تحقيق الوصال بين القلب والقرآن
مجدي الهلالي
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ إن السر الحقيقي في إعجاز القرآن الكريم هو سلطانه الكبير على القلوب، وصنيعه العظيم في النفوس، وذلك متوافر في خطاباته الكثيرة والمتنوعة التي ينفذ من خلالها إلى القلوب، فيذيقها من رحيق الإيمان، ويمزجها بكؤوس الروعة والمهابة؛ فتغدوا صافيةً نقيَّة، قد ارتوت بروائه، وتجمّلت برونقه، والتذَّت بخطاباته، وسكنت إلى قوة روحه.
ولا شك أن القرآن الكريم إنما نزل من السماء ليُعالج فينا حركة الإيمان، ولذلك قال البخاري في "صحيحه" في قوله: {لا يمسه إلا المطهرون}: لا يجد طعمه إلا من آمن به. وصدق، كما أن خير ما يشغل به المرء وقته هو الاشتغال بالقرآن، سواء في تلاوته وحفظه، أو في فهمه وتفسيره وتدبره، لكن هذه التلاوة هي تلاوة المتدبر المتأمل، التي تتجاوز الألسنة إلى الأفئدة؛ فالقرآن بآياته وسوره هي رسائل ربانية نزلت إلينا كي نتدبرها في الصلوات ونقف عليها في الخلوات، ونُنَفذها في الطاعات.
ولذلك رأينا كيف تأثر الأكابر من الصحابة رضوان الله عليهم بالقرآن الكريم، فعاشوا آياته واقعاً عملياً في سلوكياتهم وأخلاقهم وآدابهم. فكانوا أحق الناس في أداء الرسالة، وحملها إلى من بعدهم، فكانوا ورثة الأنبياء -حقاً -في الأخلاق والسلوك والعبادة والجهاد والتضحيات.
وجاء من بعدهم التابعون الذين تأثروا بمعانيه، وطبقوا أوامره؛ ففتحوا الدنيا بالقرآن، ودانت لهم مشارقها ومغاربها. واستمر أتباعهم من بعدهم في حركة إصلاح الحياة، واتخذوا القرآن مصدراً أساساً في توجيه قواها الدائبة.
واستمر الناس على ذلك إلى أن دبَّ الوهن في أوصال هذه الأمة، لا سيما في الأعصار المتأخرة، وسبب ذلك بعدهم عن هذا الكتاب الكريم، فلم ينتفعوا بما فيه حق الانتفاع، لأنهم جعلوه في ركنٍ بعيد عن العقول والنفوس والحياة.
وهذا الكتاب هو صفحات قليلة تحدث فيها المؤلف عن القرآن ومكانته العظيمة، وكيفية الانتفاع به، وتأثر القلب بما فيه من مواعظ وأحكام، والوسائل المعينة على ذلك، ليحدث الوصال الحقيقي بين القلب والقرآن؛ فيتغير تبعاً لذلك الفرد والأمة كما حدث مع الجيل الأول.
وقسم المؤلف كتابه إلى سبعة فصول، جميعها تدور حول كيفية السماح لنور القرآن بدخول القلب، مما يستدعي طريقة خاصة للتعامل مع القرآن لتحقيق هذا الأمر.
وقد تناول في الفصل الأول حالة التيه التي تعيشها الأمة، وأنها لن تستطيع القيام بمهمتها إلا إذا تقوَّت بالإيمان.
وتحدث في الفصل الثاني عن طبيعة العلاقة بين الله وعباده، وكيف أن الله يحب الهداية لهم، ولا يعاجلهم بالعقوبة، ثم بين أن هدف الشيطان هو إضلال الناس، حيث يلج للإنسان من باب التشكيك والشبهات، أو تزيين المحرمات والشهوات. إلا أن القرآن الكريم يغلق البابين السابقين، ويرسم الطريق الموصل للنجاح في الحياة، ويعرفهم بعدوهم والعقبات التي تعترضهم، كما أنه يخلص القلوب من سيطرة الهوى وحب الدنيا، ولهذا فالقرآن هو {هدى وشفاء}.
أما الفصل الثالث، فقد بين فيه أن القرآن متاح في كل الظروف والأحوال، ويخاطب جميع أفراد المجتمع، فهو يخاطب العلماء والأميين، والعوام والخاص وغير ذلك.
وقد خصص الفصل الرابع للحديث عن طبيعة العلاقة بين الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن، فقد بلغت قوة تأثير القرآن عليه أن شيّب شعره عليه السلام، كما أن معاني القرآن قد اختلطت بشخصيته صلى الله عليه وسلم.
وتحدث في الفصل الخامس عن علاقة الصحابة بالقرآن، حيث أورد العديد من الآثار على تأثر الصحابة رضي الله عنهم بالقرآن، وكيفية استحواذ معانيه على مشاعرهم.
أما الفصل السادس فقد طرح فيه تساؤلاً مهما، وهو لماذا لم ننتفع بالقرآن؟
ويجيب عن ذلك بأن السبب هو ضعف الثقة بالقرآن والإيمان به كدواء شاف ووسيلة تقويم وتغيير. وهذا حدث بسبب العديد من العوامل.
وخصص الفصل السابع والأخير لبيان كيفية تحقيق الوصال بين القلب والقرآن، حيث يرى أن نقطة البداية الصحيحة تتمثل بالإيمان بقيمة القرآن وبالهدف من نزوله، والعمل على زيادة الإيمان به في القلوب.
وذكر المصنف أن من أهم الأسباب لعدم انتفاع المسلمين بالقرآن، هو ضعف الإيمان به: كدواء كافٍ شافٍ، وكوسيلة للتقويم والتغيير، وقد أجمل العوامل التي أدت إلى هذا الضعف -وفصَّلها في صفحات كثيرة من بحثه، فذكر من هذه العوامل:
أولاً: الصورة الموروثة عن القرآن: أنه كتاب مُقدس يوضع في زاوية مُعينة دون النظر فيه، وإذا قرأ فيه قارئٌ فإنه يقيم الحروف دون وعي للمعاني التي فيه.
ثانياً: طول الإلف: من أنه يُتلى بطريقة مُعينة ونغمةٍ محددة، دون الالتفات إلى أسراره ومعانيه.
ثالثاً: نسيان الهدف من نزول القرآن: وهو هداية الإنسان وإصلاحه، والسير به في الطريق المؤدي إلى رضا الله وجنته.
رابعاً: الانشغال بفروع العلم والتوسع فيها على حساب القرآن. كعلوم الآلة التي يُفترض أنها علومٌ مُعينة على فهم القرآن، فينبغي أن يُقتصر منها على المهم والضروري.
خامساً: غياب أثر القرآن في حياة كثير من المشتغلين به.
سادساً: كيد الشيطان، الذي أغرى الناس بكثير من الملهيات والوساوس وشرود الذهن، وغياب العقل.
سابعاً: مفاهيم وممارسات ساهمت في عدم الانتفاع بالقرآن.
ثم تحدث المصنف عن كيفية حدوث الوصال بين القلب والقرآن، والتي منها:
1-الإيمان أولاً: وذلك بتحقيق القراءة تلاوةً وفهماً وتطبيقاً وتعلماً وتعليماً.
2-الدعاء والإلحاح على الله عز وجل أن يمن عليك بمعرفة هدايات القرآن وتوجيهاته، وأن يمن عليك بالتأثر والتدبر، ويقوي الصلة بينك وبين هذا الكتاب المتين.
3-الإكثار من تلاوة القرآن الكريم بتفهم وترتيل وصوتٍ حزين، وإطالة المكث معه، والنظر فيه كلما أمكنه.
4-الفهم الإجمالي في الآيات من خلال إعمال العقل في الخطاب، ويستلزم من هذا التركيز التام في القراءة.
5-التعامل مع القرآن وكأنه يتنزل الآن، وأنك أنت المخاطب به فإذا سمع أمراً أو نهياً قدَّر أنه المأمور المنهي، والاجتهاد في التفاعل مع الآيات والأحداث والمواقف والقصص والعبر والعظات.
الفصل الأول: الصخرة أغلقت الغار، فهل إلى خروجٍ من سبيل؟ (للأمة)
فصيلة دم الأمة "الإيمان".
مشكلتنا إيمانية.
العمود الفقري للإيمان.
إنهم صُنعوا ها هنا.
القرآن مخرجنا.
أين السُّنة ؟
القرآن والأعمال الصالحة الأخرى.
هل أدرك المسلمون قيمة القرآن.
الرسول يشكونا بسبب هجر القرآن.
ما الحل لهذه الإشكالية.
الإيمان بالقرآن هو البداية.
الفصل الثاني: حبل الود (القرآن الكريم)
الرحمة الواسعة,
جحود الإنسان.
غواية الشيطان.
طبيعة المعركة مع الشيطان.
أبواب الشيطان التي ينفذ بها للإنسان.
الرحيم الودود.
لماذا أنزل الله القرآن؟
المعرفة وحدها لا تكفي.
القرآن وإغلاق مداخل الشيطان.
ابن القيم وتجربته مع القرآن.
إصلاح الإرادة.
الفصل الثالث: روح القلوب وقوتها:
روحٌ تسري في القلوب.
من دخل فيه فهو آمن.
تأثير يُدرك ولا يُمكن وصفه.
من مظاهر تأثير القرآن.
خشوع الجبال وتصدعها.
القشعريرة والسجود.
أجيبوا داعي الله.
تأثير القرآن على مشركي مكة.
الوليد بن المغيرة.
اعترافات عتبة بن ربيعة.
السجود الجماعي.
خوف المشركين من فتنة أولادهم ونسائهم بسماع القرآن.
القرآن كان السبب الأول لإسلام الأوائل.
كيف أسلم أسيد بن حُضير؟
الدليل الدامغ على بركة هذا القرآن.
أمة عجيبة.
الفصل الرابع: الرسول والقرآن:
تأثر الرسول بالقرآن
التأثير العملي السريع
صفة قراءته صلى الله عليه وسلم.
الحرص على التلاوة اليومية.
دعوته للناس بالقرآن.
صفاء المنبع
ترغيب الصحابة في تعلم القرآن.
النبي -صلى الله عليه وسلم -بيّن لأصحابه معاني القرآن.
لا بديل عن التفهم والتدبر.
متابعته لأصحابه في تلاوة القرآن وتدبره
الوصية بالقرآن.
الفصل الخامس: النموذج العملي والدفعة الأولى لمدرسة القرآن:
الأثر المباشر للقرآن في سلوك الصحابة.
ألا تُحبون أن يغفر الله لكم
أعرض عن الجاهلين
أقرضتُ ربي حائطاً
ثابت بن قيس من أهل الجنة
سمعاً لربي وطاعة
والله لو استطعتُ الجهاد لجاهدتُ
زينوا القرآن بالفعال
انشغال الصحابة بالقرآن ومحافظتهم على الورد اليومي
كيف كانوا يحفظون آيات القرآن.
خوف الصحابة على القرآن.
توجيهات ووصايا الصحابة نحو القرآن.
تحذيرات الصحابة من رفع القرآن.
خوف الصحابة من انشغال الناس بغير القرآن.
منزلة السنة النبوية.
لماذا لم تُدوّن السنة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
موقف الصحابة من الحديث بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
تقييد العلم وكتابته.
من آثار هجر القرآن.
بناء الإيمان من خلال القرآن.
إعادة ترتيب الأولويات من خلال القرآن.
الفصل السادس: لماذا لم ننتفع بالقرآن:
هل اللغة هي السبب؟
تفسير لا يُعذر أحدٌ بجهالته
المرونة في النص القرآني
محمد إقبال
بديع الزمان النورسي
النماذج كثيرة
عودة إلى العصر الأول لتنزل القرآن.
*ولكن ما السبب إذن؟
أولاً: الصورة الموروثة عن القرآن.
ثانياً: طول الإلف.
ثالثاً: نسيان الهدف من نزول القرآن.
رابعاً: الانشغال بفروع العلم والتوسع فيها على حساب القرآن.
خامساً: غياب أثر القرآن في حياة كثير من المشتغلين به.
سادساً: كيد الشيطان.
سابعاً: مفاهيم وممارسات ساهمت في عدم الانتفاع بالقرآن.
الخوف من تدبر القرآن واللقاء المباشر به.
الإسراع في حفظ القرآن
قراءة الحافظ
حول مفهوم النسيان
أمراض القلوب
قراءتان للقرآن
التعمق في المعنى
مدة الختم
السماع عندي أفضل!
الفصل السابع: كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن:
الإيمان أولاً
نقطة البداية الصحيحة.
أولاً: تقوية الرغبة والدافع للانتفاع الحقيقي بالقرآن.
المحور الثاني: الإلحاح على الله عز وجل.
المحور الثالث: الإكثار من تلاوة القرآن بتفهُّم وترتيل وتحزين صوت.
وسائل عملية مُعينة على الانتفاع بالقرآن.
الفصل الثامن: كلمة أخيرة لكل مسلم.
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق