ثورات وخيبات
المفكر المغربي عبد الإله بلقيز
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد: في سياق الثورات التي نشبت في العام 2011م، فيما يُعرف في العالم الغربي بـ"الربيع العربي"، كان هناك سقوطٌ لأنظمة وصعود لأخرى إلى ميدان الحكم السلطة، والتي مثّلت حلقةً تعيسة في استمرار الاستبداد السياسي التقليدي والمتجدد، وكان نهوضاً عربياً عارماً لكن إلى حيث لم يكتمل المسار، ولم تنضج النتائج، فالعنفوان الذي كان في البدايات لم نجد ما يتوجه في النهايات.
لقد كانت هذه الثورات في محصلتها عديمة الرؤية، تفتقر إلى برامج عمل، ومشاريع سياسية واقعية، وفكر ناضج واعب يستطيع إدارة أمور بحجم دولة، ومع خسارة كل ذلك، إلا أن الناس استطاعوا كسر امبراطورية الخوف، وتهيؤ المواطن الذي بات مستعداً للنضال السياسي من أجل حقوقه في الحرية والعيش الكريم.
وهذا المؤلف النثير هو مجموع مقالات الأستاذ عبد الإله بلقيز التي كتبها خلال العام 2011 في قراءة أحداث الربيع العربي، وما خالط تلك الحقبة والأحداث من الأحلام والأوهام، والتفاؤل واليأس، والإيمان والفشل، وكيف تم توجيه تلك الثورات والعبث بها، وإحباطها بشتى الوسائل والطرق.
وقد وضع المؤلف هذه المقالات من مسودتها الأصلية، بحسب الخط الزمني للأحداث، وقد تناول أحداث كل بلد على حدة مراعاة للنسق الموضوعي والترابط المعنوي للأفكار، ويناقش الكتاب ثلاث محاور رئيسية في ضوء هذه الحراكات الاحتجاجية والمطالبات الشعبية، وهي:
أولاً: هل أثرت هذه الثورات على تغيُّر النظام الاقتصادي والاجتماعي لتلك الدول.
ثانياً: هل نشأت أنظمة أكثر اعتدالاً وتحقيقاً للمطالب السياسية للمجتمع إبان الربيع العربي.
ثالثاً: هل حافظت هذه الثورات على مكتسباتها القيمية ووفرت الحرية الكاملة للشعب في التعبير فيما يستجد من قضايا وأحداث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق