أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 6 يوليو 2014

شبهات وردود
قد يتوهم البعض أن الدعوة إلى الله عز وجل تقتصر على رجال الدين أو أصحاب التخصصات الشرعية فقط دون غيرهم ، ويقول : إن واجب الدعوة إلى الله لا يلزمني ؛ لأن القيام بالدعوة واجبٌ كفائي يجب على العلماء فقط لا على الجميع ،
 ويستدلون بقوله تعالى:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }[آل عمران:104]؟
والجواب على ذلك من عدة وجوه:
أولاً- لا شك أن الدعوة إلى الله تعالى يشترط لها العلم ،ولكن العلم ليس شيئاً واحداً لا يتجزأ ولا يتبعض ، وإنما هو بطبيعته يتجزأ ويتبعض ،فمن علم مسألة وجهل أخرى فهو عالم بالأولى جاهل بالثانية ،ومعنى ذلك أنه يعد من جملة العلماء بالمسألة الأولى ، وبالتالي فقد توفر فيه شرط وجوب الدعوة إلى ما علم دون ما جهل.
ثانياً- لا خلاف بين الفقهاء أنه من جهل شيئاً أو جهل حكمه أنه لا يدعو إليه ؛ لأن العلم بصحة ما يدعو إليه الداعي شرطٌ لصحة الدعوة ،وعليه فإن كل مسلم يدعو بالقدر الذي يعلمه.
ثالثاً- أن (مِنْ) في الآية الكريمة ليست تبعيضية وإنما هي بيانية ، وذلك لأن الله عز وجل أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على كل الأمة في قوله :{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران:110] ،
وعليه فإنه يجب على كل مكلف وجوباً عينياً أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، إما بيده أو بلسانه أو بقلبه، ولا يعفى من ذلك مسلم ، فيكون معنى الآية: كونوا أمة دعاة إلى الخير آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر.
وذلك كقوله تعالى:{ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}[الحج:30]،فـ(مِنْ) هنا بيانية ،والمعنى اجتبوا الرجس الذي هو الأوثان كما تجتنبون النجاسات الحسية.
وعليه فمعنى الآية: لتكونوا الأمة التي تدعوا إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر حتى تفلحوا.
رابعاً- وعلى فرض أن من هنا للتبعيض فإن وجود فرقة متصدية لهذا الشأن من العلماء والدعاة لا ينافي وجود غيرهم من عامة الناس ، وذلك لأن كل مسلم يدعو بحسب القدر الذي يعلمه ، ولأن الأمر بالدعوة إلى الله عام فيشمل العلماء ومن دونهم ، قال ابن كثير في تفسيره :"والمقصود من هذه الآية، أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن، وإن كان ذلك واجبا على كل فرد من الأمة بحسبه".
خامساً- صحيح أن الدعوة إلى الله تعالى واجبٌ كفائي إن قام به البعض سقط الإثم عن الباقين ، فإذا حصل المقصود بفرد أو مجموعة أفراد لم يطالب الآخرون به ، والحاصل أنهم إذا لم يقم أحد بواجب الدعوة أثم الجميع المتأهل للدعوة وغير المتأهل ، فإذا كان الكل يشترك في الإثم عند عدم الدعوة ، فمن باب أولى أن يتشاركوا في أجر الدعوة إلى الله تعالى.
سادساً- إن المسلم يدعوا إلى الله عز وجل باعتباره مسلماً مؤمناً بالله ورسوله قبل
كل شئ ، قال تعالى:{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108] ، فلا بد لكل مسلم أن يدعو إلى الله ،فإذا لم يقم بواجب
 الدعوة ،وقام بالدعوة مسلم آخر فإن الداعي الأخير يؤجر دون الأول.
سابعاً- أن المسلم إذا لم يقم بواجب الدعوة إلى الله تعالى لم يكن منضوياً تحت مفهوم هذه الآية:{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[يوسف:108].؛لأن أتباع الرسول هم الذين يدعون إلى الله عز وجل.
ثامناً- إن شرط الخروج من عهدة الفرض الكفائي حصول الكفاية بمن يقوم به ، ولمَّا كانت الكفاية غير حاصلة ، فيجب أن يقوم بالدعوة كل مسلم حسب قدرته ، لا سيما في زماننا حيث لا يزال الشرك والوثنية والجاهلية تغشى مجتمعات كثيرة ، ونشر هذه الدعوة يحتاج إلى جهود جبارة يشترك فيها جميع المسلمين كل حسب استطاعته.
تاسعاً- الدعوة إلى الله ليس لها صورة واحدة ، فقد تكون الدعوة إلى الله بالمال أو التعليم والمحاضرات، أو الفكر والكتابة ، أو السلطان،ونحو ذلك ،فيتمكن كل فرد من أفراد المسلمين أن يساهم في نشر الدعوة بحسب استطاعته وقدراته ، وهذا يدخلها في حيز الاستطاعة الذي هو شرط التكليف.
فإن قيل: إن في القوم من لا يقدر على الدعوة ولا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فماذا تقولون؟
نقول وبالله التوفيق: هذه حجَّةٌ واهية ، وهي ناشئة عن ضعف الإيمان ، وقلة الورع والعلم وعموم الجهل ، فإذا كان المسلم لا يستطيع أن يدعو إلى الله تعالى بلسان مقاله ، فلتكن دعوته بلسان الحال فيكون قدوة حسنة لغيره من عامة المسلمين ، ولا يعفى مسلم من إنكار المنكر ، ولا يعذر بجهله لأنه مطالب بالتعلم ، وذلك بحسب ما جاء في الحديث عن رسول الله r :" مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنَّ يُغَيِّرَهُ بِيَدِهِ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمان" رواه مسلم.
فإن قيل: ما تقولون فيمن يحتج بهذه الآية:{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[المائدة:105] ليبرر قعوده وتقاعسه عن الدعوة إلى الله جل وعلا ؟
نقول وبالله التوفيق : رُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَنَّهُ خَطَبَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ، وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَا وَضَعَهَا اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: "إِنَّ
النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ بَيْنَهُمْ، فَلَمْ يُنْكِرُوهُ، يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِ"رواه أحمد.
وأما معنى الآية فهو أن ضلال غيركم لا يضركم ما دمتم مهتدين ،ومن الإهتداء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،فإن ترك المؤمنون ذلك فإنهم غير مهتدين ، لأن السكوت على المنكر سبب في انتشاره وذيوعه بين المسلمين ، وبالتالي يكون سبب ضلالهم وعدم اهتدائهم.
فإن قيل:إن الباطل قد انتشر في الأرض ولم تَعُدِ الدعوةُ إلى الله تعالى تنفع شيئاً وعلى المسلم أن يهتم بنفسه ويدع أمر الخلق للخالق؟
والجواب :إن الواجب على المسلم القيام بواجب الدعوة إلى الله تعالى سواءاً استجاب الناس أو لم يستجيبوا،وبذلك يكون قد أقام الحجة عليهم بالتبليغ،قال تعالى:{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأعراف:164]، فالهدف الأساسي من الدعوة إلى الله عز وجل أمرين:
        * تقديم العذر إلى الله تبارك وتعالى بتبليغ الدعوة للناس.
        * قد تكون هذه الدعوة سبب في حصول الهداية والاستجابة والرجوع إلى
        الحق والصواب.
فإن قيل:فإن الله تعالى يقول:{ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا }[البقرة:286]،ويتعلل بأن الدعوة إلى الله تسبب له من التعب والمرض والنصب ما لا يستطيع تحمله؟
فالجواب من وجوه:
أولاً- إن هذه الحجة ضعيفة واهية يتشبث بها ضعيف الإيمان رقيق الدين الذين لم يتمكن الإيمان منهم بعد.
ثانياً- أنه لو كان هذا التعب والنصب الذي يتحدث عنه في مقابل جمع المال وحصول المنافع الدنيوية والمادية لتحمله وصبَّر عليه نفسه ، فإذا كان ذلك كذلك فمن باب أولى أن يتحمَّل شيئاً من التعب في سبيل الدعوة إلى الله تعالى،خاصَّةً وأن أجرها عظيمٌ في الآخرة،فكيف لهذا أن يقدم ثواب الدنيا على ثواب الآخرة!!؟،وما عند الله أعظم.
ثالثاً-إن التعب المبذول في تعليم الناس الخير يسير بالنسبة إلى غيره من الأعمال الدنيوية ،وهل يتعب إذا حرَّك لسانه بالكلام الطيب أو أعمل فكره في أمور المسلمين ولا يتعب إذا ظل طوال اليوم يرهق جسده بالأعمال الشاقة؟؟!!.
رابعاً-أليس لك قدوة حسنة في رسول الله r الذي لاقى في الله ما لاقى من ألوان العذاب والأذى في سبيل أن تبلغك الرسالة وينقذك من النار،ثم أنت تعرض عن دعوته وَتُقْبِلُ على الدنيا؟؟؟!!!
خامساً- أليس لك قدوة في السلف الصالح الذين حملوا لك الدين وتحملوا حرَّ الشمس وشدة التعذيب وقطعوا  المسافات الشاسعة التي تقطع أعناق الإبل من أجل أن تبلغك الرسالة ، وتصلك الدعوة كل ذلك فعلوه من أجل إنقاذنا من النار ،فهلاّ كنت سبباً في إنقاذ غيرك من ضُلّالِ هذه الأُمَّةِ!.
سادساً- ألا تنظر إلى أهل الكفر والأوثان كيف يدعون الناس إلى معتقداتهم الباطلة المنحرفة والتي فيها هلاك الناس والإفساد في الأرض وينشرون ذلك بكل الطرق الممكنة ،ثم أنت يا صاحب الحق والدعوة المباركة تُعْرِضُ عن دعوتك ودينك إنَّ هذا لهو الضلال البعيد.
سابعاً-إن الإسلام دين الخير والرحمة ،ونحن بهذه الدعوة إنما نحمل الخير والبركة للعالم كله ،أفلا تكون جندياً في الحق والخير؟ ، أفلا نستحي من أنفسنا أن نستكثر هذا الجهد البسيط في خدمة دين الله والدعوة إليه ؟!!.
....................................................
المصادر والمراجع:
1- القرآن الكريم.        2- تفسير ابن كثير.      3- صحيح مسلم.         4-مسند أحمد.

5-أصول الدعوة د.عبد الكريم زيدان.

الأربعاء، 4 يونيو 2014

مقدمات السيرة النبوية (2)

* نشأة علم المَغازِي والسِّيَر:
1- كانت وقائع السيرة عبارة عن روايات يرويها الصحابة إلى من بعدهم ، وقد اختصَّ بعضهم بتتبع دقائق السيرة وتفاصيلها،منهم العلاء بن الحضرمي(ت:14هـ)،وسهل بن أبي حثمة (ت:41هـ)،وعبد الله بن عباس(ت:78هـ).
2- تناقلَ التابعون هذه الأخبار ودونوها عندهم ،وقد اعتنى بعضهم بها عنايةً تامة ، كأمثال: أبان بن عثمان بن عفَّان (ت:105هـ) ،وعروة بن الزبير بن العوَّام (ت:93هـ)
3- ثم نقلها التابعون إلى صغار التابعين من أمثال عبد الله بن أبي بكر الأنصاري (ت:135هـ)  ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (ت:124هـ)، وعاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري(129هـ).
4-وكانت السيرة غير مستقلة عن كتب السنة والحديث ، ثم أفردت السيرة بالتصنيف والتأليف في كتب مستقلة، من مختصر ومطول، وجمعت السيرة أخباراً صحيحة ، وسقيمة، وموضوعة، حتى جاء من ينقد هذه الروايات تصحيحاً وتضعيفاَ.
* تطور التأليف في السيرة النبوية :
1- كانت الكتابات الأولى عبارة عن أجزاء متفرقة ،فمنهم من كتبَ في الوحي ،ومنهم من كتب في الهجرة ،ومنهم من كتب في المغازي والفتوحات ، ولما استفاض عدد تلك الكتب ، قام المحدثون والعلماء بضم وجمع لهذه المرويات والرسائل والكتب حتى تكوَّن منهج متكامل يرسم ملامح السيرة بكافة جزئياتها وتفاصيلها.
2-وبعد ذلك كتب أفردت السيرة بالتصنيف والتأليف ما بين مطَوَّلٍ ومختصر،وزيدت فيها الأشعار ،والأخبار ، وامتلأت بالأحاديث الضعيفة ،وبعض الأحاديث الموضوعة.
3- وأخيراً أفردت بعض مباحث السيرة وجزئياتها ونواحيها بمصنفات مستقلة ، مثل: (دلائل النبوة) لأبي نعيم الأصبهاني ، و(الشمائل المحمدية) للترمذي، و(الشفا) للقاضي عياض، و(زاد المعاد)لابن القيم،و(المواهب اللدنية) للقسطلاني ، والتي شرحها الزرقاني في ثمانية مجلدات.
* ومن أشهر كتب السيرة المعاصرة:
1- الرحيق المختوم لصفي الدين المباركفوري
2- فقه السيرة للشيخ محمد الغزالي.
3- نور اليقين في سيرة سيد المرسلين للشيخ محمد الخضري.
4- السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي.
5- فقه السيرة النبوية للعلامة محمد رمضان البوطي.
6- المنهج الحركي للسيرة النبوية للعلامة محمد منير الغضبان.
7- السيرة النبوية دروس وعبر للشيخ مصطفى السباعي.
8- السيرة النبوية للدكتور علي محمد الصَّلابي.
9- صحيح السيرة النبوية للشيخ إبراهيم العلي.
* ضوابط وأصول دراسة السيرة النبوية:
1- ربط السيرة بالواقع ؛ لأن السيرة هي الترجمة العملية لدين الله عز وجل.
2- الموضوعية في قراءة السيرة وتحليلها ،والبعد عن تفسير الأحداث بما يوافق أهل الأهواء والبدع.
3-الإيمان بعزَّةِ الإسلام وسيادته ، وأن أسباب التمكين لهذه الأمة إنما تَكْمُنُ في دراسة السيرة النبوية.
4-البعد عن روح الانهزامية في تحرير السيرة وتحليلها ،وخاصة في الجهاد .
5- اعتبار القرآن الكريم هو المصدر الأول والأساس في فهم السيرة النبوية.
6-الربط بين أحداث السيرة وعقيدة الإيمان بالله عز وجل والإيمان بالقضاء والقدر.
7- الدقة في وصف الأحداث والأشخاص والجو العام وطبيعة المكان وزمن الحدث.
8-التركيز على خصائص النبي r من كونه : بشراً ، وأن رسالته عامة ، وأنه خاتم النبيين.
9-بيان العبر والعظات من الأحداث ، ونتائج هذه الأحداث ،وحكمة الله تعالى في ذلك.
10-غرس القيم التربوية الرفيعة ،والأخلاق الزكية الطاهرة.
11- تمحيص صحيح الأخبار من سقيمها ،وخاصة فيما يتعلق بالجانب التشريعي والعقدي من السيرة النبوية،ويتساهل فيما دون ذلك ما لم يصل إلى حد لا يمكن الإحتجاج به أو الإستئناس.
12-إيراد الأحداث متسلسة مرتبة حتى لا يتشتت ذهن القارئ أو السامع .
13- معرفة حدود العقل في قبول النصوص وردِّها ، فلا نثبت نصَّاً غير ثابت لاستحسان العقل له،ولا نرد نَصَّاً ثابتاً لمعارضة العقل له في الظاهر.
14-فهم العربية وأساليب كلام العرب ، خاصة ما يتعلَّق بالبلاغة والنحو.
15-الإلتزام بالمصطلحات الشرعية دون غيرها من المصطلحات ،ومثال ذلك : أن الله جل وعلا قسَّمَ الناس إلى ثلاثة أقسام : مؤمن ومنافق وكافر ،وجعلهم حزبين :أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ،وجعلهم فريقين :فريق في الجنة وفريق في السعير ،فالواجب التزام هذه التسميات ،وعدم العدول عنها إلى مثل:يمين ، يساري ، متطرف ،متشدد ،ليبرالي ،اشتراكي...ونحوها من المصطلحات المائعة.
16-صدق العاطفة عند عرض أحداث السيرة ،وذلك لأننا نحب صاحبها r قلباً وقالباً.
17- الوفاء بحقوق النبي r دون إفراط أو تفريط ،فنحن لا ندرس السيرة كمادة علمية مجردة عن العواطف والمشاعر ، ولا ندرس سيرة خيالية غير واقعية ، ولا ندرس شخصية عادية كغيرها من الشخصيات ،بل هي سيرة الحبيب والمربي الأول r وكذلك هو النبي المرسل من عند الله سبحانه وتعالى،وهو عبد الله ورسوله r ،وهو من البشر ،فالواجب التوسط والإعتدال .
18- تحليل الأحداث والتعليق عليها في ضوء ما يحدث في عصرنا هذا من أحداث ووقائع ، واستنباط الأحكام الشرعية وربطها بفقه النوازل .
19-أن يكون الهدف الأساسي هو الإقتداء به r ،وليس مجرد التسلية وإظهار البطولات والعظمة فقط ،فالسيرة هي الترجمة العملية لدين الله تبارك وتعالى ، وهذا يدفعنا إلى القول: أنه لا بد من معرفة مواطن الإقتداء به r من فعله.
* أفعال النبي r على ثلاثة أقسام:
1- جبلية :كالقيام والقعود والأكل والشرب فهذا القسم مندوب إليه وإن لم يقصد به التشريع  والتعبد.
2-خاصة به r :كالجمع بين تسع نسوة ، وهذا القسم يحرم التأسي به فيه.

3-بيانية:ويقصد بها البيان والتشريع ؛ كأفعال الصلاة والحج.

السبت، 31 مايو 2014

مقدمات السيرة النبوية
أ- السيرة في اللغة:
السيرة - بالكسر- السنة والطريقة والهيئة.
ب- السيرة في الإصطلاح العام:
ترجمة حياة شخص ما ،أو تاريخ حياته.
جـ-السيرة في الإصطلاح الخاص:
هي سيرة النبي r ،ويسمى بعلم المغازي والسِّيَر.
سيرة النبي r : هي ترجمة حياته من المولد إلى الوفاة.
* أهداف دراسة السيرة:
1- الإقتداء برسول الله r في أقواله وأفعاله وأحواله.
2- محبة الرسول r ، ومودته ، والشوق إليه.
3-التعرف على حياة الصحابة ،والسير على نهجهم واتباع سبيلهم.
4- معرفة حياة الرسول r بدقائقها وتفاصيلها.
5- التعرف على طرق التربية ، والدعوة ، والقيادة ،وسياسة الأمة.
6- فهم كتاب الله تعالى ؛ لأن السيرة هي التطبيق العملي لكتاب الله عز وجل.
* أهمية دراسة السيرة:
1- تعيننا على الفهم الصحيح لكتاب الله عز وجل ،فقد جاءت مفسِّرةَ وموضحةً لآيات القرآن الكريم.
2- فهم المصدر الثاني من مصادر التشريع وهي السنة النبوية.
3-التعرف على القدوة الحسنة والمثل الأعلى في جميع مناحي الحياة الفاضلة.
4- الرد على الخصوم من أعداء الإسلام الذين حاولوا تشويه السيرة.
5- فهم السيرة هو المعيار الوحيد لمعرفة التزام الأمة بدينها وإسلامها أو بعدها عنه.
6- جمع أكبر قدر من الثقافة والمعرفة الإسلامية الصحيحة سواءاً كان يتعلق بالعقيدة أو الأخلاق أو الأحكام ؛ فسيرته r جسَّدت جميع معاني الإسلام ومبادئه وأحكامه.
* أهمية دراسة السيرة للداعية:
1- التعرف على وسائل وأساليب الدعوة إلى الله عز وجل ومراحلها.
2-استشعار الجهد العظيم في تبليغ الدعوة إلى الناس.
3-التعرف على العوائق والعقبات والصعوبات التي تواجه الدعوة والداعية.
4-التعرف على المواقف الصحيحة زمن الإبتلاءات والفتن.
* أهمية دراسة السيرة للمربي:
1- التعرف على طرق التربية وأساليبها.
2-التعرف على طرق التأثير في الناس وتغيير سلوكهم.
* أهمية دراسة السيرة للقائد:
1-التعرف على طرق التخطيط وآليات التنفيذ.
2-الحرص على إقامة العدل بين الرعية.
3-ترسيخ مبدأ الشورى بين الجند والقادة،وبين الرؤساء والمرؤوسين.
4-تربية الأمة وإقامة الدولة ،وإحياء المجتمع.
* أهمية دراسة السيرة للسياسي:
1- التعرف على فقه السياسة الشرعية .
2- التعرف على أساليب التعامل مع الخصوم السياسيين والمنحرفين.
* أهمية دراسة السيرة للعلماء:
1-التعرف على العقيدة السليمة ،والعبادة الصحيحة.
2-تعينهم في تفسير القرآن وفهم معانيه ومقاصده.
3-معرفة أسباب النزول ،والناسخ والمنسوخ،وغيرها من العلوم.
4-استنباط الأحكام الشرعية ، وفقه الواقع ،وفقه الأولويات، والسياسة الشرعية.
5-معرفة مقاصد الشريعة السامية .
* أهمية دراسة السيرة للزُّهاد:
1-التعرف على معاني الزهد وحقيقته ومقصده.
2- التعرف على الآداب الرفيعة والأخلاق الحميدة.
3-التعرف على طرق تطهير القلب ،وتزكية النفس ،والحث على حب الجهاد والتضحية وطلب الشهادة في سبيل الله عز وجل .
* أهمية دراسة السيرة للتجار وأرباب الحرف والصناعات:
1-معرفة مقاصد التجارة وأنظمتها.
2-معرفة الطرق المشروعة للكسب وجمع المال.
3-الحث على اتقان العمل ، وايقاظ الضمائر عند ارباب الحرف والصناعات.
* أهمية دراسة السيرة لأصحاب البلاء:
1-تعلم الصبر والثبات.
2-تقوية العزائم ،وشد الهمم في السير إلى الله عز وجل.
3-تعظيم الثقة بالله ، وأن العاقبة للمتقين.
* أهمية دراسة السيرة للآباء والأمهات:
1-التعرف على أسس اختيار الزوج الصالح ،والزوجة الصالحة.
2-التعرف على طرق تربية الأبناء والحنو عليهم وحسن معاملتهم .
3- التعرف على حقوق الأزواج والزوجات والأبناء وواجباتهم.
* أسباب التمكين:
1-الإيمان الصحيح بالله عز وجل والإيمان برسله وأنبيائه.
2-العمل الصالح الذي هو اقتفاء سيرته r .
3- محاربة الشرك بكافة أنواعه وصوره.
4-محاربة البدع بكافة أشكالها .
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[النور:55]
* أسباب ضعف المسلمين وتأخرهم:
1-إهمال الرسالة السماوية التي جاء بها محمد r .
2- التعلق بالأسباب المادية ،وبالحضارة الغربية.
3-ضعف الإيمان والجفاف الروحي والتخطيط الفكري.
4-الإنحاط الخلقي بسبب البعد عن منهج الله عز وجل  ،وترك السنة المطهرة.
5-إدخال المفاهيم المائعة والمصطلحات الكاسدة على بلاد المسلمين.
6-الهزيمة النفسية أمام الحضارة الغربية.
* مميزات السيرة النبوية:
1- سيرة صحيحة:فهي أصح سيرة لتاريخ نبي مرسل أو عظيم مصلح،وقد ثبتت بالأحاديث الصحيحة والمتواترة.
2-سيرة واضحة:فهي واضحة في جميع مراحلها منذ زواج ابيه عبد الله بأمه آمنة بين وهب إلى وفاته، ليس فيها غموض ولا خفاء،بل تطرقت إلى دقائق وتفاصيل حياته r .
3-سيرة انسانية:فهي تحكي سيرة إنسان أكرمه الله بالرسالة ،فالنبي r هو المثل النموذجي للإنسان الكامل في نفسه واسرته وبيئته ومجتمعه.
4-سيرة شاملة:فهي تحكي لنا سيرة الداعية ،والقائد ،والأب ، والزوج،والمحارب، والقائد ، والحاكم ، والسياسي ، والصديق،والأخ ،والجار...إلخ.
5-سيرة واقعية:لأنها اهتمت بالواقع وعالجت جميع مناحي الحياة.
مصادر السيرة النبوية:
1- القرآن الكريم :ويعتبر المصدر الأساسي للسيرة النبوية.
2-السنة النبوية الصحيحة: وتعتبر المصدر الرئيسي للسيرة النبوية ،وتشمل الكتب الستة وهي: صحيح البخاري ومسلم،وسنن أبي داود ،والترمذي،والنسائي،وابن ماجه ، بالإضافة إلى موطأ الإمام مالك ،ومسند الإمام أحمد،وسنن الدارمي،وهي بمجموعها تسمى الكتب التسعة.
3- كتب التاريخ والسِّير:والتي من أبرزها سيرة ابن اسحاق ،وسيرة ابن هشام ،وطبقات ابن سعد ، وتاريخ الطبري وغير ذلك.
4-الشعر العربي المعاصر لعهد الرسالة: ومن أشهر الشعراء حسان بن ثابت ،وعبد الله بن رواحة M.
* من أبرز المحاور التي تناولها القرآن الكريم في السيرة النبوية:
أ- نشأته r ، قال الله تعالى:{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى،وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى،وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}[الضحى:6-8]
ب- أخلاقه الكريمة العالية: قال الله تعالى:{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }[الضحى:6-8]
جـ- الشدائد والمحن والأذى الذي كان يتعرض له r في سبيل دعوته إلى دين الله عز وجل سواءاً كان من المشركين أو المنافقين ،أو اليهود.
د- ما كان المشركون ينعتونه به r من الجنون والسحر والكهانة صَدَّاً وتكذيباً.
هـ- الهجرة النبوية الشريفة ، وما فيها من أحداث عظيمة ، ومعجزات كريمة .
و-أهم المعارك الحربية التي خاضها النبي r بعد الهجرة مثل معركة بدر(رمضان-2هـ)،وأحد (شوال-3هـ)،والأحزاب (شوال-5هـ)،وصلح الحديبية (ذو القعدة-6هـ)،وفتح مكة (رمضان-8هـ)،وغزوة حنين(شوال-8هـ)،وغيرها.
و- معجزات النبي r التي من أبرزها القرآن الكريم ،والإسراء والمعراج،وغير ذلك.
* طريقة القرآن في عرض أحداث السيرة النبوية:
1- الإجمال في العرض ،فعندما يحدثنا عن الغزوات فإنه لا يتحدث عن أسبابها ولا عن عدد المسلمين والمشركين ، ولا عن تفاصيل المعركة وحيثياتها .
2-ذكر العبر والعظات والدروس المستفادة.
نبذة عن أشهر رواة الأخبار والسنن:
1-الإمام أبي عبد الله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة البخاري(194-256هـ) ولد في بُخارى ونشأ يتيماً ،وكان آية في الحفظ والسعة العلم والذكاء،وسمع من نحو ألف شيخ ،وبلغت عدد أحاديثه (7.167) حديثاً مُسنداً، وصَنَّفه في ست عشرة سنة ، وأجمعت الأمة على أنه أصح كتاب بعد القرآن الكريم،وله مصنفات أخرى أيضاً مثل:التاريخ ، والضعفاء،والأدب المفرد ،وغيرها ،وأقام في بُخارى فتَعَصَّبَ عليهِ جماعة ورموه بالتهم ،فأخرجه أمير بُخارى إلى خَرتنَك من قرى سمرقند حتى مات فيها .
2-الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري(204-261هـ) ،ولد في قرية نيسابور ،وبلغت عدد أحاديثه (12.000) حديثاً ، وكتبه في خمس عشرة سنة ،وكان يُقال حُفّاظُ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالرَّي،ومسلم بنيسابور، والدارمي بسمرقند، ومحمد بن اسماعيل ببخارى ،وله كتاب الأسماء والكنى ،والعلل،والتمييز،وغيرها.
3- الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني(202-275هـ) ، وجمع في سننه (4.800) حديثاً ،وله المراسيل ،والزهد،وغيرها،قال عنه ابراهيم الحربي: أُلِينَ لأبي داود الحديث كما أُلِينَ لداود الحديد.
4- الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَورَة الترمذي(209-279هـ) ،من تصانيفه : كتابه (الجامع) ،وَعِدَّةُ أحاديثه (4.000) حديثاً تقريباً،وله أيضاً:شمائل النبي r ،والعلل، والزهد ،والأسماء والكنى ، ومات ببلده ترمذ.
5-الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن عليّ النَسائي (215-303هـ)، وله السنن الكبرى ،والسنن الصغرى المعروفة بـ(المجتبى) وهو المراد بسنن النسائي ،وعِدَّةُ أحاديثه (5758) حديثاً،وله أيضاً: فضائل الصحابة، وخصائص عليّ،والضعفاء والمتركون وغيرها، قال عنه الحاكم:كان النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره ،وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار،وأعرفهم بالرجال،توفي بالرملة من فلسطين ،وقيل: بمكة.
6- أبو عبد الله محمد بن يزيد الربعي القزويني(209-273هـ)،و(ماجه) لقبُ أبيه يزيد، ولد في قزوين من أعمال أذربيجان،وله السنن وجمله أحاديثه (4.341)حديثاً ،وله أيضاً: تفسير القرآن ،وتاريخ قزوين.
7-الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس الأصبحي المدني(93-179هـ)إمام دار الهجرة ، من أتباع التابعين ، ولد بالمدينة ،ومات بها ،ودفن بالبقيع،قال الشافعي:مالكٌ حجة الله على خلقه،وبلغ عدد أحاديثه في الموطأ (1842) حديثاً.
8- الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (164-241هـ) له (المسند) الذي حوى قرابة 30.000 حديث ،وله أيضاً: الزهد ،والناسخ والمنسوخ.
9-أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (181-255هـ) ،ولد بسمرقند ،وله المسند المعروف بـ(سنن الدارمي).
* ومن أبرز علماء السيرة والتاريخ :
1- أبو بكر محمد بن اسحاق بن يسار المدني(85-151هـ) ولد في المدينة ،وتوفي في بغداد ، وكان قد سمع روايات السيرة في المدينة ومصر ، وله كتاب (المغازي) ،وهذا الكتاب مفقود ،لكن مضمونه بقي محفوظاً في سيرة ابن هشام الذي روى عن شيخه البكائي الذي كان من أشهر تلامذة ابن اسحاق.
2- أبو محمد عبد الملك بن هشام بن ايوب الحميريّ (833هـ)ولد في البصرة ،وألف كتابه (السيرة النبوية) مما رواه عن شيخه البكائي عن ابن اسحاق ،وعن غيره من شيوخ عصره ،ويعتبر كتابه هذا تهذيباً لسيرة ابن اسحاق،وهو من أوفى كتب السيرة وأصحها ،وأدقها ،وأكثرها قبولاً،وشرح كتابه هذا عالمان من الأندلس هما:مصعب بن محمد الخشني(501-581هـ) ، وعبد الرحمن بن عبد الله السهيلي(535-604هـ).
3- محمد بن سعد بن مَنِيْع الزهري (168-230هـ) صاحب كتاب (الطبقات) الذي ذكر فيه سيرة الرسول r أولاً ،ثم سيرة الصحابة والتابعين مرتبة بحسب طبقاتهم وقبائلهم وأماكنهم،وهو من أوثق مصادر السيرة ، اشتمل على كثير من أحداث السيرة ووقائعها.
4-أبو جعفر محمد بن جرير الطبري(224-310هـ)،وله كتاب (التاريخ) الذي ذكر فيه تاريخ الأمم والأنبياء ،وأفرد باباً خاصَّاً في سيرته r من ميلاده وحتى وفاته ، ثم تابع الحديث عن تاريخ الدول الإسلامية .