أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 12 يناير 2025

المنظومة الملاذية في السيرة المعاذية لأبي بكر العدني بن علي المشهور بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

المنظومة الملاذية في السيرة المعاذية

لأبي بكر العدني بن علي المشهور

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

تمهيد: هذا النظم الرائق، والشعر المختصر الفائق، في بيان سيرة إمام العلماء، وأحد معالم الخير في الدنيا، الصحابي الجليل معاذ بن جبل، رضي الله عنه، أبو عبد الرحمن، الأنصاري الخزرجي، أعلم الأمة بالحلال والحرام. وأحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي صلّى الله عليه وسلم، ولاّه النبيُّ صلى الله عليه وسلم قضاء اليمن، وأرسل معه كتاباً إليهم يقول فيه: (إني بعثت لكم خير أهلي)، وكان من أحسن الناس وجهاً وأسمحهم كفاً.

 وقد بدأ كتابه المؤلف كتابه بثلاثة مطالع: أولها قرآني، وقد جاء في مدح المهاجرين والأنصار والثناء عليهم، وكان معاذ سيد الأنصار، والثاني: نبوي، نجد فيه منزلة مُعاذ من القلب وهو يتبوأ أعلاها وأسماها، والثالث: الأبوي، وقد بلغ من سمو فكره ونضج قريحته ما أهله ليكون مُعلماً للخير، ونجماً يهتدي به في ظلمات الفتن والمحن، حتى قال ابن مسعودٍ فيه: كُنّا نُشبّهه بإبراهيم عليه السلام.

وذكر من فضائله رضي الله عنه: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم أركبه ناقته القصواء، وعلمه القضاء، وبعثه بذلك إلى اليمن، يدل لذلك ما جاء في الترمذي وغيره: عَنِ الحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى اليَمَنِ، فَقَالَ: كَيْفَ تَقْضِي؟، فَقَالَ: أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللهِ؟، قَالَ: فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي، قَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ.

وخصًّه بما يفتح للناس باب الجنّة، فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى العِبَادِ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: فَإِنَّ حَقَّهُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، قَالَ: أَتَدْرِي مَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ إِذَا فَعَلَوْا ذَلِكَ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أَنْ لاَ يُعَذِّبَهُمْ.

ترجمة موجزة للصحابي الجليل معاذ بن جبل

هو: معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الرحمن: صحابي جليل، كان أعلم الأمة بالحلال والحرام. ولد مُعاذ بن جبل سنة (20 ق هـ) بأرض العوالي، وهو أحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي صلّى الله عليه وسلم. أسلم وهو فتى، وآخى النبي صلّى الله عليه وسلم بينه وبين جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.

وشهد العقبة مع الأنصار السبعين. وشهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وبعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعد غزوة تبوك، قاضياً ومرشداً لأهل اليمن، وأرسل معه كتابا إليهم يقول فيه: (إني بعثت لكم خير أهلي) فبقي في اليمن إلى أن توفي النبي صلّى الله عليه وسلم وولي أبو بكر، فعاد إلى المدينة.

ثم كان مع أبي عبيدة بن الجراح في غزو الشام. ولما أصيب أبو عبيدة (في طاعون عمواس) استخلف معاذاً. وكان من أحسن الناس وجهاً ومن أسمحهم كفاً. له 157 حديثاً.

توفي رضي الله عنه عقيماً بناحية الأردن، في الثاني والعشرين 22من شهر جمادى الآخر عام 40 للهجرة. وعمره 33سنة، ودفن بالقصير المعيني (بالغور) ومن كلام عمر: (لولا معاذ لهلك عمر) ينوه بعلمه.

غريب القصيدة:

المواهب: جمع موهبة، وهي ما أودعه الله في الفِطَر من أسباب النبوغ والتهيؤ للتعلّم والعمل.

الغياهب: جمع غيهب، وهي: شدة الظلمات.

بالرغائب: جمع رغيبة، وهي ما تطمع فيه النفس، وترغب فيه، وتحرص عليه من الثواب والوعد بالخير.

القصواء: اسم ناقة النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهي التي توقفت في الحديبية، وقال فيها: (ما خلأت -أي تعبت -القصواء، ولكن حبسها حابس الفيل)، وركبها في فتح مكة.

العاقب: أي لا أحد يعقبه في النبوة، لأنه لا نبي بعده.

المضارب: النواحي وتُطلق على الخيام المجتمعة للقبيلة والعشيرة.

الجدُّ بن قيس الخائب: سماه خائباً؛ لأنه كان مُنافقاًن وقد تزوجت منه أم مُعاذ بعد وفاة زوجها جبلاً.

غرٍ كاذب: الغر المخادع المحتال. والكاذب: هو المنافق في أخص صفاته.

خيرُ هاذبِ: أي خير مُهذِّب ومربي ومُعلم للدين.

الثناء الواجبِ: لعله إشارة إلى قوله صلى الله عليه وسلم: (يا مُعاذ والله إني لأُحبك)، وكان إذ ذاك يناهز الثماني عشر سنة.

الحج الصاخب: تختلط فيه الأصوات وترتفع، وكان أحد الذين شهدوا بيعة العقبة مع الأنصار السبعين.

مُفعم... للعواقب: ممتلئ. والعواقب: النتائج والآثار المحمودة.

الموارب: الذي يُخفي الحقيقة بعد العلم بها.

عزمة المُحارب: أي شدته وقوته وإرادته.

الراهب: هو العالم من اليهود أو النصارى.

عالم التجاذب: يعني التنازع والتصارع بين الكفر والإيمان.

القرآن ذا الغرائب: أي المعاني البديعة المشرقة على النفس.

علموا القرآن بالتعاقب: أي على مدى تعاقب العصور والأزمان.

فهم ثاقب: أي حاذق فطن مع حُسن التقدير للأمور.

الغزير الواصب: الدائم والملازم في الكثرة والوفرة.

وقد أتى من غزوة مشهودة: يعني إلى قضاء اليمن، فبعثه النبيُّ إليها بعد تبوك.

بخ.. بخٍ: اسم فعل للمدح والإعجاب والرِّضا، وتكرر للتأكيد والتعظيم.

بالحضور الواجب: من الأركان والشروط والواجبات.

العواقب: خواتيم الأمور ونهاياتها.

النّصر المكين: أي المتمكن العظيم الشأن، الدائب: المستمر المتواصل.

الشّاحب: الذابل، المتغير في هيئته.

الشوائب: الأدناس والأقذار، والمراد بها هنا المعنوية.

اللزيم: أي اللازم والثابت عليه.

التجاذب: التماسك ورباطة الجأش.

تجاوب: استجابة وتلبية للنداء.

السًّكون: لعلها اسم منطقة قريبة في اليمن.

سكاسك العصائب: أي: الكتائب التي تملأ الطريق.

غيثٍ واصبِ: أي: مطرٍ دائم.

بأُسِّه المناسب: أي بتأسيسه للمساجد.

المشاغب: ما يثير الفوضى والعبث.

مفعم الغرائب: أي مليئاً بالعجائب.

عاقباً بعاقب: أي جيلاً بعد جيل.

الفسيق الواقب: أي الفاسق الذي طغى بفسقه.

ذُرى المضارب: أي أقصى القرى وأبعدها.

الناحب: هو من علا صوته بالبكاء.

بالنجائب: أموال الزكاة، أو إبل القافلة.

غير ناكب: أي غير ناكص ولا متردد.

 



عقد اللآل في عقد الود بين الأصحاب والآل د. جميل حليم الحسيني بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

عقد اللآل في عقد الود بين الأصحاب والآل

د. جميل حليم الحسيني

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

تمهيد: هذا الكتاب الموسوم (بعقد اللآل) أو (بالشهد المذاب من نزهة المحبة بين الآل والأصحاب) لمؤلفه الشيخ جميل الحسيني، هو كتاب جيد، لولا ما فيه من العقائد غير المرضية عندنا، والمؤلف كما هو معلوم أشعري جلد، ومتصوف متعصب، وقد جمع ذلك إلى حدَّة الطبع، وسرعة الهيجان، وفظّاظة الكلمات، واتهام المخالف، وتكفير من يخالفه بأدنى شُبهة، ولم يغريني في كتابه سوى العنوان الذي توسمت فيه الخير، وكونه محل عناية الباحثين وطلاب العلم، ومع هذا فهناك كتب كثيرة أجود منه، وأهدى طريقاً وأصوب مسلكاً.

وقد وضع المؤلف في مقدمة كتابه ما يظنُّ أنه عقيدة المسلمين جميعاً، وليس كذلك. ومن تجنيه على المسلمين، قوله: "إنه من لم يعتقدها لا يكون من المسلمين" وهذا من جنايته وقلة علمه، وبُعده عن الحق والإنصاف، وقد ختم كتابه بذلك أيضاً؛ وهذا ما يؤكد كلماتنا السابقة فيه.

