مثل الشافعي ولا رأى هو مثل نفسه.

وقال أيوب بن سويد: ما ظننت أين أعيش حتى أرى مثل الشافعي.

قال أحمد بن حنبل: إن الله يقيض للناس في رأس كل مائة من يعلمهم السنن، وينفي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكذب، قال: فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وفي رأس المائتين الشافعي.

الوفاة: توفي رحمه الله في مصر سنة 204 هـ.

ترجمة الإمام مالك رحمه الله تعالى

هو شيخ الإسلام، حجة الملة، إمام دار الهجرة، أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث، وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن زرعة، وهو حمير الصغير الحميري، ثم الأصبحي، المدني، حليف بين تيم من قريش، فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله، أحد العشرة.

الموالد: ولد الإمام بالمدينة النبوية سنة:193 هـ.

 مشايخه: أخذ عن خلق كثر منهم: ابن هرمز، نافع موَلى ابن عمر، زيد بن أسلم، ابن شهاب الزهري، أبو الزناد، أيوب السختياني، ثور بن زيد الديلي، حميد الطويل، هشام بن عروة، وخلق سواهم.

تلاميذه: حدث عن مالك عدد كبير من الناس، فقد حدث عنه من شيوخه: عمه أبو سهيل، ويحيى بن أبي كثير، وابن شهاب الزهري، ويزيد بن الهاد، وغيرهم.

وحدث عنه من أقرانه: أبو حنيفة، الأوزاعي، حماد بن زيد، سفيان بن عيينة، عبد الرحمن بن مهدي، وغيرهم.

كما أخذ عن: يحيى بن يحيى التميمي ويحيى بن يحيى الليثي، ومصعب الزبيري، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وأحمد بن نصر الخزاعي، وخلق سواهم.

قالوا عنه: قال ابن عيينة: ما ترك مالك على ظهر الأرض مثله.

وقال أحمد بن حنبل: كان مالك بن أنس من أثبت الناس في الحديث، وقال لا تبال أن تسأل عن رجل روى عنه مالك بن أنس، ولا سيما مدني.

 وقال الشافعي: إذا جاء الحديث عن مالك فشد به يدك.

الوفاة: وتوفي رحمه الله سنة: 179 هـ، ودفن بالبقيع.

التعريف بالإمام نافع رحمه الله

هو الإمام الفقيه أبو عبد الله المدني، نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي، قيل: أصله من المغرب، وقيل: من نيسابور، وقيل: اسم أبيه هرمز وقيل: طاووس.

قال ابن أبي حاتم: يقال: إنه من أبرشهر، ويقال: إنه كان من أهل المغرب، وأصابه ابن عمر في بعض غزواته.

قالوا عنه: قال البخاري: أصح الأحاديث: مالك عن نافع عن ابن عمر.

قال الذهبيُّ: من أئمة التابعين وعلمائهم.

قال ابن حجر: ثقة ثبت فقيه مشهور.

الوفاة: توفي رحمه الله سنة 116 هـ.

التعريف بمسند الإمام الشافعي

قال الإمام ابن حجر: وَهُوَ عبارَة عَن الْأَحَادِيث الَّتِي وَقعت فِي مسموع أبي الْعَبَّاس الْأَصَم على الرّبيع بن سُلَيْمَان من كتاب الْأُم والمبسوط، التقطها بعض النيسابوريين من الْأَبْوَاب [المعجم المفهرس = تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة (ص: 39)].

وقال الإمام الذهبي: وَقَدْ سَمِعْنَا مِنْ طَرِيْقِ الربيع "المُسْنَدَ" للشَّافعِيِّ، انتقَاهُ أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ مِنْ كِتَابِ (الأُمِّ) ليَنْشَطَ لِرِوَايَتِهِ للرَّحَّالَةِ، وَإِلاَّ فَالشَّافِعِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ- لَمْ يُؤلِّفْ مُسنَداً. [سير أعلام النبلاء ط الرسالة (12/ 589)]

وقال الشيخ عبد الله بن صالح بن محمد العبيد: وحديث الشافعي من أصح الأحاديث لجلالته، وضبطه، وشدة تحريه؛ فإنه نزَّه كتابه عن رواية الكذابين وأصحاب المناكير، وربما تردد في حديث، فعلّق الحكم على صحته، وله تعليقات كثيرة على الأحاديث، يبين العلل ويتكلم على الرجال، وهو أحد أئمة الجرح والتعديل، وأما روايته عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى السلمي المدني، فكان يرى أنه صدوق، يقبل حديثه، وما الظن بهذا الإمام إلا ذلك، وخالفه أكثر الأئمة، فتركوا حديثه، وفصل الإمام الحافظ المزي الأمر فيه؛ فقال: وقد نظرت أنا في أحاديثه وتبحرتها، وفتشت الكل منها، فليس فيها حديث منكر، وإنما يروى المنكر من قبل الراوي عنه، أو من قبل شيخه لا من قبله، وهو في جملة من يكتب حديثه، وقد وثقه الشافعي وابن الأصبهاني وغيرهما. [تهذيب الكمال في أسماء الرجال (2/ 189)].

قلت: حديثه المحفوظ معروف، ومناكيره معلومة، فالأمر بعد ذلك هيّن، وحديثه قليل عند الشافعي، لعل الموجود منه في كتبه لا يجاوز الخمسين حديثاً [المسانيد المئة: 48 -49].

وهذا المسند لا يستوعب جميع أحاديث الشافعي، فإنه مقصور على ما كان عند الأصم من حديثه كما قال ابن الصلاح، ولم يرتب الذي جمع أحاديثه على الأبواب ولا على المسانيد، فقط التقطها من كتاب الأم وغيرها، وقد رتبه الشيخ العالم عابد السندي رحمه الله على الأبواب الفقهية، وحذف ما كان مكرراً لفظاً ومعنى، كما ذكره نفسه رحمه الله.







الأربعون حديثاً في صفات الله تعالى لأبي ابن أكّ القلاوي بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


الأربعون حديثاً في صفات الله تعالى

لأبي ابن أكّ القلاوي

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

تمهيد: هذه السلسة هي أحاديث مختارة، بلغت عدتها 41 حديثاً، مما اتفق عليه البخاري ومسلم في صحيحهما أو أخرجه أحدهما إلا ثلاثة أحاديث، وتضمنت عدداً من صفات الباري سبحانه، والتي بلغ مجموعها "35" صفة، يمكن إجمالها هنا، وهي: صفة العلم، وصفة الحياة، والربوبية، وصفة الوجه، وصفة السمع، وصفة البصر، وصفة الكلام، وصفة اليدين، وصفة الأصابع، وصفة الساق، وصفة القدم، وصفة الخالقية، وصفة الجبروت، وصفة الملك، وصفة القدرة، وصفة العلو، وصفة الفوقية، وصفة الاستواء على العرش، وصفة النزول، وصفة الكبرياء، وصفة العزة، إلى هنا ينتهي الملف المتوفر لدي، وفيه واحد وعشرون صفة.

وفي هذا المجموع قصة الخضر وموسى عليهما السلام، وجملة من الأدعية النبوية، والهدايات المصطفوية، ويمكن للمتأمل فيه أن يستخرج كثيراً من الصفات الإلهية التي لم يبوب لها الكاتب، وهو جهد مشكور، وسعي مبرور إن شاء الله.



البوسنة والهرسك (قصة شعب مسلم يواجه العدوان) كتاب تاريخي مصور وكالة الأنباء الإسلامية بإشراف د. فؤاد عبد السلام الفاسي بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

البوسنة والهرسك (قصة شعب مسلم يواجه العدوان)

كتاب تاريخي مصور

وكالة الأنباء الإسلامية بإشراف د. فؤاد عبد السلام الفاسي

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

      

تمهيد: يعرض هذا الكتاب صوراً مرعبة عن المجازر التي تعرض لها البوسنيين على أيدي العصابات الصربية المجرمة وغيرهم من فلول الشيوعية، وذلك بعد انحلال الاتحاد السوفيتي وانهيار يوغسلافيا الكبرى، والتي ضمت ست جمهوريات مختلفة، وهي: صربيا، وكرواتيا، وسلوفينيا، والبوسنة والهرسك، ومقدونيا، والجبل الأسود، ومقاطعات أخرى.

ويوفر معلومات هامة عن تاريخ وجغرافية وطبيعة واقتصاديات جمهورية البوسنة والهرسك، التي كان يترأسها "علي بيجوفيتش"، أثناء الحرب العالمية الثانية، التي حاول الصرب خلالها التوسع بضم أراضيهما إلى ما كان يُعرف بجمهورية يوغسلافيا سابقاً.

وقد كشف المؤلف عن أعمال الإبادة التي مورست في جمهورية البوسنة والهرسك والعاصمة البوسنية "سراييفو"، والتي أسفرت عن مقتل مائة وعشرين ألف مسلم في الأعوام بين 1941 إلى 1945 م، ومورس خلالها أكثر العمليات قسوة في تاريخ أوروبا الحديث، فكان يُقتل المسلمين بدون محاكمة، ومن دون تمييز بين كبار السن والأطفال، وكان القتل في البيوت والشوارع والمساجد، وكان يسبق القتل: التشويه، والعدوان والاغتصاب، وتقطيع للأوصال البشرية، وكانت تُحرق البيوت بالمزارع بالحيوانات بالسكان، وكان يتم تقطيع الجلود وسلخها عن أيدي الصرب والكروات، ويتم تقطيع الرؤوس في أبشع العمليات الإجرامية وأكثرها فظاعة.

بالإضافة إلى الكثير من القصص المخيفة والمحزنة للناجين من هذه المحرقة، والتي ما زالت تجمد الدم في العروق، خاصة إذا علمنا حقيقة أن الباقين لم يُعرف مصيرهم حتى الآن، وهذه الحقيقة ما زالت ممنوعة، السلطات الصربية التي تسللت إلى الحكم في عهد النظام الشيوعي، أصبحت تعاقب أي شخص يُشير إلى ذكريات هذه المذابح، وقد أزيلت كثير من آثار هذه الجرائم، ومنعت أن تكتب في أي كتاب من كتب التاريخ.

وكان أول كتاب تحدث عن عمليات الإبادة ضد المسلمين البوسنيين، نشر في العام 1990م، والوثائق والذكريات والمذكرات توضح بصورة جلية أن معظم المسلمين البوسنيين لم يقتلوا في العمليات الحربية خلال الحرب العالمية، وإنما قتلوا نتيجة الإرهاب في قراهم ومدنهم، وفي مناطق مختلفة في بيوتهم ومزارعهم، وفي أغلب الأحيان، قتلوا من جيرانهم أعضاء عصابات "التشنك" الصربية العنصرية.

كما ذكر الكاتب جملة من المقالات التي كتبها بعض السادسة والكتاب في تلك الفترة، بالإضافة إلى ذكر عدد من العلماء المسلمين والشخصيات البارزة في البوسنة والهرسك، ثم أوضاع المسلمين في هذه الجمهورية، وأهم التصريحات والوثائق والنداءات والمؤتمرات التي عقدت في تلك الفترة، وقضايا الإبادة الثقافية التي لم تتوقف حتى اليوم، وأثر هذه الحرب على الإعلام والاقتصاد والثقافة، وكيف كان موقف العالم الإسلامي تجاه هذه المذابح.

ومن الجدير بالذكر أن العثمانيون فتحوا البوسنة في العام 1386 ميلادية /769 هـ، وأضحت جمهورية إسلامية بعد عدة معارك عام 1463 ميلادية/ 867 هـ، وكانت البوسنة تمثل منطقة استراتيجية عسكرية عثمانية متقدمة في الحروب، التي طال أمدها مع النمسا وإيطاليا.

وظلت البوسنة ولاية إسلامية عثمانية حتى سنة (1878 م) حيث عقدت الدول الأوربية مؤتمر برلين الذي فرق وحدة الدولة العثمانية، وجعل إدارة البوسنة من حق مملكتى النمسا والمجر، ثم ضمتها النمسا إليها سنة (1909 م). وبعد الحرب العالمية الأولى ظهرت مملكة يوغسلافيا التي ضمت البوسنة وصربيا والجبل الأسود وكرواتيا ومقدونيا وكوسوفو.

وفي العام 1914 م اغتال طالب صربي اسمه "جافريلو برنسيب" ولي عهد النمسا "الأرشيدوق فرديناند" في مدينة سراييفو ضمن تزايد مشاعر التطرف الوطني لدى الصرب. وأشعل هذا الحادث الحرب العالمية الأولى.

وفي 26 أكتوبر 1918م ضمت البوسنة والهرسك إلى مملكة يوغسلافيا.  وفي العام 1946م أصبحت واحدة من الجمهوريات اليوغسلافية الست.

تسلسل أحداث العدوان الجديد في البوسنة والهرسك (شهر رمضان = 1412 هـ)

1 رمضان: أجر استفتاء في البوسنة والهرسك على الاستقلال، بعد أن أعلن البرلمان في البوسنة والهرسك قرارين يعلنان الجمهورية وانسحابها من الاتحاد اليوغسلافي.

5 رمضان: راديو كرواتيا يُذيع عن تفجر الموقف ومعارك يشنها الصرب في جمهورية البوسنة والهرسك التي يعيش فيها خليط من الصرب والكروات والمسلمين.

10 رمضان: اتساع رقعة الإبادة البشرية للسكان المسلمين حيث انتقلت حرب الإبادة الصربية من سراييفو إلى المدن والقرى الأخرى في البوسنة والهرسك.

15 رمضان: بدء القتال في بلدة "بوسانسكي برود" في البوسنة والهرسك، وتدخلت فيه الصرب بالمدرعات وعربات نقل الجنود، وبدأت بحرق الأخضر واليابس، وأخلى الجيش الصربي كل سكان المدينة بعد أن أحرقت 80 % من مبانيها.

16 رمضان: اجتماع زعماء جمهورية البوسنة والهرسك من القوميات المختلفة المسلمين والكروات والصرب، وطرح أفكار حول تقسيم الجمهورية إلى ثلاث مناطق عرقية تتمتع كل منها بالحكم الذاتي، ولكن لم يتم وضع اتفاقيات ولم يتم التوصل لحل.

17 رمضان: الأمم المتحدة تُقرر إرسال 14 ألف جندي إلى يوغسلافيا بنهاية حلول شهر أبريل 1992 م.

18 رمضان: قصف صربي لضواحي مدينة سراييفو، وإصابة المباني وسقوط العديد من الضحايا بين السكان المدنيين والأطفال.

19 رمضان: وصول أول فوج من قوات الأمم المتحدة إلى بلغراد لحفظ السلام، وإيقاف اعتداء الصرب على الكروات من جهة، وعلى البوسنة والهرسك من جهة أخرى.

20 رمضان: الشيخ سالم شابيتش نائب رئيس الحزب الإسلامي اليوغسلافي يُطالب الدول الإسلامية بالاعتراف بالبوسنة والهرسك، ويقول: إن رئيس الجمهورية أرسل مائة رسالة إلى زعماء العالم الإسلامي والدول الأخرى، ولم يصله سوى ثلاث رسائل تأييد واعتراف بجمهورية البوسنة والهرسك، والدول هي: تركيا وإيران وبلغاريا.

21 رمضن: توسيع نطاق الهجوم الصربي على البوسنة والهرسك، ليشمل كافة المدن والقرى، وتشريد 70 ألف مواطن نتيجة هدم منازلهم.

22 رمضان: تصريح لرداوفان كرديتش زعيم الحزب الديمقراطي الصربي، أنه لن يكون هناك اعتراف دولي بجمهورية البوسنة والهرسك، وهو أمر غير وارد، وغير قابل للتفاوض، ولن نسمح بانفصال البوسنة والهرسك لتكون جمهورية مستقلة.

26 رمضان: زيارة الجنرال "نامبيار" قائد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في يوغسلافيا مدينة "سيبنيك" ومدينة "سونجا" بكرواتيا، والاطلاع على التدمير الذي أحدثته القوات الصربية بمدينة سراييفو، وبعض لقرى الأخرى في جمهورية البوسنة والهرسك.

27 رمضان: هجوم صربي عنيف على بلدة "بيليينا" في البوسنة والهرسك، ومقتل عشرات الأبرياء المسلمين.

28 رمضان: الجيش اليوغسلافي يهدد بالتدخل في البوسنة والهرسك والوقوف إلى جانب الصرب في مواجهة المسلمين والكروات.

29 رمضان: المسلمون والكروات في البوسنة والهرسك يعلنون أن الجيش اليوغسلافي الذي يتولى الصرب قيادته يقاتل بالفعل إلى جانب الصربيين في جمهورية البوسنة والهرسك مثلما فعل في العام الماضي، عندما قاتل إلى جانب الصربيين في كرواتيا.

30 رمضان: زعيم الصرب في جمهورية البوسنة والهرسك يطالب المجموعة الأوروبية في "بروكسل" بتأجيل إعلان اعترافهم بجمهورية البوسنة والهرسك زاعماً أن هذا الاعتراف سيسبب مزيداً من الفوضى والاضطرابات وهدد بأن الصرب سيعلنون جمهوريتهم الخاصة داخل البوسنة والهرسك إذا اعترف بها الأوروبيون.

أحداث العدوان في البوسنة والهرسك (شهر شوال = 1412 هـ)

3 شوال: طالب رئيس جمهورية البوسنة والهرسك علي بيجوفيتش بالتدخل السريع من المجتمع الدولي لوقف الغزو على بلاده من قبل الصرب محذراً من مجازر رهيبة ضد المسلمين. وقد فتح ملثمون من الصرب النار على مسيرة سلمية في العاصمة سراييفو، واستولى الجيش اليوغسلافي على مطار "بوتمار" في العاصمة، واستولى على مدينة "بيليينا" في البوسنة، وهي ثاني مدينة بعد "زافور نيك" تسقط في أيديهم.

4 شوال: جرت مذابح رهيبة في عدة أماكن في البوسنة والهرسك، وشهدت مدينة "بيليينا" أكبر المذابح التي يرتكبها الصرب ضد المسلمين منذ الحرب العالمية الثانية.

5 شوال: أعلنت النمسا والولايات المتحدة الأمريكية والمجموعة الأوروبية اعترافها بجمهورية البوسنة والهرسك.

6 شوال: سلاح الجو اليوغسلافي يواصل قصف المدن، ويرفض الانسحاب من البوسنة والهرسك، وتزايد إطلاق النار في سراييفو، وسيطرة القناص على مدينة "باس كراسبا".

7 شوال: وجه الرئيس علي عزات احتجاجاً إلى القائم بأعمال وزير الدفاع اليوغسلافي "فلاجوس أوجيبتش" بسبب قصفه قواته منطقتي "شيروك ريك وشيبلوك" التي يقطنها كروات، وطالبه بالوقف الفوري لإطلاق النار والانسحاب.

8 شوال: أعلنت رئاسة الجمهورية في البوسنة والهرسك حالة الطوارئ في البلاد، ووسعت صلاحياتها، وأذاع راديو سراييفو نداء إلى المجموعة الأوروبية لتقديم معونات إنسانية وأدوية لآلاف من اللاجئين الفارين من الحرب.

9 شوال: الحرب تجتاح البوسنة والهرسك، وعدد اللاجئين تجاوز 900 ألف شخص، والقتلى أكثر من 300 شخص، وذلك من جملة السكان البالغ عددهم 4.3 مليون نسمة، ويشكل المسلمون الغالبية العظمى. وحذرت أمريكا كلاً من صربيا وكرواتيا من محاولة تقسيم البوسنة والهرسك.

11 شوال: أدانت رابطة العالم الإسلامي عدوان الجيش الاتحادي اليوغسلافي على مسلمي البوسنة والهرسك.

12 شوال: مبعوث المجموعة الأوروبية "خوسيه كوتكهير" يبدأ محادثات سلام مع زعماء الجماعات العرقية في البوسنة والهرسك، وحدث حينها إطلاق النار ينتهك مدينتي "سيتلوك وبوسانسكي برود".

16 شوال: أعلن شوقي عمر باشتش مفتي كرواتيا وسلوفينيا أن الأزمة في يوغسلافيا بدأت عام 1980 م بالهجوم الذي شنه الصرب على المسلمين بواسطة وسائل إعلامهم، واستمر حتى الآن، وقال: إن الإحصائيات المبدئية تُشير إلى مقتل مئات من المسلمين في عدة أماكن بكرواتيا والبوسنة والهرسك، ومحاصرة الجيش اليوغسلافي لمعسكر لاجئين به 15 ألف امرأة وطفل وعجوز، وهناك أكثر من مليون نازح.

17 شوال: نفذت المليشيات الصربية مذبحة في مدينة "فوكا" راح ضحيتها آلاف المسلمين.

23 شوال: مساعي غربية لعقد جلية طارئة لمجلس الأمن، بخصوص الوضع في البوسنة والهرسك، ووزير الخارجية الدكتور حارث كامل كيلاجيتش يُحذر من خطورة الأوضاع في بلاده، وفجر يومها الصرب ثلاث جسور على نهر "صافا" بمدينة بركو شمال البوسنة، ولقي أكثر من 10 أشخاص مصرعهم.

26 شوال: المليشيات الصربية تهاجم مدينتي "موستار وبوسوفاكا" وقرى إسلامية في ضواحي مدينتي "زوفورنيك وفوكا" شرق البوسنة، ويأتي ذلك عشية استئناف أعمال مؤتمر يشارك فيه وزراء خارجية المجموعة الأوروبية حول مستقبل جمهورية البوسنة والهرسك، والذي بدأ أمس في العاصمة الإسبانية. ودخلت المليشيات الصربية الفاشية المساجد والجامع في مدينة "زوفورنيك" وتعاطوا الخمور، وقاموا بالغناء والرقص داخلها، ورفع أعلامهم فوقها.

27 شوال: الرئيس الأمريكي بوش، والتركي أوزال يُطالبان المتصارعين في البوسنة والهرسك بإلقاء السلاح، ويستمر القتال داخل المدن والقرى، والرئيس علي عزت يوجه لشبونة لحضور مؤتمر هناك يعني بلاده بعد تأخير طائرته من قبل القوات الصربية في مطار سراييفو.

29 شوال: جمهورية البوسنة والهرسك تنضم إلى مؤتمر الأمن العام والتعاون الأوروبي لتصبح العضو 52 الكامل العضوية في المؤتمر.

30 شوال: أصدرت جمهورية يوغسلافيا الاتحادية الجديدة مرسوماً بشأن ترسيم الحدود بينها وبين ثلاث من الجمهوريات اليوغسلافية السابقة، وهي: كرواتيا، والبوسنة والهرسك، ومقدونيا، مما يعني في الواقع اعتراف بهذه الجمهوريات.

أحداث العدوان في البوسنة والهرسك (شهر ذي القعدة = 1412 هـ)

1 ذو القعدة: القوات الصربية تحتجز رئيس البوسنة والهرسك علي بيجوفيتش في إحدى الثكنات العسكرية قرب سراييفو.

2 ذو القعدة: مارك جولدن الأمين العام المساعد للأمم المتحدة يُهدد صربيا والجبل الأسود بطردهما من المنظمات الدولية إذا ما استمرت في التدخل عسكرياً وسياسياً في جمهورية البوسنة والهرسك.

4 ذو القعدة: الإفراج عن الرئيس عزت رئيس البوسنة والهرسك، وعودته إلى مقر الرئاسة في سراييفو.

7 ذو القعدة: المتطرفون الصرب والكروات يتفقون على اقتسام أراضي البوسنة والهرسك، ومسئول ألماني يُصرح أن المسلمين يتعرضون لمذبحة حقيقية.

