أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 14 أبريل 2021

الأربعون النَّسوية

*مُجرَّدة الأسانيد*

أبي العباس الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز النسوي

(ت 303 هـ)

إعداد

أ. محمد ناهض عبد السَّلام حنُّونة


تمهيد/ هذا جزءٌ حديثيٌّ نفيس، اشتمل على أربعين حديثاً في أربعين باباً من أبواب الدين، من جمع الإمام العالم، أبي العباس الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء النسوي، الشيباني، صاحب المسند. وكان عالماً كبيراً: رحل في طلب العلم والحديث إلى العراق، والكوفة، والبصرة والشام. وتفقه على أبي ثور، وكان يفتي على مذهبه، وجمع المسند وأسمعه. 

وقد تضمنت هذه الأربعينات مهمات الدين، وواجبات الإسلام، وأمهات الأخلاق والأعمال، بدءاً من الإيمان، والترغيب في قضاء حوائج المسلمين وانتهاءاً بالبيع والطلاق والنفقة على العيال، وختم الكتاب بحديث (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً)، وهو حديثٌ ضعيفٌ جداً، أورده من رواية ابن عباس وأنس بن مالك رضي الله عنهما.

وجملة أبواب الكتاب سبعة وعشرين باباً، وجملة أحاديثه اثنان وأربعين حديثاً، جُلُّها صحيح عدا خمسةٍ، وهي (9: منكر، 15: إسناده ضعيف، 34: ضعيف، 41: واهٍ جداً، 42: سافطٌ موضوع).

وروى النَّسويُّ عن أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين وإسحاق بن راهويه، وحيان بن موسى، وغيرهم.

وروى عنه من أقرانه، وأهل زمانه محمد بن أبي إسحاق يعقوب الشيباني الحافظ، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبو بكر النقاش، وأبو حامد بن الشرقي. وكان مقصوداً محموداً إلى أن مات -رحمه الله- في سنة ثلاث وثلاثمائة بقرية بالوز، على ثلاث فراسخ من بلد نسا، فلذلك يقال له البالوزي. رحمه الله.

  • ذكر هذه الأربعين محذوفة الأسانيد، وتخريجها باختصار:

بَابُ الْإِيمَانِ

1.عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، قَالَ: ظَهَرَ هَاهُنَا مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ -وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ هَاهُنَا (يعني بالبصرة)- فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ، فَقَالَ أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ: لَوْ لَقِينَا بَعْضَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِي الْقَدَرِ.

فَلَقِينَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، أَحْسَبُهُ قَالَ: وَهُوَ دَاخِلٌ الْمَسْجِدَ، فَاكْتَنَفْنَاهُ أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّ أُنَاسًا ظَهَرُوا عِنْدَنَا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ، وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ، إِنَّمَا الْأَمْرُ أُنُفٌ. 

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَإِذَا لَقِيتَهُمْ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي مِنْهُمْ بَرِيءٌ، وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي. فَوَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، لَوْ كَانَ لِأَحَدِهِمْ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ، مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، ثُمَّ قَالَ: 

حدَّثَنِي عُمَرُ أَنَّهُمْ بَيْنَمَا هُمْ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَجُلٌ قَدِ اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لَا يَعْرِفُونَهُ مَنْ هُوَ، وَلَا يَرَوْنَ عَلَيْهِ أَثَرَ السَّفَرِ، فَجَلَسَ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ.

ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، قَالَ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنْ تُقِيمَ الصَّلَاةَ»، أَوْ قَالَ: «تُصَلِّيَ الْخَمْسَ»… «وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ»، قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. 

ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، فَقَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ». فَقَالَ: صَدَقْتَ. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، 

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْحَسَنَاتِ أَوْ قَالَ: الْإِحْسَانِ، وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: الْإِحْسَانِ، وَلَمْ يَشُكَّ، قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ.

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ»، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا، يَعْنِي عَلَامَتِهَا، قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ». 

قَالَ عُمَرُ: ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ لِيُعَلِّمَكُمْ دِينَكُمْ».

[أخرجه مسلم (٨)، وأبو داود (٤٦٩٥)، والترمذي (٢٦١٠)، والنسائي (٤٩٩٠) واللفظ له، وابن ماجه (٦٣)، وأحمد (٣٦٧)].

2.عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -وَعِنْدَهُ قَوْمٌ -فَذَهَبَ لِيَتَخَطَّى الْقَوْمَ فَمَنَعُوهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ: دَعُوا الرَّجُلَ. 

قَالَ: فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ؛ فَقَالَ: حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ وَحَفِظْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ».

[أخرجه البخاري (١٠)، ومسلم (٤٠) مطولاً].

3.وعن طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرُ الرَّأْسِ نَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ وَلَا نَفْقَهُ مَا يَقُولُ حَتَّى دَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ». 

فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ فَقَالَ: «لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ». 

وَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصِّيَامَ.فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ. 

قَالَ: «لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ». وَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّكَاةَ.

فَقَالَ: هَلْ عَليَّ غَيْرُهَا؟.قَالَ: «لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ».

فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلَا أُنْقِصُ مِنْهُ. 

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ». 

وفي لفظٍ: (دَخَلَ الْجَنَّةَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ).

[أخرجه البخاري (٤٦)، ومسلم (١١)، وأبو داود (٣٩١)، والنسائي (٤٥٨) واللفظ له، وأحمد (١٣٩٠)].

4.عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ لَهُ: أَلَا تَغْزُو؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ".

[أخرجه البخاري (٨)، ومسلم (١٦)، والترمذي (٢٦٠٩)، والنسائي (٥٠٠١) واللفظ له، وأحمد (٦٠١٥)].

بَابُ التَّرْغِيبِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجَ الْمُسْلِمِينَ

5.عن ابن عمر، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمَ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَشْتِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

[أخرجه الترمذي (١٤٢٦) واللفظ له، وأخرجه البخاري (٢٤٤٢)، ومسلم (٢٥٨٠)، وأبو داود (٤٨٩٣)، وأحمد (٥٦٤٦)، والنسائي في «السنن الكبرى» (٧٢٩١) باختلاف يسير، والسراج في «حديثه» (٦٧)، والبغوي في «شرح السنة» (٣٥١٨) مطولاً، وقال الزرقاني في "مختصر المقاصد" (٩٤٣) صحيح ].

بَابُ التَّشْدِيدِ فِي أَذَى الْمُسْلِمِ

6.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: «جَارٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: «شَرُّهُ».

[صحيح البخاري ٦٠١٦، وأحمد (٢٧١٦٢) واللفظ له ].

7.عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ».

[أخرجه البخاري (١٣) واللفظ له، ومسلم (٤٥)].

بَابُ التَّشْدِيدِ فِي مُخَالَفَةِ السُّنَّةِ

8.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ».

[قال الإمام النووي في الأربعين النووية 41: حسن صحيح، الحافظ ابن حجر في فتح الباري ١٣‏/٣٠٢: رجاله ثقات.وحسنه في مشكاة المصابيح، وقال الذهبي في الكبائر ٤٦٨: إسناده صحيح. وقال الوادعي في الفتاوى الحديثية ١‏/٥٧: من طريق نعيم بن حماد، وهو ضعيف هذه علة. والعلة الثانية: أنه اختلف على نعيم في شيخه. والعلة الثالثة: أنه لا يدري أسمع عقبة بن أوس من عبد الله بن عمرو أم لم يسمع؟، وضعفه الألباني في تخريج كتاب السنة ١٥، وقال في تصحيح العقائد ٢٦:  في إسناده نعيم بن حماد، وفيه ضعف، وشعيب الأرناؤوط، وابن العثيمين في مجموع الفتاوى ٩١‏/١٦ وصححه أحمد شاكر في عمدة التفسير: 1/ 533، وقال ابن باز في شرح كتاب التوحيد٢٦٤: ضعف بعض العلماء هذا الحديث ولكن معناه صحيح، وقال الحكمي في معارج القبول ٤٢٦‏/٢: إسناده صحيح].

9.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا قَبْلِي فَاسْتَجْمَعَ لَهُ أَمْرَ أُمَّتِهِ، إِلَّا كَانَ فِيهِمُ الْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ يُشَوِّشُونَ عَلَيْهِ أَمْرَ أُمَّتِهِ، أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَنْ الْمُرْجِئَةَ وَالْقَدَرِيَّةَ عَلَى لِسَانِ سَبْعِينَ نَبِيًّا».

[حديث منكر، أخرجه ابن حبان في «المجروحين» (١/٣٩٨)، وابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (٦/٢٨٨)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (١٢١٩)، وقال الذهبيُّ في سير أعلام النبلاء ١١‏/٤١٨:  منكر، وقال تلخيص العلل المتناهية ٥٠:  هذا مما نقم على سويد].

بَابُ التَّشْدِيدِ فِي تَضْيِيعِ الْأَمَانَةِ

10.عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَالَ: «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ».

[أخرجه أحمد (١٢٥٦٧)، والبزار (٧١٩٦)، وأبو يعلى (٢٨٦٣)، وصححه السيوطي في الجامع الصغير ٩٦٨٥، والألباني في صحيح الجامع ٧١٧٩، وقال الأرناؤوط في تخريج المسند ١٣٦٣٧: حسن].

بَابٌ فِي التَّشْدِيدِ فِي الْكَذِبِ وَالْخِيَانَةِ

11. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ» ، زَادَ إِبْرَاهِيمُ بن الحجاج: «وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ»: «مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ».

[أخرجه أحمد (١٠٩٣٨)، والبزار (٧٨٤٣) واللفظ له، وابن حبان (٢٥٧)، وقال البزار في الأحكام الشرعية الكبرى ٣‏/١٩١:  تفرد به حماد عن داود. والحديث له شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن].

بَابُ الْأَعْمَالِ بِالنِّيَّةِ

12.عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ».

[أخرجه مسلم في صحيحه: ١٩٠٧، والنسائي في سننه ٣٨٠٣].

بَابُ الْوُضُوءِ

13.عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلُ بِقَدْرِ الصَّاعِ، وَيَتَوَضَّأُ بِقَدْرِ الْمُدِّ».

[أخرجه أبو داود (٩٢)، والنسائي (٣٤٧)، وابن ماجه (٢٦٨)، وأحمد (٢٥٩٧٥) واللفظ له، وقال العيني في نخب الأفكار ٨‏/٢٤٠: إسناده صحيح، وقال الأرناؤوط في تخريج المسند ٥٩٧٦ :  صحيح].

14.عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: أَتَيْنَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَقَدْ صَلَّيْنَا الظُّهْرَ، فَدَعَا بِطُهُورٍ قُلْنَا: مَا يَصْنَعُ بِالطُّهُورِ وَقَدْ صَلَّى، مَا يُرِيدُ إِلَّا لِيُعَلِّمَنَا، قَالَ: فَدَعَا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَطَسْتٍ.

قَالَ: وَصَبَّ مِنَ الْإِنَاءِ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَغْمِسَهُمَا فِي الْإِنَاءِ ثُمَّ مَضْمَضَ ثَلَاثًا وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، وَتَمَضْمَضَ مِنَ الْكَفِّ الَّذِي يَأْخُذُ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَيَدَهُ الْيُمْنَى ثَلَاثًا وَيَدَهُ الْيُسْرَى ثَلَاثًا.

ثُمَّ جَعَلَ يَدَهُ فِي الْمَاءِ ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى ثَلَاثًا ثُمَّ رِجْلَهُ الشِّمَالَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ طُهُورَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ هَذَا".

[أخرجه أبو داود (١١١)، والنسائي (٩٢)، وأحمد (١٣٢٣) واللفظ له،

وقال البغوي في شرح السنة ١‏/٣١٥:  حسن، وقال أحمد شاكر في تخريج المسند 2/ 334، والأرناؤوط 1324: إسناده صحيح].

15.عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً مَرَّةً وَقَالَ: «هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ الصَّلَاةَ إِلَّا بِهِ»، ثُمَّ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ وَقَالَ: «هَذَا وُضُوءُ مَنْ يُضَاعِفُ اللَّهُ لَهُ الْأَجْرَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ»، ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا وَقَالَ: «هَذَا وَضُوئِي وَوُضُوءُ الْمُرْسَلِينَ مِنْ قَبْلِي».

[إسناده ضعيف، أخرجه ابن ماجه (٤١٩) بنحوه، وأحمد (٥٧٣٥) مختصراً، والبيهقي في «الخلافيات» (٢٨٤) واللفظ له، وقال البيهقي في السنن الكبرى للبيهقي ١‏/٨٠:  تفرد به المسيب بن واضح وليس بالقوي،

وقال الدارقطني في تنقيح التحقيق ١‏/٢٢٠:  فيه المسيَب بن واضح عن حفص، ضعيف، وقال الزيلعي في نصب الراية ١‏/٢٩:  ضعيف، وقال الحافظ ابن حجر في الدراية ١‏/٢٥:  إسناده ضعيف، وقال الألباني في إرواء الغليل ١‏/١٣٤: إسناده ضعيف].

16.عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ».

[قال البيهقي في السُّنن ١/ ٣٥١: أبو المليح هو ابن أسامة بن عمير الهذلي، أخرجه أبو داود ٥٩، وابن ماجه ٢٧١، والنسائي ١٣٩، والدارمي ٧١٣، وصححه الألباني].

17.، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ فَمَضْمَضَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ فِيهِ، فَإِذَا اسْتَنْثَرَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ أَنْفِهِ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ وَجْهِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ يَدَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ يَدَيْهِ، فَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رَأْسِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أُذُنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رِجْلَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ رِجْلَيْهِ» قَالَ: «ثُمَّ كَانَ مَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَصَلَاتُهُ نَافِلَةً لَهُ».

[أخرجه النسائي (١٠٣)، وابن ماجه (٢٨٢)، وأحمد (١٩٠٩١)، ومالك في «الموطأ» (٣٠) باختلاف يسير، وصححه الألباني في صحيح الترغيب: ١٨٥].

بَابُ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ

18.عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمَسْحِ، فَقَالَ: «لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ». زَادَ شَرِيكٌ: «لَوِ اسْتَزَادَهُ لَجَعَلَهَا خَمْسًا».

[أخرجه أبو داود (١٥٧)، والترمذي (٩٥)، وأحمد (٢١٩١٧) باختلاف يسير، وابن ماجه (٥٥٤) مختصراً، وصححه الألباني في صحيح الجامع: 5189].

بَابُ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ

19. عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، فَيَتَوَضَّأُ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يَغْمِسُ يَدَيْهِ بِالْمَاءِ فَيُخَلِّلُ بِأَصَابِعِهِ حَتَّى يَسْتَبْرِيَ الْبَشَرَةَ فَيُخَلِّلُ أُصُولَ شَعْرِ رَأْسِهِ مُقَدِّمِهِ وَمُؤَخِّرِهِ، وَأُذُنَيْهِ ثُمَّ يُفِيضُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ غَرَفَاتٍ مِنْ إِنَاءٍ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ يُفِيضُ عَلَى جِلْدِهِ كُلِّهِ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ مُغْتَسَلِهِ غَسَلَ قَدَمَيْهِ".

[أخرجه البخاري (٢٤٨)، ومسلم (٣١٦).].

بَابُ الْحَيْضِ

20.عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فَلَا أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ فَقَالَ: «إِنَّمَا ذَلِكَ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِالْحَيْضَةِ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي» وَزَادَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: «ثُمَّ تَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ حَتَّى يَجِيءَ ذَلِكَ الْوَقْتُ».

[أخرجه البخاري (٣٠٦)، ومسلم (٣٣٣)، وأبو داود (٢٨٢)، والترمذي (١٢٥)، والنسائي (٢١٢) بنحوه، وابن ماجه (٦٢١) واللفظ له، وأحمد (٢٥٦٨١) باختلاف يسير].

بَابُ الصَّلَاةِ

21.عن يحيى بن خلاّد، عَنْ عَمٍّ، لَهُ بَدْرِيٍّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمُقُهُ -وَنَحْنُ لَا نَشْعُرُ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ جَهِدْتُ فَعَلِّمْنِي. فَقَالَ لَهُ: «إِذَا قَصَدْتَ تُرِيدُ الصَّلَاةَ فَتَوَضَّأْ فَأَحْسِنِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ، ثُمَّ ارْكَعْ فَاطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ فَاطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ قَاعِدًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ، فَافْعَلْ ذَلِكَ حَتَّى تَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِكَ» زَادَ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ: «فَإِذَا صَنَعْتَ ذَلِكَ فَقَدْ قَضَيْتَ صَلَاتَكَ، وَمَا انْتَقَصْتَ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّمَا تَنْتَقِصُهُ مِنْ صَلَاتِكَ».

[صحيح، قال الأرناؤوط في تخريج مشكل الآثار ٢٢٤٥: صحيح، وصححه الألباني في أصل صفة الصلاة ١‏/٣٢٢، وأصله في الصحيحين: أخرجه البخاري (٦٢٥١)، ومسلم (٣٩٧) باختلاف يسير، عن أبي هريرة].

22.عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ؛ فَلَا صَلَاةَ لَهُ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ».

[أخرجه أبو داود (٥٥١) مطولاً، وابن ماجه (٧٩٣) باختلاف يسير، وقال البيهقيُّ في الكبرى ٣‏/٥٧: روي مرفوعاً ومسنداً وموقوفاً والموقوف أصح، وقال الحاكم في المدخل ٧٣:  وقفه سائر أصحاب سعيد بن جبير عنه، وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الصغرى ١٧٢: حسبك بهذا الإسناد صحة].

23.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (ابن مسعود)، قَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ؛ فَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ سُنَنَ الْهُدَى، وَلَعَمْرِي لَوْ أَنَّ كُلَّكُمْ صَلَّى فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا مَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومٌ نِفَاقُهُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ الرَّجُلَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ حَتَّى يَدْخُلَ فِي الصَّفِّ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ يُحْسِنُ طُهُورَهُ فَيَعْمِدُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيُصَلِّي فِيهِ فَمَا يَخْطُو خُطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَتُهُ حَتَّى إِنْ كُنَّا لَنُقَارِبَ بَيْنَ الْخُطَا».

[أخرجه مسلم (٦٥٤)، وأبو داود (٥٥٠)، والنسائي (٨٤٩)، وابن ماجه (٧٧٧) بنحوه، وأحمد (٣٩٧٩) واللفظ له].

بَابُ الْجُمْعَةِ

24.عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ، وَغَدَا وَابْتَكَرَ، وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا».

[صحيح، أخرجه الترمذي (٤٩٦)، والنسائي (١٣٨١)، وابن ماجه (١٠٨٧)، وأحمد (١٦١٧٣) باختلاف يسير].

بَابُ الْجَنَائِزِ

25. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَى لِلنَّاسِ النَّجَاشِيَّ فَخَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى وَصَفَّ أَصْحَابَهُ خَلْفَهُ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا».

[أخرجه البخاري (١٣١٨)، ومسلم (٩٥١)، وأبو داود (٣٢٠٤)، والنسائي (١٩٧١)، وأحمد (٧٧٧٦)، ومالك في «الموطأ» (١/٢٢٦) واللفظ له].

بَابُ فَضْلِ تَشْيِيعِ الْجَنَائِزِ

26.عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَاءَ جَنَازَةً فِي أَهْلِهَا، فَتَبِعَهَا حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ مَضَى مَعَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ مِثْلَ أُحُدٍ».

[صحيح، أخرجه أحمد (١١٩٢٠) واللفظ له، وابن أبي شيبة (١١٧٤٠)، والبزار كما في «مجمع الزوائد» للهيثمي (٣/٣٢)].

بَابُ الزَّكَاةِ

27.عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ».

[أخرجه البخاري (١٤٠٥)، ومسلم (٩٧٩)، وأبو داود (١٥٥٨)، والترمذي (٦٢٦)، والنسائي (٢٤٤٥)، وابن ماجه (١٧٩٣)، وأحمد (١١٠٣٠) واللفظ له].

28.عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حُرٍّ وَعَبْدٍ، ذَكَرٍ وَأُنْثَى، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُؤَدِّي عَنْ غِلْمَانٍ لَهُ وَهُمْ غُيَّبٌ".

[أخرجه البخاري (١٥٠٣)، ومسلم (٩٨٤)، وأبو داود (١٦١١)، والترمذي (٦٧٦)، والنسائي (٢٥٠٣)، وابن ماجه (١٨٢٦)، وأحمد (٥٣٣٩) واللفظ له].

بَابُ الْحَجِّ

29. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».

[أخرجه البخاري (١٨٢٠) واللفظ له، ومسلم (١٣٥٠)].

30.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "جَاءَ جِبْرِيلُ إِبْرَاهِيمَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ؛ فَرَاحَ بِهِ إِلَى مِنًى، فَصَلَّى بِهِ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، ثُمَّ غَدَا بِهِ إِلَى عَرَفَاتٍ، فَنَزَلَ بِهِ حَيْثُ يَنْزِلُ النَّاسَ، حَتَّى إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ أَتَى بِهِ جَمْعًا فَصَلَّى بِهِ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، وَبَاتَ حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ صَلَّى الْفَجْرَ، ثُمَّ وَقَفَ كَأَسْرَعِ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، ثُمَّ أَفَاضَ بِهِ حَتَّى أَتَى مِنًى فَرَمَى الْجَمْرَةَ وَحَلَقَ، ثُمَّ أَتَى بِهِ الْبَيْتَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُحَمَّدٍ: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (النحل: 123).

[أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (٣٨٢٦)، والطبراني (١٣/٤٧٠) (١٤٣٣٧)، والبيهقي في «السنن الكبررى» (٩٩٢٣)، وفي «شعب الإيمان» (٤٠٧٥) واللفظ له، وأوله (أفاض جبريلُ بإبراهيم)، وقال البيهقيُّ في شعب الإيمان ٣‏/١٤٨٣: المحفوظ موقوفاً. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٣‏/٢٥٣ : روي بأسانيد، ورجال بعضهم رجال الصحيح].

بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

31.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رِضَا اللَّهُ فِي رِضَا الْوَالِدِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ».

[حسن لغيره، أخرجه الترمذي (١٨٩٩)، وابن حبان (٤٢٩) واللفظ له، والحاكم (٧٢٤٩)].

32.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ: «الصَّلَاةُ لِمَوَاقِيتِهَا». قَالَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ. قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ». قَالَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ. قَالَ: «ثُمَّ الْجِهَادُ». وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي".

[أخرجه البخاري (٧٥٣٤)، ومسلم (٨٥)، والنسائي (٦١١)، وأحمد (٤٢٤٣) واللفظ له].

بَابُ النَّصِيحَةِ

33. عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ» . قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَعَامَّتِهِمْ».

[أخرجه مسلم (٥٥)، وأبو داود (٤٩٤٤)، والنسائي (٤١٩٧)، وأحمد (١٦٩٤٧) واللفظ له].

بَابُ الصَّوْمِ

34.عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُعْطِيَتْ أُمَّتِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي:

أَمَّا وَاحِدَةٌ: فَإِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ، وَمَنْ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَدًا. وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَإِنَّهُمْ يُمْسُونَ وَخُلُوفُ أَفْوَاهِهِمْ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ. وَأَمَّا الثَّالِثَةُ: فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَسْتَغْفِرُ لَهُمْ فِي لَيْلِهِمْ وَنَهَارِهِمْ. وَأَمَّا الرَّابِعَةُ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْمُرُ جَنَّتَهُ أَنِ اسْتَعِدِّي وَتَزَيَّنِي لِعِبَادِي فَيُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ عَنْهُمْ نَصَبُ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا وَيَصِيرُونَ إِلَى جَنَّتِي وَكَرَامَتِي. 

وَأَمَّا الْخَامِسَةُ: فَإِذَا كَانَ آخِرُ لَيْلَةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُمْ جَمِيعًا". 

قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ: هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الْعُمَّالِ إِذَا فَرَغُوا مِنْ أَعْمَالِهِمْ وُفُّوا». قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ثِقَةٌ، وَزَيْدٌ الْعَمِّيُّ ثِقَةٌ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ ابْنُهُ لَيِّنٌ.

[ضعيف، أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (٣٦٠٣)، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة ٥٠٨١:  ضعيف].

بَابُ الْجِهَادِ

35.عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «انتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ يَخْرُجُ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الْإِيمَانُ بِي، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِي أَنَّهُ عَلَيَّ ضَامِنٌ حَتَّى أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ بِأَيِّمَا كَانَ بِقَتْلٍ أَوْ وَفَاةٍ أَوْ أَرُدَّهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ».

[أخرجه البخاري (٣٦)، ومسلم (١٨٧٦) بنحوه؛ والنسائي (٥٠٢٩) واللفظ له، وابن ماجه (٢٧٥٣)، وأحمد (٨٩٦٨) باختلاف يسير].

بَابُ صِلَةِ الرَّحِمِ

36.عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ وَيُزَادَ فِي رِزْقِهِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».

[صحيح، أخرجه أحمد (١٣٤٠١) واللفظ له، والعقيلي في «الضعفاء الكبير» (٤/١٨٩)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (٣/١٠٧)، وصححه الأرناؤوط في تخريج المسند].

بَابُ الْوَصِيَّةِ

37.عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا حَقُّ امْرِئٍ يَبِيتُ لَيْلَةً وَلَهُ شَيْءٌ يُوصِي بِهِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ».

[أخرجه البخاري (٢٧٣٨)، ومسلم (١٦٢٧)، وأبو داود (٢٨٦٢)، والنسائي (٣٦١٥)، وأحمد (٥٩٣٠) باختلاف يسير، والترمذي (٩٧٤)، وابن ماجه (٢٧٠٢) واللفظ لهما].

بَابُ الْبُيُوعِ

38.عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الْحَرَامَ كَانَ أَوْفَرَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبْهَةِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْتَعُ حَوْلَ الْحِمَى، وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي الْأَرْضِ مَحَارِمُهُ، وَمَنْ يَرْتَعْ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَجْسُرَ» وزاد بعضهم: «أَلَا إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةٌ إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلَّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ، فَمَا أَنْكَرَ قَلْبُكَ فَدَعْهُ».

[أخرجه البخاري في صحيحه (٥٢)، ومسلم (١٥٩٩)، قال البيهقي في الكبرى ٥ /٣٣٤: رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وأخرجه مسلم من أوجه عن زكريا بن أبي زائدة].

بَابُ الطَّلَاقِ

39 عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: طَلَّقْتُ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ  رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِيُرَاجِعْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ، ثُمَّ تَطْهُرَ، فَإِنَّهَا الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا».

[أخرجه البخاري (٥٢٥٢)، ومسلم (١٤٧١)، وأبو داود (٢١٨٢)، والنسائي (٣٣٩١) واللفظ له، وابن ماجه (٢٠١٩)، وأحمد (٦١٤١)].

بَابُ النَّفَقَةِ عَلَى الْعِيَالِ

40. عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَفْضَلُ دِينَارٍ دِينَارٌ أَنْفَقهُ الرَّجُلُ عَلَى عِيَالِهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقَهُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقَهُ عَلَى أَصْحَابِهِ» قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: بَدَأَ بِالْعِيَالِ، قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: «فَأَيُّ رَجُلٍ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ رَجُلٍ يَسْعَى عَلَى عِيَالٍ صِغَارٍ يُغْنِيهِمُ اللَّهُ بِهِ؟».

[أخرجه مسلم (٩٩٤)، والبخاري في «الأدب المفرد» (٧٤٨) واللفظ له]

بَابٌ (يعني في ذكر فضل من حفظ أربعين حديثاً)

41. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ كَتَبَهُ اللَّهُ فَقِيهًا».

[هذا سند واه جداً، مسلسل بالضعفاء، حجاج بن نصير ضعفه ابن معين والنسائي وابن سعد والدارقطني وغيرهم، وحفص بن جميع ضعفه أبو حاتم، وقال أبو زرعة: «ليس بالقوي». وقـال ابن حبان: «كان من يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد» 

وأبان هو ابن أي عياش، قال أحمد وابن معين والفلاس والنسائي والدارقطني : «متروك الحديث» وكان صالحاً في نفسه، وقد شدد القول فيه شعبة، وكذبه أحد وأقره يحيى، حكاه الخليلي في «الإرشاد» بسند صحيح كما قال الحافظ في «التهذيب»، وتركه يحى -يعني القطان - وعبد الرحمن -يعني ابن مهدي].

42.عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنَ السُّنَّةِ كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

[إسناده ساقط موضوع، إسحاق بن نجيح كذاب دجال خبيث، سبق الكلام عنه في تحقيق حديث أبي هريرة، وقد ساق الذهبي هذا الحديث في أباطيله، في «الميزان» (1/ 201)].







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق