أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 19 نوفمبر 2022

ارتشاف الرحيق من أسانيد عبد الله بن الصديق تأليف الشيخ الدكتور المهندس محمود سعيد ممدوح بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

ارتشاف الرحيق من أسانيد عبد الله بن الصديق

تأليف الشيخ الدكتور المهندس محمود سعيد ممدوح

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


 تمهيد/ هذه الرسالة الماتعة، جمع فيها الشيخ محمود ممدوح -حفظه الله، أسانيد الشيخ المحدث عبد الله بن الصديق الغماري -رحمه الله -، والتي تدور عليها أغلب أسانيد المشرق والمغرب، لا سيما في كتب الحديث ومصنفاته، وهي أسانيد فريدة حسنةٌ، تضمنت الرواية عن عدد من علماء عصره، والذين بلغ عدتهم في هذه الرسالة (33) عالماً وفقيهاً ومحدثاً، منهم شيخة واحدة، هي (أم البنين).

وهي في الجملة أسانيد عالية القدر، نافعة في باب الرواية، ولا شك أن مثل هذه الرسائل نافعة لطلبة العلم من حيث أنها تقرب الأسانيد، وتبين مظانها، وتبين الأثبات التي عليها مدار الإسناد عند المتأخرين، وهو فتحٌ لباب الاتصال بالسلف الكرام من طريق هؤلاء الأعلام، بعيداً عن الملاحظات والأخطاء التي وقع فيها الشيخ عبد الله الغماري -رحمه الله، لأن له جهوداً محمودة في التصنيف ونشر علوم السُّنة.

1-الشيخ أحمد بن محمد القاسمي الحسيني الطهطاوي الحنفي المصري، صاحب (المسعى الحميد في بيان وتحرير الأسانيد)، يروي عن:

أبيه عن جده لأمه علي بن محمد الفرغلي الأنصاري، وعن شيخ الهند الشاه أحمد ولي الله الدهلوي صاحب الأثبات المتعددة.

-ويروي الفرغلي: عن أبي هريرة داود القلعي، عن أبي الفيض محمد مرتضى الزبيدي (ت 1205 هـ) مُسند المشرق.

-ويروي الشاه الدهلوي: عن أبي طاهر محمد بن إبراهيم الكردي الكوراني، عن أبيه بما في ثبته (الأمم لإيقاظ الهمم).

ب-شيخ الإسلام محمد الأنباني الشافعي، ويروي الأنباني عن:

البرهان السقا، ومصطفى المبلط، وللإنباني شيوخ آخرون ذكرهم السيد أحمد القاسمي في (القول الإيجابي في ترجمة العلامة الأنباني)

-ويروي البرهان السقا، عن الأمير الصغير، عن والده محمد الأمير الكبير المالكي الأزهري، في ثبته (سد الأرب من علوم الإسناد والأدب).

-ويروي مصطفى المبلط، عن محمد بن علي بن منصور الشنواني بما في ثبته (الدرر السنية فيما علا من الأسانيد الشنوانية).

2- العلامة أحمد بن محمد بن محمد الدلبشاني الموصلي الحنفي:

يروي عن أبي المحاسن القاوقجي محمد بن خليل الطرابلسي الشامي ثم المصري، بما في أثباته وأعلى ما عنده روايته، عن السيد أحمد البهي الحسيني، عن الحافظ محمد مرتضى الزبيدي في (ثبته).

ويروي الدلبشاني عن أحمد منة الله المالكي عن الأمير الكبير (سد الأرب) المتقدم.

3-العلامة الحافظ أحمد بن الصديق الغماري الحسني:

ويروي عن مائة من الشيوخ، ذكرهم في (المعجم الوجيز)، وأعلى ما عنده:

- روايته عن القاضي الحسين بن علي العمري الصنعاني الذي يروي عن الشوكاني بواسطة.

-وروايته عن جعفر بن إدريس الكتاني الذي يروى بالعامة عن عابد السندي ت 1257 هـ.

-وروايته عن الطيب بن محمد النيفر المعمر التونسي الذي يروي عن الحافظ محمد بن علي السنوسي الخطابي الشافعي ت 1276هـ، بما في إثباته المتعددة، ودويدار الكفراوي الذي يروى بالعامة عن البرهان الباجوري.

-وروايته عن عوض ابن محمد العفري الزبيدي، عن إسماعيل البرزنجي، عن داود القلعي، عن مرتضى الزبيدي، وعن أمة الله

بيكم بنت الشاه عبد الغني الدهلوي عن والدها، وعن سيدة بنت عبد الله بن حـسين بن طاهر العلوية الحضرمية تروي عن والدها بأسانيده المذكورة في (عقد اليواقيت الجوهرية)؛ فإنه من شيوخ عيدروس بن عمر الحبشي، توفي سنة 1314 هـ، وهذا سند في غاية العلو.

-ويروي عن الشهاب أحمد بن محمد الزكاري المعروف بابن الخياط، ووالده شيخ الإسلام محمد بن الصديق الغماري والعلامة المحدث البركة محمد بن جعفر الكتاني، ومحسن ناصر باحـربه وعمر حمدان المحرسي، وعبد الباقي اللكنوي وغيرهم

4-العلامة بهاء الدين أبو النصر القاوقجي الحنفي: ويروي عن أبيه والبرهان السقا بأسانيدهما.

5-شيخ الأزهر الخضر بن الحسين التونسي المالكي: ويروي عن خاله المحدث الكبير المكي بن مصطفى بن عزوز:

ويروي المكي بن عزوز، عن محمد أبو خضير الدمياطي المدني، عن الأمير الكبير.

ويروي المكي بن عزوز أبضاً: عن الشهاب أحمد بن زيني دحلان، عن عثمان بن حسن الدمياطي، عن مشايخه الثلاثة الأمير والشرقاوي، والشنواني، بما في إثباته.

ويروي أحمد زيني دحـلان أيضاً: عن الوجيه عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الكزبري، وهو عمدته في الرواية عن الشاميين.

