سير الحور إلى القصور
أرجوزة السيرة النبوية الشريفة
للعلامة القاضي بن الشحنة الحنفي (ت 815 هـ)
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد: هذا النظم الرائق والوجيز على بحر الرجز، في سيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في ثلاثة وستين بيتاً، على عدد سني عمر النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ لأبي الوليد محب الدين بن الشحنة، وقد كتب عليها حفيده عبد البر بن الشحنة (ت 921 هـ) حاشية لطيفة، قام المحقق بخدمتها خدمة جليلة، حيث بيّن الاختلاف في النُّسخ، وأثر ذلك في اختلاف المعنى، مع شرح غريب النظم، وهذا النظم مع كونه جهداً مشكوراً إلا أن غيره من الأنظام أدقُّ وأنفع وأيسر في الحفظ والتعليم.
وأول النظم قوله:
باسم الإله سيرة الرسول ... بدأتُ، والمولد عام الفيل
وتنوعت الموضوعات التي تناولها هذا النظم؛ فقد ذكر فيه مولده الشريف، وخبر والديه، وزواجه، وبعثته، وأول من أسلم، وبعض معجزاته، وهجرته، ووفاته كما اعتنى المؤلف بتأريخ ما يتعلق بأسرته الشريفة صلى الله عليه وسلم، من ذكر أعمامه، وعماته، وبناته، وغزواته، وكُتّابه، وأفراسه، وأصحابه المبشرون بالجنة، بالإضافة إلى حصر بعض الأمور المتعلقة بسيرته، يقول مثلاً:
غزاوته: السبعة والعشرونا ... بعوثه جميعها ستونا
أفراسه: سبعٌ، وسبعَ عشرا.. زادوا البغال: خمس، زادوا أخرى
زوجاته اللاتي بهنَّ دخلا ... إحدى أو اثنا عشر عن تسعٍ خلا
كُتّابه خمسٌ وأربعونا ... خُدَّامُه: المائة والسَّبعونا
وختم في نظمه ببيان مدة الخلافة:
وبعده الصديق عامين استقر ... ونصفُ بالسَّم قضى، ثم عُمر
عشراً ونصفاً، وقضى لما انجرح ... ومصر والعراق والشام افتتح
وبعده عثمان إحدى عشرا ... ومثلها يوماً، شهيداً مرّا
ثُمَّ عليٌّ خمسا السُّدس انقُصنّ ... وبعده ستُّ شهورٍ الحَسَن
ترجمة الناظم ابن الشحنة
(749 -815 هـ)
هو أبو الوليد محب الدين: محمد بن محمد بن محمد بن محمود الشهير بابن الشِّحنة الحلبي الحنفي، فقيه حنفي، له اشتغال بالأدب والتاريخ، من علماء حلب. ولي قضاءها مرات، واستقضي بدمشق والقاهرة. له كتب، منها:
1- (روض المناظر، في علم الأوائل والأواخر) اختصر به تاريخ أبي الفداء وذيل عليه إلى سنة 806 هـ.
2-(الرحلة القسرية بالديار المصرية).
3-كتاب في (السيرة النبويّة).
4-(الموافقات العمرية للقرآن الشريف - خ) ومنظومة، وشرحها.
5- (البيان - خ) أرجوزة.
6- (الأمالي - خ) في الحديث، سبعون مجلساً في 120 ورقة.
7-(عقيدة - خ) قصيدة بائية.
8-(نهاية النهاية في شرح الهداية - خ) جزء منه، في فقه الحنفية.
نظم ابن الشّحنة كاملاً
1. باسم الإله سيرةَ الرسولِ * بدأتُ ، والمولدُ عامَ الفيلِ
2. خُمْسَي ربيعَ اوَّلِ صُبحَ اثنينِ في * نيسانَ ، في مكةَ ، مُكفَى الكلَفِ
3. أبوهُ عبدُ الله ماتَ قبلُ * وتسعةَ الأشهُرِ كان حَمْلُ
4. أُرضِعَ حولينِ ، وشُقَّ صدرُهْ * بعدَ ارْبعٍ ، فرجَّعتْه ظئرُهْ
5. وماتتُ امُّهُ بالَابْوا آمنهْ * والجدُّ مُوصٍ عمَّه في الثامنهْ
6. سافر بُوطالبَ لاثنَي عشْرا * به ، بَحِيرا ردَّه من بُصرَى
7. وعامَ خمسٍ وَّعشرين رَحَلْ * للشام تاجراً وَّمن بُصرى قَفَلْ
8. خديجةً زُوّجْ ، وكلُّ الوُلْد لهْ * منها ، سوى ابْراهيمَ جا من ماريهْ
9. قاسمُ زينبٌ رُقِيٌّ فاطمهْ * كلثومُ عبدُ الله منها الخاتمهْ
10. وكلُّهم ماتوا بلا عَقْبٍ سِوى * فاطمةَ عن نصفِ عامٍ للثَّوى
11. وعامَ خمسٍ وثلاثين حكَمْ * في وضعهِ للحجر الأسودِ ثَمّْ
12. ويومَ الِاثنينِ لأربعينا * أرسِلَ للأنام أجمعينا
13. في رمضانَ أو ربيع الأولِ * اقرأ قُم الحمد أول المنزلِ
14. وعُلم الوضُوْ ، وصلى ركْعتينْ * للقُدْس والبيتُ العتيقُ نَصْب عَينْ
15. بعدَ ارْبعٍ بالدين جَهرةً أمرْ * وشُقَّ نِصفَينِ لأجلهِ القَمرْ
16. وارْبعُ صُحْبَةَ اثنَتَيْ عَشَرْ ذّكَرْ * إلى النجاشيْ هاجَروا خوفَ الضَّررْ
17. في الخَمسِ عادُوا ، ثم عادُوا وهُمُ * مَعَ الثمانينَ ثلاثُ ، مَعْهُمُ
18. ثمانَ عَشْرُ انْثى ، ومِن قبلُ استَقَرّْ * إسلامُ حمزةَ ، وفي الستِّ عُمَرْ
19. والسابعُ اسْلامُ النَّجاشيْ ، العَشْرا * موتُ أبي طالبَ ، ثم الكُبْرى
20. وقبلُ كانتْ قصةُ الصَّحيفهْ * والشِّعْبِ في سِنِينِهِ المُخِيْفَهْ
21. ثمَّ أتتْ جِنُّ نَصِيْبِيْنَ اسْلَمَتْ * نعَم ولَاحْجارُ مَشَتْ وسَلَّمَتْ
22. في رمضانَ احْدى وخمسينَ نَكَحْ * سَوْدةَ ، ثُمّ العَقْدُ في شوّالَ صَحّْ
23. على ابْنَةِ الصدّيقِ ، ثمّ الِاسْرا * ألبيعةُ الأولى مَعَ اثْنَيْ عَشْرا
24. وبعدَ عامٍ بيعةُ السبعينا * وصَفَرَ الثلاثِ والخَمسينا
25. هاجَرَ نحوَ طَيْبةَ مُقِيما * عَشْرَ سِنِينَ للهُدى مُقِيما
26. جَمَّعَ في الأولى ، وآخَى ، أَذَّنا * ومسجِدَيْ قُبَا وطَيبَةَ بَنَى
27. وأُنْزِلَ اتْمامُ الصلاةِ أربعا * وبعضُ مَنْ عندَ النجاشيْ رَجَعَا
28. فيها بَنى بعايِشَ ، والثانيهْ * غَزَا بالَابْوا ، وبُواطُ تاليهْ
29. وبدرُ الُاولى ، وما عسر ، ووجَبْ * تحَوُّلُ القِبْلَةِ في نِصفِ رَجَبْ
30. والصّومُ في شعبانَ ، كُبرى بَدْرِ * في رمضانَ ، وزكاةُ الفِطْرِ
31. موتُ رُقيَّةَ ، وعُرسُ الطُّهْرِ * وأسلمَ العباسُ بعد الأسْرِ
32. قَرْقَرُ ، قَينُقَاعُ ، والعِيدانِ * سَوِيقُ ، والدُّعْثُورُ في غَطْفانِ
33. عَقْدُ امِّ كُلثُومَ على عُثمانَ في * ثالِثِهِ بعدَ رُقَيَّةَ ، ارْدِفِ
34. حفْصَةَ ، ثمّ زَينَبينِ ، أُحُدا * حَمراءُ ، حمزةٌ في الُاولى اسْتُشْهِدا
35. وحُرْمَةُ الخَمر ، ومولدُ الحَسَنْ * وزَينباً بنتَ خُزيمةَ ، ومن
36. بنو النَّضِر ، نكاحُ امِّ سَلَمَهْ * ذاتُ الرِّقاعِ ، بدْرُ ، أحزابُ العَمَهْ
37. قُرَيْظُ ، قَصْرٌ ، مولِدُ الحُسَينِ * تَيَمُّمٌ ، رَجْمُ اليهُودِيَّينِ
38. حجٌّ ، حِجابٌ ، دُوْمَةٌ . والتاليهْ * مُصطَلِقُ ، افْكٌ ، اصطفَى جُويريهْ
39. غَابةُ في السّتِّ ، بنو لَحيانِ * والصَّدُّ ، ثم بيعةُ الرضْوانِ
40. ظِهَارُ ، إسْتِسْقا ، الخُسُوفُ عُرِفا * في السَّبع خَيبَرُ ، وسُمَّ ، واصطَفَى
41. صَفِيَّةَ ، أمَّ حبيبةٍ نَقَدْ * عنها النجاشيْ مَهرَها مَعْها ، ورَدّْ
42. مَنْ قد بَقِيْ ، في عُمرةِ القَضا نَكَحْ * ميمونةَ ، وذاك في الإحرام صَحّْ
43. أهدى له ماريةَ المُقَوقِسُ * وأرسَلَ الرُّسْلَ فلم يَبتَئسُوا
44. وفي الثمانِ مُوتةُ ، المنبرُ فيـــــ * ـــــــها فتح مكة ، حُنَينَ طائفِ
45. تبوكُ في التسْعِ ، وموتُ أَصْحَمَهْ * وابنِ أُبَيْ ، إيلا ، لِعانٌ أُعلِمَهْ
46. ماتَ ابْنُهُ ابْراهيمَ في العاشِرِ عنْ * سَبعةَ عَشْرَ شهراّ اوْ شهرَ ارْفَعَنْ
47. وفيه كانت حجةُ الوَداعِ * سبعينَ ألفَ راكبٍ وسَاعِ
48. قَضى رسولُ الله عن ستينا * معَ الثلاثِ طيّباً مبينا
49. فلم يكُ الشايع من كتابهِ * إلا اختلافٌ كان في أصحابهِ
50. غزَواتُه السبعةُ والعشرونا * بُعُوثُه جميعُها ستونا
51. أفراسُه سبعٌ ، وسبعَ عشْرا * زادُوا ، البغالُ خمسُ ، زادُوا أخرى
52. زوجاتُهُ اللائي بهنَّ دَخلا * إحدى أو اثنَي عشْرَ ، عن تسعٍ خَلا
53. كُتَّابُه خمسٌ وأربعونا * خُدَّامُه المِئةُ والسبعونا
54. أعمامُه الذين هُم لَم يُسْلموا * بُوطالبُ بُولَهَبُ وقُثَمُ
55. حارثُ غَيْداقُ ضِرارٌ مُقْوِمُ * زُبَيرُ عبدُكعبةَ حِجْلُهُمُ
56. عَمَّاتُه ستٌّ ثلاثٌ أسلمتْ * صفِيَّةٌ عاتِكُ أروى ، وأبتْ
57. أُميمةُ أمُّ حَكيمٍ بَرَّهْ * أصحابُه المُبَشَّرون عشْرهْ
58. سَعْدُ سعيدٌ ابْنُ عَوفٍ خُلَفا * زُبيرُ طلحةُ ابنُ جَرَّاحِ ، الوَفا
59. وبعدهُ الصّدّيقُ عامينِ اسْتَقَرّْ * ونصفِ ، بالسَّمّ قَضَى ، ثمَّ عُمرْ
60. عَشْراً ونصفاً ، وقَضَى لمّا انْجَرَحْ * ومصرَ والعراقَ والشامَ افْتَتَحْ
61. وبعده عثمانُ إحدى عشْرا * ومثلُها يوماً ، شهيداً مَرَّا
62. ثمَّ عليٌّ خمساً ، السُّدْسَ انْقُصَنْ * وبعدَه ستَّ شُهورٍ الحَسَن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق