أرشيف المدونة الإلكترونية

الجمعة، 23 يوليو 2021

ما لا يجوز الخلاف فيه بين المسلمين عبد الجليل عيسى أبو النصر

ما لا يجوز الخلاف فيه بين المسلمين

عبد الجليل عيسى أبو النصر

شيخ كليتي أصول الدين وكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف سابقاً

وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف

أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ لم يكن الخلل ليتطرق إلى المتقدمين الذين سلكوا سبيل الجادة، وكان شعارهم حال الاختلاف أن الرجوع إلى الحق من أمهات الفضائل، وكان أثر ذلك في ظهور التسامح فيما بينهم، والتعاون على رضا الله سبحانه وتعالى، وطلب العلم لأجل العمل به لا للمراء ولا للجدل، هذا ولم يقصد أحدٌ من الأئمة من تدوين أقواله أن تكون هي الشرع أو كالشرع تُتبع لذاته، ويُقصد التعصُّب لها، ولا أن تفترق الطوائف المقلدة لكلٍّ منهم أو تتعادى، بل قد يُخالف الأئمة آراءهم أحياناً حرصاً على اجتماع كلمة المسلمين.

وإنما الخلل جُلُّه من المتأخرين، الذين استسهلوا الاختصار والإيجاز المخل، وعنوا بذكر المسائل الفقهية مجردةً عن أدلتها، وتوسعوا في تفريع المسائل وتوليدها قبل أن تقع، ولا سيما فيما يقل أو يندر وقوعه جداً، مباهاةً بالذكاء، وغزارة الخيال؛ حتى بلغ الأمر بهم إلى أن جعلوا لكل مذهبٍ إمام يُصلي بأتباعه في جماعة خاصة حول الكعبة، وأثر ذلك واضحٌ على المتفقهة، الذين أغلقوا على أنفسهم باباً عظيماً من أبواب حسن الفهم.

وقد تشابه الأمر على من قصر اطلاعه على كتب المتقدمين، وظهر في هذا الخَلَف من قدَّسوا آراء الرجال، وظهرت بينهم النَّعرة المذهبية، وبالغوا في التعصُّب لها، والطعن فيما سواها، فتشعبت بهم الطرق، وتفرقت بهم السُّبل، وأبعدتهم عن الأصل الأول "الكتاب والسنة"؛ حتى أهملوا النظر فيهما، وتخاصموا وتعادوا كما يتعادى أتباع الأديان المختلفة، بسبب ما حشاه المتأخرون من المسائل التي نُزعت منها سعة الخلاف، والذي جعل هذا الجرم يستفحل بين أتباع المذاهب الإسلامية هو مشاهدة العلماء له، وسكوتهم عليه!.

وانقسم الناس في خضم هذا الخلاف إلى ثلاثة أصناف:

الأول: من أرخى عنان خياله، وجرى وراء تصوراته، ووقف في طريق النص الصريح، وأعمل فيه معاول التأويل والتصريف حتى ينسفه من طريقه.

والثاني: من جمد على ظاهر النص وألغى عقله، وجهل نص الخطاب وفحواه.

والثالث: من فهم النص وفقه روح التشريع؛ فكان أمةً وسطاً؛ فهدى إلى الصراط المستقيم.

ويعرض هذا الكتاب صوراً ومسائل اختلف فيها الفقهاء المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة، منها ما كان الخلاف فيه سائغاً وهو تردد الحكم ما بين الوجوب والندب، أو الكراهة والتحريم، أو يندرج تحت اختلاف التنوع لا التضاد، ومنها ما يكون الخلاف فيه غير سائغ مثل تردد الحكم بين الوجوب والحرمة، أو الندب والكراهة، وهذا أخطر أنواع الخلاف، ومثل ذلك اختلافهم في كون بعض الأمور مشروعةٌ لا تبطل العبادة بها، أو كونها غير مشروعة أو تبطل بها العبادة، ولعل غرضه الذي قصد إليه هو: لفت نظر وتحفيز همم أولي الرشاد من قادة المسلمين وفقهائهم إلى القضاء على عناصر هذا الخلاف المُضر، والذي لا يمكن استمراره على هذه الحالة.

ومن الأسباب التي أدت إلى هذا الخلاف:

١. غفلة كثير من المتأخرين عن تحذير النبيِّ صلى الله عليه وسلم من التشدُّد في الدين، وعن حثِّه على التيسير على الناس.

٢. عدم عناية المتأخرين بالتحري عن ظروف كثيرٍ من أوامره صلى الله عليه وسلم وإرشاداته، هل المراد أن تكون تشريعاً عاماً دائماً، أو خاصاً ببعض الناس دون بعض، أو بعض الظروف دون بعض، وقد يكون لها قيود وملابسات لا يُعمل بها عند عدمها.

٣. غفلة كثيرٍ من العلماء عن أنه صلى الله عليه وسلم كثيراً ما كان يُجيب السائل، أو يأمر الرجل بما يناسب حاله هو، وقد لا يُناسب غيره.

٤. اغترار كثيرٍ من المتأخرين بما نُقل إليهم عمّن سبقهم من دعوى الإجماع في مسائل ليست في الواقع -عند التحري -محل إجماع، وكان اغترارهم هذا سبباً في تعصُّب كلٌ لما نقل إليه، وفي تسهيل العيب فيمن خالفه، بل ربما طعن فيه بدون حق.

٥. تشديد بعض العلماء في المندوبات، والمواظبة عليها، حتى اعتقد بعض العامة أنها واجبة يأثم الإنسان بتركها، وكثيراً ما ثاروا على من يتركها، وربما ألحقوا به أذىً بدون حق.

٦. أن يكون العمل الذي حصل من النبيِّ صلى الله عليه وسلم حضره جمعٌ من أصحابه، ولما تفرقوا في البلاد، روى كل واحدٍ جانباً مما حصل، وأغفل غيره، أو نسيه، ولم ينتبه له، فيكون كل واحدٍ منهم، روى ما أغفله غيره، وأغفل ما رواه.

١٠. أنه قد يخفى على العالم المجتهد حال راوي الحديث؛ فيروي عنه مع أنه ليس أهلاً للرواية عنه، وبذلك يكون الحكم الذي أخذ من الحديث غير صحيح؛ فيخالفه فيه غيره ممن يعلم حقيقة حال الراوي.

ذكر المؤلف عن الغزالي -رحمه الله -قوله: يُطلب من العلماء عند بحث مسألة، أمورٌ (ص ٨٣ -):

الأول: أن تكون من المسائل التي يكثر حدوثها، وتكون واقعة أو قريبةً من الوقوع، كما كان يفعل كبار الصحابة، والإمام مالك وغيره من الفقهاء.

الثاني: أن تكون المناظرة فيها وماكن بحثها في خلوة، لأنها أجمع للفهم، وأقرب لصفاء الذهن، ولأن في حضور الجمع الكثير ما يُحرك دواعي الرياء والحرص على الغلبة بالحق أو بالباطل.

الثالث: أن يكون كل طرف من طرفي المناظرة في طلب الحق كناشد الضالة، لا يفرق بين أن تظهر الضالة على يده أو على د من يعاونه؛ فهو يرى في رفيقه مُعيناً ومساعداً في الوصول للحق لا خضماً، فلذلك يشكره إذا نبهه لموضع الخطأ، وأظهر له الحق.

وهذا الكتاب كما سترى في فصوله يبحث في أسباب الخلاف المعقول وغير المعقول، والخلاف السائغ وغير السائغ، والقواعد العامة التي ينبغي للمسلم أن يضبط نفسه بها، حرصاً على اجتماع الكلمة، ووحدة الصف، والتعاون على الخير.

الفصل الأول: الخلاف المعقول وغير المعقول.

الفصل الثاني: ما يسوغ فيه الخلاف بشرط عدم التعصب للرأي

الفصل الثالث: ما لا يسوغ فيه الخلاف.

الفصل الرابع: ما يبطل العبادة عند قومٍ ولا يُبطلها عند غيرهم.

الفصل الخامس: أخطر أنواع الخلاف

الفصل السادس: بعض الخلافات التي تستلفت النظر

الفصل السابع: بيان بعض أسباب الخلاف.

الفصل الثامن: بعض آثار هذه الخلافات المحزنة

الفصل التاسع: من كلام المرحوم الشيخ محمد عبده في تفسير "المنار"

الفصل العاشر: ما قاله الغزالي (ت ٥٠٥ هـ) في كتابه "الإحياء".

الفصل الحادي عشر: ما جاء في كلام الحافظ ابن حجر (ت ٨٥٢ هـ) في شرحه على البخاري

الفصل الثاني عشر: ما جاء في مقدمة المغني لابن قدامة (ت ٦٢٠ هـ).

الفصل الثالث عشر: من مجموعة الرسائل الكبرى لشيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس بن تيمية (ت ٧٢٨ هـ).

الفصل الرابع عشر: ما جاء في فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 

الفصل الخامس عشر: نبذة جاءت متفرقة في الكتب تؤيد سعة صدر علماء السلف ونفورهم من التعصب للرأي

الفصل السادس عشر: ما لا يجوز أن يكفر المسلم أخاه المسلم لأجله

الفصل السابع عشر: حاصل كلام الغزالي في كتاب "فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة".

وختاماً: فإنه من الأمور المستحسنة أن تتألف جمعية من علماء المذاهب الإسلامية، وتضع كتاباً عاماً للأمة في العبادات والمعاملات، يعول فيه على أخذ الأحكام من الكتاب والسنة، ومن اجتهاد المجتهدين، يُراعى فيه اليسر ورفع الحرج وجلب المصالح ودرء المفاسد وجمع الكلمة واعتبار العرف الصالح وغير ذلك من القواعد العامة.




الخميس، 22 يوليو 2021

أهل السُّنة والجماعة معالم الإنطلاقة الكبرى جمع وإعداد: محمد عبد الهادي المصري

أهل السُّنة والجماعة

معالم الإنطلاقة الكبرى

جمع وإعداد: محمد عبد الهادي المصري

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ لا تزال طائفةٌ من هذه الأمة ظاهرين على الحق، حافظوا على معالم هذا الدين الحنيف، وشعائره الظاهرة والباطنة، وعقائده الصحيحة السليمة، وأصوله العلمية والعملية، وما تضمنه من ضوابط المعرفة وفقه الواقع وحدود العقل ومجالاته، وقد أبدعوا في تمييز سبيلها ونشر علومها وإيضاح منهاجها، وجاهدوا في الدعوة إليها ونقلها لمن بعدهم بيضاء نقيَّة، كما تلقوه عمَّن قبلهم، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فهم أشدُّ الناس محبَّة للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأكثر الناس تعلُّقاً به، وتمسُّكاً بسنته، وهذا البحث النفيس يناقش فيه المؤلف قضايا متنوعة،وموضوعات مختلفة تتعلق بأهل السُّنة والجماعة، وخصائصهم وخصالهم، وهديهم ودلِّهم، وماهيتهم، وواجباتهم تجاه أنفسهم وتجاه غيرهم من الموافق والمخالف، وواجباتهم تجاه ولاة أمرهم، وبالجملة يمكن عدَّه مرجعاً موجزاً لكثير من القضايا المتعلقة بأهل السنة والجماعة.

وقسَّم الباحث هذا الجهد إلى تمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة:

البــــــــــــــــــــاب الأوَّل

الفصل الأول: تاريخ إنحراف الخلق عن الحق.  

وهو استعراض تاريخي عام لمسيرة أهل الحق، وسُنّة الله الكونية في خروج البشر عن الصراط المستقيم، مع تعريفات هامة في التمهيد للبحث، ونبذة عن بداية الفتن، ونشأة التسمية بأهل السُّنة والجماعة. وهو يشتمل على ثلاثة فصول:

الفصل الأول: تاريخ انحراف الخلق عن الحق:

الأمانة التي حملها الإنسان  

خلافة الإنسان في الأرض وشروطها  

ميثاق الفطرة  

من رحمة الله أن لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة الرسالية  

فساد الفطرة  

خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم

أمر الله المسلمين بالجماعة ونهاهم عن الفرقة  

افتراق الأمة إلى ملل كلها في النار إلا واحدة  

راية السنة ظاهرة متميزة في كل عصر وجيل  

فضل صحابة رسول الله الكرام  

الصحابة الكرام أخذوا عن رسول الله القرآن والسنة لفظاً ومعنى  

أحاديث الافتراق والطائفة التي على الحق ووجوب لزوم الجماعة  

أولاً: روايات وطرق حديث الافتراق 

ثانياً: حديث لا تزال طائفة من أمتي على الحق.

ثالثاً: الأحاديث الدالة على وجوب لزوم الجماعة واتباع السنة  

رابعاً: حديث حذيفة رضي الله عنه  

الفصل الثاني: تعريفات ضرورية .  

أولاً: تعريف السُّنة  

ثانياً: تعريف الجماعة  

ثالثاً: تعريف أهل الحديث  

رابعاً: تعريف السلف  

خامساً: تعريف الطائفة المنصورة  

ضرورة التمييز بين الأمر الشرعي والأمر الكوني  

الفصل الثالث: نشأة التسمية بأهل السنة والجماعة  

كيف نشأت التسمية  

كيف بدأت الفتنة

البــــــــــــــــــــــــــــــــــاب الثــــــــــــــاني:

ويشتمل هذا الباب على الملامح العامة والصفات الأساسية التي تميز أهل السنة والجماعة عن غيرهم من الفرق، سواءٌ في منهج التلقي، أو العقائد، أو الأخلاق والسلوك، مع إلقاء بعض الضوء على أهل البدع، وأهم الفرق المخالفة للسنة، وفيه عشرة فصول.

الفصل الأول: منهج التلقي عند أهل السنة والجماعة .  

(١) كل ما وافق الكتاب والسنة أثبتوه وما خالفهما أبطلوه  

(٢) لا معصوم عندهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم  

(٣) إجماع السلف الصالح عندهم حجة شرعية ملزمة لمن بعدهم  

(٤) لا يقرون قولاً ولا يقبلون اجتهاداً إلا بعد عرضه على الكتاب والسنة والإجماع 

(٥) لا يعارضون القران والسنة بعقل أو رأي أو قياس  

(٦) الجماعة عندهم هى مناط النجاة في الدنيا والآخرة  

(٧) لا يوجبون على العاجز في معرفة العلم ما يجب على القادر  

الفصل الثاني : الملامح العامة لأهل السنة والجماعة .

(١) أهل السنة يجمعون الدين علماً وعملاً ظاهراً وباطناً  

(٢) أهل السنة هم أهل الجماعة،  

(٣) أهل السنة هم أهل التوسط والاعتدال  

(٤) أهل السنة هم أهل الجمل الثابتة بالقرآن والسنة والإجماع  

(٥) أهل السنة هم الامتداد التاريخي لأهل ملة الإسلام  

(٦) أهل السنة هم أهل الشريعة  

(٧) أهل السنة لا يأخذون إلا ما كان ثاباتً عن الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح.  

(٨) أهل السنة هم أعلم الناس بأحوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأقواله وأفعاله  

(٩) أهل السنة هم كل من يحب الحديث النبوي ويلتزم به  

(١٠) أهل السنة متفاوتون في معرفة السنة والإلمام بها والصبر عليها  

(١١) أهل السنة تختلف اجتهاداتهم تبعاً لتفاوت علمهم بالسنة  

(١٢) أهل السنة يضبطون اختلاف اجتهاداتهم بالحرص على الوحدة والائتلاف  

(١٣) أهل السنة لا يخرج الحق عنهم  

(١٤) أهل السنة هم الطائفة المنصورة  

(١٥) أهل السنة بشر عاديون فيهم الصديقون ومنهم العصاة  

(١٦) أهل السنة هم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم 

الفصل الثالث: الخصائص الأخلاقية والسلوكية لأهل السنة والجماعة  

(١) أهل السنة خير الناس للناس  

(٢) أهل السنة يأمرن بالكتاب والسنة في جميع علاقاتهم  

(٣) أهل السنة هم أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الحفاظ على الجماعة  

(٤) أهل السنة يحافظون على الجماعة ويلتزمون الطاعة في المعروف 

(٥) أهل السنة يحملون أمانة العلم وأمانة المحافظة على الجماعة 

(٦) أهل السنة ولاؤهم للحق وحده  

(٧) أهل السنة يوالي بعضهم بعضاً ولاءً عاماً ويعذر بعضهم بعضاً.  

(٨) أهل السنة يوالون ويعادون على أساس الدين ولا يمتحنون الناس بما ليس من عند الله.

(٩) أهل السنة يعملون على تأليف القلوب واجتماع الكلمة  

(١٠) أهل السنة يتناظرون في المسائل العلمية والعملية مع بقاء الألفة  

الفصل الرابع: الأصول التي اتفق عليها أهل السنة:  

(١) أهل السنة والجماعة عقيدتهم في صفات الله: إثباتٌ بلا تكييف وتنزيهٌ بلا تعطيل.  

(٢) أهل السنة والجماعة عقيدتهم في القرآن: أنه كلام الله غير مخلوق. 

(٣) أهل السنة والجماعة يعتقدون أن الله عز وجل لا يراه أحد في الحياة الدنيا.  

(٤) أهل السنة والجماعة متفقون على رؤية المؤمنين لربهم بالأبصار في الجنة 

(٥) أهل السنة والجماعة يؤمنون بكل ما أخبر به النبيُّ صلى اله عليه وسلم مما يكون بعد الموت  

(٦) أهل السنة والجماعة يؤمنون بالقدر بجميع درجاته  

(٧) أهل السنة والجماعة يقولون: إن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص  

(٨) أهل السنة يعتقدون أن الإيمان أصول وفروع وأن الإيمان لا يزول إلا بزوال أصله ولذلك فهم لا يكفرون أحداً من أهل القبلة بمطلق المعاصي إلا أن يزول أصل الإيمان  

(٩) أهل السنة والجماعة متفقون على جواز إيقاع العذاب والثواب في حق الشخص الواحد ولكنهم في الوقت نفسه لا يوجبون العذاب أو الثواب له إلا بدليل خاص  

(١٠) أهل السنة والجماعة يحبون ويتولون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأزواجه دون أن يعتقدوا بعصمة أحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.  

(١١) أهل السنة والجماعة يصدقون بكرامات الأولياء وما أجرى الله على أيديهم من خوارق العادات.

(١٢) أهل السنة والجماعة مجمعون على قتال من خرج عن شريعة الإسلام وإن تكلم بالشهادتين  

(١٣) أهل السنة والجماعة يغزون مع أمرائهم أبرارا كانوا أم فجارا من أجل إقامة شرائع الإسلام.

الفصل الخامس : أمور يقبل فيها الخلاف داخل أهل السنة والجماعة .  

(١) الخلاف في عثمان وعلي رضي الله عنهما أيهما أفضل؟

(٢) الخلاف فيما يسوغ فيه الإجتهاد ويعد مذهباً لقائله مثل أول نعمة أنعم بها على عبده. 

(٣) الخلاف في رؤية محمد صلى الله عليه وسلم لربه وفي مسألة عوجه بروحه والخلاف في أمور الأحكام.  

(٤) الخلاف في تكفير تارك المباني الأربعة

(٥) الخلاف في كثير من مسائل الفرائض والعبادات والمعاملات  

الفصل السادس: الصفات العامة للمفارقين للسنة والجماعة  

(١) الجهل بالحق والحكم بالهوى  

(٢) تضارب آرائهم والتفرق والمعاداة  

(٣) الغلو في الدين  

(٤) الجهل بالحق والنفاق 

(٥) التعصب مع البغي على المخالف لهم

(٦) ينصبون شخصاً أو كلاماً يُفرقون به بين الأمة

(٧) البغي والاعتداء والتفريط 

(٨) تكفير وتفسيق مخالفهم في الاجتهاد والتأويل.

(٩) يقرنون بين الخطأ والإثم  

(١٠) يخرجون عن السنة والجماعة ويبادرون أهل السنة بالبغي والظلم والعدوان. 

الفصل السابع: حكم المخالفين للسنة:  

المخالفون للسنة بعضهم مجتهدٌ مخطئ وبعضهم جاهل معذور أو متعد ظالم وبعضهم مارقٌ زنديق وبعضهم مشركٌ ضال.

(١) المجتهد المخطئ: وهو كل من استفرغ وسعه في طلب الحق ثم لم يهتدي إليه، أو كان عنده نقصٌ في طلب العلم الشرعي لا حيلة له فيه، أو لديه نوعٌ من التأويل، خاصة مع ورود الشبهات من المخالف، ولكنهم في كل ذلك لا يُقدمون بين يدي الله ورسوله، ولا يتعمدون مخالفة الله ورسوله، وهم مؤمنون باطناً وظاهراً بالله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.

(٢) الجاهل المعذور، وهم أقسام:

أ- منهم من خالف السنة لقلة اعتمادهم على القرآن والسنة.

ب- منهم من خالف السنة لاجتهادٍ خاطئ، أو تأويل بعيد  

(٣) المعتدي الظالم  

(٤) المنافق الزنديق  

(٥) المشرك الضال  

الفصل الثامن: رؤوس الفرق المخالفة للسنة والجماعة .  

أهل السنة والجماعة لا يحكمون على غيرهم من الفرق إلا بالعلم والعدل  

رؤوس الفرق المخالفة خمسة: الخوارج والرافضة والمرجئة والقدرية والدهرية  

أولاً: الخوارج.

ثانياً: الشيعة والرافضة  

ثالثاً: المرجئة

رابعاً وخامساً: القدرية والجهمية

الفصل التاسع: نظرة أهل السنة والجماعة إلى البدع المخالفة وإلى أهلها  

(١) بدع لا خلاف على عدم تكفير أصحابها، مثل (المرجئة والشيعة المفضلة).

(٢) بدع هناك خلاف على تكفير أو عدم تكفير أصحابها، مثل (الخوارج والروافض).  

(٣) بدع لا خلاف على تكفير أصحابها بإطلاق، مثل (الجهمية المحضة). 

مذهب أهل السنة والجماعة في الحكم على شخص معين

مسلك أهل السنة تجاه من اجتهد أو تأوَّل من علماء المسلمين

نظرة أهل السنة إلى المبتدعة تختلف عن نظرتهم إلى من عُلم كفره

الفصل العاشر: معاملة أهل السنة والجماعة لأهل البدع  

أولاً: ميزان أهل السنة والجماعة في معاملة أهل البدع  

ثانياً: معاملة أهل السنة والجماعة المستتر ببدعته تختلف عن المظهر لها والداعي إليها.

ثالثاً: الضوابط الشرعية عند أهل السنة والجماعة في معاملة أهل البدع  

رابعاً: أهل السنة والجماعة يدعون لأهل البدع بالهداية والرحمة ما لم يعلم كفرهم  

خامساً: موقف أهل السنة والجماعة من الصلاة خلف أهل البدع  

سادساً: موقف أهل السنة والجماعة من تفسيق أو تكفير أهل البدع  

البــــــــــــــــــــــــــــــــــاب الثــــــــــــــالــــــث:

وهو استعراضٌ لنتائج البحث، مع التركيز على المراحل التي يُمكن أن تمرَّ بها جماعة أهل السنة والجماعة تحت الظروف المختلفة، ثم النظر إلى الواقع الإسلامي المعاصر نظرةً عامة، على ضوء نتائج البحث، وفيه ثلاثة فصول.

الفصل الأول: نتائج البحث (تلخيص مركز للباب الثاني).  

(١) أهل السنة والجماعة هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان وسار على دربهم والتزم بأصولهم ومنهجهم العلمي والعملي. 

(٢) أهل السنة والجماعة ليس لهم إسم "يسمون به إلا أهل السنة والجماعة  

(٣) أهل السنة والجماعة هم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. 

(٤) أهل السنة والجماعة يتفاوتون في العلم بالسنة والإلتزام بها  

(٥) أهل السنة والجماعة يتميزون بخصائص سلوكية وأخلاقية مستمدة من القرآن والسنة  

(٦) أهل السنة والجماعة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر في إطار المحافظة على جماعتهم وفق ما توجبه الشريعة. 

(٧) أهل السنة والجماعة متفقون على أصول هامة أصبحت شعاراً لهم.

(٨) أسباب البدع والضلال والتفرق ومقامات أهل البدع في ذلك  

(٩) أنواع المخالفين للسنة  

(١٠) الفرق المخالفة للسنة  

(١١) نظرة أهل السنة والجماعة إلى البدع المخالفة وأهلها  

(١٢) الأصول التي يراها أهل السنة في معاملة أهل البدع 

الفصل الثاني: مراحل وأحوال الفرقة الناجية .  

الحالة الأولى: وجود الجماعة الملتزمة بالسنة ووجود الإمام الشرعي المتبع لمذهبهم

الحالة الثانية: وجود الجماعة الملتزمة بالسنة ووجود الإمام المبتدع الملتزم بأحد مذاهب أهل البدع.

الحالة الثالثة: وجود الجماعة الملتزمة بالسنة وغياب الإمام الشرعي لا عاداً ولا جائراً.

الحالة الرابعة: غياب الجماعة الملتزمة بالسنة، ومن ثمَّ الإمام المتبع لمذهبهم.

الفصل الثالث: نظرة إلى الواقع  

الفرق المخالفة للسنة لانزال تبث سمومها في جسد الأمة المسلمة  

أفكار الفرق المنحرفة تؤثر في فكر وسلوك كثير من المسلمين  

المنافقون والزنادقة ينشرون أفكار الفرق الضالة من خلال مواقعهم الحساسة في أجهزة الفكر والثقافة والإعلام  

مكر الرافضة لا يزال أحد الأخطار الأساسية التي تهدد أهل السنة  

معسكر أهل السنة هو أقل المعسكرات تنظيماً وتخطيطاً وتعاوناً  

جماعات أهل السنة المختلفة تلتقي على نفس الأصول العامة لأهل السنة والجماعة  

الموقف الإجمالي للجماعات المختلفة على ساحة أهل السنة والجماعة  

المبرر الحقيقي لتعدد الجماعات التي ترفع كلها شعار أهل السنة والجماعة  

السلبيات السائدة بين هذه الجماعات والتي تعوق الإنطلاق الإيجابي لأهل السنة والجماعة ككل.  

المستوى المطلوب من الحسم والوضوح في نفوس أهل السنة تجاه العلمانية 

الخاتمة: ما العمل؟ ومن أين نبدأ؟ وما هي الخطوة الأولى ونقطة الإنطلاق في الطريق الصحيح نحو الهدف المنشود؟





الأربعاء، 21 يوليو 2021

خصائص أهل السُّنة والجماعة جمع وترتيب: أحمد فريد

خصائص أهل السُّنة والجماعة

جمع وترتيب: أحمد فريد

اعتنى به: أ. محمد ناهض عبد السلام حنُّونة


تمهيد/ أخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن الأمة ستفترق إلى "ثلاثٍ وسبعين" كلها في النّار إلا واحدةٌ ناجية، تصيرُ إلى جنَّةٍ عالية، قطوفها دانية، وبواقيها عادية، تصير إلى الهاوية، والنار الحامية، ولا شكَّ أن الفرقة المنصورة هم أهل السُّنة والجماعة، والطائفة المنصورة إلى قيام السَّاعة، الذين قهروا أصحاب البدع المُضلَّة، وشرَّدوا بأهلها، واجتثوا شجرة الإلحاد بمعاول السُّنة من أصلها، وصنَّفوا في ردِّ شُبههم ودفع باطلهم وإدحاض حججهم الكتب المفيدة، فمنهم المُتقصِّي للرد على الطوائف بأسرها، ومنهم المُخلِّص لعقائد السلف الصالح من غيرها، ولم تنجم بدعةٌ من المضلين إلا وبزغ لها جيشاً من عباد الله المخلصين، فحفظ الله عز وجل بهم هذا الدين، 

وهذا كتابٌ لطيف، متوسط الحجم فيه التعريف بالسنة، والترغيب فيها، وحثِّ السَّلف على التمسُّك بها، وذم مخالفيها، والتعريف بالفرقة الناجية، والتحير من أهل الأهواء والبدع، وذكر ما جاء في ذم البدعة وهجر المبتدعين، مع التعريف بالفرقة الناجية، وذم مخالفيها، وما ورد في ظهور الاختلاف في هذه الأمة، وفي بيان أسباب الاختلاف، وذكر خصائص أهل السُّنة والجماعة، وختم بعقيدتهم.

ويُمكن اختصار هذه الخصائص في النقاط التالية:

1- أنهـم أهل الوسط والاعتدال؛ بين الإفراط والتفريط، وبين الغلو والجفاء؛ سواءٌ كـان في باب العقيدة أو الأحكام أو السلوك فهم وسط بين فرق الأمة؛ كما أن الأمة وسط بين الملل. 

2-الأصل في التلقي عندهم أن يكون من الكتاب والسنة، فيهتمون بهما ويُسلمون لنصوصهما، ويفهمونهما على مقتضى منهج السلف.

3- ليس لهم إمام معظَّم يأخذون كلامه كله ويدعون ما خالـفه إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهم أعلم الناس بأحواله، وأقواله، وأفعاله؛ لذلك فهم أشد الناس حـبًّا للسنة، وأحرصهم على اتباعها، وأكثرهم موالاة لأهلها.

4- تركهم الخصومات في الدين، ومجانبـة أهلها، وترك الجدال، والمراء في مسائل الحـلال والحرام ودخولهم في الدين كله.

5- تعظيمهم للسلـف الصـالح، واعتقادهم بأن طريقة السلف أسلم، وأعلم، وأحكم.

6- رفضهم التأويل، واستسلامهم للشرع، مع تقديمهم النقل على العقل وإخضاع الثاني للأول. 

7- جمعهم بين النصوص في المسألة الواحدة، وردُّهم المتشابه إلى المحكم.
8- أنهم قدوة الصالحين: الذين يهدون إلى الحق، ويرشدون إلى الصراط المستقيم؛ بثباتهم على الحق، وعدم تقلبهم، واتفاقهم على أمور العقيدة، فلا يختلفون مع اختلاف الزمان والمكان. 

9- أنهم لا يتسمون بغير الإسلام، والسنة، والجماعة. 

10- حرصهم على نشر العقيدة الصحيحة، والدين القويم، وتعليمهم الناس وإرشادهم، والنصيحة لهم، والاهتمام بأمورهم.

11- أنهم أعظم الناس صبراً على أقوالهم، ومعتقداتهم، ودعوتهم. 

12- حرصهم على الجماعة والألفة، ودعوتهم إليها وحث الناس عليها، ونبذهم للاختلاف والفرقة، وتحذير الناس منها. 

13- عصمهم الله تعالى من تكفير بعضهم بعضاً، ويحكمون على غيرهم بعلمٍ وعدل.

14- محبة بعضهم لبعض، وترحُّم بعضهم على بعض وتعاونهم فيما بينهم وتكميل بعضهم بعضاً، ولا يوالون ولا يعادون إلا على الدين.

 15- محافظتهم على الجُمع والأعياد، والجماعات، ولا يدعونها لأوهى الأسباب.

16-جمعهم بين العلم والعبادة، وبين التوكل على الله والأخذ بالأسباب، وبين التوسع في الدنيا والزهد فيها، وبين الخوف والرجاء، والحب والبغض، وبين الرحمة واللين والشدة والغلظة.

17-تصديقهم بكرامات الأولياء، والوليُّ هو كلُّ مؤمنٍ تقيٍّ، فلا يُمكن أن تجري الكرامة على يد مُبتدعٍ، أو معروفٍ بالفسق والفجور، أو غير مُتشرِّعٍ بشرع الله عز وجل.

18-أنهم ينالون في المُدة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال أضعاف ما يناله غيرهم في قرونٍ وأجيال، وذلك لأن اعتقاد الحق الثابت يقوي الإدراك ويُصححه.

قال تعالى: {والذين اهتدوا زادهم هُدىً وآتاهم تقواهم} (محمد: 17).

19. تعظيم الأمة لهم، واعتراف العوام والخواص بفضلهم،و هذا أمرٌ معلومٌ بالحسِّ والتواتر عنهم، وأهل السُّنة يموتون ويحيا ذكرهم، وأهل البدعة يموتون ويُخمد ذكرهم؛ لأنَّ أهل السُّنة أحيوا بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأهل البدعة أماتوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان لهم نصيبٌ من قوله تعالى: {إن شانئك هو الأبتر} (الكوثر: 3).

20.أنهم يُحبون من أحبَّه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأمر بحبه، من القرابة والصحابة رضوان الله عليهم، ويحبون المؤمنين علماءهم وعامتهم وينصحون لهم، ويُكرمونهم.

21. تورعهم في الفتوى والقضاء والإمارة، فتراهم أبعد الناس عليها، وأبطأهم في قبولها، وأقلهم جرأةً في التصدر لها، يعلمون أنهم عن ذلك مسؤولون، موقوفون بين يدي ربهم.

22. اعتقادهم بأن الجنَّة والنار مخلوقتان، ومُعدَّتان، موجودتان، وليسا معدومتين أو يُنشئهما الله يوم القيامة كما زعمت القدرية والمعتزلة.