الأربعون في الحثِّ على الجهاد
تصنيف: أبي القاسم علي بن الحسن (ابن عساكر)
449 -571 هـ
تحقيق: عبد الله بن يوسف
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنُّونة
تمهيد/ إن النفس البشرية -بطبعها -تميل إلى الراحة والدعة، وتكره المشقَّة والتعب، لذا تراه ينفر من التكاليف الكثيرة، ويتنصل من تحمل مسؤولياته تجاه الآخرين، ولكن المسلم الصادق يعلم أن هذه الحياة فانية، وأنه زائلٌ عنها لا محالة، مع يقينه العظيم بما أعدَّه الله لعباده الصالحين مما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
ولذا كانت محطَّة الجهاد والتضحية من أعظم المحطات التي يُثبت فيها المرء صدقه في طلب لقاء الله عز وجل، وابتغاء رضوانه، {وما عند الله خيرٌ للأبرار}، {وما عند الله خير وأبقى}، {وما عندكم ينفد وما عند الله باق}، {ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله}، و{ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون}، فكان لا بُدّ أن يُضحي المسلم ببعض أسباب الراحة هنا ليتنعم بالراحة الدائمة هناك، كما قال عز وجل: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (البقرة: 216).
وقد كان الرسول قدوةً للمجاهدين في قوَّته، وبسالته، وشجاعته، وخوضه المعارك، وتخطيطه للحروب، وتنظيمه للصفوف، وبعثه الجيوش، والسرايا والكتائب، وإرساله الصحابة لتنفيذ العمليات النوعية والخاطفة، وتنفيذه المناورات القتالية التي تُرهب الأعداء، كل ذلك نقرأه في سيرته العطرة الزكيَّة، فكان صلى الله عليه وسلم يبذل وقته وماله ونفسه في سبيل الله عز وجل، وكان مثالاً عظيماً في الجهاد والتربية والدعوة، صلى الله عليه وسلم.
وهذه أربعون حديثاً جمعها الإمام الحافظ ثقة الدين أبو القاسم علي بن الحسن بن عساكر الدمشقي الشَّافعي؛ بطلبٍ من السُّلطان نور الدين محمود بن أتابك زنكي التُّركي، الملقب بالملك العادل (511 -569 هـ)، وطلب منه أن تكون هذه الأحاديث المجموعة واضحة المتن متصلة الإسناد، تكون تحريضاً للمجاهدين، في حربهم مع الصليبيين،
وبعض هذه الأربعين أحاديث لا تصح، بل إنَّ منها حديثان موضوعان (26، 34)، وثلاثة أحاديث ضعيفة جداً (15، 16، 36)، وأما الضعيف المحتمل فثلاثة أحاديث (19، 30، 33).
وقد جمع الباحث في مقدمة كتابه طرق حديث (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً) عن ثلاثة عشر صحابيا، وبين أنها لا تعدو في أحسن أحوالها أن تكون شديدة الضعف. وكذلك فعل أحمد بن الصديق الغماري، الذي جمع طرق هذا الحديث في جزء بعنوان (إرشاد المـربعين إلـى طرق حديث الأربعين)
ونذكر هنا إسناد ابن عساكر إلى هذا الحديث، وتعليق المُحقِّق عليه.
قال رحمه الله: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَدِيبُ بِأَصْبَهَانَ، أَنا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بن ابراهيم بن الْمقري، انا أبو يعلى احمد بن عَلِيٍّ ثَنَا عَمْرُو بْنُ حُصَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عُلاثَةَ، عَنْ خَصِيفٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَتِّي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا فِيمَا يَنْفَعُهُمْ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى العابد سبعين دَرَجَةً اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ)
وهذا حديثٌ موضوع، وإسناد المصنِّف مُظلم، وعمرو بن الحصين هذا، قال فيه أبو حاتم: ذاهبُ الحديث، وقال أبو زرعة: واهٍ، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن عدي: حدَّث عن الثقات بغير ما حديثٍ منكر، وهو مظلم الحديث. وقال الخطيب: "كذاب"، وقال الذهبيُّ في حديثه هذا: الظاهر أنَّه من وضع ابن حُصين. زاد ابن الجوزي في "العلل": إعلال الخبر بابن علاثة -واسمه محمد بن عبد الله بن علاثة -لم يُصب في ذلك، لأن من تتبع الأحاديث التي أنكرت عليه وجد النكارة فيها من قبل من روى عنه، ومن أجل ذلك قال فيه الحافظ: صدوقٌ يُخطئ.
والحديث رواه أيضاً الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 173)، وابن عدي كما في "الميزان" (3/ 253)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/ 43)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 114)، والبكري في "الأربعين" (ص 38)، والذهبي في "الميزان" (3/ 595) من طريق عمرو بن الحصين به. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، أخرجها ابن عبد البر (1/ 44)، وابن الجوزي (1/ 114) لكن فيه خالد بن إسماعيل المخزومي، قال ابن عدي: يضع الحديث.
ذكر الأحاديث الأربعين محذوفة الأسانيد.وذكر حكم المحقق عليها باختصار:
1. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (إِيمَانٌ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) فَسُئِلَ ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: (ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: (حَجٌّ مَبْرُورٌ).
[صحيح على شرط مسلم].
2.عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا وَأَغْلاهَا ثَمَنًا)، قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَجِدْ؟ قَالَ: (تعْيين ضَائِعًا أَوْ تَصْنَعُ لأَخْرَقَ)، قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ؟ قَالَ: (تَكُفُّ أَذَاكَ عَنِ النَّاسِ فَإِنَّهَا صَدَقَة تصدق بهَا نَفسك).
[إسناده صحيح].
3.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: (أَنْ تُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ لِمَوَاقِيتِهَا) قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: (بِرُّ الْوَالِدَيْنِ)، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: (الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي.
[إسناده صحيح].
4.عن النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مِنْبَر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْجُمُعَة؛ فَقَالَ رَجُلٌ: مَا أُبَالِي أَنْ لَا أَعْمَلَ عَمَلا بَعْدَ الإِسْلامِ إِلا أَنْ أَسْقِيَ الْحَاجَّ. وَقَالَ الآخَرُ: لَا أُبَالِي أَنْ لَا أَعْمَلَ عَمَلا بَعْدَ الإِسْلامِ إِلا أَنْ أُعَمِّرَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ. وَقَالَ الآخَرُ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَفْضَلُ مِمَّا قُلْتُمْ؛ فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَقَالَ: لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وَهُوَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ -وَلَكِنْ إِذَا صَلَّيْتُ الْجُمُعَةَ دخلت فاستفتيه فِيمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (التَّوْبَة 19)
[إسناده صحيح].
5.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ قَالَ: تَذَاكَرْنَا بَيْنَنَا فَقُلْنَا أَيُّكُمْ يَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: فَهِبْنَا أَنْ يَقُومَ مِنَّا أَحَدٌ. قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا رَجُلا حَتَّى جَمَعَنَا؛ فَجَعَلَ يُشِيرُ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، فَقَرَأَ عَلَيْنَا: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا [يعني سورة الصَّف]، فَتَلاهَا عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ، مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، قَالَ هِلالٌ فَتَلاهَا عَلَيْنَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، قَالَ يَحْيَى فَتَلاهَا عَلَيْنَا هِلالٌ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، قَالَ الأَوْزَاعِيُّ فَتَلاهَا عَلَيْنَا يَحْيَى مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى اخرها.
[حديث صحيح، وإسناد المصنف ضعيف من أجل سعيد بن رحمة، والراوي عنه].
6. عن الْحَارِثَ الأَشْعَرِيَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلامُ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ يَعْمَلُ بِهِنَّ وَيَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ بِهِنَّ، وَأَنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ لَهُ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ تَعْمَلُ بِهِنَّ وَتَأْمُرُ بِهِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ بِهِنَّ ....). وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَأَنَا آمركُم بِخمْس أَمرنِي الله بِهن: الْجَمَاعَة والسمع وَالطَّاعَةِ، وَالْهِجْرَةِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَمَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ خَلَعَ يَعْنِي رِبْقَةَ الإِسْلامِ مِنْ رَأْسِهِ إِلا أَنْ يَرْجِعَ وَمْن دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى).
[حديث صحيح، وإسناد المصنف جيد، ومن فوق أبي يعلى ثقات، رجال مسلم].
7.عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: (رَجُلٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، وَرَجُلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَعْبُدُ رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ).
[سنده صحيح، بقية رجاله رجال الصحيح].
8.عن أبي هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي عَمَلا يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: (لَا أَجِدُهُ) قَالَ: (هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ لَا تَفْتُرُ، وَتَصُومَ وَلا تُفْطِرُ) قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدِ يَسْتَنُّ -أي يسير بنشاط -فِي طُولِهِ -في حبله في المرعى -فَيُكْتَبُ لَهُ حَسَنَات.
[سنده صحيح، وبقية رجاله ثقات].
9.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِم الرائم الَّذِي لَا يَفْتُرُ صَلاةً وَلا صِيَامًا حَتَّى يَرْجِعَ).
[سنده صحيح، رجاله ممن فوق إبراهيم رجال الصحيح، واسم أبي الزناد: عبد الله بن ذكوان، والأعرج: عبد الرحمن بن هرمز].
10.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَضَمَّنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخرجهُ إِلَّا يجهاد فِي سَبِيلِي وَإِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرَسُولِي؛ فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ أُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ كُلِمَ لَوْنُهُ لون الدَّم وريحه ريح الْمسك، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيل الله ابداً، وَلَكِن لا أجد سَعَةً وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَوَدِدْت أَنْ أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلَ ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ).
[إسناده صحيح، رجاله ثقات، وهو على شرط الشيخين].
11. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَا أَبَا سَعِيدٍ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ)، قَالَ: فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَفَعَلَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَأَخْرَى يَرْفَعُ اللَّهُ بِها الْعَبْدَ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)، قَالَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)
[سنده صحيح، ومن فوق أبي عوانة رجال الصحيح].
12.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فِي الْجَنَّةِ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ؛ فَإِنَّهُ وَسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ). قال المصنف: هذا حديث حسن.
و[إسناده لا بأس به، ورجاله ممن فوق أبي بكر القطان رجال الشيخين، غير أحمد بن الأزهر وهو ثقة، وفليح بن سليمان وإن روى له الشيخان؛ فإنهم تكلموا في حفظه، وضعفه ابن معين وغيره من أجل ذلك، وابن أبي عمرة اسمه عبد الرحمن].
13.عَن عمرَان ابْن حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَقَامُ الرَّجُلِ فِي الصَّفِّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الرَّجُلِ سِتِّينَ سنة) قال المصنف: حديث حسن.
[وهو حسن كما قاله، لكن: لا لذاته، وإنما لغيره، من أجل ضعف عبد الله بن صالح، فإنه وإن روى له البخاري، فإن في حديثه ضعفاً، والحسن اختلف في سماعه من عمران بن حصين، فنفاه يحيى القطان وغيره، وأثبته بهز بن أسد وغيره، وعلى كل فإنه مدلس لا يُقبل خبره؛ حتى يُصرح بالتحديث، وقد عنعن هنا].
14. عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا شَحَبَ وَجْهٌ، وَلا اغْبَرَّتْ قَدَمٌ فِي عَمَلٍ يُبْتَغَى بِهِ دَرَجَاتُ الْجَنَّةِ بَعْدَ الصَّلاةِ الْمَفْرُوضَةِ، كَجِهَادٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلا ثَقُلَ مِيزَانُ عَبْدٍ كَدَابَّةٍ تَنْفُقُ لَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اَوْ يحمل عَلَيْهَا فِي سَبِيل الله).
[حديث حسن، وإسناد المؤلف ضعيف، من أجل الكلام في الإسناد إلى ابن المبارك، وهو في كتاب "الجهاد" له، بالإسناد المذكور إليه رقم (31)، وقد تُوبع عليه].
15.عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ مِنْ سَرَايَاهُ، قَالَ: فَمَرَّ رَجُلٌ بِغَارٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، قَالَ فَحَدَّثَ نَفْسَهُ بِأَنْ يُقِيمَ فِي ذَلِكَ الْغَارِ، فَيُقَوِّتُهُ مَا كَانَ فِيهِ من مَاء، ويطيب مَا حَوْلَهُ مِنَ الْبَقْلِ، وَيَتَخَلَّى مِنَ الدُّنْيَا، قَالَ: لَوْ أَنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَإِنْ يَأْذَنْ لِي فَعَلْتُ، وَإِلا لَمْ أَفْعَلْ؛ فَأَتَاهُ فَأخبره... قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ بِالْيَهُودِيَّةِ وَلا بِالنَّصْرَانِيَّةِ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ بالحنفية السَّمْحَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَغَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَمَقَامُ أَحَدِكُمْ فِي الصَّفِّ خَيْرٌ مِنْ صَلاتِهِ سِتِّينَ سَنَةً).
[سنده ضعيفٌ جداً، فيه علي بن زيد الألهاني، وهو متروك، ومعان بن رفاعة لين الحديث].
16.عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ غَزَا غَزْوَة فِي سَبِيل الله عز وَجل؛ فَقَدْ أَدَّى إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيعَ طَاعَتِهِ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ بِثَوَابِ اللَّهِ وَمَنْ شَاءَ فليكفر {إِنَّا أَعْتَدْنَا للظالمين نَاراً}) قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَبَعْدَ هَذَا الْحَدِيثِ مَنْ يَدَعُ الْجِهَادَ وَيَقْعُدُ؟ قَالَ: (مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا، قَوْمٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، لَا يَرَوْنَ الْجِهَادَ، وَقَدِ اتَّخَذَ رَبِّي عِنْدَهُ عَهْدًا لَا يُخْلَفُ أَيُّمَا عَبْدٍ لَقِيَهُ وَهُوَ يَرَى ذَلِكَ: أَنْ يُعَذِّبَهُ عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ).
[سنده واهٍ، القاسم بن بهرام، قال عنه الذهبي: له عجائب، وهّاه ابن حبان وغيره].
17.عن أبي موسى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْت ظِلالِ السُّيُوفِ) قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ رَثُّ الْهَيْئَةِ؛ فَقَالَ يَا أَبَا مُوسَى أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فَرجع الى اصحابه إِلَى أَصْحَابِهِ؛ فَقَالَ: أَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ، ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ، فَأَلْقَاهُ ثُمَّ مَشَى بِسَيْفِهِ إِلَى الْعَدُوِّ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ.
[سنده صحيح].
18.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ فِي الْمُرَابِطَةِ فَفَزِعُوا، فَخَرَجُوا إِلَى السَّاحِلِ، ثُمَّ قِيلَ: لَا بَأْسَ فَانْصَرَفَ النَّاسُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَاقِفٌ، فَمَرَّ بِهِ إِنْسَانٌ فَقَالَ: مَا يُوقِفُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الأَسْوَدِ).
[حديث صحيح، وسند المصنف جيد، وباقي رجاله ثقات، رجال الشيخين، غير الترقفي، وهو ثقة، وقد قيل: إن مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة، والصحيح ثبوت سماعه منه كما في "ٍنن أبي داود" (4158)، والبيهقي (7/ 270)].
19. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ تَبُوكَ خَطَبَ النَّاسَ وَهُوَ مُضِيفٌ ظَهْرَهُ إِلَى نَخْلَةٍ؛ فَقَالَ: (أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ وَشَرِّ النَّاسِ، إِنَّ من خير النَّاس رجل عَمِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَلَى فَرَسِهِ أَوْ عَلَى بَعِيرِهِ أَوْ عَلَى قَدَمَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْت وَهُوَ على ذَلِك، وَإِن شَرّ النَّاس فَاجر جريء يَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ لَا يَرْعَوِي إِلَى شَيْءٍ مِنْهُ).
[سنده ضعيف، من أجل أبي الخطاب، فإنه مصريٌّ مجهول، لم يرو عنه غير أبي الخير].
20.عن أبي أُمَامَةَ يُخْبِرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ لَمْ يَغْزُ أَوْ يُجَهِّزْ غَازِيًا أَوْ يَخْلُفْ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ أَصَابَهُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
[سنده حسن، وباقي رجاله ثقات، غير القاسم بن عبد الرحمن، وهو صاحب أبي أمامة؛ فإنه صدوقٌ حسن الحديث].
21.عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلا الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ يَنْمُو لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَيُؤَمَّنُ مِنْ فَتَّانِ الْقَبْرِ).
[سنده صحيح].
22.عن عُقْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلا الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ يَجْرِي لَهُ عَمَلُهُ حَتَّى يُبْعَث).
[حديث صحيح، وإسناده ضعيف، أخرجه الدارمي (2430)، ورواه أحمد (4/ 150)، عن عبد الله بن يزيد به، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف، وله شاهدٌ من حديث سلمان الفارسي عند مسلم (1913)].
23.عنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَوِ الْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا).
[سنده حسن، وباقي رجاله ثقات، غير عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، فإنه تكلم فيه، إلا أنه كما قال ابن المديني: صدوق. وقد روى له البخاري].
24. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُجْرِيَ عَلَيْهِ أَجْرُ عَمَلِهِ الصَّالِحِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأُومِنَ الْفَتَّانَ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِنًا مِنَ الْفَزَعِ).
[حديث حسن لغيره، وأما هذا الإسناد ففيه معبد بن عبد الله والد زهرة، لم يذكر بتوثيق ولا تجريح، وتفرد عنه ابنه، فهو مجهولٌ عيناً وحالاً، ولا عبرة بذكر ابن حبان له في "الثقات" فإنه من تساهله].
25.عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ أَوَّلَ ثُلَّةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَفُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ تُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ، إِذَا أُمِرُوا سَمِعُوا وَأَطَاعُوا، وَإِنْ كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْهُم حَاجَةٌ إِلَى السُّلْطَانِ لَمْ تُقْضَ حَتَّى يَمُوتَ وَهِيَ فِي صَدْرِهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَدْعُو يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْجَنَّةَ فَتَأْتِي بِزُخْرُفِهَا وَزِينَتِهَا فَيَقُولُ: أَيْنَ عِبَادِي الَّذِينَ قَاتُلوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقُتِلُوا وَأُوذُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَجَاهدُوا فِي سَبِيلِي؟ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ؛ فَيَدْخُلُونَهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ…).
[حديث صحيح، وباقي رجاله ثقاتٌ معروفون، واسم أبي عُشانة: حيّ بن يؤمن، والحديث رواه الحاكم في "المستدرك (2/ 71 -72) من هذا الوجه كما أخرجه المصنف من طريقه، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبيّ].
26. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الشُّهَدَاءُ ثَلاثَةُ: رِجَالٍ رَجُلٌ خَرَجَ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ مُحْتَسِبًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يُرِيدُ أَنْ يُقْتَلَ وَلا يَقْتُلَ لِتَكْثِيرِ سَوَادِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا وَأُجِيرَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأُومِنَ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَزُوِّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَوُضِعَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ. وَالثَّانِي: رَجُلٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَلا يُقْتَلَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ كَانَتْ رُكْبَتُهُ مَعَ رُكْبَةِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ. وَالثَّالِثُ: رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَيُقْتَلَ؛ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَاهِرًا سَيْفَهُ وَاضِعَهُ عَلَى عُنُقِهِ وَالنَّاسُ جَاثُونَ عَلَى الرُّكَبِ يَقُولُ أَلا فَافْتَحُوا لَنَا فَإِنَّا قَدْ بَذَلْنَا دِمَاءَنَا وَأَمْوَالَنَا للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ….) بتمامه. قال المصنف: هذا حديثٌ غريب.
