فرض طلب العلم
لأبي بكر محمد بن الحُسين بن عبد الله الآجري
تحقيق أبي عبد الله عادل بن عبد الله آل حمدان
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السّلام حنُّونة
تمهيد/ العلم حياة القلوب، ورياض النفوس، وجنَّة الأرواح، به يُعرف الحق من الباطل، والحسن من القبيح، والسُّنة من البدعة، والخير من الشر، وهو النجاة لمن طلبه بصدق، وأما من طلبه للمكاثرة أو المفاخرة والرياء والسُّمعة والجدل فقد هلك وأهلك، ومن لم يكن معه علمٌ خاض في الفتن، وتنازعه الأهواء وأردته المحن.
والعلم كما قال السَّلف -إما آية محكمة، أو سُنَّةٌ قائمة، أو فريضةٌ عادلة، وهذا هو العلم الذي ينفع صاحبه في الآخرة. وكما قال سهل: العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل.
ويقول الإمام ابن رجب الحنبليِّ: "إنَّ العلم مصباحٌ يُستضاء به في ظلمة الجهل والهوى، فمن سار في طريقٍ على غير مصباح لم يأمن أن يقع في بئرٍ بوار فيعطَبْ..، قال ابن سيرين: إن قوماً تركوا العلم واتخذوا محاريب فصلوا وصاموا بغير علم، والله ما عَمِلَ أحدٌ بغيرِ علمٍ إلا كان ما يفسد أكثر مما يصلح.." (لطائف المعارف، ص 299، ت: علي عامر ياسين).
قال الله عز وجل: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه: 114). وقال جلَّ شأنه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } (المجادلة: 11).
وقال جل في علاه: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الزمر: 9).
وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (فاطر: 28).
وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (من يُرد الله به خيراً يُفقهه في الدين) وقد رُوي من حديث: ابن عباس، وأبي هريرة، ومعاوية رضي الله عنهم، فمن اصطفاه الله عز وجل لهذا الأمر فينبغي أن يتواضع ويُثابر، ولا يمنعه الحياء أو الكبر عن السؤال والاستزادة منه.
وفي الحديث، عن أبي هريرة رضي الله عنه: (من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهَّل الله له طريقاً إلى الجنَّة)، وروي أيضاً -من حديث صفون بن عسّال المُرادي، وأبي الدرداء عُويمر بن عامر، وهذا الفضل لمن حَسُنت نيته.
وهذا كتابٌ نفيس في بيان طلب العلم النافع، وفيه (70) أثراً في بيان فضل طلبه، والترغيب فيه، وما يجبُ تعلُّمه منه، وما لا يسع الطالب جهله، وفضل مجالسة العلماء، وما في موتهم من فقد العلم وذهاب أهله، والحثُّ على مجالسة من يعود نفعه عليه، في العلم والأدب ومكارم الأخلاق.
وذكر الآجري في كتابه أيضاً- الرحلة في طلب الحديث، فذكر رحلة أبي أيوب الأنصاري من المدينة إلى مصر للقاء عُقبة بن عامر، وذكر أن المقصود من الرحلة أمران:
(الأول): تحصيل علو الإسناد، وقدم السماع.
(الثاني): لقاء الحُفّاظ ومذاكرتهم، والاستفادة منهم.
وأما المنهج الذي سار عليه الإمام الآجري، فهو ذكر الحديث، والتعليق عليه بذكر معناه إجمالاً، أو فائدة تسنح، أو إشكال يحلُّه، أو مسألة يُجيب عليها، ويبدأ بما صحَّ في كل باب، ثُم يتبعه بالضعيف والواهي، إلا إن لم يكن في الباب غيره؛ فيورد الضعيف.
وقد رتَّب الإمام الآجرُّي العلوم التي يجب تحصيلها بحسب أولويتها؛ ويُمكن إجمالها في أربعة أقسام.
أ. علم (العقائد) وهو علم يتعلق بمعرفة الله تعالى وصفاته، وأصول الإيمان الخمسة، ويترتب عليه صحَّة توحيد المكلف لله عزَّ وجل، وصحه أعماله.
ب. علم (الفرائض) وهو علم ما تعبَّدنا الله به من العبادات والفرائض كالصلاة والزكاة، والحج، والصيام، الحلال والحرام والأحكام والمواريث.
ج. علم (الإخلاص)، وما طُبعت عليه النفوس، وهو كل ما يُنقِّي المُسلم به قلبه من الشواغل والصوارف والشوائب من الكبر والحسد والعُجب والحسد.
د.علم (الموبقات) وهو معرفة المحارم واجتنابها، ومعرفة مكائد الشيطان والحذر منها.
أبواب الكتاب:
1-باب فضل من فقهه الله في الدين.
2-باب فرض طلب العلم على المسلمين.
3-باب فضل طلب العلم لله عز وجل.
4-باب فضل مجالسة العلماء.
5-باب ذكر تواضع العالم والمتعلم.
6-باب ما جاء في قبض العلم واستفتاء الجُّهال.
7-باب أيُّ العلم أولى بالإنسان أن يتعلَّمه.
فهرس الفوائد:
معرفة العلم الذي يجب على الإنسان معرفته وتعلمه.
أفضل العبادة: التفقه في الدين والتفكر.
إذا أراد الله بعبدٍ خيراً: فقهه في الدين.
إذا أراد الله بعبدٍ خيراً: زهده في الدنيا.
إذا أراد الله بعبدٍ خيراً: بصره بعيوبه.
كيف صفة من فقهه الله في الدين؟
فقيهٌ واحدٌ أشدُّ على الشيطان من ألف عابد.
لا يُعذر الجاهل المفرط.
مخالفة السنة هلاك.
الذي يعمل بغير علم: يُفسد أكثر مما يُصلح.
ما هو العلم الذي يجب تعلُّمه على كل مسلم.
ما هو العلم الذي لا يُعذر أحدٌ بجهله.
من أراد التجارة فيلزمه أن يتعلم أحكامها.
معنى: (اطلبوا العلم ولو بالصين).
الرحلة في طلب العلم.
ما هو العلم الذي يُعذر الإنسان بجهله.
فضل طلب العلم لله تعالى.
تحسين النية في طلب العلم.
كيف يكون تحسين النية في طلب العلم.
صفة طُلاب العلم الذين تضع الملائكة أجنحتها لهم.
التعوذ من فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل.
وصية لقمان لابنه بمجالسة العلماء.
فضل مجالسة العلماء.
التفاضل بين مجالس الذكر ومجالس العلم.
حضور مجالس القُصّاص والجلوس إليهم.
إذا اجتمع في مسجد مجالس كثيرة لأهل العلم، فمع من تجلس؟
لا تجلس إلا مع أحد رجلين.
صفة تواضع المتعلم للعالم.
الحياء والكبر يمنعان من طلب العلم.
كيف يتواضع العالم مع من يُعلمه.
كيف يُقبض العلم.
كيف ينقص الإسلام.
الأمر بتعلم العلم؛ لأن الإنسان لا يدري ما يعرض له.
العلم كالمصباح الذي يُضيء لك الطريق.
من عرف مقدار العلم ومنزلته لم يؤثر عليه شيئاً.
العلم يخلص الإنسان من الفتن.
معنى حديث: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً من قلوب الناس…).
القرآن أول ما يبدأ به طالب العلم.
من العلم الذي لا ينبغي جهله: العلم بالحلال والحرام.
ما العلم الذي لا ينبغي أن يجهله: علم الفرائض.
ماذا يعمل من اشتغل بالقرآن ولم يستطع كتابة العلم.
صاحب القرآن ينبغي أن يُعرف بحسن خلقه.
ذكر المصنف أن له كتاباً اسمه: فضائل القرآن.
العلم ثلاث: آة، وسنة، وفريضة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق