أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 15 أبريل 2021

الأربـــــــــــــــــــــعـــــــيــــــــــــــــــــــــــــــــن - للإمام أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الشَّافعي

كتاب الأربعين

للإمام أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الشَّافعي

(407 -490 هـ)

تحقيق/ د. بندر بن نافع العبدلي

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنُّونة

تمهيد/ هذا جزءٌ حديثيٌّ صغير، تضمن أربعين حديثاً مُسندةً في أكثر علوم الشرع، ولكن أكثر أحاديثه ضعيفةٌ جداً، ومناكير، وموضوعات، والتي بلغت أكثر من نصف الأحاديث، واشتمل الكتاب على أربعين باباً من أبواب الزهد والرقائق جمعها الفقيه الزاهد أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود المقدسي. وأصله من بانياس، وسكن القدس الشريف، فاشتهر بالمقدسي. 

وتفقه المقدسي على سليم بن أيوب الرازي، بصور،و سمع بدمشق من أبي الحسن السمسار، وابن سلوان، وغيرهما. 

وروى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم النسيب، وأبو محمد بن طاووس، وأبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي، وغيرهم. 

وكان، فقيهاً، ورعاً، قانعاً، لازماً سيرة السلف في العلم والسلوك والاعتقاد. انتقل إلى دمشق وسكنها، وتصدر لتدريس العلم، والإفادة، والرواية، إلى أن توفي بها سنة تسعين وأربع مائة، رحمه الله. 

وله تصانيف أخرى في كل فن من الفقه، والأصول، والزهد، ومن كتبه السَّلفية (الحُجَّة على تارك المَحجَّة)، وله في الفقه الشافعي كتاب "التهذيب"، و"الانتخاب"، و"الكافي"، و"شرح الإشارة"، و"المقصود"، و"التقريب"، و"الفصول"، و"تحريم نكاح المتعة"، و"مناقب الإمام الشافعي"، و"جزء من فضائل مالك"، وله أمالي وأجزاء حديثية كثيرة. وتخرج به جماعة من أهل الشام، وانتفعوا بسيرته، وصالح دعوته.

وغالب هذه الأربعين في الأخلاق والآداب وفضائل الأعمال، وقد أتبعها بعشر حكايات طريفة من أقوال بعض العلماء والزُّهاد.

وجملة الأحاديث الصحيحة في الكتاب (16) حديثاً فقط.

و (5) ضعيف [19، 23، 35، 37، 39].

و (7) ضعيفاً جداً [2، 6، 11، 13، 14، 29، 41].

و (6) منكراً [9، 18 ،20، 26، 27، 31].

و(7) موضوعاً [15، 17، 21، 22، 25، 32، 38].

وإليك الأحاديث محذوفة الأسانيد، ويليها حكم كل واحدٍ منها:

1.عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ».

[أخرجه البخاري ، ومسلم في صحيحه: ١٩٠٧، والنسائي في سننه ٣٨٠٣].


2.عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضةٌ على كل مسلم، وواضع العلم عند غير أهله كمقلِّد الخنزير الجوهر واللؤلؤ والذهب).

[إسناده ضعيفٌ جداً، بل تالف، أخرجه ابن ماجه (٢٢٤) واللفظ له، والبزار (٦٧٤٦) مختصراً، والبيهقي في «شعب الإيمان» (١٦٦٤) أوله في أثناء حديث، وقال نصر المقدسي: هذا حديث حسن المتن، غريب الإسناد من حديث محمد بن سيرين أبي بكر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وغريبٌ من حديث كثير بن شنظير، انفرد به عنه حفص بن سليمان الضبعي، وهو من الثقات. انظر: ص 22 -32].


3.عن أنس بن مالك، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَقاطَعوا، ولا تَباغَضوا، ولا تَحاسَدوا، وكونوا عِبادَ اللهِ إخوانًا، ولا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث)

[أخرجه البخاري (٦٠٦٥)، ومسلم (٢٥٥٩)، وأبو داود (٤٩١٠)، والترمذي (١٩٣٥) مطولاً، وأحمد (١٣٩٣٥) واللفظ له].


4.عن عائشة أم المؤمنين، قالَتْ: "قالت هِنْدٌ يا رسول الله إنَّ أبا سُفْيانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، فَآخذ من ماله وهو لا يعلم؛ فهلْ عَلَيَّ منه شيء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خُذِي أنْتِ وبَنُوكِ ما يَكْفِيكِ بالمَعروفِ)".

[أخرجه البخاري (٥٣٧٠)، ومسلم (١٧١٤)].


5.عن قتادة بن ربعي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أحدكم المسجد؛ فليُصلِّ ركعتين قبل أن يقعد).

[أخرجه البخاري (٤٤٤)، ومسلم (٧١٤/ ٦٩)].


6.عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن، فحفظه واستظهره أدخله الله الجنَّة، وشفَّعه في عشرةٍ من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار).

[إسناده ضعيفٌ جداً، أخرجه الترمذي (٢٩٠٥)، وابن ماجه (٢١٦)، وعبدالله بن أحمد في «زوائد المسند» (١٢٦٨) باختلاف يسير، وحفص بن سليمان متروك، وكثير بن زاذان مجهول، وعمرو بن عثمان الرقي ضعيف، قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس له إسناد صحيح، وحفص بن سليمان يُضعَّف في الحديث. قال المقدسي: هذا الحديث غريب المتن، حسن الإسناد، وقال الألباني في ضعيف الجامع: ضعيفٌ جداً].


7. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن يُنجِّيَ أحدًا منكم عَمَلُهُ. قالوا: ولا أنتَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: ولا أنا، إلّا أنْ يتغَمَّدَني اللهُ منه بفَضلٍ ورَحمةٍ، ولكن قارِبوا، وسَدِّدوا، وأبشِروا).

[أخرجه البخاري (٦٤٦٣)، ومسلم (٢٨١٦)، وابن ماجه (٤٢٠١) باختلاف يسير، وأحمد (١٠٢٥٦) واللفظ له].


8.عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن قال حينَ يَسْمَعُ المؤذنَ: وأنا أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، رضيتُ باللهِ ربًّا، وبمحمدٍ رسولًا، وبالإسلامِ دينًا غُفِرَ له).

[أخرجه مسلم (٣٨٦)، وابن ماجه (٧٢١)، وأبو داود (٥٢٥) باختلاف يسير، وأحمد (١٠٢٥٦) واللفظ له].


9.عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: (مَن دَخل السُّوقَ فقالَ: لا الهَ إلّا اللهُ وحدَه لا شَريك لهُ، لهُ المُلكُ ولهُ الحَمدُ، يُحيى ويُميتُ، بيَدِه الخيرُ وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، كتَب اللهُ لهُ بها ألفَ حَسنةٍ، ومَحا عَنهُ ألفَ سيِّئةٍ، وبَنى لهُ بيتًا في الجنَّةِ).

[حديث منكر، أخرجه الترمذي (٣٤٢٨)، وابن ماجه (٢٢٣٥)، وأحمد (٣٢٧) باختلاف يسير، وقال الترمذي: سألتُ محمداً -يعني البخاري -عن هذا الحديث، فقال: هذا حديثٌ منكر. وفيه عمران بن مسلم، قال البخاري: شيخٌ منكر الحديث، ثم إنه وقع فيه اضطراب، انظر: ص 43 -44].


10.عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثُ دَعَواتٍ مُستجاباتٌ لا شَكَّ فيهن: دعوةُ الوالِدِ، ودَعوةُ المسافرِ، ودعوةُ المظلومِ) قال أبان: (دعوة الوالد على ولده).

[حديث حسن، أخرجه أبو داود (١٥٣٦)، والترمذي (١٩٠٥)، وابن ماجه (٣٨٦٢)، وأحمد (٧٥٠١) باختلاف يسير، والديلمي في «الفردوس» (٢٤٧٩) واللفظ له].

11.عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الخلْقُ كلُّهم عِيالُ اللهِ، وأحبُّهم إلى اللهِ أنفَعُهم لعِيالِه).

[إسناده ضعيفٌ جداً، فيه يوسف بن عطيَّة الصفّار مُجمعٌ على ضعفه، أخرجه البزار (٦٩٤٧)، وأبو يعلى (٣٣١٥ )، والطبراني في «مكارم الأخلاق» (٨٧ ) بنحوه].


12.عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الفِطرةُ خَمْسٌ – أو خَمْسٌ مِن الفِطرةِ -: الخِتانُ، والاستحدادُ، ونَتْفُ الإِبْطِ، وتقليمُ الأظفارِ، وقَصُّ الشّاربِ).

[أخرجه البخاري (٥٨٨٩) واللفظ له، ومسلم (٢٥٧)، وأبو داود (٤١٩٨)].


13.عن أبي الدرداء ، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال: (أمرني أ ن لا أنام إلا على وتر، وأمريي بصيام ثلاثة أيام من الشهر، وأ/رمني بركعتين بأربع سجدات بعد ارتفاع الشمس للضحى"، ثم فسرهن لي فقال تظنه: «إن العبد تقبض روحه في منامه فلا يدري أترد إليه أم لا، فيكون قد قضى وتره خير له، ومن صام ثلاثا من الشهر فقد صام الدهر لأن الحسنة بعشر أمثالها، ويصبح العبد وعلى كل سلامى منه زكاة ، قال : قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي: وما السلامي ؟ قال : رأس كل عظم في جسده، فإذا صلى ركعتين بأربع سجدات فقد أدى ما على جسده من زكاة"

[إسناده واهٍ، وفي متنه نكارة، قال المحقق: لم أقف عليه عند غير المصنف، وقال نصر المقدسي: هذا حديثٌ غريب المتن والإسناد، تفرد به عن نمير أبو الفيض سالم بن عبد الأعلى وهو متروك الحديث].


14.عن أبي سعيد الخدري، قال: أحبوا المساكين، فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (اللهمَّ أحييني مسكينًا وأمتني مسكينًا واحشرني في زمرةِ المساكينِ).

[إسناده ضعيفٌ جداً، تفرد به زيد بن أبي بكر وهو منكر الحديث جداً، وعنه محمد بن سلمة الحراني، أخرجه ابن ماجه (٤١٢٦) واللفظ له، وفي «الدعاء» (١٤٢٥)، والحاكم (٧٩١١) باختلاف يسير].


15.عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت له عند الله حاجة، فليأتِ أهل القرآن، فإن لهم عند الله عز وجل دعوة مستجابة).

[حديث موضوع، قال المصنف: هذا حديثٌ غريبٌ في فضل القرآن، من حديث جعفر الصادق عن أبيه، وغريب من حديث الثوري، تفرد به أحمد بن مقاتل الدهقان.قلتُ: والدهقان متهمٌ به].


16.عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنِّي لَأتوبُ في اليومِ سبعينَ مرَّةً).

[حسن، قال شعيب الأرنؤوط في تخريج صحيح ابن حبان ٩٢٤:إسناده صحيح، رجاله رجال مسلم، وضعفه الألباني في الضعيفة].


17.عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «يصيح صائح يوم القيامة: أين الذين أكرموا الفقراء والمساكين في الدنيا، ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنو ، ويصيح صائح: أين الذين عادوا المرضى الفقراء والمساكين في الدنيا، فيجلسون على منابر من نور يحدثون الله تبارك وتعالى والناس في الحساب) . 

[حديث موضوع، ميسرة بن عبد ربه كذابٌ يضع الحديث، قال أبو داود: أقرَّ بوضع الحديث. وقال المصنف: هذا حديث غريب جداً إسناداً ومتناً من حديث زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب، وعنه سفيان بن سعيد الثوري، نفرد به عنه ميسرة بن عبد ربه الشامي: وليس بذاك].


18.عن عبدالله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الجنةَ تُزَخْرَفُ لرمضانَ من رأسِ الحَوْلِ إلى حَوْلٍ قابلٍ – قال –؛ فإذا كان أولُ يومٍ من رمضانَ؛ هَبَّتْ رِيحٌ تحتَ العرشِ من وَرَقِ الجنةِ على الحُورِ العِينِ، فيَقُلْنَ: يا رَبِّ؛ اجعل لنا من عبادِكَ أزواجًا تَقَرُّ بهم أَعْيُنُنا، وتَقَرُّ أعيُنُهم بنا).

[حديثٌ منكر، قال المصنف: تفرد به الوليد بن الوليد العنسي عن عبد الله بن عمر العدوي، والعنسي تركوه. وقال الألباني في تخريج مشكاة المصابيح: ضعيف جداً]


19.عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلُّ شَيءٍ ينْقُصُ إلّا الشَّرَّ؛ فإنه يُزادُ فيهِ).

[إسناده ضعيف، أخرجه أحمد (٢٧٤٨٣)، وأبو يعلى في «المعجم» (٣٤)، والطبراني في «مسند الشاميين» (١٤٧٤)].


20.عن عبدالله بن عمر، قال: يا رسولَ اللهِ، أي الناسِ أحبُّ إلى اللهِ؟ قال: (أنفعُهُم للناسِ)، قلتُ: فأي الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ؟ قال: (سرورٌ تُدْخِلُه على مسلمٍ).

[حديثٌ منكر، فيه محمد بن صالح بن فيروز التميمي ليس بثقة، وقال الذهبيُّ كما في الميزان: موضوع. وقال الدارقطني كما في اللسان: منكر].


21.عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله يقول: «إن الله عز وجل يحب العبد الحيي الغني العفيف، ويبغض العبد الفاجر البذيء السائل الملحف» . 

[حديثٌ موضوع، فيه عصمة بن محمد بن فضالة: كذاب. وقال المصنف: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي المنذر هشام بن عروة بن الزبير ابن العوام الأسدي، عن أبيه ، تفرد به عنه فيما نعلم عصمة بن محمد الأنصاري].


22.عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن قرأَ: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) مرَّةً بورِكَ فيهِ، فإن قرأَها مرَّتينِ بورِكَ علَيهِ وعلى أَهْلِهِ، فإن قرأَها ثلاثًا بورِكَ علَيهِ وعلى أَهْلِهِ وعلى جيرانِهِ، وإن قرأَها اثنتَي عَشرةَ مرَّةً بنى اللَّهُ لهُ بِها اثنَي عشرَ قصرًا في الجنَّةِ، وتقولُ الحفَظةُ: انطلِقوا بنا ننظرُ إلى قصورِ أَخينا، فإن قرأَها مِئةَ مرَّةٍ كُفِّرَ عنهُ ذنوبُ خَمسٍ وعِشرينَ سنةً ما خلا الدِّماءَ والأموالَ، فإن قرأَها مِئتَي مرَّةٍ كُفِّرَ عنهُ ذنوبُ خَمسينَ سنَةً ما خلا الدِّماءَ والأموالَ، وإن قرأَها ثلاثَمئةِ مرَّةٍ كُتِبَ لهُ أجرُ مئةِ شَهيدٍ، كلٌّ قد عُقِرَ جوادُهُ وأُهْريقَ دمُهُ، وإن قرأَها ألفَ مرَّةٍ لم يَمُت حتّى يرى مَكانَهُ منَ الجنَّةِ أو يُرى لهُ).

[موضوع، أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (١٥/١٩٠)، فيه محمد بن مروان السدي وهو السُّدي الصغير، تركوه، واتهمه البعض بالكذب، وهو صاحب الكلبي. قال المصنف: وهذا حديث غريب جداً من حديث أبي إسماعيل أبان بن أبي عياش الزرقي، واسم أبي عياش: فيروز البصري، عن أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري، تفرد به عنه محمد بن مروان السدي الكوفي صاحب الكلبي محمد بن السائب ثلاثتهم ليسوا بشيء].


23.عن بسر بن أبي أرطأة، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (اللهم أَحْسِنْ عاقبتَنا في الأمورِ كلِّها، وأَجِرْنا من خِزْيِ الدنيا وعذابِ الآخرةِ).

[ضعيف، فيه أيوب بن ميسرة لم يوثقه غير ابن حبان، وحسَّنه بعضهم، أخرجه أحمد (١٧٦٦٥)، وابن حبان (٩٤٩)، والطبراني (٢/٣٣) (١١٩٨)]


24.عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمنُ القَويُّ خيرٌ أو أَفضَلُ وأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المؤمنِ الضعيفِ، وفي كلٍّ خيرٌ، احْرِصْ على ما يَنفَعُك، ولا تَعجِزْ، فإنْ غلَبَكَ أمرٌ فقلْ: قَدَرُ اللهِ وما شاءَ صنَعَ، وإيّاكَ واللَّوَّ، فإنَّ اللَّوَّ تَفتَحُ مِنَ الشيطانِ).

[إسناد المصنف حسن، وأخرجه مسلم (٢٦٦٤)، والنسائي في «السنن الكبرى» (١٠٤٥٧)، وابن ماجه (٧٩)، وأحمد (٨٧٩١) واللفظ له].


25.عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أخلص لله عز وجل أربعين صباحاً صهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه - كأنه يريد بذلك من يحضر العشاء والفجر في جماعة - ومن حضرها أربعين يوماً يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان، براءة من النار، وبراءة من النفاق» 

[إسناده ضعيف جداً، بل شبه موضوع، ووار بن مصعب: تركوه، وهو منكر الحديث. قال المصنف: وهذا حديث غريب من حديث أبي القاسم مقسم بن يحيى، عن أبي العباس عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، وكنية سهل بن سعد أيضا أبو العباس، وليس في الصحابة من كنيته أبو العباس غيرهما، تفرد بهذا الحديث سوار بن مصعب الهمداني، ويقال سوار الأعمش، وقد تركوه].


26. عن عبدالله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأنْ أَمْشِيَ مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ أَعْتَكِفَ في هذا المسجدِ شهرًا، يعني المسجدَ الحرامَ).

[حديث منكر، قال الذهبي في الميزان: موضوع، وقال الدارقطني: منكر، وقال السيوطي في الدر المنثور: إسناده ضعيفٌ جداً، وهو جزء من الحديث المتقدم، برقم: 20، وفيه فيه محمد بن صالح قال المصنف: وليس بمعروف].


27.عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاةُ الرَّجُلِ في بيته بصلاةٍ وصلاتُه في مسجِدِ القبائلِ بخمسةٍ وعشرينَ صلاةً وصلاتُه في المسجِدِ الَّذي يُجمَّعُ فيه بخَمسِمِئةِ صلاةٍ وصلاتُه في المسجِد الأقصى بخمسينَ ألفَ صلاةٍ وصلاتُه في المسجِدِ الكعبةِ بمائةِ ألفِ صلاةٍ وصلاتُه في مسجدي هذا بخَمسينَ ألفَ صلاةٍ).

[منكر، أبو الخطاب الدمشقي واسمه حماد: مجهول، وساق له الذهبي في الميزان هذا الحديث، وقال: منكر جداً، ورزيق الألهاني صدوق له أوهام، وهذا الحديث مخالفٌ لرواية الثقات، أخرجه ابن ماجه (١٤١٣)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (٧٠٠٨)، وابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (٦/٣٢٧)].


28. عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فَرَغَ اللهُ إلى كلِّ عبدٍ من خَمْسٍ من أَجَلِهِ ورزقِهِ ومَضْجَعِهِ وشَقِيٍّ أو سعيدٍ).

[إسناده صحيح، أخرجه أحمد (٢١٧٢٣)، وابن أبي عاصم في «السنة» (٣٠٧) واللفظ له، وابن حبان (٦١٥٠)].


29.عن زيد بن أرقم، عن أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (لا يدخلُ الجنَّةَ جسدٌ غُذِّيَ بالحرامِ).

[إسناده ضعيفٌ جداً، تفرد به عبد الواحد بن زيد البصري وليس بشيء، وفرقد السبخي في حديثه مناكير، وتابعه أسلم الكوفي، وليس بالمعروف].


30.عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّما يحرُمُ على النّارِ كلُّ هيِّنٍ ليِّنٍ قريبٍ سهلٍ).

[حديث حسن، وإسناده ضعيف، عبد الله بن عمرو الأودي مجهول، ولكن الحديث له شواهد أخرجه الترمذي (٢٤٨٨)، وأحمد (١/ ٤١٥)، وابن عساكر في «معجمه» (١/ ٥٢٠) واللفظ له].


31.عن عبدالله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن كفَّ غضبَهُ سترَ اللَّهُ عورتَهُ، ومن كَظمَ غيظهُ ولو شاءَ أن يمضيَهُ أَمضاهُ، ملأَ اللَّهُ قلبَهُ يومَ القيامةِ رضًا، ومن مَشى معَ أخيهِ في حاجةٍ حتّى يثبِتَها لَهُ أثبتَ اللَّهُ قدمَهُ يومَ تزولُ الأقدامُ).

[حديث منكر، تقدم تخريجه: 20، قال المصنف: تفرد به محمد بن صالح التميمي، وليس هو بمشهور، وفي حديثه نكارة].


32. عن العبادلة الأربعة: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (القاصُّ ينتظرُ المقتَ والمستمعُ إليه ينتظرُ الرحمةَ والتاجرُ ينتظرُ الرزقَ والمحتكرُ ينتظرُ اللعنةَ، والنائحة ومن حولها من امرأة مستمعة عليهن لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).

[حديث موضوع، عمرو بن بكر السكسكي له أحاديث مناكير، وأحاديث شبه موضوعة، وبشر بن إبراهيم يضع الحديث على الثقات، وعبد الوهاب بن مجاهد متروك].


33.عن عبدالله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقبَلُ صلاةٌ بغيرِ طُهورٍ، ولا صدَقَةٌ مِنْ غُلولٍ).

[أخرجه مسلم ٢٢٤، وابن أبي شيبة١/ ٤ -٥، وأحمد ٤٩٦٩]


34. عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تستَقبِلوا القِبلةَ لغائطٍ، ولا لِبولٍ، ولَكِن شرِّقوا أو غرِّبوا). فقَدِمنا الشّامَ، فوَجدنا مَراحيضَ قد بُنيَت نَحوَ القبلةِ، فنَنحَرِفُ عنها، ونَستغفرُ اللَّهَ.

[أخرجه البخاري (١٤٤)، ومسلم (٢٦٤) باختلاف يسير، وأبو داود (٩) واللفظ له.].


35.عن علي بن أبي طالب، قال: لما  بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم -المسجد جاء أبو بكر بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه، ثم جاء عثمان بحجر فوضعه، فقال صلى الله عليه وسلم: «هؤلاء الأمراء من بعدى» . 

[إسناده ضعيف، قال المصنف: وهذا حديث غريب حسن في فضل الصحابة الأربعة على ترتيبهم رضي الله عنهم، من حديث هشام بن عمرو الفزاري، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن علي بن أبي طالب، وغريب من حديث حماد بن سلمة بن دينار عنه، ما كتبناه إلا من هذا الطريق. قال المحقق: إسناده ضعيف، عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، قال الدار قطني: «فيه لين» سؤالات السهمي للدارقطني (٣٤٩)].


36.عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أُخبِرُكم بخيرِكم مِن شرِّكم؟) فقال رجُلٌ: بلى يا رسولَ اللهِ. قال: (خيرُكم مَن يُرجى خيرُه ويُؤمَنُ شرُّه، وشرُّكم مَن لا يُرجى خيرُه ولا يُؤمَنُ شرُّه).

[صحيح، أخرجه الترمذي (٢٢٦٣)، وأحمد (٨٨١٢) واللفظ له].


37. عن عبدالله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أعانَ مسلِمًا بِكلِمةٍ أو مشى معَهُ خطوةً حشرَه اللَّهُ يومَ القيامةِ وأَعْطاهُ أَجرَ سبعينَ شَهيدًا قُتِلوا في سبيلِ اللَّهِ).

[إسناده ضعيف، فيه معاوية بن يحيى الصدفي، قال المصنف فيه: ليس بالقوي، وقال أبو أحمد بن عدي: منكر الحديث].


38. عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقولُ اللهُ تعالى: يا ابنَ آدمَ ! ما تُنْصِفُنِى، أَتَحَبَّبُ إليك بالنِّعَمِ، وتَتَمَقَّتُ إلَيَّ بالمعاصي، خَيْرِي إليكَ مُنَزَّلٌ، وشَرُّكَ إلَيَّ صاعِدٌ، ولا يَزالُ مَلَكٌ كريمٌ يَأْتِينِي عندَ كلِّ يومٍ وليلةٍ بعملٍ قبيحٍ. يا ابنَ آدمَ لو سَمِعْتَ وَصْفَكَ من غيرِك وأنتَ لا تعلمُ مَن الموصوفُ لسارَعْتَ إلى مَقْتِهِ).

[حديث موضوع، داود بن سليمان الغازي الجرجاني، كذبه يحيى بن معين، وقال الذهبيُّ في "الميزان": هو شيخٌ كذّاب، له نسخة موضوعة عن علي بن موسى الرضا. وقال الألباني في الضعيفة: موضوع].


39.عن عائشة أم المؤمنين، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من وقَّرَ عالمًا فقد وقَّرَ ربَّه، ومن فعل فقد استوجبَ المآبَ على اللهِ).

[إسناده ضعيف، قال المصنف: تفرد به عبد الحكم بن عبد الله، وليس بذاك.وذكر الذهبي في الميزان من تكلَّم فيه]. 


40.عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوَّلُ النّاسِ يُقضى لَهُم يومَ القيامةِ ثلاثةٌ: رجلٌ استُشْهِدَ فأتيَ بِهِ فعرَّفَهُ نعمَهُ فعرفَها، قالَ: فما عمِلتَ فيها؟ قالَ: قاتلتُ فيكَ حتّى استُشهِدتُ، قالَ: كذَبتَ، ولَكِنَّكَ قاتلتَ ليقالَ فلانٌ جريءٌ، فقد قيلَ، ثمَّ أمرَ بِهِ، فسُحِبَ على وجهِهِ حتّى أُلْقيَ في النّارِ، ورجلٌ تعلَّمَ العِلمَ وعلَّمَهُ، وقرأَ القرآنَ فأتيَ بِهِ فعرَّفَهُ نعمَهُ فعرفَها، قالَ: فما عمِلتَ فيها؟ قالَ: تعلَّمتُ العلمَ وعلَّمتُهُ، وقرأتُ فيكَ القرآنَ، قالَ: كذبتَ، ولَكِنَّكَ تعلَّمتَ العلمَ ليقالَ عالمٌ، وقرأتَ القرآنَ ليقالَ قارئٌ، فقد قيلَ، ثمَّ أمرَ بِهِ، فسُحِبَ على وجهِهِ حتّى أُلْقيَ في النّارِ، ورجلٌ وسَّعَ اللَّهُ علَيهِ وأعطاهُ من أصنافِ المالِ كلِّهِ، فأتيَ بِهِ فعرَّفَهُ نعمَهُ، فعرفَها، فقالَ: ما عمِلتَ فيها؟ قالَ: ما ترَكْتُ من سبيلٍ تحبُّ قالَ أبو عبدِ الرَّحمنِ: ولم أفهَم تحبُّ كما أردتُ أن ينفقَ فيها إلّا أنفقتُ فيها لَكَ، قالَ: كذَبتَ ولَكِن ليقالَ إنَّهُ جوادٌ، فقد قيلَ، ثمَّ أمرَ بِهِ، فسُحِبَ على وجهِهِ، فأُلْقيَ في النّارِ).

[أخرجه مسلم: ١٩٠٥].


41.عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حفظ على أمتي أربعين حديثا، بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالما).

[حديثٌ ضعيفٌ جداً، وقد توسَّع المحقق في تخريجه وذكر طرقه، فانظره: ص 88 -91].





الأربعاء، 14 أبريل 2021

الأربعون النَّسوية

*مُجرَّدة الأسانيد*

أبي العباس الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز النسوي

(ت 303 هـ)

إعداد

أ. محمد ناهض عبد السَّلام حنُّونة


تمهيد/ هذا جزءٌ حديثيٌّ نفيس، اشتمل على أربعين حديثاً في أربعين باباً من أبواب الدين، من جمع الإمام العالم، أبي العباس الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء النسوي، الشيباني، صاحب المسند. وكان عالماً كبيراً: رحل في طلب العلم والحديث إلى العراق، والكوفة، والبصرة والشام. وتفقه على أبي ثور، وكان يفتي على مذهبه، وجمع المسند وأسمعه. 

وقد تضمنت هذه الأربعينات مهمات الدين، وواجبات الإسلام، وأمهات الأخلاق والأعمال، بدءاً من الإيمان، والترغيب في قضاء حوائج المسلمين وانتهاءاً بالبيع والطلاق والنفقة على العيال، وختم الكتاب بحديث (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً)، وهو حديثٌ ضعيفٌ جداً، أورده من رواية ابن عباس وأنس بن مالك رضي الله عنهما.

وجملة أبواب الكتاب سبعة وعشرين باباً، وجملة أحاديثه اثنان وأربعين حديثاً، جُلُّها صحيح عدا خمسةٍ، وهي (9: منكر، 15: إسناده ضعيف، 34: ضعيف، 41: واهٍ جداً، 42: سافطٌ موضوع).

وروى النَّسويُّ عن أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين وإسحاق بن راهويه، وحيان بن موسى، وغيرهم.

وروى عنه من أقرانه، وأهل زمانه محمد بن أبي إسحاق يعقوب الشيباني الحافظ، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبو بكر النقاش، وأبو حامد بن الشرقي. وكان مقصوداً محموداً إلى أن مات -رحمه الله- في سنة ثلاث وثلاثمائة بقرية بالوز، على ثلاث فراسخ من بلد نسا، فلذلك يقال له البالوزي. رحمه الله.

  • ذكر هذه الأربعين محذوفة الأسانيد، وتخريجها باختصار:

بَابُ الْإِيمَانِ

1.عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، قَالَ: ظَهَرَ هَاهُنَا مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ -وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ هَاهُنَا (يعني بالبصرة)- فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ، فَقَالَ أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ: لَوْ لَقِينَا بَعْضَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِي الْقَدَرِ.

فَلَقِينَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، أَحْسَبُهُ قَالَ: وَهُوَ دَاخِلٌ الْمَسْجِدَ، فَاكْتَنَفْنَاهُ أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّ أُنَاسًا ظَهَرُوا عِنْدَنَا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ، وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ، إِنَّمَا الْأَمْرُ أُنُفٌ. 

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَإِذَا لَقِيتَهُمْ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي مِنْهُمْ بَرِيءٌ، وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي. فَوَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، لَوْ كَانَ لِأَحَدِهِمْ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ، مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، ثُمَّ قَالَ: 

حدَّثَنِي عُمَرُ أَنَّهُمْ بَيْنَمَا هُمْ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَجُلٌ قَدِ اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لَا يَعْرِفُونَهُ مَنْ هُوَ، وَلَا يَرَوْنَ عَلَيْهِ أَثَرَ السَّفَرِ، فَجَلَسَ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ.

ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، قَالَ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنْ تُقِيمَ الصَّلَاةَ»، أَوْ قَالَ: «تُصَلِّيَ الْخَمْسَ»… «وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ»، قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. 

ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، فَقَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ». فَقَالَ: صَدَقْتَ. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، 

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْحَسَنَاتِ أَوْ قَالَ: الْإِحْسَانِ، وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: الْإِحْسَانِ، وَلَمْ يَشُكَّ، قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ.

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ»، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا، يَعْنِي عَلَامَتِهَا، قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ». 

قَالَ عُمَرُ: ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ لِيُعَلِّمَكُمْ دِينَكُمْ».

[أخرجه مسلم (٨)، وأبو داود (٤٦٩٥)، والترمذي (٢٦١٠)، والنسائي (٤٩٩٠) واللفظ له، وابن ماجه (٦٣)، وأحمد (٣٦٧)].

2.عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -وَعِنْدَهُ قَوْمٌ -فَذَهَبَ لِيَتَخَطَّى الْقَوْمَ فَمَنَعُوهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ: دَعُوا الرَّجُلَ. 

قَالَ: فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ؛ فَقَالَ: حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ وَحَفِظْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ».

[أخرجه البخاري (١٠)، ومسلم (٤٠) مطولاً].

3.وعن طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرُ الرَّأْسِ نَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ وَلَا نَفْقَهُ مَا يَقُولُ حَتَّى دَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ». 

فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ فَقَالَ: «لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ». 

وَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصِّيَامَ.فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ. 

قَالَ: «لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ». وَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّكَاةَ.

فَقَالَ: هَلْ عَليَّ غَيْرُهَا؟.قَالَ: «لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ».

فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلَا أُنْقِصُ مِنْهُ. 

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ». 

وفي لفظٍ: (دَخَلَ الْجَنَّةَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ).

[أخرجه البخاري (٤٦)، ومسلم (١١)، وأبو داود (٣٩١)، والنسائي (٤٥٨) واللفظ له، وأحمد (١٣٩٠)].

4.عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ لَهُ: أَلَا تَغْزُو؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ".

[أخرجه البخاري (٨)، ومسلم (١٦)، والترمذي (٢٦٠٩)، والنسائي (٥٠٠١) واللفظ له، وأحمد (٦٠١٥)].

بَابُ التَّرْغِيبِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجَ الْمُسْلِمِينَ

5.عن ابن عمر، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمَ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَشْتِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

[أخرجه الترمذي (١٤٢٦) واللفظ له، وأخرجه البخاري (٢٤٤٢)، ومسلم (٢٥٨٠)، وأبو داود (٤٨٩٣)، وأحمد (٥٦٤٦)، والنسائي في «السنن الكبرى» (٧٢٩١) باختلاف يسير، والسراج في «حديثه» (٦٧)، والبغوي في «شرح السنة» (٣٥١٨) مطولاً، وقال الزرقاني في "مختصر المقاصد" (٩٤٣) صحيح ].

بَابُ التَّشْدِيدِ فِي أَذَى الْمُسْلِمِ

6.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: «جَارٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: «شَرُّهُ».

[صحيح البخاري ٦٠١٦، وأحمد (٢٧١٦٢) واللفظ له ].

7.عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ».

[أخرجه البخاري (١٣) واللفظ له، ومسلم (٤٥)].

بَابُ التَّشْدِيدِ فِي مُخَالَفَةِ السُّنَّةِ

8.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ».

[قال الإمام النووي في الأربعين النووية 41: حسن صحيح، الحافظ ابن حجر في فتح الباري ١٣‏/٣٠٢: رجاله ثقات.وحسنه في مشكاة المصابيح، وقال الذهبي في الكبائر ٤٦٨: إسناده صحيح. وقال الوادعي في الفتاوى الحديثية ١‏/٥٧: من طريق نعيم بن حماد، وهو ضعيف هذه علة. والعلة الثانية: أنه اختلف على نعيم في شيخه. والعلة الثالثة: أنه لا يدري أسمع عقبة بن أوس من عبد الله بن عمرو أم لم يسمع؟، وضعفه الألباني في تخريج كتاب السنة ١٥، وقال في تصحيح العقائد ٢٦:  في إسناده نعيم بن حماد، وفيه ضعف، وشعيب الأرناؤوط، وابن العثيمين في مجموع الفتاوى ٩١‏/١٦ وصححه أحمد شاكر في عمدة التفسير: 1/ 533، وقال ابن باز في شرح كتاب التوحيد٢٦٤: ضعف بعض العلماء هذا الحديث ولكن معناه صحيح، وقال الحكمي في معارج القبول ٤٢٦‏/٢: إسناده صحيح].

9.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا قَبْلِي فَاسْتَجْمَعَ لَهُ أَمْرَ أُمَّتِهِ، إِلَّا كَانَ فِيهِمُ الْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ يُشَوِّشُونَ عَلَيْهِ أَمْرَ أُمَّتِهِ، أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَنْ الْمُرْجِئَةَ وَالْقَدَرِيَّةَ عَلَى لِسَانِ سَبْعِينَ نَبِيًّا».

[حديث منكر، أخرجه ابن حبان في «المجروحين» (١/٣٩٨)، وابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (٦/٢٨٨)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (١٢١٩)، وقال الذهبيُّ في سير أعلام النبلاء ١١‏/٤١٨:  منكر، وقال تلخيص العلل المتناهية ٥٠:  هذا مما نقم على سويد].

بَابُ التَّشْدِيدِ فِي تَضْيِيعِ الْأَمَانَةِ

10.عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَالَ: «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ».

[أخرجه أحمد (١٢٥٦٧)، والبزار (٧١٩٦)، وأبو يعلى (٢٨٦٣)، وصححه السيوطي في الجامع الصغير ٩٦٨٥، والألباني في صحيح الجامع ٧١٧٩، وقال الأرناؤوط في تخريج المسند ١٣٦٣٧: حسن].

بَابٌ فِي التَّشْدِيدِ فِي الْكَذِبِ وَالْخِيَانَةِ

11. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ» ، زَادَ إِبْرَاهِيمُ بن الحجاج: «وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ»: «مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ».

[أخرجه أحمد (١٠٩٣٨)، والبزار (٧٨٤٣) واللفظ له، وابن حبان (٢٥٧)، وقال البزار في الأحكام الشرعية الكبرى ٣‏/١٩١:  تفرد به حماد عن داود. والحديث له شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن].

بَابُ الْأَعْمَالِ بِالنِّيَّةِ

12.عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ».

[أخرجه مسلم في صحيحه: ١٩٠٧، والنسائي في سننه ٣٨٠٣].

بَابُ الْوُضُوءِ

13.عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلُ بِقَدْرِ الصَّاعِ، وَيَتَوَضَّأُ بِقَدْرِ الْمُدِّ».

[أخرجه أبو داود (٩٢)، والنسائي (٣٤٧)، وابن ماجه (٢٦٨)، وأحمد (٢٥٩٧٥) واللفظ له، وقال العيني في نخب الأفكار ٨‏/٢٤٠: إسناده صحيح، وقال الأرناؤوط في تخريج المسند ٥٩٧٦ :  صحيح].

14.عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: أَتَيْنَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَقَدْ صَلَّيْنَا الظُّهْرَ، فَدَعَا بِطُهُورٍ قُلْنَا: مَا يَصْنَعُ بِالطُّهُورِ وَقَدْ صَلَّى، مَا يُرِيدُ إِلَّا لِيُعَلِّمَنَا، قَالَ: فَدَعَا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَطَسْتٍ.

قَالَ: وَصَبَّ مِنَ الْإِنَاءِ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَغْمِسَهُمَا فِي الْإِنَاءِ ثُمَّ مَضْمَضَ ثَلَاثًا وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، وَتَمَضْمَضَ مِنَ الْكَفِّ الَّذِي يَأْخُذُ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَيَدَهُ الْيُمْنَى ثَلَاثًا وَيَدَهُ الْيُسْرَى ثَلَاثًا.

ثُمَّ جَعَلَ يَدَهُ فِي الْمَاءِ ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى ثَلَاثًا ثُمَّ رِجْلَهُ الشِّمَالَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ طُهُورَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ هَذَا".

[أخرجه أبو داود (١١١)، والنسائي (٩٢)، وأحمد (١٣٢٣) واللفظ له،

وقال البغوي في شرح السنة ١‏/٣١٥:  حسن، وقال أحمد شاكر في تخريج المسند 2/ 334، والأرناؤوط 1324: إسناده صحيح].

15.عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً مَرَّةً وَقَالَ: «هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ الصَّلَاةَ إِلَّا بِهِ»، ثُمَّ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ وَقَالَ: «هَذَا وُضُوءُ مَنْ يُضَاعِفُ اللَّهُ لَهُ الْأَجْرَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ»، ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا وَقَالَ: «هَذَا وَضُوئِي وَوُضُوءُ الْمُرْسَلِينَ مِنْ قَبْلِي».

[إسناده ضعيف، أخرجه ابن ماجه (٤١٩) بنحوه، وأحمد (٥٧٣٥) مختصراً، والبيهقي في «الخلافيات» (٢٨٤) واللفظ له، وقال البيهقي في السنن الكبرى للبيهقي ١‏/٨٠:  تفرد به المسيب بن واضح وليس بالقوي،

وقال الدارقطني في تنقيح التحقيق ١‏/٢٢٠:  فيه المسيَب بن واضح عن حفص، ضعيف، وقال الزيلعي في نصب الراية ١‏/٢٩:  ضعيف، وقال الحافظ ابن حجر في الدراية ١‏/٢٥:  إسناده ضعيف، وقال الألباني في إرواء الغليل ١‏/١٣٤: إسناده ضعيف].

16.عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ».

[قال البيهقي في السُّنن ١/ ٣٥١: أبو المليح هو ابن أسامة بن عمير الهذلي، أخرجه أبو داود ٥٩، وابن ماجه ٢٧١، والنسائي ١٣٩، والدارمي ٧١٣، وصححه الألباني].

17.، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ فَمَضْمَضَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ فِيهِ، فَإِذَا اسْتَنْثَرَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ أَنْفِهِ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ وَجْهِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ يَدَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ يَدَيْهِ، فَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رَأْسِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أُذُنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رِجْلَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ رِجْلَيْهِ» قَالَ: «ثُمَّ كَانَ مَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَصَلَاتُهُ نَافِلَةً لَهُ».

[أخرجه النسائي (١٠٣)، وابن ماجه (٢٨٢)، وأحمد (١٩٠٩١)، ومالك في «الموطأ» (٣٠) باختلاف يسير، وصححه الألباني في صحيح الترغيب: ١٨٥].

بَابُ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ

18.عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمَسْحِ، فَقَالَ: «لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ». زَادَ شَرِيكٌ: «لَوِ اسْتَزَادَهُ لَجَعَلَهَا خَمْسًا».

[أخرجه أبو داود (١٥٧)، والترمذي (٩٥)، وأحمد (٢١٩١٧) باختلاف يسير، وابن ماجه (٥٥٤) مختصراً، وصححه الألباني في صحيح الجامع: 5189].

بَابُ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ

19. عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، فَيَتَوَضَّأُ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يَغْمِسُ يَدَيْهِ بِالْمَاءِ فَيُخَلِّلُ بِأَصَابِعِهِ حَتَّى يَسْتَبْرِيَ الْبَشَرَةَ فَيُخَلِّلُ أُصُولَ شَعْرِ رَأْسِهِ مُقَدِّمِهِ وَمُؤَخِّرِهِ، وَأُذُنَيْهِ ثُمَّ يُفِيضُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ غَرَفَاتٍ مِنْ إِنَاءٍ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ يُفِيضُ عَلَى جِلْدِهِ كُلِّهِ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ مُغْتَسَلِهِ غَسَلَ قَدَمَيْهِ".

[أخرجه البخاري (٢٤٨)، ومسلم (٣١٦).].

بَابُ الْحَيْضِ

20.عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فَلَا أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ فَقَالَ: «إِنَّمَا ذَلِكَ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِالْحَيْضَةِ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي» وَزَادَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: «ثُمَّ تَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ حَتَّى يَجِيءَ ذَلِكَ الْوَقْتُ».

[أخرجه البخاري (٣٠٦)، ومسلم (٣٣٣)، وأبو داود (٢٨٢)، والترمذي (١٢٥)، والنسائي (٢١٢) بنحوه، وابن ماجه (٦٢١) واللفظ له، وأحمد (٢٥٦٨١) باختلاف يسير].

بَابُ الصَّلَاةِ

21.عن يحيى بن خلاّد، عَنْ عَمٍّ، لَهُ بَدْرِيٍّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمُقُهُ -وَنَحْنُ لَا نَشْعُرُ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ جَهِدْتُ فَعَلِّمْنِي. فَقَالَ لَهُ: «إِذَا قَصَدْتَ تُرِيدُ الصَّلَاةَ فَتَوَضَّأْ فَأَحْسِنِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ، ثُمَّ ارْكَعْ فَاطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ فَاطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ قَاعِدًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ، فَافْعَلْ ذَلِكَ حَتَّى تَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِكَ» زَادَ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ: «فَإِذَا صَنَعْتَ ذَلِكَ فَقَدْ قَضَيْتَ صَلَاتَكَ، وَمَا انْتَقَصْتَ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّمَا تَنْتَقِصُهُ مِنْ صَلَاتِكَ».

[صحيح، قال الأرناؤوط في تخريج مشكل الآثار ٢٢٤٥: صحيح، وصححه الألباني في أصل صفة الصلاة ١‏/٣٢٢، وأصله في الصحيحين: أخرجه البخاري (٦٢٥١)، ومسلم (٣٩٧) باختلاف يسير، عن أبي هريرة].

22.عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ؛ فَلَا صَلَاةَ لَهُ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ».

[أخرجه أبو داود (٥٥١) مطولاً، وابن ماجه (٧٩٣) باختلاف يسير، وقال البيهقيُّ في الكبرى ٣‏/٥٧: روي مرفوعاً ومسنداً وموقوفاً والموقوف أصح، وقال الحاكم في المدخل ٧٣:  وقفه سائر أصحاب سعيد بن جبير عنه، وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الصغرى ١٧٢: حسبك بهذا الإسناد صحة].

23.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (ابن مسعود)، قَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ؛ فَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ سُنَنَ الْهُدَى، وَلَعَمْرِي لَوْ أَنَّ كُلَّكُمْ صَلَّى فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا مَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومٌ نِفَاقُهُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ الرَّجُلَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ حَتَّى يَدْخُلَ فِي الصَّفِّ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ يُحْسِنُ طُهُورَهُ فَيَعْمِدُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيُصَلِّي فِيهِ فَمَا يَخْطُو خُطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَتُهُ حَتَّى إِنْ كُنَّا لَنُقَارِبَ بَيْنَ الْخُطَا».

[أخرجه مسلم (٦٥٤)، وأبو داود (٥٥٠)، والنسائي (٨٤٩)، وابن ماجه (٧٧٧) بنحوه، وأحمد (٣٩٧٩) واللفظ له].

بَابُ الْجُمْعَةِ

24.عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ، وَغَدَا وَابْتَكَرَ، وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا».

[صحيح، أخرجه الترمذي (٤٩٦)، والنسائي (١٣٨١)، وابن ماجه (١٠٨٧)، وأحمد (١٦١٧٣) باختلاف يسير].

بَابُ الْجَنَائِزِ

25. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَى لِلنَّاسِ النَّجَاشِيَّ فَخَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى وَصَفَّ أَصْحَابَهُ خَلْفَهُ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا».

[أخرجه البخاري (١٣١٨)، ومسلم (٩٥١)، وأبو داود (٣٢٠٤)، والنسائي (١٩٧١)، وأحمد (٧٧٧٦)، ومالك في «الموطأ» (١/٢٢٦) واللفظ له].

بَابُ فَضْلِ تَشْيِيعِ الْجَنَائِزِ

26.عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَاءَ جَنَازَةً فِي أَهْلِهَا، فَتَبِعَهَا حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ مَضَى مَعَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ مِثْلَ أُحُدٍ».

[صحيح، أخرجه أحمد (١١٩٢٠) واللفظ له، وابن أبي شيبة (١١٧٤٠)، والبزار كما في «مجمع الزوائد» للهيثمي (٣/٣٢)].

بَابُ الزَّكَاةِ

27.عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ».

[أخرجه البخاري (١٤٠٥)، ومسلم (٩٧٩)، وأبو داود (١٥٥٨)، والترمذي (٦٢٦)، والنسائي (٢٤٤٥)، وابن ماجه (١٧٩٣)، وأحمد (١١٠٣٠) واللفظ له].

28.عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حُرٍّ وَعَبْدٍ، ذَكَرٍ وَأُنْثَى، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُؤَدِّي عَنْ غِلْمَانٍ لَهُ وَهُمْ غُيَّبٌ".

[أخرجه البخاري (١٥٠٣)، ومسلم (٩٨٤)، وأبو داود (١٦١١)، والترمذي (٦٧٦)، والنسائي (٢٥٠٣)، وابن ماجه (١٨٢٦)، وأحمد (٥٣٣٩) واللفظ له].

بَابُ الْحَجِّ

29. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».

[أخرجه البخاري (١٨٢٠) واللفظ له، ومسلم (١٣٥٠)].

30.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "جَاءَ جِبْرِيلُ إِبْرَاهِيمَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ؛ فَرَاحَ بِهِ إِلَى مِنًى، فَصَلَّى بِهِ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، ثُمَّ غَدَا بِهِ إِلَى عَرَفَاتٍ، فَنَزَلَ بِهِ حَيْثُ يَنْزِلُ النَّاسَ، حَتَّى إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ أَتَى بِهِ جَمْعًا فَصَلَّى بِهِ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، وَبَاتَ حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ صَلَّى الْفَجْرَ، ثُمَّ وَقَفَ كَأَسْرَعِ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، ثُمَّ أَفَاضَ بِهِ حَتَّى أَتَى مِنًى فَرَمَى الْجَمْرَةَ وَحَلَقَ، ثُمَّ أَتَى بِهِ الْبَيْتَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُحَمَّدٍ: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (النحل: 123).

[أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (٣٨٢٦)، والطبراني (١٣/٤٧٠) (١٤٣٣٧)، والبيهقي في «السنن الكبررى» (٩٩٢٣)، وفي «شعب الإيمان» (٤٠٧٥) واللفظ له، وأوله (أفاض جبريلُ بإبراهيم)، وقال البيهقيُّ في شعب الإيمان ٣‏/١٤٨٣: المحفوظ موقوفاً. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٣‏/٢٥٣ : روي بأسانيد، ورجال بعضهم رجال الصحيح].

بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

31.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رِضَا اللَّهُ فِي رِضَا الْوَالِدِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ».

[حسن لغيره، أخرجه الترمذي (١٨٩٩)، وابن حبان (٤٢٩) واللفظ له، والحاكم (٧٢٤٩)].

32.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ: «الصَّلَاةُ لِمَوَاقِيتِهَا». قَالَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ. قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ». قَالَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ. قَالَ: «ثُمَّ الْجِهَادُ». وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي".

[أخرجه البخاري (٧٥٣٤)، ومسلم (٨٥)، والنسائي (٦١١)، وأحمد (٤٢٤٣) واللفظ له].

بَابُ النَّصِيحَةِ

33. عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ» . قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَعَامَّتِهِمْ».

[أخرجه مسلم (٥٥)، وأبو داود (٤٩٤٤)، والنسائي (٤١٩٧)، وأحمد (١٦٩٤٧) واللفظ له].

بَابُ الصَّوْمِ

34.عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُعْطِيَتْ أُمَّتِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي:

أَمَّا وَاحِدَةٌ: فَإِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ، وَمَنْ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَدًا. وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَإِنَّهُمْ يُمْسُونَ وَخُلُوفُ أَفْوَاهِهِمْ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ. وَأَمَّا الثَّالِثَةُ: فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَسْتَغْفِرُ لَهُمْ فِي لَيْلِهِمْ وَنَهَارِهِمْ. وَأَمَّا الرَّابِعَةُ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْمُرُ جَنَّتَهُ أَنِ اسْتَعِدِّي وَتَزَيَّنِي لِعِبَادِي فَيُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ عَنْهُمْ نَصَبُ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا وَيَصِيرُونَ إِلَى جَنَّتِي وَكَرَامَتِي. 

وَأَمَّا الْخَامِسَةُ: فَإِذَا كَانَ آخِرُ لَيْلَةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُمْ جَمِيعًا". 

قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ: هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الْعُمَّالِ إِذَا فَرَغُوا مِنْ أَعْمَالِهِمْ وُفُّوا». قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ثِقَةٌ، وَزَيْدٌ الْعَمِّيُّ ثِقَةٌ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ ابْنُهُ لَيِّنٌ.

[ضعيف، أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (٣٦٠٣)، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة ٥٠٨١:  ضعيف].

بَابُ الْجِهَادِ

35.عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «انتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ يَخْرُجُ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الْإِيمَانُ بِي، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِي أَنَّهُ عَلَيَّ ضَامِنٌ حَتَّى أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ بِأَيِّمَا كَانَ بِقَتْلٍ أَوْ وَفَاةٍ أَوْ أَرُدَّهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ».

[أخرجه البخاري (٣٦)، ومسلم (١٨٧٦) بنحوه؛ والنسائي (٥٠٢٩) واللفظ له، وابن ماجه (٢٧٥٣)، وأحمد (٨٩٦٨) باختلاف يسير].

بَابُ صِلَةِ الرَّحِمِ

36.عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ وَيُزَادَ فِي رِزْقِهِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».

[صحيح، أخرجه أحمد (١٣٤٠١) واللفظ له، والعقيلي في «الضعفاء الكبير» (٤/١٨٩)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (٣/١٠٧)، وصححه الأرناؤوط في تخريج المسند].

بَابُ الْوَصِيَّةِ

37.عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا حَقُّ امْرِئٍ يَبِيتُ لَيْلَةً وَلَهُ شَيْءٌ يُوصِي بِهِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ».

[أخرجه البخاري (٢٧٣٨)، ومسلم (١٦٢٧)، وأبو داود (٢٨٦٢)، والنسائي (٣٦١٥)، وأحمد (٥٩٣٠) باختلاف يسير، والترمذي (٩٧٤)، وابن ماجه (٢٧٠٢) واللفظ لهما].

بَابُ الْبُيُوعِ

38.عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الْحَرَامَ كَانَ أَوْفَرَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبْهَةِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْتَعُ حَوْلَ الْحِمَى، وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي الْأَرْضِ مَحَارِمُهُ، وَمَنْ يَرْتَعْ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَجْسُرَ» وزاد بعضهم: «أَلَا إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةٌ إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلَّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ، فَمَا أَنْكَرَ قَلْبُكَ فَدَعْهُ».

[أخرجه البخاري في صحيحه (٥٢)، ومسلم (١٥٩٩)، قال البيهقي في الكبرى ٥ /٣٣٤: رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وأخرجه مسلم من أوجه عن زكريا بن أبي زائدة].

بَابُ الطَّلَاقِ

39 عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: طَلَّقْتُ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ  رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِيُرَاجِعْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ، ثُمَّ تَطْهُرَ، فَإِنَّهَا الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا».

[أخرجه البخاري (٥٢٥٢)، ومسلم (١٤٧١)، وأبو داود (٢١٨٢)، والنسائي (٣٣٩١) واللفظ له، وابن ماجه (٢٠١٩)، وأحمد (٦١٤١)].

بَابُ النَّفَقَةِ عَلَى الْعِيَالِ

40. عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَفْضَلُ دِينَارٍ دِينَارٌ أَنْفَقهُ الرَّجُلُ عَلَى عِيَالِهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقَهُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقَهُ عَلَى أَصْحَابِهِ» قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: بَدَأَ بِالْعِيَالِ، قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: «فَأَيُّ رَجُلٍ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ رَجُلٍ يَسْعَى عَلَى عِيَالٍ صِغَارٍ يُغْنِيهِمُ اللَّهُ بِهِ؟».

[أخرجه مسلم (٩٩٤)، والبخاري في «الأدب المفرد» (٧٤٨) واللفظ له]

بَابٌ (يعني في ذكر فضل من حفظ أربعين حديثاً)

41. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ كَتَبَهُ اللَّهُ فَقِيهًا».

[هذا سند واه جداً، مسلسل بالضعفاء، حجاج بن نصير ضعفه ابن معين والنسائي وابن سعد والدارقطني وغيرهم، وحفص بن جميع ضعفه أبو حاتم، وقال أبو زرعة: «ليس بالقوي». وقـال ابن حبان: «كان من يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد» 

وأبان هو ابن أي عياش، قال أحمد وابن معين والفلاس والنسائي والدارقطني : «متروك الحديث» وكان صالحاً في نفسه، وقد شدد القول فيه شعبة، وكذبه أحد وأقره يحيى، حكاه الخليلي في «الإرشاد» بسند صحيح كما قال الحافظ في «التهذيب»، وتركه يحى -يعني القطان - وعبد الرحمن -يعني ابن مهدي].

42.عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنَ السُّنَّةِ كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

[إسناده ساقط موضوع، إسحاق بن نجيح كذاب دجال خبيث، سبق الكلام عنه في تحقيق حديث أبي هريرة، وقد ساق الذهبي هذا الحديث في أباطيله، في «الميزان» (1/ 201)].