زيتونة الإلقاح بشرح منظومة
ضوء المصباح في أحكام النكاح
تأليف الشيخ العلامة عبد الله بن أحمد باسودان
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ هذا شرحٌ وجيزٌ لطيف على منظومة (ضوء المصباح) في أحكام النكاح، دبجته يراع العلامة باسودان، وقد ضمنها رءوس المسائل في هذا الباب، وبيَّن فيها مقاصد النكاح وغايته وآدابه، توصلاً إلى صحة العقود وإحكامها، وقد ضمن شرحه عليها -أحكام العدة والطلاق والخلع، تتمة لباب النكاح، وزاد في الشرح فروعاً ومسائل وتتمات وفوائد تتعلق بأحكام الخطبة، والظهار والرَّضاع والحضانة، والقسم والنشوز والصَّداق، وغير ذلك.
وقد جاء هذا النظم على بحر "الطويل"، وأجزاؤه: (فعلون مفاعيلٌ، فعولن مفاعلن =مرتين). وبلغت أبياته (٩١) واحدٌ وتسعون بيتاً، وقد شرحها العلامة باسودان شرحاً مختصراً في "زيتونة الإلقاح" كما شرحها العلامة الباجوري في "منح الفتّاح على ضوء المصباح"، وهو شرحٌ مختصرٌ أيضاً، لكنه أيسر وأقرب.
وللنكاح موقعٌ عظيمٌ من ديننا الحنيف، لأن به تحصيلُ الصيانة والعفاف، والحفظ عن الوقوع في الفساد، ولذلك رغَّب النبيُّ صلى الله عليه وسلم في النكاح، ويسَّر وسائله، وأوضح أسبابه، ونهى عن التبتُّل والرهبانية، وأخبرنا أنه من سنن الأنبياء والمرسلين، كلُّ ذلك صيانةً للأعراض وحفظاً للنسل، وتحقيقاً للتوازن بين مطالب البدن ومطالب الروح، حيث أنكر الرسول صلى االله عليه وسلم على نفرٍ غلوا في شأن العبادة والطاعة؛ وأرادوا التبتُّل، فمنعهم من ذلك.
روى البخاري في "صحيحه" حديث الرهط الثلاثة؛ وفيه: (جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها؛ فقالوا : وأين نحن من النبي صلى الله عليه، قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال أحدهم: أما أنا أصلي الليل أبداً، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج. فجاء إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني).
وقد بيّن الإسلام أهمية النكاح في بناء المجتمع المسلم، وذلك من خلال:
أولاً: الحفاظ على النوع الإنساني وذلك عن طريق الزواج والتكاثر، قال تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} (النحل: 72).
ثانياً: الحفاظ على النسب، ومن خلال الزواج لا تضيع الأنساب، بل يتم معرفة نسب كل فرد بعكس الزنا الذي فيه تضيع الأنساب.
ثالثاً- الزواج يؤدي إلى سعة الرزق، قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} (الأنعام: 151).
رابعاً- خلو المجتمع من الأمراض الناجمة عن الزنا، أي الحفاظ على صحة المسلم والمجتمع من خلال إشباع الغريزة الجنسية عن طريق الحلال المشروع وهو الزواج.
خامساً- أنه يؤدي إلى الاستقرار النفسي وبناء أسرة صالحة، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21).
ترجمة الشيخ عبد الله بن أحمد باسودان
(بقلم/ السيد حسين بن محمد بن هادي السقاف)
اسمه ونسبه:
هو العلامة الفهامة الفقيه المصنف الشيخ عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن باسودان. ينتهي نسبه إلى المقداد بن الأسود الكندي، الصحابي المشهور الجليل المتوفى سنة: (٣٣هـ) رضي الله تعالى عنه.
اشتهر أجداده المشايخ المقداديون بأل باسودان؛ نسبة إلى قرية (غيل أبي سودان) موطنهم السابق، الكائنة بقرب بلدة (ساه).
وتعرف قرية (غيل أبي سودان) اليوم بـ (غيل عمر)، ثم انتقلوا منها إلى (الخريبة) كبرى بلدان (وادي دوعن) الأيمن.
ميلاده، ونشأته، وتحصيله العلمي:
ولد المؤلف -رحمه الله تعالى -سنة : (١١٧٨هـ) بموضع قريب من مدينة (الخريبة)، ونشأ بها في رعاية والده، وتربى تربية صالحة في رحاب البيت العامر، فعاش حياة علمية نقية منذ نشأته، وجد واجتهد في طلب العلم وتحصيله، والتحق بمعاهد العلم الشرعي وحلقات الشيوخ الأجلاء، فأخذ عنهم ، وتلقى منهم، وراتبط بسلاسل أسانيد أولئك الرجال الأماثل الأفاضل، حتى بلغ إلى ما بلغ إليه من الرتب العوالي .
شيوخه:
أخذ صاحب الترجمة عن شيوخ عصره، فابتدأ أولاً بالشيوخ الموجودين بمنطقة (وادي دوعن)، وفي مقدمتهم:
١- الإمام العلامة الحبيب: عمر بن عبد الرحمن البار الثاني [لأن الأول هو الجد الأدنى للمذكور الاخذ عن الإمام الحداد، وقد توفي سنة: ( ١١٥٨ هـ ) ودفن بمقبرة القرين بـ ( دوعن )]، وهو -أي الحبيب عمر -المعروف بـ: (صاحب جلاجل =جلاجل: هو موضع ساحلي قريب من (الليث) كانت ترسو فيه السفن، ونسب إليه ألحبيب عمر المذكور؛ لأنه دفن فيه).
وهو شيخ فتحه، وعنه جل أخذه في مختلف العلوم الشرعية والعربية وغيرها، ولازمه ملازمة تامة حضرا وسفرا، ورافقه في رحلته إلى الحرمين الشريفين؛ لأداء النسكين، وزيارة الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وذلك سنة: (١٢١٢ هـ ) ولتكن المنية وافت شيخه السيد عمر وهو في السفينة التي كانت تقلهما إلى الحج، ولعل مما يتفاءل به ويستأنس بوفاته متوجها إلى بيت الله الحرام قول الله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (النساء: ١٠٠)
٢-الشيخ: عبدالله بن أحمد بن فارس باقيس الكندي.
وغيره من شيوخ (دوعن)، كما أخذ عن بقية الشيوخ الموجودين آنذاك بـ (تريم) و(سيؤون) وبقية بلاد حضرموت.
٣- الإمام الحبيب: حامد بن عمر حامد المنفر.
٤- العلامة الحبيب: عمر بن سقاف السقاف ( ت ١٢٢٤ هـ) .
٥- العلامة الحبيب: طاهر بن حسين بن طاهر (١٢٤٤ هـ ).
٦ - العلامة الحبيب : أحمد بن عمر بن سميط (١٢٥٧ هـ ).
٧ـ العلامة الحبيب: حسن بن صالح البحر ( ١٢٧٣ هـ ).
٨- العلامة الحبيب: شيخ بن محمد الجفري صاحب (مليبار).
وغيرهم من الشيوخ الحضارمة والشيوخ الذين لقيهم في رحلاته، وأخذ عنهم ممن يطول تعدادهم، ويصعب حصرهم
تلاميذه:
وأخذ عنه كثير من العلماء الأجلاء من السادة العلويين وغيرهم، منهم:
١- ابنه: محمد باسودان.
٢-الحبيب: عيدروس بن عمر الحبشي .
٣-الحبيب: أحمد بن محمد المحضار ( ت ١٣٠٤ هـ )
٤-الحبيب صالح بن عبد الله العطاس ( ت ١٢٧٩ هـ) .
٥- الشيخ العلامة أحمد بن عمر باذيب الشبامي، المتوفى بـ ( سنغافورة) سنة ( ١٢٦٨ هـ) أو بعدها .
٦-الحبيب طاهر بن عمر الحداد، صاحب (قيدون) ( ت ١٣١٩ هـ ).
٧- الحبيب حسين بن محمد البار ( ت ١٣٣٠ هـ ) صاحب ( القرين ) .
٨- سبطه العلامة الفقيه السيد عمر بن أحمد الجيلاني الحسني من (الخريبة) .
وأقرانهم ومعاصروهم من رجال تلك الحقبة، الذين يصعب عدهم وحصرهم.
مؤلفاته:
يعذ المؤلف من الحضارمة المكثرين في مجال التأليف؛ فقد ألف عدة مؤلفات، نذكر منها ما يلي:
١. «لوامع الأنوار شرح رشفات الأبرار»، المنظومة الشهيرة «بالرشفات» للإمام العلامة الحبيب عبد الرحمن بن عبد الله بلفقيه وقد يسمى «مطالع الأنوار»، منه نسخة بمكتبة الأحقاف بـ ( تريم ) برقم (١٨٧٨)
٢ـ « فيض الأسرار شرح سلسلة الحبيب عمر بن عبد الرحمن البار» في مجلدين ضخمين، توجد منه نسخ متداولة لدى بعض الناس، ويوجد بمكتبة تريم الجزء الأول فقط ورقمه (٢١٤٨)، ونسخة تامة بالغرفة .
٣ـ «حدائق الأرواح في بيان طريق الهدى والصلاح» وهو من أهم المراجع التاريخية عن تاريخ ( دوعن ) وأسرة المصنف وشيوخه، منه نسخة بـ ( تريم ) برقم ( ١٥٩٢ ) وبمكتبة آل الحبشي بـ ( الغرفة ) .
٤ـ منظومة «ضوء المصباح» وهي أصل هذا الكتاب، منها بالأحقاف بـ ( تريم ) رقمها( ٣٠٣٢ )
٥ - « زيتونة الإلقاح » بشرح «ضوء المصباح الذي يطبع لأول مرة عن مخطوطات موثوقة وهو هذا الكتاب .
٦ - « تعريف طريق التيقظ والانتباه لما يقع في مسائل الكفاءة من الاشتباه» توجد منه نسخة بمكتبة الأحقاف بـ(تريم) برقم (٣٠٤٦)، ونسخة ( الغرفة )، وأخرى بـ ( تريم ) لدئ بعض الأهالي عليها تعليقات لمفتي حضرموت العلامة عبد الرحمن
٧ـ «الأنوار اللامعة والتتمات الواسعة» شرح «الرسالة الجامعة» للحبيب أحمد بن زين الحبشي، وقد حققه واعتنى به الأخ محمد أبو بكر باذيب وهو ماثل للطباعة، يوجد من الكتاب نسخة بمكتبة الأحقاف بـ ( تريم ) برقم ( ١٥٣٢ )، وعثر الباحث المذكور على نسخة أخرى منه ببعض المكتبات الخاصة في منزل مهجور بـ ( شبام ) حضرموت .
٨. «عدة المسافر وعمدة الحاج والزائر» في مناسك الحج والعمرة وفي الزيارة . منه نسخة خطية بمكتبة جامع ( تريم ) برقم (٨٤١) ، وأخرى بمنزل الشيخ أبي بكر بن عبد الله باذيب بـ ( شبام ) حضرموت، وقد طبع هذا الكتاب في ( مصر ) سنة (١٩٧٧ م) بمطبعة المدني.
٩. «تنفيس الخاطر شرح خطبة الحبيب طاهر» . يقع في مجلد ضخم، وبعض نسخه تقع في مجلدين، منه نسختان مكتبة جامع ( تريم ) تحت رقم ( ٢٥٥٨ ) و( ١٥٧٤) ، ونسخة أخرى بمنزل المصنف بـ ( الخريبة )، وسماه السقاف صاحب «تاريخ الشعراء الحضرميين»: «التوشيحات الجوهرية على الخطبة الطاهرية» كذا في تعليقاته على «رحلة باكثير» .
١٠. «جواهر الأنفاس في مناقب الحبيب علي بن حسن العطاس». واسمه كاملاً: «جواهر الأنفاس بمناقب السيد علي بن حسن العطاس وبعض أصحاب الشيخ عبد الله الحداد والشيخ علي باراس»، كذا ورد اسمه في بعض مصادر ترجمة المصنف . منه نسخة بمكتبة جامع ( تريم ) ورقمها (٢٠٣٦) ، وتوجد نسخ كثيرة منتشرة في حضرموت والمهاجر، ومنه نسخة مصورة بمنزل السيد عمر بن حفيظ بـ (تريم).
١١. «ذخيرة المعاد شرح راتب الإمام الحداد». طبع بـ(مصر) طبعتان: الأولى سنة (١٣١٧ هـ ) بهامش كتاب «عقد اليواقيت الجوهرية» لتلميذه العلامة السيد عيدروس بن عمر الحبشي، والأخرى منفصلة طبعت بمطبعة المدني على نفقة المرحوم الشيخ سراج كعكي رحمه الله.
١٢. «ديوان شعر» في مجلد ضخم . يوجد في مكتبة الأحقاف بجامع ( تريم ) ورقمه (٢٥٥٦) ، وفيه أخطاء كثيرة وجمعه بعضى أبناء المترجم .
١٣. «ثبت الأسانيد» في جزء لطيف، ذكره صاحب «تاريخ الشعراء».
وله غير ذلك من المؤلفات والرسائل الكثيرة والوصايا النافعة القيمة وكلها تدل على سعة اطلاعه، وطول باعه، وغزير علمه، وتمكنه في كثير من العلوم .
كان صاحب الترجمة من العلماء العاملين، الذين حصل بهم النفع الكثير في نشر العلم والدعوة إلى الله، والاثار دالة وشاهدة على ذلك .
أخلاقه
كان - رحمه الله تعالى-ـ على جانب كبير من الأخلاق السامية الكريمة، شديد التعلق بآل البيت والمحبة لهم، يجلهم غاية الإجلال - خصوصاً العلويين - وجل أخذه عنهم -كما تقدم -وسيره على طريقتهم، ومشربه مشربهم، وقد حظي من أكابرهم بالرعاية والاعتناء التأمين .
وهو أحد العبادلة السبعة الأقران المتعاصرين ، الذين بلغوا المراتب العالية في العلم والعمل، والفضل والصلاح، وحصل بهم النفع الكثير، وهم:
١ ـ صاحب الترجمة رحمه الله تعالى .
٢. الحبيب: عبد الله بن حسين بلفقيه المتوفى سنة : (١٢٦٦هـ) .
٣ـ الحبيب: عبد الله بن حسين بن طاهر المتوفى سنة : (١٢٧٢هـ) .
٤ـ الحبيب: عبد الله بن عمر بن يحيى المتوفى سنة : (١٢٦٥هـ) .
٥ـ الحبيب: عبد الله بن علي بن شهاب المتوفى سنة : (١٢٦٤هـ) .
٦. الحبيب: عبد الله بن أبي بكر عيديد المتوفى سنة : (١٢٥٥هـ) .
٧ـ الشيخ: عبدالله بن سعد بن سمير المتوفى سنة : (١٢٦٢هـ) .
وفاته:
انتقل المصنف إلى رحمة الله في مدينة ( الخريبة ) بتاريخ (٧ ) جمادى الأولى، سنة : (١٢٦٦ هـ) ، ودفن بها. رحمه الله وضاعف مثوبته ، وأسكنه بحبوحة جناتها.
ترجمة الشيخ إبراهيم الباجوري
(بقلم/ محمد أبو بكر باذيب)
اسمه ونسبته:
محمد بن أحمد هو العلامة الإمام الفقيه شيخ الجامع الأزهر إبراهيم بن الباجوري، أو البيجوري المنوفي المصري الشافعي.
ينسب إلى قرية (الباجور)، وقد تمال فيقال لها: ( البيجور )، وهي قرية من قرى محافظة المنوفية غربي ( مصر).
مولده ونشأته:
ولد سنة: (١١٩٨ هـ)، ونشأ في حجر والده، وقرأ عليه القرآن المجيد وجده. . ولم يذكر المؤرخون له شيوخا ببلدته سوى والده المذكور.
التحاقه بالجامع الأزهر وذكر شيوخه به:
في سنة : (١٢١٢ هـ) قدم المترجم له إلى الجامع الأزهر رغبة في تحصيل العلوم الشرعية والآداب المرضية . . وسنُّه إذ ذاك (١٤) سنة، ومكث به حتى دخل الفرنسيون (مصر) سنة (١٢١٣ ه)، فغادر ( القاهرة ) إلى ( الجيزة ) ، ومكث بها ثلاث سنوات.
ثم عاد إلى الأزهر عام (١٢١٦ ه) ، ولازم شيوخه الكبار ، واشتغل للطلب ليل نهار .
ومن أجل شيوخه الجهابذة الأفاضل: العلامة ذو القدر الكبير الشيخ محمد الأمير الكبير" ( ت ١٢٣٤ هـ) [=ومما ينبغي التنويه والتنبيه عليه هنا : أن أخذ الشيخ الباجوري عن الأمير الكبير أخذ محقق، وإن كان كثير من أهل الفهارس والأثبات لم يسندوا ذلك لعدم تأكدهم من حصول الأخذ للباجوري عن الأمير ، وأبرز مثال على ذلك أن السيد عبد الحي لم يذكر الباجوري في الآخذين عن الأمير لما سرد أسماء أشهر التلامذة والراوين عنه في الفهارس ( ١/ ١٣٥ -١٣٦) وقد أثبت أخذه العلامة البيطار في «حلية البشر»، ووقفت على مصورة إجازة بخط الشيخ الباجوري في دمشق عند الأخ الفاضل عمر موفق النشوقاتي وذكر فيها أخذه عن الأمير مباشرة بدون واسطة، فقطعت جهيزة قول كل خطيب].
وأخذ عن الشيخ عبد الله الشرقاوي صاحب «الحاشية على شرح التحرير» (ت ١٢٢٧ هـ) ، والسيد داوود القلعاوي أبو هريرة المصري المعمر، الراوي عن الحافظ مرتضى الزبيدي.
ولكن أكثر تلقيه وملازمته كانت للشيخ محمد الفضالي، والشيخ حسن القويستي (١٢٥٤ هـ) وكانت ملازمته للفضالي أكيدة حتى وفاته رحمه الله، وبعد وفاة شيخه الفضالي.. بدأ التدريس في الجامع الأزهر فأقبل عليه الطلبة من كل فج، وكان الملك عباس الأول ملك ( مصر ) يحضر درسه ويجلس إلى جوار الشيخ رحمه الله، الذي لم يكن يقطع الدرس بل يكتفي بالإشارة إليه بالجلوس.
وصفه وحليته:
أكتفي بإيراد ما حلاه به مؤرخ عصره الشيخ عبد الرزاق البيطار الذي قال في حقه: (شيخ الوقت والأوان، المستوي في فضائله على عرش كيوان [=كيوان: اسم لزحل، الكوكب المعروف، ممنوع من الصرف]، فهو الذي بهر بإبداعه، وظهر على ذوي الكمال بسعة اطلاعه، وعطل العوالي بيراعه، ومد لتناول المعالي طويل باعه، وأطلع الكلام رائقاً، وجاء به متناسقاً، فهو العالم العامل، والجهبذ الكامل، الجامع بين شرفي العلم والتقوى، السالك سبيل ذلك في السر والنجوى، قد افتخرت به الفضائل، حتى قدمته على الأوائل.. )". حلية البشر: (١/ ٧- ٨)
ثم قال: (كان ديدنه - رحمه الله -التعلم والاستفادة، والتعليم والإفادة، حتى صار له ذلك سجية وعادة، فكان عمره -رضي الله عنه -ما بين إفادة واستفادة، وكان لسانه دائماً رطباً بذكر الله وتلاوة القرآن، وكان متميزاً بذلك على الأمثال والأقران.
وله وَلَهٌ عظيم، وحبٌ جسيم، لآل بيت النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ولذلك كان مواظباً على زيارتهم، ومتردداً على أبواب حضراتهم، وبالجملة: فإنه -رضي الله عنه -كان صارفاً زمنه في طاعة مولاه، وشاكراً له على ما أولاه .
فمن جملة نعمه عليه: الانتفاع بتآليفه في حياته في كل ناد، والسعي في طلبها من أقصى البلاد، والاجتهاد في تحصيلها من كل حاضر وباد، والاجتماع بها على كل مرام ومراد) انتهى المراد حلية البشر : ( ١/ ٩ -١٠).
أقول: وما ذكره العلامة البيطار الذي توفي سنة: (١٣٣٥ هـ) رحمه الله، هو الحاصل والواقع إلى اليوم هذا، فإن كتب الشيخ الباجوري لها رونق ومزية على غيرها لا سيما شروحه الشهيرة على «الشمائل » والجوهرة» وغيرها..فرحمة الله عليه
توليه مشيخة الأزهر:
في سنة (١٢٦٣ ه) وبالتحديد في شهر شعبان انتهت رئاسة مشيخة الجامع الأزهر إلى صاحب الترجمة، بعد وفاة شيخه الثامن عشر العلامة أحمد عبد الجواد السَّفطي الشافعي [ينسب إلى قرية (سفط) بمحافظة بني سويف ولد بها وتوفي بـ ( القاهرة ) سنة ( ١٢٦٣ ه). النور الأبهر، ص: ١٤] في ذلك العام .
فكان الشيخ الباجوري هو الشيخ التاسع عشر للأزهر الشريف، واستمر في تلك الوظيفة المنيفة حتى وفاته رحمه الله.
وقد امتدحه السيد محمد شهاب الدين المصري (ت ١٢٧٤ هـ) [هو : محمد بن إسماعيل بن عمر المصري الشهير بشهاب الدين ولد بـ ( مكة ) سنة: (١٢١٠ ه)، ثم وفد إلى ( مصر ) والتحق بالأزهر ولازم الشيخ حسن العطار والشيخ العروسي، له: ديوان شعر، طبع بـ(مصر) سنة : (١٢٧٧ه) ينظر : «الأزهر وأثره في النهضة الأدبية الحديثة» لمحمد كامل الفقي]- حين آلت إليه الرئاسة بقوله من الكامل:
أتـرى الغـمـام بـدره المـنـثور وشــى ريــاض الورد والمــنـثـور
أم ذي تـبـاشـيـر الصباح تنفست وجـلت أشـعـتـهـا دجـى الديـجـور
كـلا بـل الأفـراح أبـدت طالعاً حـظـى الزمـان بـحـظـه المـوفـور
هـو كـوكـب إيـضـاح بـهـجـة ضوئه مـغـن عـن المـصـبـاح والتنوير
رفــعـت لواء العـز دولة مـجـده وسـطـت بـصـارم فـضـله المـشـهور
أكـرم بـه حـبـراً هـمـامـا رحـلة تـطـوى القـفـار لعلمه المنشور
أيـدي الطـوالع في مطالع فخره ولدا الـمـواقـف سـار بـالتيسير
رقــت حــواشـيـه وراقـت وازدهـت بـمـحـاسـن التـحـبـيـر والتحرير
هــو بــر أفـضـال وبـحـر فـضـائل صــاف عــدتــه شـوائب التـكـديـر
كــررت مــدح حـلاه إذ هـو سـكـر تـقـوى الحلاوة فـيه بالتكرير
هـو روض عـرفـان تـجـلى عـن جني دان وكــــم ليــــس بـــالمـــزرور
لا غـرو إن طـاب الزمـان طـيبه وشـذاه عـم الكـون بـالتـعـطـيـر
يا دهر أعط القوس باريها فقد أفـرطـت فـي التـقديم والتأخير
هـذا مـجـلى حلبـة السـبق الذي حـاز الفـخـار بـسـعـيه المشكور
هــو سـيـد الأبـان سـعـد أوانـه فـخـر الزمـان مـيـسـر المعسور
فـرحـت به الدنيا وأصبح وجهها فــيــه تـلوح بـشـاشـة المـسـرور
وزهـت بـه العليا وقالت أرخوا أبــهــى إمــام شـيـخ البـاجـوري
_______________
٩ + ٨٢ + ٩١٠ + ٢٦٢ = ١٢٦٣
يا صاح حدث عن مآثره وقل قد صح نقل حديثي المأثور
طوبى لمن بمقام إبراهيم قد أدّى فريضة حجه المبرور
وسعى وطاف بكعبة الطول الذي تمَّت شعائره بلا تقصير
فليَهنَهُ الإقبال وليقضْ الذي قد فات من مندوبه المنذور
وإليه أهدي بنت فكرٍ تنجلـي في خجلة من جفنها المكسور
غايات ما ترجوه ففى ختامها حيث انتهت بتكامل التوقير
ولما تقدم العمر بالشيخ الباجوري وضعف عن القيام بأعباء المشيخة تطلبت بعض الحوادث إقامة وكلاء له ليعينوه على إصدار الأحكام، فتقرر إقامة أربعة وكلاء وهم: الشيخ مصطفى العروسي - رئيسا للوكلاء -، والشيخ أحمد كابوه المالكي، والشيخ إسماعيل الحلبي الحنفي، والشيخ خليفة الفشني الشافعي.
تلامذته والآخذون عنه:
كان من أبرز تلامذته والملازمين له:
١ - الشيخ العلامة وجيه الدين عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الشربيني المتوفى سنة: (١٣٢٦ هـ) تولى مشيخة الأزهر سنة : (١٣٢٢ ه) واستقال منها سنة (١٣٢٤ ه) . . وهو صاحب التقرير على «حاشية البناني» على شرح «المحلي» على « جمع الجوامع »، وله غيرها .
٢. الشيخ العلامة أحمد الرفاعي الفيومي المالكي المصري، المتوفى سنة: ( ١٣٢٥هـ ) عن ( ٧٥ ) سنة وهو من شيوخ العلامة الفقيه محمد بن عمر بن سلم الحضرمي الشافعي المتوفى سنة: (١٣٢٩ هـ) صاحب رباط العلم بغيل باوزير بـ ( حضرموت)، ووالد الشيخ أحمد بن سلم شيخ رواق السادة الحضارمة بالجامع الأزهر .
٣ـ الشيخ العلامة سليم البشري المالكي المصري ، ولد سنة: (١٢٤٨ هـ)، وتوفي سنة : ( ١٣٣٥هـ) تولى مشيخة الأزهر، وهو الشيخ الخام والعشرون، له مصنفات عديدة.
وهؤلاء الثلاثة من أشهر الاخذين والملازمين للشيخ الباجوري من أهل (مصر).
ومن سيأتي ذكرهم أخذوا عنه إما إجازة أو قراءة لكن لم يلازموه كهؤلاء.
٤ - الشيخ العلامة محمد خليل القاوقجي الحنفي المتوفى سنة: (١٣٠٥هـ).
٥ـ العلامة المسند الشيخ إبراهيم بن محمود العطار الدمشقي المولود سنة ( ١٢٣٢ هـ)، والمتوفى سنة : (١٣١٤هـ) .
٦ ـ الشيخ إبراهيم العكاوي الطرابلسي .
٧. الشيخ العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى الشركي ( بالكاف المعقودة ) السديري النجدي، شارح نونية ابن القيم المتوفى سنة : (١٣٢٩ هـ) .
٨ـ الشيخ المسند علي الرهبيني المصري ، دفين (اسطنبول) ، يروي عنه السيد عبد الحي الكتاني بواسطة السيد محمد بن محمد الميرغني.
٩. الشيخ مصطفى بن خليل التونسي الأزهري.
١٠. الشيخ العلامة محمد المدني بن عزوز التونسي المتوفى سنة: (١٢٨٥ه).
١١. الشيخ الإمام العلامة المسند أبو النصر الخطيب الدمشقي المتوفى سنة (١٣٢٥) .
١٢. الشيخ الصالح المسند حسين منقارة الطرابلسي الحنفي المصري، لقيه السيد عبد الحي الكتاني وأخذ عنه تدبيجاً.
١٣. الشيخ الفقيه المحقق العلامة سعيد بن محمد باعشن الحضرمي الدوعني الشافعي المتوفى سنة: (١٢٧١هـ). فقد صرح بذكره في كتابه «مواهب الديان» ونقل عنه فائدة مع أنه عاصره وشاركه في الأخذ عن العلامة الشرقاوي كما يعلم ذلك من ترجمته. [ينظر ترجمته في مقدمة «مواهب الديان» بقلم كاتب هذه السطور "باذيب"]
١٤ - الشيخ العالم الأديب الفقيه المعمر محمد بن عبد الله بن إبراهيم العقوري، المصري، الأزهري، مولده في (١٣) محرم (١٢٤٠هـ)، قرب موضع مدينة (مرسى مطروح)، قبل أن توجد هذه المدينة أيام كانت بها بعض الخيام لخفر السواحل. والمتوفى بـ (مصر) بعد سنة (١٣٨٤ هـ)، وهو من قبيلة (العواقر)، المعروفة بـ (البحيرة) بـ (مصر). أخذ الشيخ العقوري عن جماعة من الكبار، منهم: البرهان السقا، والصاوي، وعليش، ومحمد الذهبي، والأمير الصغير، والعدوي الحمزاوي. . وغيرهم .
ولقيه عدد من أهل العلم، منهم العلامة الشيخ محمد الحافظ التجاني المصري، والعلامة الشيخ حسن بن محمد المشاط المالكي المكي، وشيخنا السيد العلامة محمد بن علوي المالكي، إبان دراسته بـ (مصر)، وأجاز للشيخ محمد ياسين الفاداني المكي مكاتبة من (مصر) في ذي الحجة (١٣٨٤هـ) . [ كتاب: «تشنيف الأسماع بشيوخ الإجازة والسماع» للعلامة المحدث المسند: الشيخ محمود سعيد ممدوح المصري: ص (٤٨٤- ٤٨٥) . وكتاب: «الإرشاد بذكر ما لي من الإجازة والإسناد» للعلامة الشيخ حسن المشاط: ص (٥)]
وفاته:
بعد أن أجهده المرضى وألزمه الفراش، نزل به الحمام بعد أن استوفى عمره بالتمام. . وكانت وفاته يوم الخميس (٢٨) الثامن والعشرين من ذي القعدة الحرام سنة: (١٢٧٦ هـ)، ست وسبعين ومئتين وألف من الهجرة، ودفن بتربة المجاورين [حلية البشر: (١/ ١١ )].
ونقل الزركلي في "الأعلام" عن «مقدمة شرح الأم» للحسيني و«خطط مبارك» و«معجم المطبوعات» أنها سنة: ( ١٢٧٧ ه). وأغرب جداً محيي الدين طعمي فذكر أنها سنة: ( ١٢٨١هـ). ونقله عن د. خفاجي، وأحمد تيمور كما في «النور الأبهر»: ( ١٢ ).
مصنفاته:
صنف الشيخ - رحمه الله تعالى - مصنفات عديدة جامعة مانعة مفيدة، في جميع الفنون من توحيد وأصول، ومعقول ومنقول. منها:
أولاً: في علم التوحيد .
١- «حاشية» على رسالة شيخه العلامة الفضالي في شرح كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، صنفه سنة: ( ١٢٢٢هـ ) .
٢-حاشية تُسمى «تحقيق المقام على كفاية العوام فيما يجب عليهم من علم الكلام» ومتن الكفاية هو لشيخه العلامة الفضالي أيضاً، صنفه سنة: (١٢٢٣ هـ) في حياة شيخه، وقد طبع مرات في مطبعة الحلبي.
٣- «فتح القريب المجيد بشرح بداية المريد» وهو شرح على متن للعلامة الشيخ صالح بن محمد السباعي المصري العدوي، المولود سنة (١١٥٤ هـ)، والمتوفى سنة: (١٢٢١ هـ)، وهو مالكي المذهب.صنف الشيخ الباجوري شرحه هذا سنة: (١٢٢٤هـ ) .
٤- حاشية على «متن السنوسية» المعروفة با أم البراهين، صنفه سنة: (١٢٢٧ هـ)، وقد طبع مرات.
٥- حاشية على «متن منظومة الجوهرة» للعلامة اللقاني المالكي، صنفه سنة: (١٢٣٤ هـ). وهو من أجل شروح الجوهرة، إن لم يكن أجلها. وقد اعتنى به المتأخرون جداً، وصار كتاباً مقرراً في حلقات الجامع الأزهر، واعتمد عليه طلاب العلم في العالم الإسلامي شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، طبع مرات. واختصره كثيرون، منهم العلامة بكري رجب الحلبي، والعلامة نايف العباس الحوراني، رحمهما الله، وغيرهما .
٦- رسالة لطيفة (متن) في العقيدة..صنفها سنة: (١٢٥١هـ)، وعليها شرحان مطبوعان: (أحدهما): «تيجان الدراري في شرح عقيدة الباجوري» للعلامة الفقيه الشيخ محمد نووي الجاوي الشافعي ، المتوفى بـ (مكة) سنة: (١٣١٤ هـ) وهو مطبوع بمطبعة الحلبي بمصر .
٧- (والشرح الثاني): وهو المسمى «نوافح الورد الجوري» شرح عقيدة الباجوري ألفه حضرة العلامة الإمام الكامل الشريف اللوذعي الفاضل نابغة حضرموت وأشعر شعرائها السيد أبو بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين العلوي الحسيني الحضرمي ثم الهندي . مولده بقرية ( حصن فلوقة ) قرب ( تريم) سنة : (١٢٦٦هـ) ، ووفاته بـ ( حيدر أباد الهند) سنة (١٣٤٢ هـ). طبع قديماً في مطبعة (فخر نظامي ) ويقع في (١١٤) صفحة . . وهو كتاب قيم ونادر جدا لدي نسخة منه .
هذا . . وللشيخ الباجوري أيضا مصنفان في علم التوحيد لم يتمها، هما:
٨- شرح على العقائد النسفية,
٩- شرح على منظومة الشيخ محمد النجاري في التوحيد .
ثانياً: مصنفاته الفقهية:
١-حاشية على (شرح ابن قاسم الغزي) على متن أبي شجاع أحمد بن الحسن الأصفهاني؛ في فقه الشافعية كبيرة تقع في مجلدين، طبعت مرات عديدة، وهي حاشية ضخمة من أنفع الحواشي .
ومع تحذير كثير من الشيوخ طلابهم من مطالعة كتب الحواشي وإيرادهم قولتهم المشهورة: من طالع الحواشي خرج بلا شيء، ومن حفظ المتون حاز الفنون. . إلا حاشية الباجوري -هذه فقد كان فقهاء ( حضرموت ) خاصة ينصحون طلابهم بمطالعة هذه الحاشية القيمة، وقالوا: إنها كلها علم، هذا ما حفظته عن كثير من شيوخي . صنف الباجوري هذه الحاشية سنة: (١٢٥٨ هـ).
٢- "منح الفتاح شرح ضوء المصباح في أحكام النكاح ».. وهو هذا الكتاب الذي نقدم له وكتبنا هذه الترجمة، صنفه سنة (١٢٣٤ هـ).
٣- حاشية على «الإقناع » للخطيب الشربيني شرح متن أبي شجاع . لم تتم .
٤- حاشية على «منهج الطلاب» لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري في الفقه . لم تتم .
٥- التحفة الخيرية على «الفوائد الشنشورية» شرح على كتاب العلامة الشنشوري المصري في علم الفرائض طبع مرات، صنفه سنة: (١٢٣٦ هـ).
ثالثاً: مصنفاته في السير والشمائل:
١- حاشية على «الشمائل المحمدية» للإمام الترمذي.. وهي المسماة «المواهب اللدنية» صنفها سنة: (١٢٥١ هـ) ، وقد طبعت مرات.
٢- «تحفة البشر على مولد ابن حجر» يعني به الهيتمي المكي، سنة (١٢٢٥هـ) .
٣- «حاشية» على «مولد الدردير».. صنفه سنة : (١٢٢٧فـ) .
رابعاً: مصنفاته في النحو وعلوم اللغة:
١- حاشية على «متن السمرقندية» في علم البيان، صنفها سنة: (١٢٧٢ هـ).
٢ - شرح على «منظومة العمريطي» التي نظم بها «متن الأجرومية» وهي للشرف يحين بن موسى العمريطي المصري، صنفه سنة: (١٢٢٩هـ) .
٣- فتح الخبير اللطيف شرح «نظم الترصيف في التصريف» للشيخ عبد الرحمن عيسى، صنفه سنة: (١٢٢٧هـ) .
خامساً: مصنفاته في علم المنطق:
١- حاشية على «مختصر السنوسي» في المنطق، صنفها سنة (١٢٥٢ هـ).
٢- حاشية على «متن نظم السلم» للأخضري، وهي حاشية قيمة. . صنفها سنة : (١٢٢٦هـ) .
سادساً: مصنفات أخرى:
١ - الدرر الحسان على «فتح الرحمن»، وهو شرح على متن لطيف للعلامة الشيخ محمد بن زياد الوضاحي الزبيدي اليمني الشافعي المتوفى سنة: (١١٥٣ هـ). واسم هذا المتن كاملا «فتح الرحمن فيما يحصل به الإسلام والإيمان والإحسان».. صنف الباجوري شرحه هذا سنة: (١٢٣٨هـ ).
٢- حاشية على «قصيدة البردة» الشهيرة للإمام البوصيري - رحمه الله - وتسمى البرأة ومطلعها. صنفها سنة: (١٢٢٩هـ) .
٣ -حاشية على قصيدة كعب بن زهير وتسمى هي الأخرى بالبردة، وهي الأحق بها، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم -ألقى بردته على كعب رضي الله عنه بعد أن أتمها.
فهذه خمسة وعشرون مصنفاً، صنفها العلامة الباجوري رحمه الله تعالى .
وقد زرقت هذه المصنفات قبولاً لدى أهل العلم، ولاقت إقبالا منقطع النظير. وما زال طلاب العلم اليوم يعكفون على حاشية الباجوري» الفقهية، وعلى حاشيته على «الشمائل » للترمذي.. وغيرها مما ذكر، ولا غرو فهي مملوءة علما، بالإضافة إلى التحقيق والعلم الغزير الذي أودعه مصنفها فيها. . . رحم الله شيخ الأزهر ، الإمام العلامة الباجوري. . فقد كان يكن لأهل ( اليمن ) عموما ولأهل ( حضرموت ) خصوصا محبة كبيرة، وقد أبان شرحه هذا على متن «الزيتونة» عما يضمره من عميق احترام وشديد ولاء لأهل ( حضرموت ). . لاسيما لصاحب « الزيتونة » ، المعاصر له.
وأما إجلاله لعلماء اليمن من غير الحضارمة فيتمثل في شرحه لكتاب «فتح الرحمن» لابن زياد ، السابق الذكر.. ومن العجيب والغريب جداً.. توافق هذين الرجلين الجبلين. . الإمام باسودان والإمام الباجوري في جانب روحاني هام ألا وهو شدة حبهما وإخلاصهما لآل البيت النبوي عليهم السلام.
وهذا توافق عجيب ، وكأن هناك صلة.. جمعت بين هذين الإمامين، وجعلت أحدهما ينساق بكل روية إلى شرح كتاب الاخر. . ولا ندري فلعل هناك صلات لم نعلم بها كانت قد جرت بين الرجلين. . ولعل أحد الشيخين: الشيخ باعشن، أو الشيخ باصبرين.. كان له قصب السبق في تعريف أهل ( مصر ) بمصنفات الشيخ عبد الله باسودان! .