أرشيف المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 17 مايو 2022

الهدية المرضية بشرح وأدلة المقدمة الحضرمية أ. د. مصطفى ديب البُغا

الهدية المرضية بشرح وأدلة المقدمة الحضرمية

أ. د. مصطفى ديب البُغا

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ تعتبر المقدمة الحضرمية المسماة (مسائل التعليم) لمؤلفها "عبد الله بن عبد الرحمن بافاضل الحضرمي (850 -918 هـ) من المتون الفقهية الشهيرة، التي لبست حُلَّة القبول، وحظيت بعناية المتفقهين، لوجازة عبارته، وغزير مادته، وتحقيق مصنفه، ولما وصل إليه مؤلفه من مكانة فقهية رفيعة، ولهذا تكاثرت عليه أقلام العلماء شرحاً وتحشيةً، وتواردت عليه أفكار الفقهاء تبييناً وإيضاحاً.

وهذا الكتاب صنفه الدكتور البغا لبيان أدلة هذا المتن، وما فيه من أحكام فقهية، وفوائد علمية، مع تعليقات بسيطة مقتبسة "المنهج القويم" لابن حجر، وشرح لتلك الأدلة التي يوردها، وسماه: (الهدية المرضية بشرح وأدلة المقدمة الحضرمية). 

وقد اختصر هذا الكتاب في كتاب آخر أصغر منه سماه (الحواشي البغوية على المقدمة الحضرمية) جرَّده من الأدلة، وأبقى على التعليقات، فجاء على ثلث هذا الكتاب.

وتميزت طريقة الدكتور البُغا بربط المتون الفقهية بأدلتها، جمعاً بين الفقه والحديث، وتحقيق المسائل، وذكر الخلاف المعتبر إن وُجد، بالإضافة إلى حصر وبيان الفوائد واللطائف، وهي طريقةٌ فذّة نافعة، تُدرّب الدارس على النظر في الأدلة، وحفظها، والعناية بها، الأمر الذي لمسناه في عددٍ من مؤلفاته مثل (التذهيب في أدلة متن الغاية والتقريب)، وغيرها، وحريٌّ بمن درس هذ الكتاب أن ينتفع بما فيه، وأن يرتقي إلى ما بعده من الكتب المؤلفة في نفس الموضوع، وكما قال المتنبي لنفسه مخطاباً لها:

تُريدين لُقيان المعالي رخيصةً … ولا بُدَّ للشَّهدِ من إبر النَّحل

ترجمة موجزة للشيخ الدكتور

مصطفى ديب البغا الميداني الدمشقي الشافعي.

(كتبها فياض العبسو، وهي مستفادة مباشرة من صاحب الترجمة في لقاء معه، بتاريخ يوم السبت ١٧ جمادى الثانية ١٤٢٩هـ / الموافق لـ ٢١/ ٦ / ٢٠٠٨ م)

اسمه: مصطفى ديب البغا الميداني الدمشقي الشافعي.

المولد: ولد بدمشق -حي الميدان-عام ١٩٣٨ م … ونشأ بها وترعرع.

الدراسة: تخرج من معهد التوجيه الإسلامي، الذي أسسه الشيخ الجليل حسن حبنكة الميداني رحمه الله تعالى، وذلك في عام ١٩٥٩م.

ثم درس في كلية الشريعة بجامعة دمشق، لمدة أربع سنوات، وتخرج منها عام ١٩٦٣م، ثم حصل على الماجستير، والدكتوراه من كلية الشريعة بجامعة الأزهر، وذلك في عام ١٩٧٤م، وكان موضوع رسالة الدكتوراه: (أثر الأدلة المختلف فيها في الفقه الإسلامي)، وقد نُشرت الرسالة بعد ذلك في كتاب مطبوع.

أهم الشيوخ والأساتذة: تتلمذ الشيخ مصطفى البُغا على عدد من الأساتذة الكبار في الشريعة الإسلامية داخل سوريا وخارجها، وكان من أهمهم:

1-الشيخ حسن حبنكة الميداني رحمه الله تعالى، وتلامذته.

2-والشيخ خيرو ياسين رحمه الله، قرأ عليه القرآن الكريم، عندما كان في المرحلة الثانوية، وحفظه، فأجازه به.

3-كما درسه الأستاذ هاني المبارك رحمه الله، مادة التاريخ، في المرحلة الثانوية.

4- والشيخ حسين خطاب، رحمه الله، شيخ القراء بدمشق سابقا.

5-والشيخ محمد كريم راجح شيخ قراء الشام حاليا.

وأما الأساتذة في كلية الشريعة: فهم كثر، ومنهم:

الدكتور مصطفى السباعي، والأستاذ محمد المبارك، والدكتور مازن المبارك، والشيخ محمد أمين المصري، والأستاذ عمر الحكيم، والشيخ وهبي سليمان غاوجي الألباني، والشيخ القاضي محمد الشماع، والشيخ محمد المنتصر الكتاني، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والدكتور مصطفى سعيد الخن، والدكتور أحمد فهمي أبو سنة من مصر، أيام الوحدة بين سورية ومصر، وغيرهم، ومعظمهم قد توفي رحمهم الله تعالى، ولم يبق منهم إلا الشيخ وهبي سليمان غاوجي الألباني، والدكتور مازن المبارك، حفظهما الله تعالى.

أهم الشيوخ الذين تأثر بهم:

الشيخ حسن حبنكة الميداني، والشيخ خيرو ياسين، والشيخ حسين خطاب، شيخ قراء الشام سابقا، والشيخ محمد كريم راجح، شيخ القراء الحالي.

أهم الأقران والزملاء:

الدكتور أحمد الحجي الكردي، خبير الموسوعة الفقهية بالكويت، والدكتور حسن ضياء الدين عتر، والدكتور محمد عبد العزيز عمرو، من الأردن، وغيرهم.

أعماله ووظائفه:

* في المساجد: خطب في مسجد الغواص بدمشق سابقا، ثم مسجد زين الدين، بدمشق، ولا يزال خطيبا فيه حتى الآن. 

كما أن له دروساً في الفقه والحديث والتفسير وغير ذلك، في عدة مساجد دمشق: مسجد الإمام الشافعي، ومسجد الغواص، ومسجد علي بن أبي طالب، ومسجد القيسري، ومسجد زين الدين.

التدريس في المدارس والجامعات:

درس مادة التربية الإسلامية للمرحلة الثانوية، بمحافظة الحسكة، لمدة سنتين، ومحافظة السويداء، لمدة سنتين أيضا أو تزيد، ثم في ثانويات دمشق.

ثم عين مدرساً في كلية الشريعة بجامعة دمشق، وذلك من عام: ١٩٧٨ ـ وحتى عام: ٢٠٠٠م. 

ثم تعاقد مع كلية الشريعة بجامعة قطر، لمدة خمس سنوات: (٢٠٠٠ ـ ٢٠٠٥م)

كما درس في كلية الشريعة بجامعة اليرموك بإربد في الأردن لمدة سنة: (٢٠٠٦م).

نشاطه ومشاركاته: وقد حضر عدداً من المؤتمرات الدولية، أهمها:

  • مؤتمر في مكة المكرمة، عند اجتياح العراق للكويت.

  • مؤتمر الوحدة الإسلامية، في إيران.

  • مؤتمر التراث، في عدن باليمن، وكان معه الدكتور محمد مصطفى الزحيلي.

ـ كما زار عدداً من الدول العربية والإسلامية، منها:

مصر، للدراسات العليا بالأزهر الشريف.

الجزائر، أستاذ زائر، وحضور ملتقيات.

قطر للتدريس في كلية الشريعة بجامعة قطر لمدة خمس سنوات.

الأردن، للتدريس في كلية الشريعة بجامعة اليرموك لمدة سنة.

السعودية، لحضور مؤتمر، وللحج والعمرة، وقد حج مرتين.

الإمارات العربية المتحدة، ولأكثر من مرة، للمشاركة في فعاليات المنتدى الإسلامي بالشارقة.

ـ كما له مشاركات في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية: كقناة الرسالة السعودية، والفضائية السورية، وإذاعة القدس، وجريدة الوطن القطرية، وكان له صفحة يومية، خمسة أيام في الأسبوع، بعنوان: (دين ودنيا).

ـ كما أشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، ما بين (٥٠ ـ ٦٠) رسالة، في سوريا ولبنان والجزائر والسودان.

كما عمل وكيلا للشؤون الإدارية، لمدة سنتين.

وكذلك وكيلا للشؤون العلمية لمدة سنتين، في كلية الشريعة بجامعة دمشق.

مؤلفاته وآثاره العلمية:

جمع الشيخ البُغا حفظه الله، بين التأليف والتحقيق، وينصح بالتحقيق، لأنه أكثر فائدة.

ـ أما في مجال التأليف:

١ـ التذهيب في أدلة متن الغاية والتقريب.

٢ـ أصول الفقه: دراسة عامة.

٣ـ الجوانب التربوية في علم أصول الفقه.

٤ـ مضامين تربوية في الفقه الإسلامي.

٥ـ الفقه المنهجي في الفقه الشافعي (ثلاثة مجلدات) بالاشتراك مع الدكتور مصطفى الخن رحمه الله، والشيخ علي الشربجي حفظه الله.

٦ـ الواضح في علوم القرآن، بالاشتراك مع الدكتور محيي الدين مستو.

٧ـ الدعاوى والبينات والقانون في القضاء … بالاشتراك مع د. عبد الرحيم القرشي ودكتور آخر من قطر.

٨ـ تسهيل المسالك بشرح وتهذيب عمدة السالك وعدة الناسك لابن النقيب … حذف منه مسائل العبيد، مع بعض الإضافات والزيادات.

٩ـ الهدية المرضية شرح وأدلة المقدمة الحضرمية.

١٠ـ التحفة الرضية في فقه السادة المالكية (شرح متن العشماوية).

١١ـ ضوابط المعرفة: وهو شرح على كتاب ضوابط المعرفة وأصول الاستدلال والمناظرة للشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني رحمهما الله.

كتب كلية الشريعة:

١٢ـ نظام الإسلام

١٣ـ فقه المعاوضات

١٤ـ بحوث في علوم الحديث ونصوصه.

١٥ـ بحوث في الفقه المقارن.

كتب الثانويات الشرعية:

١٦ـ كتب الحديث.

١٧ـ وكتب علوم القرآن الكريم.

١٨ـ وكتب أصول الفقه.

١٩ـ وكتب الفقه الحنفي.

- أما في مجال التحقيق:

٢٠ـ الرحبية في علم الفرائض.

٢١ـ تنوير المسالك بشرح وأدلة عمدة السالك لابن النقيب، تحقيق وتعليق.

ـ في القرآن الكريم:

٢٢ـ تفسير الجلالين.

٢٣ـ مفحمات الأقران في مبهمات القرآن للسيوطي.

٢٤ـ الإتقان في علوم القرآن (مجلدان) للسيوطي.

٢٥ـ أسباب النزول للواحدي النيسابوري.

ـ في الحديث الشريف:

٢٦ـ صحيح البخاري (ستة مجلدات + مجلد فهارس) تحقيق وتعليق وضبط.

٢٧ـ صحيح مسلم بشرح النووي، تحقيق وتعليق.

٢٨ـ مختصر صحيح البخاري، المسمى التجريد الصريح لصحيح البخاري، للزبيدي، تحقيق وتعليق.

٢٩ـ مختصر صحيح مسلم للمنذري، تحقيق وتعليق.

ـ في تهذيب السنن الأربعة:

وقد قام بتهذيب السنن، وجعل لكل واحدة مجلد، حذف الأسانيد فقط، مع التحقيق والتعليق، وهي:

٣٠ـ مختصر سنن أبي داود.

٣١ـ مختصر سنن ابن ماجه.

٣٢ـ مختصر سنن الترمذي.

٣٣ـ مختصر سنن النسائي.

٣٤ـ نزهة المتقين في شرح رياض الصالحين للإمام النووي (مجلدان) بالاشتراك مع: مصطفى سعيد الخن رحمه الله، ود. محيي الدين مستو، والشيخين: علي الشربجي، ومحمد أمين لطفي.

٣٥ـ الوافي في شرح الأربعين النووية (مجلد) بالاشتراك مع الدكتور محيي الدين مستو.

٣٦ـ مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث، تحقيق وتعليق.

٣٧ـ التقريب إلى كتاب الترغيب والترهيب، لابن الديري، (١ـ ٢) تحقيق وتعليق … بالاشتراك مع الأستاذ محمد عصام عرار.

  • وصيته لطلاب العلم والدعاة:

يوصي الشيخ حفظه الله، طلاب العلم والدعاة، بالتمكن في العلم، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والعمل والسلوك، والبعد عن المدح والقدح.

أسرته:

الشيخ متزوج من أربع زوجات إحداهن مطلقة، وله ثمانية بنين، أكبرهم الدكتور محمد الحسن (١٩٦٦م) وبه يكنى، وقد حصل على درجة الدكتوراه في أصول الفقه من الجامعة الأردنية، وموضوع رسالته: (درء المفسدة) وعمل مدرساً في كلية الشريعة بجامعة دمشق، ورئيس قسم الفقه الإسلامي ومذاهبه في كلية الشريعة بجامعة دمشق، لمدة سنتين، وعميد كلية الشريعة بجامعة دمشق، اعتبارا من بداية عام: (٢٠٠٨م)، خلفا للدكتور فاروق العكام، ومن الأبناء، أنس، ويحضر للماجستير، وثماني بنات. ثنتان منهن: حصلتا على الدكتوراه من كلية الشريعة بجامعة دمشق، وثنتان حصلتا على الماجستير من كلية الشريعة بجامعة دمشق، وهما تحضران للدكتوراه … (ثلاث منهن يدرسن في السعودية، والرابعة مقيمة مع زوجها في قطر، وتحضر للدكتوراه في الحديث).





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق