فتح الجواد بشرح منظومة ابن العماد
في المعفوّ عنها من النجاسات
لشيخ الإسلام أبي العباس شهاب الدين
أحمد بن أحمد بن حمزة الرملي (ت 971 هـ)
بقلم: أ.محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ هذه منظومة نفيسة، في بيان النجاسات المعفو عنها، لأحد أعلام الشافعية، وهو ابن العماد أحمد بن عماد بن يوسف الأقفهسي (ت 808 هـ)، وقد نظمها في مائتين وتسعةٍ وثمانين بيتاً، وقد شرحت شروحات عديدة، من أهمها شرح الإمام الشهاب الرملي تلميذ الشيخ زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى.
ويُصنف هذا الشرح ضمن الشروحات السهلة المختصرة، المُيسَّرة للمبتدئين، كما أنه شرحٌ تضمن الكلام على الدليل والتعليل، وذكر الخلاف، والمعتمد في المذهب. وقد فرغ الإمام الرملي من شرح هذا النظم في 3/ صفر/ سنة (940 هـ).
وتكمن أهمية هذا الموضوع في التمييز بين النجاسات التي يُعفى عنها والتي لا يُعفى عنها، سواءً عُفي عنها في المائعات عموماً أو في الماء خصوصاً، أو التي يُعفى عنها في البدن والثوب والمكان، كل ذلك رفعاً للحرج، والتخفيف عن الناس، ومراعاة لأحوالهم وأعمالهم، وتصحيحاً لعباداتهم وطهاراتهم، فهو موضوع في غاية الأهمية، لا يستغني عنه طالب علم.
أولاً: ترجمة أبي العباس الرملي
قال نجم الدين الغزي في "الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة" (3/ 101):
الشيخ شهاب الدين الرملي: أحمد بن أحمد بن حمزة، الشيخ الإمام العالم العلامة، شيخ الإسلام، الشيخ شهاب الدين الرملي الأنصاري. الشافعي.
تلميذ القاضي زكريا. أخذ الفقه عنه وعن طبقته، وكان من رفقاء شيخ الإسلام الوالد في الاشتغال. قرأت بخط ولده أن من مؤلفاته "شرح الزبد" لابن رسلان، وشرح "منظومة البيضاوي في النكاح"، ورسالة في "شروط الإمامة"، وشرح في شروط الوضوء، وأنه توفي في بضع وسبعين وتسعمائة رحمه الله تعالى.
وجعل ابن العماد في "شذراته" (8/ 395) وفاته في سنة إحدى وسبعين وتسعمئة على التقريب.
ترجمة ابن العماد الأقفهسي
هو: شهاب الدين، أبو العباس، أحمد بن عماد بن يوسف (كما في بعض المصادر، وفي بعضها: ابن محمد بن يوسف، أي: بزيادة (محمد) بن عبد النبيّ، الأقفهسي (بلدة من صعيد مصر الأدنى)، ثم القاهري، الشافعي، المعروف بابن العماد، «أحد أئمة الفقهاء الشافعية».
قال السخاوي: «قال شيخنا في «إنبائه»: أحد أئمة الفقهاء الشافعية في هذا العصر، سمعت من نظمه من لفظه» اهـ.
ولد قبل الخمسين وسبعمائة، واشتغل في الفقه والعربية وغير ذلك، وأخذ وأكثر عن الشيخ جمال الدين الإسنوي، وقرأ على شمس الدين ابن الصائغ الحنفي «شرح البزدوي»، قال ابن قاضي شهبة: «وكان يحضر عند الشيخين البقيني والعراقي، ويتكلم ويفيد، ويعظمه الشيخان»، اهـ. ثم أخذ عن الولي العراقي.
قال الحافظ برهان الدين ابن العجمي في «مشيخته»: «وكان من العلماء الأخيار المستحضرين، ولديه فوائد في فنون عديدة، دمث الأخلاق، طاهر اللسان، حسق الصحبة».
وقال ابن حجر في «إنبائه»: «وكان كثير الفوائد، كثير الاطلاع والتصانيف، دمث الأخلاق، وفي لسانه بعض حبسة»، اهـ.
قال ابن العجمي: «وكتب على المهمات كتاباً حافلاً، فيه تعقبات نفيسة، وصنف عدة تصانيف».
وقال السخاوي: «كتب على المهمات لشيخه الإسنوي كتاباً حافلاً، فيه تعقبات نفيسة، سماها: «التعقبات على المهمات»، أكثر فيو من تخطئته، وربما أقذع في بعض ذلك، ونسبه لسوء الفهم وفساد التصور، مع قوله: إنه قرأ الأصل على مصنفه».
ثم ذكر السخاوي -رحمه الله- توجيه بعض الفضلاء لحسن مقصده في ذلك؛ وهو لفت الإنتباه لخطأ غيره؛ لتجنبه»
ومن تصانيفه: عدة شروح على «المنهاج»، وجد من أكبرها قطعة إلى صلاة الجماعة في ثلاث مجلدات، أطال فيه النفس، يكثر الاستمداد فيه من «شرح المهذب»، وأصغرها في مجلدين سماه: «التوضيح»، وكتاب «تسهيل المقاصد لزوار المساجد» وهو كتاب مفيد في بابه، وكتاب «التبيان فيما يحل ويحرم من الحيوان»، ونظمه في أربعمائة بيت، وكتاب «رفع الإلباس عن وهم الوسواس»، و«الاقتصاد في الاعتقاد»، و«نظم النجاسات المعفو عنها» وشرحه، ويسمى «الدر النفيس»، و«القول التام في أحكام المأموم والإمام»، وآخر في «موقف المأموم والإمام»، و«التبيان في آداب حملة القرآن» وربما يسمى: «تحفة الإخوان في نظم التبيان» للنووي يزيد على ستمائة بيت، و«الاقتصاد في كفاية العقاد» تزيد على خمسمائة بيت، وله عليه شرح مختصر، و«الدرة الفاخرة» يشتمل على أمور تتعلق بالعبادات والآخرة، ونظم قصيدة في حوادث الهجرة سماها: «نظم الدرر من هجرة خير البشر»، وشرحها، و«آداب دخول الحمام»، و«انظم التذكرة» لابن الملقن في علوم الحديث، وشرحها.
وكذا من مناظيمه -كما ذكر السخاوي: «المواطن التي تباح فيها الغيبة»، والدماء المجبورة»، و«الأماكن التي تؤخر فيها الصلاة عن أول الوقت»، وشرحها.
وتوفي في جمادى سنة ثمان وثمانمائة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق