أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 14 أبريل 2021

الأربعون النَّسوية

*مُجرَّدة الأسانيد*

أبي العباس الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز النسوي

(ت 303 هـ)

إعداد

أ. محمد ناهض عبد السَّلام حنُّونة


تمهيد/ هذا جزءٌ حديثيٌّ نفيس، اشتمل على أربعين حديثاً في أربعين باباً من أبواب الدين، من جمع الإمام العالم، أبي العباس الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء النسوي، الشيباني، صاحب المسند. وكان عالماً كبيراً: رحل في طلب العلم والحديث إلى العراق، والكوفة، والبصرة والشام. وتفقه على أبي ثور، وكان يفتي على مذهبه، وجمع المسند وأسمعه. 

وقد تضمنت هذه الأربعينات مهمات الدين، وواجبات الإسلام، وأمهات الأخلاق والأعمال، بدءاً من الإيمان، والترغيب في قضاء حوائج المسلمين وانتهاءاً بالبيع والطلاق والنفقة على العيال، وختم الكتاب بحديث (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً)، وهو حديثٌ ضعيفٌ جداً، أورده من رواية ابن عباس وأنس بن مالك رضي الله عنهما.

وجملة أبواب الكتاب سبعة وعشرين باباً، وجملة أحاديثه اثنان وأربعين حديثاً، جُلُّها صحيح عدا خمسةٍ، وهي (9: منكر، 15: إسناده ضعيف، 34: ضعيف، 41: واهٍ جداً، 42: سافطٌ موضوع).

وروى النَّسويُّ عن أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين وإسحاق بن راهويه، وحيان بن موسى، وغيرهم.

وروى عنه من أقرانه، وأهل زمانه محمد بن أبي إسحاق يعقوب الشيباني الحافظ، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبو بكر النقاش، وأبو حامد بن الشرقي. وكان مقصوداً محموداً إلى أن مات -رحمه الله- في سنة ثلاث وثلاثمائة بقرية بالوز، على ثلاث فراسخ من بلد نسا، فلذلك يقال له البالوزي. رحمه الله.

  • ذكر هذه الأربعين محذوفة الأسانيد، وتخريجها باختصار:

بَابُ الْإِيمَانِ

1.عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، قَالَ: ظَهَرَ هَاهُنَا مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ -وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ هَاهُنَا (يعني بالبصرة)- فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ، فَقَالَ أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ: لَوْ لَقِينَا بَعْضَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِي الْقَدَرِ.

فَلَقِينَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، أَحْسَبُهُ قَالَ: وَهُوَ دَاخِلٌ الْمَسْجِدَ، فَاكْتَنَفْنَاهُ أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّ أُنَاسًا ظَهَرُوا عِنْدَنَا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ، وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ، إِنَّمَا الْأَمْرُ أُنُفٌ. 

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَإِذَا لَقِيتَهُمْ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي مِنْهُمْ بَرِيءٌ، وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي. فَوَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، لَوْ كَانَ لِأَحَدِهِمْ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ، مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، ثُمَّ قَالَ: 

حدَّثَنِي عُمَرُ أَنَّهُمْ بَيْنَمَا هُمْ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَجُلٌ قَدِ اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لَا يَعْرِفُونَهُ مَنْ هُوَ، وَلَا يَرَوْنَ عَلَيْهِ أَثَرَ السَّفَرِ، فَجَلَسَ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ.

ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، قَالَ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنْ تُقِيمَ الصَّلَاةَ»، أَوْ قَالَ: «تُصَلِّيَ الْخَمْسَ»… «وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ»، قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. 

ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، فَقَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ». فَقَالَ: صَدَقْتَ. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، 

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْحَسَنَاتِ أَوْ قَالَ: الْإِحْسَانِ، وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: الْإِحْسَانِ، وَلَمْ يَشُكَّ، قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ.

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ»، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا، يَعْنِي عَلَامَتِهَا، قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ». 

قَالَ عُمَرُ: ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ لِيُعَلِّمَكُمْ دِينَكُمْ».

[أخرجه مسلم (٨)، وأبو داود (٤٦٩٥)، والترمذي (٢٦١٠)، والنسائي (٤٩٩٠) واللفظ له، وابن ماجه (٦٣)، وأحمد (٣٦٧)].

2.عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -وَعِنْدَهُ قَوْمٌ -فَذَهَبَ لِيَتَخَطَّى الْقَوْمَ فَمَنَعُوهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ: دَعُوا الرَّجُلَ. 

قَالَ: فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ؛ فَقَالَ: حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ وَحَفِظْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ».

[أخرجه البخاري (١٠)، ومسلم (٤٠) مطولاً].

3.وعن طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرُ الرَّأْسِ نَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ وَلَا نَفْقَهُ مَا يَقُولُ حَتَّى دَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ». 

فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ فَقَالَ: «لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ». 

وَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصِّيَامَ.فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ. 

قَالَ: «لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ». وَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّكَاةَ.

فَقَالَ: هَلْ عَليَّ غَيْرُهَا؟.قَالَ: «لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ».

فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلَا أُنْقِصُ مِنْهُ. 

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ». 

وفي لفظٍ: (دَخَلَ الْجَنَّةَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ).

[أخرجه البخاري (٤٦)، ومسلم (١١)، وأبو داود (٣٩١)، والنسائي (٤٥٨) واللفظ له، وأحمد (١٣٩٠)].

4.عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ لَهُ: أَلَا تَغْزُو؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ".

[أخرجه البخاري (٨)، ومسلم (١٦)، والترمذي (٢٦٠٩)، والنسائي (٥٠٠١) واللفظ له، وأحمد (٦٠١٥)].

بَابُ التَّرْغِيبِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجَ الْمُسْلِمِينَ

5.عن ابن عمر، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمَ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَشْتِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

[أخرجه الترمذي (١٤٢٦) واللفظ له، وأخرجه البخاري (٢٤٤٢)، ومسلم (٢٥٨٠)، وأبو داود (٤٨٩٣)، وأحمد (٥٦٤٦)، والنسائي في «السنن الكبرى» (٧٢٩١) باختلاف يسير، والسراج في «حديثه» (٦٧)، والبغوي في «شرح السنة» (٣٥١٨) مطولاً، وقال الزرقاني في "مختصر المقاصد" (٩٤٣) صحيح ].

بَابُ التَّشْدِيدِ فِي أَذَى الْمُسْلِمِ

6.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: «جَارٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: «شَرُّهُ».

[صحيح البخاري ٦٠١٦، وأحمد (٢٧١٦٢) واللفظ له ].

7.عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ».

[أخرجه البخاري (١٣) واللفظ له، ومسلم (٤٥)].

بَابُ التَّشْدِيدِ فِي مُخَالَفَةِ السُّنَّةِ

8.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ».

[قال الإمام النووي في الأربعين النووية 41: حسن صحيح، الحافظ ابن حجر في فتح الباري ١٣‏/٣٠٢: رجاله ثقات.وحسنه في مشكاة المصابيح، وقال الذهبي في الكبائر ٤٦٨: إسناده صحيح. وقال الوادعي في الفتاوى الحديثية ١‏/٥٧: من طريق نعيم بن حماد، وهو ضعيف هذه علة. والعلة الثانية: أنه اختلف على نعيم في شيخه. والعلة الثالثة: أنه لا يدري أسمع عقبة بن أوس من عبد الله بن عمرو أم لم يسمع؟، وضعفه الألباني في تخريج كتاب السنة ١٥، وقال في تصحيح العقائد ٢٦:  في إسناده نعيم بن حماد، وفيه ضعف، وشعيب الأرناؤوط، وابن العثيمين في مجموع الفتاوى ٩١‏/١٦ وصححه أحمد شاكر في عمدة التفسير: 1/ 533، وقال ابن باز في شرح كتاب التوحيد٢٦٤: ضعف بعض العلماء هذا الحديث ولكن معناه صحيح، وقال الحكمي في معارج القبول ٤٢٦‏/٢: إسناده صحيح].

9.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا قَبْلِي فَاسْتَجْمَعَ لَهُ أَمْرَ أُمَّتِهِ، إِلَّا كَانَ فِيهِمُ الْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ يُشَوِّشُونَ عَلَيْهِ أَمْرَ أُمَّتِهِ، أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَنْ الْمُرْجِئَةَ وَالْقَدَرِيَّةَ عَلَى لِسَانِ سَبْعِينَ نَبِيًّا».

[حديث منكر، أخرجه ابن حبان في «المجروحين» (١/٣٩٨)، وابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (٦/٢٨٨)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (١٢١٩)، وقال الذهبيُّ في سير أعلام النبلاء ١١‏/٤١٨:  منكر، وقال تلخيص العلل المتناهية ٥٠:  هذا مما نقم على سويد].

بَابُ التَّشْدِيدِ فِي تَضْيِيعِ الْأَمَانَةِ

10.عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَالَ: «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ».

[أخرجه أحمد (١٢٥٦٧)، والبزار (٧١٩٦)، وأبو يعلى (٢٨٦٣)، وصححه السيوطي في الجامع الصغير ٩٦٨٥، والألباني في صحيح الجامع ٧١٧٩، وقال الأرناؤوط في تخريج المسند ١٣٦٣٧: حسن].

بَابٌ فِي التَّشْدِيدِ فِي الْكَذِبِ وَالْخِيَانَةِ

11. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ» ، زَادَ إِبْرَاهِيمُ بن الحجاج: «وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ»: «مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ».

[أخرجه أحمد (١٠٩٣٨)، والبزار (٧٨٤٣) واللفظ له، وابن حبان (٢٥٧)، وقال البزار في الأحكام الشرعية الكبرى ٣‏/١٩١:  تفرد به حماد عن داود. والحديث له شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن].

بَابُ الْأَعْمَالِ بِالنِّيَّةِ

12.عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ».

[أخرجه مسلم في صحيحه: ١٩٠٧، والنسائي في سننه ٣٨٠٣].

بَابُ الْوُضُوءِ

13.عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلُ بِقَدْرِ الصَّاعِ، وَيَتَوَضَّأُ بِقَدْرِ الْمُدِّ».

[أخرجه أبو داود (٩٢)، والنسائي (٣٤٧)، وابن ماجه (٢٦٨)، وأحمد (٢٥٩٧٥) واللفظ له، وقال العيني في نخب الأفكار ٨‏/٢٤٠: إسناده صحيح، وقال الأرناؤوط في تخريج المسند ٥٩٧٦ :  صحيح].

14.عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: أَتَيْنَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَقَدْ صَلَّيْنَا الظُّهْرَ، فَدَعَا بِطُهُورٍ قُلْنَا: مَا يَصْنَعُ بِالطُّهُورِ وَقَدْ صَلَّى، مَا يُرِيدُ إِلَّا لِيُعَلِّمَنَا، قَالَ: فَدَعَا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَطَسْتٍ.

قَالَ: وَصَبَّ مِنَ الْإِنَاءِ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَغْمِسَهُمَا فِي الْإِنَاءِ ثُمَّ مَضْمَضَ ثَلَاثًا وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، وَتَمَضْمَضَ مِنَ الْكَفِّ الَّذِي يَأْخُذُ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَيَدَهُ الْيُمْنَى ثَلَاثًا وَيَدَهُ الْيُسْرَى ثَلَاثًا.

ثُمَّ جَعَلَ يَدَهُ فِي الْمَاءِ ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى ثَلَاثًا ثُمَّ رِجْلَهُ الشِّمَالَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ طُهُورَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ هَذَا".

[أخرجه أبو داود (١١١)، والنسائي (٩٢)، وأحمد (١٣٢٣) واللفظ له،

وقال البغوي في شرح السنة ١‏/٣١٥:  حسن، وقال أحمد شاكر في تخريج المسند 2/ 334، والأرناؤوط 1324: إسناده صحيح].

15.عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً مَرَّةً وَقَالَ: «هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ الصَّلَاةَ إِلَّا بِهِ»، ثُمَّ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ وَقَالَ: «هَذَا وُضُوءُ مَنْ يُضَاعِفُ اللَّهُ لَهُ الْأَجْرَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ»، ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا وَقَالَ: «هَذَا وَضُوئِي وَوُضُوءُ الْمُرْسَلِينَ مِنْ قَبْلِي».

[إسناده ضعيف، أخرجه ابن ماجه (٤١٩) بنحوه، وأحمد (٥٧٣٥) مختصراً، والبيهقي في «الخلافيات» (٢٨٤) واللفظ له، وقال البيهقي في السنن الكبرى للبيهقي ١‏/٨٠:  تفرد به المسيب بن واضح وليس بالقوي،

وقال الدارقطني في تنقيح التحقيق ١‏/٢٢٠:  فيه المسيَب بن واضح عن حفص، ضعيف، وقال الزيلعي في نصب الراية ١‏/٢٩:  ضعيف، وقال الحافظ ابن حجر في الدراية ١‏/٢٥:  إسناده ضعيف، وقال الألباني في إرواء الغليل ١‏/١٣٤: إسناده ضعيف].

16.عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ».

[قال البيهقي في السُّنن ١/ ٣٥١: أبو المليح هو ابن أسامة بن عمير الهذلي، أخرجه أبو داود ٥٩، وابن ماجه ٢٧١، والنسائي ١٣٩، والدارمي ٧١٣، وصححه الألباني].

17.، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ فَمَضْمَضَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ فِيهِ، فَإِذَا اسْتَنْثَرَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ أَنْفِهِ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ وَجْهِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ يَدَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ يَدَيْهِ، فَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رَأْسِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أُذُنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رِجْلَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ رِجْلَيْهِ» قَالَ: «ثُمَّ كَانَ مَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَصَلَاتُهُ نَافِلَةً لَهُ».

[أخرجه النسائي (١٠٣)، وابن ماجه (٢٨٢)، وأحمد (١٩٠٩١)، ومالك في «الموطأ» (٣٠) باختلاف يسير، وصححه الألباني في صحيح الترغيب: ١٨٥].

بَابُ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ

18.عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمَسْحِ، فَقَالَ: «لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ». زَادَ شَرِيكٌ: «لَوِ اسْتَزَادَهُ لَجَعَلَهَا خَمْسًا».

[أخرجه أبو داود (١٥٧)، والترمذي (٩٥)، وأحمد (٢١٩١٧) باختلاف يسير، وابن ماجه (٥٥٤) مختصراً، وصححه الألباني في صحيح الجامع: 5189].

بَابُ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ

19. عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، فَيَتَوَضَّأُ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يَغْمِسُ يَدَيْهِ بِالْمَاءِ فَيُخَلِّلُ بِأَصَابِعِهِ حَتَّى يَسْتَبْرِيَ الْبَشَرَةَ فَيُخَلِّلُ أُصُولَ شَعْرِ رَأْسِهِ مُقَدِّمِهِ وَمُؤَخِّرِهِ، وَأُذُنَيْهِ ثُمَّ يُفِيضُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ غَرَفَاتٍ مِنْ إِنَاءٍ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ يُفِيضُ عَلَى جِلْدِهِ كُلِّهِ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ مُغْتَسَلِهِ غَسَلَ قَدَمَيْهِ".

[أخرجه البخاري (٢٤٨)، ومسلم (٣١٦).].

بَابُ الْحَيْضِ

20.عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فَلَا أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ فَقَالَ: «إِنَّمَا ذَلِكَ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِالْحَيْضَةِ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي» وَزَادَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: «ثُمَّ تَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ حَتَّى يَجِيءَ ذَلِكَ الْوَقْتُ».

[أخرجه البخاري (٣٠٦)، ومسلم (٣٣٣)، وأبو داود (٢٨٢)، والترمذي (١٢٥)، والنسائي (٢١٢) بنحوه، وابن ماجه (٦٢١) واللفظ له، وأحمد (٢٥٦٨١) باختلاف يسير].

بَابُ الصَّلَاةِ

21.عن يحيى بن خلاّد، عَنْ عَمٍّ، لَهُ بَدْرِيٍّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمُقُهُ -وَنَحْنُ لَا نَشْعُرُ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ جَهِدْتُ فَعَلِّمْنِي. فَقَالَ لَهُ: «إِذَا قَصَدْتَ تُرِيدُ الصَّلَاةَ فَتَوَضَّأْ فَأَحْسِنِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ، ثُمَّ ارْكَعْ فَاطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ فَاطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ قَاعِدًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ، فَافْعَلْ ذَلِكَ حَتَّى تَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِكَ» زَادَ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ: «فَإِذَا صَنَعْتَ ذَلِكَ فَقَدْ قَضَيْتَ صَلَاتَكَ، وَمَا انْتَقَصْتَ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّمَا تَنْتَقِصُهُ مِنْ صَلَاتِكَ».

[صحيح، قال الأرناؤوط في تخريج مشكل الآثار ٢٢٤٥: صحيح، وصححه الألباني في أصل صفة الصلاة ١‏/٣٢٢، وأصله في الصحيحين: أخرجه البخاري (٦٢٥١)، ومسلم (٣٩٧) باختلاف يسير، عن أبي هريرة].

22.عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ؛ فَلَا صَلَاةَ لَهُ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ».

[أخرجه أبو داود (٥٥١) مطولاً، وابن ماجه (٧٩٣) باختلاف يسير، وقال البيهقيُّ في الكبرى ٣‏/٥٧: روي مرفوعاً ومسنداً وموقوفاً والموقوف أصح، وقال الحاكم في المدخل ٧٣:  وقفه سائر أصحاب سعيد بن جبير عنه، وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الصغرى ١٧٢: حسبك بهذا الإسناد صحة].

23.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (ابن مسعود)، قَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ؛ فَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ سُنَنَ الْهُدَى، وَلَعَمْرِي لَوْ أَنَّ كُلَّكُمْ صَلَّى فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا مَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومٌ نِفَاقُهُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ الرَّجُلَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ حَتَّى يَدْخُلَ فِي الصَّفِّ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ يُحْسِنُ طُهُورَهُ فَيَعْمِدُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيُصَلِّي فِيهِ فَمَا يَخْطُو خُطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَتُهُ حَتَّى إِنْ كُنَّا لَنُقَارِبَ بَيْنَ الْخُطَا».

[أخرجه مسلم (٦٥٤)، وأبو داود (٥٥٠)، والنسائي (٨٤٩)، وابن ماجه (٧٧٧) بنحوه، وأحمد (٣٩٧٩) واللفظ له].

بَابُ الْجُمْعَةِ

24.عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ، وَغَدَا وَابْتَكَرَ، وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا».

[صحيح، أخرجه الترمذي (٤٩٦)، والنسائي (١٣٨١)، وابن ماجه (١٠٨٧)، وأحمد (١٦١٧٣) باختلاف يسير].

بَابُ الْجَنَائِزِ

25. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَى لِلنَّاسِ النَّجَاشِيَّ فَخَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى وَصَفَّ أَصْحَابَهُ خَلْفَهُ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا».

[أخرجه البخاري (١٣١٨)، ومسلم (٩٥١)، وأبو داود (٣٢٠٤)، والنسائي (١٩٧١)، وأحمد (٧٧٧٦)، ومالك في «الموطأ» (١/٢٢٦) واللفظ له].

بَابُ فَضْلِ تَشْيِيعِ الْجَنَائِزِ

26.عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَاءَ جَنَازَةً فِي أَهْلِهَا، فَتَبِعَهَا حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ مَضَى مَعَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ مِثْلَ أُحُدٍ».

[صحيح، أخرجه أحمد (١١٩٢٠) واللفظ له، وابن أبي شيبة (١١٧٤٠)، والبزار كما في «مجمع الزوائد» للهيثمي (٣/٣٢)].

بَابُ الزَّكَاةِ

27.عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ».

[أخرجه البخاري (١٤٠٥)، ومسلم (٩٧٩)، وأبو داود (١٥٥٨)، والترمذي (٦٢٦)، والنسائي (٢٤٤٥)، وابن ماجه (١٧٩٣)، وأحمد (١١٠٣٠) واللفظ له].

28.عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حُرٍّ وَعَبْدٍ، ذَكَرٍ وَأُنْثَى، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُؤَدِّي عَنْ غِلْمَانٍ لَهُ وَهُمْ غُيَّبٌ".

[أخرجه البخاري (١٥٠٣)، ومسلم (٩٨٤)، وأبو داود (١٦١١)، والترمذي (٦٧٦)، والنسائي (٢٥٠٣)، وابن ماجه (١٨٢٦)، وأحمد (٥٣٣٩) واللفظ له].

بَابُ الْحَجِّ

29. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».

[أخرجه البخاري (١٨٢٠) واللفظ له، ومسلم (١٣٥٠)].

30.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "جَاءَ جِبْرِيلُ إِبْرَاهِيمَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ؛ فَرَاحَ بِهِ إِلَى مِنًى، فَصَلَّى بِهِ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، ثُمَّ غَدَا بِهِ إِلَى عَرَفَاتٍ، فَنَزَلَ بِهِ حَيْثُ يَنْزِلُ النَّاسَ، حَتَّى إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ أَتَى بِهِ جَمْعًا فَصَلَّى بِهِ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، وَبَاتَ حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ صَلَّى الْفَجْرَ، ثُمَّ وَقَفَ كَأَسْرَعِ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، ثُمَّ أَفَاضَ بِهِ حَتَّى أَتَى مِنًى فَرَمَى الْجَمْرَةَ وَحَلَقَ، ثُمَّ أَتَى بِهِ الْبَيْتَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُحَمَّدٍ: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (النحل: 123).

[أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (٣٨٢٦)، والطبراني (١٣/٤٧٠) (١٤٣٣٧)، والبيهقي في «السنن الكبررى» (٩٩٢٣)، وفي «شعب الإيمان» (٤٠٧٥) واللفظ له، وأوله (أفاض جبريلُ بإبراهيم)، وقال البيهقيُّ في شعب الإيمان ٣‏/١٤٨٣: المحفوظ موقوفاً. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٣‏/٢٥٣ : روي بأسانيد، ورجال بعضهم رجال الصحيح].

بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

31.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رِضَا اللَّهُ فِي رِضَا الْوَالِدِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ».

[حسن لغيره، أخرجه الترمذي (١٨٩٩)، وابن حبان (٤٢٩) واللفظ له، والحاكم (٧٢٤٩)].

32.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ: «الصَّلَاةُ لِمَوَاقِيتِهَا». قَالَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ. قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ». قَالَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ. قَالَ: «ثُمَّ الْجِهَادُ». وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي".

[أخرجه البخاري (٧٥٣٤)، ومسلم (٨٥)، والنسائي (٦١١)، وأحمد (٤٢٤٣) واللفظ له].

بَابُ النَّصِيحَةِ

33. عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ» . قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَعَامَّتِهِمْ».

[أخرجه مسلم (٥٥)، وأبو داود (٤٩٤٤)، والنسائي (٤١٩٧)، وأحمد (١٦٩٤٧) واللفظ له].

بَابُ الصَّوْمِ

34.عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُعْطِيَتْ أُمَّتِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي:

أَمَّا وَاحِدَةٌ: فَإِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ، وَمَنْ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَدًا. وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَإِنَّهُمْ يُمْسُونَ وَخُلُوفُ أَفْوَاهِهِمْ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ. وَأَمَّا الثَّالِثَةُ: فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَسْتَغْفِرُ لَهُمْ فِي لَيْلِهِمْ وَنَهَارِهِمْ. وَأَمَّا الرَّابِعَةُ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْمُرُ جَنَّتَهُ أَنِ اسْتَعِدِّي وَتَزَيَّنِي لِعِبَادِي فَيُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ عَنْهُمْ نَصَبُ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا وَيَصِيرُونَ إِلَى جَنَّتِي وَكَرَامَتِي. 

وَأَمَّا الْخَامِسَةُ: فَإِذَا كَانَ آخِرُ لَيْلَةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُمْ جَمِيعًا". 

قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ: هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الْعُمَّالِ إِذَا فَرَغُوا مِنْ أَعْمَالِهِمْ وُفُّوا». قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ثِقَةٌ، وَزَيْدٌ الْعَمِّيُّ ثِقَةٌ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ ابْنُهُ لَيِّنٌ.

[ضعيف، أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (٣٦٠٣)، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة ٥٠٨١:  ضعيف].

بَابُ الْجِهَادِ

35.عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «انتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ يَخْرُجُ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الْإِيمَانُ بِي، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِي أَنَّهُ عَلَيَّ ضَامِنٌ حَتَّى أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ بِأَيِّمَا كَانَ بِقَتْلٍ أَوْ وَفَاةٍ أَوْ أَرُدَّهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ».

[أخرجه البخاري (٣٦)، ومسلم (١٨٧٦) بنحوه؛ والنسائي (٥٠٢٩) واللفظ له، وابن ماجه (٢٧٥٣)، وأحمد (٨٩٦٨) باختلاف يسير].

بَابُ صِلَةِ الرَّحِمِ

36.عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ وَيُزَادَ فِي رِزْقِهِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».

[صحيح، أخرجه أحمد (١٣٤٠١) واللفظ له، والعقيلي في «الضعفاء الكبير» (٤/١٨٩)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (٣/١٠٧)، وصححه الأرناؤوط في تخريج المسند].

بَابُ الْوَصِيَّةِ

37.عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا حَقُّ امْرِئٍ يَبِيتُ لَيْلَةً وَلَهُ شَيْءٌ يُوصِي بِهِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ».

[أخرجه البخاري (٢٧٣٨)، ومسلم (١٦٢٧)، وأبو داود (٢٨٦٢)، والنسائي (٣٦١٥)، وأحمد (٥٩٣٠) باختلاف يسير، والترمذي (٩٧٤)، وابن ماجه (٢٧٠٢) واللفظ لهما].

بَابُ الْبُيُوعِ

38.عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الْحَرَامَ كَانَ أَوْفَرَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبْهَةِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْتَعُ حَوْلَ الْحِمَى، وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي الْأَرْضِ مَحَارِمُهُ، وَمَنْ يَرْتَعْ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَجْسُرَ» وزاد بعضهم: «أَلَا إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةٌ إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلَّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ، فَمَا أَنْكَرَ قَلْبُكَ فَدَعْهُ».

[أخرجه البخاري في صحيحه (٥٢)، ومسلم (١٥٩٩)، قال البيهقي في الكبرى ٥ /٣٣٤: رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وأخرجه مسلم من أوجه عن زكريا بن أبي زائدة].

بَابُ الطَّلَاقِ

39 عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: طَلَّقْتُ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ  رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِيُرَاجِعْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ، ثُمَّ تَطْهُرَ، فَإِنَّهَا الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا».

[أخرجه البخاري (٥٢٥٢)، ومسلم (١٤٧١)، وأبو داود (٢١٨٢)، والنسائي (٣٣٩١) واللفظ له، وابن ماجه (٢٠١٩)، وأحمد (٦١٤١)].

بَابُ النَّفَقَةِ عَلَى الْعِيَالِ

40. عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَفْضَلُ دِينَارٍ دِينَارٌ أَنْفَقهُ الرَّجُلُ عَلَى عِيَالِهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقَهُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقَهُ عَلَى أَصْحَابِهِ» قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: بَدَأَ بِالْعِيَالِ، قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: «فَأَيُّ رَجُلٍ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ رَجُلٍ يَسْعَى عَلَى عِيَالٍ صِغَارٍ يُغْنِيهِمُ اللَّهُ بِهِ؟».

[أخرجه مسلم (٩٩٤)، والبخاري في «الأدب المفرد» (٧٤٨) واللفظ له]

بَابٌ (يعني في ذكر فضل من حفظ أربعين حديثاً)

41. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ كَتَبَهُ اللَّهُ فَقِيهًا».

[هذا سند واه جداً، مسلسل بالضعفاء، حجاج بن نصير ضعفه ابن معين والنسائي وابن سعد والدارقطني وغيرهم، وحفص بن جميع ضعفه أبو حاتم، وقال أبو زرعة: «ليس بالقوي». وقـال ابن حبان: «كان من يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد» 

وأبان هو ابن أي عياش، قال أحمد وابن معين والفلاس والنسائي والدارقطني : «متروك الحديث» وكان صالحاً في نفسه، وقد شدد القول فيه شعبة، وكذبه أحد وأقره يحيى، حكاه الخليلي في «الإرشاد» بسند صحيح كما قال الحافظ في «التهذيب»، وتركه يحى -يعني القطان - وعبد الرحمن -يعني ابن مهدي].

42.عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنَ السُّنَّةِ كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

[إسناده ساقط موضوع، إسحاق بن نجيح كذاب دجال خبيث، سبق الكلام عنه في تحقيق حديث أبي هريرة، وقد ساق الذهبي هذا الحديث في أباطيله، في «الميزان» (1/ 201)].







الأحد، 11 أبريل 2021

الأربعون في الحثِّ على الجهاد -تصنيف: أبي القاسم علي بن الحسن (ابن عساكر)

الأربعون في الحثِّ على الجهاد

تصنيف: أبي القاسم علي بن الحسن (ابن عساكر)

449 -571 هـ

تحقيق: عبد الله بن يوسف

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنُّونة


تمهيد/ إن النفس البشرية -بطبعها -تميل إلى الراحة والدعة، وتكره المشقَّة والتعب، لذا تراه ينفر من التكاليف الكثيرة، ويتنصل من تحمل مسؤولياته تجاه الآخرين، ولكن المسلم الصادق يعلم أن هذه الحياة فانية، وأنه زائلٌ عنها لا محالة، مع يقينه العظيم بما أعدَّه الله لعباده الصالحين مما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر. 

ولذا كانت محطَّة الجهاد والتضحية من أعظم المحطات التي يُثبت فيها المرء صدقه في طلب لقاء الله عز وجل، وابتغاء رضوانه، {وما عند الله خيرٌ للأبرار}، {وما عند الله خير وأبقى}، {وما عندكم ينفد وما عند الله باق}، {ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله}، و{ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون}، فكان لا بُدّ أن يُضحي المسلم ببعض أسباب الراحة هنا ليتنعم بالراحة الدائمة هناك، كما قال عز وجل: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (البقرة: 216).

وقد كان الرسول قدوةً للمجاهدين في قوَّته، وبسالته، وشجاعته، وخوضه المعارك، وتخطيطه للحروب، وتنظيمه للصفوف، وبعثه الجيوش، والسرايا والكتائب، وإرساله الصحابة لتنفيذ العمليات النوعية والخاطفة، وتنفيذه المناورات القتالية التي تُرهب الأعداء، كل ذلك نقرأه في سيرته العطرة الزكيَّة، فكان صلى الله عليه وسلم يبذل وقته وماله ونفسه في سبيل الله عز وجل، وكان مثالاً عظيماً في الجهاد والتربية والدعوة، صلى الله عليه وسلم.

وهذه أربعون حديثاً جمعها الإمام الحافظ ثقة الدين أبو القاسم علي بن الحسن بن عساكر الدمشقي الشَّافعي؛ بطلبٍ من السُّلطان نور الدين محمود بن أتابك زنكي التُّركي، الملقب بالملك العادل (511 -569 هـ)، وطلب منه أن تكون هذه الأحاديث المجموعة واضحة المتن متصلة الإسناد، تكون تحريضاً للمجاهدين، في حربهم مع الصليبيين، 

وبعض هذه الأربعين أحاديث لا تصح، بل إنَّ منها حديثان موضوعان (26، 34)، وثلاثة أحاديث ضعيفة جداً (15، 16، 36)، وأما الضعيف المحتمل فثلاثة أحاديث (19، 30، 33).

وقد جمع الباحث في مقدمة كتابه طرق حديث (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً) عن ثلاثة عشر صحابيا، وبين أنها لا تعدو في أحسن أحوالها أن تكون شديدة الضعف. وكذلك فعل أحمد بن الصديق الغماري، الذي جمع طرق هذا الحديث في جزء بعنوان (إرشاد المـربعين إلـى طرق حديث الأربعين)

ونذكر هنا إسناد ابن عساكر إلى هذا الحديث، وتعليق المُحقِّق عليه.

 قال رحمه الله: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَدِيبُ بِأَصْبَهَانَ، أَنا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بن ابراهيم بن الْمقري، انا أبو يعلى احمد بن عَلِيٍّ ثَنَا عَمْرُو بْنُ حُصَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عُلاثَةَ، عَنْ خَصِيفٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَتِّي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا فِيمَا يَنْفَعُهُمْ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى العابد سبعين دَرَجَةً اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ)

وهذا حديثٌ موضوع، وإسناد المصنِّف مُظلم، وعمرو بن الحصين هذا، قال فيه أبو حاتم: ذاهبُ الحديث، وقال أبو زرعة: واهٍ، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن عدي: حدَّث عن الثقات بغير ما حديثٍ منكر، وهو مظلم الحديث. وقال الخطيب: "كذاب"، وقال الذهبيُّ في حديثه هذا: الظاهر أنَّه من وضع ابن حُصين. زاد ابن الجوزي في "العلل": إعلال الخبر بابن علاثة -واسمه محمد بن عبد الله بن علاثة -لم يُصب في ذلك، لأن من تتبع الأحاديث التي أنكرت عليه وجد النكارة فيها من قبل من روى عنه، ومن أجل ذلك قال فيه الحافظ: صدوقٌ يُخطئ.

والحديث رواه أيضاً الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 173)، وابن عدي كما في "الميزان" (3/ 253)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/ 43)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 114)، والبكري في "الأربعين" (ص 38)، والذهبي في "الميزان" (3/ 595) من طريق عمرو بن الحصين به. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، أخرجها ابن عبد البر (1/ 44)، وابن الجوزي (1/ 114) لكن فيه خالد بن إسماعيل المخزومي، قال ابن عدي: يضع الحديث.

ذكر الأحاديث الأربعين محذوفة الأسانيد.وذكر حكم المحقق عليها باختصار:

1. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (إِيمَانٌ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) فَسُئِلَ ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: (ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: (حَجٌّ مَبْرُورٌ). 

[صحيح على شرط مسلم].

2.عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا وَأَغْلاهَا ثَمَنًا)، قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَجِدْ؟ قَالَ: (تعْيين ضَائِعًا أَوْ تَصْنَعُ لأَخْرَقَ)، قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ؟ قَالَ: (تَكُفُّ أَذَاكَ عَنِ النَّاسِ فَإِنَّهَا صَدَقَة تصدق بهَا نَفسك). 

[إسناده صحيح].

3.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: (أَنْ تُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ لِمَوَاقِيتِهَا) قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: (بِرُّ الْوَالِدَيْنِ)، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: (الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي.

 [إسناده صحيح].

4.عن النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مِنْبَر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْجُمُعَة؛ فَقَالَ رَجُلٌ: مَا أُبَالِي أَنْ لَا أَعْمَلَ عَمَلا بَعْدَ الإِسْلامِ إِلا أَنْ أَسْقِيَ الْحَاجَّ. وَقَالَ الآخَرُ: لَا أُبَالِي أَنْ لَا أَعْمَلَ عَمَلا بَعْدَ الإِسْلامِ إِلا أَنْ أُعَمِّرَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ. وَقَالَ الآخَرُ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَفْضَلُ مِمَّا قُلْتُمْ؛ فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَقَالَ: لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وَهُوَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ -وَلَكِنْ إِذَا صَلَّيْتُ الْجُمُعَةَ دخلت فاستفتيه فِيمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (التَّوْبَة 19)

 [إسناده صحيح].

5.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ قَالَ: تَذَاكَرْنَا بَيْنَنَا فَقُلْنَا أَيُّكُمْ يَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: فَهِبْنَا أَنْ يَقُومَ مِنَّا أَحَدٌ. قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا رَجُلا حَتَّى جَمَعَنَا؛ فَجَعَلَ يُشِيرُ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، فَقَرَأَ عَلَيْنَا: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا [يعني سورة الصَّف]، فَتَلاهَا عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ، مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، قَالَ هِلالٌ فَتَلاهَا عَلَيْنَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، قَالَ يَحْيَى فَتَلاهَا عَلَيْنَا هِلالٌ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، قَالَ الأَوْزَاعِيُّ فَتَلاهَا عَلَيْنَا يَحْيَى مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى اخرها. 

[حديث صحيح، وإسناد المصنف ضعيف من أجل سعيد بن رحمة، والراوي عنه].

6. عن الْحَارِثَ الأَشْعَرِيَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلامُ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ يَعْمَلُ بِهِنَّ وَيَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ بِهِنَّ، وَأَنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ لَهُ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ تَعْمَلُ بِهِنَّ وَتَأْمُرُ بِهِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ بِهِنَّ ....). وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَأَنَا آمركُم بِخمْس أَمرنِي الله بِهن: الْجَمَاعَة والسمع وَالطَّاعَةِ، وَالْهِجْرَةِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَمَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ خَلَعَ يَعْنِي رِبْقَةَ الإِسْلامِ مِنْ رَأْسِهِ إِلا أَنْ يَرْجِعَ وَمْن دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى).

[حديث صحيح، وإسناد المصنف جيد، ومن فوق أبي يعلى ثقات، رجال مسلم].

7.عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: (رَجُلٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، وَرَجُلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَعْبُدُ رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ). 

[سنده صحيح، بقية رجاله رجال الصحيح].

8.عن أبي هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي عَمَلا يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: (لَا أَجِدُهُ) قَالَ: (هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ لَا تَفْتُرُ، وَتَصُومَ وَلا تُفْطِرُ) قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدِ يَسْتَنُّ -أي يسير بنشاط -فِي طُولِهِ -في حبله في المرعى -فَيُكْتَبُ لَهُ حَسَنَات. 

[سنده صحيح، وبقية رجاله ثقات].

9.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِم الرائم الَّذِي لَا يَفْتُرُ صَلاةً وَلا صِيَامًا حَتَّى يَرْجِعَ).

[سنده صحيح، رجاله ممن فوق إبراهيم رجال الصحيح، واسم أبي الزناد: عبد الله بن ذكوان، والأعرج: عبد الرحمن بن هرمز].

10.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَضَمَّنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخرجهُ إِلَّا يجهاد فِي سَبِيلِي وَإِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرَسُولِي؛ فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ أُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ كُلِمَ لَوْنُهُ لون الدَّم وريحه ريح الْمسك، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيل الله ابداً، وَلَكِن لا أجد سَعَةً وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَوَدِدْت أَنْ أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلَ ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ).

[إسناده صحيح، رجاله ثقات، وهو على شرط الشيخين].

11. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَا أَبَا سَعِيدٍ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ)، قَالَ: فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَفَعَلَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَأَخْرَى يَرْفَعُ اللَّهُ بِها الْعَبْدَ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)، قَالَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) 

[سنده صحيح، ومن فوق أبي عوانة رجال الصحيح].

12.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فِي الْجَنَّةِ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ؛ فَإِنَّهُ وَسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ). قال المصنف: هذا حديث حسن. 

و[إسناده لا بأس به، ورجاله ممن فوق أبي بكر القطان رجال الشيخين، غير أحمد بن الأزهر وهو ثقة، وفليح بن سليمان وإن روى له الشيخان؛ فإنهم تكلموا في حفظه، وضعفه ابن معين وغيره من أجل ذلك، وابن أبي عمرة اسمه عبد الرحمن].

13.عَن عمرَان ابْن حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَقَامُ الرَّجُلِ فِي الصَّفِّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الرَّجُلِ سِتِّينَ سنة) قال المصنف: حديث حسن.

[وهو حسن كما قاله، لكن: لا لذاته، وإنما لغيره، من أجل ضعف عبد الله بن صالح، فإنه وإن روى له البخاري، فإن في حديثه ضعفاً، والحسن اختلف في سماعه من عمران بن حصين، فنفاه يحيى القطان وغيره، وأثبته بهز بن أسد وغيره، وعلى كل فإنه مدلس لا يُقبل خبره؛ حتى يُصرح بالتحديث، وقد عنعن هنا].

14. عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا شَحَبَ وَجْهٌ، وَلا اغْبَرَّتْ قَدَمٌ فِي عَمَلٍ يُبْتَغَى بِهِ دَرَجَاتُ الْجَنَّةِ بَعْدَ الصَّلاةِ الْمَفْرُوضَةِ، كَجِهَادٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلا ثَقُلَ مِيزَانُ عَبْدٍ كَدَابَّةٍ تَنْفُقُ لَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اَوْ يحمل عَلَيْهَا فِي سَبِيل الله).

[حديث حسن، وإسناد المؤلف ضعيف، من أجل الكلام في الإسناد إلى ابن المبارك، وهو في كتاب "الجهاد" له، بالإسناد المذكور إليه رقم (31)، وقد تُوبع عليه].

15.عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ مِنْ سَرَايَاهُ، قَالَ: فَمَرَّ رَجُلٌ بِغَارٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، قَالَ فَحَدَّثَ نَفْسَهُ بِأَنْ يُقِيمَ فِي ذَلِكَ الْغَارِ، فَيُقَوِّتُهُ مَا كَانَ فِيهِ من مَاء، ويطيب مَا حَوْلَهُ مِنَ الْبَقْلِ، وَيَتَخَلَّى مِنَ الدُّنْيَا، قَالَ: لَوْ أَنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَإِنْ يَأْذَنْ لِي فَعَلْتُ، وَإِلا لَمْ أَفْعَلْ؛ فَأَتَاهُ فَأخبره... قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ بِالْيَهُودِيَّةِ وَلا بِالنَّصْرَانِيَّةِ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ بالحنفية السَّمْحَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَغَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَمَقَامُ أَحَدِكُمْ فِي الصَّفِّ خَيْرٌ مِنْ صَلاتِهِ سِتِّينَ سَنَةً).

[سنده ضعيفٌ جداً، فيه علي بن زيد الألهاني، وهو متروك، ومعان بن رفاعة لين الحديث].

16.عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ غَزَا غَزْوَة فِي سَبِيل الله عز وَجل؛ فَقَدْ أَدَّى إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيعَ طَاعَتِهِ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ بِثَوَابِ اللَّهِ وَمَنْ شَاءَ فليكفر {إِنَّا أَعْتَدْنَا للظالمين نَاراً}) قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَبَعْدَ هَذَا الْحَدِيثِ مَنْ يَدَعُ الْجِهَادَ وَيَقْعُدُ؟ قَالَ: (مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا، قَوْمٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، لَا يَرَوْنَ الْجِهَادَ، وَقَدِ اتَّخَذَ رَبِّي عِنْدَهُ عَهْدًا لَا يُخْلَفُ أَيُّمَا عَبْدٍ لَقِيَهُ وَهُوَ يَرَى ذَلِكَ: أَنْ يُعَذِّبَهُ عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ).

[سنده واهٍ، القاسم بن بهرام، قال عنه الذهبي: له عجائب، وهّاه ابن حبان وغيره].

17.عن أبي موسى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْت ظِلالِ السُّيُوفِ) قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ رَثُّ الْهَيْئَةِ؛ فَقَالَ يَا أَبَا مُوسَى أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فَرجع الى اصحابه إِلَى أَصْحَابِهِ؛ فَقَالَ: أَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ، ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ، فَأَلْقَاهُ ثُمَّ مَشَى بِسَيْفِهِ إِلَى الْعَدُوِّ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. 

[سنده صحيح].

18.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ فِي الْمُرَابِطَةِ فَفَزِعُوا، فَخَرَجُوا إِلَى السَّاحِلِ، ثُمَّ قِيلَ: لَا بَأْسَ فَانْصَرَفَ النَّاسُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَاقِفٌ، فَمَرَّ بِهِ إِنْسَانٌ فَقَالَ: مَا يُوقِفُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الأَسْوَدِ).

[حديث صحيح، وسند المصنف جيد، وباقي رجاله ثقات، رجال الشيخين، غير الترقفي، وهو ثقة، وقد قيل: إن مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة، والصحيح ثبوت سماعه منه كما في "ٍنن أبي داود" (4158)، والبيهقي (7/ 270)].

19. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ تَبُوكَ خَطَبَ النَّاسَ وَهُوَ مُضِيفٌ ظَهْرَهُ إِلَى نَخْلَةٍ؛ فَقَالَ: (أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ وَشَرِّ النَّاسِ، إِنَّ من خير النَّاس رجل عَمِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَلَى فَرَسِهِ أَوْ عَلَى بَعِيرِهِ أَوْ عَلَى قَدَمَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْت وَهُوَ على ذَلِك، وَإِن شَرّ النَّاس فَاجر جريء يَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ لَا يَرْعَوِي إِلَى شَيْءٍ مِنْهُ).

[سنده ضعيف، من أجل أبي الخطاب، فإنه مصريٌّ مجهول، لم يرو عنه غير أبي الخير].

20.عن أبي أُمَامَةَ يُخْبِرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ لَمْ يَغْزُ أَوْ يُجَهِّزْ غَازِيًا أَوْ يَخْلُفْ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ أَصَابَهُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).

[سنده حسن، وباقي رجاله ثقات، غير القاسم بن عبد الرحمن، وهو صاحب أبي أمامة؛ فإنه صدوقٌ حسن الحديث].

21.عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلا الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ يَنْمُو لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَيُؤَمَّنُ مِنْ فَتَّانِ الْقَبْرِ).

[سنده صحيح].

22.عن عُقْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلا الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ يَجْرِي لَهُ عَمَلُهُ حَتَّى يُبْعَث).

[حديث صحيح، وإسناده ضعيف، أخرجه الدارمي (2430)، ورواه أحمد (4/ 150)، عن عبد الله بن يزيد به، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف، وله شاهدٌ من حديث سلمان الفارسي عند مسلم (1913)].

23.عنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَوِ الْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا).

[سنده حسن، وباقي رجاله ثقات، غير عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، فإنه تكلم فيه، إلا أنه كما قال ابن المديني: صدوق. وقد روى له البخاري].

24. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُجْرِيَ عَلَيْهِ أَجْرُ عَمَلِهِ الصَّالِحِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأُومِنَ الْفَتَّانَ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِنًا مِنَ الْفَزَعِ).

[حديث حسن لغيره، وأما هذا الإسناد ففيه معبد بن عبد الله والد زهرة، لم يذكر بتوثيق ولا تجريح، وتفرد عنه ابنه، فهو مجهولٌ عيناً وحالاً، ولا عبرة بذكر ابن حبان له في "الثقات" فإنه من تساهله].

25.عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ أَوَّلَ ثُلَّةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَفُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ تُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ، إِذَا أُمِرُوا سَمِعُوا وَأَطَاعُوا، وَإِنْ كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْهُم حَاجَةٌ إِلَى السُّلْطَانِ لَمْ تُقْضَ حَتَّى يَمُوتَ وَهِيَ فِي صَدْرِهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَدْعُو يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْجَنَّةَ فَتَأْتِي بِزُخْرُفِهَا وَزِينَتِهَا فَيَقُولُ: أَيْنَ عِبَادِي الَّذِينَ قَاتُلوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقُتِلُوا وَأُوذُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَجَاهدُوا فِي سَبِيلِي؟ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ؛ فَيَدْخُلُونَهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ…).

[حديث صحيح، وباقي رجاله ثقاتٌ معروفون، واسم أبي عُشانة: حيّ بن يؤمن، والحديث رواه الحاكم في "المستدرك (2/ 71 -72) من هذا الوجه كما أخرجه المصنف من طريقه، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبيّ].

26. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الشُّهَدَاءُ ثَلاثَةُ: رِجَالٍ رَجُلٌ خَرَجَ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ مُحْتَسِبًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يُرِيدُ أَنْ يُقْتَلَ وَلا يَقْتُلَ لِتَكْثِيرِ سَوَادِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا وَأُجِيرَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأُومِنَ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَزُوِّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَوُضِعَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ. وَالثَّانِي: رَجُلٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَلا يُقْتَلَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ كَانَتْ رُكْبَتُهُ مَعَ رُكْبَةِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ. وَالثَّالِثُ: رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَيُقْتَلَ؛ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَاهِرًا سَيْفَهُ وَاضِعَهُ عَلَى عُنُقِهِ وَالنَّاسُ جَاثُونَ عَلَى الرُّكَبِ يَقُولُ أَلا فَافْتَحُوا لَنَا فَإِنَّا قَدْ بَذَلْنَا دِمَاءَنَا وَأَمْوَالَنَا للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ….) بتمامه. قال المصنف: هذا حديثٌ غريب.

[حديث منكر موضوع، وإسناده واهٍ جداً، فيه من لم يُوثّق، ومحمد بن معاوية هو أبو علي النيسابوري، وقع في إسناد المُصنّف "أبو عبد الله" وهو تصحيف، أو كنية أخرى، وهو متروك الحديث، ساقط ومسلم بن خالد ضعيف].

27.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنِ احْتبسَ فرساً فِي سَبِيل الله، ايمانا بالله، وَتَصْدِيقًا بموعد الله، كَانَ شعبه وَبَوْلُهُ وَرَوْثُهُ حَسَنَاتٍ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).

[سنده جيد، وباقي رجاله ثقات على شرط البخاري].

28.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الْخَيْلُ لَثَلاثَةٍ: لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سَتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ؛ فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ فَرَجَلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأَطَالَ لَهَا فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ، فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا ذَلِكَ مِنَ الْمَرْجِ أَوِ الرَّوْضَةِ، كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا ذَلِكَ، فَاسْتَنَّتْ -صبرت -شَرَفًا أَوْ شرفين -حركة الفرس ونشاطه -كَانَت آثارها واورثها حَسَنَاتٍ وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَ مِنْهُ كَانَ لَهُ حَسَنَاتٌ فَهِيَ لِذَلِكَ أَجْرٌ. وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغِنِّيًا وَتَعَفُّفًا وَلَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا وَلا ظُهُورِهَا فَهِيَ لِذَلِكَ سِتْرٌ. وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِيَاءً وَنَوَاءً لأَهْلِ الإِسْلامِ فَهِيَ عَلَى ذَلِك وزر). قال المُصنِّف: وهذا صحيحٌ أيضاً.

[سنده صحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وهو في الموطأ (2/ 444) من هذا الوجه، كما أخرجه المصنف من طريقه].

29.عَن عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: (ان يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ: صَانِعَهُ الَّذِي يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الْخَيْرَ. وَالَّذِي يُجَهِّزُ بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَالَّذِي يَرْمِي بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ). وَقَالَ: (ارْمُوا أَوِ ارْكَبُوا، وَأَنْ تَرْمُوا خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا، وَكُلُّ لَهْوٍ يَلْهُو بِهِ الْمُؤْمِنُ فَهُوَ بَاطِلٌ إِلا ثَلَاث رَمْيَهُ سَهْمَِهِ عَنْ قَوْسِهِ، وَتَأْدِيبَهُ فَرَسِهِ، وَمُلاعَبَتِهِ أَهْلِهِ؛ فَإِنَّهُنَّ مِنَ الْحَقِّ). وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ تَرَكَ الرَّمْيَ بَعْدَ أَنْ عُلِّمَهُ فَهِيَ نِعْمَةٌ كَفَرَهَا).

[حديث حسن، وإسناد المصنف معلول، انظر: ص 99 -100].

30.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (النَّفَقَةُ فِي الْحَجِّ مِثْلُ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الدِّرْهَمُ بسبعمائة).

[إسناده ضعيف، عطاء بن السائب اختلط، وأبو زهير الضبعي اسمه حرب بن زهير، مستور الحال، روى عنه عطاء بن السائب ومحمد بن أبي إسماعيل ، وذكره ابن حبان في «الثقات» في «تعجيل المنفعة» ص 46]..

31. عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ).

[حديث صحيح، وإسناد المصنف صحيح، وهو في سنن الدارمي رقم (2436) كما أخرجه المؤلف من طريقه].

32.عن أبي ذرٍّ، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهما ثَلَاثَة من الْوَلَد لم يبلغو الْحِنْثَ إِلا أَدْخَلَهُمَا اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ). وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: (مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ابْتَدَرَتْهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ) قَالَ: قُلْتُ: وَمَا زَوْجَانِ مِنْ مَالِهِ؟ قَالَ: فَرَسَانِ مِنْ خَيْلِهِ بَعِيرَانِ مِنْ إِبِلِهِ.

[إسناده صحيح، وباقي رجاله ثقات]. 

33.عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الأَعْمَالُ سِتَّةٌ، وَالنَّاسُ أَرْبَعَةٌ فَمُوجِبَتَانِ، وَمِثْلٌ بِمِثْلٍ، وَحَسَنَةٌ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وحسنة بسبعمائة، فَأَمَّا الْمُوجِبَتَانِ فَمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ، وَأَمَّا مِثْلٌ بِمِثْلٍ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ حَتَّى يُشْعِرَهَا قَلْبَهُ وَيَعْلَمَهَا اللَّهُ مِنْهُ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةً، وَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً فَبِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَمَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ فحسنةٌ بسبعمائة، وَأَمَّا النَّاسُ فَمُوسَّعٌ عَلْيَهِ فِي الدُّنْيَا مَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الآخِرَةِ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الآخِرَةِ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ).

[ضعيف، ورواه أحمد (4/ 221) من هذا الوجه كما أخرجه المصنف من طريقه. أبهم المسعودي الراوي عن خريم، وصرح به في رواية أي النضر هاشم بن القاسم عنه، في «مسند أحمد (4/ 246)، فقال: عن الركين بن الربيع عن أبيه عن خريم.وهذا سند ضعيف لعلتين: الأولى: أن المسعودي اختلط في آخره ، وقد روى عنه يزيد بن هارون وأبو النضر بعدما اختلط ، انظر «الكواكب النيرات» (ص 287) - طبعة أم القرى. والثانية : الانقطاع بين والد الركين، وهو الربيع بن عيلة الفـزاري، وخريم بن فاتك ، فإنه إنما تلقى الخبر عنه بواسطة  كما سيأتي. وقد تابع المسعودي على اسقاط الواسطة بين الربيع وخريم ، عمرو بن قيس الملائي. أخرجه الطبراني في «الكبير» (4/ 245) وسنده جيد لولا الواسطة الساقطة].

34.  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ تَقَلَّدَ سَيْفًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَلَّدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِشَاحَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ لَا تَقُومُ لَهُمَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا مِنْ يَوْمِ خَلَقَهَا اللَّهُ إِلَى يَوْمِ يُفْنِيهَا، وَصَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ حَتَّى يَضَعَهُ عَنْهُ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُبَاهِي مَلائِكَتَهُ بِسَيْفِ الْغَازِي وَرُمْحِهِ وَسِلاحِهِ، وَإِذَا بَاهَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَلائِكَتَهُ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ بَعْدَ ذَلِكَ).

[موضوع، آفته عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي، قال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: «اضرب على أحاديثه، هي كذب، أو قال: موضوعة» (الجرح والتعديل: 2/ 2/ 338)، وقال النسائي في «الضعفاء» (ص 72): « ليس بثقة » وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 138): « لا يحل الاحتجاج به بحال». ونقل ابن عراق في « تنزيه الشريعة » (2/ 184) عن الذهبي قال : «أخرجه أبو عمر بن حيويه في «جزئه» من حديث أي هريرة ، وفيه عبد العزيز بن عبد الرحمن البـالسي، وهو آفته].

35.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ -وهي كسَاءٌ لَهُ عَلَمٌ -إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ مُنِعَ سَخِطَ تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلا انْتَقَشَ طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعَنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ كَانَ فِي سَاقه كَانَ فِي سَاقه وَإِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ وَإِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ طُوبَى لَهُ ثُمَّ طُوبَى لَهُ) قال المصنف: وَانْتَقَشَ اسْتَخْرَجَ الشَّوْكَةَ بِالْمِنْقَاشِ وَهَذَا مَثَلٌ مَعْنَاهُ إِذَا أُصِيبَ فَلا انْجَبَرَ.

[سنده حسن، من أجل أن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار تكلموا في حفظه، كما سبق التعليق على حديث رقم (23)].

36.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كُلُّ عَيْنٍ باكية يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا عين غضت عَن محارم الله، وَعين سهرت فِي سَبِيل الله، وَعين خَرَجَ مِنْهَا مِثْلُ رَأْسِ الذُّبَابِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).

[سنده ضعيفٌ جداً، عمر بن صهبان، ويُقال: عمر بن محمد بن صهبان الأسلمي: متروك، وداود بن عطاء المُزني مثله أو قريبٌ منه].

37.عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يُؤْتَى بِرَجُلٍ من اهل الْجنَّة؛ فَيَقُول: يَا ابْن ادم كَيفَ وجدت مَنْزِلك؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ خَيْرَ مَنْزِلٍ؟ فَيَقُولُ: سَلْ وَتَمَنَّ. فَيَقُولُ :مَا أَسْأَلُ وَلا أَتَمَنَّى إِلا أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا فَأُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ، وَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ مِنْ اهل النَّار فَيَقُول لَهُ: يَا ابْن آدَمَ كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ شَرَّ مَنْزِلٍ. فَيَقُولُ لَهُ: أَتَفْتَدِي مِنْهُ بِمِلْءِ الأَرْضِ ذَهَبًا. فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ فَيَقُولُ كَذَبْتَ، قَدْ سُئِلْتَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَأَيْسَرَ فَلَمْ تَفْعَلْ فَيُرَدُّ إِلَى النَّارِ).

[حديثٌ صحيح، وإسناده جيد، وباقي رجاله على شرط مسلم، سوى الجحدري وهو صدوق].

38.عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: أَيُّ الإِسْلامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ يَدِهِ). قَالَ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ). قَالَ: فَأَيُّ الصَّلاةِ أَفَضْلُ؟ قَالَ: (طُولُ الْقُنُوتِ).

[حديثٌ صحيح، وسنده حسن، من أجل المسيب بن واضح، فإنه كما قال أبو حاتم: "صدوق، كان يُخطئ كثيراً].

39. عن ابن مسعود، قال: سألنا رسول الله عن هذه الآية: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبهم يرْزقُونَ}، فقال: (أرْوَاحُهُمْ كَطَيْرٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ فِي أَيِّهَا شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ معلقَة بالعرش؛ فبيناهم كَذَلِكَ إِذَا اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ اطِّلاعَةً، فَقَالَ: سَلُونِي مَا شِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا مَاذَا نَسْأَلُكَ وَنَحْنُ فِي الْجَنَّةِ نَسْرَحُ فِي أَيِّهَا شِئْنَا، قَالَ: فبيناهم كَذَلِك اذا طلع عَلَيْهِمْ رَبُّكَ اطِّلاعَةً؛ فَيَقُولُ: سَلُونِي مَا شِئْتُمْ. فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا مَاذَا نَسْأَلُكَ وَنَحْنُ فِي الْجَنَّةِ نَسْرَحُ فِي أَيِّهَا شِئْنَا؟ قَالَ: فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يَسْأَلُوا، قَالُوا: نَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا إِلَى أَجْسَادِنَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ؛ فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُمْ لَا يَسْأَلُونَ إِلا هَذَا تَرَكَهُمْ).

[سنده صحيح، وباقي الإسناد على شرط مسلم]. 

40.عن عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الْقَتْلَى ثَلاثَةُ رِجَالٍ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى يُقْتَلَ ذَلِكَ الشَّهِيدُ الْمُمْتَحَنُ فِي خَيْمَةِ اللَّهِ تَحْتَ عَرْشِهِ لَا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلا بِدَرَجَةِ النُّبُوَّةِ. وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ فَرَقَ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَالَخْطَايَا جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ فَتِلْكَ مَضْمَضَةٌ مَجَّتْ ذُنُوبَهُ وَخَطَايَاهُ إِنَّ السَّيْفَ مَحَّاءٌ لِلْخَطَايَا وَأُدْخِلَ من أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ؛ فَإِنَّ لَهَا ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ وَلِجَهَنَّمَ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ وَبَعْضُهَا أَسْفَلَ مِنْ بَعْضٍ. وَرَجُلٌ مُنَافِقٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ فَذَلِكَ فِي النَّارِ ان السَّيْف لَا يمحق النِّفَاق).

حديثٌ صحيح، وإسناد المصنف ضعيف، لضعف سعيد بن رحمة، راوي كتاب الجهاد عن ابن المبارك، والراوي عنه الله أعلم بحاله، والحديث في كتاب "الجهاد" لابن المبارك برقم (7)].