[حديث منكر موضوع، وإسناده واهٍ جداً، فيه من لم يُوثّق، ومحمد بن معاوية هو أبو علي النيسابوري، وقع في إسناد المُصنّف "أبو عبد الله" وهو تصحيف، أو كنية أخرى، وهو متروك الحديث، ساقط ومسلم بن خالد ضعيف].
27.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنِ احْتبسَ فرساً فِي سَبِيل الله، ايمانا بالله، وَتَصْدِيقًا بموعد الله، كَانَ شعبه وَبَوْلُهُ وَرَوْثُهُ حَسَنَاتٍ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
[سنده جيد، وباقي رجاله ثقات على شرط البخاري].
28.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الْخَيْلُ لَثَلاثَةٍ: لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سَتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ؛ فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ فَرَجَلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأَطَالَ لَهَا فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ، فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا ذَلِكَ مِنَ الْمَرْجِ أَوِ الرَّوْضَةِ، كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا ذَلِكَ، فَاسْتَنَّتْ -صبرت -شَرَفًا أَوْ شرفين -حركة الفرس ونشاطه -كَانَت آثارها واورثها حَسَنَاتٍ وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَ مِنْهُ كَانَ لَهُ حَسَنَاتٌ فَهِيَ لِذَلِكَ أَجْرٌ. وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغِنِّيًا وَتَعَفُّفًا وَلَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا وَلا ظُهُورِهَا فَهِيَ لِذَلِكَ سِتْرٌ. وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِيَاءً وَنَوَاءً لأَهْلِ الإِسْلامِ فَهِيَ عَلَى ذَلِك وزر). قال المُصنِّف: وهذا صحيحٌ أيضاً.
[سنده صحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وهو في الموطأ (2/ 444) من هذا الوجه، كما أخرجه المصنف من طريقه].
29.عَن عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: (ان يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ: صَانِعَهُ الَّذِي يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الْخَيْرَ. وَالَّذِي يُجَهِّزُ بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَالَّذِي يَرْمِي بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ). وَقَالَ: (ارْمُوا أَوِ ارْكَبُوا، وَأَنْ تَرْمُوا خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا، وَكُلُّ لَهْوٍ يَلْهُو بِهِ الْمُؤْمِنُ فَهُوَ بَاطِلٌ إِلا ثَلَاث رَمْيَهُ سَهْمَِهِ عَنْ قَوْسِهِ، وَتَأْدِيبَهُ فَرَسِهِ، وَمُلاعَبَتِهِ أَهْلِهِ؛ فَإِنَّهُنَّ مِنَ الْحَقِّ). وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ تَرَكَ الرَّمْيَ بَعْدَ أَنْ عُلِّمَهُ فَهِيَ نِعْمَةٌ كَفَرَهَا).
[حديث حسن، وإسناد المصنف معلول، انظر: ص 99 -100].
30.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (النَّفَقَةُ فِي الْحَجِّ مِثْلُ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الدِّرْهَمُ بسبعمائة).
[إسناده ضعيف، عطاء بن السائب اختلط، وأبو زهير الضبعي اسمه حرب بن زهير، مستور الحال، روى عنه عطاء بن السائب ومحمد بن أبي إسماعيل ، وذكره ابن حبان في «الثقات» في «تعجيل المنفعة» ص 46]..
31. عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ).
[حديث صحيح، وإسناد المصنف صحيح، وهو في سنن الدارمي رقم (2436) كما أخرجه المؤلف من طريقه].
32.عن أبي ذرٍّ، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهما ثَلَاثَة من الْوَلَد لم يبلغو الْحِنْثَ إِلا أَدْخَلَهُمَا اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ). وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: (مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ابْتَدَرَتْهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ) قَالَ: قُلْتُ: وَمَا زَوْجَانِ مِنْ مَالِهِ؟ قَالَ: فَرَسَانِ مِنْ خَيْلِهِ بَعِيرَانِ مِنْ إِبِلِهِ.
[إسناده صحيح، وباقي رجاله ثقات].
33.عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الأَعْمَالُ سِتَّةٌ، وَالنَّاسُ أَرْبَعَةٌ فَمُوجِبَتَانِ، وَمِثْلٌ بِمِثْلٍ، وَحَسَنَةٌ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وحسنة بسبعمائة، فَأَمَّا الْمُوجِبَتَانِ فَمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ، وَأَمَّا مِثْلٌ بِمِثْلٍ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ حَتَّى يُشْعِرَهَا قَلْبَهُ وَيَعْلَمَهَا اللَّهُ مِنْهُ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةً، وَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً فَبِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَمَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ فحسنةٌ بسبعمائة، وَأَمَّا النَّاسُ فَمُوسَّعٌ عَلْيَهِ فِي الدُّنْيَا مَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الآخِرَةِ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الآخِرَةِ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ).
[ضعيف، ورواه أحمد (4/ 221) من هذا الوجه كما أخرجه المصنف من طريقه. أبهم المسعودي الراوي عن خريم، وصرح به في رواية أي النضر هاشم بن القاسم عنه، في «مسند أحمد (4/ 246)، فقال: عن الركين بن الربيع عن أبيه عن خريم.وهذا سند ضعيف لعلتين: الأولى: أن المسعودي اختلط في آخره ، وقد روى عنه يزيد بن هارون وأبو النضر بعدما اختلط ، انظر «الكواكب النيرات» (ص 287) - طبعة أم القرى. والثانية : الانقطاع بين والد الركين، وهو الربيع بن عيلة الفـزاري، وخريم بن فاتك ، فإنه إنما تلقى الخبر عنه بواسطة كما سيأتي. وقد تابع المسعودي على اسقاط الواسطة بين الربيع وخريم ، عمرو بن قيس الملائي. أخرجه الطبراني في «الكبير» (4/ 245) وسنده جيد لولا الواسطة الساقطة].
34. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ تَقَلَّدَ سَيْفًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَلَّدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِشَاحَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ لَا تَقُومُ لَهُمَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا مِنْ يَوْمِ خَلَقَهَا اللَّهُ إِلَى يَوْمِ يُفْنِيهَا، وَصَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ حَتَّى يَضَعَهُ عَنْهُ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُبَاهِي مَلائِكَتَهُ بِسَيْفِ الْغَازِي وَرُمْحِهِ وَسِلاحِهِ، وَإِذَا بَاهَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَلائِكَتَهُ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ بَعْدَ ذَلِكَ).
[موضوع، آفته عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي، قال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: «اضرب على أحاديثه، هي كذب، أو قال: موضوعة» (الجرح والتعديل: 2/ 2/ 338)، وقال النسائي في «الضعفاء» (ص 72): « ليس بثقة » وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 138): « لا يحل الاحتجاج به بحال». ونقل ابن عراق في « تنزيه الشريعة » (2/ 184) عن الذهبي قال : «أخرجه أبو عمر بن حيويه في «جزئه» من حديث أي هريرة ، وفيه عبد العزيز بن عبد الرحمن البـالسي، وهو آفته].
35.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ -وهي كسَاءٌ لَهُ عَلَمٌ -إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ مُنِعَ سَخِطَ تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلا انْتَقَشَ طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعَنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ كَانَ فِي سَاقه كَانَ فِي سَاقه وَإِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ وَإِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ طُوبَى لَهُ ثُمَّ طُوبَى لَهُ) قال المصنف: وَانْتَقَشَ اسْتَخْرَجَ الشَّوْكَةَ بِالْمِنْقَاشِ وَهَذَا مَثَلٌ مَعْنَاهُ إِذَا أُصِيبَ فَلا انْجَبَرَ.
[سنده حسن، من أجل أن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار تكلموا في حفظه، كما سبق التعليق على حديث رقم (23)].
36.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كُلُّ عَيْنٍ باكية يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا عين غضت عَن محارم الله، وَعين سهرت فِي سَبِيل الله، وَعين خَرَجَ مِنْهَا مِثْلُ رَأْسِ الذُّبَابِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).
[سنده ضعيفٌ جداً، عمر بن صهبان، ويُقال: عمر بن محمد بن صهبان الأسلمي: متروك، وداود بن عطاء المُزني مثله أو قريبٌ منه].
37.عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يُؤْتَى بِرَجُلٍ من اهل الْجنَّة؛ فَيَقُول: يَا ابْن ادم كَيفَ وجدت مَنْزِلك؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ خَيْرَ مَنْزِلٍ؟ فَيَقُولُ: سَلْ وَتَمَنَّ. فَيَقُولُ :مَا أَسْأَلُ وَلا أَتَمَنَّى إِلا أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا فَأُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ، وَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ مِنْ اهل النَّار فَيَقُول لَهُ: يَا ابْن آدَمَ كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ شَرَّ مَنْزِلٍ. فَيَقُولُ لَهُ: أَتَفْتَدِي مِنْهُ بِمِلْءِ الأَرْضِ ذَهَبًا. فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ فَيَقُولُ كَذَبْتَ، قَدْ سُئِلْتَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَأَيْسَرَ فَلَمْ تَفْعَلْ فَيُرَدُّ إِلَى النَّارِ).
[حديثٌ صحيح، وإسناده جيد، وباقي رجاله على شرط مسلم، سوى الجحدري وهو صدوق].
38.عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: أَيُّ الإِسْلامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ يَدِهِ). قَالَ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ). قَالَ: فَأَيُّ الصَّلاةِ أَفَضْلُ؟ قَالَ: (طُولُ الْقُنُوتِ).
[حديثٌ صحيح، وسنده حسن، من أجل المسيب بن واضح، فإنه كما قال أبو حاتم: "صدوق، كان يُخطئ كثيراً].
39. عن ابن مسعود، قال: سألنا رسول الله عن هذه الآية: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبهم يرْزقُونَ}، فقال: (أرْوَاحُهُمْ كَطَيْرٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ فِي أَيِّهَا شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ معلقَة بالعرش؛ فبيناهم كَذَلِكَ إِذَا اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ اطِّلاعَةً، فَقَالَ: سَلُونِي مَا شِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا مَاذَا نَسْأَلُكَ وَنَحْنُ فِي الْجَنَّةِ نَسْرَحُ فِي أَيِّهَا شِئْنَا، قَالَ: فبيناهم كَذَلِك اذا طلع عَلَيْهِمْ رَبُّكَ اطِّلاعَةً؛ فَيَقُولُ: سَلُونِي مَا شِئْتُمْ. فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا مَاذَا نَسْأَلُكَ وَنَحْنُ فِي الْجَنَّةِ نَسْرَحُ فِي أَيِّهَا شِئْنَا؟ قَالَ: فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يَسْأَلُوا، قَالُوا: نَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا إِلَى أَجْسَادِنَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ؛ فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُمْ لَا يَسْأَلُونَ إِلا هَذَا تَرَكَهُمْ).
[سنده صحيح، وباقي الإسناد على شرط مسلم].
40.عن عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الْقَتْلَى ثَلاثَةُ رِجَالٍ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى يُقْتَلَ ذَلِكَ الشَّهِيدُ الْمُمْتَحَنُ فِي خَيْمَةِ اللَّهِ تَحْتَ عَرْشِهِ لَا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلا بِدَرَجَةِ النُّبُوَّةِ. وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ فَرَقَ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَالَخْطَايَا جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ فَتِلْكَ مَضْمَضَةٌ مَجَّتْ ذُنُوبَهُ وَخَطَايَاهُ إِنَّ السَّيْفَ مَحَّاءٌ لِلْخَطَايَا وَأُدْخِلَ من أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ؛ فَإِنَّ لَهَا ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ وَلِجَهَنَّمَ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ وَبَعْضُهَا أَسْفَلَ مِنْ بَعْضٍ. وَرَجُلٌ مُنَافِقٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ فَذَلِكَ فِي النَّارِ ان السَّيْف لَا يمحق النِّفَاق).
حديثٌ صحيح، وإسناد المصنف ضعيف، لضعف سعيد بن رحمة، راوي كتاب الجهاد عن ابن المبارك، والراوي عنه الله أعلم بحاله، والحديث في كتاب "الجهاد" لابن المبارك برقم (7)].