6-العلامة دويدار الكفراوي التلاوي الشافعي (وهو أحد المعمرين، ومن شيوخ أخيه أحمد بن الصديق):

-يروي عن: البرهان الباجوري بالعامة، عن حـسن القويسني، عن داود القلعي عن مرتضى الزبيدي، عن أحمد السحيمي،

عن عبد الله الشبراوي، وقد مرت أسانيده.

-ويروي دويدار: بالخاصة عن الشربيني والشمس الأنباني، وعبد الهادي نجا الأبياري، والشهاب الرفاعي، وإسماعيل الحامدي، ومحمد بن عيسى القلماوي، وغيرهم.

7-شيخ جامع الزيتونة الطاهر بن محمد بن عاشور التونسي المالكي:

-ويروي عن جده لأمه عبد العزيز بوعتور، عن محمد صالح الرضوي البخاري، عن رفيع الدين القندهاري، عن محمد بن عبد الله المغربي المدني، عن عبد الله بن سالم البصري بما في ثبته (الأمداد).

ومن مشايخه الحافظ محمد بن علاء الدين البابلي الشافعي، والحسن العجيمي الحنفي، والشهاب أحمد بن محمد النخلي بما في (أثباتهم).

-ويروي الرضوي أيضاً: عن عمر بن عبد الكريم العطار المكي، عن مرتضى الزبيدي وصالح الفلاني وعلي بن عبد البر الونائي بما في

(أثباتهم).

8-العلامة طه بن يوسف الشعبيني الشافعي:

-ويروي عن الشهاب أحمد الرفاعي، عن مصطفى المبلط عن الأمير والشنواني، والأخير -يعني الشنواني -عن الزبيدي. ومن مشايخه: الحافظ المغربي محمد بن إدريس العراقي.

ويروي الشعبيني عن:

-الشمس محمد الأنباني، عن البرهان السقا الشبرانجومي الشافعي توفي سنة 1298هـ.

-وعن عبد الله بن عودة بن عبد الله القدومي الحنبلي، عن عبد الرحمن الطيبي الدمشقي، عن أحمد بن عبيد العطار عن إسماعيل العجلوني بما في ثبته (حـلية أهل الفضل والكمال باتصال الإسناد بكُمّل الرجال).

9-العلامة عبد الباقي الأنصاري اللكنوي الحنفي:

ومن شيوخه ابن خالته علامة الهند أبو الحسنات محمد عبد الحي ابن عبد الحليم اللكنوي ت 1304 هـ، عن عبد الغني الدهلوي ابن أبي سعيد الدهلوي، عن والده ومحمد إسحاق الدهلوي، عن جد الأخير لأمه عبد العزيز بن ولي الله أحمد بن عبد الرحـيم الدهلوي بما في أثباته =يعني عبد الباقي اللكنوي -المتعددة (كالإسعاد)، و(نشر الغوالي)، و(المناهل السلسة).

-ويروي عن صالح بن عبد الله العباسي، عن أبي المحاسن القاوقجي ومحمد بن علي السنوسي بما في أثباتهما.

-ويروي عن الشهاب أحمد بن إسماعيل البرزنجي، عن أبيه، عن صالح العمري الفلاني بما في ثبته (قطف الثمر في رفع أسانيد المصنفات في الفنون والأثر).

-ويروي عن وعن السيد أمين بن رضوان المدني، عن العلامة حسن العدوي الحمزاوي، عن الأمير الصغير عن والده صاحـب الثبت المشهور المتداول. ويروي أمين رضوان: عن عبد الغني الدهلوي بأسانيده.

-ويروي اللكنوي عن أحمد بن عبد الله بن أبي بكر المكي، عن أبيه عن عمر بن عبد الكريم العطار، عن الحافظ مسند الدنيا السيد مرتضى الزبيدي الحنفي، وللعلامة عبد الباقي اللكنوي شيوخ آخرون ذكرهم في أثباته.

10-محدث الحرمين الشريفين العلامة عمر بن حمدان المحرسي المالكي:

-وهو يروي عن نحو مائة شيخ منهم فالح بن محمد الظاهري المهنوي المدني بما في أثباته المتعددة، والتي طبع منها: (حـسن الوفا لإخوان الصفا). ومن أخص شيوخه الحافظ محمد بن علي السنوسي ما في أثباته المتعددة.

-ويروي عن علي بن ظاهر الوتري وعبد الحق الهندي وعبد الجليل برادة ثلاثتهم عن محدث المدينة عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي.

-ويروي علي بن ظاهر الوتري عن أحمد منة الله الأزهري المالكي عن الأمير الكبير بما في ثبته.

-ويروي أيضاً: عن قاضي محا العلامة الشيخ محمد سعيد عن السيد سليمان بن محمد بن عبد الرحمن بن سليمان الأهدل عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن سليمان الأهدل بما في ثبته (النفس اليماني بإجازة القضاة بني الشوكاني).

-ويروي عن السيد محمد بن عبد الرحمن بن حسن الأهدل، عن العلامة حسين ابن محمد السبيعي الأنصاري، عن أبيه عن العلامة محمد بن علي الشوكاني بما في ثبته (إتحاف الأكابر)، وعالياً عن المفتي حـسين بن محمد الحبشي المكي عن الشريف محمد ابن ناصر الحازمي وعن أبيه، كلاهما عن محمد بن على الشوكاني.

-ويروي عن الشهاب أحمد بن إسماعيل البرزنجي عن أبيه إسماعيل بن زين العابدين البرزنجي، عن صالح بن محمد العمري الفلاني بما في

قطف الثمر.

-ويروي عن محمد عابد بن حـسين بن إبراهيم المالكي، عن مفتي الشافعية أحمد زيني دحلان، عن شيخه الوجيه عبد الرحمن الكزبري وعثمان بن حسن الدمياطي.

-ويروي عن أبي النصر محمد الخطيب عن عبد الله التلي عن عبد الغني النابلسي.

11-العلامة عبد الحفيظ بن الطاهر بن عبد الكبير الفهري المالكي:

-يروي عن جماعة منهم: والده محمد الطاهر الفهري، عن عبد الغني الدهلوي، والبرهان السقا، وأحمد زيني دحلان بأسانيدهم، ومنهم: عمه أبو جيدة بن عبد الكبير، عن عبد الغني الدهلوي، وأحمد بن زيني دحلان، ومحمد بن حسن جمل الليل وغيرهم.

-ويروي عن أبي الحسن علي بن ظاهر الوتري، وفالح الظاهري وعبد الجليل بن عبد السلام برادة وقد مرت أسانيدهم.

وللعلامة الفهري كتباً، منها: (رياض الجنة) وهو معجم شيوخه و(استنزال السكينة الرحمانية في التحديث بالأربعين البلدانية) و(الآيات البينات في شرح وتخريج المسلسلات).

12-العلامة عبد القادر بن توفيق شلبي الطرابلسي الحنفي:

-يروي عن حبيب الرحمن الكاظمي الهندي، ثم المدني عن الملا عبد الرحمن بانيبتي، عن محمد إسحاق الدهلوي عن جده عبد العزيز الدهلوي، عن والده ولي الله الدهلوي عن أبي طاهر الكوراني عن أبيه البرهان الكوراني بما في (الأمم).

-ويروي عن حبيب الرحمن، عن أحمد بن زيني دحلان، عن عثمان بن حسن الدمياطي ويوسف الصاوي ومحمد الكتبي، ثلاثتهم عن الأمير الكبير.

-ويروي عن حـسين بن محمد الحبشي مفتي الشافعية المكي عن أبيه ومحمد بن ناصر الحازمي، عن الشوكاني وعابد السندي وعبد الرحمن الأهدل بما في أثباتهم. ويروي السيد حـسين أيضاً عن محمد العزب الكبير المدني وأحمد زيني دحلان، ومفتي زبيد عبد القادر الأهدل وعيدروس بن عمر الحبشي.

-ويروي عن جماعة آخرين منهم: حـسين بن محمد الجسر الطرابلسي ومحمد أمين رضوان المدني، ومحمد بن جعفر الكتاني، ومحمد بن عبد الكبير الكتاني، وأحمد ابن إسماعيل البرزنجي، وعبد الجليل برادة وأحمد بن حـسن العطاس، وأبي المحاسن محمد بن خليل القاوقجي وعبد الله صوفان القدومي النابلسي وغيرهم.

13-العلامة عبد الواسع بن يحيى الواسعي اليمني الزيدي:

-يروي عن الحسين بن محمد العمري، والإمام يحيى بن حميد الدين، وأبي بكر شطا المكي، وبدر الدين البيباني، ويوسف الدجوي، ويوسف النبهاني وغيرهم مذكورين في ثبته (الدر الفريد الجامع لمتفرقات الأسانيد)، وشيوخه يزيدون على السبعين.

14-العلامة محسن بن ناصر باحربه الحضرمي الشافعي:

-يروي عن عيدروس بن عمر الحبشي بأسانيده في ثبته (عقد اليواقيت الجوهرية)، والبرهان إبراهيم بن حـسن السقا، والشمس محمد

الأنباني وعبد الرحمن الشربيني، وطبقتهم من علماء مصر وقد مرت أسانيدهم.

-ومن شيوخه من غير المصريين العلامة السيد أحمد بن الحسن العطاس العلوي، والعلامة حـسين بن محمد الحبشي، والفقيه الشافعي علوي بن أحمد السقاف العلوي والمحدث أحمد بن مصطفى الكمشخانوي والمحدث مكي بن عزوز التونسي المالكي نزيل استانبول وغيرهم.

15-العلامة شيخ الإسلام محمد بن الصديق الغماري الحسني المالكي

يروي عن أبي جيدة بن عبد الكبير، وجعفر بن إدريس الكتاني، وولده محمد ابن جعفر وأحمد بن الخياط ومحمد بن قاسم القادري وغيرهم مما هو في (التصور والتصديق في أخبار سيدي الشيخ محمد بن الصديق) للحافظ أحمد الصديق.

16-العلامة محمد إمام بن إبراهيم السقا الشافعي:

-وعمدته في الرواية والده شيخ الشافعية بمصر إبراهيم بن علي بن حـسن الشبرابخومي الأزهري المصري الشهير بالسقا عن الأمير الصغير عن والده عن ولي الله ثعيلب، عن الشهابين الملوي والجوهري عن عبد الله بن سالم البصري بما في (الأمداد)

-ويروي الشهابين عن محمد بن أحمد العجمي عن الخطيب الشوبري، عن الشمس محمد الرملي، عن زكريا بن محمد الأنصاري، عن حـافظ الدنيا أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني بأسانيده.

-ويروي محمد إمام السقا عن جماعة آخرين منهم: عبد الحميد الداغستاني عن البرهان السقا، وعن أحمد زيني دحلان بأسانيده.

17-العلامة المفسر شيخ المعقول والمنقول محمد بخيت المطيعي الحنفي:

-يروي عن محمد عليش وعبد الرحمن الشربيني وأحمد الرفاعي ومحمد الخضري. والأخير -يعني الخضري -عن البرهان إبراهيم الباجوري بأسانيده، وعن عبد الرحمن البحراوي عن حـسين الكتبي، عن أحمد الطهطاوي محشي الدر عن حـسن الجداوي عن علي الصعيدي عن شيوخه المذكورين في ثبته.

-ويروي عن المحدث ضياء الدين أحمد بن مصطفى الكمشخانوي، عن أحمد ابن سليمان الأروادي وأحمد الصاوي عن عبد الرحمن الكزبري ومحمد أمين عابدين وعلي بن عيسى النجاري ومصطفى المبلط وغيرهم.

18-العلامة محمد بن محمد الحلبي المصري الشافعي

-يروي عن: محمد الخضري، والشهاب أحمد الرفاعي، ومحمد الأشموني وأحمد شرف الدين المرصفي/ والأخير عن أخيه شمس الدين المرصفي عن أبي هريرة داود القلقي، عن الحافظ مرتضى الزبيدي الحنفى.

19-العلامة محمد بن إدريس القادري الفاسي المالكي:

وهو شارح (جامع الترمذي) وصاحب (إزالة الدهش والوله عن المتحير في حـديث ماء زمزم لما شرب له).

-يروي عن أبي جيدة بن عبد الكبير وعلي بن ظاهر الوتري، كلاهما عن عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي، عن أبيه وطريقه، معروف، وعن عابد السندي عن صالح الفلاني بما في ثبتيها.

-ويروي عن محمد التهامي الوزاني عن صالح التدلاوي عن بدر الدين الحمومي عن التاودي بن سودة بأسانيده.

-ويروي عن محمد بن أحمد بن محمد الصقلي عن أبيه عن جده عن الحافظ إدريس ابن محمد العراقي الفاسي.

20-شيخ الجماعة المكي بن علي البطاوري المالكي:

يروي عن إبراهيم بن محمد التادلي، وعلي بن سلمان البوجمعوي محشي الكتب الستة بما في ثبته المطبوع، ومن مشايخه عبد الغني الدهلوي، ويروي المكي عن عبد الجليل برادة وعلى الوتري وفالح الظاهري وطبقتهم.

21-الشيخ المهدي بن العربي الهاشمي الزرهوني المالكي:

-يروي عن أبيه عن العربي بن عبد المعطي الشرقاوي ومحمد بن عامر المعداني، كلاهما عن محمد بن أبي القاسم الرباطي عن أحمد بن عبد العزيز الهلالي صاحـب الثبت.

-ويروى العلامة عبد العزيز الهلالي، عن الشهاب أحمد بن عبد الفتاح الملوي، عن عبد الله بن سالم البصري.

22-قاضي القضاة يوسف بن إسماعيل النبهاني الشافعي:

-يروي عن البرهان السقا ومحمود بن حمزة الحمزاوي وأبي الخير بن عابدين وحـسين بن محمد الحبشي والشمس الأنبابي وعبد الهادي نجا الأبياري وبدر الدين الدمشقي وذكرهم في ثبته (هادي المريد).

23-العلامة أبو القاسم بن مسعود الدباغ الحسني

-يروي عن أحمد بن إسماعيل البرزنجي وعبد الجليل بن عبد السلام براده المدني وأبي الحسن علي بن ظاهر الوتري وفالح بن محمد الظاهري المهتدي بأسانيدهم.

24-العلامة محمد بن إبراهيم بن علي الحميدي السمالوطي المالكي:

-يروي عن العلامة المعمر محمد الخضري الدمياطي عن إبراهيم الباجوري الشافعي ومحمد الدمنهوري ومحمد بن أحمد الفضالي ثلاثتهم

عن أصحاب الإثبات الثلاثة عبد الله ابن حجازي الشرقاوي، ومحمد على الشنواني ومحمد الأمير الكبير.

-ويروي عن العلامة الكبير محمد بن عليش المالكي عن البرهان السقا بأسانيده.

-ويروي عن الشمس الأنبابي عن عبد الهادي نجا الأبياري الحسيني المصري عن عبد القادر عبد السلام اليزلتني الطرابلسي نزيل الإسكندرية عن العلامة المسند الحافظ محمد مرتضي الزبيدي. وروى الشمس الأنبابي عن أبي موسى عمران اليزلتني المالكي عن الحافظ محمد بن على السنوسي بما في أثباته المتعددة.

-ويروي عن جماعة آخرين منهم محمد بن إبراهيم الوراقي ومحمد نور الصعيدي ومحمد مخيمر ومحمد بن علي الببلاوي الحسيني وعلي أفندي البكري وأبي الهدى الصيادي الرفاعي وآخرين.

25-العلامة بدر الدين بن يوسف بن بدر الحسني الشافعي:

-يروي عن والده وكامل بن أحمد الهبراوي الحلبي ومحمد أمين وعبد الرزاق البيطار بأسانيدهم.

ومن شيوخه السيد أبو الهدى محمد بن علي الصيادي، عن العلامة محمد بن علي الحبشي الإسكندري المعمر عن مرتضى الزبيدي.

-ويروي عن البرهان إبراهيم السقا بأسانيده.

-ويروي عن حـسين بن محمد الحبشي، عن محمد بن ناصر الحازمي، عن الشوكاني وعابد السندي وعبد الرحمن بن سليمان الأهدل.

-ويروي عن غيرهم خلائق منهم علي بن ظاهر الوتري وفالح الظاهري وأحمد البرزنجي وعثمان الداغستاني ومحمد بن أحمد بن عابدين وغيرهم.

26-العلامة محمد بن محمود خفاجة الدمياطي:

-يروي عن أبي المحاسن محمد بن خليل القاوقجي بما في أثباته، وأحمد بن زيني دحلان عن عثمان بن حسن الدمياطي والحفيد الكزبري.

-ويروي عن محمد أبي خضير الدمياطي عن محمد بن صالح الرضوي البخاري وإبراهيم الباجوري عن الشنواني.

27-العلامة عويد بن نصر الخزاعي المكي الشافعي:

يروي عن عبد الهادي نجا الأبياري ومحمد عليش المالكي وأحمد شرف الدين المرصفي والشمس محمد الأنبابي بأسانيدهم.

28-العلامة توفيق بن محمد الأيوبي الأنصاري الدمشقي الحنفي:

-يروي عن ابن خاله محمود بن حمزة الحسيني الحمراوي عن الوجيه الأهدل عن جده عن صالح الفلاني وعلي بن عبد البر الونائي والأمير الكبير ومرتضى الزبيدي بأسانيدهم.

-ويروي توفيق الأيوبي عن محمد الطنطاوي الأزهري عن البرهان السقا بأسانيده.

-ويروي محمد الطنطاوي عن محمد المرصفي عن داود القلعي عن السيد مرتضى الزبيدي وله إثبات متعددة وألفية السند.

29-العلامة خليل بن بدر بن مصطفى الخالدي الحنفي:

-يروي عن جعفر بن إدريس الكتاني بما في إعلام الأئمة الأعلام وأسانيدها بما لنا من المرويات وأسانيدها.

-ويروي عن علي بن ظاهري الوتري عن عبد الغني الدهلوي بأسانيده.

-ويروي عن فالح بن محمد الظاهري عن الحافظ محمد بن علي السنوسي بأسانيده، ويروي عن جماعة آخرين منهم محمد عاطف الرومي الإسلامبولي وجمال الدين الأفغاني وعبد الرحمن الشربيني وغيرهم.

30-العلامة محمد راغب الطباخ الحلبي الحنفي:

-يروي عن بدر الدين بن يوسف الدمشقي بأسانيده التي مرت، عن كامل الهبراوي عن السقا عن الأمير الصغير عن الأمير الكبير بما في ثبته.

-ويروي عن محمد عبد الحي الكتاني، عن العلامة المحدث محمد بن جعفر الكتاني عن حـبيب الرحمن الهندي عن عبد الغني المدني عن عبد الرحمن الكزبري عن بدر الدين محمد بن أحمد المقدسي المعروف بابن بدير عن مصطفى الدمياطي عن محمد بن أحمد بن عقيلة صاحـب المسلسلات.

وبقية أسانيد محمد راغب الطباخ في الأنوار الجلية في (مختصر الأثبات الحلبية) وهو ثبت مفيد.

31-العلامة فتح الله بن أبي بكر البناني المالكي:

-يروي عن إبراهيم ابن محمد التادلي عن الوليد العراقي عن الطيب عبد المجيد بن كيران وحمدون بن عبد الرحمن بن الحاج وإدريس بن علي زين العابدين العراقي ثلاثتهم عن التاودي ابن سودة.

ويروي ابن كيران وابن الحاج عن محمد ابن عبد السلام الناصري عن حـافظ المغرب إدريس بن محمد العراقي عن محمد بن عبد الرحمن الفاسي بما في ثبته (المنح البادية في الأسانيد العالية).

-ويروي فتح الله البناني عن عبد الله بن درويش السكري وبكري بن حامد العطار وجماعة ذكرهم في معجم (المجد الشامخ فيمن اجتمعت فيه من المشايخ).

32-المسندة أم البنين آمنة بنت عبد الجليل بن سليم الذرا الحنفية:

تروي عن أحمد بن إسماعيل البرزنجي عن أبيه عن صالح الفلاني.

وعن أحمد بن عثمان العطار المكي والمفتي حـسين بن محمد الحبشي، وصديق حسن خان وحسين بن محسن الأنصاري بأسانيدهم.

33-العلامة محمد بن محمد بن زبارة الحسني الزيدي:

-يروي عن القاضي حـسين العمري عن إسماعيل الكبس عن الشوكاني بما في ثبته.

ويروي عن محسن ناصر باحـربة عن عيدروس بن عمر الحبشي بما في عقد اليواقيت وعن أحمد الصديق الغماري بما في المعجم الوجيز.

-ويروي عن يحيى بن محمد بن يحيى حميد الدين الحسني عن والده وعلي بن علي اليماني وأحمد بن عبد الله الجنداري عن عبد الكريم بن عبد الله أبو طالب عن الشوكاني بما في ثبتهما (إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر)، وقد أجاز شيخنا جزاه الله خيراً لمن أدرك حـياته بالشرط المعتبر عند أهل الحديث.

 



الأربعاء، 16 نوفمبر 2022

حكم قراءة الحائض والجنب القرآن د. سلمان بن نصر الداية بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

حكم قراءة الحائض والجنب القرآن

د. سلمان بن نصر الداية

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة



تمهيد/ هذا البحث الفقهي النفيس، يتناول مسألةً فقهية مهمة، وهي حكم قراءة القرآن للجنب والحائض؟ وقد تضمن هذا البحث مقدمة ذكر فيها شيخنا البحّاثة سلمان الداية فضل القرآن، وحث شباب الصحوة على ملازمة القرآن الكريم، ثم ذكر مطلبين: الأول في حكم قراءة الجنب القرآن، والثاني: في حكم قراءة الحائض والنفساء القرآن، ثم جعل خاتمة ضمنها المذهب الراجح، مع ذكر مـسوغات الترجيح.

وتوصل شيخنا البحّاثة الدكتور سلمان إلى ترجيح مذهب القائلين بكراهة قراءة القرآن للحائض والجنب على سبيل التنزيه، وأن ذلك لا يحرم، استناداً إلى قول سيدنا عمر رضي الله عنه، وقول الإمام الشافعي رحمه الله، وعدد من علماء المذاهب المتبوعة.

ولذلك قال: وبعد عرض أدلة المذاهب، أَجِدني على قناعة بترك الجنب قراءة القرآن، لا على سبيل الحتم، بل على سبيل الكراهة، تمسكاً بظاهر كلام أمير المؤمنين عمر، وكلام محمد بن مسلمة، وبما قاله الإمام الشافعي رضي الله عنه: (وأُحب للجنب والحائض أن يدعا القرآن حتـى يطهرا احتياطاً؛ لما روي فيه، وإن لم يكن أهل الحديث يثبتونه)

وبما قال العلّامة الألباني _ رحمه االله _ وقوله  صلى الله عليه وسلم (إني كرهت أن أذكـر الله عز وجل إلا على طهر)،صريح في كراهة قراءة الجنب؛ لأن الحـديث ورد في السلام كما رواه أبو داود، وغيره بسند صحيح؛ فالقرآن أولى من السلام كما هـو ظاهر، والكراهية لا تنافي الجواز كما هو معروف، فالقول بها لهـذا الحـديث الـصحيح واجب، وهو أعدل الأقوال إن شاء الله تعالى.

وأضاف شيخنا الدكتور سلمان: وتنتفي الكراهة إذا قوي داعي القراءة، كـما لـو خافت الحائض نسيان مـا تحفـظ مـن كتاب الله، أو التحقت بدورات التلاوة والتجويد تعلمـاًُ، أو تعليمـاً، أو انتظمـت بدراسـة شرعية، أو جامعية تُكَلَّفُ معها بِحِفْظِ ما تيسر مـن القـرآن؛ وذلـك أنـه يـشق علـى المؤسسات الراعية لذلك، أن تتكيف مع ظرف كل طالبة تنفس أو تحيض.

ولا يجوز لهما مسُّ المصحف ما لم تكن معلمة أو متعلمـة، وإلا جاز مسها له.

وقد اختلف العلماء في قراءة الجنب والحائض القرآن:

١-فذهبت طائفة إلى عدم الجواز، ولو شيئاً قليلا آية أو دونها، إن كان بقصد القراءة والذكر، منهم عمر بن الخطاب، وعلي بن أبـي طالب، وجابر بن عبد االله، والحسن، وإبراهيم، والزهري، وقتـادة، وأبـو حنيفـة، وأبـو يوسف، ومحمد، ومالك، والشافعي، وأحمد ، والأوزاعي.

٢-وذهبت طائفة أخرى إلى جواز قراءة القرآن للجنب مطلقاً؛ منهم ابن عباس رضي الله عنه، وعكرمة، وسعيد بن المسيب، وأبو مجلز، والبخاري، والطبري، وداود، وابن المنذر، وابن حزم، وابن تيمية -رحمهم الله تعالى.

واتفقوا على أن نظر الجنب للقرآن، وإجراؤه على قلبه، وتحريك لسانه وهمسه به من غير أن يُسمع نفسه لا يحرم؛ لأنه لا يُسمى قراءة، وكذلك لا يحرم قراءة منسوخ تلاوة، ولا كلام الله تعالى الوارد على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.

واستدل المانعون بأدلةٍ، منها:

١-عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: () أخرجه أحمد،كانَ رسولُ اللهِ ﷺ يأتي الخلاءَ، فيقضي الحاجةَ ثمَّ يخرجُ فيأكُلُ معَنا الخُبزَ واللَّحمَ ويقرَأُ القرآنَ ولا يحجُبُهُ وربَّما قالَ: لا يحجزُهُ عنِ القرآنِ شيءٌ إلّا الجَنابةَ وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

هذا الحديث صححه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وصححه ابن السكن، وغيرهم.

ودلّ هذا الحديث، على أن الجنابة مانع من قراءة القرآن قليلها، وكثيرها؛ لأن القرآن يطلـق على الآية منه، والآيات.

واعترض المجيزون عليه: بأنه ضعيف، فقد ضعفه البخاري، وأحمد، وتوقف فيه الشافعي، وضعفه شعبة، وابن المنذر، وسبب تضعيفه هو ضعف أحد الرواة، وهو (عبد االله بن سلمة) وهو صدوق تغير حفظه بأخرة، وقد حدَّث بهذا الحديث بعد اختلاطه.

وقال ابن حجر في الفتح: "رواه أصحاب السنن، وصححه الترمذي، وابن حبان، وضعف بعضهم أحد رواته، والحق أنه من قبيل الحسن يصلح للحجة".

قال المجيزون: وعلى فرض الصحة، فلا حجة في الحديث؛ لأنه ليس فيه نهي عن القراءة، وإنمـا هي حكاية فعل له، ولم يبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه إنما امتنع من ذلك، لأجل الجنابة، وغاية ما يدل عليه الحديث إن صح أن يُحمل على أكمل الأحوال جمعاً بين الأدلة.

٢-عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يقرأُ الحائضُ ولا الجنُبُ شيئًا من القرآنِ). أخرجه الترمذي وابن ماجه.

ودل هذا الحديث بنصه على منع الجنب والحائض من قراءة القرآن، وكلمة (شسئاً) نكرة في سياق النفي، فتفيد العموم، لقليل القرآن وكثيره، والنفي يتضمن معنى النهي.

 واعترض المجيزون: بأن هذا الحديث ضعيف، وذكروا له عللاً، ذكرها الألباني في (الإرواء).

٣-عن عبيدة قال: (كان عمر رضي الله عنه يكره أن يقرأ القرآن وهو جنب)، ومثله قال محمد بن مسلمة، ذكره ابن المنذر في (الأوسط)، قال: (كره للجنب أن يقـرأ القـرآن حتـى يغتسل).

وأجاب المجيزون: بأن عمر رضي الله عنه، قال ذلـك تزهيـداً فـي القــراءة حـال الجنابة، وترغيباً في تركها، تعظيماً لكتاب االله تعالى، وأن الكراهة لا تنافي المشروعية.

٤-وعن جابر رضي الله عنه، قال: (لا تقرأ الحائض ولا الجنب ولا النفساء القرآن).

يقول الشيخ سلمان الداية: يحمل النهي على الكراهة لا على التحريم جمعاً بينه وبين ما ثبت عن عمر رضي الله عنه.

٥-وعن عائشة _ رضي االله عنها: (أَن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يتكئ في حجرِي وأَنا حـائض، ثُم يقْرأ ا لقرآن) رواه البخاري.

أفاد الحديث عدم جواز القراءة للحائض؛ إذ لو كانـت جائزة، لمـا احتـيج إلـى التنصيص بجواز قراءة الغير في حجرها.

واعترض عليه المجيزون: بما قاله البخاري، حيث استدل بالحديث نَفْسِه على جواز قراءتها القـرآن، ووجه ذلك: أنها لو كانت ممتنعة منها، لامتنع النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن القراءة في محـلٍّ حامـلٍ لحيضٍ تشريفاً للقرآن؛ لأن قراءتها لـه في تلك الحالة حالة استقذار، والقرآن منزّهٌ عن ذلك.

٦-عن جابر بن عبداالله، أنه سئِلَ عن المرأة الحائض، والنفساء، هـل تقـرأ شـيئاً مـن القرآن ؟ قال: (لا). رواه ابن المنذر في (الأوسط).

٧-عن إبراهيم، قال: (كان عمر رضي الله عنه، يكره أو ينهى أن يقـرأ الجنـب والحـائض ) أي القرآن. رواه الدارمي في (مسنده).

واعترض عليه المجيزون، بقولهم: أن غاية ما يدل عليه نهي عمر هو الكراهية لا التحريم، والكراهة لا تنافي الإذن والحلَّ؛ بل غاية ما تفيده، أن ترك القراءة أولـى مـن القراءة.

واستدل المجيزون بأدلةٍ، منها:

١-عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه) رواه مسلم. والذكر في هذا الحديث عند الإطلاق يشمل القرآن وغيره، وقوله (على كل أحيانه) يشمل حال الجنابة وغيرها.

٢-أخرج ابن المنذر في (الأوسط): عن عبيد بن عبيدة، قال : قرأ ابن عباس شيئاً من القرآن وهو جنب، فقيل له في ذلك. فقال: (ما في جوفي أكثر من ذلك). وعن عكرمة عن ابن عباس (أنه كان يقرأ ورده وهو جنب). وعن أبي مجلز قال: دخلت على ابن عباس فقلت لـه: أيقرأ الجنـب القـرآن ؟ قـال: (دخلت علي وقد قرأت سبع القرآن، وأنا جنب). وأخرج ابن حزم في (المحلى): عن نصر الباهلي، قال: (كان ابن عباس يقرأ البقرة وهو جنب).

الشاهد: أن الحيض كالجنابـة، فـإن كلاً منهما حدثٌ لا يرفع إلا بطهارة الغسل، ولا تصح معهما الصلاة إلا بالطهارة.

٣-وروى ابن المنذر في (الأوسط)، قال: كان عكرمة لا يرى بأساً للجنب أن يقرأ القرآن، وقيل لسعيد بن المـسيب: أيقـرأ الجنب القرآن ؟ قال : (نعم، أليس في جوفه)، وعن يونس بن يزيد عن ربيعة، قال: (لا بأس أن يقرأ الجنب القرآن)، وعن حماد، قال: سألت سعيد ابن المسيب عن الجنب، هل يقرأ القرآن ؟ فقال: (وكيف لا يقرأه وهو في جوفه ؟)، وعن حماد بن أبي سليمان، قال: سألت سعيد بن جبير عن الجنب يقرأ، فلم ير به بأسـاً، وقال: (أليس في جوفه القرآن ؟)

٤-وقد أخرج البخاري في باب (تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطـواف بالبيـت) جملة من الأحاديث والآثار منها: ولم ير ابن عباس بالقراءة للجنب بأساً، (وكان النبـي صلى الله عليه وسلم يذكر االله في كل أحيانه). 

قال الحافظ: ولم يستثن البخاري من جميع مناسك الحج إلا الطواف، فاشترط له الطهارة، وإنما استثناه لكونه صـلاة مخصوصةً، وأعمال الحج مشتملةً على ذكرٍ، وتلبية، ودعاء، ولم تمنع الحائض من شـيء من ذلك، فكذلك الجنب؛ لأن حدثها أغلظ من حدثه.

٥-وحكى ابن المنذر أن محمد بن مسلمة قال : وأما الحائض ومن سواها، فلا يكره لهـا أن تقرأ القرآن؛ لأن أمرها يطول، فلا تدع القرآن، والجنب ليس كحالها.










أسماء الريح لابن خالويه (ت 370 هـ) تحقيق: أ. د. حاتم صالح الضامن بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

أسماء الريح لابن خالويه (ت 370 هـ)

تحقيق: أ. د. حاتم صالح الضامن

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

تمهيد/ هذه رسالة صغيرة الحجم، في بيان أسماء الريح وسردها، حيث تناول ابن خالويه هذا الموضوع بالبيان والتفصيل، وفسّر قسماً منها، واستدل على ما أورده بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والأشعار العربية. الريح اسمٌ مؤنثة، وتصغيرها رُويحة، والياء في الريح منقلبة عن واو، وأصلها (رِوْح)؛ فانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.

والريح جُندٌ من جند الله تعالى، وآيةً من آياته العظيمة، التي يرحم بها عباده المؤمنين، ويهلك بها الكفرة والمكذبين، ولذلك أقسم الله تعالى بها في كتابه؛ فقال: {والذاريات ذرواً} أي الرياح التي تذروا التراب، وقال سبحانه: {والمرسلات عُرفاً} أي الرياح المُرسلة إلى أطرف الأرض بالغيث تارةً والعذاب تارة، وهي معجزةٌ سخرها الله لأنبيائه، فقد كانت الريح معجزةً مسخّرةً لسليمان عليه السلام، قال سبحانه: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ} (سبأ: 12)، وكانت آيةً من آيات النصر على المشركين والأعداء، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (نُصرت بالصَّبا)، ومع ذلك فقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا هبّت الريح فزع إلى الدُّعاء، وقال: (اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشرِّ ما فيها، وشرِّ ما أرسلت به).

والرّيح سبب لإنزال القطر والودق والغيث، اللاتي أسماها الله عز وجل (رحمةً)، فقال: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} (الأعراف: 57) أي بين يدي المطر، وبين جل وعلا أنه يرسل الرياح لواقح وغيثاً لعباده ليشربوا من الماء الطهور وينتفعوا به، {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} (الحجر: 22)، واللواقح هي التي تلقح الأشجار في الربيع.

بل إنه سبحانه عدَّها من النعم العظيمة التي تستوجب الشكر؛ فقال: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (الروم: 46).

وجعل سبحانه وتعالى تصريف الرياح دليلاً ظاهراً على وحدانيته تعالى؛ فقال: {أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (النمل: 63)، وبيّن أنها آية من آياته الكونية الدالة على قدرته؛ فقال: {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (البقرة: 164)، وقال: {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (الجاثية: 5)، وجعلها دليلاً آخر على البعث والنشور؛ فقال: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ} (فاطر: 9).

وجعلها الله تعالى مثلاً لذهاب ما على الدنيا من الزخارف والمُتع؛ فقال: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا} (الكهف: 45).

وبيّن جل في علاه كيفية تشكل الغيث والمطر بواسطة الرياح؛ فقال: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} (الروم: 48)،

المصنفات في الريح:

لم يكن أحمد بن خالويه أول من صنف في أسماء الريح؛ فقد سبقه إلى ذلك: أبو إسحاق إبراهيم بن سفين الزيادي (ت 249 هـ) في كتابه (أسماء السحاب والرياح والأمطار)، وأبو بكر بن السراج (ت 316 هـ) في كتابه (الرياح والهواء والنار).

وقد تناول العلماء هذا الموضوع ضمن كتبهم؛ فأفردوا له فصولاً وأبواباً، منهم أبو عُبيد القاسم بن سلام (ت 224 هـ) في كتابه (الغريب المصنف)، وابن السكيت (ت 244 هـ) في كتابه (تهذيب الألفاظ)، وأبو العباس المبرد (ت 286 هـ) في كتابه (الكامل)، والهمذاني (ت 320 هـ) في كتابه (الألفاظ الكتابية)، وابن فارس (ت 395 هـ) في كتابه متخير الألفاظ، وأبو هلال العسكري (ت بعد 395 هـ) في كتابه (التلخيص في معرفة أسماء الأشياء)، والثعالبي (ت 429 هـ) في كتابه (فقه اللغة)، وابن سيده (ت 458 هـ) في كتابه (المخصص)، والربعي (ت 480 هـ) في كتابه (نظم الغريب)، وابن الأجدابي (ت بعد 480 هـ) في كتابه (كفاية المتحفظ)، والنويري (ت 733 هـ) في كتابه (نهاية الأرب)، ومحمد بن الطيب الفاسي (ت 11170 هـ) في كتابه (تحرير الرواية في تقرير الكفاية).

ومن أسماء الرياح:

1-الرحمة؛ لأن الله يرحم بها عباده بالغيث والقطر، {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} (الأعراف: 57).

2-المؤتفكات؛ لأنها تأفك الأرض، أي: تقشرها وتقلبها. وسميت الريح ريحاً لقوتها وشدتها، قال تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} (الأنفال: 46) أي دولتكم وقوتكم.

3-عاصفة: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ} (الأنبياء: 81).

4-رخاء: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} (ص: 36).

5-إعصار: وهي التي تستطيل في السماء، قال تعالى {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ} (البقرة: 266) أي ريحٌ فيها سموم، ويُكنى الإعصار أبا زوبعة.

6-الصّبا: وهي ريح النصر وتهب من الجنوب، وفي الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: (نُصرتُ بالصّبا، وأهلكت عادٌ بالدّبور).

7-ريح الشمال: وهي التي تُفرق السُّحب.

8-النكبأء: وهي الريح بين الريحين.

9-الشِّفان: الريح الباردة، ويُقال لها (الصَّرُّ)، وإليها الإشارة في قوله تعالى: {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} (آل عمران: 117) أي برد.

10-الصرصر: وهي الشديدة البرد. قال جل جلاله: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} (الحاقة: 6).

11-الهَيفُ: الحارة، وتُسمى: السموم، والحَرور.

12-الألوب: وهي الباردة التي تسف التراب.

13-الزوبعة: وهي الريح التي تثير الغبار، وتديره في الأرض حتى ترفعه في الهواء.

14-القاصف: الريح الشديدة، ومنه قوله تعالى: {أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ} (الإسراء: 69).

15-العقيم: وهي التي تحمل العذاب، ولا خير فيها ولا لقح، وقال سبحانه: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} (الذاريات: 41) أي لا تُلقح.

16-الطيبة: قال جل شأنه: {وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ} (يونس: 22).

فوائد:

1-يُقال: أمددته في الخير، ومددته في الشر. قال تعالى: {ويُمددكم بأموالٍ وبنين}، وقال: {ويمدُّهم في طغيانهم يعمهون}.

2-يُقال في البهائم: أُمّات، وفي الناس: أمهات.

3-الرياح أربعة: ريح الشمال: وهي للروح والنسيم عند العرب، والجنوب: للأمطار والأنداء، والصّبا من الشرق؛ لإلقاح الأشجار، والدَّبور: للعذاب والبلاء.

4-وسمي الذئب ذئباً؛ لأنه إذا اتُقي من وجهٍ جاء من وجهٍ آخر.

5-عن الفراء قال: الحرور: حرُّ الليل، والسَّموم: حرُّ النهار.

ترجمة مختصرة لابن خالويه:

هو أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه، الإمام اللغويّ، من كبار النحاة. أصله من همذان. دخل بغداد طالباً العلم سنة (314 هـ)، فأخذ عن شيوخ النحو واللغة والأدب والقرآن والحديث، ثم زار اليمن وأقام بذمار، مدة، وانتقل إلى الشام فاستوطن حلب. وعظمت بها شهرته، فأحله بنو حمدان منزلة رفيعة. وكانت له مع أبي الطيب المتنبي مجالس ومباحث ومناظرات عند سيف الدولة. وعهد إليه سيف الدولة بتأديب أولاده، وتقدم في العلم حتى كان أحد أفراد عصره. وتوفي في حلب.

ومن شيوخه:

ابن دُريد (ت 321 هـ)، ونفطويه (ت 323 هـ)، وابن مجاهد (ت 324 هـ)، وابن الأنباري (ت 328 هـ)، ومحمد بن مخلد العطار (ت 331 هـ)، وأبو عمر الزاهد (ت 345 هـ)، وأبو سعيد السيرافي (ت 368 هـ)، وغيرهم كثير.

ومن تلاميذه:

عبد المنعم بن غليون (ت 380 هـ)، وأبو بكر الخوارزمي (ت 383 هـ)، والمعافى بن زكريا (ت 390 هـ)، وسعيد بن سعيد الفارقي (ت 391 هـ)، وأبو الحسن السلامي (ت 394 هـ)، وغيرهم كثير.

ومن آثاره ومصنفاته:

1-إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم.

2-القراءات.

3-الحجة في القراءات.

4-رسالة في أسماء الريح.

5-شرح ديوان أبي فراس الحمداني.

6-ليس في كلام العرب.

7-مختصر في شواذ القرآن.

8-شرح فصيح ثعلب.

ولا بُد من الإشارة إلى أن هناك كتابين نُسبا إلى ابن خالويه غلطاً، الأول: كتاب الشجر، والثاني: كتاب العشرات، وهما لأبي زيد الأنصاري، ولأبي عمر الزاهد.