9 ذو القعدة: دفن 1000 قتيل من المسلمين في مقابر جماعية بعد أن تركت جثثهم لمدة ثلاثة أيام في العراء نتيجة القصف الصربي المكثف وازدياد أعمال القنص لمدينة سراييفو.

20 ذو القعدة: الصرب يحتجزون 7 آلاف رهينة مسلم من البوسنة والهرسك.

25 ذو القعدة: خبراء المجموعة الاقتصادية الأوروبية في بروكسل يقررون فرض حظر تجاري أوروبي على صربيا.

26 ذو القعدة: سراييفو تتعرض لقصف مركز وتدمير مستشفى للأطفال يضم عدداً كبيراً من المواليد والنساء الحوامل.

27 ذو القعدة: خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يدعو المسلمين إلى مقاطعة صربيا وعدم الاعتراف بها دولياً.

29 ذو القعدة: اعتداء صربي على مدينة سراييفو قبل سريان وقف اطلاق النار المتفق عليه بين الصربيين والمسلمين، وجمهورية مصر العربية تسحب سفيرها من بلجراد احتجاجاً على العدوان الصربي على المسلمين في البوسنة والهرسك.

أحداث العدوان في البوسنة والهرسك (شهر ذي الحجة = 1412 هـ)

2 ذو الحجة: 56 إماماً قتلوا معظمهم مع عائلاتهم منذ بداية الحرب في البوسنة والهرسك.

6 ذو الحجة: تجدد القتال في سراييفو وقذائف الصرب تشعل عدة حرائق في العاصمة.

21 ذو الحجة: 40 ألف قتيل في البوسنة نتيجة المعارك، واحتجاز 60 ألف شخص في مخيمات اعتقال، أرغم نحو 1.4 مليون شخص على هجر منازلهم.

أحداث العدوان في البوسنة والهرسك (شهر المحرم= 1412 هـ)

7 محرم: تواصل رحلات طائرات الإغاثة القادمة من السعودية وتركيا ودول الخليج، وتعطل عملية التوزيع بسبب إطلاق النار.

26 محرم: القوات الصربية تحاصر سكان منطقة "جواروزي" البالغ عددهم 70 ألف مدني. ووصول ثلاث قطارات محملة بنحو 2600 لاجئ متعب من البوسنة والهرسك إلى الحدود الألمانية إلى الوقت التي وضعت فيه بون خطة إغاثة عاجلة لإنقاذ الضحايا. وكان جملة عدد اللاجئين الذين وصلوا ألمانيا منذ مطلع العام الماضي 200 ألف لاجئ.

27 محرم: القوات الصربية تواصل قصفها للعاصمة سراييفو، وتعرض جميع أحياء المدينة للقصف، واستئناف المفاوضات في لندن بين الصرب والمسلمين حول الوضع في جمهورية البوسنة والهرسك. وأعلن الرئيس علي عزت بيجوفيتش أنه لن يتفاوض مع الصرب حتى توقف الأمم المتحدة جهودها للوصول إلى 70 ألف مواطن محاصرين في "قورشدة" وإمدادهم بالمواد الغذائية.

28 محرم: سياسي ألماني كبير يدعو إلى شن غارات جوية على مواقع الصرب لتخفيف الحصار المضروب على العاصمة سراييفو، ورئيس الائتلاف الحاكم في ألمانيا بوهانز جيرستر يدعو إلى تدمير المدافع الصربية، ويتهم المجموعة الأوروبية بالتهرب من مسؤولياتها لعدم استقبال لاجئي البوسنة.

واستمرت أحداث هذه الحرب على هذا الروتين القاتل، حتى سنة (1995 م)؛ حيث تم توقيع اتفاق "دايتون" الذى اعترفت فيه الصرب بدولة البوسنة مستقلة، على أن يكون لصرب البوسنة دولة لهم داخل البوسنة مصالح، وإيجاد اتحاد فيدرالى بين المسلمين والكروات.