* نشأة علم المَغازِي والسِّيَر:
1- كانت وقائع السيرة عبارة عن روايات يرويها الصحابة إلى من بعدهم ، وقد
اختصَّ بعضهم بتتبع دقائق السيرة وتفاصيلها،منهم العلاء بن الحضرمي(ت:14هـ)،وسهل
بن أبي حثمة (ت:41هـ)،وعبد الله بن عباس(ت:78هـ).
2- تناقلَ التابعون هذه الأخبار ودونوها عندهم ،وقد اعتنى بعضهم بها
عنايةً تامة ، كأمثال: أبان بن عثمان بن عفَّان (ت:105هـ) ،وعروة بن
الزبير بن العوَّام (ت:93هـ)
3- ثم نقلها التابعون إلى صغار التابعين من أمثال عبد الله بن أبي
بكر الأنصاري (ت:135هـ) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (ت:124هـ)،
وعاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري(129هـ).
4-وكانت السيرة غير مستقلة عن كتب السنة والحديث ، ثم أفردت السيرة
بالتصنيف والتأليف في كتب مستقلة، من مختصر ومطول، وجمعت السيرة أخباراً صحيحة ، وسقيمة،
وموضوعة، حتى جاء من ينقد هذه الروايات تصحيحاً وتضعيفاَ.
* تطور التأليف في السيرة النبوية :
1- كانت الكتابات الأولى عبارة عن أجزاء متفرقة ،فمنهم من كتبَ في
الوحي ،ومنهم من كتب في الهجرة ،ومنهم من كتب في المغازي والفتوحات ، ولما استفاض
عدد تلك الكتب ، قام المحدثون والعلماء بضم وجمع لهذه المرويات والرسائل والكتب
حتى تكوَّن منهج متكامل يرسم ملامح السيرة بكافة جزئياتها وتفاصيلها.
2-وبعد ذلك كتب أفردت السيرة بالتصنيف والتأليف ما بين مطَوَّلٍ
ومختصر،وزيدت فيها الأشعار ،والأخبار ، وامتلأت بالأحاديث الضعيفة ،وبعض الأحاديث
الموضوعة.
3- وأخيراً أفردت بعض مباحث السيرة وجزئياتها ونواحيها بمصنفات مستقلة
، مثل: (دلائل النبوة) لأبي نعيم الأصبهاني ، و(الشمائل المحمدية) للترمذي،
و(الشفا) للقاضي عياض، و(زاد المعاد)لابن القيم،و(المواهب
اللدنية) للقسطلاني ، والتي شرحها الزرقاني في ثمانية مجلدات.
* ومن أشهر كتب السيرة المعاصرة:
1- الرحيق المختوم لصفي الدين المباركفوري
2- فقه السيرة للشيخ محمد الغزالي.
3- نور اليقين في سيرة سيد المرسلين للشيخ محمد الخضري.
4- السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي.
5- فقه السيرة النبوية للعلامة محمد رمضان البوطي.
6- المنهج الحركي للسيرة النبوية للعلامة محمد منير الغضبان.
7- السيرة النبوية دروس وعبر للشيخ مصطفى السباعي.
8- السيرة النبوية للدكتور علي محمد الصَّلابي.
9- صحيح السيرة النبوية للشيخ إبراهيم العلي.
* ضوابط وأصول دراسة السيرة النبوية:
1- ربط السيرة بالواقع ؛ لأن السيرة هي الترجمة العملية لدين الله عز
وجل.
2- الموضوعية في قراءة السيرة وتحليلها ،والبعد عن تفسير الأحداث بما
يوافق أهل الأهواء والبدع.
3-الإيمان بعزَّةِ الإسلام وسيادته ، وأن أسباب التمكين لهذه الأمة
إنما تَكْمُنُ في دراسة السيرة النبوية.
4-البعد عن روح الانهزامية في تحرير السيرة وتحليلها ،وخاصة في الجهاد
.
5- اعتبار القرآن الكريم هو المصدر الأول والأساس في فهم السيرة
النبوية.
6-الربط بين أحداث السيرة وعقيدة الإيمان بالله عز وجل والإيمان
بالقضاء والقدر.
7- الدقة في وصف الأحداث والأشخاص والجو العام وطبيعة المكان وزمن
الحدث.
8-التركيز على خصائص النبي r من كونه : بشراً ، وأن رسالته عامة ، وأنه خاتم
النبيين.
9-بيان العبر والعظات من الأحداث ، ونتائج هذه الأحداث ،وحكمة الله
تعالى في ذلك.
10-غرس القيم التربوية الرفيعة ،والأخلاق الزكية الطاهرة.
11- تمحيص صحيح الأخبار من سقيمها ،وخاصة فيما يتعلق بالجانب التشريعي
والعقدي من السيرة النبوية،ويتساهل فيما دون ذلك ما لم يصل إلى حد لا يمكن
الإحتجاج به أو الإستئناس.
12-إيراد الأحداث متسلسة مرتبة حتى لا يتشتت ذهن القارئ أو السامع .
13- معرفة حدود العقل في قبول النصوص وردِّها ، فلا نثبت نصَّاً غير
ثابت لاستحسان العقل له،ولا نرد نَصَّاً ثابتاً لمعارضة العقل له في الظاهر.
14-فهم العربية وأساليب كلام العرب ، خاصة ما يتعلَّق بالبلاغة
والنحو.
15-الإلتزام بالمصطلحات الشرعية دون غيرها من المصطلحات ،ومثال ذلك :
أن الله جل وعلا قسَّمَ الناس إلى ثلاثة أقسام : مؤمن ومنافق وكافر ،وجعلهم حزبين
:أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ،وجعلهم فريقين :فريق في الجنة وفريق في السعير
،فالواجب التزام هذه التسميات ،وعدم العدول عنها إلى مثل:يمين ، يساري ، متطرف
،متشدد ،ليبرالي ،اشتراكي...ونحوها من المصطلحات المائعة.
16-صدق العاطفة عند عرض أحداث السيرة ،وذلك لأننا نحب صاحبها r
قلباً وقالباً.
17- الوفاء بحقوق
النبي r دون إفراط أو تفريط ،فنحن لا ندرس السيرة كمادة
علمية مجردة عن العواطف والمشاعر ، ولا ندرس سيرة خيالية غير واقعية ، ولا ندرس
شخصية عادية كغيرها من الشخصيات ،بل هي سيرة الحبيب والمربي الأول r
وكذلك هو النبي المرسل من عند الله سبحانه وتعالى،وهو عبد الله ورسوله r
،وهو من البشر ،فالواجب التوسط والإعتدال .
18- تحليل الأحداث والتعليق عليها في ضوء ما يحدث في عصرنا هذا من
أحداث ووقائع ، واستنباط الأحكام الشرعية وربطها بفقه النوازل .
19-أن يكون الهدف الأساسي هو الإقتداء به r ،وليس مجرد التسلية
وإظهار البطولات والعظمة فقط ،فالسيرة هي الترجمة العملية لدين الله تبارك وتعالى
، وهذا يدفعنا إلى القول: أنه لا بد من معرفة مواطن الإقتداء به r
من فعله.
* أفعال النبي r
على ثلاثة أقسام:
1- جبلية :كالقيام
والقعود والأكل والشرب فهذا القسم مندوب إليه وإن لم يقصد به التشريع والتعبد.
2-خاصة به r :كالجمع بين تسع نسوة ، وهذا القسم يحرم التأسي
به فيه.
3-بيانية:ويقصد بها
البيان والتشريع ؛ كأفعال الصلاة
والحج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق