إدمان الشبكة المعلوماتية (الإنترنت)
وعلاقته ببعض المتغيرات لدى طلبة جامعة دمشق- فرع درعا
د. خالد العمار
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد: في الوقت المعاصر بدا أن استخدام الإنترنت يصل إلى حالة الإدمان، وقرأ بعضهم ذلك كظاهرة لا يمكن غض الطرف عنها، بل شبّه بعض المختصون هذا الإدمان بأنه يماثل الإدمان علـى القمار أو المخدرات أو المسكرات، ومع تطور الأجهزة الذكية، وإتاحة الانترنت في معظم دول العالم، أدى ذلك إلى دخول شريحة كبيرة إلى هذا العالم، ولكن هل كثرة المستخدمين علامة على الإدمان الجماعي على الانترنت؟ ربما!
ولكن ما هو إدمان الانترنت؟ لعل أصدق تعريف عن هذه الظاهرة، هو تعريف الخليفي، حيث يقول: "إدمان الانترنت هو استغراق الإنسان لكل أو معظم وقته في التعامل مع الإنترنت بحيث ينسى القيام بواجباته وأمور حياتـه العادية ويصبح هاجساً له أينما كان ولا يستطيع الاستغناء عنه".
ولعل أهمية هذا الموضوع تظهر من خلال أن البحث العلمي على الانترنت لا يتجاوز 2%، كما أن البحث عبر شبكة الويب ومتابعة الأخبار والتسوق لا يتجاوز 22%، بينما المواضيع الأخرى تحوز على أكثر من 85% سواءً عبر غرف الدردشة، أو متابعة المواقع الساقطة، أو لعب القمار وغير ذلك.
ومن خلال النظر إلى الدراسات السابقة التي تعرض لها البحث، نجد التأثير السلبي لإدمان الانترنت على الصحة النفسية، في دراسة أجراها أحد الباحثين على طلاب الثانوية في مصر، وفي دراسة أخرى على شريحة في السعودية تبين التأثير السلبي لمقاهي الانترنت على انحراف مرتاديها، وجنوحهم نحو الجريمة.
وفي دراسة ثالثة على شريحة من طلاب جامعات السعودية ومصر، تبين وجود اضطرابات نفسية عند مدمني الشبكة العنكبوتية، وينطلق ذلك من الانطوائية، والعزلى، والميل العصابي إلى العدوانية والعنف.
وفي دراسة رابعة على طلبة من دمشق ظهرت الدوافع الملجئة لاستخدام الانترنت والتي كان أبرزها: الفراغ، والبحث عن الترفيه، وأن الطابع العام لاستخدامه يتناول المواضيع السيئة، والقرصنة، والتجسس على الشابكة، وانحطاط الرسائل المتبادلة ذات الطابع العاطفي والجنسي.
وفي دراسة خامسة، بيّنت أن الطالبات الجامعيات المدمنات على الانترنت أكثر اكتئاباً من الطالبات غير المدمنات، كما أن الذكاء الانفعالي لدى الطالبات الغير مدمنات أكثر من الطالبات المدمنات.
وفي دراسة أجريت في الهند، تبين وجود اضطرابات في النوم لدى الطلبة الذين يستخدمون الانترنت، بالإضافة إلى التأخر في الاستيقاظ بسبب السهر على الشبكة المعلوماتية.
أما هدف هذه الدراسة، هو التعرف على إدمان الشبكة المعلوماتية (الإنترنت) لدى طلبة جامعة دمـشق- فرع درعا في ضوء المتغيرات الآتية: الجنس (الذكور والإناث)، والتخصص، ومـستوى التحصيل، والوضع الاقتصادي، وعدد ساعات الجلوس على الشابكة المعلوماتية، والمواقع المفضلة، وتم اعتماد المنهج الوصفي التحليلـي.
وكان من نتائج هذه الدراسة ما يلي:
1-لا وجود علاقة بين إدمان الشبكة المعلوماتية والمعدل الدراسي.
2- توجد علاقة إيجابية دالة بين إدمان الشبكة المعلوماتية والوضـع الاقتصادي.
3- لا يوجد فرق ذو دلالة في إدمان الشبكة المعلوماتية يعزى لعامل الجـنس.
4- لا يوجد فرق ذو دلالة في إدمان الشبكة المعلوماتية يعزى للتخصص الدراسي سـوى بعض الفروقات بين طلاب الآداب من جهة والتربية والحقوق والعلوم والاقتصاد من جهة أخرى لصالح طلاب الآداب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق