بحوث مفيدة مستخلصة من كتاب
المائة الجياد في الشهادة والجهاد
للشيخ زكريا طه شحادة
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ يعتبر الجهاد هو الطريق الوحيد لعزة المسلمين، والسبب الأول من أسباب تمكينهم في الأرض بعد الإيمان بالله تعالى، وقد حذرنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم من تركه، أو التهاون في شأنه، فقد أخرج أحمد وأبو داود عن ابن عمر، قال سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)؛ فجعل الرجوع إلى الجهاد رجوعاً إلى الدين، ذلك أن الجهاد هو الذي يحفظ على الأمة دينها، ويمنع تسلط الأعداء عليها، ويضمن إقامة شرع الله في الأرض.
ولا شك أن للجهاد عدته الإيمانية والتربوية والعقائدية التي لا تقل أهمية عن الإعداد العسكري والميداني، وتنطلق التعبئة الجهادية من قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} (الأنفال: 60). وهذا هو واجب الأمة لأجل الحفاظ على مقدراتها، وفرض هيبتها على بقية الأمم.
وهذا كتاب حديثي نفيس، تضمن (30) ثلاثين آية، و(101) إحدى ومائة حديث، وقد قسَّم الكتاب إلى خمسة أبواب، وفي كل باب فصول، مجموعها 59 فصلاً، وهذه الأبواب والفصول كما يلي:
وأنواع الجهاد كثيرة، منها:
-الجهاد بالقول أي بالحجة والبرهان، كما في قوله تعالى: {وجاهدهم به جهاداً كبيراً} (الفرقان: 52) أي بهذا القرآن، ويدخل في ذلك الإعداد الإعلامي، والرد على الشبهات، والملحدين، والطابور الخامس من المنافقين.
-الجهاد بالفعل: {فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا } (النساء: 95).
-الجهاد بالطاعات والعمل الصالح، وترك ما نهى الله عنه، قال تعالى: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (العنكبوت: 6).
1-تعريف الجهاد في اللغة والشرع؟
الجهاد في اللغة: هو بذل الجهد أي الوسع والطاقة، والمبالغة في ذلك.
والجهاد شرعاً: استفراغ الوسع والطاقة في مدافعة العدو: سواءً كانوا من الكفار، أو المنافقين، أو قطاع الطرق، أو البغاة، أو الخوارج، والمبالغة في ذلك.
ويختصُّ الجهاد بالقتال في سبيل الله تعالى؛ لأجل إعلاء كلمته، وهذا هو الغالب.
2-الدليل على مشروعية الجهاد؟
والأصل فيه قبل الإجماع:
قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} (البقرة: 216). وقوله سبحانه: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ} (البقرة: 191). وقوله جل وعلا: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} (النساء: 89).
ومن السنة أخبارٌ، منها: قوله صلى الله عليه وسلم: (أمرتُ أن أُقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله) (متفق عليه). وخبر مسلم: (لغدوة في سبيل الله أو روحة خيرٌ من الدنيا وما عليها).
3-أنواع الجهاد في سبيل الله؟
والجهاد في سبيل الله نوعان:
أولاً: جهاد الطلب: وهو قتال الكفار في بلادهم كالغزوات والفتوحات الإسلامية.
وحكمه: فرض كفاية.
ومعنى فرض الكفاية: أنه إذا قام به البعض سقط الإثم والحرج عن الباقين
ثانياً: جهاد الدفع: إذا هجم العدو على بقعة من بقاع المسلمين مهما صغرت.
وحكمه: فرض عين.
4-متى يكون الجهاد فرض عين؟
يكون الجهاد فرض عين على جميع المسلمين في حالات، منها:
أولاً: إذا هجم العدو على بقعة من بلاد المسلمين مهما صغرت، وعند ذلك وجب على أهل تلك البقعة دفعه وإزالته، فإن لم يستطيعوا وجب على من يقربهم وهكذات، حتى يعمَّ الواجب جميع المسلمين.
ثانياً: إذا أعلن الإمام أو الحاكم النفير العام لزمهم حيئذٍ النفير معه، كما قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} (التوبة: 38).
ثالثاً: يصير الجهاد فرض عين كذلك على كل من حضر المعركة، فإذا التقى الصفان أو الجيشان؛ فإن القتال واجب، ويحرم على المسلم الهروب أو الفرار، لأن ذلك من أكبر الكبائر، لقوله صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا السبع الموبقات… وعد منها: التولي يوم الزحف).
5-شروط وجوب جهاد الدفع (الكفائي)؟
أشار الناظم العمريطي إلى شروط وجوب جهاد الدفع، وهي سبعةٌ في قوله:
يجب الجهاد (على كل حُرٍّ مُسلمٍ مُكلف … ذي قدرة وصحة ومصرف)
وتفصيل ذلك فيما يلي:
أولاً: الإسلام: فلا يجب الجهاد على كافرٍ، ولا على الذمي الذي يسكن أرضنا.
ثانياً: العاقل: فلا يجب على المجنون لضعف عقله، ولأنه غير مكلف.
ثالثاً: البلوغ: فلا يجب على الصبي، لضعف بدنه، ولأنه غير مكلف.
وقد ردَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أربعة عشر صحابياً لم يبلغو الحلم عن حضور المعركة، وروى البخاري أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم ردَّ يوم بدر: أسامة بن زيد، والبراء بن عازب، وزد بن ثابت، وزيد بن أرقم، وعرابة بن أوس، فجعلهم حرساً للذراري والنساء.
وعن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: (عُرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فلم يُجزني في المقاتلة).
رابعاً: الذكورة، فلا يجب الجهاد على أنثى لضعف بدنها وعقلها. ولحديث عائشة رضي الله عنها، أنها سألت النبيَّ صلى الله عليه وسلم: هل على النساء حج؟ فقال: (جهادٌ لا قتال فيه: الحج والعمرة) كما لا يجب الجهاد على خنثى مشكل؛ لأنه لا يعلم كونه ذكراً.
خامساً: القدرة على الجهاد، في أي باب من أبواب الجهاد بالنفقة والسلاح والعتاد، فلا جهاد على عادم أهبة القتال من سلاح.
سادساً: الحرية: فلا يجب الجهاد على الرقيق، ولو مُبعضاً أو مكاتباً؛ لأنه لا يملك نفسه، ولا مال له يجاهد به.
سابعاً: الصحة: فلا يجب على العاجز لكبرٍ أو مرضٍ، ولا على الأعمى، ولا على ذي عرجٍ بيّن، ولا على من له رجل واحدة من باب أولى، لقوله تعالى: {ليس على الأعمى حرج، ولا على الأعرج حرجٌ ولا على المريض حرج} (الفتح: 17، النور: 61).
ثامناً: وجدان النفقة، سواءً من نفسه أو من نفقة الحاكم.
6-من يشترط إذنهم في الجهاد الكفائي؟
أولاً: الوالدين المسلمين، فلا بد من إذنهما؛ لأن برهما فرض عين، خلاف ما لو كان الوالدان كافرين، فلا يعتبر إذنهما، وهذا في الجهاد الكفائي، أما العيني فلا يعتبر إذنهما.
ثانياً: إذن صاحب الدين إن حلَّ دينه، وكان الدائن موسراً يستطيع قضاءه. أما لم كان الدين مؤجلاً فلا يعتبر إذنه، وكذلك لو كان الدائن مُعسراً فلا يعتبر إذنه؛ لأن إنظاره واجب.
ثالثاً: الإمام إن لم يأذن لفرد بالجهاد فلا تجوز مشاركته، وكذلك من ولاه الإمام الجهاد، فلا يجوز تخلفه، وقد صرح الحنابلة والشافعية بكراهة الغزو من غير إذن الإمام أو من ولاه الإمام..
7-فضل الجهاد والمجاهدين؟
أولاً :من كتاب الله تعالى.
قوله سبحانه: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} (النساء:95).
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون} (الصف: 9-10).
وقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة: 111).
ثانياً: من السنة النبوية المطهرة:
قوله صلى الله عليه وسلم: (انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَن خَرَجَ في سَبيلِهِ، لا يُخْرِجُهُ إلَّا إيمَانٌ بي وتَصْدِيقٌ برُسُلِي، أنْ أَرْجِعَهُ بما نَالَ مِن أجْرٍ أوْ غَنِيمَةٍ، أوْ أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، ولَوْلَا أنْ أشُقَّ علَى أُمَّتي ما قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، ولَوَدِدْتُ أنِّي أُقْتَلُ في سَبيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ) (رواه البخاري- أبي هـريرة).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (َثَلُ المُجَاهِدِ في سَبيلِ اللهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ القَائِمِ القَانِتِ بآيَاتِ اللهِ، لا يَفْتُرُ مِن صِيَامٍ، وَلَا صَلَاةٍ، حتَّى يَرْجِعَ المُجَاهِدُ في سَبيلِ اللهِ تَعَالَى) (رواه مسلم -أبي هـريرة).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن قاتلَ في سبيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ من رجلٍ مُسلمٍ فواقَ ناقةٍ، وجبَت لَهُ الجنَّةُ) (صحيح ابن ماجه -معاذ).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ في الجنَّةِ مِئةَ درجةٍ أعَدَّها اللهُ لِلمُجاهِدينَ في سبيلِه بَيْنَ الدَّرجتَيْنِ كما بَيْنَ السَّماءِ والأرضِ فإذا سأَلْتُم اللهَ فاسأَلوه الفِرْدَوسَ فهو أوسَطُ الجنَّةِ وهو أعلى الجنَّةِ وفوقَه العرشُ ومنه تفَجَّرُ أنهارُ الجنَّة) (صحيح ابن حبان -أبو هريرة).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا سَعِيدٍ، مَن رَضِيَ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا؛ وجَبَتْ له الجَنَّةُ. فَعَجِبَ لها أبو سَعِيدٍ، فقالَ: أعِدْها عَلَيَّ يا رَسولَ اللهِ، فَفَعَلَ، ثُمَّ قالَ: وأُخْرَى يُرْفَعُ بها العَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ في الجَنَّةِ، ما بيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كما بيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، قالَ: وما هي يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ، الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ) (رواه مسلم -عن أبي سعيد).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (من اغبرَّتْ قدماه في سبيلِ اللهِ حرَّمهما اللهُ على النَّارِ) (رواه البخاري، عن أبي عبس، عبد الرحمن بن جبر).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن راح رَوْحةً في سبيلِ اللهِ، كان له بمِثْلِ ما أصابه مِن الغبارِ مِسْكًا يومَ القيامةِ) (صحيح الجامع -أنس بن مالك).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (واعلموا أن الجنَّةُ تحت ظلالِ السُّيوفِ) (رواه البخاري -عبد الله بن أبي أوفى).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (أفضل العمل: الصَّلَاةُ علَى مِيقَاتِهَا، قَالَ: ثُمَّ برُّ الوَالِدَيْنِ، قَالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ) (متفق عليه- ابن مسعود).
وقوله صلى الله عليه وسلم لما سئل: أَرَأَيْتَ إنْ قُتِلْتُ في سَبيلِ اللهِ، أَتُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ (نَعَمْ، وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ، إلَّا الدَّيْنَ؛ فإنَّ جِبْرِيلَ عليه السَّلَامُ قالَ لي ذلكَ) (رواه مسلم -أبي قتادة).
وقوله صلى الله عليه وسلم لمن سأله: أيُّ الجهاد أفضل؟: (أفضلُ الجِهادِ مَن عُقِر جَوَادُه وأُهريق دَمُه) (رواه أحمد -عن جابر).
وقوله صلى الله عليه وسلم لمن سأله: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ يا رَسولَ اللهِ، فقالَ: (مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ بنَفْسِهِ وَمَالِهِ في سَبيلِ اللهِ، ثُمَّ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ في شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَعْبُدُ رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ مِن شَرِّهِ) (متفق عليه -أبي سعيد الخدري).
وقوله صلى الله عليه وسلم لمن سأله: ما يَعْدِلُ الجِهَادَ في سَبيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فقالَ: لا تَسْتَطِيعُونَهُ)، قالَ: فأعَادُوا عليه مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا كُلُّ ذلكَ يقولُ: (لا تَسْتَطِيعُونَهُ)، وَقالَ في الثَّالِثَةِ: (مَثَلُ المُجَاهِدِ في سَبيلِ اللهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ القَائِمِ القَانِتِ بآيَاتِ اللهِ، لا يَفْتُرُ مِن صِيَامٍ، وَلَا صَلَاةٍ، حتَّى يَرْجِعَ المُجَاهِدُ في سَبيلِ اللهِ تَعَالَى) (رواه مسلم -أبو هريرة).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مقامَ أحدِكُم في سبيلِ اللَّهِ أفضَلُ من صلاتِهِ في بيتِهِ سَبعينَ عامًا، ألا تُحبُّونَ أن يَغفرَ اللَّهُ لَكُم ويُدْخِلَكمُ الجنَّةَ، اغزوا في سَبيلِ اللَّهِ، مَن قاتلَ في سَبيلِ اللَّهِ فواقَ ناقةٍ وجبَتْ لَهُ الجنَّةُ) (صحيح الترمذي -أبو هريرة).
وقوله صلى الله عليه وسلم بمن سأله: أنَّ رجُلًا قال: يا رسولَ اللهِ، ائذَنْ لي بالسياحةِ، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ سياحةَ أُمَّتي الجهادُ في سبيلِ الله) (صحيح أبي داود -أبو أمامة).
وقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: (إنْ شئتَ أَنبأْتُكَ برأسِ الأَمْرِ وعمودِه وذِروةِ سَنامِه. قالَ: قلتُ: أَجَلْ يا رسولَ اللهِ، قالَ: أمَّا رأسُ الأمرِ فالإسلامُ، وأمَّا عمودُه فالصَّلاةُ، وأمَّا ذِرْوةُ سَنامِه فالجهادُ) (الحاكم -معاذ بن جبل).
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَن جاهَدَ في سَبيلِهِ، لا يُخْرِجُهُ مِن بَيْتِهِ إلَّا الجِهادُ في سَبيلِهِ وتَصْدِيقُ كَلِمَتِهِ، أنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أوْ يَرُدَّهُ إلى مَسْكَنِهِ بما نالَ مِن أجْرٍ أوْ غَنِيمَةٍ) (متفق عليه -أبو هريرة).
8-مخاطر ترك الجهاد؟
وقد جاء التحذير من ترك الجهاد في آيات كثيرة من كتاب الله تعالى، وبينت الأحاديث الوعيد الشديد لتاركه، ومن ذلك:
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} (التوبة: 38).
وقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (التوبة: 24).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا تبًايعتم بًالعينة وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بًالزرع ، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) (صحيح أبو داود -ابن عمر).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن لم يغزُ أو يجَهِّزْ غازيًا أو يَخلُفْ غازيًا في أَهْلِهِ بخيرٍ ، أصابَهُ اللَّهُ بقارعةٍ قبلَ يومِ القيامةِ) (رياض الصالحين، ابن عمر).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (ما ترك قومٌ الجهادَ إلَّا عمَّهم اللهُ بالعذابِ) (صحيح الترغيب -أبو بكر الصديق).
9-تقييد حجج المتثاقلين عن الجهاد والرد عليها؟
أولاً: إن قلتَ: يعوقني عن الجهاد أهلي ومالي وأطفالي وعيالي؟ فقد قال الله تعالى فيه قولاً بيناً لا يخفى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى} (سبأ: 37)، وقال سبحانه: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (الأنفال: 28).
ثانياً: وإن قلتَ: يشقُّ عليَّ فراق الأخ والقريب والصديق والحبيب؟ فالجواب: أن تتذكر قول الله عز وجل: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} (الزخرف: 67)، فإن كانت الصداقة لله، فستجمع بينكما عليون في نعيم أنتم فيه خالدون، وإن كانت الصحبة لغير الله، فالفراق الفراق، قبل أن يحشر الرفاق مع الرفاق، لأن المرء في الآخرة مع محبوبه، لمشاركته إياه في مطلوبه.
ثالثاً: وإن قلتَ: يقعدني منصبي وجاهي الرفيع عن الجهاد؟ فاعلم أن ما أنت فيه من المنصب والجاه لايدوم لك، وإن أدنى منازل أهل الجنة من يعطى مثل الدنيا وعشرة أمثالها، فكيف بمن شارك في الجهاد وأخذ أهبته له، وهو في أعلى عليين؛ فينبغي لك التشمير والنفير.
رابعاً: وإن قلتَ: يشقُّ عليَّ فراق قصري وظله، وبنائه المشيد وعلو محله وفيه حشمي وخدمي؟ فليت شعري هل هو إلا من طين وحجر وتراب، ومدر وحديد وخشب، وجرير وقصب، أما إن سألت عن بناء الجنة، فلبن من فضة ولبنة من ذهب، ولا تعب فيها ولا نصب، وأما ترابها فالمسك الأذفر، وأما حصباؤها فاللؤلؤ، وفيها أنهار الخمر واللبن والعسل، وقصورها لالئ مجوفة من زمردة خضراء، أو ياقوتة حمراء، يأتيك من ثمرها ما تشتهي، ويمر عليك الغلمان بما تطلب، ولك في كل زاوية حوراء، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
خامساً: وإن قلتَ: أرغب في التأخير لإصلاح العمل؟ فهذا أيضاً ناتجٌ من الغرور وطول الأمل، ولا يؤجر ذلك من الأجل المقدور، قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (فاطر: 6).
سادساً: وإن قلتَ: لا تطيب نفسي بفراق زوجتي وجمالها، وأنسي بقربها، وسروري بوصالها؟ فتذكر أن فراق زوجتك أمرٌ لا بد منه، وكأن ذلك قد وقع، والجنة إن شاء الله تجمع بينكما، ونعم المجتمع.
10-تجهيز المجاهدين؟
ومن الأمور التي تجدر الإشارة إليها أن كل معركة تتطلب الإعداد المسبق لها، ويمكن تقسيم هذا التجهيز إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: (ما قبل المعركة)، وهي مرحلة الإعداد والتجهيز، حيث ينفق على تجهيز المجاهدين من سلاح وطعام وشراب وعدة وعتاد، وتدريب، وخطط وتعبئة وتوجيه.
المرحلة الثانية: (أثناء المعركة) وهي تحتاج إلى توفير مقدار من المال كاحتياط لمواجهة أي طارئ يحدث، بالإضافة إلى استخدام عناصر الجهاد الإعلامي والمباغتة ورص الصفوف، وحماية الصفوف الأمامية، وأخذ المواقع، وحراسة الثغور، واستطلاع أخبار العدو.
المرحلة الثالثة: (بعد المعركة) وهي المتطلبات اللاحقة التي ينبغي توفيرها بعد نهاية المعركة: كعلاج الجرحى والمصابين، وفكاك الأسرى، وتقديم يد العون والمساعدة لأسر الشهداء
11-إعانة المجاهدين وخدمتهم؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أعان مجاهدًا في سبيلِ اللهِ أو غارمًا في عُسرتِه أو مكاتبًا في رقبتِه أظلَّه اللهُ يومَ لا ظلَ إلا ظلُّه) (مسند أحمد -سهل بن حنيف).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من جَهَّزَ غازِيًا، فقَدْ غَزا، ومَن خَلَفَ غازِيًا في أهْلِهِ، فقَدْ غَزا) (رواه مسلم -زيد بن خالد الجهني).
وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَظَلَّ رأسَ غازٍ؛ أَظَلَّهُ اللهُ يومَ القيامةِ، ومَنْ جَهَّزَ غازيًا حتَّى يَستَقِلَّ بِجَهازِهِ؛ فله مِثلُ أَجرِهِ) (صحيح ابن حبان -عمر بن الخطاب).
12-مفهوم الرباط؟
والرباط: هو مراقبة العدو في الثغور المتاخمة لبلاد المسلمين، بهدف التأمين والحراسة. والمقصود ملازمة ذلك الثغر بهدف التأمين والحراسة، وترك ما يشغل عن ذلك.
قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (آل عمران: 200).
13-فضل الرباط في سبيل الله؟
واعلم أن الرباط أحد شعب الإيمان، وموجبات الغفران، وقد ورد في فضله أشياء عظيمة لم ترد في غيره من القربات، فمن فضائله:
قوله صلى الله عليه وسلم: (رباطُ يومٍ في سبيلِ اللهِ خيرٌ مِنَ الدنيا وما عليها، وموضِعُ سوطِ أحدِكم مِنَ الجنَّةِ خيرٌ مِنَ الدنيا وما عليها، والرَّوْحَةُ يَرُوحُها العبدُ في سبيلِ اللهِ أوْ الغَدْوَةُ خيرٌ مِنَ الدنيا وما عليها) (رواه البخاري -سهل بن سعد الساعدي).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (باطُ يومٍ في سبيلِ اللهِ خيرٌ منَ الدنيا وما عليها) (متفق عليه -سهل بن سعد).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (رِباطُ يَومٍ ولَيْلَةٍ خَيْرٌ مِن صِيامِ شَهْرٍ وقِيامِهِ، وإنْ ماتَ جَرَى عليه عَمَلُهُ الذي كانَ يَعْمَلُهُ، وأُجْرِيَ عليه رِزْقُهُ، وأَمِنَ الفَتّان) (رواه مسلم -سلمان الفارسي).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (كلُّ ميِّتٍ يُختمُ على عملِه إلَّا المرابطَ في سبيلِ اللهِ فإنَّه يُنمَّى له عملُه إلى يومِ القيامةِ ويؤمنُ من فتنةِ القبرِ) (صحيح الترغيب -فضالة بن عبيد).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن ماتَ مُرابطًا، وُقيَ فِتنةَ القَبرِ، وأُومِنَ مِن الفَزَعِ الأكبَرِ، وغُديَ عليه وريحَ برِزْقِه مِن الجنَّةِ، وكُتِبَ له أجْرُ المرابِطِ إلى يَومِ القِيامةِ) (رواه أحمد -أبو هريرة).
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( موقفُ ساعةٍ في سبيلِ اللهِ خيرٌ من قيامِ ليلةِ القدرِ عندَ الحَجرِ الأسوَدِ) (صحيح الترغيب -أبو هريرة).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (منْ ماتَ مُرابِطًا باللهِ ، أمَّنَهُ اللهُ من فِتنةِ القبْرِ) (صحيح الجامع -أبو أمامة الباهلي).
14-فوائد الرباط؟
وللرباط فوائد عديدة على المسلمين، نذكر منها:
1-حماية أراضي المسلمين ودمائهم وأموالهم وأعراضهم.
2-إشعار العدو بالاستعداد لقتاله في أي لحظة.
3-إشعار المواطنين بالأمن والحماية.
4-إبراز القوة والهيبة.
15-أمور يجب على المرابط التحلي بها؟
1-أن يُخلص نيته لله، وينوي برباطه الدفاع عن المسلمين.
2-أن يؤمن بأن النصر من عند الله وحده، والحذر من الغرور والاعتداد بالقوة.
3-أن يُكثر من ذكر الله تعالى، وأن يسأله الثبات عند لقاء العدو.
4-أن يحرص على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
16-مجالات الرباط في العصر الحديث؟
شرع الجهاد لحماية مصالح المسلمين، وكذلك الرباط كان لحفظ ثغور المسلمين، وقد تعددت ثغور المسلمين في العصر الحاضر، لذلك من الضروري البحث عن الثغور التي يمكن أن يخترقها العدو والعمل على تحصينها.
17-فضل الحراسة في سبيل الله؟
قال تعالى: {وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً} (النساء: 102).
وقال تعالى: { وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (التوبة: 120).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (عينان لا تمسُّهما النَّارُ: عينٌ بكت من خشيةِ اللهِ، وعينٌ باتت تحرسُ في سبيلِ اللهِ) (صحيح الترمذي -ابن عباس).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (تَعِسَ عبدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ، إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وإنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وإذَا شِيكَ فلا انْتَقَشَ، طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بعِنَانِ فَرَسِهِ في سَبيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إنْ كانَ في الحِرَاسَةِ، كانَ في الحِرَاسَةِ، وإنْ كانَ في السَّاقَةِ كانَ في السَّاقَةِ، إنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ له، وإنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ) (رواه البخاري -أبو هريرة).
18-ماذا يسأل المجاهد ربه سبحانه وتعالى؟
على المجاهد أن يلح في الدعاء والمناجاة لله تعالى، طالباً منه العون والنصر والمدد وتثبيت الأقدام، كما قال تعالى: { وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ، وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (آل عمران: 146، 147).
وقال سبحانه: {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (البقرة: 250).