ذكر الشيخ -هداه الله- في كتابه هذا فصولاً كثيرة في مناقب الآل وفضلهم، وكذلك في فضل الصحابة ومناقبهم من كتب الشيعة نفسها مما يحار الشيعة في رده ولا يستطيعون، وتطمئن له قلوب المؤمنين، فذكر روايات كثيرة في فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، أضف لذلك تطرقه لأهم الشبهات التي يثيرها الشيعة عن الصحابة، ولعل أبرزهما قضيتان: الأولى: هي الطعن في زواج عمر من أم كلثوم بنت فاطمة، والثانية: استغلال قضية فدك والزعم بأن أبا بكر اغتصب حق فاطمة عليها السلام من ميراث أبها.

ثم بيّن العلاقة المميزة التي كانت بين الآل والأصحاب، وبين أنهم كانوا متحابين كالجسد الواحد، والبنيان الواحد، وكلهم يُثني على صاحبه، ويودُّه ويصله ويُقربه، ويعرف حقه وقدره ومكانته، ومنزلته في الإسلام، وكذلك موقف آل البيت من الصحابة رضوان الله عليهم، التسميات التي جرت بين الفريقين والتي تؤكد هذه المحبة ويُصدقها؛ لأن المرء لا يسمي أبناءه بأسماء من يبغضهم أو يُعاديهم.

ثم المصاهرات التي جرت بين الصحابة والآل، والأنساب المتصلة بينهم، وتحدث عن هذه المصاهرات بشكل مستفيض، سواء في عصر الصحابة أو التابعين وأتباعهم، ثم ذكر بعض أقوال أهل البيت عليهم السلام في أبواب العقائد، وأكثرها نقلاً عن كتب الشيعة، وبعضها لا تصح عنهم، وكما قلنا: إنه لم يكتفي بما خطه من اعتقاده الذي يتخيل أنه اعتقاد أهل السنة والجماعة، بل ختم به أيضاً كما ذكرنا.

ولعل من الإنصاف أن ننقل كلمات زعم أنها من القلب، وليته يعمل بها، يقول وفقه الله (ص 8): ((في الوقت الذي تنتشر فيه الفتن، وتعم فيه البلايا والقلاقل والخراب والدمار وسفك الدماء وتهجير الناس من أوطانهم بما يُفرح العدو، ويجعله كثيراً ما يصطاد في الماء العكر؛ فلنكن مشاعل نور تضيء الدروب، ودعاة خيرٍ ندعو إلى ما يُحبه الله ويرضاه، ونعمل على رأب الصدع وتوحيد الكلمة، ووحدة الصف، وجمع الشمل على طاعة الله، ولنقف عند سيرة صحابة رسول الله العظماء، وأهل بيته الأجلاء، الذين نشروا الهدى، ولنتمسك بنهجهم والمحبة والمودة والأخوة والترابط الذي جمعهم، فكانوا يداً واحدة وكلمة واحدة وقلباً وصفاً واحداً)).




الأربعون المقدسية د. رائد فتحي بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

الأربعون المقدسية

د. رائد فتحي

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

      

       تمهيد: هذا الجزء الحديثي يتعلق بنوع من أنواع التصنيف في الحديث، وهو تصنيف الأربعينات، وهي أحاديث تُجمع في باب واحد، او في أبواب شتى، بسندٍ واحد، أو بأسانيد متعددة، وقد جمع فيه مؤلفه أربعين حديثاً في فضائل المسجد الأقصى خاصة، وفي بيت المقدس عامة، وهي أحاديث مقبولة في جملتها، لكونها دائرة بين الصحة والحسن.

       وتناول المؤلف في هذه الأربعينية موضوعات شتى، منها:

1-فضائل المسجد الأقصى: كونه القبلة الأولى للمسلمين في الصلاة، وثاني المسجدين اللذين وُضعا في الأرض، وثالث المساجد الثلاثة في الفضيلة، وشد الرحال إليه، ومغفرة الذنوب فيه، وكان الصحابة يعدون الصلاة إلى القبلتين من مناقبهم، وفضل الإهلال منه بحج أو عمرة، وكون رؤيته خيرٌ من الدنيا وما فيها، وصلاة النبيّ صلى الله عليه وسلم فيه.

2-فضل بيت المقدس: كونه الأرض التي وُلد فيها الأنبياء، وقامت دعوتهم فيها، ووقعت لهم فيها المعجزات والكرامات، فقد حُبست فيه الشمس ليوشع بن نون، ورغبة موسى عليه السلام في أن يموت بقربه، وأن فتحه من علامات الساعة، وأن الطائفة المنصورة فيه، وهم خيار الناس، وأمر النبيّ بلزومه، وتجليته لقريش إبان رحلة الإسراء، ونزول الخلافة فيه آخر الزمان، ومثّل به النبيُّ صلى الله عليه وسلم امتداد حوضه، وأن الدجال لا يقربه، وكون عمرانه علامة من علامات قرب خروج الدجال، وأن إمام المسلمين يكون ببيت المقدس عند خروجه، ثم مسير يأجوج ومأجوج إلى جبل بيت المقدس، وما يجري لهم من الاستدراج والهلاك، وحشر الناس فيها، ورؤية النبيّ صلى الله عليه وسلم لجهنم على سورها الشرقي.

3-فضل الشام: أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم اختارها لأصحابه، وكون عمود الكتاب فيها.

       وبيّن المؤلف الدواعي التي حدت به إلى التأليف في هذا النوع، من ذلك:

1-تكرر استخدام القرآن الكريم والسنة العطرة للفظ الأربعين في باب المدح والتكريم، وذلك في كثير من الموطن.

2-استلهام العلماء هذا العدد في مصنفاتهم، فنسج بعضهم تآليف كثيرة في الأربعينات، سواءً في الحديث (كما فعل النووي في الأربعين النووية)، أو في أصول الدين (كما فعل الغزالي والرازي وابن تيمية في الأربعين في أصول الدين)، أو في المناقب (كما فعل ابن عساكر في الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين).

وتتمة لما سبق، نقول: أول من صنّف في الأربعينيات الإمام الحافظ عبد الله بن المبارك ت 181 هـ، ثم تتابع التأليف فيها بعده، وممن ألف فيها الإمام الحافظ أبو نُعيم ت 430 هـ، والحافظ أبو بكر الآجري 360 هـ، والإمام البكري، والنووي، والسيوطي، وغيرهم كثير.

وأما فضل التأليف في الأربعينيات؛ فقد جاءت في أحاديث واهية وضعيفة جداً، ومن ذلك:

1-حديث أنس رضي الله عنه، مرفوعاً: (من حمل من متى أربعين حديثاً، لقي الله يوم القيامة فقيهاً).

 أخرجه البكري في أربعينه (44) من طريق الجوزقي عن زيد بن حريش، عن عبد الله بن خراش، عن عمه العوام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أنس بن مالك مرفوعاً. وعبد الله بن خراش: اتفق الأئمة على تضعيفه، واتهمه بعضهم، ووصفه ابن عمار بالكذب، وانظر الميزان (2/ 413).

2-حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من السنة حتى يؤديها إليهم، كنتُ له شفيعاً، أو شهيداً يوم القيامة).

أخرجه ابن عبد البر في الجامع (325)، والبكري (33) من طريق يعقوب بن إسحاق العسقلاني، عن حميد بن زنجويه، عن يحيى بن عبد الله بن بكير، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر به مرفوعاً.

قال ابن عبد البر في جامعه (205): هذا أحسن إسناد جاء به هذا الحديث، لكنه غير محفوظ، ولا معروف من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر، ومن رواه عن مالك فقد أخطأ، وأضاف ما ليس من رواياته إليه اهـ.

وفي إسناده أيضاً: يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم العسقلاني، قال الذهبي -وقد أورد الحديث من طريقه في الميزان (4/ 449): وهذا كذاب في السند والمتن.

وقال ابن حجر: الناس يختلفون فيه، فبعضهم يوثقه، وبعضهم يُضعفه، والظاهر: أنه دخل له حديث في حديث اهـ.

3- حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً فيما ينفعهم في أمر دينهم، بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً)

أخرجه ابن عبد البر في الجامع (1/ ٤٣) وغيره من حديث عمرو بن الحصين العقيلي، عن محمد بن عبد الله بن علاثة، عن خصيف، عن مجاهد، عن أبي هريرة به مرفوعاً.  

قلت: وعمرو بن حصين كذبه أحمد وابن معين، وقال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي، وقال: تركت الرواية عنه ولم يحدثنا، وقال : هو ذاهب الحديث، وليس بشيء، أخرج أول شيء أحاديث مشتبهة حساناً، ثم أخرج بعد لابن علاثة أحاديث موضوعة، فأفسد علينا ما كتبنا عنه، فتركنا حديثه .

وقال ابن عدي: مظلم الحديث، وقال الدار قطني: متروك، وقال أبو زرعة: ليس في محل من يحدث عنه، وهو واهي الحديث، ومحمد بن عبد الله بن علاثة، وخصيف فيهما، قال الذهبي في الميزان (3/ ٥٩٥): الظاهر أنه من وضع ابن حصين.

       4-حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: (ما من مسلم يحفظ على أمتي أربعين حديثاً يعلمهم بها أمر دينهم، إلا جيء به يوم القيامة؛ فقيل له: اشفع لمن شئت).

وفي إسناده عمرو بن الأزهر، وشيخه أبان بن أبي عياش، كلاهما متروك

       5-حديث أبي الدرداء مرفوعاً: (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً، بعثه الله يوم القيامة فقيهاً، وكنت له يوم القيامة شهيداً).

أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ ۱۳۳) من حديث إبراهيم بن أبي أمية، حدثنا أبو طالب هاشم بن الوليد الهروي قال : حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء به مرفوعاً.

وعبد الملك بن هارون قال ابن معین کذاب وقال أبو حاتم: متروك، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الحاكم: ذاهب الحديث جداً، وروى عن أبيه أحاديث موضوعة. وهذا منها، فقد اتهمه ابن حبان به.

وروي مثل هذا عن ابن عباس، ومعاذ بن جبل، وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود، وغيرهم، إلا أنه لا يثبت منها شيء.

 وأكثر العلماء على عدم صحة هذا الحديث:

قال البيهقي في الشعب (2/ ۲۷۰): هذا حديث مشهور فيما بين الناس وليس له إسناد صحيح. وقال أيضاً: أسانيده كلها ضعيفة.

وقال ابن السكن: ليس يروى هذا الحديث عن النبي من طريق يثبت

وقال الدارقطني: لا يثبت من طرقه شيء.

وقال ابن عساكر: أسانيده كلها فيها مقال، ليس فيها للتصحيح مجال.

وقال ابن حجر: ليس فيها طريق تسلم من علة قادحة.

وقال النووي: طرقه كلها ضعيفة، وليس بثابت.

وقال الرهاوي: طرقه كلها ضعاف، إذ لا تخلو طريق منها أن يكون فيها مجهول لا يُعرف، أو معروف يُضعّف.

وكذا ضعّفه رشيد الدين بن العطاء، والمنذري والنووي في فتاويه (272)، وفي مقدمة كتابه في الأربعين، وابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية (1/ 111)، وابن عبد البر في الجامع (1/ 192 -198).

وقد ذهب بعض العلماء إلى تحسين الحديث؛ لكثرة طرقه وشواهده، ولذا توجه الناس إلى التأليف في الأربعينيات، وممن حسّنه من المتأخرين: الإمام السلفي رحمه الله، وهو ظاهر كلام الكياس الهراسي -من كبار الشافعية، والشيخ ملا علي القاري صاحب "مرقاة المصابيح".

قال السلفي رحمه الله: فإن نفراً من العلماء لما رأوا ورووا قول أطهر مَنْسَل وأفضل مرسل: (مَن حفظ على أمتي أربعين حديثاً بعثه الله يوم القيامة فقيهاً)، من طرق وثقوا بها، وعولوا عليها، وعرفوا صحتها، وركنوا إليها، خرج كل منهم لنفسه «أربعين» حتى قال إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي: اجتمع عندي من الأربعينيات ما ينيف على السبعين.

       وقال السلفي: وقد استفتيتُ شيخنا الإمام أبا الحسن علي بن حمد الكيا الطبري في رجلٍ أوصى بثلث ماله للعلماء والفقهاء، هل تدخل كتبة الحديث في وصيته؟ فكتب بخطه تحت السؤال:

    نعم! وكيف لا؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً بعثه الله يوم القيامة فقيهاً) إلا ان هذا الكلام لم يُعتمد، والراجح في حال الحديث ما قدمناه عن الأئمة الذين ضعّفوه. إلا أن هذا الكلام لم يعتمد، والراجح في حال الحديث ما قدمناه عن الأئمة الذين ضعّفوه.

    قال صديق حسن خان في أبجد العلوم (2/ 335): وهذا الحديث من جميع طرقه ضعيف عند محققي أهل الحديث، لا يُعتمد عليه، ولا يصير إليه إلا مَن لم يرسخ في علم الحديث قدمه اهـ.

       وانظر في ذلك المقاصد الحسنة (411)، وكلام الألباني رحمه الله في تعليقه على المشكاة (1/ 86)، ومعجم مصطلحات الحديث لمحمد ضياء الأعظمي (27) غير أن بعض العلماء عمل بها استئناساً، مع علمه بضعفها كالإمام النووي، وابن حجر في كتابه الأربعين المتباينة والأربعين العوالي، والسيوطي، وغيرهم.






سير الحور إلى القصور أرجوزة السيرة النبوية الشريفة للعلامة القاضي بن الشحنة الحنفي (ت 815 هـ) بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

سير الحور إلى القصور

أرجوزة السيرة النبوية الشريفة

للعلامة القاضي بن الشحنة الحنفي (ت 815 هـ)

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

      

       تمهيد: هذا النظم الرائق والوجيز على بحر الرجز، في سيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في ثلاثة وستين بيتاً، على عدد سني عمر النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ لأبي الوليد محب الدين بن الشحنة، وقد كتب عليها حفيده عبد البر بن الشحنة (ت 921 هـ) حاشية لطيفة، قام المحقق بخدمتها خدمة جليلة، حيث بيّن الاختلاف في النُّسخ، وأثر ذلك في اختلاف المعنى، مع شرح غريب النظم، وهذا النظم مع كونه جهداً مشكوراً إلا أن غيره من الأنظام أدقُّ وأنفع وأيسر في الحفظ والتعليم.

وأول النظم قوله:

باسم الإله سيرة الرسول ... بدأتُ، والمولد عام الفيل

       وتنوعت الموضوعات التي تناولها هذا النظم؛ فقد ذكر فيه مولده الشريف، وخبر والديه، وزواجه، وبعثته، وأول من أسلم، وبعض معجزاته، وهجرته، ووفاته كما اعتنى المؤلف بتأريخ ما يتعلق بأسرته الشريفة صلى الله عليه وسلم، من ذكر أعمامه، وعماته، وبناته، وغزواته، وكُتّابه، وأفراسه، وأصحابه المبشرون بالجنة، بالإضافة إلى حصر بعض الأمور المتعلقة بسيرته، يقول مثلاً:

غزاوته: السبعة والعشرونا ... بعوثه جميعها ستونا

أفراسه: سبعٌ، وسبعَ عشرا.. زادوا البغال: خمس، زادوا أخرى

زوجاته اللاتي بهنَّ دخلا ... إحدى أو اثنا عشر عن تسعٍ خلا

كُتّابه خمسٌ وأربعونا ... خُدَّامُه: المائة والسَّبعونا

       وختم في نظمه ببيان مدة الخلافة:

وبعده الصديق عامين استقر ... ونصفُ بالسَّم قضى، ثم عُمر

عشراً ونصفاً، وقضى لما انجرح ... ومصر والعراق والشام افتتح

وبعده عثمان إحدى عشرا ... ومثلها يوماً، شهيداً مرّا

ثُمَّ عليٌّ خمسا السُّدس انقُصنّ ... وبعده ستُّ شهورٍ الحَسَن

ترجمة الناظم ابن الشحنة

(749 -815 هـ)

هو أبو الوليد محب الدين: محمد بن محمد بن محمد بن محمود الشهير بابن الشِّحنة الحلبي الحنفي، فقيه حنفي، له اشتغال بالأدب والتاريخ، من علماء حلب. ولي قضاءها مرات، واستقضي بدمشق والقاهرة. له كتب، منها:

1- (روض المناظر، في علم الأوائل والأواخر) اختصر به تاريخ أبي الفداء وذيل عليه إلى سنة 806 هـ.

2-(الرحلة القسرية بالديار المصرية).

3-كتاب في (السيرة النبويّة).

4-(الموافقات العمرية للقرآن الشريف - خ) ومنظومة، وشرحها.

5- (البيان - خ) أرجوزة.

6- (الأمالي - خ) في الحديث، سبعون مجلساً في 120 ورقة.

7-(عقيدة - خ) قصيدة بائية.

8-(نهاية النهاية في شرح الهداية - خ) جزء منه، في فقه الحنفية.

نظم ابن الشّحنة كاملاً

1. باسم الإله سيرةَ الرسولِ * بدأتُ ، والمولدُ عامَ الفيلِ

2. خُمْسَي ربيعَ اوَّلِ صُبحَ اثنينِ في * نيسانَ ، في مكةَ ، مُكفَى الكلَفِ

3. أبوهُ عبدُ الله ماتَ قبلُ * وتسعةَ الأشهُرِ كان حَمْلُ

4. أُرضِعَ حولينِ ، وشُقَّ صدرُهْ * بعدَ ارْبعٍ ، فرجَّعتْه ظئرُهْ

5. وماتتُ امُّهُ بالَابْوا آمنهْ * والجدُّ مُوصٍ عمَّه في الثامنهْ

6. سافر بُوطالبَ لاثنَي عشْرا * به ، بَحِيرا ردَّه من بُصرَى

7. وعامَ خمسٍ وَّعشرين رَحَلْ * للشام تاجراً وَّمن بُصرى قَفَلْ

8. خديجةً زُوّجْ ، وكلُّ الوُلْد لهْ * منها ، سوى ابْراهيمَ جا من ماريهْ

9. قاسمُ زينبٌ رُقِيٌّ فاطمهْ * كلثومُ عبدُ الله منها الخاتمهْ

10. وكلُّهم ماتوا بلا عَقْبٍ سِوى * فاطمةَ عن نصفِ عامٍ للثَّوى

11. وعامَ خمسٍ وثلاثين حكَمْ * في وضعهِ للحجر الأسودِ ثَمّْ

12. ويومَ الِاثنينِ لأربعينا * أرسِلَ للأنام أجمعينا

13. في رمضانَ أو ربيع الأولِ * اقرأ قُم الحمد أول المنزلِ

14. وعُلم الوضُوْ ، وصلى ركْعتينْ * للقُدْس والبيتُ العتيقُ نَصْب عَينْ

15. بعدَ ارْبعٍ بالدين جَهرةً أمرْ * وشُقَّ نِصفَينِ لأجلهِ القَمرْ

16. وارْبعُ صُحْبَةَ اثنَتَيْ عَشَرْ ذّكَرْ * إلى النجاشيْ هاجَروا خوفَ الضَّررْ

17. في الخَمسِ عادُوا ، ثم عادُوا وهُمُ * مَعَ الثمانينَ ثلاثُ ، مَعْهُمُ

18. ثمانَ عَشْرُ انْثى ، ومِن قبلُ استَقَرّْ * إسلامُ حمزةَ ، وفي الستِّ عُمَرْ

19. والسابعُ اسْلامُ النَّجاشيْ ، العَشْرا * موتُ أبي طالبَ ، ثم الكُبْرى

20. وقبلُ كانتْ قصةُ الصَّحيفهْ * والشِّعْبِ في سِنِينِهِ المُخِيْفَهْ

21. ثمَّ أتتْ جِنُّ نَصِيْبِيْنَ اسْلَمَتْ * نعَم ولَاحْجارُ مَشَتْ وسَلَّمَتْ

22. في رمضانَ احْدى وخمسينَ نَكَحْ * سَوْدةَ ، ثُمّ العَقْدُ في شوّالَ صَحّْ

23. على ابْنَةِ الصدّيقِ ، ثمّ الِاسْرا * ألبيعةُ الأولى مَعَ اثْنَيْ عَشْرا

24. وبعدَ عامٍ بيعةُ السبعينا * وصَفَرَ الثلاثِ والخَمسينا

25. هاجَرَ نحوَ طَيْبةَ مُقِيما * عَشْرَ سِنِينَ للهُدى مُقِيما

26. جَمَّعَ في الأولى ، وآخَى ، أَذَّنا * ومسجِدَيْ قُبَا وطَيبَةَ بَنَى

27. وأُنْزِلَ اتْمامُ الصلاةِ أربعا * وبعضُ مَنْ عندَ النجاشيْ رَجَعَا

28. فيها بَنى بعايِشَ ، والثانيهْ * غَزَا بالَابْوا ، وبُواطُ تاليهْ

29. وبدرُ الُاولى ، وما عسر ، ووجَبْ * تحَوُّلُ القِبْلَةِ في نِصفِ رَجَبْ

30. والصّومُ في شعبانَ ، كُبرى بَدْرِ * في رمضانَ ، وزكاةُ الفِطْرِ

31. موتُ رُقيَّةَ ، وعُرسُ الطُّهْرِ * وأسلمَ العباسُ بعد الأسْرِ

32. قَرْقَرُ ، قَينُقَاعُ ، والعِيدانِ * سَوِيقُ ، والدُّعْثُورُ في غَطْفانِ

33. عَقْدُ امِّ كُلثُومَ على عُثمانَ في * ثالِثِهِ بعدَ رُقَيَّةَ ، ارْدِفِ

34. حفْصَةَ ، ثمّ زَينَبينِ ، أُحُدا * حَمراءُ ، حمزةٌ في الُاولى اسْتُشْهِدا

35. وحُرْمَةُ الخَمر ، ومولدُ الحَسَنْ * وزَينباً بنتَ خُزيمةَ ، ومن

36. بنو النَّضِر ، نكاحُ امِّ سَلَمَهْ * ذاتُ الرِّقاعِ ، بدْرُ ، أحزابُ العَمَهْ

37. قُرَيْظُ ، قَصْرٌ ، مولِدُ الحُسَينِ * تَيَمُّمٌ ، رَجْمُ اليهُودِيَّينِ

38. حجٌّ ، حِجابٌ ، دُوْمَةٌ . والتاليهْ * مُصطَلِقُ ، افْكٌ ، اصطفَى جُويريهْ

39. غَابةُ في السّتِّ ، بنو لَحيانِ * والصَّدُّ ، ثم بيعةُ الرضْوانِ

40. ظِهَارُ ، إسْتِسْقا ، الخُسُوفُ عُرِفا * في السَّبع خَيبَرُ ، وسُمَّ ، واصطَفَى

41. صَفِيَّةَ ، أمَّ حبيبةٍ نَقَدْ * عنها النجاشيْ مَهرَها مَعْها ، ورَدّْ

42. مَنْ قد بَقِيْ ، في عُمرةِ القَضا نَكَحْ * ميمونةَ ، وذاك في الإحرام صَحّْ

43. أهدى له ماريةَ المُقَوقِسُ * وأرسَلَ الرُّسْلَ فلم يَبتَئسُوا

44. وفي الثمانِ مُوتةُ ، المنبرُ فيـــــ * ـــــــها فتح مكة ، حُنَينَ طائفِ

45. تبوكُ في التسْعِ ، وموتُ أَصْحَمَهْ * وابنِ أُبَيْ ، إيلا ، لِعانٌ أُعلِمَهْ

46. ماتَ ابْنُهُ ابْراهيمَ في العاشِرِ عنْ * سَبعةَ عَشْرَ شهراّ اوْ شهرَ ارْفَعَنْ

47. وفيه كانت حجةُ الوَداعِ * سبعينَ ألفَ راكبٍ وسَاعِ

48. قَضى رسولُ الله عن ستينا * معَ الثلاثِ طيّباً مبينا

49. فلم يكُ الشايع من كتابهِ * إلا اختلافٌ كان في أصحابهِ

50. غزَواتُه السبعةُ والعشرونا * بُعُوثُه جميعُها ستونا

51. أفراسُه سبعٌ ، وسبعَ عشْرا * زادُوا ، البغالُ خمسُ ، زادُوا أخرى

52. زوجاتُهُ اللائي بهنَّ دَخلا * إحدى أو اثنَي عشْرَ ، عن تسعٍ خَلا

53. كُتَّابُه خمسٌ وأربعونا * خُدَّامُه المِئةُ والسبعونا

54. أعمامُه الذين هُم لَم يُسْلموا * بُوطالبُ بُولَهَبُ وقُثَمُ

55. حارثُ غَيْداقُ ضِرارٌ مُقْوِمُ * زُبَيرُ عبدُكعبةَ حِجْلُهُمُ

56. عَمَّاتُه ستٌّ ثلاثٌ أسلمتْ * صفِيَّةٌ عاتِكُ أروى ، وأبتْ

57. أُميمةُ أمُّ حَكيمٍ بَرَّهْ * أصحابُه المُبَشَّرون عشْرهْ

58. سَعْدُ سعيدٌ ابْنُ عَوفٍ خُلَفا * زُبيرُ طلحةُ ابنُ جَرَّاحِ ، الوَفا

59. وبعدهُ الصّدّيقُ عامينِ اسْتَقَرّْ * ونصفِ ، بالسَّمّ قَضَى ، ثمَّ عُمرْ

60. عَشْراً ونصفاً ، وقَضَى لمّا انْجَرَحْ * ومصرَ والعراقَ والشامَ افْتَتَحْ

61. وبعده عثمانُ إحدى عشْرا * ومثلُها يوماً ، شهيداً مَرَّا

62. ثمَّ عليٌّ خمساً ، السُّدْسَ انْقُصَنْ * وبعدَه ستَّ شُهورٍ الحَسَن