الجامع لعلوم الإمام أحمد
قسم العقيدة (3)
خالد الرباط -سيد عزت عيد -محمد أحمد عبد التواب
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ هذا الكتاب هو الجزء الأول من قسم العقيدة من جامع العلوم للإمام أحمد -رحمه الله -وقد تضمن أربعة أبواب في مائة فصل، ذكر فيه ما روي عن الإمام في مسائل العقيدة مرتبة على الأبواب، وذلك بما يتعلق بعقيدة أهل السُّنة والجماعة إجمالاً، وحقيقة الإيمان، وإثبات الصفات، والقرآن كلام الله عز وجل، وفيه: بيان وجوب الإيمان بما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن الإيمان يزيد وينقص، والأدلة عليه، وتفاضل أهل الإيمان، وفضل التوحيد، والتحذير من الشرك، وشعب الإيمان، وحكم تارك الصلاة، وتارك الزكاة، وتارك الحج، إلى غيرها من المسائل الدقيقة والكثيرة.
وقد تميَّز هذا الجامع، بالتنوع الكبير في المصادر ما بين كتب المسائل والطبقات والعقائد، كذلك الترتيب في النقل من كل مصدر.
أهم الموضوعات في هذا الجزء:
أولاً: كتاب الإيمان:
1 - كتاب عقيدة أهل السنة والجماعة إجمالًا
2 - باب الإيمان قول وعمل
3 - باب: الإيمان خوف ورجاء
4 - باب: الإيمان يزيد وينقص، ومعنى ذلك
5 - باب: تفاضل أهل الإيمان
6 - باب: التفريق بين الإسلام والإيمان
7 - باب: فضل التوحيد، والخوف من الشرك.
8 - الإيمان ذو شعب، والحياء شعبة منه
9 - باب: أركان الإسلام من الإيمان
10 - باب: حكم تارك الصلاة
11 - حكم تارك الزكاة والحج
12 - أعمال القلوب من الإيمان
13 - نفي الوسوسة محض الإيمان
14 - الطهور وذكر اللَّه من الإيمان
15 - حسن الخلق من كمال الإيمان
16 - باب: حلاوة الإيمان
17 - باب الحب في اللَّه والبغض في اللَّه
18 - باب: صفات المؤمن
19 - الكافر إذا أسلم يؤمر بالاغتسال
20 - طاعات أخرى داخلة في مسمى الإيمان وتزيده
21 - الطيرة من الشرك
22 - ما جاء في الرقى والتمائم
23 - ما جاء في العرافة والكهانة والسحر
24 - سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
25 - النهي عن الرغبة عن الآباء
26 - قول الرجل لأخيه: يا كافر
27 - إثم شارب الخمر والمنان والعاق والمتكبر
28 - ما جاء في الخيانة والكذب
29 - الحلف بغير اللَّه
30 - قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: ليس منا من فعل كذا
31 - النهي عن المدح الكاذب
32 - النهي عن مشابهة الكفار وأهل الكتاب
33 - ما جاء في الأمانة والعهد
34 - المعاصي تنافي كمال الإيمان وإطلاق لفظ الكفر وغيره عليها
35 - باب: من دخل النار من أهل القبلة لا يخلد فيها
36 - باب: بيان المنافقين وصفاتهم
37 - باب: في أن من فعل ذنبًا فارقه الإيمان، فإن تاب عاوده الإيمان
38 - باب أن من الكفر ما لا يخرج من الملة وكذلك الظلم والفسق
39 - باب الرجل يسأل: أمؤمن أنت؟ وكراهية المسألة في ذلك
40 - باب: الاستثناء في الإيمان
41 - باب: فتنة المرجئة وإحداثهم ذلك وأول من تكلم فيه
42 - باب: ذكر المرجئة من هم؟ وأقوالهم
43 - باب: لِمَ سمي المرجئة بهذا الاسم؟
44 - باب: بدء الإيمان كيف كان، والرد على المرجئة
45 - باب: مجانبة المرجئة
46 - باب: الصلاة خلف المرجئة
47 - باب: مناكحة المرجئة
48 - باب: ذم المرجئة
49 - ذم أهل البدع والأهواء والأمر بمجانبتهم
50 - النهي عن مناظرة أهل البدع
51 - التحذير من أهل البدع
52 - حبس أهل البدع
ثانياً: كتاب الصفات، وفيه:
53 - باب: ما جاء في اتصاف اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بالعزة والعظمة والكبرياء
54 - باب ما جاء في قوله تعالى: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}
55 - باب: اللَّه الطبيب
56 - باب: السلام من أسماء اللَّه
57 - باب إثبات صفة العلو والفوقية والاستواء على العرش وأنه سبحانه في السماء، وإثبات الكرسي
58 - باب: "إثبات صفة النزول للَّه تعالى إلى سماء الدنيا
59 - باب: إثبات السمع والبصر
60 - باب: إثبات الإتيان والمجيء
61 - فصل: مناظرة الإمام للجهمية في إثبات الكلام
62 - فصل: إثبات صفة الكلام للَّه تعالى
63 - باب: المعية
64 - باب: إثبات صفة الضحك
65 - ما جاء في وطأة اللَّه "وجًّا"
66 - باب: إن اللَّه خلق آدم على صورته
67 - باب: النهي عن سب الدهر
68 - باب: إثبات الوجه ونعت الحجاب
69 - باب: إثبات الحقو
70 - باب: إثبات العينين
71 - باب: إثبات الذراعين والصدر
72 - باب: إثبات الباع
73 - باب: إثبات اليدين
74 - باب: إثبات اليمين
75 - باب: إثبات الأصابع
76 - باب: إثبات القدم
77 - باب: الرؤية
78 - فصل: إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة
79 - فصل هل رأى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ربه في الدنيا؟
80 - باب جامع في صفات اللَّه تعالى وتنزيهه
كتاب: القرآن كلام اللَّه والرد على الجهمية
81 - باب: القرآن كلام اللَّه
82 - باب: القرآن يحفظ في قلوب الرجال
83 - باب: النهي عن المراء في القرآن
84 - فصل: مبشرات المحنة
85 - فصل: محنة الإمام مع المأمون
86 - فصل: محنة الإمام مع المعتصم
87 - فصل: خروج الإمام من دار المعتصم
88 - فصل: قصة الإمام مع الواثق
89 - فصل: رسالة المتوكل إلى الإمام وجواب الإمام إليه
90 - فصل: ذكر أناس من الجهمية وأخبارهم
91 - فصل: مقالة الجهمية
92 - فصل: فرق الجهمية
93 - فصل: الواقفة والرد عليهم
94 - فصل: مجانبة الواقفة
95 - فصل: اللفظية وحكم الإمام فيهم
96 - فصل: ذكر من قال: القرآن محدث
97 - فصل: مناظرة الجهمية
98 - فصل آخر في الرد على الجهمية
99 - فصل: حكم الجهمية
100 - فصل: مجانبة الجهمية
وقد اعتمد الباحثين على مصادر متنوعة وكثيرة، منها:
١.مسائل حرب الكرماني.
٢.طبقات الحنابلة.
٣.شرح أصول الاعتقاد للالكائي.
٤.السنة لعبد الله بن أحمد.
٥.السنة لأبي بكر الخلال.
٦.العلل برواية المروذي.
٧.مسائل صالح.
٨.مسائل أبي داود.
٩.مسائل ابن هانئ.
١٠.الزهد.
١١.مسائل الكوسج.
١٢.سيرة الإمام الصالح.
١٣.الإبانة لابن بطة.
١٤.الفروع.
ومن أهم تلاميذ الإمام أحمد الذين رووا عنه:
حرب الكرماني -إسحاق بن منصور الكوسج -عبدوس -أبو بكر المروزي -الحسن بن إسماعيل الربعي -القاسم البغدادي -محمد بن حسن الأندرابي -محمد بن عوف الحمصي -مُسدد بن مُسرهد -صالح -أبو داود.
مسائل وإشكالات في الكتاب أجاب عنها شيخنا د. علي بن سعيد آل حمود:
أولاً: في قوله صلى الله عليه وسلم: (وإنك لاترى نار مُشركٍ إلا أنت له حربٌ)، ما المراد بهذا الحديث؟
قال شيخنا: والصواب في خبر نار المشركين أنها نار مُساكنة؛ لحديث قيس بن أبي حازم، وهو الحديث الذي أخرجه أبو داود والترمذي، عن جرير بن عبد الله، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى خثعم؛ فاعتصم ناس منهم بالسجود، فأسرع فيهم القتل قال: فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأمر لهم بنصف العقل -الديات -وقال: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين». قالوا: يا رسول الله لم؟ قال: «لا تراءى ناراهما». أي نار مُشركٍ ونارُ مُسلمٍ. والمراد مُفاصلة أهل الشرك وعدم السُّكنى معهم.
ثانياً: ورد في حديث حُذيفة: أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة… وذكر كلاماً، ثم قال: "حتى تبقى فرقتان من فرقٍ كثيرة -يعني في آخر الزمان -فرقةٌ تقول: ما بال الصلوات الخمس؛ لقد ضلَّ من كان قبلنا، إنما قال الله: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل} لا تُصلون إلا صلاتين أو ثلاثاً… وقالت الفرقة الثانية: إنا المؤمنون بالله كإيمان الملائكة، وما فينا كافرٌ ولا منافق… حقاً على الله أن يحشرهم مع الدجال. انتهى. هل يصحُّ تنزيل معنى هذا الحديث على بعض الفرق المعاصرة كالشيعة مثلاً الذين يرون الصلاة في ثلاثة أوقاتٍ فقط، ومرجئة الفقهاء والأشاعرة الذين يرون أن الإيمان هو مجرد التصديق؟
قال شيخنا: نعم يصدق هذا على الشيعة الذين يجمعو الصلوات، فيجعلونها بدلاً من خمسة أوقات ثلاثة أوقات، وهذا توجيه صحيح.
ثالثاً: ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنه قال: لأن أزني أحبُّ إليَّ من أن أشرب الخمر، إني إذا شربتُ الخمر تركتُ الصلاة، ومن ترك الصلاة فلا دين له… قد يفهم البعض هذه العبارة خطئاً، فما هو توجيهكم في هذا الأمر؟
قال شيخنا:ليس المراد من هذا الأمر تهوين الزنا ولا تحبيبه، بل العرب تستبشع الزنا في جاهليتها وإسلامها، ولشدة هذا الأمر؛ فقد كان العرب الأوائل يسمون هذا الأمر فاحشة، ثم هي عند المُسلمين أشدُّ استقباحاً، فكان القياس الأدنى عندهم (وهو شرب الخمر)، وهذا القائس يرى أن شرب الخمر أشدُّ استقباحاً وفاحشةً من الزنا، وقد روي عن عثمان في قصةٍ ذكرها أن رجلاً خيرته امرأةٌ بين أن يشرب الخمر، وبين أن يزني ويقتل طفلاً، فاختار شرب الخمر، فلما شربها وسكر زنا بالمرأة وقتل الطفل، فالخمر هي أم الخبائث والفواحش، وقد ترتب عليها القتل، والزنا، وتضييع الصلاة وتركها، فهذا هو المقصود.