الإلمام بآداب دخول الحمام
لأبي المحاسن محمد بن علي الحسيني (ت ٧٦٥ هـ)
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد: هذا جزء حديثي فقهي لطيف، جمع فيه الحافظ الحسيني الأحاديث والآثار المتعلقة بدخول الحمام وآدابه، والغسل وآدابه، وستر العورة وآدابها، وكل ما يتعلق بهذا الموضوع وأحكامه، وما يباح منه وما يحظر، ويقع الكتاب في عشرة فصول، وفي كل فصل أحاديث خاصة به، وبين يدي ذلك مقدمة وجيزة أوضح فيها عن سبب التأليف، ثم بدأ بتعريف الفصول العشرة فعرّف كل واحد منها بالترتيب.
وبلغت أحاديث الكتاب مئتان وواحد وعشرون حديثاً، رتبها على طريقة الفقهاء من المحدثين، ويُعد الحافظ الحسيني بهذا الصنيع هو أول من أفرد أحاديث الحمام وما يتعلق به، وتميز هذا الكتاب باشتماله على طائفة من الأحاديث الخاصة به، بالإضافة إلى آراء الفقهاء في كل موضوع، فهو كتاب فقه وحديث، كما تكلم الحسيني على الأحاديث تصحيحاً وتضعيفًا.
والحمّام: يذكر ولا يؤنث، وجمعه حمّامات، مشتقٌ من الحميم وهو الماء الحار، وقد روي عن بعض الصحابة كراهة دخوله مطلقاً كعمر، وأنه مكروهٌ إلا للحاجة كمريضة ونفساء، وهو مذهب عائشة وابن عمر، ودخله بعض الصحابة: كابن عباس، وأبي الدرداء، وأبي هريرة، وعلي بن أبي طالب، وابنه الحسين، وابن عباس، وروي ذلك عن بعض التابعين: كالحسن، والشعبي، وعطاء.
خلاصة أحكام الحمّام:
١-يباح للرجال دخول الحمام.
٢- أما النساء فيكره لهن الحمام بلا عذر لخبر: (ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله) رواه الترمذي وحسنه، ولأن أمرهن مبني على المبالغة في الستر، ولما في خروجهن واجتماعهن من الفتنة والشر.
٣- وينبغي أن يكون الخناثى كالنساء.
٥- (وآدابه)
= يندب ألا يدخل الحمّام عند الغروب وبين العشاءين لأنه وقت انتشار الشياطين.
= ويستحب للداخل إلى الحمام أن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
= ويقدم رجله اليُسرى في الدخول واليمنى في الخروج.
= فإذا أراد أن ينزع ثوبه، قال: بسم الله.
= ويجب غض البصر عما لا يحل لهم.
=ولا بأس بوضع جميع ثيابه إن كان يغتسل وحده.
= ويسلم على المستتر ولا يسلم على المنكشف.
= وعورة الرجل من سرته إلى ركبته، وما دون ذلك يحرم كشفه.
= وعورة الحرة على الأجانب جميع بدنها، وعلى الحرة مثلها ما بين السرة والركبة.
= والسرة والركبة ليستا من العورة، ولكن يجب سترهما، لأن الواجب لا يتم إلا به.
= ويحرم على المسلمة التعري بحضرة الكتابية.
=ويجب صون العورات عن الكشف بحضرة من لا يحل لهم النظر إليها.
=ويحرم الخلوة بالمرأة الأجنبية سواء كان في حمام أو بيت أو طريق، وكذلك الأمرد.
=ويجب ستر الفخذ وهي عورة عند الأئمة الثلاثة ورواية عن أحمد، وقيل: يرخص في كشفها مع الواحد والاثنين ويحرم كشفها مع الجماعة.
=ويحرم الدخول إلى الحمام الذي فيه صور الحيوان، وما فيه روح.
= ويجب أن لا يزيد في الماء على قدر الحاجة ولا العادة.
= ويكره له البول في ماء الحمام وإن بلغ قلتين.
= أن يقصد التطهير والتنظيف لا الترفه والتنعم.
= وأن يسلم الأجرة قبل دخوله.
= وتختلف أجرة الحمام بحسب الوقت من الصيف إلى الشتاء.
= وأن يسمي للدخول ثم يتعوذ كما في دخول الخلاء.
= وأن يذكر بحرارته حرارة نار جهنم لشبهه بها
= ولا بأس بقوله لغيره: "عافاك الله"، ولا بالمصافحة.
=وينبغي أن يستغفر الله عند خروجه من الحمام.
= وتكره الصلاة في الحمّام، وهو مذهب الثلاثة ومنعها أحمد.
= ويندب له تحسين الخُلُق في الحمام، ويعامل من فيه بالرفق والمروءة.
= ولا ينبغي أن يؤذي أحداً برائحة كريهة في الحمام، ولا في غيره، ولا يتقيأ أمام الناس.
= وينبغي ألا يقيم أحداً من مجلسه ويجلس فيه.
= ويندب لمن دخل الحمام أن يغتسل بعده، لاختلاف الأيدي فيه.
= وإذا اغتسل بعد الحمام أن يغتسل بماء معتدل إلى البرودة أقرب؛ لأنه يشد البدن.
= ويجوز له التنشف من الحمام بمنشفة.
الأحاديث الصحيحة الواردة في الحمّام:
١-((من كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلا يدخلُ الحمامَ إلا بمئزرٍ، ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلا يُدْخِلْ حليلتَه الحمامَ)) [صحيح: أخرجه الترمذي (٢٨٠١) واللفظ له، والنسائي (٤٠١) مختصراً، وأحمد (١٤٦٥١) باختلاف يسير].
٢-((الحمّامُ حرامٌ على نساءِ أُمَّتي)) [حسن: أخرجه الحاكم في «المستدرك» (٧٧٨٤)].
٣-((الأرضُ كلُّها مسجدٌ إلا الحمّامَ والمقبرةَ)) [صحيح: أخرجه أبو داود (٤٩٢)، والترمذي (٣١٧)، وابن ماجه (٧٤٥)، وأحمد (١١٨٠٥)].
معجم غريب الحديث:
الثورة: بضم النون حَجَر الكلس يُستعمل لإزالة الشعر. "القاموس المحيط (٣١)
أوه: كلمة توجع أو تحزن تُقال عند الشكاية والتحزن والمراد من حر جهنم "المعجم الوسيط"
حَارَ بَصَرَهُ: نظر إلى الشيء فلم يَقوَ علي النظر إليه وارتد عنه. "المعجم الوسيط"
الْمَواسي: مُفردها الموسَى: آلة يُحلق بها الشعر تذكر وتؤنث. "المعجم الوسيط"
الميايز: جمع مئزر وهو الإزار والملحفة. "القاموس"
الكورة : المدينة والبقعة التي يجتمع فيها قُرى ومَحَالٌ. "المعجم الوسيط
نميت الحديث أنميه: أرفعه إليه علي وجه الإصلاح. النهاية في غريب الحديث.
رضي: بمعنى مرضي.
طلى: يطلى وتطلّى: ادهن به.
طفق: بكسر الفاء وفتحها لغتان معناها جعل وأقبل وصار ملتزما لذلك
الآدر: قال أهل اللغة: هو عظيم الخصيتين المنفوخة فيهما وهي التي تسميها الناسُ القيلة. "النهاية في غريب الحديث" و"القاموس".
جَمَحَ؛ معناه: جَرَي أَشَدَّ الجري "القاموس".
أسند، أى أصح إسناداً.
أحوط أى للدين وهو يحتمل أن يريد بالاحتياط الوجوب أو الورع وهو أظهر قاله الحافظ ابن حجر.
القزح: هو القرن الذي يقف عنده الإمام بالمزدلفة في الحج. "النهاية" (٤/ ٥٨).
الخطمي: نَبَات مُحلّل منضح ملين. "القاموس"
الأشنان: شجر من الفصيلة الرمرامية ينبت في الأرض الرملية، يستعمل هو أو رَمَادُه في غسل الثياب والأيدي. "المعجم الوسيط".
الرائطة: جمعها ريط ورياط: الملاءة كلها نسج واحد وقطعة واحدة، أو هو ثوب لين رقيق. "المعجم الوسيط".
العَصْبُ: برود يمنية يُعصب غزلها يُجمع ويُشدّ، يُصبغ، ويُنسج. بُرْدٌ عصب. "النهاية".
الجمل: الحبل الغليظ معناه المحكم. "المعجم الوسيط"
استبرأ : أي أوصل البلل إلى جميعه.
حَفَن بيديه أي ملأ كفيه.
حمَ يَحُمٌ حَمَّا: أي ملأه حتى تجاوز أعلاه "المعجم الوسيط".
العُكن تجمع بعضه فوق بعض وانثنى من لحم البطن سمنا. "المعجم الوسيط".
تلبد الشعر: تداخل ولزق بعضه في بعض. "المعجم الوسيط".
نفش ينفش: فرق ونشر.
الْمُدَّ: عند الحنفية ٨١٢،٥ جم، وعند الجمهور ٥١٠ جم، والصحاح عند الحنفية ٣,٢٥ كجم، وعند الجمهور ٢,٠٤ كجم.
والرطل العراقي عند الحنفية: ٢٥، ٤٠٦ جم، وعند الجمهور: ٣٨٢,٥جم
والرطل الشامي عند الحنفية: ۱۸۷٥جم، وعند الجمهور: ١٧٨٥ جم.
والرطل المصري: ٤٤٩,٢٨ جم. "كتاب المكاييل والموازين الشرعية" ص ٩٥-٩٧
الفرصة بكسر الفاء: قطعة صوف أو قطن أو خرقة.
والممسكة: المطيبة بالمسك يُتبع بها أثر الدم فيحصل منه الطيب والتنشيف. "النهاية".
الفرق: مكيال ستة عشر رطلاً أو ثلاثة أصع عند أهل الحجاز وهو عند الحنفية ٦،٥ كيلو الجرام وعند الجمهور ٦,١٢ كيلو جرام. "المكاييل والموازين".
الحميم: الماء الساخن.
التكنس: الاستتار والاكتنان "المعجم الوسيط".
النور جَمْعها أنوار : إناء يُشرب فيه. "المعجم الوسيط"
ظنوناً: بئر ظَنون: لا يُدرى أفيها ماء أم لا. المعجم الوسيط".
تَقَدَّمَت الدابة براكبها شَرَدَت به وربما طَوّحَتْ به في وَهْدَة المعجم الوسيط
طَلَى يَطلي طلاء الشيء بكذا: دَهَنة بما يستره. وأطليته إذا فعلته بنفسك. "المعجم الوسيط"
مراقهُ: جمع مرق بفتح الميم وتشديد القاف ما رق ولان في أسافله وبطنه.
الحقو: الخصر. "المعجم الوسيط"
أما منهج الشيخ الحسيني في كتابه:
١-فهو أنه في البداية يضع عُنوان الفصل، ويكون هذا العنوان واضحاً لا غموض فيه، مشيرًا إلى الموضوعات والأحاديث والآثار التي سيُوردها في الفصل لاحقاً.
٢-ثم يبدأ بعد ذلك بسياق أحاديث الفصل مباشرة على طريقة المحدثين ويوردها بأسانيدها عن طريق شيوخه إلى أصحاب الكتب الستة أو غيرها.
٣-ثم يذكر أسانيد أصحاب الكتب الستة بالترتيب مبتدأ بالبخاري ثم بمسلم ثم بأبي داود وبالنسائي وبالترمذي وبابن ماجه، وأحياناً يأتي بأحاديث من المعاجم الثلاثة، ومن المسانيد والسنن الكبرى، ومساوئ الأخلاق، ومن الأجزاء وتواريخ البلدان، وما وجد من الأحاديث والآثار ولو كانت ضعيفة، ويبيّن غالبًا ضعف الرواية أو الأثر.
٤- يحاول المؤلف أن يجمع بين الأحاديث في موضوع واحد، ويذكر الملتقى ومن يدور عليه الإسناد، ثم يحكم على سند الحديث بالصحة أو بالحسن أو بالضعف.
٥- وإذا كان الحديث ضعيفًا فإنه يتتبع طرقه غالبًا ويورد متابعته وشواهده حتى يتقوى إسناده.
٦-ثم ينتقل المصنف إلى أقوال الفقهاء في الموضوع، ويبين آراءهم وأدلتهم مبتدأ بأصحاب المذاهب الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى.
٧-حاول المؤلف إزالة التعارض والإشكالات بين الروايات، وذلك بالجمع بين النصوص والأدلة أو ترجيح رواية على أخرى وهي طريقة جيدة عند المحدثين.
٨-أنه ناقش القضايا الفقهية المتعلقة بموضوعه مع نقله تلك المسائل نصوصاً من الفقهاء الأعلام، وهذا يدل هذا على سعة اطلاعه وتمكنه من الفقه ومن علم الخلاف.
٩-وأحياناً يرجح رأياً من الآراء بالأدلة النقلية والعقلية، وغالباً ما يرجح رأي الإمام الشافعي في الموضوع، ويذكر مسوّغات الترجيح، ويلاحظ أنه ينقل رأي الإمام الغزالي من كتابه "إحياء علوم الدين، وكذا قول الحافظ ابن تيمية نقلاً من كتابه "مجموع فتاواه" في عدة أماكن من كتابه مرجحاً رأيهما في تلك المسائل.
١٠- قام المؤلف بشرح بعض الكلمات الغريبة الواردة في الأحاديث مما يُحلي معناها بوضوح وكذلك قام بضبط الكلمات المشكلة من أعلام وأسماء الأماكن.
١١-وكثيرا ما يلتزم المؤلف بنقل الحديث نقلاً تاماً، وأحياناً لم يلتزم ذلك وذكر بنحو متن الحديث وهذا ما يؤاخذ عليه. فهو جمع مادته العلمية من مصادر أساسية من أمهات كتب السنة والآثار وكذلك جمع من مصادر مساعدة من كتب الفقه والسيرة والتفسير والتاريخ.
فصول الكتاب
الفصل الأول: في ذكر بُدُو بناء الحَمام.
الفصل الثاني: فيما وَرَدَ من إباحته للرجال دون النساء.
الفصل الثالث: فيما وَرَدَ من إباحته للنساء بشروط.
الفصل الرابع: في الأمر بالتستر في الحمام وغيره.
الفصل الخامس: في الاغتسال الواجبة والمستحبة وغيرها.
الفصل السادس: في صفة الغُسل وما يتعلق به.
الفصل السابع: في الغسل بالسدر ونحوه وما يناسب ذلك.
الفصل الثامن: في الصلاة في الحمام وما يتعلق بذلك.
الفصل التاسع: في الأمر بتحسين الحلق في الحمام وغيره.
الفصل العاشر: في التنشيف وإعطاء الحمامي حقه.
التعريف بالمؤلف
اسمه ونسبه:
هو السيد الشريف الحافظ العالم الفقيه صاحب التصانيف: شمس الدين محمد بن الحسين بن محمد بن علي بن الحسين بن حمزة بن أبي المحاسن محمد بن ناصر بن علي بن علي بن الحسين بن إسماعيل بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسين الدمشقي الشافعي.
مولده ونشأته ورحلاته:
ولد الحافظ الحسيني بدمشق في شهر شعبان سنة خمس وسبعمائة من الهجرة، ورحل إلى الديار المصرية فسمع من الميدومي ،وغيره وقرأ الكثير، وانتقى على بعض الشيوخ وصنف
مؤلفاته:
وله مؤلفات حسنة مطولة ومختصرة وهي كما يلي:
١. ذيل تذكرة الحفاظ للذهبي. وقد جرى فيه على طريقة شيخه الحافظ الذهبي من ذكر مشاهير شيوخ المترجم وسرد مؤلفاته وإيراد حديث بطريقه موصول السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم واثبات وفيات كبار أهل العلم ومن له شأن في التاريخ من غيرهم ممن ماتوا سنة وفاة المترجم (حسام الدين)، وقال ابن حجر وقرأت ذيلا بخطه على طبقات الحفاظ للذهبي.
٢. التذكرة بمعرفة رجال الكتب العشرة.
٣. الذرية الطاهرة (العرف الذكي في النسب الزكي)
٤. الإكتفاء في الضعفاء.
٥. التعليق على ميزان الإعتدال لشيخه الذهبي؛ بين فيه كثيرا من الأوهام واستدرك عليه عدة أسماء. قال ابن حجر: ووقفت على قدر يسير منه وقد احترقت أطرافه لما دخلت دمشق سنة ست وثلاثين (حسام الدين).
٦. ترتيب أطراف المزي رتبه على الألفاظ مع الاختصار في ١٣ مجلداً، وسماه "بالكشاف في معرفة الأطراف".
٧. معجم الشيوخ. قال ابن حجر: خرّج لنفسه معجماً.
٨. ذيل على كتاب العبر في أخبار من غبر في التاريخ للذهبي. قال ابن حجر: وقرأت في آخر العبر أنه نسخة خمسة أجزاء، ذيله إلى آخر سنة ٦٧٢ هـ.
٩. شرع في شرح سنن النسائي قال ابن حجر وقرأت بخط شيخنا العراقي أنه شرع في شرح سنن النسائي.
١٠. الإكمال بمن في مسند أحمد من الرجال ممن ليس في تهذيب الكمال، والكشاف في معرفة الأطراف في الحديث.
١١. الإلمام بآداب دخول الحمام. قال ابن حجر وله مجيليد لطيف في آداب الحمام وهو هذا الكتاب.
١٢. الاعتبار في ذكر التواريخ والأخبار.
۱۳. مختصر الحلية لأبي نُعيم في مجلدات وسماه (مجمع الأحباب).
١٤. وله شرح في مختصر الحاجب في ثلاث مجلدات
١٥ .وله تفسير كبير ١٦.
١٦. وله في أصول الدين مجلد
۱۷. له كتاب في الرد على الإسنوي في تناقضاته.
۱۸. قال تقي الدين الأسدي ومن مؤلفاته: كتاب الرياض الزاهد في مناقب الخلفاء الراشد. يقول ابن حجر: العالم الفقيه المحدث طلب وكتب وهو في زيادة من التحصيل والتخريج والإفادة.
وكان سريع الكتابة وقرأت بخطه في آخر العبر انه نسخة خمسة أجزاء، وكان خطه معروف حُلو. وهو نزيل الشامية الجوانية، درس بالصارمة وأعاد بالشامية البرانية، وخرّج لنفسه معجما وصنّف التصانيف، وقرأ الكثير وانتقى على بعض الشيوخ وصنف، وهو في زيادة من التحصيل والتخريج.
تدريسه ورحلاته العلمية وثناء العلماء عليه: قال ابن عماد الحنبلي ودرس بالصارمية وأعاد بالشامية البرانية وكان متجمعا عن الناس وعن الفقهاء خصوصا، ولي مشيخة دار الحديث البهائية وقفها في داره الشيخ بهاء الدين القاسم بن عساكر، داخل باب توما، وختمت البخاريات في آخر شهر رمضان..
وقال ابن فَهْدِ: كان رضي النفس حسن الأخلاق من الثقات الأثبات، والحسيني لم يكتف بالسماع في بلده دمشق، وإنما كانت له رحلة إلى فلسطين، ودخل مدينة القدس، وبها حضر الدروس في المسجد الأقصى المبارك على شيخه العلائي، ورحل إلى أخذ عن شيوخ القاهرة والإسكندرية وسمع من الميدومي.
وقال الحافظ العراقي لما سئل عن أربعة تعاصروا أيهم أحفظ: مغلطاي وابن كثير، وابن رافع، والحسيني؟ فقال: أعرفهم بالشيوخ المعاصرين وبالتخريج الحسيني وهو أدونهم في الحفظ. وكان الحسيني شاهد المواريث بدمشق ذكره الذهبي في معجمه وأثنى عليه.
شيوخه:
وتتلمذ الحافظ الحسيني على شيوخ كبار في عصره منهم:
۱. محمد بن أبي بكر أحمد بن عبد الدائم (المتوفى سنة ٦٦٨).
٢. عبد الله بن الحسين أبو التائب بدر الدين الأنصاري الشاهد (المتوفى سنة ٧٣٥).
٣. علم الدين، البرزالي الدمشقي أبو محمد القاسم بن محمد (المتوفى سنة ٧٣٩).
٤.أثير الدين أبو حيان الأندلسي (المتوفى سنة ٧٤٥ ه).
٥. تقي الدين السبكي المصري الدمشقي أبو الحسن (المتوفى سنة ٧٥٦).
٦. تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب السبكي (المتوفى سنة ٧٥٦).
٧. شهاب الدين المكي الدمشقي (المتوفى سنة ٧٥٨).
٨. صلاح الدين العلائي خليل بن الكيكلدي (المتوفى سنة ٧٦١).
٩. عز الدين أبو عمر عبد العزيز المصري بن جَمَاعة الكناني (المتوفى سنة ٧٦٧).
١٠. عماد الدين أبو الفداء ابن كثير (المتوفى سنة ٧٧٤).
١١. بهاء الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن خليل العسقلاني المكي (المتوفى سنة (۷۷۷).
۱۲. شمس الدين الذهبي محمد بن أحمد (المتوفى سنة ٧٤٨).
١٣ . أحمد بن على الجزري الكُردي الهكاري أبو العباس (المتوفى سنة ٦٨١).
١٤. زينب بنت الكمال.
١٥. محمد الخباز بن إسماعيل بن إبراهيم الخباز أبو عبد الله.
١٦. محمد بن عبد الرحمن المزي أخو يوسف المزي (المتوفى سنة ٧٤١).
١٧. يوسف بن عبد الرحمن المزي أبو الحجاج (المتوفى سنة ٧٤٢)
۱۸. أبو الفضل بن أبي اليسر : عبد الرحيم بن إبراهيم التنوخي تاج الدين (المتوفى سنة ٧٤٩)
١٩. أحمد بن علي الحصر
٢٠. محمد بن إسماعيل بن عمر بن مسلم الحنبلي أبو عبد الله المقدسي (المتوفى سنة ٧٥٧)
٢١. أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن صالح العُرْضي (المتوفى سنة ٧٦٤)
۲۲ . فاطمة بنت العز إبراهيم بن خطيب المقدسية
٢٣. أبو عبد الله محمد بن صارم الحنفي
٢٤. أبو إسحاق ابن النحاس
٢٥. بهاء الدين بن العز عمر بن أحمد المقدسي الشروطي (المتوفى سنة ٧٤٩)
٢٦. شهاب الدین محمد بن أحمد بن هارون الشافعي
۲۷. أبو بكر محمد بن المحب المقدسي الصالحي الحنبلي.
۲۸. برهان الدين إبراهيم بن محمد اللواتي.
٢٩. علي بن الكاكوني
٣٠. أبو العباس أحمد بن المظفر بن أبي المظفر المكي
٣١. أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن الحفّار (المتوفى سنة ٧٥٦)
۳۲. محمد بن يَسَار
٣٣. أبو الفضل محمد بن حمزة
٣٤. إبراهيم بن محمد الواني الخلاطي المسند
٣٥ ابن أيبك شهاب الدين أبو الحسن الدمياطي
٣٦. تقي الدين أبو المعالي محمد بن جمال الدين السلامي (المتوفى سنة ٧٧٤)
۳۷. أحمد بن إسحاق الوزان
۳۸. فاطمة بنت إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر (المتوفى سنة ٧٤٧).
وفاته:
توفي الحافظ الحسيني بدمشق في يوم الأحد سلخ شعبان المكرم أو مستهل رمضان المعظم سنة خمس وستين وسبعمائة، ودفن بسفح قاسيون بصالحية دمشق. وقال الذهبي: مات كهلا وله خمسون سنة، رحمه الله.